إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الشيرازيون تحت المجهر ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيرازيون تحت المجهر ..

    في وقتنا الحالي يعتبر الموالون لولاية الفقيه المتمثلة في الخميني وزمرته وخليفته خامنئي ووكيله حسن نصر الله في لبنان ..
    أقول ..
    يعتبرون التيار الشيرازي شوكة في نحورهم ..
    لأن لهم منهجا ومسلكا يختلف عن مسلك أؤلئك ..
    وإن كانوا سواء في الضلالة والغي ..

    ...

    كانت لدي بعض المعلومات البسيطة التي جمعتها من هنا وهناك عن التيار الشيرازي منذ أيام ..

    فعائلة الشيرازي هذه عائلة ثورية كعادة الروافض ..
    العادة التي لم تفارقهم منذ أن أسسهم عليها عبدالله بن سبأ ..
    إفتعال الثورات والفتن ..
    ومن ثم الهروب منها ..
    وبعد ذلك إن سلمت الأمة كانوا هم الأبطال الميامين ..
    والأئمة الالمعصومين ..
    وإن هلكت ..
    كانت فرصتهم في هتك ونهك الأمة وتحميلها هذا الفشل ..
    بل ومحاباة العدو وتمكينه منها ..
    لست هنا لكي أثبت ذلك فهذا معلوم وواقع ومشاهد ..
    لكنني أحببت أن أذكر بعض أعلامهم الذين لم يستطيعوا أن يكتموا غيظهم من أتباع آيات إيران ..

    ........................

    من أعلامهم :

    الميرزا محمد علي الشيرازي : قائد ثورة العشرين ..

    كذلك تلميذه الميرزا محمد حسن الشيرازي : قائد ثورة التنباك ضد المستعمر البريطاني وهو المجدد عندهم ..

    الميرزا علي آغا الشيرازي : النجل الأكبر لمجددهم ..

    والميرزا محمد الشيرازي : نجل مجددهم وخليفته المفترض إلا أن هلاكه كان قبل أبيه ..

    الميرزا آغا الشيرازي : أخو مجددهم ..

    كذلك الميرزا محمد حسين بن الميرزا علي آغا ابن المجدد الشيرازي .

    كذلك الميرزا اسماعيل الشيرازي : وله من المكانة عندهم مايؤهله آنذاك من خلافة المجد في الحوزة .

    الميرزا عبد الهادي الشيرازي ابن إسماعيل المذكور أعلاه ..

    حجتهم موسى الشيرازي نجل عبدالهادي ..

    آيتهم محمد علي الشيرازي : شقيق موسى ..

    آيتهم محمد إبراهيم الشيرازي : شقيقهما أيضا ..

    كذلك الميرزا محمد تقي الشيرازي : الذي يقول عنه أتباعه أن الفضل يرجع إليه في تحرير العراق من القوات البريطانية وخلاصه منها.

    آيتهم رضي الدين الشيرازي : وهو محققهم ومؤرخ عائلتهم ..

    الميرزا مهدي الشيرازي : والد مرجعهم الهالك في هذا العصر ..

    إمامهم وحجتهم محمد أمين الشيرازي : هلك على أيدي قومه أتباع الخامنئي التيار الآخر ..

    كذلك آيتهم صادق الشيرازي : وهو من أستقرت عليه المرجعية بوصية من أخيه محمد ..

    كذلك آيتهم مجتبى الشيرازي : وهو شقيق الأول ..

    آيتهم حسن الشيرازي : شقيقه أيضا وهوأديبهم ومفكرهم ..

    آيتهم الصادق الشيرازي : شقيقه أيضا ..

    ولهم من أبناء العمومة أيضا :

    آيتهم كاظم المرعشي .. وآيتهم مهدي المرعشي .. وآيتهم محمد مهدي الاشكوري .. كذلك آيتهم ضياء الدين الأشكوري ..
    وهم أسباط النطاسي أخو مجددهم الشيرازي الكبير ..

    وهناك مراجع شيعية تواليهم بل وتربت على أيديهم مثل :
    آيتهم محمد تقي المدرسي .. آيتهم السيستاني .. آيتهم محمد سعيد الحكيم ( الهالك قبل سنوات على أيدي روافض إيران كما يقول التيار الشيرازي ) .. إمامهم الهالك الخوئي ..

    والملاحظ على هذا التيار :
    أنه تيار أصولي ..
    يهتمون بكتب الحديث المعتبرة عندهم ..
    ويحرصون على إخضاع صغارهم على تقبل العلم الذي لديهم ..
    بل ويعدون جيلاً من حملة علمهم من بعدهموذلك من خلال حوزاتهم ..
    خلافا لما عليه التيار الصدري الذي يعتبر عندهم تيار خارجي ..
    وخلافا لتيارات الخميني وخامنئي السياسية ..

    أيضا الملاحظ لهؤلاء أنهم أشد الناس عداوة لأهل السنة ..
    ولايستعملون التقية في ذلك بل أنهم يصرحون بذلك لمن لان مع أهل السنة منهم ويصل الحد إلى تكفير بعضهم ..
    وهناك من يتحمس لهم كالفالي والمهاجر وبعض الدعاة المغمورين في صفوفهم ..
    فهؤلاء لهم من شطحات الخروج عن المألوف لدى الرافضة الشيء الكثير ..
    ولعل مقتل حجتهم على أيدي رجال خامنئي وحكومة الولاية لها دور في إبراز هذا التفرق في صفوف المسخ ..
    أقول ..
    لم يدع مجتبى الشيرازي كلمة في قاموس الشتائم والإستحقار للخميني وخامنئي بل وحزب اللات إلى ورماهم بها ..
    وبصراحة كان الدافع لكتابة هكذا مقال والبحث عن هذا التيار هو ماصدر من مجتبى عند إغتيال مرجعهم محمد ..

    ............................

    أرجو أن أكون قد أضفت شيئا جديدا لكم ..
    كما أرجو أن نعتبر من حرص هذا التيار في مسألة العلم الذي يعتقدون صحته ..
    نسأل الله العافية ..
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
    والله المستعان ..

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
    ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ﴾ .
    ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ﴾ .
    ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ﴾ .

