إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

رؤية الله في الآخرة بالعين !! بحث ماتع لشيخنا ماهر القحطاني حفظه الله.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رؤية الله في الآخرة بالعين !! بحث ماتع لشيخنا ماهر القحطاني حفظه الله.

    رؤية الله في الآخرة بالعين !!وخطأ من يقول في دعاء القنوت في رمضان يامن لاتراه العيون .

    --------------------------------------------------------------------------------

    رؤية الله عز وجل
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وكفى, وصلاةً وسلاماً على عباده الذين أصطفى, لاسيما عبده المصطفى ,وعلى آله وصحبه المستحقين الشرفا, اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
    وبعد:-
    فهذه كلمات مختصرات- عن رؤية العباد لرب البريات- موجزة العبارة, لطيفة الإشارة, مزودة بالأدلة, من الكتاب والسنة, وأثار سلف الأمة, فاظفر بها وبمعينها, فيا آيها الناظر فيها , المتأمل معانيها , لك غنمها , وعلىِّ غرمها , فإن كان من توفيق فمن الله وحده, وإن كانت الأخرى - فلا أعدم منك تعليق أو نصيحة- فمنى ومن الشيطان ومن الله الغفران , والله المستعان.

    ـ ـ ـ
    ـ ـ
    ـ

    :: المبحث الاول ::

    بيان فضل رؤية الله تعالى وأنها أعظم نعيم الجنة فى الاخرة
    اعلم- أخى الكريم - أن رؤية الله تعالى هى اعظم نعيم الاخرة- امتعنا الله بها- كما فى حديث مسلم عن صهيب رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال [ إذا دخل أهل الجنه الجنه يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا , ألم تدخلنا الجنه وتنجينا من النار , فيكشف الحجاب فما أُعطوا شيئاَ أحب إليهم من النظر الى ربهم, ثم تلا هذه الاية ( الذين أحسنوا الحسنى وزيادة)]..
    ولذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يدعوا ربه فى حديث عمار بن ياسر رضى الله عنه عند احمد فى مسنده (4/264)وصححه الالبانى فى صحيح الجامع ان النبى كان يدعو فى صلاته فيقول (...وأسالك لذة النظر إلى وجهك الكريم وأسألك الشوق إلى لقائك....) فالرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يعطيه هذه اللذه وذاك النعيم العظيم لما لا !! والنبى صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بهذا الفضل, وبهذه اللذه, ولذا يقول ابن القيم:[ إذا عرف هذا , فأعظم نعيم الاخرة ولذاتها هو النظر الى وجه الرب جل جلاله , وسماع كلامه منه , والقرب منه كما ثبت فى الصحيح فى حديث الرؤيه ] ا.هـ الداء والدواءصـ283-284
    ويقول أيضاَ ـ رحمه الله ـ :[ فأطيب ما فى الدنيا معرفته ومحبته, وألذ ما فى الأخرة رؤيته ومشاهدته] ا.هـ الداء والدواءصـ284
    ويقول الله تعالى [ للذين أحسنو الحسنى وزيادة] ,وانظر وأمعن النظر- أخى الكريم- فى كلمة [ زيادة ] , لتشعر بهذا الفضل العظيم أى: للذين أحسنوا " الجنه " وما فيها من نعيم مقيم وأفضل من ذلك " النظر " إليه سبحانه كما فسرها السلف ـ رضى الله عنهم ـ .


    :: المبحث الثانى ::

    الفصل الاول
    [ فرق مهم ]
    أخى - وفقك الله - عليك أن تعلم الفرق المهم , والإختلاف الجم, بين [ الرؤية و الادراك ] .
    أولا :ـ [ الرؤية ] :ـ
    1ـ من الفعل ( رأى ) وهى النظر إلى الشئ المرئى بالعين وهذا معنى بسيط .
    2ـ حكمها جائزة من العباد لله تعالى فى الأخرة فهم سيرون ربهم فى الأخرة عياناً كما هو معتقد أهل السنة و الجماعة
    للأدلة النقلية التى ستأتى لاحقاً ـ إن شاء الله تعالى ـ
    ثانياً:ـ [ الإدراك ] :ـ
    1 ـ من الفعل ( أدرك - يدرك - إدراك) وهى غير جائزة ولا مستطاعة من من العباد فى حق الله تعالى بل العكس هوالصحيح فهو الذى يحيط بكل شئ علماً ولا يحيطون به علماًـ سبحانه ـ
    ا- [ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ] الأنعام أية 103
    ب-[ ولقد أوحينا إلى موسى أن اسر بعبادى فأضرب لهم طريقاً فى البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى ] طه أية 77 ..
    أخبر الله - تعالى- أنه لا يخاف درك آل فرعون لموسى ومن معه لأنها غير ممكنة من العباد فيما بينهم فضلاً عن ربنا ـ سبحانه ـ كما بينا فهم ضعفاء مخلوقين , فالله سبحانه يرى ويدرك الأشياء, ويُرىَ ولايُدرك , ولا يحاط به.
    جـ- [ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء ] البقرة أية 255
    2 ـ هى المعرفة والإحاطة بالشئ وهو قدر زائد عن الرؤية البصرية .... والدليل :-
    1- [ فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنَّا لمدركون ( 61) قال كلا ..] الشعراء أية 62:61 , فهنا نفى موسى عليه السلام الإدراك ولم ينفى الرؤية .
    2- [ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ] الأنعام أية 103 , فهو- سبحانه - يدرك بعلمه العظيم المطلق الكامل كل شئ ولا تدركه أبصار خلقه .



