إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

[تمت] نصيحة لجماعة التبليغ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [نصيحة] [تمت] نصيحة لجماعة التبليغ

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله
    ﴿يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاتِهِ ولا تموتنّ إِلّا وأنْتمْ مسْلِمون﴾[ آل عمران:102]

    ﴿يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذِي خلقكمْ مِنْ نفْسٍ واحِدةٍ وخلق مِنْها زوْجها وبثّ مِنْهما رِجالًا كثِيرًا ونِساءً ۚ واتّقوا اللّه الّذِي تساءلون بِهِ والْأرْحام ۚ إِنّ اللّه كان عليْكمْ رقِيبًا﴾[ النساء:1]

    ﴿يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه وقولوا قوْلًا سدِيدًا (70) يصْلِحْ لكمْ أعْمالكمْ ويغْفِرْ لكمْ ذنوبكمْ ۗ ومنْ يطِعِ اللّه ورسوله فقدْ فاز فوْزًا عظِيمًا ﴾[ الأحزاب:70 - 71]
    ألا وإن أصدق الحديث كلام الله تعالى ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة أما بعد :
    قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضى عنه
    الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس ، وأقبح أثر الناس عليهم ! .
    ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، الذين عقدوا ألوية البدعة ، وأطلقوا عقال الفتنة ، فهم مختلفون في الكتاب ، مخالفون للكتاب ، مجمعون على مخالفة الكتاب ، يقولون على الله ، وفي الله ، وفي كتاب الله بغير علم ، يتكلمون بالمتشابه من الكلام ، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم ، فنعوذ بالله من فتن المضلين .[1]

    هذا جمع لكلام العلماء حول جماعة التبليغ أحببت أن أضعه بين أيديكم من باب المذاكرة والمناصحة أفيد وأستفيد وقد آثرت أن أضع المراجع لكثرتها كي لا تشغل عن المضمون وقد أحببت أن أتداركها قبل أن أنشرها ولكن صعب علي الأمر فحسبي أن الكلام كلام أهل العلم وليس لي فيه إلا الجمع والترتيب والله الموفق .

    حدثنا غير واحد من المشايخ بواسطة الأنترنت (الشابكة) ومنهم الشيخ أبوخالد وليد بن إدريس بن عبد العزيز المنيسي السُلميُّ قال أخبرني محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم – عن أبي النصر الخطيب عن عمر الآمدي الديار بكري عن المرتضى الزبيدي عن المعمر أحمد سابق الزعبلي عن شمس الدين البابلي عن ابن أركماس عن ابن حجر العسقلاني عن البرهان إبراهيم بن أحمد التنوخي عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار عن الأنجب بن أبي السعادات عن أبي الفرج مسعود بن الحسين الثقفي عن الحافظ أبي القاسم ابن منده عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله الجوزقي عن أبي الحسن مكي بن عبدان النيسابوري عن الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري قال : حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا سفيان قال: قلت لسهيل: إن عمرا حدثنا عن القعقاع ، عن أبيك. قال: ورجوت أن يسقط عنى رجلا. قال فقال: سمعته من الذي سمعه منه أبي كان صديقا له بالشام ثم حدثنا سفيان عن سهيل ، عن عطاء بن يزيد ، عن تميم الداري ، أن النبي قال: "الدين النصيحة" قلنا: لمن؟ قال "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم . أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان – باب بيان أن الدين النصيحة .

    فالنصيحة لله : الاعتراف بوحدانية الله . وتفرده بصفات الكمال على وجه لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه ، والقيام بعبوديته ظاهراً وباطناً ، والإنابة إليه كل وقت بالعبودية ، والطلب رغبة ورهبة مع التوبة والاستغفار الدائم ، لأن العبد لا بد له من التقصير في شيء من واجبات الله ، أو التجرء على بعض المحرمات . وبالتوبة الملازمة والاستغفار الدائم ينجبر نقصه ، ويتم عمله وقوله .
    وأما النصيحة لكتاب الله: فبحفظه وتدبره ، وتعلم ألفاظه ومعانيه والاجتهاد في العمل به في نفسه وفي غيره.
    وأما النصيحة للرسول : فهي الإيمان به ومحبته ، وتقديمه فيها على النفس والمال والولد ، واتباعه في أصول الدين وفروعه ، وتقديم قوله على قول كل أحد ، والاجتهاد في الاهتداء بهديه ، والنصرة لدينه .

    وأما النصيحة لأئمة المسلمين (وهم ولاتهم ، من الإمام الحاكم الرئيس إلى الأمراء والقضاة إلى جميع من لهم ولاية عامة أو خاصة ) : فباعتقاد ولايتهم ، والسمع والطاعة لهم في غير معصية الله ، وحث الناس على ذلك ، وبذل ما يستطيعه من إرشادهم ، وتنبيههم إلى كل ما ينفعهم وينفع الناس ، وإلى القيام بواجبهم .

