إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

درس من دروس دار أهل الأثر والحديث أنصح بقرآئته وسماعه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • درس من دروس دار أهل الأثر والحديث أنصح بقرآئته وسماعه

    السلام عليكم

    درس من دروس دار أهل الأثر والحديث أنصح بقرائته للجميع

    وفهمه سواء للدارسين أو غير الدارسين فيه

    وهو
    (آداب وأخلاق طالب العلم) للشيخ أبي عبد الأعلى
    المجلس الأول- أهمية الآداب والأخلاق

    تجدوا الدرس في صفحة دروس أهل الحديث والأثر

    وهذا مقتطفات من تفريغ الشريط وليس كل الشريط

    آدَابُ وَأخْلاقُ طَالِبِ الْعِلَمِ ::المـجلس الأوّلأهَمِّيةُ الآدَابِ وَالأخْلاقِ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
    أما بعد..
    فهذا المجلس هذه الليلة - إن شاء الله تعالى - هو طليعة مجالس سمّيتها بـ (آداب وأخلاق طالب العلم)، وهي مادة مقررة - إن شاء الله – على إخواننا الذين سوف يدرسون معنا في درا الحديث، وإن كنا لم نبدأ بالدراسة الفعلية بعد في دار الحديث؛ ولكننا على وشك الابتداء إن شاء الله – من خلال أسبوعين على الأكثر
    فأحببت أن أبدّر بالبدء في هذه المادة حتى تكون كالمدخل – إن شاء الله – للدراسة في دار الحديث.
    وكان هذا المجلس في ليلة الثاني من المحرّم للعام 1431 هـ، هو المجلس الأول في هذه السلسلة، ونحن لن نعتمد على كتاب واحد نشرحه؛ ولكننا سوف نقتطف ما يسّر الله - عَزَّ وَجَلَّ - من الآداب والأخلاق المبثوثة في كتب السنة وخاصة الكتب التي عَنِيَت بالآداب والأخلاق، .....
    قال ابن المبارك: لا ينبل الرجل بنوع من العلم ما لم يزيّن عمله بالأدب.
    ورُوي عنه أيضا أنه قال: طلبتُ العلم فأصبت منه شيئا وطلبتُ الأدب فإذا أهله قد بادوا.
    كأنه يتكلم عن واقع نعيشه الآن، يتكلم عن واقعنا؛ فلمّا طلب الأدب وجد أن أهلَه الذين هم أهله قد بادوا، ليسوا موجودين - إلا من رحم الله -؛ فصار الذين يتأدّبون بآداب العلم أقل من القليل، وكأن الأدب يسير مع العلم في طريق واحد؛ فكلّما مرّ الزمان ينقص العلم ويزيد الجهل؛ كما أخبر النبي صلى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في حديث أنس في الصحيحين ((يقِلّ العلم ويكثر الجهل))، وكذلك أيضا يقلّ الأدب؛ فالأمم جمعاء في الزمان المعاصر تعاني من انحطاط في الآداب ولا يخرج عنها الأمّة المسلمة للأسف وإن كانت بلا شك تختلف عن غيرها من الأمم الكافرة؛ فهي لم تنحدر الانحدار الكلّي مثلما حدث للامم الكافرة، فبلا شك، مادام المسلم يحتفظ بأصل التوحيد وأيضا يحتفظ بأصل الأدب، ...
    .... وقال ابن المبارك، قال لي مخلد بن الحسين: (نحن إلى كثير من الأدب احوج منا إلى كثير من الحديث). ويقال: مثل الايمان كمثل بلدة لها خمسة حصون: الأول من ذهب والثاني من فضة والثالث من حديد والرابع من آجرّ والخامس من لبَِن؛ فمازال أهل الحصن متعاهدين الحصن من اللَّبِن لا يطمع العدو في الثاني؛ فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحصن الثاني ثم في الثالث حتى تفرّغ الحقول كلها؛ فكذلك الإيمان في خمسة حصون: اليقين، ثم الإخلاص، ثم آداء الفرائض، ثم السنن، ثم حفظ الآداب؛ فمادام يحفظ الآداب و يتعاهدها فالشيطان لا يطمع فيه؛ فإذا ترك الآداب طمِع الشيطان في السّنن ثم في الفرائض ثم في الإخلاص ثم في اليقين)


