إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

التحصينات الوقائية ضد التعديات الشيطانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التحصينات الوقائية ضد التعديات الشيطانية

    السلام عليكم ورحمة الله : أرفقت لكم التحصينات الوقائية ضد التعديات الشيطانية أسأل الله لي ولكم التوفيق

    التحصينات الوقــائية
    ضــد التعــديات الشيطــانية
    جمع وإعداد
    أبي صفية
    حسام بن أحمد بن عبد الحكيم الصعيدي
    حقوق الطبع محفوظة

    المقـــدمـــة
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
    ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
    أما بعد
    فإن أصدق الحديث كتابُ الله وأحسن الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار.
    وبعد فقد انتشر في هذا الزمان السحرة والمشعوذون والدجالون ([1]) وكثر أذاهم وراجت بضاعتهم الشيطانية وكثر ابتلاء المس والسحر والعين وذلك بسبب بُعد المسلمين عن دينهم واتباعهم للشهوات حتى اجتالتهم الشياطين وأبعدتهم عن رب العالمين .
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى :إن أكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهلها تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصينات النبوية والإيمانية . اهـ
    وقد يكون هذا بلاء لتمحيص الذنوب فيقع على أهل الإيمان والذكر والقرآن لتمحيص ذنوبهم ورفع درجاتهم .
    ومساهمة مني في هذا الباب استعنت الله على جمع الصريح والصحيح من التحصينات الوقائية ضد التعديات الشيطانية وجريت في ترتيبها على عمل اليوم والليلة مع تقديم التحصينات الواردة في القرآن الكريم وقد أورد النص من السنة عدة مرات لزيادة في الحكم المستنبط منه فلا يتوهم متوهم أنه مكرر بلا فائدة والآن أشرع في المقصود .
    وكتبه
    أبو صفية
    حسام بن أحمد بن عبد الحكيم الصعيدي
    ما جاء من كلام المنان
    في تحصــين أهــل الإيمـــان
    تحقيق العبودية لرب العلمين حصن حصين من الشيطان الرجيم

    قال الله تعالى ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ )
    وقال تعالى ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ) .
    قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره وقوله ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) إخبار بتأييده تعالى عباده المؤمنين وحفظه إياهم وحراسته لهم من الشيطان الرجيم ولهذا قال ( وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا ) أي : حافظًا ومؤيدًا وناصرًا ؛ وأخرج الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن المؤمن ليُنْضي شياطينه كما ينضي أحدكم بَعيرَه في السفر " ينضي أي يأخذ بناصيته ويقهره . اهـ
    والحديث صححه الألباني رحمه الله والمراد من ينضي : أي يهزله ويتعبه فالمؤمن يتعب شيطانه كما يتعب بعيره فى السفر .
    قلت ـ حسام ـ والعبادة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .
    وقال رحمه الله : العبادة اسم يجمع كمال الحب لله ونهايته وكمال الذل ونهايته .
    وقال ابن القيم رحمه الله : وروح العبادة هو الإجلال والمحبة فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت وإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم فذلك حقيقة الحمد
    الإيمان والتوكل على الإله العظيم من الحصون المذكورة في القرآن الكريم

    قال الله تعالى ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
    وقال تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )
    وقال تعالى ( إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) وقال تعالى ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) .
    قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله : وجعل الله قوة التوكل عليه مع الإيمان حصنا حصينا يمنع العبد من تسلط الشيطان خصوصا إذا انضم إلى ذلك الإكثار من ذكر الله ... فإن الله يدفع ويدافع عن الذين آمنوا شرور الدنيا والآخرة فيدفع عنهم كيد شياطين الإنس والجن ولهذا قال الله تعالى ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) ولما ذكر إنجاءه ذا النون قال تعالى ( وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) أي : من الشدائد والمكاره إذا وقعوا فيها . اهـ
    وقال العلامة ابن القيم رحمه الله : والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم وهو من أقوى الأسباب في ذلك فإن الله كافيه ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه .. قال بعض السلف جعل الله تعالى لكل عمل جزاء من جنسه وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده فقال ومن يتوكل على الله فهو حسبه ولم يقل نؤته كذا وكذا من الأجر كما قال في الأعمال بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه فلو توكل العبد على الله تعالى حق توكله وكادته السموات والأرض ومن فيهن لكفاه الله ونصره وهو من الأسباب التي يندفع بها شر الحاسد والعائن والساحر والباغي.اهـ
    معنى الإيمان والتوكل :قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله : والإيمان يشمل التصديق الباطن والأعمال الباطنة والظاهرة ولما كانت الأعمال وجودها وكمالها متوقفة على التوكل خص الله التوكل من بين سائر الأعمال وإلا فهو داخل في الإيمان ومن جملة لوازمه ... وهو ـ أي التوكل ـ الاعتماد بالقلب على الله في جلب ما يحبه العبد ودفع ما يكرهه مع الثقة به تعالى . اهـ
    وقال ابن رجب رحمه الله : وحقيقة التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المنافع ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه قال سعيد بن جبير التوكل جماع الإيمان . اهـ
    ومما ذكره الله في القرآن ليحصن به المؤمن نفسه من الجان ذكر الله تعالى

