إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

درر المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح لإمام الجرح والتعديل مقبل الوادعي ـ رحمه الله ـ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • درر المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح لإمام الجرح والتعديل مقبل الوادعي ـ رحمه الله ـ



    بسم الله الرحمن الرحيم

    {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
    {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ }

    وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إن الله لا ينزع العلم انتزاعاً من الصدور ولكن ينتزعه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "

    وقال العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ (لا تعلقوا الدعوة بشخص وأنه لو مات ماتت الدعوة علقوها بالله)

    انظر ترجمة الشيخ الوادعي
    لأبي همام
    محمد بن علي بن أحمد فرج
    الصومعي البيضاني



    نشرع بإذن الله تعالى باستخراج الفوائد والنوادر من كتاب
    المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح
    للعلامة المحدث إمام الجرح والتعديل
    مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله



    الملفات المرفقة

  • #2


    قال العلامة الوادعي ـ رحمه الله ـ في مقدمة الطبعة الثانية


    (وإنني أحمد الله الذي وفقني للسهولة والتيسير، والمصطلح يحتاج إليه كل طالب علم لكن ينبغي أن يكون وسيلة من الوسائل.

    أما الأصل فهو الكتاب والسنة لذا تركت الإجابة عن بعض الأسئلة، فإني أنصح كل طالب أن يهتم بعلم الكتاب والسنة ويأخذ من الوسائل ما يحتاج إليه فلا يشغل بالوسيلة عن حفظ القرآن وعن معرفة سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعرفة صحيحها من سقيمها ومعلولها من سليمها).

    تعليق


    • #3


      فضل العالم على غيره بعلمه


      والعلم يعتبر علاجا لجميع أمراضنا، ونبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأمره ربه أن يطلب الزيادة من العلم، فقال سبحانه وتعالى {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} سورة طه، الآية: 114 ورب العزة يبين حالة العالم وحالة الجاهل، فقال {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}سورة الرعد، الآية: 19.

      ونبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول فيما رواه البخاري ومسلم في «صحيحيهما» من حديث معاوية -رضي الله عنه- (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).

      ورب العزة يعلل كثيرا من مخلوقاته، فيقول في آية من كتابه {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}
      سورة الروم، الآية: 22. وقال تعالى{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}سورة العنكبوت، الآية 43.
      ورب العزة يفضل الكلب المعلم على غير الكلب المعلم، فيحل صيد الكلب المعلم مع ذكر اسم الله تعالى، فيقول سبحانه وتعالى {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} سورة المائدة، الآية 4.
      بل يخبرنا الله سبحانه وتعالى أن الهدهد صال بحجته على سليمان فقال {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}سورة النمل، الآية22.


      تعليق


      • #4


        ما هو العلم الذي يعد فريضة؟


        العلم الذي أوجبه الله عليك هو الذي يعد فريضة.
        فالعقيدة التوحيد واجب على كل مسلم أن يتعلمها، كما جاءت في الكتاب والسنة.
        ويحرم الجهل بالعقيدة سواء أكانت في أسماء الله أو صفاته.
        ويجب الإيمان بالعقيدة في أسماء الله وصفاته، كما وردت في كتاب الله، وكما وردت في سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-

        فتلكم الجارية التي هي راعية غنم كما في حديث معاوية بن الحكم السلمى -رضي الله عنه- أنه أتى بجارية ليعتقها. فقال: يا رسول الله إني أريد أن أعتقها. فقال لها النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- «يا جارية أين الله؟» قالت: في السماء. قال «أعتقها فإنها مؤمنة».

        يجب على كل مسلم أن يؤمن أن الله في السماء، وأن الله سبحانه وتعالى بعلمه مع كل أحد، وبحفظه وكلاءته ونصره مع المؤمنين يجب أن نؤمن بهذا
        ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ[الملك:16]، ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5].