    ............
    وأيضا من الآثار الأخرى التي تبين حرص السلف وحرص أئمة السنة على أن يعلموا طلابهم الأدب ما قد أخرجه البيهقي عن أبي عاصم – رحمه الله - بأنه قال: سمعت سفيان الثوري وقد حضر مجلسه شاب ممّن يدعّي العلم فقال وهو يترأس - أي يظهر الرئاسة - ويتكلم ويتكبر بالعلم على من هو أكبر منه؛ فغضب سفيان وقال : لم يكن السلف هكذا، كان أحدهم لا يدّعِ الإمامة ولا يجلس في صدر المجلس حتى يطلب هذا العلم ثلاثين سنةً، وأنت تتكبر على من هو أسنّ منك، قُم عني ولا أراك تدنو من مجلسي. وطرده من مجلسه؛ هكذا كان السلف لا يقبلون سيّء الأدب في مجالسهم أبدا ولا يسكتون عنه خاصة إذا أظهر سوء الأدب.
    وأذكر أنه في مجلس قريب كنت حضرته، كان في إحدى مجالس شيخنا ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى - وكان يناصح أحد الشباب الصغار وكان معه شاب آخر هو قرينه وقريب منه في السن؛ فكان الشيخ يستنكر على هذين الشابين ما قد قاما به من إثارة بعض الفتن والتصدّر لبعض مسائل التي تتعلق بالجرح والتعديل دون فهم ودراية ودون تحقيق للمصلحة؛ فذُكر عند الشيخ أحد القائمين بالدعوة السلفية ممن وقف له هذا الشاب على بعض الأخطاء؛ فإذا بهذا الشاب يصنع صنيع من من ذكره الثوري، يتكلم هذا الشاب بتكبر وتعال وبسوء أدب على هذا الداعية الذي يكبره في السن، وقد يكون في مقام والده وقد يكون في مقام أكبر من هذا؛ فاذا بالشيخ ربيع يشتد عليه بالكلام ثم يقول له بعد أن أمره بالسكوت: يا بني تأدّب بأدب الإسلام فإن توقير الكبير من الإسلام، و قال لصاحبه لمّا علِم أنه كتب كتابا يرد فيه على هذا الشيخ المذكور وسماه باسم فضّ غليظ ليس فيه أي أدب؛ بل قد تكون فيه مخالفة للعقيدة وتَلْمح فيه التكفير؛ فقال له: ماهذا ومن الذي علمك هذا؟! وهذان الشابان يدّعيان أنهما يسيران على طريق الشيخ ربيع بن هادي وهو بريء من صنيعهما وقد زجرهما أشد الزجر على هذه الطريقة؛ فقال له: من الذي قال لك أن تكتب هذا ؟! وماذا حصّلت من العلم والأدب حتى تكتب مثل هذا ؟! أو كلام من هذا النوع؛ فهذه أيضا من الفوائد التي يستفيدها المرء من مجالسة العلماء، وبهذا يُعرف قدر العلماء ومن جالس العلماء علِم حال غيرهم من أدعياء العلم ومن ادعياء الأدب، هم ليسوا من العلم ومن الأدب في شي.
    فقال أبو عاصم بعد ذلك: وسمعت سفيان الثوري يقول : (إذا رأيت الشاب يتكلّم عند المشائخ وإن كان بلغ من العلم مبلغا فآيس من خيره فإنه قليل الحياء). إذا رأيت شابا صغيرا وإن ظن في نفسه أنه حصل ما حصل من العلم، يتكلم في مجلس الكبار ويتعاظم بنفسه ويفتخر؛ فهذا كما قال سفيان الثوري، (فآيس من خيره فإنه قليل الحياء)، ومثل هذا سرعان ما ينقطع طريقه إلا أن يشاء الله؛ فإذا أردت أن تستمرّ في تحصيل هذا العلم على الوجه الذي يحبّه الله ويرضاه فعليك أن تحافظ على الأدب والخلق الحسن، بهما قوام هذا العلم، ومن فقده فقد ضاع علمه ولا ينتفع به.