    قال الله تعالى ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) .
    وقال تعالى ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) .
    وقـــال تعالى ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) .
    قال الإمام البغوي رحمه الله في قوله ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) : من الذاكرين الله قبل ذلك وكان كثير الذكر . اهـ
    وقال العلامة السعدي رحمه الله : ... بسبب تسبيحه وعبادته للّه نجاه اللّه تعالى وكذلك ينجي اللّه المؤمنين ... اهـ
    فائدة : عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له " رواه الترمذي والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي والألباني . والنون : الحوت

    صلاح الآباء يحصن الأبناء

    قال الله تعالى ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ... )
    قال ابن كثير رحمه الله تعالى : ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته .. قال سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه : حفظا بصلاح أبيهما ولم يذكر لهما صلاح . اهـ قلت ـ حسام ـ وأثر ابن عباس رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين .
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : فكان من شكر الله لهذا الأب الصالح أن يكون رؤوفاً بأبنائه وهذا من بركة الصلاح في الآباء أن يحفظ الله الأبناء . اهـ
    وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم : ... قال سعيد بن المسيب لابنه : لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك ثم تلا هذه الآية ؛ وقال عمر بن عبد العزيز : ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه ؛ وقال ابن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله وستر ومتى كان العبد مشتغلا بطاعة الله فإن الله يحفظه . اهـ من جامع العلوم والحكم
    ترك الفحشاء والمنكر

    قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ )
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : إتباع الخطوات معناه أن يتابع الإنسان غيره في عمله كمتبع الأثر الذي يتبع أثر البعير وأثر الدابة وما أشبهها وخطوات الشيطان أي أعماله التي يعملها ويخطو إليها وهو شامل للشرك فما دونه فإن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر ... وكل شيء حرمه الله فهو من خطوات الشيطان سواء كان عن استكبار أو تكذيب أو استهزاء أو غير ذلك لأنه يأمر به وينادي به ويدعو إليه . اهـ
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ومن الفحشاء والمنكر استماع العبد مزامير الشيطان والمغني هو مُؤَذِّنُه الذي يدعو إلى طاعته فإن الغناء رُقْيةُ الزنا وكذلك من اتباع خطوات الشيطان القول على اللّه بلا علم ( قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) وهذه حال أهل البدع والفجور . اهـ
    وقال ابن القيم رحمه الله : وأما الفحشاء والمنكر فالفحشاء صفة لموصوف قد حذف وهي ما ظهر قبحها لكل أحد واستفحشه كل ذي عقل سليم وكذلك القبيح من القول يسمى فحشا ؛ وأما المنكر فصفة لموصوف محذوف أيضا وهو الذي تستنكره العقول والفطر ونسبته إليها كنسبة الرائحة القبيحة إلى حاسة الشم والمنظر القبيح إلى العين والطعم المستكره إلى الذوق فما اشتد إنكار العقول والفطر له فهو فاحشة كما فحش إنكار الحواس له من هذه المدركات فالمنكر لها ما لم تعرفه ولم تألفه والقبيح المستكره لها الذي تشتد نفرتها عنه هو الفاحشة والقول على الله بلا علم هو أشد هذه المحرمات تحريما وأعظمها إثما... اهـ
    الصبر والتقوى حصن من البلوى

