طلب شرح مسألة في الدعاء

[أبو أروى أسامة الجزائري]

السلام عليكم ورحمة الله
أرجو من الله أن أجد عند الإخوة من يشرح لي هذه المسألة :
: كلُّ دعاءِ عبادةٍ مستلزمٌ دعاء المسألة وكلُّ دعاءِ مسألةٍ متضمنٌ دعاء العبادة
وبارك الله فيكم

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

دعاء العبادة هو كل عبادة يتقرب بها العبد لربه

أما دعاء المسألة فهو قولك يا رب أعطني كذا تريد مسألة ما .

الجواب على سؤالك يحتمل جوابين هما :


الإحتمال الأول : توجهك إلى الله بطلب مسألتك له وحده فتكون بذلك عبدته أي أن دعاء العبادة يحتوى على دعاء المسألة و دعاء المسألة جزء من دعاء العبادة .

أما الإحتمال الثاني : أي من دعا الله بدعاء مسألة فيستلزم من ذلك أن الله هو القادر على إجايته فيكون مستحق لدعاء العبادة و العكس إذا كنت تتقرب إلى الله بدعاء العبادة فبالضرورة يكون هو القادر على إجابة دعاء مسألتك .

و أتمنى أن يكون زال عنك الإشكال .

[أبو أروى أسامة الجزائري]

بارك الله فيك

لكن لم أفهم جيدا ما معنى الاستلزام و التضمن في الجملة السابقة

[أبو مالك عيسى شعبان]

دعاء العبادة يستلزم دعاء المسألة باعتبار أن العابد يسأل الله اأجر و الثواب بلسان الحال
و دعاء المسألة يتضمن دعاء العبادة لأن سؤال الله عبادة من العبادات و الله أعلم

[أبو أيوب هشام البيضاوي]

الحمد لله رب العالمين
و من باب المذاكرة :

دعاء مسألة هو سؤال العبد ربه جلب الخير و دفع الشر.قول الشيخ عبيد الجابري حفظه الله
و دعاء عبادة و يتضمن أمرين أحدهما التقرب إلى الله بالمسألة يسأل المسلم ربه ما أحب من خيري الدنيا و الآخرة متقربا بذلك إلى الله .الثاني التقرب إلى الله بما شرعه من الأذكار من تسبيح و تهليل و تكبير و تحميد مما ليس فيه مسألة ...قول الشيخ عبيد حفظه الله

طيب إذا تقرر هذا فدعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة مثال ذلك أن الصلاة هي دعاء عبادة لكن لماذا تصلي تركع و تسجد و و رجاء ثواب الله و خوفا من عقاب الله و محبة له , كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه اللهفالصلاة مثلاً عبادة تشتمل على قراءة القرآن ، وذكر الله ، وتسبيحه ، ودعائه أيضاً ، والصوم عبادة وإن كان في جوهره ليس فيه دعاء ، لكن الإنسان لم يصم إلا رجاء ثواب الله ، وخوف عقاب الله ، فهو دعاء بلسان الحال .
و أعطيك مثالا في كلمة مستلزم :
توحيد الألوهية مستلزم بل متضمن لتوحيد الربوبية ، لأن كل من عبد لله وحده فإنه لن يعبده حتى يكون مقرا له بالربوبية ، وكذلك متضمن لتوحيد الأسماء والصفات ، لأن الإنسان لا يعبد إلا من علم أنه مستحق للعبادة ، لما له من الأسماء والصفاتكلام الشيخ ابن عثيمين
و قال أيضا فتوحيد العبادة ، وهو توحيد الألوهية ، متضمن لتوحيد الربوبية والأسماء والصفات.كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
و أكتفي بهذا لأن الآذان عندنا و الله المستعان و أرجوا أن يكون المعنى اتضح

و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين

تنبيه : ما باللون الأحمر ليس من كلامي و إنما كلام المشايخ المذكورين

[أبو أروى أسامة الجزائري]

وصل المعنى
بارك الله فيكم ووفقكم في طلب العلم

[أبو أيوب هشام البيضاوي]

الحمد لله لعلي أنقل كلام الشيخ الفوزان عن كلمة مستلزم و متضمن و إليكم الرابط و سأفرغه إن شاء الله بالليل http://www.alfawzan.ws/node/9721
قال الشيخ الفوزان حفظه الله :
واضح توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية يعني داخل , التضمن معناه الدخول فتوحيد الربوبية داخل في توحيد الألوهية و أما توحيد الربوبية فهو مستلزم يعني يلزم من وحد الله في ربوبيته أن يوحده في ألوهيته لأن المشركين يوحدون الله في الربوبية لكن لم يوحدوه في ألوهيته و هذا يلزمهم يلزمهم أنهم إذا اعترفوا أنه هو الرب فيلزمهم أن يفردوه بالعبادة نعم و التضمن ما كان الشيء داخل في شيء و أما الالتزام فهو ما كان الشيء خارج عن الشيء لكنه لازم له و هو خارج عنه , مثلا البيت : البيت الذي تسكنه هذا متضمن للسقف و الجدران واا داخلة فيه , لكن المرافق الخارجية الي هيا مجاري المياه و ...هذه لوازم للبيت ما هي داخلة فيه خارجة عنه لكنها لابد منها له لازمة له نعم انتهى كلامه و هذا تفريغه كما وعدتكم و الحمد لله على فضله و امتنانه

و هنا سؤال :