    أما بعد:
    فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتُها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
    فإن من أفضل الأعمال الَّتِي أوجبها الله على المسلم هي النصيحة لله ولرسوله في بيان الاعتقاد وتصحيحه والتحذير من أرباب الهوى وأهل الباطل وبخاصة من ينتسب للإسلام.
    ومن أجل هذا الأمر أرسل الله رسله عليهم الصلاة والسلام لانتشال الناس من الإشراك بالله وعبادة ما سواه إلى توحيده I فبلغ هؤلاء الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام أممهم وأنذروهم وحذروهم ونصحوا لهم وأدوا ما أمرهم ربهم فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموا .
    ثم تتابع على هذا الأمر ورثة الأنبياء وهم علماء أهل السنة والجماعة وبينوا للناس توحيد الله I وحذروهم من البدع والشرك وهم بحمد الله قائمون بِهذا الأمر إلى يومنا هذا فجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه لنا ومايقدموه من نصح وبيان وتوجيه وإرشاد ..
    أسأل الله بفضله وكرمه أن يتوفانا جميعا وهو راضٍ عنا وأن نلقاه على عقيدة صافية لاشرك فيها ولا رياء ، اللهم آمين .

    إخواني :
    كنت قد طرحت موضوع قبل أشهر مضت باسم ( الشيرازيون تحت المجهر.. ) في أكثر من موقع .
    وكنت حينها سأنشط لدراسة سطحية أخرى لتيار رافضي آخر أشرت إليه حينها ( الصدريون تحت المجهر .. ) وأصدقكم القول أنه مازال حبيس الملفات لم ينقح أو ينسق بشكل مناسب .
    حتى قبل ما يقارب الشهر من يومنا هذا حيث علمت بوفاة مرجع شيعي كبير في إيران ..
    وهذا المرجع كان من ضحايا ( حكومة ابن عربي ) هناك واسمه ( حسن القمي) أو ( الطباطبائي القمي ) في مدينة مشهد الإيرانية في صباح يوم الاثنين الموافق للخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى من هذا العام .
    هذا القميُ كغيره من المراجع اللذين وقفوا أمام تيار ( وحدة الموجود ووحدة الوجود ) ، ولا يهمنا أياً كان موقفه من مسألة ( ولاية الفقيه ) بقدر ما تهمنا الأولى .

    قضى القمي ثلاثة عقود حبيس الإقامة الجبرية في منزله بمشهد .
    بعد أن لطم وجهه وأهين وسحب من كرسييه إلى بيته من قبل جلاوزة حكومة ( ابن عربي ) .
    وصراحة القول أن سبب فعلهم هذا هي الفتوى التي أفتاها إبان الحرب العراقية الإيرانية بتحريم القتال طالما استردت إيران ما تريده من أراضيها وحينها فالقاتل والمقتول في النار .
    لم تعجب هذه الفتوى الخميني فحدث ما حدث واستمرت الحرب رغما من صياح وفتاوى المراجع الذين كان مصيرهم مشابها أو أشد قسوة .

    ومن أمثال القمي كثير سنتطرق إليهم وما حصل لهم في فصول متأخرة من هذا البحث .
    أقول وفاة الطباطبائي القمي وحيثيات إقامته الجبرية حركت لدي حب التعمق في دراسة المنهج ( الرسالي ) الذي يحمل لواء هذا المنهج اليوم الخط الشيرازي والذي لم أجد غيره كي أستقي ما سترونه لاحقا .
    فمن أدبياتهم إلى مجالسهم ومنتدياتهم وردودهم على مخالفيهم إلى رسائلهم ورسائل مراجعهم حتى مؤلفات كبارهم ، استطعت أن أحصل على شيء مناسب لتكوين حصيلة عن هذا التيار وعن مايحمله على التيارات الأخرى من مسائل عقدية وأخرى فقهية وثالثة شخصية .

    وبالطبع لن نستفيد نحن أهل السنة شيئا ..
    فالشيرازيون ومن تبع منهجهم أشد قباحة في الكلام على أهل السنة وسلفهم وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من أصحاب الخميني وخامنئي الذين يتبعون منهج التقية حتى مع بعضهم البعض .

    وما فتوى الخامنئي الأخيرة حول تحريم سب الصحابة منا ببعيد .
    فلم يكن تحريمه ذاك عن قناعة وتأصيل ثم توبة وبيان ، إنما كان سياسة متبعة للتقارب بين المذاهب !.

    الفائدة المرجوة من هذا كله :
    - أن يعلم الرافضي المسكين حقيقة مراجعه .
    - أن يعلم الصوفي المسكين عقيدته التي عاش ويعيش عليها وكيف أسست ومن أسسها ورعاها .
    - أن يعرف العوام من أهل السنة جميعا الذين انخدعوا في يوم من الأيام بما يسمى بالجمهورية الإسلامية أو بحزب الله أو ما شابه ، أن هناك ستاراً أُسدل في زاوية من الزوايا خوفا من انكشاف عورة الكفر وفضحها .

    ليعلم الجميع أن أصل هذا البحث قائم على الأسس المذكورة آنفا ، إن لم يكن كذلك فبحث ما يقارب الشهر يسمى عبث لا طائل منه .
    أسأل الله العظيم أن يكتب لنا ولكم أجر ذلك كله .
    والله المستعان .

    تعليق


    • #3
      (1)
      المسائل العقدية :
      عتاب

      عتبي وعجبي من الباحثين في مسألة كفريات الخميني الذين أهملوا مسألة عقدية كبرى تهم الفرق الإسلامية كلها وركزوا على مسألة ولاية الفقيه وكأننا نختلف مع الرافضة حولها فقط !!
      فكم من مؤلف ألف حول ولاية الفقيه وكم من بحوث أشبعت تحقيقا وتدقيقا حولها ..
      بينما الكفر الواضح عند هذا الخميني لا نجد من ألف فيه أحد ، بل للأسف نجد أن مراجع الرافضة أنفسهم ينكرون عليه هذا الكفر فيعذبون ويهانون ويهجرون ويشردون في وقته ، أما أهل التوحيد فالله المستعان .
      أقول مستعينا بالله ..
      التعديل الأخير تم بواسطة ضياء الشميري; الساعة 08-Jul-2007, 03:44 PM.