    ومن الآثار في هذا الباب: ما أخرجه أبو طاهر السِّلفي - رَحِمَهُ اللهُ تعالى - وهو من كبار المحدثين في القرن السادي أو السابع هجري، ونزل الإسكندرية وروى العديد من الأجزاء الحديثية النافعة التي احتوت على الكثير من العلم، وبعض الأجزاء الحديثية لم يُطبع إلى الآن، ومن هذه الأجزاء ما يُسمى بالمشيخة البغدادية، فجاء في الجزء الثاثل عشر من هذه المشيخة عن الفقيه أبو الحسين الأرد...: اجتمع أبو زُرعة الرازي الحافظ وجماعة من حفاظ الحديث في المسجد يتذاكرون؛ فدخل شاب يدُلّ بحفظٍ، أي يتعالى أو يظهر الحفظ، فتخطى رقاب الناس حتى جلس بينهم؛ فنظر إلينا أبو زرعة ثم قال: يا بَنـِيّّ، تأدّبوا ثم تعلموا، فان الروح تألم أي تتألم من سوء الأدب كما يألم البدن من ...[2] الألم.
    يعني شبّه تألّم البدن مما قد يعرض له من الآلام بتألّم الروح إذا تعرضت لسوء الأدب.
    ومن الأحاديث المرفوعة في هذا الباب، وهو يُعدّ العمدة في كلامنا، هو ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي عبد الله عمر بن العاص أنه قال : لم يكن الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاحشا ولا متفحّشا وهو كان يقول: ((خياركم أحاسنكم أخلاقا))، يعني هذا يعد من أهم النصوص في هذا الباب الذي يبين فضل الخلق الحسن، وبه تثبت الخيرية للعبد؛ فجعله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في مقدّمة خيار الناس ((خياركم أحاسنكم أخلاقا)).
    وللشيخ ابن عثيمين - رَحِمَهُ اللهُ - رسالة طيبة في بيان مكارم الاخلاق نقرأ ما تيسّر منها ونقرأ ما ذكره الشيخ في مقدمتها في تعريف الخُلق وما معنى الخلق، قال - رَحِمَهُ اللهُ -:
    والخُلق : هو السجيةُ والطبع، وهو كما يقول أهل العلم : صورةُ الإنسان الباطنة، لأن الإنسان صورتين:
    صورة ظاهرة: وهي شكل خلقته التي جعل الله البدن عليه، وهذه الصورة الظاهرة منها جميل حسن، ومنها ما هو قبيح سيئ، منها ما بين ذلك.
    وصورة باطنة: وهي حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر، من غير حاجة إلى فكر وروية. وهذه الصورة أيضاً منها ما هو حسن إذا كان الصادر عنها خلقاً حسناً، ومنها ما هو قبيح إذا كان الصادر عنها خلقاً سيئاً، وهذا ما يُعبر عنه بالخلق؛ فالخلق إذن هو الصورة الباطنة التي طبع الإنسان عليها.

