إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

من المنكرات: لبس السترة والبنطلون والقبعة والكبك والكرتة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] من المنكرات: لبس السترة والبنطلون والقبعة والكبك والكرتة

    قال العلامة الشيخ/ حمود بن عبد الله التويجري:
    [[ومن المنكرات الظاهرة أيضًا لبس ملابس أعداء الله تعالى؛ كالسترة والبنطلون والقبعة والكبك والكرتة وغير ذلك مما فيه مشابهة لأعداء الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من تشبه بقوم فهو منهم» وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس منا من تشبه بغيرنا, لا تشبهوا باليهود, ولا بالنصارى» وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ثوبين معصفرين, وقال:«إن هذه من ثياب الكفار, فلا تلبسها».
    فدل هذا الحديث الصحيح على أنه لا يجوز لبس ثياب الكفار كالبرنيطة والسترة والبنطلون والكبك والكرتة وغير ذلك من ملابس أعداء الله تعالى.
    وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما «أأمك أمرتك بهذا» قلت أغسلهما. قال: «بل احرقهما».
    وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال له: «اذهب فاطرحهما عنك» قال: أين يا رسول الله؟ قال: «في النار».
    وإذا كان هذا قوله صلى الله عليه وسلم في لبس الثوبين المعصفرين, فكيف بلبس البرنيطة والسترة والبنطلون والكرتة وغير ذلك من ملابس أعداء الله تعالى أولى بالمنع لما فيه من مزيد المشابهة لأعداء الله تعالى والتزيي بزيهم, والله أعلم(1)]].
    وقال الشيخ حمود(2):
    [[لبس البرنيطة التي هي من لباس الإفرنج ومَن أشبههم من أمم الكفر والضلال، وتسمى أيضًا القبعة، وقد افتُتِن بلبسها كثير من المنتسبين إلى الإسلام في كثيرٍ من الأقطار الإسلامية، ولا سيما البلدان التي فشتْ فيها الحرية الإفرنجية وانطمست فيها أنوار الشريعة المحمدية.
    ومن ذلك أيضًا الاقتصار على لبس السترة والبنطلون، فالسترة قميصٌ صغيرٌ يبلغ أسفله إلى حدِّ السرَّة أو يزيد عن ذلك قليلاً، وهو من ملابس الإفرنج، والبنطلون اسمٌ للسراويل الإفرنجية، وقد عظمت البلوى بهذه المشابهة الذميمة في أكثر الأقطار الإسلامية.
    ومَن جمع بين هذا اللباس وبين لبس البرنيطة فوق رأسه فلا فرق بينه وبين رجال الإفرنج في الشكل الظاهر، وإذا ضمَّ على ذلك حلق اللحية كان أتمَّ للمشابهة الظاهرة، ومَن تشبَّه بقوم فهو منهم كما تقدَّم في حديث عبدالله بن عمر - رضِي الله عنهما - وتقدَّم أيضًا حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضِي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس منَّا مَن تشبَّه بغيرنا)).
    وتقدَّم أيضًا الحديث الذي رواه الإمام أحمد في "الزهد" عن عقيل بن مدرك قال: أوحى الله إلى نبيٍّ من أنبياء بني إسرائيل: قل لقومك: لا يأكلوا طعام أعدائي ولا يشربوا شراب أعدائي ولا يتشكَّلوا شكل أعدائي فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي.
    وتقدَّم أيضًا ما رواه أبو نعيم في "الحلية" عن مالك بن دينار قال: أوحى الله إلى نبي من الأنبياء أن قل لقومك: لا تدخلوا مداخل أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي ولا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تركبوا مراكب أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي.
    فإن ادَّعى المتشبِّهون بأعداء الله - تعالى - أنهم إنما يلبسون البرنيطات لتكون وقاية لرؤوسهم من حرِّ الشمس، ويلبسون البنطلونات والقمص القصار لمباشرة الأعمال، قيل: هذه الدعوى حيلة على استحلال التشبُّه المحرَّم والحِيَل لا تُبِيح المحرَّمات، ومَن استحلَّ المحرمات بالحِيَل فقد تشبَّه باليهود؛ كما في الحديث الذي رواه ابن بطة بإسناد جيد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلُّوا محارم الله بأدنى الحيل))، والدليل على تحريم التشبُّه بأعداء الله - تعالى - ما تقدَّم من حديث عبدالله بن عمر وعبدالله بن عمرو - رضِي الله عنهم.
    وقد ورد الأمر بمخالفة أهل الكتاب في لباسهم والأمر للوجوب، وترك الواجب معصية؛ فروى الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار... فذكر الحديث وفيه: فقلنا: يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يتَّزرون فقال: ((تسرولوا واتَّزروا وخالفوا أهل الكتاب)).
    وروى الإمام أحمد أيضًا وأبو داود الطيالسي ومسلم والنسائي عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضِي الله عنهما - قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال: ((إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها)).
    وفي رواية لمسلم قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين فقال: ((أأمُّك أمرتك بهذا؟))، قلت: أغسلهما؟ قال: ((بل احرقهما)).
    وفي رواية للنسائي عنه -رضي الله عنه- أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان معصفران فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((اذهب فاطرحهما عنك))، قال: أين يا رسول الله؟ قال: ((في النار)).