      تعليق


      • #4
        ....::: وحدة الوجود والموجود :::....

        دأبت الفرق الكلامية في هذا الباب على الإكثار بالتهويشات الكلامية والتحليلات المعقدة في أمور ما أنزل الله بها من سلطان .
        ولعل عذرهم الدائم في ذلك هو ( محاجة الفلاسفة وأساطين الإلحاد ) ..
        وإن كان عذرهم هذا يأخذ حيزا من سبب هذا الانحراف إلا أن هناك أسباب أخرى لا تقل أهمية إذ لم تكن أهم منها ، فمن أهمها دخول ثقافات وأفكار وتهويشات أيضا جديدة على الثقافة الإسلامية من خلال التوسع في الفتوحات الإسلامية والبعد عن مركز الخلافة وفوق هذا وذاك الترجمات الهائلة لكتب اليونان والمجوس والفلاسفة والملاحدة ..
        الدخول في الفلسفة والجدل مع أصحابها وولوج علم الكلام والمعرفة والبرهان علم له أشياخه وخواصه .
        عندنا نحن أهل السنة والجماعة فإن الإبحار في هكذا بحار إذا استلزم الأمر فيستلزم الإمساك بخط رجعة أصيل متين ، فالكتاب والسنة هما السلاح ولأجلهما كان رحلة الإبحار .
        وفوق هذا وذاك فالمسألة عند كثير من سلفنا الصالح على كراهتها تستلزم التأهيل والتأصيل لذلك .
        ومع ذلك فقد تاه من تاه في هذه الأبحر وغرق من غرق ونجا من أراد الله له النجاة ..

        كان الصراع قديما محتدماً بين علماء الكلام ( وصفي لهم بالعلم مجَازاً ) كيف يؤمن الإنسان ويدرك الأمور الغيبية وهل يعذر إذا كان إدراكه قاصر في معرفة إلهه وأنبياءه واليوم الآخر ؟؟
        فقالت المعتزلة بكمال العقل وبالمعارف الضرورية التي تحصل للإنسان طفلا كان أم ناضجا .
        يقول زهدي جار الله في كتابه ( المعتزلة ) : « فمن عرف توحيد ربه وصفاته وعدله وحكمته بالضرورة فحكمه حكم المسلمين ، وهو معذور في جهله بالنبوة وأحكام الشريعة » . إهـ
        وهذا يفيد أن الإنسان قادر على معرفة اللّه بالفطرة والضرورة.

        بينما الأشاعرة على خلاف هذا ، فهم يرون أن تثبيت الإيمان بالقلب من دون نفي يحصل به معرفة اللّه بالعقل .
        نقل الشهرستاني في كتابه ( الملل والنحل ) قول الأشعري رحمه الله : « والواجبات كلها سمعية ، والعقل لا يوجب شيئا ، ولا يقتضي تحسينا ولا تقبيحا ، فمعرفة اللّه تعالى بالعقل تحصل ، وبالسمع تجب » . إهـ

        أقول :
        منذ العصور الأولى لانبثاق الفلسفة وفي عصر أفلاطون نفسه بدأت الخلافات الفلسفية تخرج بينه وبين طلابه وأشهرهم أرسطو .
        فوجد مذهبين فلسفيين يسيران بشكل متواز، على رأس أحدهم المعلم الكبير أفلاطون م، والأخر يرأسه تلميذه أرسطو .
        ولهذين المذهبين أتباع في كل مرحلة تاريخية جاءت بعد ذلك .
        عرف هذان المذهبان الفلسفيان في أوساط المسلمين بمذهب ( الإشراقيين ) ومذهب ( المشائين ) . واستمرت المشاجرات الفلسفية بين هذين الاتجاهين فترة تزيد على ألفين سنة بين اليونانيين ، ثم أنتقل الداء إلى الإسكندرية وبعد ذلك وصل للمسلمين ، ثم أتجه نحو أوروبا في القرون الوسطى .

        فبدأً بالفلاسفة والملاحدة كسقراط وأفلاطون وأرسطو وديكارت ومرورا بمدرسة الشطحات الصوفية وأصحاب الحال والمدارك والهواتف الخيالية كطيفور البسطامي والحلاج وابن عربي وذا النون المصري وابن سبعين والسهروردي والقونوي و ابن الفارض والعطار و الشمس التبريزي والرومي والشبستري والقيصري والطوسي في النجف وخليفته حيدر الآملي ومرورا بابن سينا والجبائي والفارابي وابن رشد القرطبي وانتهاءاً عند كبار هذه المدرسة الفلسفية ذات المراكب والمشارب المختلفة ( الملا صدرا ) وتلاميذه ..

        ولأن موضوعنا مخصص بطائفة محددة فإننا نبدأ من حيث انتهاء حقبة العصور الوسطى ..
        لنحل ضيوفاً عند محللي مدرسة (( الحكمة المتعالية )) وهي آخر مدرسة فلسفية إسلامية .
        كان مؤسسها أركانها وأصولها الميرزا صدر الدين محمد القوامي الشيرازي المتوفى في سنة 1050هـ ..
        لن أقوم بكبير تفصيلٍ في تعريف صدر الدين الشيرازي ، ولكن يكفينا اسمه وسنة وفاته وكذلك بعض ألقابه كـ ( صدر المتألهين ) وأيضاً ( صدر المحققين ) وأخيرا هناك من يختصره بلقب ( الملا صدرا ) وهو ما درج عليه من أراد الإحالة إليه ، وهو ماسأقوم به ..
        واختصارا لقواعد هذه المدرسة أستطيع أن أقول بعد إطلاعي على ما تم تأليفه حول هذه المدرسة وحول صاحبها أنها تحاول الربط بين المكاشفة القلبية الصوفية وبين الفلسفة العقلية في معرفة الحقائق ، بل وتقديم الفلسفة العقلية على تلك المكاشفة القلبية والتي تبدأ دورها عند عجز العقل عن إدراك ما حوله ..

