إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

آداب الأكل والشرب/ صحيح الطب النبوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آداب الأكل والشرب/ صحيح الطب النبوي

    آداب الأكل والشرب/ من كتاب صحيح الطب النبوي في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف

    عن جابر t، : "أن النبي e أمر بلعق الأصابع والصحفة ، وقال :"إنكم لا تدرون في أيها البركة" .
    رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (2033).
    في رواية له : "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة" . رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5269)
    لعق : مص ، أصابعه الثلاث الوسطى ثم السبابة ثم الإبهام .
    فليمط : فليزل ، والأذى : الوسخ ، تُسلت : تُلعق .
    القصعة : إناء يأكل عليه عشرة أنفس .
    لعق الأصابع سبب لحصول البركة .
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ولهذا قال الأطباء : إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم ، ونحن نقول هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما يأمر به وإلا فالأصل أننا نلعقها امتثالاً لأمر النبي e ، وكثير من الناس لا يفهمون هذه السُنة تجده ينتهي من الطعام وحافته التي حولها كلها تجده أيضاً يذهب ويغسل دون أن يلعق أصابعه والنبي e نهى أن يمسح الإنسان يديه بالمنديل حتى يلعق وينظفها من الطعام ثم بعد ذلك يمسح بالمنديل ثم بعد ذلك يغسلهما إذا شاء . أ.هـ. شرح رياض الصالحين (3/35) .
    عن معاذ بن أنس t أن النبي e قال : " من أكل طعاماً ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة غُفر له ما تقدم من ذنبه" . رواه أبو داوود برقم (4043) ، والترمذي برقم (345) ، وابن ماجه برقم (3285) ، وأحمد (3/439) ، وابن السُني (469)، وحسنه العلامة الألباني في الترغيب برقم (2164)، المشكاة (4343)، الكلم (187) ، الإرواء رقم (1989).
    في الحديث : حمد الله تعالى بعد الطعام يكون سبباً لغفران الذنوب .
    وعن أنس بن مالك tقال : قال رسول الله e : "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها"
    رواه مسلم برقم (2734) ، باب "استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب" .
    وفي هذا الحديث : حمد الله تعالى بعد الطعام والشراب يكون سبباً لرضى الله تعالى عن العبد .
    ففي الحديثين بيان عظيم فضل الله على عباده ، فقد فتح باب الرحمة لهم ومجازاتهم بعظيم كرمِه.

    ما يقوله ويفعله من يأكل ولا يشبع

    عن وحشي بن حرب t، أن أصحاب رسول الله e قالوا : يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال : "فلعلكم تفترقون" ، قالوا : نعم ، قال : " فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يُبارك لكم فيه" . أخرجه أبو داوود برقم (3764) ، وابن ماجه برقم (3286) ، وأحمد (3/501) ، وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم، وقال الألباني : "حسن لغيره"، الترغيب برقم (212) ، والمشكاة برقم (4252).
    في الحديث : البركة في الاجتماع على الطعام ، وذكر اسم الله تعالى عليه . فالاجتماع يورث الشبع والبركة. والفرقة تسلب البركة وعدم الشبع .
    قال ابن مفلح رحمه الله تعالى : الشيطان قادر على الفرد وإيقاعه في مصايده ومكايده ، لأنه يأكل من الغنم القاصية ، وأما الجماعة فهو بعيد من النيل منها لأن يد الله على الجماعة.
    وذكر اسم الله عند الأكل واجب وهو محصل للبركة المرجوة بتكثير الطعام.
    قيل للإمام أحمد : أيما أحب إليك يعتزل الرجل في الطعام أو يرافق ؟ قال : يرافق ، هذا أرفق يتعاونون ، وإذا كنت وحدك لم يمكنك الطبخ ولا غيره ، ولا بأس بالنهد ، قد تناهد الصالحون ، كان الحسن إذا سافر ألقى معهم ، ويزيد أيضاً بقدر ما يلقي ، يعني في السر . أ.هـ . الآداب الشرعية (3/182) .
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي e قال : "البركة تنـزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه" .
    أخرجه أبو داوود برقم (3772) ، والترمذي برقم (1805) ، وابن ماجه برقم (3277) ، وصححه الألباني في الترغيب برقم (2123).
    وعن جابر t ، أن رسول الله e ، "أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال: " إنكم لا تدرون في أيها البركة" .
    رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (526) .
    وفي رواية له : "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة" .
    رواه مسلم في كتاب الأشربة رقم (5269).
    وفي رواية "إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى فليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة" رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5271).

