القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد تقديم العلامة الشيخ صالح الفوزان تأليف الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الناشر دار ابن القيم – دار ابن عفان الطبعة الأولى 1423هـ – 2003م أن أقسام التوحيد الثلاثة مأخوذة بالاستقراء لنصوص القرآن الكريم، و بهذا يعلم أن هذا التقسيم من الحقائق الشرعية المستمدة من كتاب الله تعالى، و ليس أمرا اصطلاحيا أنشأه بعض العلماء (حاشية و بهذا يعلم فساد ما قرره مؤلف كتاب [ الثوابت و المتغيرات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر] د.صلاح الصاوي حيث يقول [ص:154 ] " فإن هذا التقسيم اصطلاحي، الهدف منه تقريب القضية و تنظيم دراستها، كما اصطلح أهل العلم على أسماء اصطلاحية للعلوم ... و على هذا فلا مشاحة في الإصطلاح، و ليست هناك حدود فاصلة بين ما يدخل في توحيد الربوبية، و بين ما يدخل في توحيد الألوهية، و بين ما يدخل في توحيد الأسماء و الصفات ، بل إن هذا التقسيم ابتداءً على هذا النحو لم يرد به فيما نعلم آية محكمة أو سنة متبعة، و العبرة كما يقولون بالمقاصد و المعاني، و ليس بالألفاظ و المباني، هذا و إن كان تتابع أهل العلم على استخدام هذا التقسيم و استقراره عبر قرون طويلة يجعله جزءا من التراث السلفي، فينبغي قبوله على أن لا يكون في ذاته معقد ولاء و براء] فجعل ـ أصلحه الله ـ هذا التقسيم تقسيما اصطلاحيا، و ليس حقيقة شرعية مأخوذة بالتتبع و الاستقراء لنصوص الكتاب و السنة، بل تمادى في الباطل عندما قال [و ليست هناك حدود فاصلة بين ما يدخل في توحيد الربوبية، و بين ما يدخل في توحيد الألوهية، و بين ما يدخل في توحيد الأسماء و الصفات].و إني لأعجب غاية العجب كيف يقول هذا من يتصدى لتوجيه مسيرة العمل الإسلامي المعاصر، مع أنه في نفسه كما يصرح هنا لا يعرف حدودا فاصلة بين أنواع التوحيد الثلاثة. و أي جناية على مسيرة العمل الإسلامي أشد من أن ينشر بين أهل الإسلام أن أقسام التوحيد ليست من الثوابت، و ليست من الأمور التي يعقد عليها الولاء و البراء، و انها لم يرد بها آية محكمة أو سنة متبعة، و أنه ليس هناك حدود فاصلة بين هذه الأقسام، و أنها أمور اصطلح عليها بعض أهل العلم و لا مشاحة في الاصطلاح.أليس في هذا خلخلة للصف و توهين للاعتقاد و تقليل من شأن التوحيد فالله المستعان و هو حسبنا و نعم الوكيل، و في الكتاب المذكور أخطاء عديدة من هذا الجنس ليس هذا موطن بيانها.)