إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

ما حكم الجهر بالسملة في الصلاة وكيف نرد على من يقول هي آية من الفاتحة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [سؤال] ما حكم الجهر بالسملة في الصلاة وكيف نرد على من يقول هي آية من الفاتحة ؟

    المقدم: ما هو الحكم في الجهر بالبسملة في الصلاة، وبما نرد على من يقول: إن ذلك هو مذهب الإمام الشافعي - رضي الله عنه -، وهل هي آية في سورة الفاتحة، وإذا لم تكن آية فلماذا هي مرقمة بالرقم واحد، في سورة الفاتحة في المصحف؟

    الشيخ : الصواب أن البسملة ليست آيةً من الفاتحة، ولا من غيرها من السور، ولكنها آية مستقلة أنزلها الله فصلاً بين السور، علامة أن السورة التي قبلها انتهت وأن التي بعدها سورة جديدة، هذا هو الصواب عند أهل العلم، وترقيمها في بعض المصاحف أنها الأولى غلط، ليس بصواب، والصواب أنها ليست من الفاتحة، وإنما أول الفاتحة الحمد لله رب العالمين، هذه الآية الأولى، الرحمن الرحيم الثانية، مالك يوم الدين الثالثة، إياك نعبد وإياك نستعين الرابعة، اهدنا الصراط المستقيم هي الخامسة، صراط الذين أنعمت عليهم هذه هي السادسة، غير المغضوب عليهم ولا الضالين هي السابعة. أما التسمية فهي آية مستقلة فصل بين السور، ليست من الفاتحة ولا من غيرها من السور في أصح قولي العلماء إلا أنها بعض آية من سورة النمل من قوله تعالى: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فهي بعض آية من سورة النمل. ولكنها آية مستقلة أنزلها الله فصلاً بين السور، وليست آية من الفاتحة، وليست آية من غيرها ، ولكنها بعض آيةٍ من سورة النمل هذا هو الصواب الذي عند أهل العلم. أما الجهر بالقراءة، أما الجهر بها فالأولى عدم الجهر؛ لأن الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان لا يجهر بها، ثبت في الصحيحين من حديث أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر يفتتحون القراءة : بالحمد لله رب العالمين، وفي رواية أهل السنن : لا يجهرون بـبسم الله الرحمن الرحيم. فالمقصود أنهم يبدؤون بالحمدلة، الحمد لله رب العالمين، فدل ذلك على أنهم كانوا يسرون ، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - والصديق وعمر ، كان يسرون بالتسمية. وجاء من طريق أبي هريرة ما يدل على أنه قد يجهر بها لأنه جهر - رضي الله عنه - بالتسمية، ولما صلّى قال : إني أشبهكم صلاة بالرسول - صلى الله عليه وسلم- فاحتج بهذا بعض الناس على أنه يجهر بها، ولكن ليس حديثاً صريحاً بذلك، ولو ثبت التنصيص على ذلك فيحمل على أنه كان في بعض الأحيان، في بعض الأحيان ، والأكثر منه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يجهر جمعاً بين الروايات . والأفضل والأولى عدم الجهر إلا إذا فعله الإنسان بعض الأحيان، جهر بها ليعلم الناس أنه يسمى، وليعلم الناس أنها مشروعة أن يسمي الإنسان سراً بينه وبين ربه هذا حسن. المقدم: أخونا يقول بم نرد على من يقول أن ذلك هو مذهب الإمام الشافعي؟ الشيخ: هذا يحتاج إلى مراجعة نصوص الشافعي - رحمه الله - فلعل الشافعي - رحمه الله - إذا ثبت عنه أنه قال ذلك أخذ برواية أبي هريرة حين سمى وجهر ولما فرغ من الصلاة قال: إني لأشبهكم صلاةً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا ظاهره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جهر؛ لأن أبا هريرة جهر، وقال : إني أشبهكم صلاةً برسول الله. فالجهر بها جائز ، ولكن الأفضل عدم الجهر، الأفضل عدم الجهر.