    لعق : لحس.

    فليمط: فلينح وليزل.

    البركة : الخير الكثير.
    من أذى : من غبار أو تراب أو وسخ .
    الطعام : الذي يأكله الإنسان فيه بركة ولا يدري أين هي .

    التسمية على الطعام
    عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبيe يأكل طعاماً في ستةٍ من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول اللهe "أما إنه لو سمى لكفاكم" .
    صححه الألباني في الترغيب برقم (2107).
    عدم التسمية على الطعام سبب لسلب البركة منه ، وعدم الشبع .
    وعن جابر t ، أنه سمع النبي e يقول : "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء" وإذا دخل الرجل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان : أدركتم المبيت والعشاء" . رواه مسلم في صحيحه ، وأبو داوود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأحمد (3/346 و 383) ، والبخاري في الأدب المفرد (1096).
    كل ما يذكر اسم الله عليه ييأس الشيطان منه فإذا غفل حلَّ فيه غفلته ونال مراده منه، والشيطان يبيت في البيوت التي لم يذكر الله تعالى فيها ويأكل من طعام أهلها إذا لم يذكروا اسم الله عليها.
    وعن أمية بن مخشي الصحابيtقال : كان رسول اللهe جالساً ورجل يأكل فلم يُسمِ حتى لم يبقَ من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال : بسم الله أوله وآخره فضحك النبيe ثم قال : "ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه" .
    رواه أبو داوود ، والنسائي ، المشكاة برقم (4203)، والكلم برقم (183)، والرياض(735) .
    يستفاد من الحديث أن الشيطان يشارك في الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه ، إن ذكر الله على الطعام ولو لم يبق منه إلا جزء يسير يحرم الشيطان من كل ما كان قد أكل قبل .
    قال ابن القيم رحمه الله : وللتسمية في أول الطعام والشراب ، وحمد الله في آخره تأثيرٌ عجيب في نفعه واستمرائه ، ودفع مضرته .
    قال الإمام أحمد : إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل : إذا ذكر اسم الله في أوله ، وحُمد الله في آخره ، وكثرت عليه الأيدي ، وكان من حِل". ا هـ . زاد المعاد (4/232).
    وفائدة التسمية قبل الطعام أنه يحرم الشيطان من المشاركة في الأكل والإصابة منه، فعن حذيفة tقال: كنا إذا حضرنا مع النبي e لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول اللهe فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تُدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله eبيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يُدفع فأخذ بيده، فقال رسول الله e: "إن الشيطان يستحلُّ الطعام أن لا يُذكر إسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية يستحل بها، فأخذت بيدها. فجاء بهذا الأعرابي يستحلُّ به، فأخذتُ بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها" . رواه مسلم برقم (2017) ، وأحمد برقم (2273) ، أبو داوود برقم (3766).
    ولفظ التسمية أن يقول الآكل : " بسم الله " فعن عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنهما، قال: كنتُ غلاماً في حجر رسول الله e، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله e "يا غلام سم الله، وكل بيمينك ، وكل مما يليك" فما زالت تلك طِعمتي بعد .
    رواه البخاري برقم (5376) واللفظ له ، ورواه مسلم برقم (2022).

    الشرب قاعداً سنة وقائماً مباح

    جاءت الأحاديث بالأمر في الشرب قاعداً ، دلت على الوجوب ، وجاءت أحاديث أخرى دلت على الإباحة ، فصرفت هذه الأحاديث من الوجوب إلى الإباحة . فمن شرب قاعداً له الأجر على تطبيق السنة ، ومن شرب قائماً لا شيء عليه للأحاديث التالية . والله أعلم .