    قال الله تعالى ( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )
    قال الإمام ابن كثير رحمه الله : يرشدهم تعالى إلى السلامة من شر الأشرار وكَيْدِ الفُجّار باستعمال الصبر والتقوى .. فلا حول ولا قوة لهم إلا به وهو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا يقع في الوجود شيء إلا بتقديره ومشيئته . اهـ
    فائدة : قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : فما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها قال تعالى ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) ووصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بعثه إلى اليمن فقال يا معاذ اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن . اهـ رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني
    التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه

    قال الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ) .
    وقال الله تعالى ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
    وقال تعالى ( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) .
    وقال تعالى ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) .
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : فإن قال قائل ما معنى التوبة ؟
    فنقول : التوبة من العبد أن ينتقل من معصية الله إلى طاعته والتوبة من الله أن يقبل الله من العبد وقد تطلق التوبة من الله على توفيقه العبد إلى التوبة فلله تعالى على العبد توبتان : توبة بمعنى التوفيق للتوبة وتوبة بمعنى قبول التوبة والدليل على هذا قول الله تعالى ( وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) أي وفقهم للتوبة فتابوا أما التوبة الأخرى وهي قبول توبة العبد فمثل قوله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )
    وتوبة العبد تحتاج إلى شروط :
    الشرط الأول : أن يخلص لله تعالى في التوبة وذلك بأن يكون الحامل له على التوبة طلب رضى الله عز وجل والوصول إلى كرامته .
    الشرط الثاني : الندم على ما فعل .
    الشرط الثالث : أن يقلع عن الذنب في الحال .
    الشرط الرابع : أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل .
    الشرط الخامس : أن تكون التوبة في وقت قبولها لأنه يأتي وقت يسد باب التوبة ولا تقبل من الإنسان والباب الذي يغلق عن التائبين عام وخاص :
    أما العام : فهو طلوع الشمس من مغربها .
    وأما الخاص : فهو أن يحضر الإنسان أجله لقول الله تبارك وتعالى ( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ) .اهـ
    قال ابن القيم رحمه الله : ..فما سلط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه وما لا يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها وما ينساه مما علمه وعمله أضعاف ما يذكره وفي الدعاء المشهور اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لم لا أعلم فما يحتاج العبد إلى الاستغفار منه مما لا يعلمه أضعاف أضعاف ما يعلمه فما سلط عليه مؤذ إلا بذنب ولقي بعض السلف رجلا فأغلظ له ونال منه فقال له قف حتى أدخل البيت ثم أخرج إليك فدخل فسجد لله وتضرع إليه وتاب وأناب إلى ربه ثم خرج إليه فقال له ما صنعت فقال تبت إلى الله من الذنب الذي سلطك به علي . اهـ
    فائدة : روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار . ورواه مسلم مرفوعا