    وأما النصيحة لعامة المسلمين : فبأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ، ويسعى في ذلك بحسب الإمكان ، فإن من أحب شيئاً سعى له ، واجتهد في تحقيقه وتكميله.

    فالنبي ﷺ فسر النصيحة بهذه الأمور الخمسة التي تشمل القيام بحقوق الله ، وحقوق كتابه ، وحقوق رسوله ، وحقوق جميع المسلمين على اختلاف أحوالهم وطبقاتهم . فشمل ذلك الدين كله ، ولم يبق منه شيء إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط . والله أعلم.
    فانطلاقا من هذا الحديث العظيم والذي هو أصل من أصول هذا الدين كيف لا وقد قال فيه النبي الدين النصيحة ولا يطلق الجزء على الكل إلا لعظمة ذلك الجزء وأنه جزء لا يتجزأ منه وأنه لا يصح ذلك الكل إلا بذلك الجزء كما قال النبي "الحج عرفة"[2] وهذا يدل على أن عرفة هو الركن الأعظم من أركان الحج ، كذلك جعل الدين النصيحة أي أن النصيحة تأخذ مكانا عظيما في الدين كأنه حصر الدين في النصيحة ومن المعلوم أن الدين ليس مجرد النصيحة بل الدين يشمل أركان الإسلام والإيمان وغيرها ، لكن كون الرسول حصر الدين بالنصيحة مما يدل على الاهتمام بها .
    فهذه نصيحة موجهة لإخواننا من جماعة التبليغ عامة و للذين ينشطون في مسجد بن جلول في حي بن بولعيد البليدة خاصة . فإني رأيت فيهم ما أنكر العلماء عليهم .
    وأرجوا أن يتقبلوها كيف لا وهم الذين يخرجون ويسافرون البلدان لكي ينصحون الناس .

    [1] مقدمة الإمام أحمد لكتاب الرد على الزنادقة والجهمية .
    [2]
    جزء من حديث رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في من أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج ، ورواه أبو داود (1949) ، وابن ماجة (3015) والنسائي في الكبرى ، وفي المسند وصحيح ابن حبان
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 09-Dec-2012, 04:05 AM.