    وهذا الحديث الصحيح صريحٌ في تحريم ثياب الكفار على المسلمين، وفيه دليل على المنع من لبس البرنيطات وغيرها من ملابس أعداء الله - تعالى - كالاقتصار على لبس البنطلونات والقمص القصار وغير ذلك من زي أعداء الله - تعالى - وملابسهم؛ لوجود علة النهي فيها... وفي غضب النبي صلى الله عليه وسلم على عبدالله بن عمرو - رضِي الله عنهما - وأمره بطرح ثوبيه في النار أبلغ زجر عن مشابهة الكفار في زيِّهم ولباسهم.
    وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ((أأمُّك أمرتك بهذا؟)) أبلغ ذم وتنفير من التشبُّه بأعداء الله - تعالى - والتزيِّي بزيهم.
    وقد جعل الله - سبحانه وتعالى - للمسلمين مندوحةً عن مزاحمة أعداء الله - تعالى - في لباسهم والتشبُّه بهم، فمَن أراد وقايةً لرأسه ففي لباس المسلمين ما يكفيه، ومَن أراد ثيابًا للأعمال فكذلك، ومَن أراد ثيابًا للزينة والجمال فكذلك، ومَن رغب عن زيِّ المسلمين ولم يتَّسع له ما اتَّسع لهم من الملابس المباحة فلا وسَّع الله عليه في الدنيا ولا في الآخرة.
    قال الشيخ أحمد محمد شاكر في الكلام على حديث عبدالله بن عمرو - رضِي الله عنهما -: هذا الحديث يدلُّ بالنصِّ الصريح على حرمة التشبُّه بالكفار في اللبس وفي الهيئة والمظهر، كالحديث الآخر الصحيح: ((ومَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم)).
    ولم يختلف أهل العلم منذ الصدر الأول في هذا؛ أعني: في تحريم التشبُّه بالكفار حتى جئنا في هذه العصور المتأخِّرة فنبتت في المسلمين نابتة ذليلة مستعبدة هجيراها وديدنها التشبُّه بالكفار في كلِّ شيء والاستخذاء لهم والاستعباد، ثم وجدوا من الملتصقين بالعلم المنتسبين له مَن يزيِّن لهم أمرهم ويهوِّن عليهم أمر التشبُّه بالكفار في اللباس والهيئة والمظهر والخلق وكلِّ شيء، حتى صرنا في أمةً ليس لها من مظهر الإسلام إلا مظهر الصلاة والصيام والحج على ما أدخلوا فيها من بِدَع، بل من ألوان من التشبُّه بالكفار أيضًا، وأظهر مظهر يريدون أن يضربوه على المسلمين هو غطاء الرأس الذي يسمُّونه القبعة (البرنيطة)، وتعلَّلوا لها بالأعاليل والأباطيل، وأفتاهم بعض الكُبَراء المنتسبين إلى العلم أن لا بأس بها إذا أُرِيد بها الوقاية من الشمس، وهم يأبون إلا أن يظهروا أنهم لا يريدون بها إلا الوقاية من الإسلام، فيصرح كُتَّابهم ومفكِّروهم بأن هذا اللباس له أكبر الأثر في تغيير الرأس الذي تحته ينقله من تفكير عربي ضيِّق إلى تفكير إفرنجي واسع، ثم أبى الله لهم إلا الخذلان، فتناقضوا ونقضوا ما قالوا من حجة الشمس إذ وجدوا أنهم لم يستطيعوا ضرب هذه الذلَّة على الأمة، فنزعوا غطاء الرأس بمرة تكروا الطربوش وغيره، ونسوا أن الشمس ستضرب رؤوسهم مباشرة دون واسطة الطربوش، ونسوا أنهم دعوا إلى القبعة وأنه لا وقاية لرؤوسهم من الشمس إلا بها.
    ثم كان من بضع سنين أن خرج الجيش الإنجليزي المحتلُّ للبلاد من القاهرة والإسكندرية بمظهره المعروف، فما لبثنا أن رأيناهم ألبسوا الجيش المصري والشرطة المصرية قُبَّعات كقُبَّعات الإنجليز، فلم تفقد الأمة في العاصمتين وفي داخل البلاد منظر جيش الاحتلال الذي ضرب الذلة على البلاد سبعين سنة، فكأنهم لم يصبروا على أن يفقدوا مظهر الذلِّ الذي أَلِفوه واستساغوه ورُبُّوا في أحضانه، وما رأيتُ مرَّة هذا المنظر البشع منظر جنودنا في زيِّ أعدائنا وهيئتهم، إلا تقزَّزتْ نفسي، وذكرت قول عميرة بن جعل الشاعر الجاهلي يذم قبيلة تغلب:
    إِذَا ارْتَحَلُوا عَنْ دَارِ ضَيْمٍ تَعَاذَلُوا = عَلَيْهِمْ وَرَدُّوا وَفْدَهُمْ يَسْتَقِيلُهَا
    انتهى كلامه - رحمه الله تعالى.
