إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

علاج الوسوسة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علاج الوسوسة.

    بسم الله و الحمد لله . أما بعد

    فهذه الأمة التي نتشرف بالانتساب لها ، هي خير أمة أخرجت للناس ، و هي الأمة الوسط بين الأمم ) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ( " البقرة : 143 " فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفو ، ولا إسراف ولا تقصير ، و بينما يتهاون النصارى في أمر النجاسات و يتباهى الواحد منهم بأنه أربعين سنة لا يغتسل ، نجد اليهود على العكس و النقيض ، فالواحد منهم إذا أصابت النجاسة ثوبه يقرضه بالمقرض ، و من رحمة الله بهذه الأمة رفع الآصال و الأغلال التي كانت من قبلنا ، و شرع لنا سبحانه شرعاً محكماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، و من أعظم سمات هذه الشريعة المطهرة اليسر و التخفيف ورفع الحرج قال تعالى ( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) " سورة البقرة : 185 " و قال ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) " سورة الحج : 78 " و المتتبع لنصوص الشريعة و أحكامها يجد علاجاً ودواءاً لحالات الوسوسة التي تنتاب الكثيرين فمثلاً الثابت بيقين في العقائد و الأحكام لا يزحزحه الشك ولا الوسوسة ، فالإنسان يدخل في الإسلام بنطقه بالشهادتين باتفاق العلماء ثم يؤمر بالتزام أحكام الشرع التكليفية ، و قد يعرض له الشيطان بخواطر الشر و السوء فلا تضره بإذن الله ، و من ذلك أن البعض ذهب لرسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له : إنا لنجد في أنفسنا ما لو خررنا من السماء إلى الأرض لكان أهون علينا من أن نتحدث به ، و قال البعض لأن أكون حممه ، و ذلك يوضح مبلغ المعاناة و حرصهم على معاني الإيمان ، و عدم إفصاحهم عن الوساوس التي انتابت نفوسهم و مجاهدتهم في رد و دفع هذه الخواطر السيئة ، فلما سمع النبي صلى الله عليه و سلم ذلك قال " أو قد وجدتموه ، ذلك صريح الإيمان " ، و قال الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " و قال أيضاً " قل آمنت بالله " و قال ابن عباس رضى الله عنهما لمن وجد مثل ذلك قل " قل هو الأول و الأخر و الظاهر و الباطن وهو بكل شئ عليم " و كأن الإنسان مع سيره في طريق الإيمان لابد وأن يجد مثل هذه الخواطر أو الوساوس فالشيطان قطع عهداً على نفسه ليتخذن من العباد نصيباً مفروضاً ، وهو قد فرغ من اليهود و النصارى بإيقاعهم في الكفر و لذلك لا يوسوس لهم أما بالنسبة للمسلم إذا هم بطاعة ربه أجلب عليه الشيطان بخيله ورجله ، فيحدث معه مثل هذه الصورة التي عرضت للأفاضل ، و تخوفوا على أنفسهم بسببها ، إلا أنهم لم يذكروا هذه الخواطر لأحد و لم يعتبروها مشاعر و أحاسيس صادقة أو وجدنات فياضة كما يعبر بعض من لا خلاق له ولا دين عنده ، و قد أمر النبي صلى الله عليه و سلم من وجد ذلك أن يقول " آمنت بالله " و بين أن ذلك صريح الإيمان ، فهذه الوساوس لا تضر الإنسان طالما اعتصم بحبل الله المتين و بذكره الحكيم ( وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) " سورة آل عمران : 101 " و قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) " سورة الأعراف : 201 " يتذكرون أمره و نهيه ووعده ووعيده سبحانه ، فيحدث لهم ذلك تبصرة فعلى العبد أن يكثر من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأن ينشغل بذكر الله ، فقد قالوا : نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ، فيحافظ على تلاوة القرآن الكريم و الأذكار الموظفة ، كأذكار الشروق و الغروب و النوم ، ولا يعقد مناظرات مع الشيطان فكلما فرغ من شبهة أجلب عليه بشبهة أخرى حتى يرهق عقله ، فينصرف ولو إلى أمر مباح ، و يعلم الخواطر قد عرضت لمن هو أفضل منه ، و لن تضره بإذن الله إذا قال آمنت بالله ، فذلك صريح الإيمان ، و الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . فإذا انتقلنا إلى دائرة الأحكام وجدنا المسألة لا تختلف فلا عنت ولا مشقة ولا حرج ولا مبرر للاسترسال في الوساوس التي تنتاب