    فعن أبي سعيد : أن النبي e : "زجر ، وفي لفظ نهى ، عن الشرب قائماً".

    رواه مسلم .

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي e : "شرب من زمزم ،من دلو ،وهو قائم". أخرجه البخاري (1637) ،ومسلم (2027) .

    وعن علي t "أتي بماء فشرب ، ثم توضأ ، ثم قام فشرب فضله وهو قائم ، ثم قال : إن ناساً يكرهون الشرب قائماً ، وإن النبي e صنع مثل ما صنعت". أخرجه البخاري (5615) .

    وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : "رأيت النبي e يشرب قائماً وقاعداً". أخرجه الترمذي (183) ، وهو حسن .

    وعن ابن عمر t قال : "كنا نأكل على عهد النبي e ونحن نمشي ، ونشرب ونحن قيام".

    أخرجه أحمد (4601) ، وابن ماجة (3301) ، والترمذي (1880) ، وهو صحيح .

    وبوب الإمام النووي رحمه الله تعالى في رياض الصالحين (ص349) ، باب فقال : "باب بيان جواز الشرب قائماً"

    "وبيان أن الأكمل والأفضل الشرب قاعداً" .
    وقال في شرحه على مسلم (13/195) : وأما شربه eقائماً فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض ، وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه . اهـ .