    وما ذكره - رحمه الله تعالى - من تشبُّه الجيش المصري والشرطة المصرية بالجيش الإنجليزي ليس هو مما انفرد به المصريون، بل قد شاركهم فيه كثيرٌ من المسلمين والمنتسبين إلى الإسلام؛ فألبسوا جيوشهم وشرطهم مثل لباس الإفرنج، ولم يبالوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم))، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    وهذا التشبُّه القبيح والانحراف عن زيِّ المسلمين والتزيِّي بزيِّ أعداء الله - تعالى - كله من آثار بطانة السوء، كما في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بعث الله من نبيٍّ ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضُّه عليه، وبطانة تأمر بالشر وتحضُّه عليه، فالمعصوم مَن عصم الله - تعالى))؛ رواه البخاري والنسائي.
    ولهما أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من والٍ إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً، فمَن وُقِي شرَّها فقد وُقِي، وهو من التي تغلب عليه منهما))؛ هذا لفظ النسائي.
    وقد رواه الإمام أحمد بنحوه، وعنده في آخره: ((مَن وُقِي شرَّ بطانة السوء فقد وُقِي - يقولها ثلاثًا - وهو مع الغالبة عليه منهما)).
    وقد رواه البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي والحاكم، وفيه قصةٌ لأبي الهيثم بن التيهان رضي الله عنه وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
    وروى البخاري أيضًا والنسائي عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

    ((ما بُعِث من نبيٍّ ولا كان بعده من خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً، فمَن وُقِي بطانة السوء فقد وُقِي))، هذا لفظ النسائي.
    وإذا عُلِم هذا فالواجب على المسلمين كافَّة أن يبعدوا كلَّ البعد عن مشابهة أعداء الله - تعالى - والتزيِّي بزيِّهم في اللباس وغيره.
    ويجب على ولاة الأمور أن ينزعوا لباس الإفرنج عن جيوشهم وشُرَطِهم ويُلبِسوهم لباس المسلمين، وينبغي لهم أن يحترزوا من شرِّ بطانة السوء ممَّن يأمرهم بالمنكر ويحضُّهم عليه ويبعدوهم عنهم غاية البعد، والله المسؤول أن يوفِّق ولاة أمور المسلمين لما فيه الخير والصلاح، وأن يأخذ بنواصيهم إلى الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه]]. اهـ.

    حواشي:
    1- المرجع:كتاب القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ص/133).
    2 - المرجع: كتاب"الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين" (79-84)(بتقديم الإمام ابن باز-رحمه الله-).

  • #2
    رد: من المنكرات: لبس السترة والبنطلون والقبعة والكبك والكرتة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من المنكرات: لبس السترة والبنطلون والقبعة والكبك والكرتة
    قال الشيخ العلامة الألباني:
    [البنطلون:هو من المصائب التي أصابت المسلمين في هذا الزمان؛ بسبب غزو الكفار لبلادهم، وإتيانهم بعاداتهم وتقاليدهم إليها، وتبني بعض المسلمين لها، وهذا بحث يطول أيضاً، لكني أقول بإيجاز: إن لبس البنطلون فيه آفتان اثنتان:
    الأولى: أنها تُحجّم العورة، وبخاصة بالنسبة للمصلين الذين لا يلبسون اللباس الطويل الذي يستر ما يُحجمه البنطلون من العورة من الإليتين، بل وما بينهما في السجدتين، وهذا أمر مشاهد مع الأسف لا سيما في صلا ة لجماعة، حيث يسجد الإنسان فيجد أمامه رجلاً (مبنطلاً) -إن صح التعبير- فيجد هناك الفلقتين من الفخذين، بل وقد يجد بينهما ما هو أسوأ من ذلك، فهذه الآفة الأولى أنالبنطلون يحجّم العورة،ولا يجوز للرجل فضلاً عن المرأة أن يلبس أو تلبس من اللباس ما يُحجم عورته أوعورتها، وهذا مما فصلت القول فيه في كتابي حجاب المرأة المسلمة .
    والآفة الأخرى: أنها من لباس الكفار، ولم يكن لباس البنطلون أبداً يوماً ما في كل هذه القرون الطويلة في لباس المسلمين، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجُعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم)،وجاء في صحيح مسلم : (أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليه رجل فسلم عليه، فقال له: هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها(1)]اهـ.


    [وهذا يجرني إلى أن أركز على أنه لا ينبغي لإنسان أن يتمسك بلفظية الحديث؛ فلفظ الحديث: (إزار)، فقد يقول إنسان: إن البنطلون ليس إزاراً! فنحن نقول: صحيحٌ أن البنطلون ليس إزاراً، بل ليس لباساً إسلامياً مطلقاً؛ ولكن إذا كان اللباس الإسلامي وهو الإزار وهو اللباس الذي ليس فيه أي تكلُّف وأي تصنُّع، ولا جرم فقد جعله أن الله عز وجل -لذلك- لباساً للحاج والمعتمر، إذا كان هذا اللباس إذا أطاله الإنسان فوق الحد المشروع جوازاً على الأقل فهو آثم وفي النار، فأَولى ثم أَولى أن يأثَمَ هذا الإثْمَ وأكثرَ منه الذي يلبس لباس الكفار وهو بالبنطلون (2)]ا هـ .