    ثالثاً:- فوائد وتتنبيهات
    1- فائدة : يقول ابن القيم [ فالرؤيه والإدراك كل منهما يوجد مع الأخرين وبدونه فالرب سبحانه يرى ويدرك كما يعلم ولا يُحاط به ] أ.هـ صـــ 215 حادى الأرواح .
    2- فائدة : [ وليس تشبيه رؤية الله - تعالى - برؤية الشمس والقمر تشبيهاً لله , بل تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئى بالمرئى ] أ. هـ الثمرات صـ 78 .
    3- فائدة : [ روى عن ابن عباس أنه قيل له فى ذلك فقال للسائل : أفترى السماء ؟ قال: نعم... قال أفتدركها ... قال: لا.. قال الله أعظم وأجل ] ا.هـ الثمرات صــ 78 .

    الفصل الثانى
    [ رؤية العباد لله ـ عزوجل ـ ]

    أولاً - رؤية العباد لله فى الأخرة :-
    أ- المؤمنين :-
    سيرون ربهم - سبحانه - يوم القيامه عياناً
    الأدلة :-
    القرآن الكريم
    1-[ وجوه يومئذِ ناضرة , إلى ربها ناظرة ] القيامة آية 23:22
    2-[ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ] 26 , و" الحسنى " هى الجنة , و" الزيادة " هى النظر إلى وجه الله تعالى كما فسرها السلف , منهم سعيد بن المسيب والحسن البصرى وعكرمه ومجاهد وقتاده والسدى والضحاك وكعب .. من حادى الارواح صـ 246:245 .
    3-[ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ] المطففين آية 15, فاذا حجب المؤمنين عن ربهم فأى فضل لهم عن الكفار .
    4-[ وأتقوا الله وأعلموا انكم ملاقوه ] البقرة آية 223 ,[ تحيتهم يوم يلقونه سلام ] الأحزاب آية 44.
    وقد أجمع أهل اللغة عن أن اللقاء معنى نُسب إلى الحى السليم من العمى والمانع , أقتضى المعاينه والرؤية ( من حادى الارواح صـ211 )

    ومن السنه الشريفة :
    1- عن أبى هريرة رضى الله عنه أن أناساَ قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ هل تضارون فى رؤية القمر ليلة البدر ؟ ] قالوا : لا يا رسول الله , قال [ هل تضارون فى رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟] قالوا : لا , قال [ فإنكم ترونه كذلك ..... ] رواه البخارى ومسلم
    2- عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال ( كنا جلوساً مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشر فقال [ إنكم سترون ربكم عياناً , كما ترون هذا لا تضامون فى رؤيته , فإن أستطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس , وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا ...] البخارى ومسلم .
    3- وفى حديث الشفاعه المشهور.. قال صلى الله عليه وسلم [ فيأتونى فأستأذن على ربى فيأذن لى فإذا أنا رأيته فأقع له ساجداً..] البخارى ومسلم .
    4-عن صهيب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إذا دخل أهل الجنه يقول الله عزوجل : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنه وتنجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم ] ثم تلا هذه الآية " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " يونس26 ] رواه مسلم .

    5-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جنتان من فضة آتيتهما وما فيهما , وجنتان من ذهب آتيتهما وما فيهما , وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه فى جنة عدن )البخارى ومسلم واحمد .

    الإجماع :
    أجمع أهل السنة على أن المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة ( فقه الخلاف صــ30)

    وأخيراً : أثار السلف والخلف :

    لعدم الإطالة أنظر :-
    - متن العقيده الطحاويه صـ8-7
    - نونية القحطانى صــــ18 وصـــ74
    - متن لمعة الأعتقاد صـــ74-72
    - إعلام السنه المنشورة صـ76-77
    - نونية ابن القيم