    الحصن الحصين
    من كلام سيد المرسلين
    ( صلى الله عليه وسلم )
    أولا تحصين النفس
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستر ما بين عورات بني آدم والجن إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول بسم الله " رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني في صحيح الجامع
    وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال : " ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله " رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني
    3ـ وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث " رواه أبو داود وابن ماجة وصححه الألباني
    4ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه " رواه مسلم وفي البخاري " إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خيشومه " فيكون الاستنثار من أفعال الوضوء
    الاستنثار هو : إدخال الماء في الأنف ثم إخراجه .
    5ـ وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال إذا خرج بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنه الشيطان فيقول لشيطان آخر كيف لك برجلٍ قد هدي وكفي ووقي " رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني
    6ـ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا دخل المسجد يقول : أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم قال : فإذا قال ذلك قال الشيطان : حفظ مني سائر اليوم " رواه أبو داود وصححه الألباني
    7ـ وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى الصبح فهو في ذمة الله " رواه مسلم
    الذمة : الضمان . وقيل : الأمان
    وقد جاء عن سمرة بن جندب رضي الله عنه تخصيصها " بالجماعة " فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله " رواه ابن ماجة وصححه الألباني
    8ـ وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال دبر صلاة الصبح وهو ثانِ رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع الله له عشر درجات وكان يومه ذلك في حرزٍ من كل مكروه وحُرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى " رواه الترمذي وحسنه ابن حجر العسقلاني والشيخ الألباني
    9ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عِدلُ عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت حِرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلٌ عَمِل أكثر منه " متفق عليه . وقوله صلى الله عليه وسلم: " حتى يمسي " يدل على أنها من أذكار الصباح وقد ورد أن هذا الذكر يقال عشر مرات :
    10ـ فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير بعدما يصلي الغداة عشر مرات كتب الله عز وجل له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكن له بعدل عتق رقبتين من ولد إسماعيل فإن قالها حين يمسي كان له مثل ذلك وكن له حجابا من الشيطان حتى يصبح " رواه الحسن بن عرفة في جزئه وصححه الألباني في الصحيحة . بل ورد أن هذا الذكر إن قيل مرة واحدة فله هذا الفضل :
    11ـ فعن أبي عياش رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل وكتب له عشر حسنات وحُط عنه عشر سيئات ورُفِع له عشر درجات وكان في حرزٍ من الشيطان حتى يمسي وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح " رواه أبو داود وصححه الألباني
    12ـ وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رزق وكفي وإن مات أدخله الله الجنة من دخل بيته فسلَّم فهو ضامن على الله ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله " رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني
    قال الطيبي : عدي ضامن بعلى تضمينا لمعنى الوجوب والمحافظة على سبيل الوعد أي يجب على الله وعدا أن يكلأه من مضار الدنيا والدين ؛ وقال النووي : معناه أنه في رعايته.
    فائدة : عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك " رواه الترمذي وصححه الألباني فلا تضيعوا هذه البركة
    ومن الحصون النافعة أذكار الصباح والمساء خصوصاً وذكر الله عموماً :
    13ـ فعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمسِ كلماتٍ أن يعمل بهن وأن يأمــــر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ... ـ ومن هذه الخمسة ـ وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجلٍ خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصنٍ حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يُحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله " رواه الترمذي وصححه وكذا الألباني
    وفي الحديث الطويل " إني رأيت البارحة عجباً ... ورأيت رجلاً من أمتي احتوشته الشياطينُ ـ أحاطت به ـ فجاءه ذكر الله عز وجل فخلصه منهم " أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والخرائطي في مكارم الأخلاق والطبراني في الدعاء . وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " قال الحافظ أبو موسى : هذا حديث حسن جداً . وقال سمعت شيخ الإسلام يعظم أمر هذا الحديث وقال أصول السنة تشهد له وهو من أحسن الأحاديث . وقد ضعف الحديث الشيخ الألباني في ضعيف الجامع .
    محل أذكار الصباح والمساء : الصباح الباكر من بعد صلاة الصبح إلى قبل طلوع الشمس ومن بعد صلاة العصر إلى قبل الغروب لقوله تعالى : " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ " وقال تعالى : " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَار " والإبكار : أول النهار. والعشي : آخره .
    على أن الأمر في ذلك واسع إن شاء الله فيما لو نسي العبد ذلك في وقته أو عرض له عارض فلا بأس أن يأتي بأذكار الصباح بعد طلوع الشمس وأذكار المساء بعد غروبها .
    من أذكار الصباح والمساء :
    14ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره لدغة حية في تلك الليلة " رواه الترمذي وصححه الألباني وجاء في الطبراني هذا الحديث عام فقال فيه : " من قال حين يصبح وحين يمسي ... وذكر في آخره لم يضره شيء " وشواهد الحديث كثيرة
    15ـ وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبدٍ يقول في صباح كل يومٍ ومساءِ كل ليلةٍ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء " رواه الترمذي وصححه الألباني وفي صحيح أبي داود " لم تصبه فُجأةُ بلاءٍ حتى يصبح ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فُجأةُ بلاءٍ حتى يمسي "