    [[خلاصة القول: أنه ثبت هذا اللباس عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو: العمامة، والقلنسوة، والإنسان في ذلك حر، إن شاء فعل هذا أو هذا أو غير ذلك؛ ولكن يجب أن يلاحِظ شيئاً مهماً، وهو كما قال عليه السلام: (كُلْ ما شئتَ، والبسْ ما شئتَ، ما جاوزك سرف ومخيلة)، فكلْ ما شئتَ، والبسْ ما شئتَ؛ لكن بشرط واحد: لا تضيِّع شخصيتك المسلمة بأن تَنْماعَ في مظهرك متشبهاً بشعب من الشعوب أو أمة من الأمم الأخرى التي لا تؤمن بالله ورسوله؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن التشبه بالكفار، وهذه الناحية -مع الأسف الشديد- مما تعرَّى منه جمهور المسلمين اليوم، فلا يكادون يقيمون وزناً لمثل هذا البحث من الناحية الفكرية العلمية، فلا تجد خطيباً، ولا واعظاً، ولا مرشداً، ولا مؤلفاً يؤلف ولو بطريق المرور سريعاً، فيكتب في تبليغ الناس عن هذه الظاهرة التي انتشرت بين المسلمين، وهي إعراضهم عن تقاليد آبائهم وأجدادهم وأزيائهم إلى تقليدهم لأزياء الكفار.
    وأصبح هذا مع الأسف الشديد دَيْدَن شباب اليوم! فأي موضة تأتيهم فإنهم لا يدخلون فيها أي تغيير أو تبديل، ولو أنهم حرصوا على الشرع مثل هذا الحرص في عدم التغيير والتبديل لكانوا منصورين على أعدائهم الكافرين. أنا يؤسفني جداً أن أدخل المسجد وأجد فيه شباباً مسلمين يصلون، وبعضهم ممن تبنوا دعوة الكتاب والسنة، فيصلي أمامي فأتعجب! هل هذا مسلم يصلي أم أنه رجل منافق يصلي؟! لِمَ؟! لأنه يلبس لباس الكفار، فما يسمونه بالبنطلون يَعَضُّ على فخِذَيه وعلى إلْيَتَيه عضاً، وربما إذا سجد ظهر لِمَن خلفه ما بينهما، هل هذا هو اللباس الإسلامي يا جماعة؟! حاشا لله عز وجل! لكن هذا هو التقليد، كان هناك تقليد نشكو منه كثيراً وكثيراً، وإذا بنا نبتلى بتقليد أفظع منه؛ لأن ذلك كيفما كان فنحن نقلد مسلمين ونقلد أئمة في الدين؛ لكن الإسلام يريدنا أن نأخذ الدين مباشرة من الرسول صلى الله عليه وسلم، فما بالنا اليوم نقلد أئمة الكافرين الذين يضعون هذه النظم في اللباس، سواءً للنساء أو للرجال أو للشباب، فالذي يأتينا نقبله دون أي بحث أو سؤال أو تفتيش؟! والحق أقول: أنا لا أعتقد أن الأمة المسلمة -ولا أريد التعميم على مائة مليون مسلم، فهذا مستحيل، وإنما نخبة منهم- لا يمكن أبداً أن تعود إليهم العزة بالإسلام وهم على هذا الوضع الذي يعيشون فيه!! (3)]]اهـ.
    قال الشيخ العلامة/ حمود بن عبد الله التويجري:
    [[ومن المنكرات الظاهرة أيضًا لبس ملابس أعداء الله تعالى؛ كالسترة والبنطلون، والقبعة، والكبك، والكرتة، وغير ذلك مما فيه مشابهة لأعداء الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من تشبه بقوم فهو منهم» وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس منا من تشبه بغيرنا, لا تشبهوا باليهود, ولا بالنصارى» وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ثوبين معصفرين, وقال:"إن هذه من ثياب الكفار, فلا تلبسها".
    فدل هذا الحديث الصحيح على أنه لا يجوز لبس ثياب الكفار كالبرنيطة والسترة والبنطلون والكبك والكرتة وغير ذلك من ملابس أعداء الله تعالى.
    وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما "أأمك أمرتك بهذا"قلت أغسلهما. قال: "بل احرقهما".
    وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال له: «اذهب فاطرحهما عنك» قال: أين يا رسول الله؟ قال: "في النار".
    وإذا كان هذا قوله صلى الله عليه وسلم في لبس الثوبين المعصفرين, فكيف بلبس البرنيطة والسترة والبنطلون والكرتة وغير ذلك من ملابس أعداء الله تعالى أولى بالمنع لما فيه من مزيد المشابهة لأعداء الله تعالى والتزيي بزيهم, والله أعلم(4)]].
    وسُئل الشيخ الألباني: هل ارتداء البنطال تشبه بالكفار، و ويدخل فاعل بالكفر، وما حكم الصلاة في البنطال؟
    فأجاب:[[لا شك أنه تشبه بالكفار لكن البنطال هذا كما تعبرون، فيه مشكلة أخرى لأن التشبه بالكفار لو لم يكن هناك محظور آخر إلا التشبه كذلك يكفي في النهي عنه، لقوله عليه السلام في الحديث المعروف: [ومن تشبه بقوم فهو منهم].