    ب- الكفار والمنافقين :-
    أختلف العلماء فى رؤية الكفار والمنافقين لربهم تعالى يوم القيامة مع خلاف سائغ على ثلاث أقوال :-
    الأول : أن الرؤية خاصة بالمؤمنين وهو الذى عليه الجمهور كما نقله النووى فى شرح مسلم عن أهل السنه وأن الكفار والمنافقين لا يرونه لقوله تعالى [ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ] المطففين 15
    الثانى : أن اهل الموقف يرونه ثم يحجب عن الكفار .
    الثالث: أن المؤمنين والمنافقين يرونه ثم يحجب عن المنافقين
    الراجح :-
    وهو قول ابن تيمية وابن القيم ( حادى الارواح صــ211 وصـــ252 ) أن كل أهل الموقف يرونه ثم يحجب عن الكفار والمنافقين
    الأدلة :-
    1- حديث مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال [ يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة الحديث وفيه... قال : فوالذى نفسى بيده لا تضارون فى رؤية ربكم إلا كما تضارون فى رؤية أحدهما فيلقى العبد : فيقول أى فلان الم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والأبل وأذرك ترأس وتربح فيقول بلى فيقول أوظننت أنك ملاقى ؟ فيقول لا , فيقول فإنى أنساك كما نسيتنى ...] الحديث
    2-( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ) المطففين 15
    أى الكفار والمنافقين يرونه ثم يحجب ورؤيتهم أول مرة ليست رؤية تكريم , بل ليوقنوا بلقائه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين وهذا من أشد أنواع العذاب المعنوى النفسى .


    ثانياً : [ رؤية العباد لله فى الدنيا ] :
    أ-نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
    ! - رؤية العين :-
    1- حكى الدارمى إجماع الصحابة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه عز وجل.
    2-أستثنى بعضهم ابن عباس حيث قال [ رأى محمد ربه ] وذُكر هذا الرأى عن الإمام أحمد أيضاً .
    الراجح :- أن النبى صلى الله عليه وسلم لم ير ربه فى الدنيا للأدلة الأتيه :
    1- سئل فى الحديث هل رأيت ربك ؟ قال [ نور أنَّى أراه ] مسلم والترمذى بلفظ [ نوراً أنى أراه ] .
    2- سئل فى الحديث : هل رأيت ربك ؟ قال [ رأيت نوراً ] رواه مسلم عن أبى ذر وهو النور المفسر فى الحديث الأخر الذى رواه مسلم أيضاً :[ حجابه النور ] .
    أى حال دون رؤية الله تعالى نور فأنَّى أراه .
    3- مجمل كلام ابن عباس عن الرؤية هى رؤية الفؤاد فهو لم يقل بعينيه بل الألفاظ الوارده عنه مطلقه مثل : [ رأه محمد ] و [ رأى محمد ربه ] أو مقيدة بالفؤاد مثل [ رأى محمد ربه بفؤاده مرتين ] وكذلك الإمام أحمد رحمه الله .
    4- أن القراءن لم يصرح بذلك بل بين رؤيته صلى الله عليه وسلم لأيات ربه ولو كان رأى ربه سبحانه لكان ذلك أولى بالذكر والله اعلم كما فى الأيات :-
    -[ سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم ] الإسراء 1
    -[ أفتمارونه على ما يرى ] النجم 12
    -[ لقد رأى من آيات ربه الكبرى ] النجم 18
    -[ وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القراءن ] الإسراء60 , عن ابن عباس فى تفسير هذه الآية قال [ هى رؤية عين أُُريها الرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به ) كما عند البخارى (8/39 التفسير .

    فائدة مهمة : صحف بعضهم هذا الحديث [ نور انى أراه ] إلى [ نور إنىّ اراه ] على أنها ياء نسب وهذا خطأ لفظاَ ومعنى مما جعل بعضهم يرده بإضطراب لفظه.

    فائدة مهمة : انكرت عائشه رضى الله عنها الرؤية واثبتها ابن عباس رضى الله عنه كما فى الاحاديث الصحيحه ويمكن الجمع بينهما ان عائشه انكرت رؤيه العين وابن عباس اثبت رؤيه الفؤاد

    ب-[ البشر ] سوى النبى صلى الله عليه وسلم :-
    1-الانبياء والرسل : لم ير نبى أو رسول ربه عز وجل فى الدنيا كما فى الايات [ قال ربى أرنى أنظر إليك قال لن ترآنى ولكن أنظر إلى الجبل فإن أستقرمكانه فسوف ترانى..] الايات فى صورة الأعراف 143
    2- سوى( الانبياء والرسل) من البشر:-
    لم ولن ير أحدٌ ربه عزوجل فى الدنيا .
    * الدليل :-
    -الحديث [ وأعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ] مسلم , الترمذى .
    - هذا رداً على من يقول أنه يرى ربه بأبصارهم فى الدنيا من جهله وغلاة المتصوفة الذى يزعمون انه يحصل لهم بغير سؤال ما حصل لموسى بالسؤال وهو ضال مبتدع مخالف للكتاب والسنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (6/512) .

    فائدة: قال ابن تيمية فى- مجموع الفتاوى- ( وإنما لم نره فى الدنيا لعجز أبصارنا, لا لإمتناع الرؤيا فهذه الشمس إذا حدق الرائى البصر فى شعاعها, ضعف عن رؤيتها لا لإمتناع فى ذات المرئى , بل لعجز الرائى فإذا كان فى الدار الاخرة, أكمل الله قوى الادميين حتى أطاقهم رؤيته, ولهذا لما تجلى الله للجبل خر موسى صعقا, قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين بانه لايراك حيا الا مات , ولايابس الا تدهده , ولهذا كان البشر يعجزون عن رؤيه الملك فى صورته الا من ايده الله كما ايد نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم )أهـ نقلاً عن الثمرات الذكيه .