  • #2
    رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

    إشكال أو شبهةيرددها بعضهم وخلاصتها: أن أمة الإسلام فِي هذه الأيام تعايش ضعفًا وتغلبًا للأعداء ، فلماذا يفرق الصف بالرد على الطوائف المنتسبة للإسلام سواء كانت مُخالفة فِي باب العقيدة أو في المنهاج والدعوة إلَى الله أو فِي كليهما؟
    والْجواب من أوجه:
    1- أن ضعف الْمُسلمين وتغلب الأعداء سببه ذنوب المسلمين أنفسهم كما قال تعالى: ﴿أولمّا أصابتْكمْ مصِيبةٌ قدْ أصبْتمْ مِثْليْها قلْتمْ أنّىٰ هٰذا ۖ قلْ هو مِنْ عِنْدِ أنْفسِكمْ ۗ إِنّ اللّه علىٰ كلِّ شيْءٍ قدِيرٌ﴾[ آل عمران:165].
    قال ابن جرير ؒ ؒ : "﴿قلْتمْ أنّىٰ هٰذا. يعنِي: قلتم لَما أصابتكم مصيبتكم بأحد:﴿أنّىٰ هٰذا. من أي وجه هذا ومن أين أصابنا هذا الذي أصابنا ونحن مسلمون وهم مشركون ، وفينا نبِي الله يأتيه الوحي من السماء ، وعدونا أهل كفر بالله وشرك؟ قل يا مُحمد للمؤمنين بك من أصحابك: ﴿قلْ هو مِنْ عِنْدِ أنْفسِكمْ. يقول: قل لَهم: أصابكم هذا الذي أصابكم من عند أنفسكم بِخلافكم أمري وترككم طاعتِي لا من عند غيركم ولا من قِبَل أحد سواكم" اهـ.ونقله عن جماعة من السلف كعكرمة والحسن وابن جريج والسدي . وجاء في صحيح البخاري أن قال أبو الدرداء:" إنَّما تقاتلون بأعمالكم ".
    وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي: "﴿قلْتمْ أنّىٰ هٰذا. أي: من أين أصابنا ما أصابنا وهزمنا؟ قل: هو من عند أنفسكم حين تنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون ، فعودوا على أنفسكم باللوم ، واحذروا من الأسباب المردية" اهـ..
    وقال شيخ الاسلام ابن تيمية: "وحيث ظهر الكفار ، فإنَّما ذاك لذنوب المسلمين الَّتِي أوجبت نقص إيْمَانِهم ، ثُمَّ إذا تابوا بتكميل إيْمَانِهم ، نصرهم الله ،كما قال تعالى: ﴿ولا تهِنوا ولا تحْزنوا وأنْتم الْأعْلوْن إِنْ كنْتمْ مؤْمِنِين﴾[ آل عمران:139]. وقال:﴿أولمّا أصابتْكمْ مصِيبةٌ قدْ أصبْتمْ مِثْليْها قلْتمْ أنّىٰ هٰذا ۖ قلْ هو مِنْ عِنْدِ أنْفسِكمْ ۗ إِنّ اللّه علىٰ كلِّ شيْءٍ قدِيرٌ﴾[ آل عمران:165]" اهـ.
    وقال: "وأما الغلبة: فإن الله تعالى قد يديل الكافرين على المؤمنين تارة ، كما يديل المؤمنين على الكافرين ، كما كان يكون لأصحاب النَّبِي مع عدوهم ، لكن العاقبة للمتقين فإن الله يقول:﴿إِنّا لننْصر رسلنا والّذِين آمنوا فِي الْحياةِ الدّنْيا ويوْم يقوم الْأشْهاد﴾[ غافر:51].
    وإذا كان فِي المسلمين ضعفٌ ، وكان عدوهم، مستظهرًا عليهم، كان ذلك بسبب ذنوبِهم وخطاياهم، إما لتفريطهم فِي أداء الواجبات باطنًا وظاهرًا ، وإما لعدوانِهم بتعدي الحدود باطنًا وظاهرًا ، قال الله تعالى:﴿إِنّ الّذِين تولّوْا مِنْكمْ يوْم الْتقى الْجمْعانِ إِنّما اسْتزلّهم الشّيْطان بِبعْضِ ما كسبوا ۖ ولقدْ عفا اللّه عنْهمْ ۗ إِنّ اللّه غفورٌ حلِيمٌ﴾[ آل عمران:155] . وقال تعالى: ﴿أولمّا أصابتْكمْ مصِيبةٌ قدْ أصبْتمْ مِثْليْها قلْتمْ أنّىٰ هٰذا ۖ قلْ هو مِنْ عِنْدِ أنْفسِكمْ ۗ إِنّ اللّه علىٰ كلِّ شيْءٍ قدِيرٌ﴾[ آل عمران:165] .
    وقال تعالى:﴿ولينْصرنّ اللّه منْ ينْصره ۗ إِنّ اللّه لقوِيٌّ عزِيزٌ (41) الّذِين إِنْ مكّنّاهمْ فِي الْأرْضِ أقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأمروا بِالْمعْروفِ ونهوْا عنِ الْمنْكرِ ۗ ولِلّهِ عاقِبة الْأمورِ﴾[ الحج:40 - 41] " اهـ .
    وقال ابن القيم: "فلو رجع العبد إلَى السبب والموجب لكان اشتغاله بدفعه أجدى عليه وأنفع له من خصومة من جرى على يديه ، فإنه -وإن كان ظالِمًا- فهو الذي سلطه على نفسه بظلمه. قال الله تعالى: ﴿أولمّا أصابتْكمْ مصِيبةٌ قدْ أصبْتمْ مِثْليْها قلْتمْ أنّىٰ هٰذا ۖ قلْ هو مِنْ عِنْدِ أنْفسِكمْ ۗ إِنّ اللّه علىٰ كلِّ شيْءٍ قدِيرٌ﴾[ آل عمران:165] فأخبر أن أذى عدوِّهم لَهم وغلبتهم لَهم إِنَّما هو بسبب ظلمهم ، قال الله تعالى:﴿وما أصابكمْ مِنْ مصِيبةٍ فبِما كسبتْ أيْدِيكمْ ويعْفو عنْ كثِيرٍ﴾[ الشورى:30] اهـ..