    المقدم: إذاً لا تستوجب أن يكون هناك خلاف بين المسلمين؟
    الشيخ: لا، ما ينبغي فيها النزاع، ينبغي أن يكون الأمر فيها خفيفاً، والأفضل تحري سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعدم الجهر ، وإذا جهر بعض الأحيان من أجل حديث أبي هريرة ، أو من أجل التعليم، وليعلم الناس أنها تقرأ، فلا بأس بذلك، وقد جهر بها بعض الصحابة - رضي الله عنهم -.

    المصدر: موقع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد زياد الأردني; الساعة 20-Aug-2011, 10:40 PM.

  • #2
    رد: ما حكم الجهر بالسملة في الصلاة وكيف نرد على من يقول هي آية في الفاتحة ؟

    وهذا نقل لكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع المجلد الثالث حول البسملة :

    قوله: «وليست من الفاتحة» الضَّميرُ يعودُ على البسملة، بل هي آيةٌ مستقلِّة يُفتتح بها كلُّ سورة مِن القرآن؛ ما عدا براءة، فإنه ليس فيها بسملة اُجتهاداً من الصحابة، لكنه اجتهاد - بلا شك - مستندٌ إلى توقيف؛ لأننا نعلم أنه لو نزلت البسملة بين الأنفال وبراءة لوجب بقاؤها؛ لأن الله يقول: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) فلمَّا لم يكن، عُلِمَ أن اجتهاد الصَّحابة كان موافقاً للواقع.
    والدليل على أنها ليست من الفاتحة ما ثبت في «الصحيح» من حديث أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبدُ: الحمدُ لله ربِّ العالمين، قال اللَّهُ تعالى: حَمَدَني عبدي...» الحديث.
    فإن قيل: إذا لم تكن مِن الفاتحة؛ فإنه مِن المعلوم أنَّ الفاتحةَ سبعُ آيات، فكيف تُوزَّع السَّبع الآيات على الفاتحة إذا أخرجنا البسملةَ منها؟
    فالجواب: أنها توزَّع كالآتي:
    )الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2) الأولى.) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1) الثانية.)مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4) الثالثة.)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5) الرابعة.)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة:6) ))صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم)(الفاتحة: من الآية7)السادسة.(غيرالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)(الفاتحة: من الآية7)السابعة.
    هذا التَّوزيعُ هو المطابق للمعنى واللَّفظِ. أما مطابقته للَّفظ: فإننا إذا وزَّعنا الفاتحةَ على هذا الوجه صارت الآيات متناسبة ومتقاربة.لكن إذا قلنا: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) هذه الآية السادسة. )صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة:7) صارت السابعة طويلة لا تتناسب مع الآية السَّابقة، فهذا تناسبٌ لفظي
    وأما التَّناسبُ المعنوي: فإن الله تعالى قال: «قَسَمْتُ الصَّلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سألَ. فإذا قال العبدُ: )الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2 قال الله تعالى: حَمَدني عبدي. وإذا قال: {الرحمن الرحيم } قال: أثنى عَليَّ عبدي. وإذا قال: {مالك يوم الدين }، قال: مجَّدَني عبدي. فهذه ثلاث آيات كلُّها لله.
    فإذا قال: { )إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5)
    قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل» . فيقتضي أن تكون النِّصفُ هي:)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وهي الرابعة. والخامسة، والسادسة والسابعة)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم)( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم غيرالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) فتكون الآيات الثلاث الأولى لله تعالى، والآيات الثلاث الأخيرة للعبد و
    (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الآية الوسطى، بين العبد وبين ربِّه.
    فإن قال قائل: إذا قلتم ذلك فكيف الجواب عمَّا نجدُه في المصاحف: أن أول آية في الفاتحة هي البسملة؟
    فالجواب: هذا الترقيم على قول بعض أهل العلم : أنَّ البسملة آية من الفاتحة. ولهذا في بقية السُّور لا تُعدُّ مِن آياتها ولا تُرقَّم. والصَّحيحُ أنها ليست مِن الفاتحة، ولا مِن غير الفاتحة، بل هي آية مستقلَّة.
    إذا قال قائل: قلتم: إن البسملة آية مستقلَّة. ونحن وجدناها في كتاب الله آية ضمن آية في قوله: )إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (النمل:30)
    قلنا: هذه حكاية وخبر عن كتابٍ صَدَرَ مِن سُليمان، وليس الإِنسان يقرؤها على أنه سيبتدئ بها في مقدمة قراءته للسُّورة، لكنها مقدِّمة كتاب كَتَبَهُ سُليمان عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، ونَقَلَهُ لنا اللَّهُ ، فليس من هذا الباب.