  • #2
    التحذير من الأكل والشرب بالشمال، وما جاء في النهي عن النفخ في الإناء والشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح
    عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله r قال: "لا يأكُلنَّ أحدكم بشمالهِ، ولا يشْرَبَنَّ بها، فإنَّ الشيطانَ يأكلُ بشمالِهِ ويشربُ بِها".
    قال: وكان نافعُ يزيد فيها : "ولا يأخُذْ بها، ولا يُعْطِ بها" .
    رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (2020) ، والبخاري في الأدب المفرد برقم (1089) ، والترمذي بدون الزيادة .
    وعن أبي هريرة t ، أن النبي r قال : "ليأكل أحدُكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينهِ، وليُعْطِ بيَمينهِ، فإن الشيطان يأكل بشمالِهِ، ويشرب بشِمالهِ، ويُعطي بشِمالهِ، ويأخذ بشِمالِه" .
    قال الألباني رحمه الله : "صحيح لغيره"الترغيب(214) والصحيحة(1236) .
    قال ابن الجوزي: لما جُعلت الشمال للاستنجاء ومباشرة الأنجاس، واليُمنى لتناول الغذاء، لم يصلح استعمال أحدهما في شغل الأخرى لأنه حطاًّ لرتبة ذي الرتبة، ورفع للمحطوط، فمن خالف ما اقتضته الحكمة وافق الشيطان.أ.هـ كشف المشكل (2/594) .
    وعن ابن عباس t الله عنهما: "أن النبيrنهى أن يُتَنَفَّسَ في الإناءِ، ويُنفَخَ فيهِ". رواه أبو داود وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في الترغيب (2117) .
    ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه: "أن رسول الله r نهى أن يشربَ الرجلُ مِنْ فِي السقاءِ، وأن يَتَنَفَّسَ في الإناءِ".صحيح الترغيب (2/494) .
    قال الحافظ: "وروى البخاري ومسلم والترمذي والنسائي النهي عن التنفس في الإناء من حديث أبي قتادة" أ.هـ.
    وعن أبي سعيد الخدري t قال: "نهى رسول الله r عن اخْتِناثِ الأسْقِيَة، يعني أن يُكْسَر أفْواهُها فيشرَبَ مِنها" .
    رواه البخاري في كتاب الأشربة برقم (5625) ، ومسلم في كتاب الأشربة برقم (2023) .
    وعن أبي هريرة t، "أن رسول الله r نهى أن يُشرَب مِنْ فِي السقاء"رواه البخاري في كتاب الأشربة برقم (562) .
    وزاد الحاكم: فأنبئت أن رجلاً شرِبَ من في السقاء فخرجت حية.
    وعن أنس t: "أن النبي r كان يَتنفَّسُ في الإناءِ ثلاثاً. ويقول: "هو أَمْرأُ وأرْوَى" . رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب". وصححه الألباني في الترغيب برقم (2119) .
    وعن أبي سعيد الخدري t: "أن النبي r نهى عن النفخ في الشراب".
    فقال رجلٌ: القذاة أراها في الإناءِ ؟ فقال: "أهرقها".
    قال: فإني لا أروى من نَفَسٍ واحدٍ ؟
    قال: "فَأبِنِ القَدحَ إذاً عَنْ فيكَ ثم تَنَفَّسْ" . رواه الترمذي برقم (1887) وقال : "حديث حسن صحيح"، وأحمد برقم (10819) ، ومالك (171) واللفظ له. وحسنه الألباني في "الترغيب" برقم (2115)، والصحيحة برقم (386).
    وعنه t قال: "نهى رسولُ الله r عن الشُّرب مِنْ ثُلْمَةِ القدَحِ، وأن ينفُخَ في الشَّراب" . أخرجه أبو داود في الأشربة برقم (3722) ، وأحمد في المسند برقم (11760 / 4). وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (387،2689) ، و"صحيح الجامع" رقم (68 ، و"صحيح لغيره" الترغيب رقم (2116) .
    قال الألباني رحمه الله : "ثلمة القدح" أي : موضع الكسر منه ، كما جاء مصرحاً بذلك في حديث آخر ، والظاهر أن ذلك لما قد يخشى أن يتجمع في الثلمة من الأوساخ والجراثيم فيتسرب شيء منها إلى الجوف إذا شرب منها ، فالنهي طبي دقيق ، والله أعلم. انظر الحديث (2689ـ الصحيحة) .أ.هـ . صحيح الترغيب (2/294).
    وعن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : قال رسول الله e : "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه" . رواه البخاري برقم (152) ، ومسلم برقم (267) .
    وعن ثمامة عن أنس: "أن النبي r كان يتنفس في الإناء ثلاثاً" .
    رواه مسلم، ورواه الترمذي وقال: "هذا حديث حسن صحيح" (1885) .