    و قوله لرجل رآه قد لبس لباس الكفار: [هذه من لباس الكفار فلا تلبسها] ، البنطال فيه مشكلة أخرى يجب على إخواننا الملتزمين معنا شريعة ربنا تبارك و تعالى و سنة نبينا -صلى الله عليه و آله و سلم- يجب عليهم أن ينتبهوا إلى أن فيه مشكلة سيئة جداً و هي: أن البنطال يصف العورة و يصفها أكثر ما يكون الوصف القبيح لها حينما يقف المسلم المتنبطل يصلي و يركع و يسجد فتتحجم عورته، فلا يجوز لمسلم أن يتبنطل و بخاصة حينما يريد أن يقف بين يدي الله تبارك و تعالى(5) ]]اهـ.
    رد الشيخ الألباني على من أفتى بأن: [دخول البنطال في أول الأمر إلى بلاد المسلمين فيه تقليد للكفار وهو حرام ولكن بعد أن ذاع عمت البلوى بين المسلمين وأصبح غير مختص البنطال بالكفار، فأصبح الحكم أنه من زي المسلمين وجاز لباسه بشروط أن لا يصف العورة إلى آخره.].
    سؤال: هناك من أفتى في البنطال بقوله : دخول البنطال في أول الأمر إلى بلاد المسلمين فيه تقليد للكفار وهو حرام ولكن بعد أن ذاع عمت البلوى بين المسلمين وأصبح غير مختص البنطال بالكفار، فأصبح الحكم أنه من زي المسلمين وجاز لباسه بشروط أن لا يصف العورة إلى آخره .
    الجواب:الشيخ الألباني -رحمه الله- :
    [[هذا يقال له عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء.
    أولا هذا الكلام نحن كنا نقوله ولا نزال، الطربوش كان لباس نمساوي فلما وصل الأتراك في فتوحاتهم المعروفة إلى النمسا وعاشروهم وخالطوهم.
    بدأ بعضهم يتشبه بالنمساويين ويتطربش، أشبه ما يكون ببعض المسلمين إما الجهلة أو المستهترين اللي ما بيهتموا بالشرع، بيتقبعوا بالقبع ( بورنيطة ) فبدأ بعض الأتراك يلبس الطربوش واستمر . . . واستمر وانقلبت القضية، نسي النمساويون الطربوش، وتقبعوا وصار الطربوش من لباس الأتراك، حتى قلت: حتى النصارى في عهد الأتراك كانوا يطربشوا ، إلى اليوم في لبنان يوجد ناس من النصارى فضلا عن المسلمين بيلبسوا الطربوش عادة يعني.
    هنا يقال أن لبس الطربوش ما فيه شيء ولو أن أصله نمساوي، لكن يختلف تماما، الآن لا يوجد نصراني على وجه الأرض بيتطربش، بينما البنطال لا يزال لباس النصارى فافترقا تماما، فهنا الخطأ يكمن في هذه الفتوى من ناحيتين :
    الناحية الأولى: أن البنطال بالنسبة للكفار كلباس مأصبح نسيا منسيا كالطربوش مثلا واختص البنطال بالمسلمين كالطربوش مو هيك ، القضية معكوسة تماما.
    لا يزال في كثير من البلاد الإسلامية ما بيتعرفوا هالبنطال، والبلاد كلما كانت أقرب إلى بلاد الكفر وأوروبا كلما كثر البنطال عندهم بسبب سريان العدوى، كذلك البلاد التي استعمرت سواء من بريطانيا أو فرنسا أو هولندا أو غيرها من الحكومات الكافرة، نقلوا أزياءهم وعاداتهم إلى تلك البلاد التي استعمروها، ونشروا فيها تقاليدهم وعاداتهم المخالفة للشريعة .
    فالبنطال الآن لا يزال كما قلت لباساً للكفار وغير متعرف به عند كثير- ما أقول أكثر – لأن الحقيقة هذه بدها إحصاء حتى ما نكون مبالغين يعني فيما نقول لكن نحن صادقين حينما أقول لا يزال البنطال عند كثير من المسلمين غير ملبوس لديهم .
    شيء آخر فاتنا أن البنطال فيه مشكلة أخرى وهو أنه يحجم العورة، هذا اشلون يجوز في الشرع فيختلف البنطال كثيرا فلا يجوز أن يقال أن هذا كان لباس الكفار، كما قال لي أحد القساوسة اللبنانيين أظن تذكر أنت ها القصة التي جرت بيني وبين القسيس الماروني في القطار. خلاصتها جرى نقاش بيني وبين قسيس ماروني وصل الموضوع أنه ليش المسلمين يكفروا أتاتورك لأنه فرض البورنيطة على الشعب التركي ؟
    شو فيها البورنيطة هذا لباس – هنا الشاهد – لباس أممي صار كل الدول أو كثير منها بيلبسوا البورنيطة، فأنا دخلت معه في موضوع ديني من جهة أن الإسلام يحرم التشبه بالكفار، وموضوع اجتماعي أو سميه فلسفي، أن اللباس له تأثير على لابسه في نقاش طويل وطويل جدا، إنما الشاهد وين ؟
    في النهاية قلت له من باب الإحراج والإلزام إله قلت له هل أفهم من كلامك أنت أن اللباس هذا ما له علاقة بالدين أنت إذا شلت ها القلنسوةهو لابس قلنسوة سوداء طويلة وجبة سوداء كله سواد في سواد حتى أيش القلنسوة، هذه اللبنانيين القساوسة عندهم هذه عادتهم هذا لباسهم – قلت له أفهم من كلامك أن ما عليه شي إن شلت ها القلنسوة هذي وحطيت لفه بيضة على طربوش أحمر ؟
    ما عليه شيء لأنه هذا لباس ما له علاقة ؟
    قال: لا لا هذا ما بيجوز ، قلت له ليش ، قال نحن رجال دين.
