تويت
جزء في الأصول،أو أصول الدين،أو مسألة في القرآن [رسالة لأبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي ناقش فيها الأشاعرة في مسألة القرآن وكلام الله (الجانب المشرق من حياة ابن عقيل)]
الحمدلله منزل القرآن ومرسل الرسل الكرام والصلاة على محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه والسلام، أما بعد
فإنَّ أمتنا الإسلامية شهد له القاصي والداني بأنَّها أمَّة احتوت في أحضانها على مر السنون فطاحلة العلماء ، وأفراد الأذكياء، ويكفي في التدليل على هذا جولة سريعة في كتب التراجم فما أن تكمل ترجمة عالم من علماء الإسلام حتى تبدأ بالبحث عن كتب هذا العالم المطبوعة، ويعلو شأنه في نفسك جدًا، ويُخيَّل لك مما قرأت عنه أو له أنَّه هو هو، فما هي إلا لحظات بقدر الزمن المطلوب لقراءة الورقة التالية من ذلك الكتاب حتى تقف أمام جبل آخر وفحل عربي أصيل، فتقف مدهوشًا من هذه الأمة، ثم تظل حزينًا على تأريخ هذه الأمة الذي ضاع بين إتلاف، وإحراق، وسرقة ، فمخطوطات في فرنسا، وأخرى في إيطاليا، وأخرى في ألمانيا، وكم وكم؟! من كتب لم يبقَ لها ذكرٌ إلا في كتب الفهارس والتراجم، يتحسَّر المرء عند قراءة بعض النقول منها مما حفظه لنا بعض العلماء في مصنفاتهم ، بل ربما قراءة اسم الكتاب كافٍ في عض الأنامل على فقدان فحواه.
ومن هؤلاء العلماء الفحول الكبار الأذكياء العلامة علي بن عقيل بن محمد بن عقيل، أبو الوفاء الحنبلي -رحمه الله- فقد أَّلف كتبًا عديدة أكبرها وأوسعها "كتاب الفنون" الذي قال الذهبي عنه: لم يصنف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب"، قيل هو: 600 مجلد وقيل أكثر، بقي منه مجلدان طبعا بعناية: جورج مقدسي، وقد اعتنى المذكور بعدد من كتبه فنشرها قبل نحو أربعة عقود في أزمنة متقاربة، والرسالة التي أريد وضعها هنا، رسالة كما قال محققها "تمثل الجانب المشرق من حياة ابن عقيل" ، فلقد مرَّ ابن عقيل -رحمه الله- بأطوار في العقيدة، تردد بين المعتزلة والسلفية وكان يخرج عنهما أحيانًا، ولكن هذه الرسالة جاءت مقررة لعقيدة أهل السنة في (صفة الكلام وكون الله يتكلم بحرف وصوت ومتى شاء) ، ولم يكتف بهذا بل أورد شبه الأشاعرة فرد عليها بالنقل والعقل فأجاد وأفاد، وقد نُشرت هذه الرسالة باسم "جزء في الأصول، أصول الدين، مسألة في القرآن" بعناية الدكتور سليمان بن عبدالله العُمير-وفقه الله-، وقد ذكر في حاشية الكتاب أنَّه وقف قبل طبع الكتاب على أنَّها نُشرت بعناية جورج مقدسي في صحيفة المعهد الفرنسي بدمشق عام 1971م لكنه لم يقف عليه، وهذه الطبعة للكتاب كانت 1413 عن مكتبة دار السلام (بالرياض)، وقد كنت قبل أمس القريب في إحدى المكتبات فتنبهت لكتيب أمامي معروض في مقدمة المكتب أمام الداخلين، قد مرَّ عليه زمان ولا أحد يلتفت إليه، بل قد رأيته غير مرة، لكن لم ألحظ اسمه ولا اسم مؤلفه، فربما كنت أظنه من الكتيبات الصغيرة التي في الرقائق أو أو...فامتدت يدي فإذا به رسالة لابن قيل في أصول الدين في خصوص مسألة القرآن ومناقشة الأشاعرة، وأظنه من آخر النسخ في السوق إن لم تكن آخرها في اليمن، وقد كنت قبل ليال نشرت هنا في مشاركة: (ثلاثة) (كتب) محققة للإمام الموفق ابن قدامة الحنبلي-رحمه الله- في مناقشة الأشاعرة في إثبات أنَّ "القرآن" الذي بين أيدينا هو كلام الله ، فسارعت بقراءته فوجدت أنَّ ابن قدامة قد نهل من هذا الكتاب في كتبه تلك، وهكذا بدوره ابن تيمية-رحمه الله- فأحببت نشره فبحثت عنه فوجدته منشورًا في الشبكة، ولا أدري كيف غاب عني هذا الكتاب على ما سبق من زمن نشره، لكن الحمدلله على تدارك القصور والحمدلله على تيسر شرائه، فأضع لكم الكتاب هنا لتقيدوا فوائده، ولتقارنوها بما سطره ابن قدامة-رحمه الله- والله تعالى أعلى وأعلم.
رابط الكتاب: جزء في الأصول، أصول الدين، مسألة في القرآن