    قال الحافظ عبد العظيم: "وهذا محمول على أنه كان يبين القدح عن فيه كل مرة، ثم يتنفس كما جاء في حديث أبي سعيد المتقدم، لا أنه كان يتنفس في الإناء" أ.هـ.
    قال العلامة ابن قيم الجوزية : وهذا من الآداب التي تتِمُّ بها مصلحةُ الشارب، فإن الشُّرب مِن ثُلمة القدح فيه عِدَّةُ مفاسد:
    أحدها: أن ما يكون على وجه الماء من قذى أم غير يجتمع إلى الثُّلمة بخلاف الجانب الصحيح.
    الثاني: أنه ربما شوَّش على الشارب، ولم يتمكن مِن حسن الشرب من الثلمة.
    الثالث: أن الوسخ والزُّهومة تجتمعُ في الثلمة، ولا يصل إليها الغسل، كما يصل إلى الجانب الصحيح.
    الرابع: أن الثلمة محلُّ العيب في القدح، وهي أردأ مكان فيه، فينبغي تجنُّبه، وقصد الجانب الصحيح، فإن الرديء من كل شيء لا خير فيه، ورأى بعض السلف رجلاً يشتري حاجة رديئة، فقال: لا تفعل أما عَلمتَ أن الله نزع البركة من كل رديء.
    الخامس: أنه ربما كان في الثلمة شق أو تحديد يجرع فم الشارب، ولغير هذه من الفاسد
    وأما النفخ في الشراب، فإنه يُكسِبُه من فم النافخ رائحة كريهة يُعاف لأجلها، ولا سيما إن كان متغير الفم.
    وبالجملة فإن أخلاط النافخ تُخالطه، ولهذا جمع رسول الله e بين عن التنفس في الإناء والنفخ فيه في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه، عن ابن عباس t، قال: "نهى رسول الله r أن يُتنفسَ في الإناء، أو ينفخ فيه". أخرجه أحمد في المسند (1907 / 1)، وأبو داود برقم (372 ) ، والترمذي برقم (188 ) ، وابن ماجة برقم (3429)، والدارمي برقم (2134). صححه الألباني في "صحيح الجامع" برقم (6820)، و"الإرواء" رقم (2037) .
    وقد روى مسلم في (صحيحه) : من حديث جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله e يقول : "غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناءٍ ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء إلا وقع فيه من ذلك الداء" . أخرجه مسلم في الأشربة برقم (2014) .
    وهذا مما لا تناله علوم الأطباء ومعارفهم، وقد عرفه من عقلاء الناس بالتجربة. قال الليث ابن سعد أحد رواة الحديث: الأعاجم عندنا يتقون تلك الليلة في السنة في كانون الأول منها. وصح عنه أنه أمر بتخمير الإناء ولو أن يعرض عليه عوداً عن جابر بن عبد الله tقال : قال رسول الله e: "إذا كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل، فخلوهم وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا، وأطفئوا مصابيحكم". أخرجه البخاري في الشرب (10/77).
    وفي عرض العود عليه من الحكمة أنه لا ينسى تخميره بل يعتاده حتى ولو بالعود، وفيه: أنه ربما أراد الدبيب أن يسقط فيه، فيمر على العود فيكون العود جسراً له يمنعه من السقوط فيه.
    وصح عنه: أنه أمر عند إيكاء الإناء بذكر اسم الله، فإن ذكر اسم الله عند تخمير الإناء يطرد عنه الشيطان، وإيكاؤه يطرد عنه الهوام، ولذلك أمر بذكر اسم الله في هذين الموضعين لهذين المعنيين.
    وروى البخاري في "صحيحه" من حديث ابن عباس t ، أن رسول الله e "نهى عن الشرب من في السِّقاء" أخرجه البخاري في الشرب (10/79) .
    وفي هذا آداب عديدة منها: أن تردد أنفاس الشارب فيه يُكسبه زهومة ورائحة كريهة يعاف لأجلها.
    ومنها : أنه ربما غلب الداخل إلى جوفه من الماء ، فتضرر به .
    ومنها : أنه ربما كان فيه حيوان لا يشعر به ، فيؤذيه .
    ومنها : أن الماء ربما كان فيه قذارة أو غيرها لا يراها عند الشرب، فتلج جوفه.
    ومنها أن الشرب كذلك يملأ البطن من الهواء، فيضيق عن أخذ حظه من الماء، أو يزاحمه، ولغير ذلك من الحكم.
    التحذير من الإمعان في الشبع والتوسع في المآكل
    والمشارب شرهاً وبطراً
    عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r : "المسلم يأكل في معىً واحد والكافر في سبعة أمعاء" . رواه البخاري في كتاب الأطعمة برقم (5396) ، ومسلم في كتاب الأشربة برقم (2061) .
    وعن أبي حُجيفَةَ t قال : "أكلت ثريدَةً من خُبزٍ ولحم ثُم أتيتُ النبي r فجعلتُ أتجشـأُ فقال : "يا هذا ! كُفَّ مِنْ جُشائِكَ، فإنَّ أكثر الناسِ شِبعَاً في الدنيا، أكثرُهُم جوعاً يومَ القيامةِ" .