    16ـ وعن عبد الله بن خُبيب رضي الله عنه قال : " خرجنا في ليلةٍ مطيرةٍ وظلمةٍ شديدةٍ نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا قال فأدركته قال : قل فلم أقل شيئاً قال : قل فلم أقل شيئاً قال : قل فقلت ما أقول قال قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كلِ شيء " رواه الترمذي وصححه الألباني
    17ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي الله اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي " رواه أبو داود وصححه الألباني
    والحديث فيه تحصين للأهل وللنفس والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله إذا استُودع شيئاً حفظه " وفي الحديث استوداع للنفس .
    18ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ أبا بكر ٍالصديق رضي الله عنه قال : يا رسول الله مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال : قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض ربَّ كل شيءٍ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلمقال : قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك " رواه الترمذي وصححه ووافقه الحافظ ابن حجر والألباني ؛ وللفائدة أن هذا من أذكار النوم .
    ومن فضل الله اللطيف الخبير أن جعل لعباده حصوناً يتحصنون بها من وقت إلى أخر ومن هذه الحصون ما يكون في وقت الضحى وبعد المغرب
    19ـ فعن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه قال : " ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره " رواه الترمذي وصححه الألباني . والراجح أنها " ركعتي الضحى " وأن الكفاية " من كل ما يضر "
    20ـ وعن عمارة بن شبيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات ومحا عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بِعدل عشر رقابٍ مؤمنات " رواه الترمذي وحسنه الألباني وهو صحيح إن شاء الله . وقوله صلى الله عليه وسلم: على إثر المغرب أي بعده ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم : بعث الله له مسلحة أي قومٌ يحفظونه وسموا مسلحةً لأنهم يكونون ذوي سلاح .
    21ـ وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن أباه أخبره أنه كان لهم جرين فيه تمر وكان مما يتعاهد فيجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم قال فسلم فرد عليه السلام فقلت ما أنت جن أم إنس قال جن فقلت ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت هذا خلق الجن فقال لقد علمت الجن أن ما فيهم من هو أشد مني فقلت ما يحملك على ما صنعت قال بلغني أنك تحب الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك قلت فما الذي يجيرنا منكم قال هذه الآية آية الكرسي التي فى سورة البقرة من قالها حين يمسى أجير منا حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسى فلما أصبح أبي أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال صدق الخبيث . رواه الطبراني في الكبير والنسائي وأصله عند ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك والبيهقي في دلائل النبوة والحارث ابن أبي أسامة في مسنده وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب .
    ومن التحصينات الربانية ضد التعديات الشيطانية ما يقال عند النوم :
    22ـ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمهما وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين " متفق عليه
    23ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني محتاج وعلي دين وعيالٌ ولي حاجةٌ شديدةٌ قال فخليت عنه ... وفي الحديث أنه قال له دعني أعلمك كلماتٍ ينفعك الله بها قلت ما هن قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه صدقك وهو كذوبٌ ذاك شيطان " رواه البخاري
    24ـ وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه " رواه البخاري ومسلم
    قال ابن القيم رحمه الله : الصحيح كفتاه مايؤذيه ؛ وقـال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله : كفتاه من كل سوء .
    25ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول : اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذٌ بناصيته اللهم أنت الأول ليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين واغننا من الفقر" رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ورواه مسلم مع اختلاف يسير
    ثانيا تحصين الأهل والأولاد
    1ـ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أما إن أحدكم إذا أتى أهله وقال بسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فرزق ولداً لم يضره الشيطان " رواه البخاري
    2ـ وعن جابر رضي الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم : " إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ فإذا ذهب ساعةً من العشاء فخلوهم ..." رواه البخاري .
    قال ابن الجوزي رحمه الله : إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره وكذلك كل سواد ولهذا قال في حديث أبي ذر فما يقطع الصلاة قال الكلب الأسود شيطان أخرجه مسلم . اهـ
    وقال النووي رحمه الله : قوله صلى الله عليه و سلم ( فكفوا صبيانكم ) أي امنعوهم من الخروج ذلك الوقت وقوله صلى الله عليه وسلم (فإن الشيطان ينتشر) أي جنس الشيطان ومعناه أنه يخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم حينئذ والله أعلم . اهـ
    وقال المناوي : إن الشياطين إذا دخل الليل كأنهم خرجوا من الحبس فتندفع دفعة رجل واحد فمهما صادفوه من الصبيان في تلك الحالة أصابوه فآذوه . اهـ
    وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما : أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة . ويقول : إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق. رواه البخاري
    وعن أبي رافع رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح وحسنه الألباني ثم تراجع عن تحسينه والحديث كما قال الترمذي حسن .
    والعلة والله أعلم ما جاء عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء " رواه مسلم قال الراوي والروحاء من المدينة على ستة وثلاثين ميلا
    5ـ وقال سهيل بن أبي صالح : أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا أو صاحب لنا فناداه مناد من حائط باسمه فأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا فذكرت ذلك لأبي فقال : لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص . رواه مسلم قال حماد سألت عاصم بن أبي النجود راوي هذا الحرف ما الحصاص فقال أما رأيت الحمار إذا صر بأذنيه ومصع بذنبه أي حركه يمينا وشمالا وعدا فذلك الحصاص .