        فقوام هذه المدرسة الفلسفية على ما يلي :
        - الوحي ( الأنبياء والمرسلين ) .
        - العقل ( الفلاسفة ).
        - المكاشفة ( العرفاء و المتألهين ) .
        وهذا الترتيب وإن كنت لم أره فيما قرأته إلا أنه هو الحصيلة المنطقية التي استطعت استقراءها من المصادر الممكنة ..

        * الوحي :
        ولا يرى فيه أتباع هذه المدرسة حرجا من أن يكون هذا الأمر لغير الأنبياء والرسل ، بحيث يقوم مقامهما الإمام المعصوم أو الولي الصالح ولكن مع اختلاف اللفظ واختلاف المراد ..
        وحقيقةً فمصطلح الوحي الذي تريده هذه المدرسة يستخدم في حال التشريع ، ( أي أن الله يتكلم مع النبي أو الرسول بتشريعات وتبليغات محددة ) ، بينما كلامه عز وجل مع غير الأنبياء والرسل فلا يقتضي تشريع ولا تبليغ فيسمى حينها ( إلهاما ) ..
        يقول الملا صدرا في رسائله صفحة ( 283 ) :
        ( لا يجوز في طور الولاية ما يقضي العقل باستحالته ، نعم يجوز أن يظهر في طور الولاية ما يقصر العقل عنه ، بمعنى أنه لا يدرك بمجرد العقل ، ومن لم يفرِّق بين ما يحيله العقل وبين ما لا يناله ، فهو أخسّ من أن يخاطب ) .

        * العقل :
        تؤمن هذه المدرسة بأن العقل وجد لما يشبه تحديات الأمور الغيبية ، وإلا فإن الثوابت والمسلمات أمور لا يتنازل العقل إليها كونها ممتهنة ويمكن معرفتها أقل الناس حظاً عقلا وفهما .
        وهذا يذكرني بإحدى المراتب في الطائفة الدرزية وهي مرتبة ( العقل ) والتي لا يحصل أحد على هذه المرتبة إلا في حدود وشروط معينة .
        فباستخدام الفهم والفكر المجرد من أي نص أو حقيقة ملموسة يكون العقل قد أدى دوره جيدا ..
        أقول فالمشارب إذا مختلفة إلا أنها تتجه صوب باب واحد وهو امتهان خلق الله بخلق الله نفسه ، فهؤلاء يريدون السمو بما آتهم الله من نعمة فإذا بهم يمتهنون العقل بالعقل نفسه !
        نسأل الله العافية ..

        * المكاشفة :
        لا تختلف حال المكاشفة القلبية عن سابقتها ( الفلسفة العقلية ) في الظاهر إلا أنها تختلف باستخدام الوسائل الممكنة في المعرفة والإدراك .
        فإن كان العقل يستخدم الفهم والفكر فالقلب هنا يستخدم المكاشفة والمعاينة ..
        وهنا تكمن قوة الوسائل الصوفية التي تجعل من المكاشفة آخر العلاج في معرفة الحقيقة ، فإن فشلت فلا يستحق صاحبنا أن يكون متألها أو عارفا ..

        إذاً :
        فالإنسان بطبيعة حاله طالب لمعرفة الحقيقة ، فيكون عليه لزاما أن يطلبها عقلاً وفلسفةً ، فحينما يعجز عن ذلك فعليه بإعادة المحاولة مرة أخرى ، ولكن عبر الطريقة الصوفية القلبية وهي مرحلة المكاشفة .
        بينما المطلوب معرفته سيكون عبر ( الوحي ) إن كان نبيا أو رسولا أو عبر ( الإلهام ) إن كان غير ذلك ..
        كان الملا صدرا يؤمن بأنّ المدرسة الإسلامية الشيعية أمّنت الاتّفاق والاتّساق بين الإلهام والوحي الإلهي من جهة والفكر الفلسفي من جهةٍ أخرى .
        وقد يسأل سائل : لماذا كل هذا ؟
        أقول : صراحة كنت أعتقد أن الأمر لا يعدو عن كونه فلسفة وتارة شطحات تصوف وتهويشات ضائعة فارغة ..
        إلا أن حقيقة الرافضة في كون أصولهم العقدية كانت وما تزال اعتزالية محضة فهذا دليل على أن أصحاب هذه المدرسة ومن قام بتأسيسها أراد الرد على الفلاسفة الملحدين بجمع مفهوم القرآن بمفهوم العقل والحقائق .
        فهو وإن أراد معالجة المنطق الأرسطي المنتشر في كثير من الفلاسفة إلا أنه أخفق في صنع خطوط الرجعة الآمنة ..
        وأنى له ذلك وهو منذ انطلاقه في هذه البحار كانت حباله وأصوله محترقة هالكة !!
        التعديل الأخير تم بواسطة ضياء الشميري; الساعة 08-Jul-2007, 03:45 PM.

        تعليق


        • #5
          فمن الأبواب التي فتحها الملا صدرا والتي أنتجته هذه المدرسة الفلسفية ، باب الشر الكبير المتمثل بإحياء عقيدة ( وحدة الوجود ) و ( وحدة الموجود ) معا ..

          الأبواب الأربعة لدى مدرسة الحكمة المتعالية :
          1- باب الوجودية : ولهذا الباب الذي أثار الجدل من أول يوم فتح نقاط ثمان وهي :
          · أصالة الوجود واعتبارية الماهية :
          أي أن ما ندركه في الخارج هو شيء واحد ولكن العقل يحلّله إلى حيثيتين مختلفتين ، ( مختصة ) و( مشتركة ) فينتزع مفهومَيْن اثنين ،كل منهما غير الآخر مفهوماً وإن اتحدا مصداقاً .
          وهما ( الوجود ) و( الماهية ) ،فالوجود هو ( الأصيل ) ، والماهية هي ( الاعتبارية) .