    قلت له: هذا هو الفرق بيننا نحن معشر المسلمين وبينكم أنتم معشر النصارى.
    أنتم معشر النصارى طبقتان: رجال دين، ورجال لا دين، ما يحرم على هؤلاء يجوز على أولئك فأنتم حرام أن تتشبهوا بالمسلمين أما الآخرين يجوز
    لأنهم رجال لا دين ، فبهت الذي كفر.
    فأنا أريد أن أقول اللباس له أهميته في الإسلام خاصة هذا البنطال، البنطال له مشكلتين.
    مشكلة يمكن أن تزول فيما لو أعرض الكفار عن لباس البنطال وهيهات هيهات.
    المشكلة الثانية: أنه يحجم العورة.
    تحجيم العورة هذه سيئة وسوءة تمثل السوءة (6)]اهـ.
    وقال الشيخ حمود التويجري:
    [[لبس البرنيطة التي هي من لباس الإفرنج ومَن أشبههم من أمم الكفر والضلال، وتسمى أيضًا القبعة، وقد افتُتِن بلبسها كثير من المنتسبين إلى الإسلام في كثيرٍ من الأقطار الإسلامية، ولا سيما البلدان التي فشتْ فيها الحرية الإفرنجية وانطمست فيها أنوار الشريعة المحمدية.
    ومن ذلك أيضًا الاقتصار على لبس السترة والبنطلون، فالسترة قميصٌ صغيرٌ يبلغ أسفله إلى حدِّ السرَّة أو يزيد عن ذلك قليلاً، وهو من ملابس الإفرنج، والبنطلون اسمٌ للسراويل الإفرنجية، وقد عظمت البلوى بهذه المشابهة الذميمة في أكثر الأقطار الإسلامية.
    ومَن جمع بين هذا اللباس وبين لبس البرنيطة فوق رأسه فلا فرق بينه وبين رجال الإفرنج في الشكل الظاهر، وإذا ضمَّ على ذلك حلق اللحية كان أتمَّ للمشابهة الظاهرة، ومَن تشبَّه بقوم فهو منهم كما تقدَّم في حديث عبدالله بن عمر - رضِي الله عنهما - وتقدَّم أيضًا حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضِي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس منَّا مَن تشبَّه بغيرنا)).
    وتقدَّم أيضًا الحديث الذي رواه الإمام أحمد في "الزهد" عن عقيل بن مدرك قال: أوحى الله إلى نبيٍّ من أنبياء بني إسرائيل: قل لقومك: لا يأكلوا طعام أعدائي ولا يشربوا شراب أعدائي ولا يتشكَّلوا شكل أعدائي فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي.
    وتقدَّم أيضًا ما رواه أبو نعيم في "الحلية" عن مالك بن دينار قال: أوحى الله إلى نبي من الأنبياء أن قل لقومك: لا تدخلوا مداخل أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي ولا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تركبوا مراكب أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي.
    فإن ادَّعى المتشبِّهون بأعداء الله - تعالى - أنهم إنما يلبسون البرنيطات لتكون وقاية لرؤوسهم من حرِّ الشمس، ويلبسون البنطلونات والقمص القصار لمباشرة الأعمال، قيل: هذه الدعوى حيلة على استحلال التشبُّه المحرَّم والحِيَل لا تُبِيح المحرَّمات، ومَن استحلَّ المحرمات بالحِيَل فقد تشبَّه باليهود؛ كما في الحديث الذي رواه ابن بطة بإسناد جيد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلُّوا محارم الله بأدنى الحيل))، والدليل على تحريم التشبُّه بأعداء الله - تعالى - ما تقدَّم من حديث عبدالله بن عمر وعبدالله بن عمرو - رضِي الله عنهم.
    وقد ورد الأمر بمخالفة أهل الكتاب في لباسهم والأمر للوجوب، وترك الواجب معصية؛ فروى الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار... فذكر الحديث وفيه: فقلنا: يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يتَّزرون فقال: ((تسرولوا واتَّزروا وخالفوا أهل الكتاب)).
    وروى الإمام أحمد أيضًا وأبو داود الطيالسي ومسلم والنسائي عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضِي الله عنهما - قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال: ((إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها)).
    وفي رواية لمسلم قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين فقال: ((أأمُّك أمرتك بهذا؟))، قلت: أغسلهما؟ قال: ((بل احرقهما)).
    وفي رواية للنسائي عنه -رضي الله عنه- أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان معصفران فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((اذهب فاطرحهما عنك))، قال: أين يا رسول الله؟ قال: ((في النار)).