    ثالثا تحصين البيت
    1ـ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء " رواه مسلم
    وللفائدة : جاء عن جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم لقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه يكون البركة " رواه مسلم
    2ـ وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم ... وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً " رواه البخاري ومسلم . وفي لفظ وأجيفوا الأبواب و اذكروا اسم الله عليها فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف و ذكر اسم الله عليه وغطوا الجرار وأوكئوا القرب وأكفئوا الآنية . وقد صححه الألباني في الصحيح الجامع وأجيفوا بمعنى أغلقوا
    3ـ وعن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرءان في دارٍ ثلاث ليالٍ فيقربها شيطان " رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي وكذا الألباني في صحيح الجامع
    4ـ وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن سورة البقرة وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ خرج من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة " أخرجه الحاكم موقوفاً ومرفوعاً وصححه ووافقه الذهبي وحسنه الألباني
    وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام . رواه ابن حبان في صحيحه وأبو يعلى في مسنده وحسنه الألباني
    6ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة " رواه مسلم وفي لفظ يفر وعند الترمذي وأحمد وصححه الألباني وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان .



    وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عــــليه وسلــم : " اقرؤوا سورة البقرة في بيوتكم فإن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة " أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي وحسنه الألباني
    وعن أبي أيوب الأنصاري أنه كانت له سهوة فيها تمر فكانت تجيء الغول فتأخذ منه قال فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فاذهب فإذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل أسيرك قال حلفت أن لا تعود فقال كذبت وهي معاودة للكذب قال فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل أسيرك قال حلفت أن لا تعود فقال كذبت وهي معاودة للكذب فأخذها فقال ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره قال فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل أسيرك قال فأخبره بما قالت قال صدقت وهي كذوب . رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن غريب وصححه الألباني ورواه الحاكم في المستدرك وفيه : هل لك أن أعلمك كلمات إذا قلتهن لا يقرب بيتك شيطان تلك الليلة وذلك اليوم ومن غد قال : نعم قالت : اقرأ آية الكرسي .



