إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الفرقة الناجية المنصورة هم أهل الحديث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفرقة الناجية المنصورة هم أهل الحديث

    قال أمير المؤمنين في الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه الجامع الصحيح في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة .
    بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ يُقَاتِلُونَ وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ
    7311 عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ
    وهو عند مسلم .
    وفي صحيح مسلم :
    156 عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ .
    قال الحافظ :
    وَأَخْرَجَ الْحَاكِم فِي عُلُوم الْحَدِيث بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ أَحْمَد إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَهْل الْحَدِيث فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ , وَمِنْ طَرِيق يَزِيد بْن هَارُون مِثْله ".
    وفي سنن الترمذي :
    عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَعِيلَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ هُمْ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ

    قلت : وهذا التفسير روي أيضاً عن عبدالله بن المبارك وعن يزيد بن هارون أبو خالد الواسطي وعن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني وعن أبي جعفر أحمد بن سنان الواسطي وعن محمــد بن عيسى بن سَوْرَة الترمذي .
    قال الحاكم في ((معرفة علوم الحديث )) قال الإمام أحمد " إن لم يكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث؛ فلا أدري من هم؟ " .
    قال الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان (ت 354هـ) في مقدمة (( صحيحه )) .
    " ثم اختار طائفة لصفوته، وهداهم للزوم طاعته، من اتباع سبل الأبرار في لزوم السنن والآثار، فزيَّن قلوبهم بالإيمان، وأنطق ألسنتهم بالبيان، من كشف أعلام دينه، واتباع سنن نبيه، بالدؤوب في الرحل والأسفار، وفراق الأهل والأوطار، في جمع السنن ورفض الأهواء، والتفقه فيها بترك الآراء، فتجرد القوم للحديث وطلبوه "
    وفي (( شرف أصحاب الحديث )) ساق الخطيب البغدادي بإسناده إلى علي بن المديني؛ قال في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ))؛ قال - أي ابن المديني - : " هم أهل الحديث، والذين يتعاهدون مذاهب الرسول، ويذبون عن العلم، ولولاهم لم نجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئاً من السنن " .
    وقال ابن رجب رحمه الله في كتابه (( كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة )):
    " وأما فتنة الشبهات والأهواء المضلة؛ فبسببها تَفَرَّق أهل القبلة، وصاروا شيعاً، وكَفَّر بعضهم بعضاً، وأصبحوا أعداءً وفرقاً وأحزاباً بعد أن كانوا إخواناً قلوبهم على قلب رجل واحد، فلم ينج من هذه كلها إلا الفرقة الواحدة الناجية .
    وهم المذكورون في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك )) .
    وهم في أخر الزمان الغرباء المذكورون في هذه الأحاديث، الذين يصلحون إذا فسد الناس .
    وهم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من السنة .
    وهم الذين يَفِرُّون بدينهم من الفتن .
    وهم النُّزَّاع من القبائل؛ لأنهم قَلُّوا فلا يوجد في كل قبيلة منهم إلا الواحد والاثنان، وقد لا يوجد في بعض القبائل منهم أحد؛ كما كان الداخلون في الإسلام في أول الأمر كذلك .
    وبهذا فسر الأئمة هذا الحديث .
    قال الأوزاعي في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ )) : أما إنه ما يذهب الإسلام، ولكن يذهب أهل السنة، حتى ما يبقى في البلد منهم إلا رجل واحد )) .
    ولهذا المعنى يوجد في كلام السلف كثيراً مدح السنة ووصفها بالغربة ووصف أهلها بالقلة " .
    قال السفاريني في مدح الإمام أحمد :
    " فإنه إمام أهل الأثر فمن نحى منحاه فهو الأثري "
    ثم قال في شرحه:
    " ( أهل )؛ أي : أصحاب. ( الأثر )؛ يعني : الذين إنما يأخذون عقيدتهم من المأثور عن الله جلَّ شأنه في كتابه أو في سنة البني صلى الله عليه وآله وسلم ، أو ما ثبت وصحَّ عن السلف الصالح من الصحابة الكرام والتابعين الفخام؛ دون زبالات أهل الأهواء والبدع ونخالات أصحاب الآراء " .
    إلى أن قال : " ( الأثري )؛ أي : المنسوب إلى العقيدة الأثرية والفرقة السلفية المرضية، ويعرف أيضاً بمذهب السلف، وهو مذهب سلف الأمة وجميع الأئمة المعتبرين المقلَّدين في أحكام الدين " .
    قال الإمام المجدد ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه (( سلسلة الأحاديث الصحيحة )) : تحت عنوان " من هي الطائفة الظاهرة المنصورة؟"
    قال : "وقد يستغرب بعض النــاس تفسير هـؤلاء الأئمــة للطائفــة
    الظاهرة والفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث، ولا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي :
    أولاً : أنَّ أهل الحديث هم بحُكْمِ اختصاصهم في دراسة السنة وما يتعلق من معرفة تراجم الرواة وعلل الحديث وطرقه أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وهديه وأخلاقه وعزواته وما يتصل به صلى الله عليه وآله وسلم .
    ثانياً : أن الأمة قد انقسمت إلى فرق ومذاهب لم تكن في القرن الأول، ولكل مذهب أصوله وفروعه وأحاديثه التي يستدل بها ويعتمد عليها، وأن المتمذهب بواحد منها يتعصب له، ويتمسك بكل ما فيه؛ دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى وينظر لعله يجد فيها من الأحاديث ما لا يجده في مذهبه الذي قلَّده؛ فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السنة والأحاديث ما لا يوجد في المذهب الآخر؛ فالمتمسك بالمذهب الواحد يضل ولا بد عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى .
    وليس على هذا أهل الحديث؛ فإنهم يأخذون بكل حديث صح إسناده في أي مذهب كان، ومن أي طائفة كان راوية، ما دام أن مسلم ثقة، حتى لو كان شيعيّاً أو خارجيّاً أو قدريّاً، فضلاً عن أن يكون حنفيّاً أو مالكيّاً أو غير ذلك .
    وقد صرح بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام أحمد بقوله : (( أنتم أعلم بالحديث مني، فإذا جاءكم الحديث صحيحاً؛ فأخبرني حتى أذهب إليه، سواء كان حجازيّاً أم كوفيّاً أم مصريّاً )) .
    وأما قول بعض خوارج العصر إن من شرط الطائفة المنصورة القتال فهذا من أقوال أهل البدع ولعل المنصف يظهر له بجلاء ما في هذا القول من التنقص من الأئمة والعلماء عامة السابقين واللاحقين فبالله عليكم هل يشك سني في أن الإمام أحمد من الطائفة المنصورة بل هو إمامها في عصره وقل مثل هذا في الأئمة السابقين وهل يشك سني سلفي في أن الإمام ابن باز والألباني وابن عثيمين من الطائفة المنصورة فبالله عليكم أين القتال وأين هؤلاء، وغيرهم كثير .
    قال أبو قتادة عامله الله بما يستحق في مـعـالم طـــائـفته المـنـصـورة:
    " فهذه الأحاديث تدل على أنّ الطائفة المنصورة التي مدحها رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرطها القتال في سبيل الله لإظهار الدين، وهي طائفة قائمة لم تنقطع أبداً ( لاتزال طائفة ...) .... وأما قول كثير من السلف الصالح أن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث؛ فهذا معنى حق ومعنى قولهم هذا أي أنها على عقيدة أهل الحديث، وعقيدتهم هي الأسلم والأعلم. "
    فتأمل قول هذا المسكين " من شرطها القتال في سبيل الله " .
    وتأمل تأويله لما تتابع عليه العلماء من وصف الطائفة المنصورة بأنهم أهل الحديث .
    قال " أي أنها على عقيدة أهل الحديث " أي أنها مقاتلة وأراد بذلك إخراج أئمة العصر ممن يحذرون منه ومن أمثاله ، والذين قالوا أن الطائفة الناجية المنصورة هم أهل الحديث من السلف لم يتحقق فيهم شرطه فهل أرادوا بذلك أن يبينوا للناس أنهم ليسوا من المنصورة حتى يتأول كلامهم هذا الرجل.
    قال أبو عبد الله الحاكم رحمـه الله بعد أن نقل قول النبي " لا يزال ناس من أمتي منصورين، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة " .
    قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الأدمي بمكة يقول : سمعت موسى بن هارون يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : سئل عن معنى هذا الحديث فقال : إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث، فلا أدري من هم ؟ .
    ثم قال " وفي مثل هذا قيل : من أَمَّـرَ السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحق . فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر، أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث، ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين، واتبعوا آثار السلف من الماضين، ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله أجمعين، من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار على التنعّم في الدمن والأوطار، وقنعوا بالبؤس في الأسفار، مع مساكنة العلم والأخبار، وقنعوا عند جميع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والأطمار، قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية، وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيغ، وجعلوا المساجد بيوتهم، وأساطينها تكاهم، وبواريها فرشهم " .
    فهؤلاء هم أهل الحديث وليس المقصود فقط من اشتغل في التصحيح والتضعيف فكم من مبتدع ضال عرفناه من المشتغلين بالتصحيح والتضعيف لكنه عندما حكم هواه ضل عن سواء السبيل لكن من اشتغل بهذا العلم ونبذ التقليد والهوى فهو أولى الناس بالدخول في زمرتهم .
    ثم ذكر بسنده عن أبي بكر بن عيّاش قال : " إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس، يقيم أحدهم ببابي، وقد كتب عني، فلو شاء أن يرجع ويقول : حدثني أبو بكر جميع حديثه فعل، إلا أنهم لا يكذبون " .
