إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

تحذير الأنام من سب الملك العلام للشيخ لزهر سنيقرة الجزائري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحذير الأنام من سب الملك العلام للشيخ لزهر سنيقرة الجزائري


    الحمد لله العظيم المتعال، والصلاة والسلام على نبيه الذي دعا إليه بالأقوال والأفعال، وبعد:

    فإن أهم المهمات وأعظم الواجبات، ما تنال به السعادة الدائمة والنعيم المقيم الذي لا فناء له ولا نفاد، وبفقده وزواله يحصل الشقاء الأبدي والعذاب السرمدي، ألا وهو الإيمان بالله، الذي أنزلت لأجله الكتب وأرسلت به الرسل، تدعو إليه وتجاهد عليه، وهو الذي تنال به أرفع المقامات وأفضلها في الأولى والآخرة، قال -جل جلاله-: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [الحديد: 19].

    وقال -تعالى- : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة 72].

    والجزاء من جنس العمل، فلما كان تحقيق الإيمان، وشدة المحافظة على امتثال أمر الله واجتناب نهيه والمسارعة إلى كل ما يرضيه من تعظيمه كان الجزاء هو الفوز العظيم في جنات النعيم.

    وإن من تعظيم الله عدم التقديم بين يديه ويدي رسوله، في كل شأن من شؤون حياتنا خاصة إذا تعلق الأمر بأصل من أصول ديننا، فكيف إذا تعلق بأصل الأصول كلها؛ فالمحافظة على هذا الإيمان باجتناب كل ما يشوهه أو يكدر صفاءه لهو من آكد الواجبات وأولى الأولويات.


    وعلماؤنا قد حرَّروا المقال في هذا الباب وتعرضوا لبيان نواقضه، التي باجتنابها والبعد عنها صيانة للدين وتعظيم لرب العالمين.

    ومن أهم هذه النواقض التعرضُ للذات الإلهية بالنقص أو الاستهزاء وعدم التعظيم.


    ومن أخطر هذه النواقض و أقبحها وأشدِّها جُرما عند الله -تبارك وتعالى- سب الله وانتقاص قدره والحط من منزلته بالاستهزاء أو الشتم أو غيره، هذه المسألة التي ربما يستهين بها عامة الناس، بل حتى خاصتهم الذين لا يعتقدون في أصحاب هذا العمل الشنيع ما أجمع عليه علماء الأمة الكرام، حتى قال ابن حزم -رحمه الله- (المحلى:11/411):
    "وأما سبُّ الله -تعالى- فما على ظهر الأرض مسلم يخالف أنه كفر مجرد".

    فهو إذا من أعظم المكفِّرات القولية التي تناقض أصل الإيمان، لأن الإيمان مبني على محبة الله وتعظيمه، والانقياد لجميع أوامره، والسب المبني على الإهانة والاستخفاف، ومحال أن يجتمع في القلب حبٌّ وانقياد، مع تنقص واستخفاف، فمتى تحقق أحدهما في القلب انتفى الآخر.

    وقبل بيان حكم هذا الفعل وبيان أقوال أهل العلم فيه يجدر بنا أن نقدم ببيان معنى السَّب،فما هو معناه؟

    معنى السب في اللغة هو الشتم (لسان العرب6/127) وكما في الحديث: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر))(صحيح:3595) قيل هذا محمول على من سب أو قاتل مسلما.

    قال الراغب الأصفهاني: "السب: الشتم الوجيع" (المفردات: 226)، وقال شيخ الإسلام (الصارم المسلول: 3/967): "فالسب إهانةٌ واستخفاف، والانقياد للأمر إكرامٌ وإعزاز، ومحال أن يهين القلب من قد انقاد له وخضع واستسلم، أو يستخف به، فإذا حصل في القلب استخفاف واستهانة، امتنع أن يكون فيه انقياد أو استسلام، فلا يكون فيه إيمان، وهذا هو بعينه كفر إبليس، فإنه سمع أمر الله له فلم يكذب رسولا، ولكن لم ينقد للأمر، ولم يخضع له، واستكبر عن الطاعة فصار كافرًا"

    ولما كانت الطاعات من شعب الإيمان فإن المعاصي من شعب الكفر، لإن من الذنوب ذنوبا سميت كفرا، كما مر معنا في الحديث السابق ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)).

    وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض)) (خ، م من حديث ابن عمر).

    وقوله: (( ثنتان في أمتي هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة على الميت)) (م).

    ومما لا شك فيه أن المقصود بالكفر هنا الكفر الأصغر، والتي مرتكبها لايكون بها كافرًا إلا بالاستحلال، فلا يُخرج صاحبها ومرتكبها عن دائرة الإيمان عند أهل السنة بمجرد الفعل، إلا أنه ثمة ذنوب عملية هي من الكفر الأكبر وهي لا تصدر إلا من شخص زال الإيمان من قلبه، مثل سب الله أو سب رسوله أو الاستهانة بالمصحف فهذه مرتكبها قد اقترف جرما عظيما، ووقع في ناقضة من نواقض الإيمان، يكفر بها كفراً عينيا يخرجه عن دائرة الإيمان، فهو كافر مرتد بالإجماع.

    نص عليه ابن حزم كما سبق، وشيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال (الصارم:3/1017): " فصلٌ فيمن سب الله -تعالى-، فإن كان مسلما وجب قتله بالإجماع، لأنه بذلك كافر مرتد، وأسوأ من الكافر، فإن الكافر يعظم الرب، ويعتقد أن ما هو عليه من الدين الباطل ليس باستهزاء بالله".

    وبيّن -رحمه الله- بيانا شافيا ووضح توضيحا جليا أن سب الله كفر، سواء كان الساب مستحلا لذلك، أو كان معتقدا حرمته*، حيث قال (الصارم: 3/955): " إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهرًا وباطنًا، وسواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلا له، أو كان ذاهلا عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل.

    خلافا للمرجئة القائلين بأن الإيمان هو التصديق والعمل ليس من الإيمان، وطائفة منهم** إدّعت أن الإيمان هو قول اللسان فقط.

    وبناءً على هذا الأصل الفاسد فإن الإيمان عندهم لا يتأثر بطاعة أو بمعصية، أي لا يزيد بالطاعة ولا ينقص بالمعصية، بل المكفرات القولية والعملية لا تخرجه عن الإسلام.

    ومن هنا يتبين لنا الأثر السيئ لمن بنى اعتقاده على الأصول الفاسدة، فأصل ضلال هؤلاء مرده إلى:



    1- اعتقادهم أن الإيمان كله لا يتبعض ولا يتجزأ إذا زال بعضه زال كله، فأساس شبهتهم أنهم لم يفرقوا بين ما هو شرط في أصل الإيمان كالإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وتصديقه وإتباعه، مع توحيد الله -تعالى-، فإنه لا يكفي أحد هذين الأصلين عن الآخر، وبين ما يكون شرطا في أصل الإيمان فلا يقتضي تخلفه وتأخره عدم وجودها بالكلية، كالمرتكب لبعض الكبائر فإن إيمانه ينقص، لكنه لا يذهب بالكلية إلا بالكفر.
    وأحسن ما يمثل به علماؤنا في هذا الباب بيانا لهذه المسالة دحضا لتلك الشبهة، أن الإيمان كالشجرة حيث يقطع بعض أغصانها أو يُجنى شيء من ثمارها، فإنها تبقى شجرة وإن نقص بعضها، وقد ضربها الله مثلا كالكلمة الطيبة كلمة التوحيد فقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ [إبراهيم 24].

    2- قولهم إنه لا يجتمع عند الإنسان طاعة ومعصية، وإيمان وكفر أصغر، وإسلام ونفاق عملي.

    رد شيخ الإسلام على هذه الشبهة بقوله (الإيمان: 387)
    : "ومن العجيب أن الأصل الذي أوقعهم في هذا، اعتقادهم أنه لا يجتمع في الإنسان بعض الإيمان وبعض الكفر، واعتقدوا أن هذا متفق عليه بين المسلمين كما ذكر ذلك أبو الحسن[1] وغيره، فلأجل اعتقادهم في هذا الإجماع وقعوا فيما هو مخالف للإجماع الحقيقي، إجماع السلف الذي ذكره غير واحد من الأئمة بل وصرح غير واحد منهم بكفر من قال بقول جهم في الإيمان.