    فوائد متفرقة
    1ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : " يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني
    2ـ وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنى فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم
    3ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب بالجابية فقال : يا أيها الناس إني قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقال : " أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد الشاهد ولا يستشهد ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن " رواه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وأقره الألباني
    4ـ وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " رواه الترمذي وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما وزادا وأقرب ما تكون من ربها وهي في قعر بيتها وصححه الألباني بزيادة الأخيرين .
    5ـ وعن خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا نزل أحدكم منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه " رواه مسلم
    6ـ وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : " كان الناس إذا نزلوا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض " رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني
    7ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنه رأى شيطانا "متفق عليه
    وعن جابر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله من الشيطان فإنهن يرين ما لا ترون وأقلوا الخروج إذا هدأت الرجل فإن الله عز وجل يبث في ليله من خلقه ما يشاء ... " رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني
    9ـ وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة " رواه مسلم
    قال معاوية بن سلام : بلغني أن البطلة السحرة .
    والغيايتان مثنى غياية وهي كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة ؛ وفرقان أي قطيعان .
    10ـ وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : " لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته " رواه مسلم موقوفا وله حكم الرفع ؛ وقد رفعه البزار في مسنده والصحيح الأول
    11ـ وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره " رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد وليس عنده تخصيصها بالنوم بل من مطلق الفزع وفي رواية للنسائي قال كان خالد بن الوليد رجلا يفزع في منامه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا اضطجعت فقل ... فذكر مثله .
    12ـ وعن خالد بن الوليد قال : كنت أفزع بالليل فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : إني أفزع بالليل فآخذ سيفي فلا ألقى شيئا إلا ضربته بسيفي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمك كلمات علمني الروح الأمين قل " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن كل طارق إلا طارق يطرق بخير يا رحمن " رواه الطبراني وصححه الألباني
    13ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى " رواه البخاري ومسلم
    14ـ وسأل رجل عبد الرحمن بن خنبش كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كادته الشياطين قال : جاءت الشياطين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية وتحدرت عليه من الجبال وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرعب قال جعفر أحسبه قال جعل يتأخر قال وجاء جبريل عليه السلام فقال يا محمد قل قال ما أقول قال قل " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن " فطفئت نار الشياطين وهزمهم الله عز وجل " أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وصححه الألباني في الصحيحة
    15ـ وعن حذيفة رضي الله عنه قال : كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها فى الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده والذي نفسي بيده إن يده فى يدي مع يدها " رواه مسلم
    16ـ وعن عمر رضي الله عنه مرفوعا " ... فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ولا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان ... " رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني
    17ـ وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس ويقول " يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما " قال وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة . رواه أبو داود وصححه الألباني
    18ـ وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وحسنه الألباني










    الخاتمة
    فاحذر أخي المسلم من أهل الدجل من الكهنة والمشعوذين والسحرة وغيرهم من اللاعبين بعقول ضعاف المسلمين عليهم من الله ما يستحقون فمن اعتمد عليهم خذلوه وما زادوه إلا وهناً ومرضاً واعلم أنه ما رجا مخلوق مخلوقاً غير الله إلا خذله وما نفعه وذلك لأنه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فكيف ينفع غيره أو يضره وقد قال صلى الله عليه وسلم في حق من ذهب إلى هؤلاء " ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له " رواه الطبراني وصححه الألباني وقال صلى الله عليه وسلم " من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلةً " رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم " من أتى كاهناً أو ساحراً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " رواه البزار وصححه الألباني موقوفا ؛ وقد أخرجه أبو داود وصححه الألباني مرفوعا بلفظ " من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " وبعد هذا الكلام كلام المعصوم عليه الصلاة والسلام تطيب نفسك للذهاب وبيع دينك بما لا طائل في نفعه بلا شك ولا ريب !!!
    والله اسأل أن يشفي كل مصاب
    وكان الفراغ منه
    بعد غروب شمس يوم الخميس الموافق 23 من ذي الحجة لسنة 1430هـ
    وكتبه أبو صفية
    حسام بن أحمد بن عبد الحكيم الصعيدي
    حكى بعض السلف أنه قال لتلميذه
    " ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا ؟
    قال : أجاهده ، قال : فإن عاد قال : أجاهده ، قال : فإن عاد قال : أجاهده
    قال : هذا يطول أرئيت إن مررت بغنمٍ فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع
    قال : أكابده وأرده جهدي قال هذا يطول عليك ، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك " اهـ


    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : " فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان " رواه مسلم



    قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى : " إن الله تعالى خلق الإنسان ضعيفاً فقال " وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا " وقال في آيةٍ أخرى" إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " والضعيفان إذا اقتتلا ولم يكن لواحد منهما معين لم يظفر بصاحبه فأمر الله الإنسان الضعيف أن يستعين بالرب اللطيف من كيد الشيطان الضعيف ليعصمه منه ويعينه عليه فمن كان في معونته الإله العظيم لم يضره كيد الشيطان الرجيم ... " اهـ من بستان الواعظين ورياض السامعين لابن الجوزي
    عن أبي تميمة عن أبي المليح عن رجل قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابة فقلت تعس الشيطان فقال لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول بقوتي ولكن قل بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب


    أخرج الطبراني في معجمه الكبير عن عبد الله بن مسعود قال : لقي رجل من أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن، فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الجني عاودني،فعاوده فصرعه، فقال له الإنسي إني لأراك ضئيلاً شحيباً كأن ذريعتيك ذريعتا كلب،فكذلك أنتم معشر الجن، أو أنت منهم كذلك، قال لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودنيالثالثة، فإن صرعتني علمتك شيئاً ينفعك، فعاوده فصرعه، قال: هات علمني، قال هل تقرأآية الكرسي؟ قال: نعم، قال: إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان، له خبج كخبجالحمار لا يدخله حتى يصبح، قال رجل من القوم يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل منأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال: فعبس عبد الله وأقبل وقال من يكون هو إلا عمررضي الله عنه ؟.والخيخ بالخاء المعجمة ويقال بالحاء المهملة الضراط
    قال الشيخ علي رضا على هذا الأثر : قال الحافظ الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) ج9/ص71 عن هذه الطريق وطريق أخرى : رواهما الطبراني بإسنادين ورجال الروايةالثانية رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود ولكنه أدركه ورواة الطريقالأولى فيهم المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط فبان لنا صحة رواية المسعودي بروايةالشعبي والله أعلم .
    قلت : فالأثر ثابت بمجموع الطريقين إن شاء الله تعالى .
    ثم وجدت له طريقاً ثالثة عند ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) 44/ ص88 لكن فيها : محمد بن عبدة بن حرب وهو متروك متهم بالكذب ؛ فلا قيمة لهذه الطريق .



    قال ابن القيم : .. فان ابليس لا يزال يبعث له سرية وكلما كان اقوى طلبا لله سبحانه وتعالى وامثل تعلقا به وارادة له كانت السرية اكثف واكثر واعظم شوكة بحسب ما عند العبد من مواد الخير والارادة ولا سبيل إلى تفريق هذا الجمع الا بدوام الذكر

    ([1]) وفي وقتنا الحالي يسمون أنفسهم ويسميهم الجهلة بالمشايخ والشيخات يتمسحون بالدين ويتظاهرون بالإسلام ويحدثون الناس فيصدقون وأصلهم الكذب كما جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنهم ليسوا بشيء " قالوا : يا رسول الله فإنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة " متفق عليه ومن علامات هؤلاء السحرة والمشعوذين :
    1- يسأل المريض عن اسمه واسم أمه .
    2- يأخذ أثراً من آثار المريض مثل : ثوب أو طاقية أو منديل أو فانيلة أو سروال أو غير ذلك من أي شيء يستخدمه المريض .
    3- يطلب حيواناً بصفات معينة ليذبحه وربما لطَّخ بدمه أماكن الألم من المريض .
    4- يكتب كتاب فيه طلاسم ـ وإن كان فيه شيء من القرآن .
    5- تلاوة القرآن بصوت منخفض أو يرفع صوته بالقرآن مع قراءة طلاسم وعزائم غير مفهومة الغالب أنه يخفض صوته فيها .
    6- إعطاء المريض حجاباً .
    7- يأمر المريض بأن يعتزل الناس فترة معينة في غرفة لا تدخلها الشمس وهي ما يسمى ( بالحجبة ) .
    8- يطلب من المريض أحياناً ألا يمس الماء لمدة معينة وغالباً ما تكون أربعين يوماً .
    9- يعطي المريض أشياء يدفنها في الأرض .
    10- يعطي المريض أوراقاً يحرقها ويتبخر بها .
    11- يتمتم بكلام غير مفهوم وخارج تماماً عن اللغة العربية .
    12- يخبر المريض أحياناً باسمه واسم بلده وما مشكلته التي جاء من أجلها وذلك قبل أن يتكلم المريض .
    13- يكتب للمريض حروفاً مقطعة في ورقة وهي (الحجاب) أو في طبق ويأمر المريض بإذابته وشربه .
    14- أحياناً يكون في غرفة شبه مظلمة .
    15- يستخدم أحياناً البخور والنار ويضع بداخلها بخوراً أو غيره .
    16- قد يطلب أن يخلو بالمريض إذا كانت امرأة .
    17- مستعد لارتكاب أي فاحشة ولا يتورع عن اقتراف أي رذيلة .
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 27-Dec-2011, 10:42 AM.
يعمل...
X