    الفصل الثالث
    الوسطيه بين الافراط والتفريط

    أعلم- وفقك الله- ان الناس فى اثبات الرؤيه وعدمها طرفان ووسط ..
    ا-الطرفان هم المنحرفون عن المعتقد الصحيح فى هذه المسئله :-
    1- من يزعم انه يرى الله فى الدنيا ويحاضره, وهو قول جهلة الصوفيه وغلاتهم ,وهذا غير جائز لورود الدليل بمنعه كما فى الحديث [ وأعلموا أن أًحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ] رواه مسلم والترمذى .
    2- من يزعم انه لا يُرى فى الاخرة البتة ولا يكلم عباده , وهو قول الجهميه والمعتزله , وهذا من أشد الضلال والانحراف لورود الادله الصحيحه بالرؤيه , قال الشيخ حافظ ال حكمى رحمه الله [ ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما ارسل الله به رسله وكان من الذين قال الله فيهم [ كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون] ا.هـ من اعلام السنه المنشورة صـ76

    ب- الوسط هم أهل السنة والجماعه الذين أثبتوها حسبما جائت به الادلة الصحيحه كما بينا .
    يقول الشيخ حافظ ال حكمى رحمه الله [ وفى الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحه ذكرنا منها فى شرح (سلم الوصول) خمسة واربعين حديثا عن اكثر من ثلاثين صحابياَ ] ا.هـ اعلام السنه صـ76


    قال ماهر فيتبين من هذا : خطأ انتشر بين بعض الناس أخذوه من بعض أئمة المساجد المشاهير من القرآء فيقول بعضهم في دعاء القنوت
    يامن لاتراه العيون
    وهذا بإطلاقه مذهب الجهمية والمعتزلة
    بل ذلك مقيد بالدنيا كما جاء في صحيح مسلم وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا
    وأما في الآخرة فيرى في موضعين كما تقدم يراه المؤمنون ويحب عن الكفار والمنافقين والجهمية الذين كانوا ينكرون الرؤية
    ولو قالوا يامن لاتراه في الحياة الدنيا العيون لكان صحيحا



    والله أعلم والحمدلله رب العالمين




    المراجع :-
    1- القرآن الكريم
    2- حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح - الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى- تحقيق إيمن محمد عرفه - المكتبة التوفيقية .
    3- الثمرات الذكيه فى العقائد السلفيه - الدكتور أحمد فريد حفظه الله تعالى - الدار السلفيه .
    4- فقه الخلاف بين المسلمين - الدكتور ياسربرهامى حفظه الله تعالى -دار العقيدة - الطبعة الثانية 1421 هـ .
    5- نونية القحطانى -ا لإمام القحطانى - مكتبة السنة- الطبعة الأولى 1423 هـ .
    6- متن العقيدة الطحاوية -الامام الطحاوى دار الصحابة للتراث - الطبعة الأولى 1421 هـ .
    7- الداء والدواء- ابن القيم رحمه الله- تحقيق خالد بن محمد بن عثمان -دار الصفا - الطبعة الاولى 1422 هـ
    8- اعلام السنه المنشورة (200 سؤال وجواب فى العقيدة) -الشيخ حافظ بن حكمى رحمه الله- تحقيق ابو مالك محمد عبدالوهاب- دار البصيرة بالاسكندرية

    يقول أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
    نظرت في هذا البحث المختصر فوافق الذي اعتقده فنقلته إلى مجلتنا العلمية معرفة السنن والآثار





    __________________

    ماهر بن ظافر القحطاني
    المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
    maher.alqahtany@gmail.com