    وقد اتفق الخوارج مع المرجئة في أصل هذه الشبهة –أن الإيمان لا يتبعض- لكنهم طرفي نقيض في هذه المسألة، فالخوارج كفروا بالكبيرة والمرجئة أحجموا عن تكفير من دلت النصوص على كفره.


    والذي عليه أئمة هذه الملة الأعلام أن هذه المكفرات ردة عن الإسلام، ومن هذا القبيل سب الدين، أو سب الله أو رسوله، فمن فعلها حُكم عليه بالردة، وقد قال بذلك مالك والشافعي وأحمد والليث وإسحاق مستندين إلى قوله -جل جلاله-
    : ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْر[2] [التوبة 12]، والسب لا شك أنه نوع من أنواع الطعن والاستخفاف يكون كفرًا وردة عن الإسلام.

    قال القرطبي (10/122): "والطعن هو أن ينسب إليه ما لا يليق به، أو يعترض بالاستخفاف على ما هو من الدين"

    كما أنهم استدلوا بهذه الآية على وجوب قتل من طعن في الدين لردته وكفره، بل إن السب قدرٌ زادٌ على مجرد الكفر، بل هو أعظم عند الله من الشرك.

    قال شيخ الإسلام رحمه الله (الصارم 3/1025):
    "وأما الساب فإنه مظهر للتنقص والاستخفاف والاستهانة بالله، منتهك لحرمته انتهاكا يعلم من نفسه أنه منتهك مستخف مستهزئ، ويعلم من نفسه أنه قد قال عظيما، وأن السماوات والأرض تكاد تتفطر من مقالته، وتخر الجبال، وأن ذلك أعظم من كل كفر... ومما يبين أن السب قدر زاد على الكفر، قوله -تعالى-: ﴿ وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام 108] ومن المعلوم أنهم كانوا مشركين مكذبين معاندين لرسوله، ثم نُهي المسلمون أن يفعلوا ما يكون ذريعة إلى سبهم لله، فعُلم أن سب الله أعظم عنده من أن يشرك به" اهـ.

    وقال أيضا (الصارم 3/1034): "وقد نهى الله المسلمين أن يسبُّوا الأوثان، لئلا يسب المشركون الله -سبحانه- مع كونهم لم يزالوا على الشرك، فعلم أن محذور سبّ الله أغلظ من محذور الكفر به، فلا يجعل حكمهما واحدًا.

    وممن نقل الإجماع في المسألة إضافة إلى ابن حزم وابن تيمية -رحمهما الله-، إسحاق بن راهويه، والقاضي عياض، وابن عبد البر....

    وقد استندوا في إجماعهم نصوص من كتاب الله منها:


    قوله -تعالى- : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾ [الأحزاب 57].قال القاضي عياض -رحمه الله-: اللعن إنما يستوجبه من هو كافر، وحكم الكافر القتل.

    واستُدل بالآية كذلك على أنه توعد على ذلك، بالعذاب المهين، ولم يجئ إعداد العذاب المهين في القرآن إلا في حق الكفار.


    واستدلوا كذلك بقوله -تبارك وتعالى-: ﴿يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [ التوبة 64-66].

    قال شيخ الإسلام (الصارم 1/70): "وهذا نصً في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر، فالسب المقصود بطريق أولى.

    قال هذا في حق من سب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فما بالك بمن يسبُّ رب العزة، لا ريب أن ذلك أشد وأشنع وأعظم.