          · إن الوجود حقيقة واحدة مشككة :
          أي أن حقيقة الوجود بناءً على أصالتها مختلف فيه كالتالي :
          1- أنها حقيقة واحدة ولا تتعدد « وحدة الوجود الشخصية » ( قولُ العرفاء ) .
          2- أن الوجود والموجود متعددان حقيقةً والوجودات حقائق متباينة ( قولٌ للمدرسة المشائية ) .
          3- أن الوجود واحد والموجود متعدد ( قولٌ للمدرسة الإشراقية ) .
          4- أن الوجود في عين وحدته متعدد وفي عين تعدده واحد .
          وخلاصة هذه النقاط الأربع : ( أن الوجود حقيقة واحدة ذو مراتب مشككة ) .
          وهي عقيدة الملا صدرا وما خلص إليه من خلال هذه المدرسة الفلسفية .

          وهناك نقاط أخرى تعتمدها مدرسة الحكمة المتعالية في باب الوجودية والموجودية وهي كالتالي :
          · بيان كيفية ارتباط الثابت بالمتغير : ( من المسائل المعقّدة في التفكير الفلسفي ) .
          · بيان كيفية ارتباط المعلول بالعلّة : ( وذلك بنحو الوجود الرابط القائم في غيره ) خلافاً لقول المدرسة المشائية القائلة ( بنحو الوجود القائم في نفسه ) .
          · إثبات الحركة الجوهرية في العالم المادي : بأن الحركة لا تختص بالمقولات العرضية ، وهو قول الملا صدرا الذي خالف المشهور عند الفلاسفة .
          · إثبات الحدوث الزماني للعالم المادي : وهي من المسائل الأساسية التي وقع فيها النزاع بين الفلاسفة والمتكلمين.
          · إثبات الإمكان الفقري بمقابل الإمكان الماهوي .
          · وأخيرا بيان مناط احتياج المعلول إلى العلّة، وأنّه كامن في وجوده.

          2- باب المبدأ :
          · إثبات وجوده تعالى عن طريق برهان «الصديقين»(ولهذا البرهان تقريب خاص به) .
          · تحقيق عميق يتعلّق بعلم الحق تعالى التفصيلي بالأشياء قبل إيجادها .
          · إثبات أنّه تعالى بسيط الحقيقة كلّ الأشياء وليس بشيء منها .
          يقول صدر المتألهين : (إن الواجب تعالى هو المبدأ الفيّاض لجميع الحقائق والماهيات ، فيجب أن تكون ذاته تعالى مع بساطته وآحديته كلّ الأشياء بنحوٍ أعلى وأشرف، فالبسيط الحقيقي من الوجود يجب أن يكون كلّ الأشياء وليس بشيءٍ منها) .

          3- باب علم النفس ( الفلسفي_الإنساني) :
          · إثبات اتحاد العقل والعاقل والمعقول .
          · إثبات أن القوة الخيالية مجردة عن المادة .
          · إثبات أن النفس جسمانية الحدوث وروحانية البقاء .
          · إثبات أن النفس في عين وحدتها هي كل القوى .
          · نظرية كيفية وجود المفاهيم الكلية .

          4- باب المعاد :
          · بطلان التناسخ الملكي.
          · إثبات خلود الكفار في العذاب والآلام.
          · إثبات المعاد الجسماني.
          · إثبات أن الإنسان ليس نوعاً أخيرا ً، بل هو مختلف الحقيقة في الباطن .
          وهو ما يطلق عليه( نظرية تجسم الأعمال )

          هذه هي جميع ما أنتجته المدرسة الفلسفية من حلول لإشكالات أقاموها أو أنها مقامة من قبل ولم تكن بحاجة إلى الدخول في أغوارها والتشبث بجدران المصطلحات تارة والسقوط في أعماق المعاني أخرى ..
          الملا صدرا استطاع أن يجمع بين مدرستين متضادتين تماما في مسائل عدة ومن أهم تلك المسائل :
          ( إثبات التكامل بين الروح والجسد في الحركة الجوهرية ) .
          وهو جمعٌ بين المدرسة ( الإشراقية ) والمدرسة (المشائية) ..
          فالإشراقيون يقولون : ( أنّ الإنسان لا يصل إلى الحقائق إلا عن طريق الرياضة والتصفية والشهود ) .
          وأما المشاؤون فيقولون : ( أنّ اقتناص الحقائق رهن الدراسة والتحقيق ) .

          فكان جمع الملا صدرا كالتالي : ( أنّ الأقيسة والمقدمات المنطقية توصل الإنسان إلى ما يوصله تجريد النفس عن شهواتها ولذاتها وتخلّصها من أدران الدنيا وأوساخها، فالسبيلان ينتهيان إلى هدفٍ واحد، والفرق بينهما كالفرق بين من يسمع وصف الحلاوة وبين من يذوقها ) .

          ومع هذا الجمع فهو يشدد النكير على الأخذ بقول طرف من الأطراف دون الآخر فيقول في مقدمته على الأسفار الجزء الأول :
          ( ولا تشتغل بترهات عوام الصوفية من الجهلة ، ولا تركن إلى أقاويل المتفلسفة فإنّها فتنة مضلّة ، وللأقدام عن جادة الصواب مزلة وهم الذين إذا جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون ، وقانا الله وإياك شرّ هاتين الطائفتين ولا جمع الله بيننا وبينهم طرفة عين أبداً ) .

          أخيرا أختم هذا القسم بوفاة الميرزا صدر الدين محمد بن إبراهيم القوامي الشيرازي في البصرة سنة 1050هـ ..
          والتي ماتت معه مدرسته معنويا لا شكلا ..

          نكمل البحث في الغد بإذن الله ..
          فإن أكملت الأصل عندي أنزلته مرة واحدة كرابط للملف ..
          والله المستعان ..
          التعديل الأخير تم بواسطة ضياء الشميري; الساعة 08-Jul-2007, 03:45 PM.

          تعليق


          • #6
            سدد الله خطاك أخي و جعل عملك هذا في رضاه خلصا لوجهه الكريم
            أكمل بحثك القيم هذا و توكل على الحي الذي لا يموت. جعله في ميزان حسناتك

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ضياء الشميري مشاهدة المشاركة
              وهناك مراجع شيعية تواليهم بل وتربت على أيديهم مثل :
              آيتهم محمد تقي المدرسي .. آيتهم السيستاني .. آيتهم محمد سعيد الحكيم ( الهالك قبل سنوات على أيدي روافض إيران كما يقول التيار الشيرازي ) .. إمامهم الهالك الخوئي ..
              الصواب : محمد باقر محسن الطباطبائي الحكيم ..
              أما من ذكرته فمازال يعيش في النجف واحد مراجعه الاربعة هناك ..