    المصــــــــــدر

  • #2
    في رؤية النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ربَّه
    الفتوى رقم: 968
    الصنف: فتاوى العقيدة والتوحيد
    السـؤال:
    هل رأى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ربَّه حقيقةً بعينه، أم رآه بقلبه، أم أنه لم يره بعينه ولا بقلبه، وإنما رآه رؤيةً لا يُعقل معناها؟
    وهل حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: «رَأَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى»(١- أخرجه أحمد في «المسند»: (2629)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/250): «رواه أَحمد، ورجاله رجال الصحيح»، وصححه الألباني في «صحيح الجامع»: (3466)) يُؤكِّد المعنى الأول أنه رآه حقيقة بالرؤية البصرية؟ وشكرًا.
    الجـواب:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
    فلا يخفى أنَّ الأُمَّة أجمعت على أنَّ اللهَ تبارك وتعالى لا يراه أحدٌ بعينه حتى يموت لقوله تعالى لموسى عليه السلام: ﴿لَن تَرَانِي﴾ [الأعراف: 143]، أي: في الدنيا، ولقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الشورى: 51]، ولقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في معرض التحذير من الدَّجَّال: «تَعَلَّمُوا أَنَّه لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمُوتَ»(٢- أخرجه مسلم كتاب «الفتن» وأشراط الساعة: (7356)، والترمذي كتاب «الفتن»، باب ما جاء في علامة الدجال: (2235)، وأحمد في «المسند»: (23160)، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم).
    هذا، والظاهر أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لا يخرج حُكمُه عن عموم النصوص الشرعية القاضية بنفي الرؤية البصرية، لذلك شَدَّدت عائشة رضي الله عنها النكير على مَنْ قال أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم رأى ربَّه عزَّ وجَلَّ بعينه حتى قالت: «مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الفِرْيَةَ»(٣- أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء.. (3062)، ومسلم، كتاب الإيمان: (439)، والترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة الأنعام: (306، من حديث عائشة رضي الله عنها)، وقد نُقل هذا النفيُ عن غيرها من الصحابة رضي الله عنهم، وقد جاء -صريحًا- نفي الرؤية البصرية في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ؟»(٤- أخرجه مسلم، كتاب الإيمان: (443)، وأحمد في «المسند»: (21017)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه).
    قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحدٍ من الصحابة، ولا في الكتاب والسُّنَّة ما يدلُّ على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدلّ»(٥- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (6/509)).
    أمَّا حديث ابن عباس رضي الله عنهما فلم يثبت لفظٌ صريحٌ عنه بأنه رآه بعينه، فقد جاء في بعض الألفاظ عنه التصريح بالرؤية مُطلقًا كما في الحديث المذكور في السؤال، وورد في بعضها عنه مقيَّدًا بالرؤية القلبية، فقد روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما بعد ذكره لقوله تعالى: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ [النجم: 11]، ولقوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ [النجم: 13]: «رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ»(٦- أخرجه مسلم، كتاب الإيمان: (437)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما).
    وقد جمع الحافظ ابن حجر -رحمه الله- بين النفي والإثبات جمعًا ارتضاه أهلُ العلم حيث قال: «وعلى هذا فيمكن الجمع بين إثبات ابن عباس ونفي عائشة بأن يحمل نفيها على رؤية البصر وإثباته على رؤية القلب، ثمَّ المراد برؤية الفؤاد رؤية القلب لا مجرَّد حصول العلم؛ لأنَّه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم كان عالمًا بالله على الدوام»(٧- «فتح الباري» حجر: (8/60).
    والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.


    الجزائر في: 1 المحرم 1430

    الموافق ﻟ: 29 ديسمبر 2008م

    ١- أخرجه أحمد في «المسند»: (2629)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/250): «رواه أَحمد، ورجاله رجال الصحيح»، وصححه الألباني في «صحيح الجامع»: (3466).

    ٢- أخرجه مسلم كتاب «الفتن» وأشراط الساعة: (7356)، والترمذي كتاب «الفتن»، باب ما جاء في علامة الدجال: (2235)، وأحمد في «المسند»: (23160)، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

    ٣- أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء.. (3062)، ومسلم، كتاب الإيمان: (439)، والترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة الأنعام: (306، من حديث عائشة رضي الله عنها.

    ٤- أخرجه مسلم، كتاب الإيمان: (443)، وأحمد في «المسند»: (21017)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

    ٥- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (6/509).

    ٦- أخرجه مسلم، كتاب الإيمان: (437)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

    ٧- «فتح الباري» حجر: (8/60.

    المصدر:



    تعليق


    • #3
      الفتوى رقم: 768
      الصنف: فتاوى العقيدة والتوحيد
      في رؤية المؤمنين الله تعالى يوم القيامة


      السـؤال:
      نحن شبابٌ من مدينة غرداية المنتحلة -كما هو معروف- للمذهب الإباضي، أحببنا أن نسأل فضيلتَكم عن قول من ينكر رؤيةَ اللهِ تعالى يومَ القيامة، كما نرجو من السادةِ العلماءِ أن يوضِّحوا هذه المسألة ويُبيِّنوا الحقَّ فيها؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.