    صحيح الترغيب (2136) ، والإرواء (7/41ـ43) .
    قوله : "ثريدة" ، ثَرَد الخبز كسره من باب نصر فهو ثرِيدٌ و مثرودٌ ، والاسم الثُّرْدةُ بوزن البردة . مختار الصحاح (1/35) ، مادة ثَرَد .
    والثريد يكون خبز مع لحم ، وفي بعض البلدان يسمى "فتة" .
    قوله : "أتجشأ " ، جشأ : جَشَأَتْ نفسُه تَـجْشأُ جُشوءاً : ارتفَعَت ونَهَضَت إِلـيه و جاشَت من حُزْن أَو فَزَع. و جَشَأَتْ: ثارَت للقَـيْءِ. لسان العرب (1/4) ، مادة جشأ .
    وفي رواية للبخاري: أن رجلاً كان يأكل أكلاً كثيراً فأسلم فكان يأكل أكلاً قليلاً فذكر ذلك لرسول الله r فقال: "إن المؤمن يأكل في معىً واحد وإن الكافر يأكل في سبعة أمعاء". في كتاب الأطعمة برقم (5397) .
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : "إن أهْل الشِبَع في الدنيا هُم أهْلُ الجوعِ غداً في الآخِرَةِ" . صحيح الترغيب (213) .
    وفي رواية لمسلم : أضاف رسول الله r ضيفاً كافراً فأمر له رسول الله r بشاةِ فحُلبت فشرب حِلابها ثم أخرى فشرب حِلابها ثم أخرى فشرب حِلابها حتى شرب حِلاب سبعِ شياهٍ ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله r بشاةٍ فشرب حِلابها ثم أخرى فلم يستتمه فقال رسول الله r: "إن المؤمن ليشرب في معىً واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء" . في كتاب الأشربة برقم (5063) .
    الحِلاب: اللبن الذي يحلبه.
    وعن أبي هريرة t ، أن رسول الله r قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزنُ عند الله جناح بعوضة" .
    رواه البخاري في كتاب التفسير برقم (4729) ، ومسلم في كتاب صفة القيامة برقم (2785) .
    وروي عن عطية بن عامر الجهني قال: سمعتُ سَلْمانَ رضي الله عنه وأُكْرِهَ على طعامٍ يأْكُلُه ، فقال : حَسْبي إني سمعتُ رسول الله r يقول :
    "إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا، أطولُهُم جوعاً يومَ القيامَةِ".
    وزاد البيهقي في رواية: "يا سلمان الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافِر". "صحيح الترغيب" رقم (2139) .
    ورد عن سلمان ، وأبي جحيفة رضي الله عنهما ، أن النبي e قال : "أن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في الآخرة" ، قال الطبري : غير أن الشبع وأن كان مباحا فإن له حدا ينتهي إليه وما زاد على ذلك فهو سرف ، والمطلق منه ما أعان الأكل على طاعة ربه ولم يشغله ثقله عن أداء ما وجب عليه . اهـ .
    ثم قال : قال القرطبي في المفهم لما ذكر قصة أبي الهيثم إذ ذبح للنبي e ولصاحبيه الشاة فأكلوا حتى شبعوا ، وفيه دليل على جواز الشبع ، وما جاء من النهى عنه محمول على الشبع الذي يثقل المعدة ويثبط صاحبه عن القيام للعبادة ويفضي إلى البطر والأشر والنوم والكسل ، وقد تنتهي كراهته إلى التحريم بحسب ما يترتب عليه من المفسدة ، وذكر الكرماني تبعا لابن المنير أن الشبع المذكور محمول على شبعهم المعتاد منهم ، وهو أن الثلث الطعام والثلث للشراب والثلث للنفس . اهـ . فتح الباري (9/52 .
    التحذير من الأكل مُتكئاً
    أو منبطحاً على وجهه
    روى أبو جحيفة أنه قال : "كنت عند رسول اللهr ، وقال لرجل عنده : لا آكُلُ وأنا متكئ" . انظر زاد المعاد (4/222) ، وفتح الباري (9/452) .
    قال ابن حجر: وإذا ثبت كونه مكروهاً أو خلاف الأولى فالمستحب في صفة الجلوس للآكل أن يكون جاثياً على ركبتيه وظهور قدميه، أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى.أ.هـ. فتح الباري (9/452) .
    ووجه الكراهة في ذلك أن هذه الهيئة من فعل الجبابرة وملوك العجم، وهي جلسة من يريد الإكثار من الطعام.
    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "نهى رسول الله rعن مطعمين، عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل وهو منبطح على بطنه" . رواه أبو داود (3774) وصححه الألباني ، ورواه ابن ماجة برقم (3370).

    تعليق

    يعمل...
    X