    وهذا الحديث الصحيح صريحٌ في تحريم ثياب الكفار على المسلمين، وفيه دليل على المنع من لبس البرنيطات وغيرها من ملابس أعداء الله - تعالى - كالاقتصار على لبس البنطلونات والقمص القصار وغير ذلك من زي أعداء الله - تعالى - وملابسهم؛ لوجود علة النهي فيها... وفي غضب النبي صلى الله عليه وسلم على عبدالله بن عمرو - رضِي الله عنهما - وأمره بطرح ثوبيه في النار أبلغ زجر عن مشابهة الكفار في زيِّهم ولباسهم.
    وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ((أأمُّك أمرتك بهذا؟)) أبلغ ذم وتنفير من التشبُّه بأعداء الله - تعالى - والتزيِّي بزيهم.
    وقد جعل الله - سبحانه وتعالى - للمسلمين مندوحةً عن مزاحمة أعداء الله - تعالى - في لباسهم والتشبُّه بهم، فمَن أراد وقايةً لرأسه ففي لباس المسلمين ما يكفيه، ومَن أراد ثيابًا للأعمال فكذلك، ومَن أراد ثيابًا للزينة والجمال فكذلك، ومَن رغب عن زيِّ المسلمين ولم يتَّسع له ما اتَّسع لهم من الملابس المباحة فلا وسَّع الله عليه في الدنيا ولا في الآخرة.
    قال الشيخ أحمد محمد شاكر في الكلام على حديث عبدالله بن عمرو - رضِي الله عنهما -: [[هذا الحديث يدلُّ بالنصِّ الصريح على حرمة التشبُّه بالكفار في اللبس وفي الهيئة والمظهر، كالحديث الآخر الصحيح: ((ومَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم)).
    ولم يختلف أهل العلم منذ الصدر الأول في هذا؛ أعني: في تحريم التشبُّه بالكفار حتى جئنا في هذه العصور المتأخِّرة فنبتت في المسلمين نابتة ذليلة مستعبدة هجيراها وديدنها التشبُّه بالكفار في كلِّ شيء والاستخذاء لهم والاستعباد، ثم وجدوا من الملتصقين بالعلم المنتسبين له مَن يزيِّن لهم أمرهم ويهوِّن عليهم أمر التشبُّه بالكفار في اللباس والهيئة والمظهر والخلق وكلِّ شيء، حتى صرنا في أمةً ليس لها من مظهر الإسلام إلا مظهر الصلاة والصيام والحج على ما أدخلوا فيها من بِدَع، بل من ألوان من التشبُّه بالكفار أيضًا، وأظهر مظهر يريدون أن يضربوه على المسلمين هو غطاء الرأس الذي يسمُّونه القبعة (البرنيطة)، وتعلَّلوا لها بالأعاليل والأباطيل، وأفتاهم بعض الكُبَراء المنتسبين إلى العلم أن لا بأس بها إذا أُرِيد بها الوقاية من الشمس، وهم يأبون إلا أن يظهروا أنهم لا يريدون بها إلا الوقاية من الإسلام، فيصرح كُتَّابهم ومفكِّروهم بأن هذا اللباس له أكبر الأثر في تغيير الرأس الذي تحته ينقله من تفكير عربي ضيِّق إلى تفكير إفرنجي واسع، ثم أبى الله لهم إلا الخذلان، فتناقضوا ونقضوا ما قالوا من حجة الشمس إذ وجدوا أنهم لم يستطيعوا ضرب هذه الذلَّة على الأمة، فنزعوا غطاء الرأس بمرة تكروا الطربوش وغيره، ونسوا أن الشمس ستضرب رؤوسهم مباشرة دون واسطة الطربوش، ونسوا أنهم دعوا إلى القبعة وأنه لا وقاية لرؤوسهم من الشمس إلا بها.
    ثم كان من بضع سنين أن خرج الجيش الإنجليزي المحتلُّ للبلاد من القاهرة والإسكندرية بمظهره المعروف، فما لبثنا أن رأيناهم ألبسوا الجيش المصري والشرطة المصرية قُبَّعات كقُبَّعات الإنجليز، فلم تفقد الأمة في العاصمتين وفي داخل البلاد منظر جيش الاحتلال الذي ضرب الذلة على البلاد سبعين سنة، فكأنهم لم يصبروا على أن يفقدوا مظهر الذلِّ الذي أَلِفوه واستساغوه ورُبُّوا في أحضانه، وما رأيتُ مرَّة هذا المنظر البشع منظر جنودنا في زيِّ أعدائنا وهيئتهم، إلا تقزَّزتْ نفسي، وذكرت قول عميرة بن جعل الشاعر الجاهلي يذم قبيلة تغلب:
    إِذَا ارْتَحَلُوا عَنْ دَارِ ضَيْمٍ تَعَاذَلُوا = عَلَيْهِمْ وَرَدُّوا وَفْدَهُمْ يَسْتَقِيلُهَا]]انتهى كلامه - رحمه الله تعالى.
    وما ذكره - رحمه الله تعالى - من تشبُّه الجيش المصري والشرطة المصرية بالجيش الإنجليزي ليس هو مما انفرد به المصريون، بل قد شاركهم فيه كثيرٌ من المسلمين والمنتسبين إلى الإسلام؛ فألبسوا جيوشهم وشرطهم مثل لباس الإفرنج، ولم يبالوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم))، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    وهذا التشبُّه القبيح والانحراف عن زيِّ المسلمين والتزيِّي بزيِّ أعداء الله - تعالى - كله من آثار بطانة السوء، كما في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بعث الله من نبيٍّ ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضُّه عليه، وبطانة تأمر بالشر وتحضُّه عليه، فالمعصوم مَن عصم الله - تعالى))؛ رواه البخاري والنسائي.