              تعليق


              • #8
                سدد الله خطاك أخي و جعل عملك هذا في رضاه خلصا لوجهه الكريم

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد عطية السايح مشاهدة المشاركة
                  سدد الله خطاك أخي و جعل عملك هذا في رضاه خلصا لوجهه الكريم

                  بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ..

                  تعليق


                  • #10
                    كنا بالأمس قد استوفينا أهم ماتحويه آخر مدرسة فلسفية تحمل شعار ( الحكمة المتعالية ) .
                    وكنا قد علمنا أن أسلوب هذه المدرسة هو أسلوبٌ جمعي ..
                    بحيث تجمع بين الفلسفة العقلية والمكاشفة القلبية لمعرفة وإدراك الحقائق ..
                    وفوق هذا أسست كغيرها من المدارس بزعم رد فلسفة الإلحاد والزندقة .
                    وكنا أيضا قد علمنا أن مؤسسها ( الملا صدرا ) الشيرازي قد توفي وخلف بعده خلفٌ أضاع التوحيد كسابقيه وجدد رفع راية الوجودية فيها وهو (محمد حسين الطباطبائي) صاحب (تفسير الميزان) والمعروف بالعلامة الطباطبائي في هذا العصر ..

                    ولمزيد من الوقوف على حقيقة هذه المدرسة أدعوكم لمراجعة ما جاء في كتاب (نظرية المعرفة عند صدر المتألهين الشيرازي ) لمحمد لبيب شقير ..


                    * ** ** *

                    بقي لماذا اخترت هذه المدرسة بالذات دون غيرها توطئةً لهذا الفصل ..؟؟
                    والجواب من وجهين :
                    - لأن مؤسسها شيرازي(وهو تحت المجهر في هذا الموضوع) ..
                    - ولأن المدارس الفلسفية قديمها وحديثها أختصرت بمدرسة صدر الدين الشيرازي .

                    ( وحين أقول شيرازي فلا ينصرف الفهم إلى أنهم على قلب رجل واحد لما ستعلمونه لاحقا ) .

                    وحتى ندخل في إشكاليات التيار الرسالي المتمثل بالشيرازيين مع التيار الولائي المتمثل بأصحاب وحدة الموجود من خمينية ومن والهم يجب أن نركز إهتمامنا على الطرف الأخير بشخصية أو أكثر في هذه المرحلة بالذات .

                    وليكن ( الخميني ) .

                    وسنحاول مقارنة الخميني من خلال كتبه ومؤلفاته ورسائله مع مايدعيه عليه التيار الأول من القول ( بوحدة الوجود والموجود ) ، وذلك حتى يمكننا البحث قدما فيما بعد عن نتائج هذه المصادمة بين الخطين ( الولائي ) و( الرسالي ) .

                    * ** ** *

                    الفلسفة هي خطٌ ملازمٌ لكلِ عارف ، لكن الفيلسوف البحت عدوٌ وخصم للعارف الذي استخدم هذه الفلسفة للوصول إلى مرامه .

                    يقسم العرفاء أنفسهم إلى قسمين :
                    *العارف النظري فقط : ( ديانته ضعيفة مع كثير من النفاق) فهو يترك الواجبات بقدر ، و يفعل المحرمات بقدر كذلك .
                    *والعارف النظري - العملي : (ديانته قوية مع قليل من النفاق) فهو يترك الواجبات قدر استطاعته و يفعل المحرمات قدر استطاعته كذلك .

                    فهل كان الخميني(عارفا نظريا ) أم كان (عارفا عمليا) ؟

                    إن مجرد الإعتقاد بوحدة الموجود هو إعتقاد بوحدة الوجود حتما ، و ليس العكس ضروريا ، فلا يمكن أن يصل مرحلة الإعتقاد الثاني إلا بالأول .
                    كما لا يمكن أن يكون المعطل لصفات الله معطلاً حقا إلا وقد تلوث أيضاً بالتشبيه .

                    فيمكننا القول أن من يعتقد بوحدة الوجود و لا يعتقد بوحدة الموجود منقطع به في خلال الطريق العلمي .

                    فهو مثل من يدخل الدار و لكنه لا يتجاوز المدخل الطويل إلى ساحة الدار .

                    الخميني معتقد بهذه الديانة (وحدة الموجود) .
                    ويكفيه معرفته جيدا بتناقض هذه الديانة مع الإسلام .

                    بدليل استخدامه إن صح التعبير مبدأ ( التقية) مع قومه وشيعته قبل الثورة .
                    فإهمال طباعة كتبه الفكرية والعقدية التي تبين عقيدته لا تقارن بما كان بعد نجاح الثورة من إصدارات ومقالات وخروج على الجمهور وبث السم في صحف الجمهورية الرسمية .


                    * ** ** *

                    مصطلحات مستخدمة :
                    الهلوسة المتلبسة ثوب العرفان تعتمد أشد الاعتماد على (الكشف) و(الشهود ) .
                    وهذه التسمية يستخدمها أرباب التصوف بكثرة وهي لاتعدو عن كونها تلبيسا يقصد بها صراحة (علم الغيب) .
                    لكن من باب عدم تنفير العوام أو من لبس عليهم كانت الاستعانة بمصطلحات أخرى لها رونقها الخاص ..

                    فكان العرفاء يشددون على أن العقل قاصر عن تأدية دوره الحقيقي في معرفة ما يسمى بـ (الحقائق الماورائية ) .
                    وهنا يأبى الله إلا أن يكشف هذا التلبيس على لسان أساطين الدجل والخرف والمسخ الفطري ..
                    فها هو الخميني ينقل لا شعوريا قول أستاذه محمد علي الشاه آبادي الأصبهاني والملقب بـ (الكامل الميرزا )قوله كما في ( تعليقات على شرح فصوص الحكم و مصباح الأنس ) صحيفة 124 :
                    (إن المكاشفات تقع مجردة عن الصورة و لكن الخيال يمثلها بأي صورة شاء بمجرد مناسبة و الغالب دخالة المأنوسات و المعتقدات في ذلك التمثل).