      الجـواب:
      الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
      فالمعتقدُ الصحيحُ ما أجمعَ عليه أهلُ الحقِّ واتفقَ عليه أهلُ التوحيد والصِّدْقِ أنّ اللهَ تعالى يراه المؤمنون بأبصارهم كما يرون القمرَ ليلةَ البَدْرِ، ويرونه كما يرون الشّمسَ ليس دونها سحاب، وقد تضافرت على مسألةِ رُؤيةِ اللهِ تعالى يومَ القيامة نصوصٌ من الكتابِ والسُّـنَّة وإجماعِ السلف، قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: 22-23]، وإضافةُ النظر إلى الوجهِ الذي هو محلّه في الآية، وتعديته بأداة «إلى» صريحةٌ في نظر العين التي في الوجه إلى نفس الربّ جلّ جلاله، وبقوله تعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [يونس: 26]، وفسّر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم «الحُسْنَى» بأنها الجنَّة، وفسّر «الزِّيَادَة» بأنها النظرُ إلى وجهِ اللهِ الكريمِ، وهو ثابتٌ في صحيح مسلم(١- أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه: (450)، والترمذي في «صفة الجنة»، باب ما جاء في رؤية الله: (255، من حديث صهيب رضي الله عنه.)، ولقوله تعالى في أصحاب الجنّة: ﴿لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ [ق: 35]، وفُسِّر «المزيد» بالنظر إلى وجه الله تعالى، وبقوله تعالى عن الكفار: ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15]، فالآية دلّت بمفهومها على أنّ المؤمنين ليسوا محجوبين عن الله يوم القيامة، وأنهم يرونه بالنظر إليه يوم القيامة.
      أمّا الأحاديثُ المثبِتَةُ لرؤيةِ الله سبحانه يومَ القيامة فكثيرةٌ جدًّا حتى بلغت حدَّ التواتُرِ كما جَزَمَ به جَمْعٌ من الأئمّة، وقد أفردها بعضُهم لكثرتها بمصنّفات خاصّة كالدارقطني والآجري، وأبي نعيم الأصفهانيِّ والبيهقيِّ، ومن هذه الأحاديث: ما اتفق عليه الشيخان من حديث جريرِ بن عبد الله البَجَلي رضي الله عنه قال: «كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلاَةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَافْعَلُوا»(٢- أخرجه البخاري في «مواقيت الصلاة»، باب فضل صلاة العصر: (529)، ومسلم في «المساجد»، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما: (1434)، وأبو داود في «7429»، باب في الرؤية:(7429)، والترمذي في «صفة الجنة»، باب ما جاء في رؤية الله:(2551)، وابن ماجه في «المقدمة»، باب فيما أنكرت الجهمية: (177)، وأحمد: (18766)، من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.).
      وعن أَبي سعيدٍ الخدريِّ قال: «قُلْنَا: يا رسول اللهِ هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارُّون في رؤية الشمس والقَمر إذا كان صَحوًا؟ قلنا: لا، قال: فإِنكم لا تضارُّون في رؤية ربِّكم يومئذٍ إلا كما تضارُّون في رؤيتهما»(٣- أخرجه البخاري في «التوحيد»، باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة: (7886)، ومسلم في «الإيمان»، باب معرفة طريق الرؤية: (454)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.)، أي: لا تزدحمون على رؤية الله تعالى، كلٌّ يراه وهو في مكانه؛ لأنّ الناسَ كما يرون الشمسَ والقمرَ من غير زحام وهما مخلوقان فكيف بالخالق.
      قال ابن أبي العزّ الحنفي –رحمه الله-: «ليس تشبيهُ رؤيةِ الله برؤية الشّمس والقمر تشبيهًا لله، بل هو تشبيهُ الرؤية بالرؤية، لا تشبيهُ المَرئي بالمرئي، ولكن فيه دليلٌ على علوِّ الله على خلقه، وإلاّ فهل تعقل رؤية بلا مقابلة؟! ومن قال: يُرى لا في جهةٍ فليراجِعْ عقلَه!! فإمَّا أن يكون مكابِرًا لعقله أو في عقله شيءٌ، وإلاّ فإذا قال: يُرى لا أمامَ الرائي ولا خلفَه ولا عن يمينه ولا عن يساره، ولا فوقه ولا تحته رَدَّ عليه كلُّ من سمعه بفطرته السليمة»(٤- «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/219).).
      هذا، ولم ينكر الرؤيةَ إلاّ أهلُ البدع كالجهميةِ والمعتزلة، وتلتقي الإباضية –وهي إحدى فِرق الخوارج- إلى حدّ كبيرٍ مع المعتزلة في تأويل الصفات وفي إنكار رؤية الله تعالى في الآخرة وفي غيرها من المعتقدات، مجانبةً لعقيدة أهلِ الحقّ والإيمانِ. ومن شُبَهِهِم العقليةِ في إنكار الرؤية أنه يلزم من إثبات الرؤيةِ أن يكون اللهُ تعالى في جهةٍ، واللهُ تعالى في مُعتقدهم ليس في جهة، و هو عندهم لا داخلَ العالَم ولا خارجَه، ولا فوقَ ولا تحتَ ولا يَمنةً ولا يسرةً، لذلك نَفَوْا الرؤيةَ؛ لأنّ الله تعالى ليس في جهة، وهذا من أبطل الباطل؛ لأنّ هذه الأوصاف تقتضي أن يكون عَدَمًا لا وجودَ له سبحانه، ولهذا قال بعض العلماء الممثل أعشى والمعطل أعمى، فالمعطّل يعبد عدمًا والممثل يعبد صنمًا والموحِّد يعبد واحدًا صمدًا (٥- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (5/196-261)، «الصواعق المرسلة» لابن القيم: (1/14، «شرح قصيدة ابن القيم» لأحمد بن إبراهيم: (1/2.).