    تعليق


    • #3
      رد: ما حكم الجهر بالسملة في الصلاة وكيف نرد على من يقول هي آية من الفاتحة ؟

      روى أبو داود فى سننه وصححه العلامة الألباني عن أم سلمة:
      ((أنها ذكرت أو كلمة غيرها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين يقطع قراءته آية آية)) قال أبو داود سمعت أحمد يقول القراءة القديمة مالك يوم الدين.

      وروى أبو داود فى سننه وصححه العلامة الألباني رحمه الله:
      (( حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم وعدها آية )).

      وقد صحح الألباني رحمه الله فى السلسلة الصحيحة حديث:
      (( إذا قرأتم { الحمد لله } فاقرؤا { بسم الله الرحمن الرحيم } إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني و{ بسم الله الرحمن الرحيم } إحداها ] )).

      وقال العلامة الألباني في (كتاب صفة صلاة النبي ) - صلى الله عليه وسلم - :
      (( ثم يقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ولا يجهر بها ))

      (وهذا ما ذهب إليه الألباني رحمه الله)

      وقال في كتاب تلخيص صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - :
      (( ثم يقرأ سورة ( الفاتحة ) بتمامها - والبسملة منها وهي ركن لا تصح الصلاة إلا بها فيجب على الأعاجم حفظها )).

      منقول

      تعليق


      • #4
        رد: ما حكم الجهر بالسملة في الصلاة وكيف نرد على من يقول هي آية من الفاتحة ؟

        روى البخاري ومسلم عن أنس -رضي الله عنه- "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة ب "الحمد لله رب العالمين"., وفي رواية لمسلم "لا يذكرون "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول قراءة ولا في آخرها".

        وفي رواية لأحمد والنسائي وابن خزيمة "لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم" وفي رواية لابن خزيمة: "كانوا يسرون".

        2- روى البغوي في شرح السنة وحسنه الترمذي والزيلعي" أن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه- سمع ابنه يجهر بـ "بسم اله الرحمن الرحيم" فقال: أي بني محدث, قد صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر فلم أسمع أحدًا يجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم".

        3- قال التابعي الجليل إبراهيم النخعي -رضي الله عنه- : ما أدركت أحدًا يجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" وقال أيضا "الجهر بها بدعة".فتح الباري لابن رجب (6/396).

        4- قال عروة بن الزبير -رضي الله عنه- أدركت الأئمة ما يستفتحون القراءة إلا بـ "الحمد لله رب العالمين". فتح الباري لا رجب.

        5- قال العقيلي -رحمه الله- "لا يصح في الجهر بالبسملة حديث مسند مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. فتح الباري لابن رجب.

        6-قال الداراقطني: "لم يثبت في الجهر بالبسملة شئ". فتح الباري لابن رجب.

        7- قال ابن الجوزي في (تحقيق الخلاف)(2/220) "لا يسن الجهر بالبسملة".

        8- قال الذهبي -رحمه الله- في التعليق على التحقيق" لا يسن الجهر بالبسملة خلافًا للشافعي -رضي الله عنه-".

        9- قال الألباني -رضي الله عنه- في السلسلة الضعيفة (5/467) "ولا يصح في الجهر بالبسملة حديث وكل ما ورد في الباب لا يصح اسناده وفي الصحيح خلاف ذلك فراجع نصب الرايه وغيرها.
        *وعلى هذا فالاحاديث الواردة في الجهر بها غير صحيحة وقد نص على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رضي الله عنه- في الفتاوى (22/275) وابن قدامة -رضي الله عنه- في المغني(2/142).

        *وهو مذهب مالك -رضي الله عنه- وأحمد -رضي الله عنه- وأبي حنيفة, خلافا للشافعي القائل "إذا صح الحديث فهو مذهبي" -رضي الله عنه-.