    ثم قال " إن أصحاب الحديث خير الناس، وكيف لا يكونون كذلك، وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم، وجعلوا غذاءهم الكتابة، وسمرهم المعارضة، واسترواحهم المذاكرة، وخلوقهم المداد، ونومهم السهاد، واصطلاءهم الضياء، وتوسدهم الحصى، فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء، ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس، فعقولهم بلذاذة السنة غامرة، قلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة، تعلّم السنن سرورهم، ومجالس العلم حبورهم، وأهل السنة قاطبة إخوانهم، وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم " .
    فتأمل رحمك الله معنى أهل الحديث عند السلف وماقاله ذاك الكاتب الذي ما كفاه الخروج على أئمة المسلمين حتى جمع معهم علماء الأمة .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى " وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمداً، لكن لما أخبر النبي أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، وفي الحديث عنه أنه قال ( هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة، وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون، ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى، أولوا المناقب المأثورة والفضائل المذكورة، وفيهم الأبدال، وفيهم أئمة الدين الذين أجمع المسلمون على هدايتهم، وهم الطائفة المنصورة، قال فيهم النبي ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى تقوم الساعة ) .
    فنسأل الله أن يجعلنا منهم، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا من لدنه رحمة، إنه هو الوهاب، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليمـًا كثيرًا " (مجموع الفتاوى (3 / 159)) .
    فالقول الصحيح الذي تجتمع به الأدلة أن الطائفة المنصورة وصف منوط بطائفتين من المؤمنين: أهل العلم وهم أهل الحديث ومن سار على دربهم كما مر معنا ، وأهل الجهاد الذين على عقيدة أهل الحديث لقوله صلى الله عليه وسلم كما فى صحيح مسلم (لاتزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة).
    والعلماء والمجاهدون من أهل الاعتقاد الصحيح هم أهل الكتاب وأهل الحديد المذكورون في قوله تعالى (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، إن الله قوى عزيز) الحديد 25.
    قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (10/354) " ومعلوم أنه إذا استقام ولاة الأمور … وفي الأثر صنفان إذا صلحوا صلح الناس العلماء والأمراء " أهل الكتاب و أهل الحديد " " .
    وتأمل كلام شيخ الإسلام لتعلم أنه لا قتال إلا تحت راية وإمارة .
    فكلام شيخ الإسلام عن ولاة الأمر الأمراء الذين يسوسون الناس ومعهم يكون الجهاد ، وقال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين " إن قيام الإسلام بطائفتي العلماء والأمراء " .
    وقد وروى الخطيب البغدادي بإسناده عن إسحق بن عبدالله قال (أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم وأهل الجهاد، قال: فأما أهل العلم فدلّوا الناس علي ماجاءت به الرسل، وأما أهل الجهاد فجاهدوا على ماجاءت به الرسل) أهـ (الفقيه والمتفقِّه، 1/35).
    لذلك يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع المؤمنين ، ما بين شجاع وبصير بالحرب وفقيه ومحدّث ومفسّر وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    قال ابن حجر رحمه الله " ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين في بلد واحد بل يجوز اجتماعهم في قطر واحد وافتراقهم في أقطار الأرض ، ويجوز أن يجتمعوا في البلد الواحد وأن يكونوا في بعض منه دون بعض ، ويجوز إخلاء الأرض كلها من بعضهم أولاً فأولاً ، إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد فإذا انقرضوا جاء أمر الله "
    قلت وفي كلام الحافظ إشارة إلى أن الطائفة المنصورة إذا تعينت بأنها الطائفة المقاتلة فهي التي تقاتل مع المهدي وذلك يكون في آخر الزمان قبل خروج الريح التي تقبض أرواح المؤمنين .
    ففي صحيح مسلم :
    1924 عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال كنت عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص فقال عبد الله لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة يا عقبة اسمع ما يقول عبد الله فقال عقبة هو أعلم وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك فقال عبد الله أجل ثم يبعث الله ريحا كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة
    2937 عن النواس بن سمعان ثم قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل ...... فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل ثم المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسي كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة "
    والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم .

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    باركالله فيك ،وجزاك الله خيرا، وجعل كل ما تقدمه لنا في ميزان حسناتك.
    ونفع الله بك المسلمين والمسلمات ولاحرمت لاجر العظيم.
    وتمت الفائدة والدال على الخير كفاعله.
    ونتمنى لك التوفيق وننتظر منك المزيد.
    التعديل الأخير تم بواسطة عيسى بنتفريت; الساعة 07-May-2007, 10:19 AM.

    تعليق

    يعمل...
    X