      أمّا شُبهتُهم الشرعيةُ فيستدلُّون بقوله تعالى: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ﴾ [الأنعام: 103]، على أنه لا تراه الأبصار، وبقوله تعالى عن موسى: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي﴾ [الأعراف: 143]، دليل على نفي الرؤية. ولا يخفى أنّ نفيَ الرؤيةِ في الآيتين إنّما يفيدُ نفيَهما عنه سبحانه في الدنيا، والأدلةُ السابقةُ تدلّ على إثباتها في الآخرة، ولا تعارضَ بينها، كما أنّ الإدراكَ المنفيَّ في الآية معناه الإحاطة، وهو قدرٌ زائدٌ على الرؤية، والمراد أنّ العيونَ لا تحيطُ به لكِبره وعظمته وإن رأته، فالسماءُ نراها بالعيون ولا نحيطُ بها، فاللهُ أعظم وأكبر، والدليلُ على الفَرْقِ بين الرؤية والإحاطة قوله تعالى في أصحاب موسى وقومِ فرعون: ﴿فَلَمَّا تَرَاءى الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء: 61-62]، فالآية نفتِ الإدراكَ ولم تنفِ الرؤيةَ، «فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تعالى يُرى ولا يُدرك، كما يُعلم ولا يُحاط به علما، بل الشَّمس المخلوقة يراها ولا يتمكن رائيها من إدراكها»(٦- «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/215).).
      أمّا سؤال موسى رؤية اللهِ فدليلٌ على جواز الرؤية وإمكانها، واللهُ تعالى أخبره أنه لا يُرى في الدنيا، فقال: ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ ولم يقل: «إني لا أُرى»، وقد ثبت في الصحيح: «أَنَّ أَحَدًا مِنَّا لاَ يَرَاهُ حَتَّى يَمُوتَ»(٧- أخرجه مسلم في «الفتن وأشراط الساعة»، باب ذكر ابن صياد: (7356)، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.)، وعليه فالله يُرى في الآخرة، وأولى الناس بهذه الرؤية الأنبياء، وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ»(٨- أخرجه البخاري في «التفسير»، باب قوله ومن دونهما جنتان: (4597)، وابن حبان في «صحيحه»: (7386)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.).
      هذا، ولإجماع السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمّة أهل السُّنَّة على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وكثرة ما ورد في إثباتها من الأدلَّة من نصوص الكتاب والسُّنَّة، وهي ممَّا استفاضت وتواترتْ، ولا يجحَدُها أو يردّ أخبارَها إلاّ مارق عن الدِّين خارج عن مِلَّتِهِ. قال الآجري: «وقد قال الله عزّ وجلّ لنبيِّه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 44]، وكان ممّا بيّنه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لأمّته في هذه الآيات أنه: أعلمَهم في غير حديث: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ»، رواه جماعةٌ من صحابته رضي الله عنهم، وقَبِلها العلماءُ عنهم أحسن القَبول، كما قَبِلوا عنهم عِلمَ الطهارة والزكاة والصيام والحجّ والجهادِ، وعلمَ الحلال والحرام، كذا قَبِلوا منهم الأخبارَ: أنّ المؤمنين يرون اللهَ عزّ وجلّ لا يشكّون في ذلك، ثمّ قالوا: من ردّ هذه الأخبار فقد كفر»(٩- «الشريعة» للآجري: (253).).
      وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والذي عليه جمهور السلف أنّ من جَحَدَ رؤيةَ الله في الدار الآخرة فهو كافرٌ، فإن كان ممّن لم يبلغه العلمُ في ذلك عُرِّف ذلك، كما يُعَرَّف من لم تبلغه شرائع الإسلام، فإن أصرّ على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر»(١٠- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (6/486).).
      ورؤيةُ الله تعالى في الآخرة –فضلاً عن ثبوتها- فإنها أعزّ ما يطلبه أهلُ الإيمان والعبوديةِ، وأقصى الغايات التي يتسابق عليها المتسابقون، وفي معرض وصف هذا المطلب العظيم يقول ابن القيم-رحمه الله-: «وهي العناية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا ناله أهل الجنّة نسوا ما هم فيه من النعيم، وحُرمانه والحجاب عنه لأهل الجحيم أشدّ عليهم من عذاب الجحيم، اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، وجميعُ الصحابة والتابعون، وأئمّة الإسلام على تتابُعِ القرون، وأنكرها أهلُ البدع المارقون»(١١- «حادي الأرواح» لابن القيم: (204).).
      نسألُ اللهَ تعالى أن يرزقَنَا لذّةَ النظرِ إلى وجهه الكريم، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