        تعليق


        • #5


          حفظ الله سبحانهُ وتعالى العلم بالعلماء

          والعلم قيض الله له علماء حفظوا لنا هذا الدين، حفظوا كتاب الله، وتلقاه الآخر عن الأول، وحفظوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ونفوا عنها الكذب والأباطيل، نفوا ووقفوا في وجوه الكذابين، ونخلوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نخلا، لأنهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم.

          يقول الإمام الشافعي (من روى عن البياضي بيض الله عيونه). يدعو على من روى عن البياضي لأن البياضي مجروح.

          ويقول الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- (الرواية عن حرام بن عثمان حرام). فهذا قول الإمام الشافعي في هذين المحدثين.

          ولقد كان العلماء رحمهم الله تعالى ينخلون السنة نخلاً، حتى إنه قدم زنديق لتضرب عنقه في عصر الرشيد فقال: كيف تقتلونني وقد وضعت في دينكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحل فيها الحرام.
          فقال له الرشيد: يا خبيث، إن أبا إسحاق الفزاري وعبدالله ابن المبارك سينخلانها نخلا.

          وكانت لديهم غيرة على سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتى إن يحيى بن معين -رحمه الله تعالى- عند أن حدث سويد بن سعيد (من عشق فعف فمات مات شهيدًا). قال يحيى بن معين: لو أن لي فرسًا ورمحًا لغزوت سويدًا، لأنه تجرأ في رواية الأحاديث الضعيفة.

          ورئي شعبة بن الحجاج -رحمه الله تعالى- ذات يوم متقنعا في نصف النهار، فقيل له: إلى أين يا أبا بسطام؟
          قال: أريد أن أعتدي على جعفر بن الزبير، فإنه يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

          ومن لم يكن من المحدثين فلا بد أن يتخبط في عبادته، وفي وعظه، وفي معاملته، وفي جميع شئونه. لأنه لا يؤمن أن يحدث بحديث ضعيف.

          تعليق


          • #6

            أحاديث مكذوبة وضعيفة تُروى على لسان
            النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ


            (حب الوطن من الإيمان) هذا الحديث لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

            (اختلاف أمتي رحمة) حديث لا يوجد له سند، ولا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

            (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)، هذا حديث معناه صحيح. لكنه بهذا اللفظ ضعيف، لأنه من طريق أبي بكر بن أبي مريم، وقد اختلط بسبب حلي سرقت عليه.

            قصة يحدث بها في الحرمين ويحدث بها في الإذاعات، قصة ثعلبة، التي فيها أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يسأل الله أن يرزقه مالا، وأنه قيل له (يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه)، وذكرت في «الجلالين»، وقل أن تجد تفسيرا إلا وقد ذكرت فيه.

            هذه القصة استفدنا تضعيفها في أول الأمر من أبي محمد بن حزم -رحمه الله تعالى-، قال: إن في سندها معان بن رفاعة، وعلي بن يزيد الألهاني، والقاسم بن عبدالرحمن، وثلاثتهم ضعفاء.
            ثم روجع «مجمع الزوائد» فإذا هو يقول في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
            ثم روجع «تخريج الكشاف» للحافظ ابن حجر فإذا هو يقول: في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو واه، ثم روجع «تخريج الإحياء» فإذا الحافظ العراقي يقول: إن في سندها ضعفا. وناهيك بالسيوطي تساهلا فإنه ذكرها في «لباب النقول من أسباب النزول».

            هذه القصة كان بعض علماء الحرم يحدث بها فقيل له: يا شيخإنها ضعيفة. قال: نريد أن نرقق بها قلوب العامة.
            يا سبحان الله!! أما في كتاب الله، ولا في صحيح حديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ما يرقق قلوب العامة
            ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ.

            (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) وما أكثر ما قد حدثنا بهذا الحديث! يقول الحافظ ابن رجب في كتابه «جامع العلوم والحكم»: إنه من طريق نعيم بن حماد، وهو ضعيف. هذه علة.
            والعلة الثانية: أنه اختلف على نعيم في شيخه. والعلة الثالثة: أنه لا يدرى أسمع عقبة بن أوس من عبدالله بن عمرو أم لم يسمع.