    والواجب على المسلم أن يتخلق بمكارم الأخلاق أي أطايبها، والكريم من كل شيء هو الطيب منه بحسب ذلك الشيء، ومنه قول الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمعاذ ((إياك وكرائم أموالهم))[3] حين أمره بأخذ بالزكاة من أهل اليمن .
    فعلى الإنسان أن تكون سريرته كريمة، فيحب الكرم والشجاعة، والحلم، والصبر، أن يلاقي الناس بوجه طلق وصدر منشرح ونفس مطمئنة؛ فكل هذه الخصال من مكارم الأخلاق.
    وقد قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً))[4]، فينبغي أن يكون هذا الحديث دائماً نصب عين المؤمن، لأن الإنسان إذا علم بأنه لن يكون كامل الإيمان إلا إذا أحسن خلقه كان ذلك دافعاً له على التخلق بمكارم الأخلاق ومعالي الصفات وترك سفا سفها و رديئها.
    الشيخ:
    وكما جاء في الحديث: ((إنما العلم بالتعلّم وإنما الحلم بالتحلّم)) فالأخلاق الحسنة والآداب الحسنة تُكتسب وقد يُطبع المرء عليها أو على بعضها، كما في قول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ - : ((إن فيك لـخُلقين يحبهما الله، الحلم والأناة)). وقد يخلق الله العبد ومعه بعض الأخلاق الحسنة التي طُبع عليها؛ ولكن العبد يزداد في تحصيل هذه الأخلاق بمجاهدته لنفسه؛ فكما أن العلم ينال بالتعلم فكذلك الأدب ينال بالتأدب، أن يجاهد المرء او طالب العلم نفسه على أن يُحصل هذه الآداب وأن يثحاسب نفسه عليها، ولن يبلغ العبد مهما صنع إلى الكمال؛ ولكنه يكفيه أن يسير في الطريق وأن يضع قدمه في الطريق الصحيح، فإن لم يتمكن من تحقيق الكمال، وهذا لا يكون إلا للرسل والأنبياء، فيبلغ إلى ما استطاع من الدرجات العليا التي بها يُرفع عند الله ويكون أهلا لقومه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ((خياركم أحاسنكم أخلاقا))؛ فمن أراد كمال الايمان وأراد أن يكون له الدرجة العليا عند الله فليحصّل هذا، ومن أخلص طلب هذا لله فإن الله لا يضيعه إن شاء الله .
    وأيضا حتى يتبين لنا النقيض، ماهي صورة العالم الذي فقد حسن الخُلق، الذي لم يتأدب بالآداب ويكون علمه حجّة عليه؟
    بيّن هذا الإمام محمد بن الحسين أبو بكر الآجري في كتابه (أخلاق العلماء) حيث سأله سائل وقال له: (صف لنا أخلاق هؤلاء العلماء الذين علمهم حجة عليهم، حتى إذا رأينا من يشار إليهم بالعلم اعتبرنا ما ظهر من أخلاقهم؛ فإذا رأينا أخلاقا لا تحسن بأهل العلم اجتنبناهم وعلمنا أن ما استبطنوه –أي جعلوه في باطنهم- من دناءة الأخلاق أقبح مما ظهر، وعلمنا أنه فتنة فاجتنبناهم لئلا نفتتن كما افتتنوا، والله موفقنا للرشاد.
    قيل لهم : نعم، سنذكر من أخلاقهم ما إذا سمعها من ينسب إلى العلم رجع إلى نفسه، فتصفح أمره، فإن كان فيه خلق من تلك الأخلاق المكروهة المذمومة استغفر الله، وأسرع الرجعة عنها إلى أخلاق هي أولى بالعلم، مما يقربهم إلى الله - عَزَّ وَجَلَّ -، وتجافى عن الأخلاق التي تباعدهم عن الله. فمَن صفته في طلبه للعلم: يطلب العلم بالسهو والغفلة، وإنما يطلب من العلم ما أسرع إليه هواه. فإن قال: كيف؟ قلت: ليس مراده في طلب العلم أنه فَرْض عليه ليتعلم كيف يعبد الله فيما يعبده من أداء فرائضه، واجتناب محارمه، إنما مراده في طلبه أن يكثر التعرف أنه من طلاب العلم وليكون عنده فإذا كان عنده هذّب نفسه، وكل علم إذا سمعه أو حفظه شَرُف به عند المخلوقين، سارع إليه)
    يعني يكون غرضه من تحصيل العلم، مع أنه بدأه بسهو وبغفلة، أن يُعرف عند الناس وان يشرف عند المخلوقين، هذه بداية انحطاط الخُلق.
    (سارع إليه، وخف في طلبه).
    يعني يبحث عن العلوم التي ترفعه عند الناس فقط بغض النظر عما كان يُقرب على الله أم لا.