البعض ، و من ذلك مثلاً أن الثابت بيقين لا يزحزحه الشك ، فلو تيقن الإنسان الطهارة و شك في الحدث ، فيطرح الشك ولا يلتفت له و يبنى على اليقين وهو الطهارة ، أما إذا تيقن الحدث و شك في الطهارة ، فعليه أن يجدد طهارته . و يعفى عن يسير النجاسة التي يشق التحرز منها ، كما يحدث في الاستجمار بالأحجار ، فقد يتبقى أثر النجاسة فلا يلتفت له ولا يعول عليه ، و كذلك المرآة إذا أصاب ثوبها دماء الحيض فإنها تغسله ، و قد يتبقى أثر الدم بالثوب فيعفى عنه ولا حرج في الصلاة به ، و لما قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف تصنع النساء بذيولهن ، قال : يرخينه شبراً ، قيل : إذاً تنكشف سوقهن ، قال : يرخينه ذراعاً لا يزدن عليه ، و قد تمر المرآة على نجاسة و تصيب ثوبها إلا أن ما بعده يطهر ما قبله ، فلا داعي للوسوسة في مثل ذلك ، و ليس العلاج في تقصير ثوب المرآة ، ولا يجوز الاعتراض على من أطالت جلبابها على النحو المذكور ، فالمرآة مأمورة بالصيانة و التحفظ و التحجب و التستر ، وإذا ورد شرع الله بطل نهر معقل فهل من يعقل . و كذلك يقولون العبرة بالظهور لا بالشعور ، فالإحساس بالاحتلام لا يترتب عليه عمل حتى يرى أثر المنى ، فإن لم يظهر أثر للمني فلا اغتسال عليه ، و المرآة قد تشعر بخروج دماء الحيض ولا تمتنع عن الصلاة و الصيام ولا تأخذ حكم الحائض حتى يظهر دم الحيض . و قد يسمع الإنسان أصواتاً بالبطن فلا ينصرف من الصلاة ، ولا يجب عليه تجديد الوضوء حتى يسمع صوتاً أو يشم ريحاً يستيقن به خروج شئ من السبيلين ( القبل و الدبر ) و قد لا يكتفي البعض بالاستنجاء بالماء بعد التبول و يظل يمشي و يتنحنح .... و يمكث على ذلك وقتاً طويلاً قد يفوت به وقت الصلاة ، ولا داعي لمثل ذلك ، فالبول كاللبن في الضرع إن حلبته در وإن تركته قر ، فبعد الاستنجاء ينقطع البول مباشرة عند الشخص السليم ، فلو استمر البول بعد ذلك دل الأمر على حالة مرضية و حينئذ يعامل معاملة أهل الأعذار ، فأصحاب سلس البول و المستحاضة ( التي ينقطع عنها الدم ) وأصحاب انفلات الريح و المذاء يتوضئون بعد دخول الوقت و يصلون به الفريضة و ما شاءوا من النوافل حتى دخول وقت الفريضة الثانية ، مع وضع حفاظ يمنع تلوث الملابس متى استطاع ، ولا حرج على هذه الأصناف ، إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، وفى الحديث " هلك المتنطعون ، و جاء " لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ، فتلك بقاياهم في الصوامع و الديار رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم " حسن رواه أبو داود و غيره . و قد نهانا سبحانه عن الغلو في الدين فقال ) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ ( " سورة المائدة : 77 " . و يكره الإسراف في استخدام الماء ولو كنت على نهر جار ، و قد كان الإمام أحمد – رحمه الله – إذا أراد أن يتوضأ طلب من بعض إخوانه أن يستره ، كراهية أن يساء به الظن لقلة استخدامه الماء ، و كانوا يتوضئون بالمد و يغتسلون بالصاع ، وأقل الغسل مرة و أكثره ثلاث ، فمن زاد على ذلك فقد أساء و تعدى و ظلم ، و بعض أهل الوسوسة لا يكتفي بذلك بل قد يستخدم برميلاً للمياه و يظل يتوضأ ربع ساعة أو أكثر و يفتح صنبور المياه على يديه ، بل ينغمس في البحر و ما شابهه و يشك هل أصابه الماء أم لا و يصيبه الوسواس ، فلعل الماء لم يصل لهذه البقعة أو لتلك ، الأمر الذي يدل على أنه قد صار مغلوباً على عقله مقهوراً على فعله ، فإذا وصل إلى هذه الحالة رفع عنه قلم التكليف وفي الحديث " رفع القلم عن ثلاث : المجنون حتى يفيق و النائم حتى يستيقظ و الصبي حتى يبلغ " رواه أحمد و أبو داود . و قد شاهدت من غلب عليه الوسواس في طلاق امرأته و كان يحبها بشدة و يتخوف فراقها ، و يكثر السؤال عن حديثه مع نفسه و هل وقع به الطلاق أم لا ، كما شاهدت أيضاً رجلاً ظل يمسح الملعقة المغسولة ثلاثاً و ثلاثين مرة و قد شد انتباهى بطاعة الملعقة ثم قيامه بمسحها المرة تلو الأخرى ، كما سمعنا و شاهدنا كثيراً حالات الوسوسة في الطهارة و الوضوء ، و لن نعدم التناقض الصارخ عند بعض هؤلاء فبينما تصف بعض