                    وبعد هذا الاعتراف من المعلم يأتي التلميذ بعد ما يقارب المائة صحيفة فيقول في صحيفة 221 :
                    (قد يشاهد السالك المرتاض نفسه و عينه الثابتة في مرآة المشاهد لصفاء عين المشاهد كرؤية بعض المرتاضين من العامة الرافضة بصورة الخنزير بخياله و هذا ليس مشاهدة الرافضة كذا بل لصفاء مرآة الرافضي رأى المرتاض نفسه التي هي على صورة الخنزير فيها فتوهم أنه رأى الرافضي و ما رأى إلا نفسه).

                    قلت : نسأل الله العافية ونحمده على نعمة التوحيد .

                    نأتي الآن إلى بعض المصطلحات التي تجدها عند هؤلاء :
                    (الرياضة النفسية) : وهي ما تؤدي إلى تقوية الروح ، فكما أن الرياضة الجسمية إلى تقوية البدن فكذلك النفسية . و هي على قسمين :
                    - رياضة داخل إطار الأحكام الشرعية . (مضمونة النتائج)
                    - رياضة خارج إطار الأحكام الشرعية .(الخطأ وارد فيها)

                    (تقوية الروح) : تعني علم الغيب و الولاية التكوينية و طي الأرض ، في حدود تخضع سعة و ضيقا لحدود المربي و المرتاض و برامج الرياضة.

                    الفلاسفة و العرفاء و المتصوفة قد يضمون الرياضة النفسية إلى ما لديهم من تلك الإلحاديات والترهات، و قد تقصر همتهم عن ذلك ، فتعتبر الفلسفة و العرفان والتصوف أمورا مهمة لأصحاب الرياضة النفسية المؤدية لتقوية الروح .

                    وذلك لأنها رأسمال من له علم الغيب و الولاية التكوينية ، تماما كالشيوعية بالنسبة إلى المعسكر الشرقي سابقا الذي كان يمتلك الاكتشافات و الاختراعات .

                    فمن كان يعتني بالشيوعية لو لم تكن توأما للإكتشافات و الاختراعات ؟!

                    وشخصيات هذه الطبقة الرفيعة من الروافض عند أصحاب هذه الرياضة نوادر جدا نأخذ أبرزهم :
                    (القاضي النجفي) و (البحراني) و (الحداد الكربلائي) .

                    وهذه نعمة من الله أن جعلهم بهذه الندرة ، وإلا لكان العالم ملوثا بـ (ديانة وحدة الموجود) بصورة عجيبة غريبة لا تطاق بل لا تصدق بل لا تتصور.

                    أما الطبقة الدنيا وهي طبقة إن صح إطلاقنا عليها بالتلاميذ والمقلدة فهم كمجدد مدرسة الحكمة المتعالية (الطباطبائي) صاحب الميزان و ( الخميني) و ( المنتظري ) و ( المطهري) .

                    * ** ** *

                    لم يمجد الخميني أحداً في كتبه ومقالاته تمجيده لرأس ومركز الإلحاد المتمثل بـ (ابن عربي) .

                    فإن كان الحلاج له نصيب من الثناء عليه في شعره ، وإن كان الملا صدرا الشيرازي له نصيب وافر في الكتابة عنه و هما من أساطين ديانة وحدة الموجود كذلك ؛ إلا أن تعامله مع ابن عربي معاملة المترفق المدقق بكل حرف والمحقق لكل معنى .

                    فالخميني وبكل صراحة قد رفض الإسلام قبل أن يكون رافضيا بالمعنى المتعارف عليه ، وتأثر كثيرا بآراء أستاذه ومربيه الوجودي الملحد (الشاه آبادي) منذ فجر شبابه ..

                    ومع ذلك لم يعلن هذا التأثر أو هذه الديانة في المراحل الأولى للثورة خوفا أن يبدي أصحاب الفقاهة والمرجعيات المعادية لهذه الديانة قلقا من مستقبل الثورة وخوفا من أن يفقد رصيدا وافرا من مؤيديه .

                    وهذا هو السبب الوحيد قبل مسألة ولاية الفقيه في رفض كثير من المراجع له بل ولعنه .

                    (وهنا أكرر عجبي وأسفي من أهل التوحيد ممن انجر في التأليف وراء مسألة الولاية عند الخميني ، ولم يُشبِع مسألة عقيدته في الله ذلك الإشباع الذي يفضحه أمام كل مخدوع به وأمام كل مجزوع عليه) .

                    أقول في مسألة من انطلى عليه مكر الخميني :
                    سبقكم سذاجةً فطاحلة الشيعة أنفسهم وكبارهم كالشيرازي محمد و إخوانه وعائلته وغيرهم ، الذين أنخدعوا ( بخميني وحدة الموجد ) فحسبوه مصلحاً مجدداً للطائفة رافعا مظلومية الكثير من أبناء ملتهم .
                    فأعطوه لقب ( آية الله ) حتى لايعدمه الشاه ..
                    لآن الشاه أصدر عليه الحكم بالإعدام من قبل ، فأسرعوا لتلقيبه لمعرفتهم مبدأ الشاه في إحترام قوانينه .
                    فرماه من إيران شريدا مشردا طريدا مطرودا ..
                    فاستقبله المراجع وكانوا له سندا وعوناً وركيزة من أهم الركائز التي توكأ عليها فيما بعد لتقويم دعائم ثورته على الشاه .

                    وكان يخفي عليهم بدون شك ولا ريب عقيدة الكفر التي يأنف عنها حتى الروافض أنفسهم ..
                    كان يجلس مع المراجع الكبار ملتزما الصمت بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، هكذا لبس أمره أيضاً على المرجع الشيعي الكبير عندهم (المرعشي النجفي) .