    ولهما أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من والٍ إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً، فمَن وُقِي شرَّها فقد وُقِي، وهو من التي تغلب عليه منهما))؛ هذا لفظ النسائي.
    وقد رواه الإمام أحمد بنحوه، وعنده في آخره: ((مَن وُقِي شرَّ بطانة السوء فقد وُقِي - يقولها ثلاثًا - وهو مع الغالبة عليه منهما)).
    وقد رواه البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي والحاكم، وفيه قصةٌ لأبي الهيثم بن التيهان رضي الله عنه وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
    وروى البخاري أيضًا والنسائي عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((ما بُعِث من نبيٍّ ولا كان بعده من خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً، فمَن وُقِي بطانة السوء فقد وُقِي))، هذا لفظ النسائي.
    وإذا عُلِم هذا فالواجب على المسلمين كافَّة أن يبعدوا كلَّ البعد عن مشابهة أعداء الله - تعالى - والتزيِّي بزيِّهم في اللباس وغيره.
    ويجب على ولاة الأمور أن ينزعوا لباس الإفرنج عن جيوشهم وشُرَطِهم ويُلبِسوهم لباس المسلمين، وينبغي لهم أن يحترزوا من شرِّ بطانة السوء ممَّن يأمرهم بالمنكر ويحضُّهم عليه ويبعدوهم عنهم غاية البعد، والله المسؤول أن يوفِّق ولاة أمور المسلمين لما فيه الخير والصلاح، وأن يأخذ بنواصيهم إلى الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه(7) ]]اهـ.
    العلامة الألباني: [البنطال والقميص من لباس الكفار بلا شك]

    سؤال: هل لبس البنطال والقميص يعتبر من لباس الكفار؟.
    الجواب (الألباني): [هو لباس الكفار بلاشك (].
    العلامة الألباني –رحمه الله- [أما البنطلون فقد تكلمنا عنه مراراً وتكراراً، وأنه ليس من لباس المسلمين].


    السؤال: هل يعتبر لبس السراويل تشبهاً بالكفار إذا كان من غير ارتداء القميص فوقها والعمامة؟
    الجواب (الشيخ الألباني): [[لا أدري إذا كان السائل يعني بالسراويل الفضفاضة، أو كان يعني بها: البنطلون، فأبدل اسم السروال الفضفاض باسم البنطلون! فإن كان السائل يعني السروال الذي نفهمه، وهو اللباس الفضفاض العريض الذي لا يزال يلبسه بعض المسلمين، فعلى هذا النحو لا يعتبر لبسه تشبهاً بالكفار. أما البنطلون فقد تكلمنا عنه مراراً وتكراراً، وأنه ليس من لباس المسلمين؛ لأنه يصف ويحجِّم ويُظهِِر، فهو يضيق حيث ينبغي أن يتسع، ويتسع حيث ينبغي أن يضيق، وهكذا اعكس تصب، هكذا نظامهم في الحياة اليوم مع الأسف. فالتشبه يكون بلباس البنطلون وليس بلباس السروال. أما إن كان يقصد شيئاً آخر فلم أفهم ما يريد(9)]]اهـ .
    وقال الشيخ الألباني -رحمه الله-
    [[. . . بخلاف الأدلة القولية فهي شريعة عامة وعليها جرى عمل المسلمين سلفا وخلفا بحيث لا نعلم أن أحدا منهم كان يمشي أو يجلس كاشفا عن فخذيه كما يفعل بعض الكفار اليوم ومن يقلدهم من المسلمين الذين يلبسون البنطلون الذي يسمونه بـ( الشورت ) وهو ( التبان ) في اللغة(10)]]اهـ.
    حواشي:
    1 - من محاضرة –أسئلة الإمارات.


    2 - محاضرة: الألبسة والأزياء في الإسلام.
    3 - المرجع: (محاضرة: الألبسة والأزياء في الإسلام).
    4 - المرجع: كتاب القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ص/133).
    5 - المصدر: سلسلة الهدى والنور.
    رقم الشريط:(229)./ الزمن:( 00:17:13 ).
    رقم الفتوى:(05).
    6 - المرجع: سلسلة الهدى والنور.
    رقم الشريط:(813_a)/ الزمن:(( 00:38:20 .
    رقم الفتوى: (.
    7 - المرجع: كتاب"الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين" [(79-84)،(بتقديم الإمام ابن باز-رحمه الله-].
    8 - المرجع: سلسلة الهدى والنور.
    رقم الشريط: (174).
    رقم الفتوى: (0.
    الفتوى:[8 - هل لبس البنطال والقميص يعتبر من لباس الكفار.؟ (00:23:22)].
    9 - المرجع: (محاضرة: الألبسة والأزياء في الإسلام).
    10 - المرجع : كتاب تمام المنة للألباني: (ص/160).
    جمع وإعداد:
    سلطان بن محمد الجهني
    23/10/1433هـ.

    تعليق

    يعمل...
    X