إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

بحث في أثر يستدل به على وجوب التجويد ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: بحث في أثر يستدل به على وجوب التجويد ...

    المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
    (ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن؛ إما بالوسوسة فى خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك، فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق ب "أأنذرتهم" وضم الميم من عليهم،ووصلها بالواو،وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك) (مجموع الفتاوى) (16/50)
    شيخ الإسلام يتكلم عن الذي تشغله الوسوسة والمبالغة والتكلف في هذه الأمور عن فهم مراد الله تبارك وتعالى
    ولا يعني نفي أصل المسألة, وحاشاه أن يعني هذا, فالأمور التي ذكرها ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتواتر
    وانظر كلامه هنا رحمه الله:

    وهانحن مثلًا نرى تلميذه الحافظ الذهبي كان من علماء القراءات, وممن جمع القراءات العشر وقرأها على شيوخه بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وله جهود في علم التجويد والقراءات وفي تراجم القراء
    وهانحن مثلًا نرى الإمام ابن الجزري تلميذ الحافظ ابن كثير قد بلغ في هذا العلم شأوًا لم يلحقه فيه أحد ممن أتى بعده, بل إنه فاق فيه الإمام الشاطبي والإمام الداني, ويكفيك أنه يلقَّب بإمام الفن, وهناك رسائل ماجستير ودكتوراه كُتِبَت في ترجمة الإمام ابن الجزري وجهوده في علم القراءات, اطّلع على إحداها وسترى كم قرأ ختمة وكم جَمَعَ روايةً وطريقًا ووجهًا ووكم قرأ على شيخ وكم ألّف من المؤلفات في التجويد والقراءات
    وقبله مثل الإمام الداني والإمام الشاطبي والإمام أبي عبيد القاسم بن سلّام والإمام مكي بن أبي طالب القيسي
    وقبلهم مثل الإمام شعبة بن الحجاج والإمام نافع بن عبد الرحمن المدني والإمام جعفر المدني والإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وأئمة العربية الخليل وسيبويه والكسائي
    وقبلهم أبو عبد الرحمن السلمي الذي جلس أكثر من 40 عامًا في عهد بعض الصحابة يعلم القرآن في الحرم النبوي الشريف بعدد من الروايات
    وأمم بين ذلك كثيرًا من الأئمة والعلماء
    بل وقبلهم كلهم الصحابة الأجلاء عبد الله بن عياش وعبد الله بن عباس وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وعلي بن أبي طالب وأبو هريرة وعثمان بن عفان وغيرهم من الصحابة الذين نقلوا إلينا القراءات التي تراها اليوم
    وقبل الكل رسول رب العالمين وإمامنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم
    كل هؤلاء تلقينا القراءة عنهم بالتواتر بهذه القواعد, كلهم قرؤوا بالإخفاء والإدغام والقلب والإمالة والمدود وضم الميم وغيرها مما هو معروفٌ تفصيلُه
    وهاهو النبي صلى الله عليه وسلم كان يثني على قراءة بعض أصحابه بأنه يقرأ القرآن كما أنزل
    ويقول: {الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة}
    ماذا يعني كل ذلك؟!
    ونحن يا أخي مثلك ومثلهم؛ ننكر على كل من يتنطع ويبالغ في تطبيق الأحكام
    هاهو الإمام ابن الجزري يقول في الجزرية - التي لا تكاد تجد طالبًا من طلاب القرآن إلا ويحفظها ويستشهد بها -: مكمَّلًا من غير ما تكلف **** باللطف في النطق بلا تعسف


    المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة
    وقال ابن القيم:
    ((فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم))

    قال أبو الفرج بن الجوزي:
    قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف، فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب. قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف فحسب، وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة،وكل هذه الوساوس من إبليس .
    أليس الإمام ابن القيم والإمام ابن الجوزي يتكلمان عن المبالغة والتنطع والوسوسة؟!
    فما علاقة هذا الكلام بموضوعنا؟!
    هل هذه المبالغات وهذا التنطع من علم التجويد أو يقبله علماء التجويد؟!
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن علي المالكي; الساعة 11-Mar-2012, 03:11 PM.

    تعليق


    • #17
      رد: بحث في أثر يستدل به على وجوب التجويد ...

      المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة
      السؤال: ما حكم تعلم التجويد؟

      المفتي: عبد الرزاق عفيفي
      الإجابة:
      المطلوب هو التجويد العملي للقرآن وتلاوته تلاوة صحيحة، ولو بالتقليد والمحاكاة، وهذا الذي كان موجوداً عند الصحابة.
      أما القواعد التي وضعت فيما بعد لضبط التلاوة فتعلمها فرض كفاية في حق الأمة كلها، لابد أن يكون فيهم من يتعلمها لكي يعلمها، وهي مستحبة لمن بعدهم ممن قد سقط عنهم الفرض الكفائي.
      ما فائدة نقل هذه الفتوى هنا؟!
      اقرأ مقدمات كتب علم التجويد
      ستجد فيها أن تعلم التجويد النظري فرض على الكفاية!
      وهل رأيتَ أحدًا من علماء التجويد يقول بأن تعلم التجويد النظري فرض عين؟!


      المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة
      السؤال: أقوم بتعليم والدتي القرآن، ولكني لا أطبِّق معها أحكام التجويد، حيث أنه يصعب عليها جدّاً فما الحكم؟
      المفتي: عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
      الإجابة:
      أحكام التجويد ليست واجبة بل مستحبة، المهم أن يقرأ قراءة بيِّنة واضحة، يخرج الحروف، ولا يسقط شيئاً منها، وما زاد على ذلك مستحب ليس بواجب، أحكام التجويد (المد والغنة وأحكام الميم وأحكام النون والسكون) هذا مستحب وأما قول الجزري
      والأخـذ بالتجويـد حتم لازم *** مـن لـم يجود القرآن آثم
      فليس بصحيح، نعم.
      طيب وأين الدليل على أنها ليست واجبة؟!
      أنا أريد دليلًا لأسير معه, وأما مجرد كلام العالم فليس بدليل
      فإن من المقرر أنه ليس قول عالم بحجة على عالم آخر
      بل إنني أقول:
      الإمام ابن الجزري إمام متخصص في هذا الفن, بل هو إمام الفن, وبالإضافة إلى ذلك: يقول العلامة الألباني ما ملخصه: هو فقيه كالنووي, ومحدّث كابن كثير, وعالم بالتفسير, وجامع لعدة علوم.
      فأنا كإنسان مقلّد؛ كيف أترك قوله وقول الإمام نصر الشيرازي وغيرهما من أئمة هذا العلم؛ وأتبع قول من هو دونهم في هذا العلم - كالعلامة زكريا الأنصاري والعلامة ملا علي القاري وغيرهما - فضلًا عن قول من ليس بمتخصص في هذا العلم - كالعلامة ابن عثيمين والعلامة الراجحي وغيرهما -؟!
      إلا إن تبين لي خطؤهم بالدليل, والشيخ الألباني - على سعة اطلاعه على السنّة - يقول: وهيهات هيهات.
      وأمثل لك بمثال يقرب لك الأمر:
      لو أن العلامة الراجحي صحح حديثًا, والإمام البخاري ضعَّفَه - ولْنفترض أنه لا يوجد من تكلم عن الحديث أبدًا إلا هُمَا فقط - فبقول مَن آخذ؟
      بقول الإمام البخاري ولا شك ولا ريب؛ لأنه إمام هذا الفن والعالم بخباياه وزواياه وأسراره
      فلِمَ هنا آخذ بقول إمام الفن وأترك هناك قولَ إمام الفن والذي ليس عندي حجّة على تخطئته؟
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن علي المالكي; الساعة 11-Mar-2012, 04:40 PM.

      تعليق


      • #18
        رد: بحث في أثر يستدل به على وجوب التجويد ...

        جزاك الله خيراً أخي الحبيب على إضافاتك واستفاضتك في النقل ..
        بيد أنك لو كنت إنساناً مقلداً كما ذكرتَ فوجب عليك تقليد أهل العلم بالفقه لا التجويد لأن القول في وجوب التجويد أو عدمه مرده إلى أهل الفقه لا التجويد فهم أهل الاستنباط من النصوص ومعرفة الأحكام وأما أحكام التجويد عينها فمرجعها لأهل العلم بالتجويد. والله أعلم.

        تعليق


        • #19
          رد: بحث في أثر يستدل به على وجوب التجويد ...

          المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن علي المالكي مشاهدة المشاركة
          التجويد في اللغة: التحسين
          وفي الاصطلاح: إخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه حقه (أي الصفات اللازمة) ومستحقه (أي الصفات العارضة)
          قال الإمام ابن الجزري:

          وهو إعطاءُ الحروف حقَّها **** من كل صفة ومستحقَّها
          وردُّ كل واحد لأصله **** .....................

          ونحن لو نظرنا إلى قواعد التجويد نجد أنها في الحقيقة هي [هي] قواعد لغة العرب في زمن نزول القرآن
          وإن أردت البرهان على ذلك فانظر في كتب اللغة القديمة, ككتاب سيبويه وكتاب العين للخليل؛ ستجد أن كل هذه الأحكام كانت العرب تنطق بها في كلامها اليومي؛ فالعرب كانت تنطق بالإخفاء والإدغام والقلب والهمس والرخاوة والشدة والإمالة والقلقلة والتفخيم والترقيق.... الخ
          يقول الشيخ أيمن سويد: القرآن لم يزد على لغة العرب إلا أربعة أشياء فقط, هي:
          - تطويل بعض المدود زيادة على مقدار المد الطبيعي
          - تطويل الغنن
          - السكت فيما ورد فيه السكت
          - التغنّي (أي تحسين الصوت)
          أما باقي الأحكام فكلها كانت موجودة عند العرب, فلم تكن قبل نزول القرآن غير موجودة, وإنما هي موجودة عند العرب قبل نزول القرآن.
          اهـ بمعناه
          تمنيت لو أجبت بجواب مختصر لكن يتضح أنك تذهب إلى أنه يأثم بتركه الغنة أو الإدغام!

          تعليق


          • #20
            رد: بحث في أثر يستدل به على وجوب التجويد ...

            وأنا لم أسق الفتاوى لأدلل على عدم الوجوب بل هي للإثراء والفائدة وقد ذيلتها بفتوى اللحيدان وظاهر أمره أنه يرى الوجوب للقادر عليه.

            تعليق


            • #21
              رد: بحث في أثر يستدل به على وجوب التجويد ...

              المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة
              جزاك الله خيراً أخي الحبيب على إضافاتك واستفاضتك في النقل ..
              بيد أنك لو كنت إنساناً مقلداً كما ذكرتَ فوجب عليك تقليد أهل العلم بالفقه لا التجويد لأن القول في وجوب التجويد أو عدمه مرده إلى أهل الفقه لا التجويد فهم أهل الاستنباط من النصوص ومعرفة الأحكام وأما أحكام التجويد عينها فمرجعها لأهل العلم بالتجويد. والله أعلم.
              أولًا: الشيخ الألباني رحمه الله يقول إن هذا الأمر نقلد فيه علماء التجويد؛ لأن العلم عِلْمُهم وهم أدرى به من غيرهم؛ إلا إن تبين لنا خطؤهم
              واستمع إلى الفتاوى التي في هذا الرابط لتقف على تفصيل الكلام:

              وثانيًا: الإمام ابن الجزري رحمه الله فقيه - كما نقلت لك آنفًا -؛ فهو قد جمع بين العِلْمَيْن, بل جمع عدة علوم - كما مرّ -, وقد أجازه الإمام ابن كثير رحمه الله بالفتوى
              وكثير من الأئمة الذين قبل ابن الجزري أيضًا معروفون بالفقه - على اختلاف مذاهبهم الفقهية -, وأيضًا هناك ممن جاء بعد ابن الجزري من عنده علم بالفقه
              فأنا لَمْ آخذ بقول مَن هو عالم بالتجويد فقط؛ ولو افترضنا جدلًا أنني فعلت ذلك؛ فعندي كلام الشيخ الألباني رحمه الله


              المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة
              لكن يتضح أنك تذهب إلى أنه يأثم بتركه الغنة أو الإدغام!
              أنا أشرت إلى هذا في مشاركة سابقة صراحةً

              تعليق


              • #22
                رد: بحث في أثر يستدل به على وجوب التجويد ...

                المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة
                وأنا لم أسق الفتاوى لأدلل على عدم الوجوب بل هي للإثراء والفائدة
                جزاك الله خيرًا
                واعلم أن خلافنا نحن السلفيون ليس كخلاف غيرنا
                فخلافنا يجمع ولا يفرق
                حفظك الله ووفقنا جميعًا لما يحب ويرضى



                المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة مأمون الشامي مشاهدة المشاركة
                وقد ذيلتها بفتوى اللحيدان وظاهر أمره أنه يرى الوجوب للقادر عليه.
                بالنسبة لفتوى الشيخ اللحيدان حفظه الله فما استطعت تحديد مذهبه منها بوضوح؛ لأنه تكلم فقط عن مخارج الحروف دون الأمور الأخرى, بل إن تخصيصَه المخارجَ بالذكر دون باقي الأحكام يجعلنا نرجح - ولو بنسبة 1% - أنه يرى بعدم الوجوب, إذْ لو كان كذلك لَعَمَّمَ, والله أعلم.
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن علي المالكي; الساعة 12-Mar-2012, 08:36 AM.

                تعليق


                • #23
                  رد: بحث في أثر يستدل به على وجوب التجويد ...

                  وأحب أن أُورِد هنا نقلًا وكلمة

                  أما النقل فهو:

                  قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله – في "النشر" (1/ 210 - 215":
                  ((فالتجويد هو حلية التلاوة، وزينة القراءة، وهو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبُها مراتبَها، وَرَدُّ الحرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقُه بنظيره, وتصحيحُ لفظه, وتلطيفُ النطق به على حال صيغته وكمال هيئته, من غير إسراف ولا تعسف, ولا إفراط ولا تكلف، وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد)), يعني عبد الله بن مسعود, وكان رضي الله عنه قد أُعطي حظاً عظيماً في تجويد القرآن وتحقيقه وترتيله كما أنزله الله تعالى, وناهيك برجل أحب النبُّي صلى الله عليه وسلم أن يسمع القرآنَ منه, ولما قرأ أبكى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الصحيحين -, وروينا بسند صحيح عن أبي عثمان النهدي قال: صلى بنا ابن مسعود المغرب بـ((قل هو الله أحد)), ووالله لوددت أنه قرأ بسورة البقرة من حسن صوته وترتيله.
                  قلت: وهذه سنة الله تبارك وتعالى فمن يقرأ القرآن مجوَّداً مصحَّحاً كما أُنزل, تلتذ الأسماع بتلاوته، وتخشع القلوب عند قراءته، حتى يكاد أن يسلب العقول ويأخذ الألباب, سرٌّ من أسرار الله تعالى يودعه من يشاء من خلقه.
                  ولقد أدركنا من شيوخنا من لم يكن له حُسْنُ صوتٍ ولا معرفةٌ بالألحان, إلا كان جيد الأداء قَيِّماً باللفظ, فكان إذا قرأ أطرب المسامع, وأخذ من القلوب بالمجامع، وكان الخلق يزدحمون عليه، ويجتمعون على الاستماع إليه، أممٌ من الخواص والعوام، يشترك في ذلك من يعرف العربي ومن لا يعرفه من سائر الأنام, مع تركِهم جماعاتٍ مِن ذوي الأصوات الحسان، عارفين بالمقامات والألحان؛ لخروجهم عن التجويد والإتقان.
                  وأخبرني جماعة من شيوخي وغيرِهم أخباراً بلغت التواتر عن شيخهم الإمام تقي الدين محمد بن أحمد الصائغ المصري رحمه الله - وكان أستاذاً في التجويد - أنه قرأ يوماً في صلاة الصبح: ((وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد)), وكرر هذه الآية, فنزل طائر على رأس الشيخ يسمع قراءته حتى أكملها, فنظروا إليه فإذا هو هدهد.
                  وبلغنا عن الأستاذ الإمام أبي محمد عبد الله بن علي البغدادي المعروف بسبط الخياط [ت 725 ه] مؤلف "المبهِج" وغيرِه في القراءات رحمه الله: أنه كان قد أُعطي من ذلك حظاً عظيماً، وأنه أسلم جماعة من اليهود والنصارى مِن سماع قراءته.
                  وآخرُ من علِمناه بلغ النهايةَ في ذلك: الشيخ بدر الدين محمد بن أحمد ابن بصخان شيخ الشام، والشيخ إبراهيم بن عبد الله الحكري شيخ الديار المصرية رحمهما الله.
                  وأما اليوم فهذا بابٌ أُغلق، وطريقٌ سُدَّ، نسأل الله التوفيق، ونعوذ به من قصور الهمم ونفاق سوق الجهل في العرب والعجم.
                  ولا أعلم سبباً لبلوغ نهاية الإتقان والتجويد، ووصول غاية التصحيح والتشديد، مثل رياضة الألسن، والتكرارِ على اللفظ المتلقى من فم المحسن، وأنت ترى تجويدَ حروف الكتابة كيف يبلغ الكاتب بها بالرياضة وتوقيف الأستاذ، ولله در الحافظ أبي عمرو الداني رحمه الله حيث يقول: ((ليس بين التجويد وتركه، إلا رياضةٌ لمن تدبره بفكه)), فلقد صدق وبصَّر، وأوجز في القول وما قصَّر. فليس التجويد بتمضيغ اللسان، ولا بتقعير الفم، ولا بتعويج الفك، ولا بترعيد الصوت، ولا بتمطيط الشد، ولا بتقطيع المد، ولا بتطنين الغنات، ولا بحصرمة الراءات، قراءة تنفر عنها الطباع، وتمجها القلوب والأسماع، بل القراءة السهلة العذبة الحلوة اللطيفة، التي لا مَضْغٌ فيها ولا لَوْكٌ، ولا تعسف ولا تكلف، ولا تصنُّع ولا تنطُّع، لا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء بوجه من وجوه القراءات والأداء، وهانحن نشير إلى جمل من ذلك بحسب التفصيل، ونقدم الأهم فالأهم فنقول:.....)). اهـ