                    لكنه ما إن تسلم الحكم وأستقر الأمر له ، إذا بظهر المجن ينقلب إلى وجه قبيح آخر .
                    ألا وهو وجه الإلحاد ووجه مقابلة الجميل بالحقير من الأخلاق ..
                    فكان التعذيب والتشريد والإقامة الجبرية مصير من أعانوه أول الأمر وسددوه !!
                    كان مصيركل مخالف لعقيدة وحدة الوجود والموجود !!
                    ومن ثم جاء إمتحانهم بمسائل أخرى كمسألة ولاية الفقيه .

                    ولا أريد أن أخلط موضوع المراجع مع نظامه بموضوع العقيدة هنا لأن ذلك له قسم خاص سنذكره فيما بعد .
                    إذاً فما هي هذه العقيدة الخطيرة التي نتحدث عنها ؟؟

                    إنها ديانة الهلاك والبلاء والمسخ بعينه (ديانة وحدة الموجود) والتي تعني الإنحلال التام والسقوط الكامل لكل فضيلة .
                    فبهذه الديانة تسقط الأحكام وتخر الشرائع الإلهية حيث لاعودة ، وبها ينحل المجتمع البشري ويصبح بهيميا بليدا .

                    فعندما يكون الخميني والبشر والأرض وكل جزئية في هذا الكون هي عين الإله (والعياذ بالله) فإنه لاحاجة أن نلتزم بأمر أو ننتهي عن آخر .



                    * ** ** *
                    التعديل الأخير تم بواسطة ضياء الشميري; الساعة 10-Jul-2007, 12:00 AM.

                    تعليق


                    • #11
                      ابن عربي

                      إليكم جميعا نماذج من هذا الكفر العظيم والإشراك الواضح من أعتا أساطين الكفر والإلحاد (ابن عربي) والتي بلغت تآليفه المئات .

                      يقول في كتابه (فصوص الحكم) وهو أعظم تآليفه على الإطلاق ، و الشروح و التعليقات الموضوعة على فصوص الحكم بلغت أكثر من مائة إذ لم يكن ضعف ذلك مابين شرح و تعليق .
                      فمن الشراح على هذا البلاء (داوود بن محمود بن محمد الرومي القيصري) ومن أبرز المعلقين على شرح القيصري (الخميني).
                      أقول : يقول ابن عربي في كتابه هذا مايلي :

                      صحيفة 70 : (إن الذات الإلهية هي التي تظهر بصور العالم).

                      صحيفة 80 : ( بل هو "الله تعالى" عينها لا غيرها أعني الموجودات العينية).

                      صحيفة 85 : (إذا شهدنا نفوسنا شهدناه ، لأن ذواتنا عين ذاته لا مغايرة بينهما).

                      صحيفة 88 : (يا خالق الأشياء في نفسه :: أنت لما تخلقه جامع :: تخلق ما لا ينتهي كونه :: فيك فأنت الضيق الواسع).

                      صحيفة 93 : (فما في الوجود مثل فما في الوجود ضد ، فإن الوجود حقيقة واحدة و الشيء لا يضاد نفسه ، فلم يبق إلى الحق ، لم يبق كائن .
                      فما ثم موصول و ما ثم بائن :: بذا جاء برهان العيان:: فما أرى بعيني إلا عينه ذا أعاين).

                      صحيفة 96 : (ليس وجود إلا وجود الحق ، بصور أحوال ما هي عليه الممكنات في أنفسها و أعينها).

                      صحيفة 111 : (الإخبار الصحيح أنه عين الأشياء).

                      صحيفة 124 : (فما وصفناه بوصف إلى كنا نحن ذلك الوصف ، فوجودنا وجوده ، و نحن مفتقر إليه من حيث وجودنا و هو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه).

                      صحيفة 163 : (هو الذي يظهر بصور البسائط ثم بصور المركبات ، فيظن المحجوب " أي : الذي حجب و منع عن رؤية الحقيقة و الواقع الخارجي" أنها مغايرة بحقائها ، و ما يعلم أنها أمور متوهمة و لا موجود إلا هو).

                      صحيفة 234 : (كل ما تدركه فهو وجود الحق في أعيان الممكنات ، فالعالم متوهم ما له وجود حقيقي و هذا معنى الخيال).


                      * ** ** *

                      أما في كتابه المسمى (الفتوحات المكية في أسرار المالكية و الملكية) الذي وضعه خلال عقودٍ ثلاث ، وهي إلى الفتوحات الشيطانية أقرب إذ لم تكن عينها ، يقول :

                      صحيفة 1 / 272 : (و في كل شيء له آية تدل على أنه عينه).

                      صحيفة 1 / 363 : (قد ثبت عند المحققين ما في الوجود إلا الله).

                      صحيفة 2 / 459 : (سبحان من أظهر الأشياء و هو عينها ، فما نظرت عيني إلى غير وجهه ، و ما سمعت أذني خلاف كلامه).

                      * ** ** *

                      ويقول في كتابه الآخر المسمى (ترجمان الأشواق) :
                      صحيفة 43-44: (لقد صار قلبي قابلا كل صورة : فمرعى لغزلان ، و دير لرهبان ، و بيت لأوثان ، و كعبة طائفٍ ، و ألواح توراةِ ، و صحف لقرآنٍ ، أدين بدين الحب ، أنى توجهت ركائبه ، فالحب ديني و إيماني).

                      صحيفة 194: (عقد الخلائق في الإله عقائداً و أنا اعتقدت جميع ما عقدوه).


                      * ** ** *

                      تعليق


                      • #12
                        في الغد سنبدأ بإسقاط كل ماسبق على النموذج الذي تم اختياره ( الخميني ) ..
                        إضافة إلى فوائد أخرى إن شاء الله ..

                        تعليق


                        • #13
                          مجهود مبارك، واصل بحثك المفيد أخي الفاضل . .
                          قال يحيى بن معاذ الرازي: " اختلاف الناس كلهم يرجع الى ثلاثة أصول، لكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه وقع في ضده: التوحيد ضده الشرك، والسنة ضدها البدعة، والطاعة ضدها المعصية" (الاعتصام للشاطبي 1/91)

                          تعليق


                          • #14
                            جزيت خيرا أخي ضياء

                            تعليق


                            • #15
                              جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..
                              مروركم شرف لي ..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X