      الجزائر في: 1 جمادى الثانية 1428ﻫ
      الموافق ﻟ: 17 جوان 2007م
      ١- أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه: (450)، والترمذي في «صفة الجنة»، باب ما جاء في رؤية الله: (255، من حديث صهيب رضي الله عنه.

      ٢- أخرجه البخاري في «مواقيت الصلاة»، باب فضل صلاة العصر: (529)، ومسلم في «المساجد»، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما: (1434)، وأبو داود في «7429»، باب في الرؤية:(7429)، والترمذي في «صفة الجنة»، باب ما جاء في رؤية الله:(2551)، وابن ماجه في «المقدمة»، باب فيما أنكرت الجهمية: (177)، وأحمد: (18766)، من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.

      ٣- أخرجه البخاري في «التوحيد»، باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة: (7886)، ومسلم في «الإيمان»، باب معرفة طريق الرؤية: (454)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

      ٤- «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/219).

      ٥- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (5/196-261)، «الصواعق المرسلة» لابن القيم: (1/14، «شرح قصيدة ابن القيم» لأحمد بن إبراهيم: (1/2.

      ٦-«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/215).

      ٧- أخرجه مسلم في «الفتن وأشراط الساعة»، باب ذكر ابن صياد: (7356)، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

      ٨- أخرجه البخاري في «التفسير»، باب قوله ومن دونهما جنتان: (4597)، وابن حبان في «صحيحه»: (7386)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

      ٩-«الشريعة» للآجري: (253).

      ١٠- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (6/486).

      ١١- «حادي الأرواح» لابن القيم: (204).

      المصدر:
      http://www.ferkous.com/rep/Ba55.php

      تعليق


      • #4
        رؤية الله تعالى يوم القيامة لابن باز رحمه الله.

        هناك جدل في مسألة الرؤيا، أي رؤية الله - سبحانه وتعالى- يوم القيامة، وقد كثر الخصام، فمن الناس من يقول: إن الله لن يرى، ومنهم من يقول: إنه سيرى، وكل منهم يأتي بالأحاديث وبعض الآيات الكريمة لنفي أقوال الطرف الآخر، أفتونا - جزاكم الله خيرا


        قول أهل السنة والجماعة، وهو إجماع الصحابة - رضي الله عنهم- وإجماع أهل السنة بعدهم أن الله – سبحانه- يُرى يوم القيامة ، يراه المؤمنون ويرونه في الجنة أيضاً، أجمع أهل العلم على هذا ، أجمع علماء الصحابة والمسلمون الذين هم أهل السنة والجماعة على هذا، وقد دل عليه القرآن العظيم ، والسنة المطهرة الصحيحة، يقول الله - عز وجل- : وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة. ناضرة يعني بهية جميلة، إلى ربها ناظرة تنظر إلى وجهه الكريم - سبحانه وتعالى-. وقال - عز وجل- : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة صح عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام- أنه قال : الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله. وقال الله: كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون. فإذا حجب الكفار علم أن المؤمنين غير محجوبين بل يرون ربهم في القيامة وفي الجنة، وقد توارت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن المؤمنين يرون ربهم في القيامة وفي الجنة، يقول - صلى الله عليه وسلم- : (إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تمارون في رؤيته). وفي لفظ: (لا تضارون في رؤيته) . وفي اللفظ الآخر: (كما تطلع الشمس صحوا ليس دونها سحاب). فالكلام بين واضح ، بين عليه الصلاة والسلام أن المؤمنين يُرون ربهم رؤيةً ظاهرة جلية كما ترى الشمس صحوا ليس دونها سحاب ، وكما يُرى القمر ليلة البدر ليس هناك سحاب ، وهل بعد هذا البيان بيان؟ ما أوضح هذا البيان وما أبينه وما أكمله؟ وأخبر - صلى الله عليه وسلم- أنهم يرونه في الجنة أيضاً. فمن أنكر الرؤية فهو مرتد ضال. من أنكر رؤية الله للمؤمنين كلهم له يوم القيامة وفي الجنة فهو ضال مرتد - نسأل الله العافية -.
        المصدر:
        الموقع الرسمي للشيخ ابن باز رحمه الله

        تعليق


        • #5
          هل رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء والمعراج؟ لابن باز رحمه الله.


          ليلة الإسراء والمعراج هل الرسول - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه - تبارك وتعالى -, أي: هل رأى ذلك؟ وهل من كلمة في ذلك


          لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه ، ولما سئل قال: (رأيت نوراً) قال : (نوراً أنى أراه). وقال عليه الصلاة والسلام: (واعلموا أنه لن يرى منكم أحدٌ ربه حتى يموت) . فالله لا يرى في الدنيا ، قال تعالى: لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ [(103) سورة الأنعام]. يعني في الدنيا ، ولا تحيطه ... في الآخرة ، يرونه في الآخر المؤمنون في الجنة وفي القيامة ، لكن لا يحيطون به. أما في الدنيا فلا يرى ، لا يراه لا الأنبياء ولا غيره في الدنيا ، الدنيا دار العمل ، دار الاجتهاد دار ، الابتلاء والعمل ، ما هي بدار النعيم ، والرؤية من النعيم ، فلا يراه إلا المؤمنون يوم القيامة في عرصات القيامة ، ويرونه أيضاً في الجنة - سبحانه وتعالى - كما يشاء - جل وعلا -، يرونه كما يرون القمر ليلة البدر ، رؤية حقيقة ، كما يرون القمر ليلة البدر ، وكما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ، يعني أن الله - جل وعلا - يبدي لهم وجهه الكريم ، ويرونه في القيامة ، وفي الجنة رؤية حقيقة.

          المصدر:
          http://www.binbaz.org.sa/mat/17889

          تعليق

          يعمل...
          X