السلوكيات بأن مؤداها الحيطة و الحذر أو توهم التقى و الورع تجد التفريط في الواجبات وارتكاب المحرمات التي لا يختلف عليها أحد ، كحالة أهل الكوفة قتلوا الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضى الله عنه . ثم يذهبون يسألون عن دم البعوض و هل هو نجس أم لا . و الوسوسة في النية في الصلاة و الصيام كثيرة ، و هذه النية محلها القلب ولا يجوز التلفظ بها لا على جهة الجهر ولا الإستسرار فهذا معدود من جملة البدع ، فتجد البعض قبل دخوله الصلاة يرفع صوته ، و يقول نويت أصلى الظهر أربع ركعات مؤتماً بإمام مقيم ، و قد يزيد عليه الثاني و يخطئ بعضهم بعضاً و يتخوفون هل قالوا هذه اللفظة أم لا ، و هل تصح الصلاة بهذه الصيغة أم تبطل !!! و كلهم مخطئ في نفس الأمر ، بل قد صار الكلام على النية أشبه بالألغاز عند الموسوسين رغم وجوبها فما يكاد الموسوس يسمع عن تبييت النية في الصيام مثلاً إلا و تنتابه الحيرة الشديدة و يتخوف لعله لم يبيت النية في بعض الأيام أو لعله تحولت نيته أثناء الصيام ، و الأمر سهل يسير بإذن الله لا معاناة فيه ، فبهذه النية – و بدون تلفظ – نفرق بين المشروع و المباح ، و بين الحلال و الحرام ، و بين الواجب و المستحب ، و بين الواجب و الواجب ، فالإنسان قد يمسك عن الأكل و الشرب ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس بل إلى أزيد من ذلك بنية الانتحار – و هذا فعل محرم – و الثاني قد يمسك بنية إنقاص الوزن – و هذا مباح ما لم يتضرر – و الثالث قد يمسك بنية صيام الاثنين و الخميس و الرابع قد يمسك بنية صيام رمضان أو كفارة يمين أو نذر ... ثم في نهار رمضان قد يشتهي الإنسان الطعام الطيب فلا يفسد صومه ، أما من عقد العزم على الفطر فقد وقع صومه باطلاً ووجب عليه القضاء و خصوصاً عندما يتواكب ذلك مع قول أو فعل كحالة من يتشاجر فيقول : سأفطر فمثل هذا يجب عليه القضاء حتى وإن لم يأكل ، ففي الحديث " إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم أو تعمل به " و للوسوسة قد تحدث في إخراج الحروف وفي التلاوة و الترتيل حتى يحمر الوجه و تنتفخ العروق و الأوداج و يكاد العبد يختنق بسبب عسر الوسوسة الذي يتنافى مع قوله تعالى ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) " سورة القمر : 40 " و صاحب الوسوسة يظل يتخوف لعله لم ينطق بهذا الحرف أو لم يخرجه من مخارجه الصحيحة فتبطل بذلك صلاته !! ولو علم يسر الشريعة لما استدخل المشقة و الحرج على نفسه ، فالفاتحة هي الواجبة في الصلاة و ما من آية من آياتها إلا و قرأت بأكثر من قراءة بحيث يندر وقوع اللحن فيها كما وضح شيخ الإسلام ابن تيميه ، ككلمة الصراط تقرأ السراط و الزراط ، و كلمة ملك قرأت مالك أيضاً ، و كلمة عليهم ، تقرأ عليهٌم ، عليهمٌ .... و هذا من رحمة الله بعباده ، والإنسان قد لا يحسن أخذ شئ من القرآن ولا يحفظ التشهد فيقرأ مكانها سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر و ذلك حتى يتعلم و ليس له أن يترك الصلاة ، و الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، و الذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ، و الصلاة التي يغلب عليها الوسواس لا يؤمر العبد بإعادتها حتى وإن خرج منها بنصفها أو ثلثها أو عشرها ، إذ سماها النبي صلى الله عليه و سلم ، و ليس للمرء إلا ما عقل من صلاته ، و لم يأمر صلوات الله و سلامه عليه بإعادة هذه الصلاة كما ورد في مجموع الفتاوى . ولا شك أن التفقه في الدين و معرفة السنن سبيل قوى للخروج من دائرة الوسوسة ، فالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه و سلم و يحرص على متابعته و يعلم أنه على الحق المبين و الصراط المستقيم وأن أكمل و أشرف مخلوق وأنه لا يحل مخالفته ولا يتصور الهدى في غير طريقته قال تعالى ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) " سورة الشورى : 52 " و قال ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ) " سورة النساء : 115 " و قال ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) " سورة النور : 63 " . من علم ذلك لابد وان