                  وأما الكلمة فهي أننا معشر السلفيين كما أننا نهتم بكثير من السنن: كرفع اليدين في تكبيرات الصلاة, أو استعمال السواك, أو الشرب بثلاثة أنفاس, أو البداءة بخطبة الحاجة, أو سلام أحدِنا على صاحبه إذا حالت بينهما شجرة أو جدار... ونحو ذلك, ونحرص عليها, ونَجِدُ الهِمَّة لها, ونحث الناس عليها؛ فإننا من باب أولى علينا أن نحرص على إتقانِ تلاوةِ كتابِ ربِّنا, وأن نجتهد في ذلك, ونعلّمه, ونحث الناس عليه
                  ألَسْنَا نحن السلفيون أحق الناس بالعناية بكتاب الله وبالمسارعة إلى هذا الخير وبالحرص على نيل ثوابِه وفضلِه؟! ألسنا أحق الناس بأن نقتدي بنبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته في القراءة؟! بل أليس جديرًا بنا أن نطبق الأحكام خروجًا من الخلاف وسلامة من الإثم؟!
                  والله يا إخوتي سمعت بعض الناس بِأُذُنَيَّ يقول: ((أحكام التجويد هذه من المستحبات ومش ضروري نعملها, المهم الواحد لا يلحن لحن جلي))!!
                  هذا لو أننا سلمنا له بالاستحباب؛ بل لنفرض أنه اتفق العلماء على أنها مستحبة ولم يقل أحد منهم بوجوبها؛ فهل هكذا ينبغي على المسلم بَلْهَ السلفي أن يتعامل مع المستحبات؟! أليست يا إخوتي كلمته هذه كلمة حق أريد بها باطل؟! أليس هذا الشخص بقوله هذا يزهّد فيها ويهوّن من شأنها - شَعُر أم لم يشعر -!
                  بل إنك قد تجد فيمن يتكاسل في تعلم الأحكام مَن يقع في اللحن الجليّ - المتفق على حرمته - وهو لا يشعر, وكيف يشعر وهو لا يعرفها؟! (................... **** من لا يعرف الخير من الشر يقع فيه)
                  فربما ترى مَن يقلب ضاد (عرضتم) و(فرضتم) و(أفضتم) إلى ثاء(1), ومن يدغم الحاء في الهاء التي بعدها مِن كلمة (سبِّحْه) فيقرؤها (سَبِّحُّ), ومن يقلب الجيم إلى شينٍ مِن كلمة (اجتثت), ومن يقلب الغين إلى خاءٍ مِن كلمة (يغشى)... إلى غير ذلك.

                  وفق الله الجميع لكل خير, ورزقنا تلاوة كتابه على الوجه الذي يرضيه, وجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده, وجعله حجة لنا لا حجة علينا, إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.

                  ______________________
                  (1) وذلك بسبب أنه ينطق الضاد ظاءً ثم يهمس ويرقق هذه الظاء بسبب التاء التي بعدها؛ إذ هي مهموسة مرققة, فماذا تصبح الظاء حينئذ؟ تصبح ثاءً!

                  تعليق

                  يعمل...
                  X