    والعجب من بعض المنتسبين للعلم محاولتهم تقرير عقيدة مخالفة لمعتقد السلف في هذا الباب، زاعمين أنها عقيدة السلف، كمن يعتذر لمن كفر بسب الله أو دينه أن سوء تربيته مانع من تكفيره، وأن الرجل لا يكفر إلا إذا قصد الكفر، وهذا لم يقل به علماؤنا ولا قرروه، فأهل السنة والجماعة تميزوا بالوسطية والاعتدال في كل شيء، وخاصة في مسائل الاعتقاد، فهم لا يكفرون بارتكاب الكبيرة، ولا يتأخرون في اعتقاد كفر من وقع عليه الكفر
    [3].

    وبعد هذا البيان المختصر لهذه المسألة المهمة المتعلقة بأصل الدين، وحتى لا يحمل الكلام على غير المحمل الصحيح، فيستغله أصحاب الشبهات والأهواء المضلة، أود أن أنبه على مسائل منها:


    1- أن الواجب على الدعاة إلى الله -تعالى- أن يجتهدوا في بيان الحق للناس ودعوتهم إلى تحقيق التوحيد المنافي للشرك، وأن يحذروا الناس من مساوئ الشرك بكل أنواعه، ويبينوا لهم عظم وخطورة ما ينافي إيمانهم ويناقضه من أنواع هذه النواقض والمكفرات.

    2- أن يسعى ولاة أمور المسلمين، وأولياء أبنائهم إلى ترسيخ الاعتقاد الصحيح في قلوبهم، من خلال التربية والتعليم على وفق المنهج الإسلامي الأصيل الذي يصون الأمة من المهالك ويحفظ لها دينها وعقيدتها، التي بصحتها وإصلاحها صلاح لحال الأمة كلها، في سائر شؤونها، وإلا ما الذي يدفع طوائف من الأمة تستبيح دماء بعضها، وتسعى في الأرض فسادًا لولا فساد معتقدهم.

    3- أن معرفة مثل هذه الأحكام بيان لعظمة الله -جل وعلا- وحثًا على تعظيمه بما يستحقه، إذ التعظيم والإجلال تابع لمعرفته.

    قال ابن القيم (المدارج: 2/495) عند منزلة التعظيم: "هذه المنزلة تابعة للمعرفة، فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب، وأعرف الناس به: أشدهم له تعظيما وإجلالا، وقد ذم الله -تعالى- من لم يعظمه حق عظمته، ولا عرفه حق معرفته، ولا وصفه حق صفته، قال -تعالى-: ﴿ مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾، قال ابن عباس ومجاهد: لا ترجون لله عظمة، وقال سعيد بن جبير: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته.

    وروح العبادة هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت، فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم، فذلك حقيقة الحمد".

    وقد كان سلف هذه الأمة من شدة تعظيمهم لربهم -تبارك وتعالى- أنهم يعظمون ذكر اسمه -جل وعلا-.

    قال عون بن عبد الله: ليعظِّم أحدكم ربه، أن يذكر اسمه في كل شيء، حتى يقول: أخزى الله الكلب، وفعل الله به كذا.

    ويقول الخطابي: وكان بعض من أدركنا من مشايخنا قلَّ ما يذكر اسم الله -تعالى- إلا فيما يتصل بطاعة. (السير 18/63).

    فمتى تتربى الأمة على مثل هذا التعظيم؟ لاشك أن تحقيقه منوط بقيام سوق الدعوة إلى الله -جل وعلا- على الهدي القويم والصراط المستقيم الذي سار عليه سلف هذه الأمة الكرام.


    -------------------
    *- خلافا لمن يدعي خلاف هذا ثم ينسبه إلى معتقد أهل السنة والجماعة متجاهلا، بل جاهلا أن الأئمة الأعلام أجمعوا عليه.
    **- هو قول ابن كرَّام (255 هـ)
    [1] - أبو الحسن الأشعري الذي تنسب إليه العقيدة الأشعرية.
    [2] - راجع أحكام القرآن لابن العربي (2/893)، والقرطبي عند قوله تعالى : ﴿ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ
    [3] - وأغرب ما سمعت في هذا الباب، قول من لا يرى كفر المتنصّر الذي ترك الإسلام واعتنق المسيحية بحجة عدم صدور حكم قضائي فيه.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 06-Jan-2011, 11:49 PM.
يعمل...
X