            (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم) هذا الحديث بحث عنه الباحثون فلم يجدوا له أصلا، وإن كان معناه صحيحا، لكن لا يجوز لنا أن نضيف إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلا ما ثبت عنه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

            بعض الأئمة عند تسوية الصفوف يقول (استووا فإن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج)، وهذا لا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ويكفي أن تقول: استووا، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول (لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم).

            (من قال حين يسمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدا رسول الله، ثم ينفث في ظفري إبهاميه ويمسح بهما عينيه ثم يقول: مرحبا بحبيبي وقرة عيني. قال: فمن قالها فإنه لا يرمد) الحديث ذكره الشوكاني في «الفوائد المجموعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة».

            (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن يرد المدينة فليأت الباب). فيه عبدالسلام بن صالح أبوالصلت الهروي وهو متروك.

            والصحيح كاف. يكفي ما صح عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويكفي كتاب الله، فإن نبينا محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). هذا مروي عن علي بن أبي طالب، وعن المغيرة بن شعبة، وعن الزبير بن العوام وعن قدر ستين صحابيا.

            ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- (من حدث عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).

            تعليق


            • #7

              قول العلامة الوادعي في قول ( إن من أهل العلم من أجاز أن يحدث بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال)

              نعم، أجازه عبدالرحمن بن مهدي، والإمام أحمد، والإمام البيهقي، وجمع من العلماء لكنهم يعنون الحسن، بدليل أنهم مثلوا بمحمد بن عمرو بن علقمة وأمثاله، وجعلوا حديثه ضعيفا، والمتأخرون يحسنون حديثه. فهم يريدون الحسن.

              ومن أجاز التحديث بالحديث الضعيف، فإنما يجيزه بثلاثة شروط

              الشرط الأول: أن لا يشتد ضعفه.
              الشرط الثاني: أن يكون مندرجا تحت أصل من الأصول.
              الشرط الثالث: أن لا يشتهر العمل به، وأن لا يعتقد ثبوته.

              أما الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- فإنه يقول في كتابه «الفوائد المجموعة»: وهو شرع ومن ادعى التفصيل فعليه البرهان.
              قد يقول قائل أو يظن ظان أن المشتغل بتصحيح حديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يشغله عن الدعوة، لا، بل يقويك على الدعوة، وتصبح حاكما، تستطيع أن تحكم على الخطيب، وعلى الصحفي، وعلى المؤلف، فكم من حديث ضعيف يختلف الناس فيه، وهو حديث ضعيف. منهم من يقول به، ومنهم من لا يقول به.

              ومن الأمثلة على هذا: حديث أن جماعة من الصحابة ضحكوا في الصلاة، ثم أمرهم النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يعيدوا الصلاة، وأن يعيدوا الوضوء.
              هذا حديث من طريق أبي العالية الرياحي، وقد قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-: حديث أبي العالية رياح. يعني لا يثبت هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

              ومن الأمثلة على هذا أي على الأحاديث الضعيفة والموضوعة: ما جاء في «فيض القدير» وفي «المجموع» المنسوب لزيد بن علي: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رأى رجلا يعبث بلحيته، وهو في الصلاة، فقال: «لو خشع قلب هذا لسكنت جوارحه». هذا الحديث يحدث به كثير من الناس، مع أنه لا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

              ومن الأمثلة على هذا: «صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي: العلماء والأمراء». الحديث معناه صحيح، لكن لا يجوز لك أن تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لأنه ما كل ما يصح معناه يجوز لك أن تضيفه إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

              فالأحاديث الضعيفة كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في كتابه «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» سبب من أسباب الفرقة، تجد الرجل قد استدل بحديث، فيأتي آخر ويضعفه، وليس معنى هذا أنه لا سبيل إلى أن تعرف الحقيقة.