    (سارع إليه، وخف في طلبه وكل علم وجب عليه فيما بينه وبين ربه - عَزَّ وَجَلَّ - أن يعلمه فيعمل به، ثقل عليه طلبه، فتركه على بصيرة منه، مع شدة فقره إليه. يثقل عليه أن يفوته سماع لعلم قد أراده، حتى يلزم نفسه بالاجتهاد في سماعه، فإذا سمعه هان عليه ترك العمل به، فلم يلزمها ما وجب عليه من العمل به، كما ألزمها السماع؛ فهذه غفلة عظيمة إن فاته سماع شيء من العلم، أحزنه ذلك، وأسف على فوته، كل ذلك بغير تمييز منه، وكان الأولى به أن يحزن على علم قد سمعه فوجبت عليه به الحجة، فلم يعمل به، ذلك كان أولى به أن يحزن عليه ويتأسف، يتفقه للرياء، ويحاج للمِراء، مناظرته في العلم تكسبه المأثم).
    هذه آفة متفشية للأسف بين بعض الطلبة المبتدئين، البعض يقع في هذا دون أن يشعر؛ فعلى سبيل المثال، وهذ تكرر كثيرًا، أنك تجد طالب علم لم يحصّل بعد العلم العينيّ المتعين عليه أن يحصله من أمور الاعتقاد والتوحيد ومبادئ العبادة من الطهارة والصلاة وغيره، التي بها تصلح عبادته وإذا به ينشغل مثلا بعلم القراءات، فبهذا أنت توجهت وكرّست وقتك كله في أول الطلب لهذا العلم وأنت لم تحصل العلم الواجب عليك ولم تحصل حتى مبادىء العلم الواجب عليك، يُخشى أن يكون من هذا الباب الذي ذكره الآجري، إنما فعل هذا وصنع هذا – ونحن طبعا لا نتدخل في قلوب اعباد ولا ندري النيّات ولكن نحن نتكلم عما يُخشى أن يكون -، وعلى المرء أن يقيس نفسه ويحاسب نفسه على أساس هذا الكلام؛ أنه توجه إلى هذا العلم وكرّس وقته وجهده كله مدة سنة او عدة أشهر أو سنتين كي يعرف عند الناس أن فلان حفظ القرآن بالقراءات العشر، ما شاء الله ! وهو لا يعرف شيئا، أبسط مسائل التوحيد، وإذا ألقيت إليه أي شبهة من شبهات اهل الاهواء والبدع سرعان ما يُفتتن وينحرف على سبل أهل البدع إلى أن يشاء الله؛ فمثل هذا لم يحسن الابتداء في الطلب وهذا أيضا مرجعه إلى سوء الخلق الذي عنده لأنه لو كان حسن الخلق، لو كان يتحلّى بالأدب ما ترك العلوم المفروضة عليه والتي يعلم هو أن العلماء نصّوا على أهميتها وعلى انه يجب على الطالب ان يبدأ بها ما تركها على بصيرة كما قال الآجري، يعني يترك هذه العلوم على بصيرة بأهميتها، لأجل ما أشرنا إليه فليحذر كل طالب من هذا وعليه أن يتدرّج في مراتب العلم على النحو الذي بيّنه العلماء والذي به ينجو عند الله، فهو يطلب العلم لماذا؟ ليُحصل النجاة عند ربه فإذا مات قبل أن يُتم طلب فترجى له النجاة لأنّه قد سلك الطريق، من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا – العلم النافع بالمقومات التي ذكرناها وعلى المراتب التي بينها اهل العلم – سهل الله به طريقًا إلى الجنة؛
    فهذا هو المتعين على طالب العلم في بداية الطلب، ونحن مازلنا الحمد لله – في البداية، أسأل الله أن ينفعنا بما ذكرناه في هذا المجلس وانا يكون بداية موفقة لنا إن شاء الله وأن نصبر على الطلب ولا نستعجل التحصيل؛ أيضا من الآفات التي نذكر شيئصا من التفصيل عنها فيما بعد - إن شاء الله - مسألة الاستعجال في الطلب، والذي به يضيع الكثير من الطلبة، يستعجل يريد ان يقرأ المصنفات العظيمة التي قد كُتبت في مئات السنوات يريد أن يقرأها في شهر، ويريد أن يُحصل كل ما فيها من علم في شهر واحد، مثل هذا ينقطع به الطريق.
    اليوم علم وغدا مثلـه
    من درر العلم التي تنتخب
    يحصل به المرء به حكمة
    وإنما السيل اجتماع النقط
    اليوم علم وغدًا مثله، على القدر الذي تتحمله، يحصّل المرء به حكمةً، إذا أنت حصلت هذا العلم بالتدريج وعملت به حصّلت به الحكمة وصرت حكيما، وهكذا جرت سنة الله - عَزَّ وَجَلَّ – في خلقه أن الشيء يبدأ صغيرًا ثم يكبر، أما أنت إذا أردت أن تعاند سنة الله أو أن تسير في خلاف سنة الله الكونية؛ فلا تلومنّ إلا نفسك.
    والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.
    التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الصمد السلفية; الساعة 24-Jan-2010, 11:37 AM.
يعمل...
X