يجاهد نفسه في التزام السنن ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) " سورة العنكبوت : 69 " . وأن يدور مع الشرع حيث دار فمثلاً كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ بالمد و يغتسل بالصاع " متفق عليه ، فهذا القدر الوارد في السنة يكفي واعتقاد غير ذلك يستوجب المراجعة للنفس لا التمادي معها ، وورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه توضأ مرة مرة " رواه البخاري و لم يزد على ثلاث وأخيراً من زاد عليها فقد أساء و تعدى و ظلم فليس من الورع ولا من التقوى الزيادة على الثلاث و علينا أن نسمى الأشياء باسمها . و كان صلى الله عليه و سلم يغتسل هو و عائشة – رضى الله عنها من قصعة بينهما فيها أثر العجين " متفق عليه ، فمن فعل ذلك فقد أحسن ولا إنكار عليه ، و عن ابن عمر – رضى الله عنهما – قال : كان الرجال و النساء على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضئون من إناء واحد " رواه البخاري ، فتوهم النجاسة مطروح لا يلتفت له ، و قال الإمام أحمد : من فقه الرجل قلة ولوعه بالماء ، و كان رحمه الله يتوضأ فلا يكاد يبل الثرى . و قيل له : نزيد على ثلاث في الوضوء ؟ فقال : لا و الله إلا رجل مبتلى . و قد روى أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن مغفل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور و الدعاء " وروى مسلم من حديث عثمان بن أبى العاص قال : قلت يا رسول الله : إن الشيطان قد حال بيني و بين صلاتي يلبسها على فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ذاك شيطان يقال له : خنزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً ففعلت ذلك فأذهبه الله تعالى عني . و في الحديث " إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في الصلاة فيأخذ بشعره من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً " رواه أحمد و أبو داود . وورد عن أبي داود " إذا أتى الشيطان أحدكم فقال له : إنك قد أحدثت فليقل له كذبت إلا ما وجد ريحاً بأنفه أو سمع صوتاً بأذنه ، و كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا بال توضأ و ينتضح " رواه أبو داود ، و شكا إلى الإمام أحمد بعض أصحابه أنه يجد البلل بعد الوضوء فأمره أن ينضح فرجه إذا بال قال : ولا تجعل ذلك من همتك واله عنه . و عن على رضى الله عنه أنه خاض في طين المطر ثم دخل المسجد فصلى و لم يغسل رجليه ، و كان ابن عمر يمشي بمنى في الفروث و الدماء اليابسة حافياً ثم يدخل المسجد فيصلي فيه ولا يغسل قدميه ، و لما قيل يا رسول الله إن لنا طريقاً إلى المسجد منتنة فكيف نفعل إذا تطهرنا ؟ قال : " أو ليس بعدها طريق أطيب منها ؟ قالت : بلى ، قال : فهذه بهذه " رواه أحمد و أبو داود . ومن ذلك أن الخف و الحذاء إذا أصابت النجاسة أسفله أجزأ دلكه بالأرض مطلقاً و جازت الصلاة فيه بالسنة الثابتة ، ففي الحديث " إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور " رواه أبو داود ، و في الحديث " إذا جاء أحدكم المسجد فلينظر فإن رأى على نعليه قذراً فليمسحه و ليصل فيهما " رواه أبو داود وأحمد و كان النبي صلى الله عليه و سلم يسجد على التراب تارة و على الحصى تارة و في الطين تارة حتى يرى أثره على جبهته و أنفه . و قد أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالوضوء من المذي ، و لما قيل له : كيف ترى بما أصاب ثوبي منه ؟ قال : تأخذ كفاً من ماء فتنضح به حيث نرى أنه أصابه " رواه أحمد و الترمذي . و الودي الذي يخرج عقب البول و المذي الذي يخرج بسبب التفكير أو المباشرة كلاهما نجس و كلاهما يوجب الوضوء فقط أما المني الذي يوجب الاغتسال فهو طاهر وهو عبارة عن خروج الماء الدافق بشهوة و الذي يعقبه خدراً بالعضو و ماء الرجل أبيض و ماء المرأة أصفر ، وهو يخرج باحتلام أو جماع ، أما استفراغ المني باليد فهو من الأفعال المحرمة ، ولو خرج المني وجب الغسل .

    الرابط: http://www.alsalafway.com/cms/news.p...ion=news&id=55
    التعديل الأخير تم بواسطة عيسى بنتفريت; الساعة 23-Dec-2007, 11:40 PM.
يعمل...
X