              تعليق


              • #8

                «رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»


                من أهل الخير، ومن الناس الطيبين من يحب علم الحديث، ويحب أهل الحديث، لكنه يرى أن الأئمة قد اختلفوا في التجريح والتعديل، واختلفوا في التصحيح والتضعيف، فيظن أنه لا سبيل إلى ذلك، لأن الأئمة رضوان الله عليهم وضعوا قواعد.

                فأنت إذا قال لك رجل: فلان ثقة. وقال لك آخر: أنا سمعته يعكف على آلات اللهو والطرب أو رأيته على آلات اللهو والطرب. فبأي القولين تأخذ؟ ويقول لك رجل: فلان ثقة يصلي معنا، وحسن المعاملة. وآخر يقول: أنا رأيته عاكفا على آلات اللهو والطرب. فبأي القولين تأخذ؟ الجرح المفسر مقدم على التعديل، والجارح اطلع على مالم يطلع عليه المعدل.

                والعلماء يتفاوتون في هذا المضمار من أجل هذا يحصل الاختلاف. وقد ذكر ابن أبي حاتم في كتابه «مناقب الشافعي» والبيهقي أيضا في كتابه «مناقب الشافعي» أنه اختلف الشافعي ومحمد ابن الحسن أي العالمين أعلم، مالك أم أبوحنيفة؟ وكان الشافعي يحب مالكا، والشافعي تلميذ مالك. ومحمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة. فقال الإمام الشافعي لمحمد بن الحسن: أنشدك الله، أصاحبنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم؟ قال: صاحبكم -يعني مالكا-. قال: أنشدك الله، أصاحبنا أعلم بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، أم صاحبكم؟ قال: صاحبكم -يعني مالكا-. قال: فلم يبق إلا القياس فالذي ليس لديه أصول فعلى أي شيء يقيس. هذه القصة ذكرها ابن أبي حاتم والبيهقي بسند صحيح.

                شاهدنا من هذا أن العلماء يتفاوتون فمنهم إمام في الفقه، وهو ضعيف في الحديث، ومنهم إمام في الحديث، لا يستطيع أن يستنبط أحكاما كما يستطيع أن يستنبطها الفقيه.

                والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول (رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) ويقول ( رب مبلغ أوعى من سامع).

                وعلم الحديث الذي زهد فيه كثير من الناس، وأصبحوا يزهدون فيه، إن لم يكن الفقيه محدثا فلا بد أن يتخبط، كما ذكره الشوكاني -رحمه الله تعالى- في كتابه «نيل الأوطار».

                وهكذا أيضا لأن أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كثيرة ولا بد من النظر فيها، فماذا يفعل علماؤنا رحمهم الله تعالى؟ العلماء رحمهم الله تعالى إذا أرادوا أن يستدلوا بحديث؟ فإن كان في«الصحيحين» فقد أجمع أهل الحق على تلقي ما في «الصحيحين» بالقبول إلا أحاديث يسيرة انتقدها الحفاظ كالدارقطني وغيره. وإن كان في غير «الصحيحين» فإما أن يصححه حافظ من الحفاظ، كالحافظ ابن حجر والحافظ العراقي وغيرهما من العلماء الذين تصدوا للتصحيح والتضعيف، وإما أن تبحث أنت عن سنده لابد من هذا وإلا فلا يحل لك أن تستدل، لأن العلماء رحمهم الله تعالى مثل أبي داود -رحمه الله تعالى- يقول في «سننه»: ذكرت الصحيح وما يقاربه وما يشابهه، وما كان فيه وهن شديد بينته وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح.

                وهكذا الترمذي ذكر الأحاديث الصحيحة، ورب حديث يذكره الترمذي ويقول: إنه ضعيف، ويقول: إنه منقطع، ويقول: إنه غريب. والغالب على ما قال فيه الترمذي: (غريب) فقط الضعف.