        *وأفرد هذه المسألة بالتصنيف عدد من العلماء قديمًا منهم المروزي وابن خزيمة وابن حبان والداراقطني والبغدادي و البيهقي وابن عبد البر.

        *يبقى ما قاله وكيع بن الجراح "لا تصل حلف من يجهر بها" وقول عكرمة "أنا أعرابي ان جهرت بها" وقول أحمد بن حنبل" إن كان يتأول فلا بأس وإن كان غير ذلك فلا يصل خلفه" راجع فتح الباري لابن رجب الحنبلي.
        الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزّ محمد علي فركوس -حفظه الله السؤال: هل البسملة آية من القرآن؟ وهل السنة الجهر أم الإسرار بها في الصلاة الجهرية؟

        الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
        فلا خلاف بين أهل العلم أنّ البسملة بعض آية من سورة النمل، ولا خلاف أيضا بأنها ليست آية بين سورتي الأنفال والتوبة، ولكنهم يختلفون في البسملة هل هي آية من القرآن أو ليست بآية على خمسة أقوال، والذي يلوح رجحانه أنّ البسملة آية من سورة الفاتحة، وليست بآية من أول كلّ سورة، وليست آية للفصل بين السور، وإنما هي آية لابتداء السور، ويدلّ على أنّ البسملة آية كاملة من الفاتحة ما روته أمّ سلمة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا قَرَأَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً ﴿ِبسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ(3)﴾"(١)، ويؤيد هذا الحديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" إِذَا قَرَأْتُمُ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) فَاقْرَءُوا (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) إِنَّهَا أُمُّ الْقُرْآنِ وَأُمُّ الْكِتَابِ وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي وَ(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) إِحْدَاهَا"(٢)، والحديثان صريحان في الدلالة على أن البسملة آية كاملة من سورة الفاتحة، ولا يستقيم قول من قال إنه من كلام أبي هريرة وأمّ سلمة رضي الله عنهما، إذ يبعد أن يُدرج كلٌّ منهما في الحديث كلامه من غير التنبيه خاصة مع أهمية هذه المسألة، كما لا يصح القول بأن أبا هريرة رضي الله عنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يجهر بها فظنَّها من السورة، فقد جاء من حديث أم سلمة رضي الله عنها ما يدفع هذا الاحتمال، كما لا يستقيم توجيه حديث أم سلمة رضي الله عنها بأن البسملة فيها آية مفردة للفصل بين السُّوَر، لأنه لو كانت كتابتها للفصل في المصحف لكتبت بين الأنفال والتوبة، ولأَمْكَن حدوثُ الفصل بدون البسملة، ولوجودها في بداية الفاتحة وليس قبلها ما يفصل بها.
        أما البسملة في غير الفاتحة فهي آية لابتداء السور على الصحيح من أقوال أهل العلم، لقول ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لاَ يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تُنَزَّلَ عَلَيْهِ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)"(٣)، فإن ظاهره يدل على أنها آية لابتداء السور وبها يعرف الفصل، ويدل على أنها آية من كل سورة وليست آية للفصل أنه يؤتى بالبسملة قبل الفاتحة مع أنه ليس قبلها سورة ليفصل بها، ويؤيد هذا الحكم انعقاد الإجماع على أن سورة الإخلاص أربع آيات، وسورة الكوثر ثلاث آيات، وأن سورة الملك ثلاثون آية فلو كانت البسملة آية منها لعُدَّت مع السور السابقة، وهذا مخالف للإجماع، وقد صح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِىَ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)"(٤) فلو كانت البسملة منها لكانت إحدى وثلاثين آية وهو مخالف لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإجماع القراء والفقهاء.
        هذا، والقول بأن البسملة آية من الفاتحة لا يلزم الجهر بها في الصلاة الجهرية بل يُسِرُّ بقراءتها كالفاتحة في الأُخْرَيَيْنِ من الرباعية والثالثة من الثلاثية، ولما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه "أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بِـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)"(٥) وفي رواية: "لاَ يَجْهَرُونَ بـ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)"(٦) وفي رواية لابن خزيمة: "كان يُسِرّ..."(٧) الحديث.
        والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم، الدين وسلم تسليما.

        تعليق

        يعمل...
        X