هل دعاء العبادة يغني عن دعاء المسألة ؟من باب زيادة الفائدة

و جزاكم الله خيرا على هذه المذاكرات الطيبة المباركة إن شاء الله

و الحمد لله رب العالمين

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

هل دعاء العبادة يغني عن دعاء المسألة ؟من باب زيادة الفائدة

لا لا يغني أبدا

إذا إستغنيت عن دعاء المسألة فقد إستكبرت على الله عز وجل : " {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر "
و كيف يستغنى العبد عن سؤال ربه حاجاته .محال هذا ؟؟؟؟

[أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني]

علمه بحال يغني عن سؤالي" هل هذه المقولة صحيحة؟ [تفصيل وبيان]

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الأخ الكريم:

هل دعاء العبادة يغني عن دعاء المسألة ؟من باب زيادة الفائدة

هذا سؤال مهم وفيه بحث دقيق، وإليك جزء من بيانه:
الله -عز وجل- يحب الدعاء وتذلل العبد له، ولذلك أمر بهذه العبادة العظيمة (دعاء المسألة) التي هي طلب النفع ودفع الضر منه سبحانه.
والصوفية -أو فرق منهم- عندهم مقالة بنحو: "الله أعلم بحالي مني فعلمه بحالي يغنيه عن سؤالي"

وهذا من الجهل من جهتين:

1-- إنَّ الله عز وجل غنيٌ ومع هذا يحب هذه العبادة ويحب العبادات كلها، فهو قد أمر بها، فهل أنقص هذا من غناه شيئًا؟!
2- وهكذا هو سبحانه لم يأمر بالدعاء ليعلم حالك وفقرك فلمَّا عَلِم حالك انتفت العلة، فلم يكن حينها للدعاء حاجة؟! بل هذا فهم عجمي وجهل مبين! ، بل الله يعلم السر وما أخفى ويعلم الغيب والشهادة، وليس هو بحاجة لسؤالك ليعلم حاجتك، بل سبحانه جعل العبادة سببًا لتحصيل مقصودك ، وهكذا هو يحبها جل جلاله، لذلك أمر بها.

لكن ! أقول: لكن! قد تكون في بعض الصور والحالات يذكر العلماء قريبًا من هذا المعنى المشار إليه، نحو دعاء الهم والكرب:
" لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم"
الآن هذا الذكر ليس فيه دعاء وطلب بكشف الضر والهم الذي نزل بالإنسان، مع أنَّه من أذكار الكرب والشدة كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ووجه ذلك أنَّ العبد أظهر الافتقار التام لله، ووصف الله بالملك التام والإحاطة قهرا وجبرًا لملكوت السماوات والأرض، وفي هذا إشارة أنَّ مطلوبه داخلٌ تحت يده -سبحانه- وهو في قدرته -سبحانه- فكان طلب الكشف مضمنًا في تعظيم الله وإظهار جلاله وهيبته سبحانه وتعالى، وهذا معنى عظيم.

وهكذا في دعاء أيوب -عليه الصلاة والسلام-: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "
فهو أظهر حاجته وعجزه وسكت عن الطلب.

وهكذا قالوا في دعاء موسى -عليه الصلاة والسلام-: قَالَ رَبِّ إنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"
فأظهر فقره دون سؤال.

لكن لا يطرد الباب ويؤخذ أصلا فيقول القائل: إظهار فقري يغني عن سؤالي ، وعلم الله بحالي يغني عن سؤالي، فالأدعية التي في الكتاب والسنة الصريحة في طلب النفع ودفع الضر من الله كثيرة جدًا ، لكن الاكتفاء بإظهار العجز أيضًا وارد في صور ...والناس محتاجون لتنبيههم حول هذه المسألة خاصة مع شيوع هذه الكلمة الصوفية، وبعضهم ينكرها جملة دون تفصيل! والصواب ما ذكرت لك أنَّ هذا قد ورد في الكتاب والسنة، ولعلي أفرد هذه المشاركة ، وأزيدها نقلًا وبحثًا والله المستعان.

تنبيه: أرجو من الإخوان عند الكتابة في أمر التوحيد محاولة استخدام عبارات العلماء أو حتى الاقتباس منهم ، وهكذا التنبه للأخطاء الكتابية الكثيرة والنحوية، والحمدلله المسألة التي سأل عنها السائل ابتداءا قد تكلم العلماء عنها كثيرًا، فالنقول متيسرة وقريبة والله أعلم.
* أبا الحسين: جوابك الأول لم يظهر لي وجه الاحتمال الثاني؟! وأجاد الأخ عيسى شعبان بذكر ما ذكر باختصار ولو كان دعَّمه بنقل مختصر عن العثيمين أو غيره من العلماء لحصل المقصود والحمدلله.

[أبو أيوب هشام البيضاوي]

قال الشيخ الفوزان حفظه الله في إعانة المستفيد نقلا من مكتبة الشيخ :

والعلاقة بين دعاء العبادة ودعاء المسألة: أن دعاء العبادة مُسْتَلْزِم لدعاء المسألة، فإذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4) } يلزم من هذا أنه يسأل الله سبحانه وتعالى، ودعاء المسألة متضمِّن لدعاء العبادة، بمعنى: أن دعاء العبادة داخل في دعاء المسألة، فالذي يسأل الله حوائجه يتضمّن سؤاله أنه يعبد الله بذلك.

و الحمد لله رب العالمين