                تعليق


                • #9

                  نور العالم إلى المتعلم

                  فسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يجب على المدرس وعلى الواعظ أن يتعلمها وما أكثر التخبطات في كلام كثير من الواعظين، وذلكم من زمن قديم حتى إن من العلماء من ألف كتابا بعنوان «القصاص» وآخر يؤلف كتابا بعنوان «تحذير الخواص من أحاديث القصاص»، وكثير من الواعظين يعظون الناس بأحاديث ضعيفة وموضوعة، خصوصا الأحاديث التي يتلقاها بعضهم من بعض. فأنصح إخواني في الله من أراد أن يعظ فليقتن «رياض الصالحين» وليقتن «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان» وليقتن الكتب التي قد خدمت.

                  أما أن تقرأ في «تنبيه الغافلين» لأبي الليث السمرقندي، أو تقرأ في «نزهة المجالس» أو تقرأ في «بدائع الزهور». وكثير من الكتاب العصريين يكتفون بقولهم رواه الترمذي، رواه ابن ماجه، رواه أبوداود، رواه الطبراني. وهذا لا يكفى لأن هؤلاء لم يشترطوا الصحة، بل لابد أن يقول رواه الطبراني وهو حديث صحيح أو حسن أو ضعيف إلى غير ذلك.

                  لا يكفى أن يعزو الحديث، ثم بعد ذلك أنت تقرأ وتظن أنه قد طبع في المطابع ولو لم يكن صحيحا لما طبع في المطابع، لا، فكتب السحر والدجل والشعوذة طبعت في المطابع، فإن المطابع الآن أصبحت آلة ارتزاق، يهمهم أن يطبعوا الكتاب الذي ينفق لهم في الأسواق.

                  فلا بد أن تسأل العلماء، وأن ترحل إلى العلماء، كما كان العلماء السابقون يرحلون. فربما رحلوا من أجل حديث واحد، ونحن الآن معشر المسلمين يتغرب أحدنا عشر سنين، أو خمس سنين، أو سنتين من أجل الدنيا، أولئكم كانوا يتغربون، وكانوا يرحلون من أجل العلم، لعلمهم أنه لا قوام للأمة الإسلامية إلا بالعلم، لاسيما وبلدنا معشر اليمنيين فقيرة من العلم نحن محتاجون إلى شباب يدرسون كتاب الله ويحفظون كتاب الله، وإلى شباب يحفظون سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

                  والأمر سهل جدا لو تغرب طالب العلم مدة يسيرة استطاع أن يحفظ القرآن ومدة يسيرة يستطيع أن يعرف كيف يستفيد من الكتب العلمية يستطيع أن يستفيد في مدة يسيرة. يسر الله ذلك إنه على كل شيء قدير

                  تعليق


                  • #10


                    أسئلة في المصطلح


                    س/ في كتب المصطلح ذكروا أن الرجل المشهور بالطلب ولم يثبت فيه جرح ولا تعديل، نص بعضهم مثل المزي، والذهبي، وابن القطان، وابن حجر، وغيرهم على قبول روايته، حتى يثبت جرح فيه، وأن أمره محمول على العدالة، وكان هذا منهم مصيرا على مذهب ابن عبدالبر، في الحديث الذي ذكروه، واعترضه ابن الصلاح.
                    بعضهم قال إن هذا متعين في زمننا، وهذا الذي عليه العمل. فنريد أن نعرف أن الرجل إذا لم يثبت فيه جرح ولا تعديل لكنه معروف عند أهل العلم، هل حديثه محمول على الاحتجاج به، أم ماذا؟

                    ج/
                    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد
                    فالسؤال عن الرجل المحدث المشهور بالطلب، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل، ذكر صاحب «فتح المغيث» أن الرجل إذا كان مشهورا بالطلب، ولم يأت فيه جرح ولا تعديل أنهم يقبلونه، وهكذا الإمام الذهبي -رحمه الله تعالى- لكن صاحب «فتح المغيث» مثل بالإمام مالك -رحمه الله تعالى-، فالإمام مالك مشهور بالطلب وقد وثق، فإذا حصل من هذا النوع وكان مشهورا بالطلب وتتلمذ له معاصروه.

                    مثل يحيى بن سعيد القطان، أو يحيى بن معين، أو الأئمة من أمثالهما فيقبل، وإن لم يأت فيه جرح ولا تعديل، لأنه لو كان ضعيفا لضعف، والأصل في المسلمين هو العدالة، ولكنه يضاف إلى العدالة الحفظ -لا بد من معرفة الحفظ- إلا أنه لو كان مخلطا لصاحوا به، فهذا مستقيم إن شاء الله تعالى، ولا يقدح فيه أنهم يشترطون العدالة ويشترطون الضبط، لو لم يكن عدلا لما تتلمذ له، لا أقول إنه لو لم يكن عدلا لما تتلمذ له مثل يحيى وغيره، فإنهم قد تتلمذوا للعدل ولغيره، فقد قال بعضهم إننا نسمع الحديث للفائدة ونسمعه للنظر في حال صاحبه.

                    لكن أقول لو كان مخلطا أو كان ليس بثقة لصاح به مثل يحيى بن معين، ومثل يحيى بن سعيد القطان، وهكذا الإمام أحمد والبخاري، والله أعلم.

                    س/ بارك الله فيك، المسألة على طرف آخر، فإن ابن الصلاح وغيره من الأئمة الذين تكلموا في المصطلح ذكروا أن العدالة تثبت إما بالشهرة مثل الذين ذكرتهم -يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهم- وإما بالتنصيص على ذلك من واحد من العدول، لكن مسألتنا في جانب آخر رجل لم يكن مشهورا عند أئمة الجرح بالتوثيق، لأن مثل الإمام مالك -رحمه الله تعالى- أمره مستفيض وأمره مشهور بالعدالة، فشهرة هؤلاء أقوى من أن يعدلهم أحد الناس لكن مسألتنا مثل ما قالوا هنا في غير هؤلاء المشاهير، رجل قالوا إنه (معروف). أو على سبيل المثال قالوا إنه (حافظ) أو (ضابط).

                    ج/
                    هذا أمر آخر قالوا (معروف) لا تكفي، (حافظ) أو (ضابط) أو كذا يقبل منهم لأنه مثل أئمة الجرح والتعديل إذا أطلقوا مثل هذه العبارات على المحدث، فلو كان به جرح لصاحوا به مثل أبي حاتم الرازي، ومثل أبي زرعة، ومن تقدم ذكرهم، لو سمعوا عنه ووجدوه مجروحا، لا يتركونه. فتتلمذهم له، وشهرته، ولا بد أن يكون مشهورا بالطلب، وتتلمذ له أئمة من أئمة الجرح والتعديل، فلو كان ضعيفا لصاحوا به.

                    تعليق


                    • #11

                      أسئلة المصطلح

                      س/ رجل وصف بأنه (عابد) أو (مقل)، ليس في وصفه إلا هكذا، فهل يعتبر بحديثه، ويستشهد به؟
                      ج/
                      يستشهد به، ولا يحتج به، لأن العبادة تحتاج إلى حفظ، فما أكثر المحدثين العابدين الذين ضعفوا مثل: أبان بن أبي عياش، وعبدالله بن عمر العمري، وجمع كثير من العباد الذين ضعفوا، حتى قال يحيى بن سعيد -رحمه الله تعالى-: لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث. أو بهذا المعنى، يقول مسلم: بمعنى أن الكذب يجري على ألسنتهم ولا يتعمدونه. فهذه العبارة لفظة (عابد) أو ما يجري مجراها لا تدل على أنه يقبل الحديث، لأنه يشترط في الحديث أمر آخر وهو: الضبط. والله المستعان.

                      س/
                      ذكرتنا بكم الرواة عنه قالوا إن الراوي عنه يكون عدلا، لو أن -مثلا- رجلا شيخا، في ترجمته أنه شيخ من مراتب الاستشهاد وليس من مراتب الاحتجاج، وكان من الرواة عنه أناس هم من مراتب الاستشهاد، هل يرفعون جهالته؟
                      ج/
                      الظاهر أن جهالته ترتفع، إلا إذا كان الراوي عنه كذابا، فربما أن الكذاب يروي عمن لم يوجد ولم يخلق.

                      س/
                      وإذا قالوا في الرجل: (يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم)، هل هذا الكلام يفهم منه أنه كذاب أو أنه منكر الحديث؟
                      ج/
                      ينبغي أن ينظر في قائل هذه الكلمة، فإن مثل هذه الكلمة يقولها ابن حبان في بعض الحفاظ الكبار، من رجال البخاري ومسلم، فإذا قالها الإمام أحمد، أو يحيى بن معين، أو من جرى مجراهما، فمثل هؤلاء ينظر فيما قاله غير القائل، ينظر أوثقه غير القائل؟ أو قال: إنه صدوق غير القائل. أما إذا لم ترد إلا هذه العبارة فهي تعتبر جرحا، وهي محتملة أنه يكذب، وأنه يهم. محتملة لهذا وهذا، فنحن نتوقف في أمره، لا نحكم عليه بأنه كذاب، ولا نحكم عليه بأنه صالح للشواهد والمتابعات، ولكن إن وردت عبارات أخرى لبعض أهل العلم يحمل عليها هذا القول، بمعنى أنه يهم، وينظر أذلك الحديث من أوهامه، أم ليس من أوهامه؟ فإذا لم ترد إلا هذه العبارة توقفنا في أمره ولا نحتج به، لكن ربما يصلح للشواهد والمتابعات، وينظر فيمن روى عنه أهم من الثقات الأثبات أم ماذا؟


                      س/
                      قولهم في الرجل(يروي المعضلات) هل المقصود بذلك العجائب والمشكلات، أو الأوابد -كما يقولون-، أم المعضلات بالمعنى الاصطلاحي؟ وإذا كان المقصود المعنى الاصطلاحي فما وجه القدح؟
                      ج/
                      ذلك بمعنى الأوابد، وبمعنى الأمور التي لم تثبت عنهم، لكن هذه العبارة -كما تقدم- ينبغي أن ينظر في قائلها، فيخشى أن تكون من ابن حبان -رحمه الله تعالى- فكثيرا ما يقول يروي المعضلات عن الأثبات فاستحق الترك. فابن حبان هو شديد التجريح، كما أنه متساهل في توثيق المجهولين، فهو يطلق هذه العبارة على بعض رجال الشيخين، فيتوقف في كلامه، وربما اعترض عليه الحافظ الذهبي وقال إنه لا يدري ما يخرج من رأسه.

                      س/
                      بارك الله فيكم. ومثلها قولهم: (يروي المرسلات والمنقطعات والمقطوعات) ماوجه القدح فيها؟
                      ج/ الظاهر أنهم يعنون بهذا أنه يصل المرسلات، لعلهم يعنون هذا، يصل المرسل ويرفع الموقوف... الخ، هذا بمعنى أنه يخالف الناس في هذا، فإذا كان ثقة أو قيل فيه: صدوق، بقي علينا أن ننظر في كتاب «ميزان الاعتدال» وفي كتاب «الكامل» لابن عدي، وفي غير هذين الكتابين، أهذا الحديث مما تفرد هو برفعه والناس يروونه موقوفا، أو تفرد بوصله والناس يروونه مرسلا؟ فينبغي أن تراجع ترجمته، وإذا قد وثقه العلماء الأثبات -وبعضهم قال هذا-، بقي علينا أن ننظر في ترجمته، أهذا الحديث مما أخطأ فيه؟ فيترك خطؤه، وهكذا إذا قالوا صدوق يهم، صدوق يخطيء، وهنا أمر أنصح به طلبة العلم وهو: أن يعرضوا ما كتبوه على كتب العلل، فرب حديث نغتر به ونقول إن رجاله رجال الشيخين، ثم بعد هذا نجد أن الحديث معل، وقد حكم عليه بالوضع، ورب حديث قد حدثنا به وهززنا به رؤوسنا وفي النهاية فإذا الحديث معل، وقد قال أبوحاتم أو الدارقطني رحمهما الله تعالى: إن هذا معل، فالذي أنصح به إخواني في الله أن يعرضوا ما كتبوه على كتب العلل، والحمد لله كتب العلل تغربل الأحاديث غربلة، وقد قال علي بن المديني -وهو كما يقول الحافظ ابن حجر أعلم أهل عصره بعلل الحديث- يقول الحديث إذا لم تجمع طرقه، لم يتبين خطؤه. والله المستعان.

                      س/
                      الشيخ الألباني-حفظه الله تعالى- يحسن حديث من هذا حاله، فهل يحمل تحسينه على ما ذكرت أنت من التفصيل؟ أم أن هذه قاعدة عنده أن (صدوق يخطئ) حديثه حسن، وذكره غير مرة في كتابه «السلسلة»؟
                      ج/
                      الذي يظهر أن هذه قاعدة عنده، وقد سألناه بمدينة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال حفظه الله تعالى: إن من مارس أعمالهم في كتب الحديث يرى أنهم يحسنون لمحمد بن عمرو بن علقمة ومن جرى مجراه، فالظاهر أن هذه قاعدة عنده وهي قاعدة مقبولة لا غبار عليها، لكن من أحب أن يتثبت وينظر في ترجمته وفي العلل فهو الأحوط لدينه.

                      تعليق


                      • #12

                        نصائح الوادعي لطالب العلم الشرعي

                        الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
                        أما بعد: فيقول الله سبحانه وتعالى ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ .

                        وروى البخاري ومسلم في «صحيحيهما» عن معاوية -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). ورويا في «صحيحيهما» عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا?).
                        وفي حديث أنس المتفق عليه، وحديث أبي هريرة المتفق عليه أيضا: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذكر من أمارات الساعة (رفع العلم، وظهور الجهل)، أو بهذا المعنى.

                        ونحن في هذا الزمن قد وقع ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من ظهور الجهل وتفشيه، حتى إنه أصبح كثير من المسلمين لا يميز بين العالم والمنجم، بل لا يميز بين المسلم والشيوعي، وكل هذا بسبب بعد المسلمين عن تعلم كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
                        إذا عرفت هذا، -ومعرفته بإذن الله تعالى نافعة للباحث- أعني أن الباحث إذا نظر إلى أحوال المسلمين وإلى حاجتهم، ونظر إلى تفشي الجهل، أنه يحتسب الأجر والثواب ويصبر، فإن طلب العلم يحتاج إلى صبر، ورضي الله عن عبدالله بن عمر إذ يقول (قل لطالب العلم يتخذ نعلين من حديد ). وكذا يحيى بن أبي كثير -رحمه الله تعالى- يقول لولده عبدالله (لا يستطاع العلم براحة الجسم). ذكره الإمام مسلم في (كتاب الصلاة).

                        أما إذا لم يصحب الشخص الصبر والاحتساب فإنه يوشك أن يمل، ويسأم، بل ربما إذا حصل على فائدة وأخرجها للمسلمين، ولم ير المسلمين يتقبلونها، ربما يحمله ذلك على أن يترك، كما حصل لغير واحد من المتقدمين، ورب شخص يحرق كتابه، وآخر يدفن كتبه، إما لخلل في كتبه، وإما لعدم إقبال الناس عليها، كما قال بعضهم
                        غزلت لهم غزلا نسيجا فلم أر لغزلي نساجا فكسرت مغزلي

                        فالشخص الذي لا يصبر ولا يحتسب ربما تأخذه السآمة، ويأخذه الفتور، سيما ونحن في مجتمع وعصر لا يشجع على العلم.

                        تعليق

                        يعمل...
                        X