    وقال: "وكذلك النصر والتأييد الكامل ، إنَّما هو لأهل الإيْمان الكامل ، قال تعالى:﴿إِنّا لننْصر رسلنا والّذِين آمنوا فِي الْحياةِ الدّنْيا ويوْم يقوم الْأشْهاد﴾[ غافر:51]. وقال﴿فأيّدْنا الّذِين آمنوا علىٰ عدوِّهِمْ فأصْبحوا ظاهِرِين﴾[ الصف:14]. فمن نقص إيْمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد ، ولِهَذا إذا أصيب العبد بِمصيبة فِي نفسه أو ماله ، أو بإدالة عدوه عليه ، فإنَّما هي بذنوبه ، إما بترك واجب ، أو فعل مُحرم ، وهو من نقص إيْمانه ، وبِهذا يزول الإشكال الذي يورده كثير من الناس على قوله تعالى:﴿ولنْ يجْعل اللّه لِلْكافِرِين على الْمؤْمِنِين سبِيلًا﴾[ النساء:141].
    ويُجيب عنه كثير منهم بأنه لن يَجعل لَهم عليهم سبيلاً فِي الآخرة ، ويُجيب آخرون بأنه لن يجعل لَهم عليهم سبيلاً فِي الحجة.
    والتحقيق: أنَّها مثل هذه الآيات ، وأن انتفاء السبيل عن أهل الإيْمان الكامل ، فإذا ضعف الإيْمان صار لعدوهم عليهم من السبيل بِحسب ما نقص من إيْمانِهم ، فهم جعلوا لَهم عليهم السبيل بِما تركوا من طاعة الله تعالى.
    فالمؤمن: عزيز ، غالب ، مؤيَّد ، منصور ، مكفي ، مدفوع عنه بالذات أين كان ، ولو اجتمع عليه من بأقطارها ، إذا قام بِحقيقة الإيْمان وواجباته ، ظاهرًا وباطنًا. وقد قال تعالى للمؤمنين:﴿ولا تهِنوا ولا تحْزنوا وأنْتم الْأعْلوْن إِنْ كنْتمْ مؤْمِنِين﴾[ آل عمران:139] . وقال تعالى:﴿فلا تهِنوا وتدْعوا إِلى السّلْمِ وأنْتم الْأعْلوْن واللّه معكمْ ولنْ يتِركمْ أعْمالكمْ﴾[ محمد:35] .
    فهذا الضمان إنَّما هو بإيْمانِهم وأعمالِهم الَّتِي هي جند من جنود الله ، يَحفظهم بِها ، ولا يفردها عنهم ويقتطعها عنهم ، كما يتر الكافرين والمنافقين أعمالَهم، إذ كانت لغيره ولَمْ تكن موافقة لأمره" اهـ..
    إذا تقرر أن سبب ضعف المسلمين ذنوبُهم ، وأن هذا هو الداء، فعلاجه ودواؤه أن يؤمروا بالرجوع إلَى الله وترك ما هم عليه من المخالفات الشرعية ، وإن الرد على المخالف ببيان أخطائه حتَّى يتوب إلَى الله ولا يتبعه غيره ، صورة من صور دواء هذا الداء ، وسبيل من سبل عز هذه الأمة وتَمكينها.
    2- أن فِي هذا رأفة بِهؤلاء المتلبسين بِهذه البدعة والتِي قد تصل إلَى الشرك، لأنَّهم لو تُركوا ولَمْ يُرد عليهم، ماتوا على هذه العقائد والمناهج الباطلة ، وقد أجمع أهل السنة أن المعاصي الشبهاتية أعظم جرمًا من الشهوانية.
    ولسلفنا الصالِح كلمات قوية فِي ذم أهل البدع:
    قال الإمام البربَهاري: "وإذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب ، فاسقًا فاجرًا صاحب معاصٍ ، ضالاًّ وهو على السنة، فاصحبه واجلس معه ، فإنه ليس يضرك معصيته ، وإذا رأيت الرجل مُجتهدًا فِي العبادة متقشفًا مُحترقًا بالعبادة صاحب هوًى ، فلا تُجالسه ، ولا تقعد معه ، ولا تسمع كلامه ، ولا تَمش معه فِي طريق ، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته، فتهلك معه.
    ورأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى فقال: يا بنَي ، من أين جئت ؟ قال: من عند فلان ، قال: يا بنَي، لأن أراك خرجت من بيت خنثى ، أحب إلِيَّ من أن أراك تَخرج من بيت فلان وفلان ، ولأن تلقى الله يا بنَي زانيًا فاسقًا سارقًا خائنًا ، أحب إلِيَّ من أن تلقاه بقول فلان وفلان .
    ألا ترى أن يونس بن عبيد قد علم أن الخنثى لا يضل ابنه عن دينه ، وأن صاحب البدعة يضله حتَّى يكفر ؟!!".
    وقال الإمام الشافعي -رَحِمَه الله-: "لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى". اهـ..
    وقال الإمام أحْمَد -رَحِمَه الله-: "وقبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة ، فساق أهل السنة أولياء الله وزهاد أهل البدعة أعداء الله". اهـ .
    وقال أرطاة بن المنذر: "لأن يكون ابنِي فاسقًا من الفساق أحب إلَيَّ من أن يكون صاحب هوًى". اهـ..
    وقال سعيد بن جبير: "لأن يصحب ابنِي فاسقًا شاطرًا سنيًّا أحب إلَيَّ من أن يصحب عابدًا مبتدعًا". اهـ .
    وما أحسن ما ذكره ابن تيمية ، إذ قال: "وقد أمر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح بانتزاع مدرسة معروفة من أبِي الحسن الآمدي ، وقال: أخذها منه أفضل من أخذ عكا". اهـ .
    فالرادُّ على أهل البدع أرأف بِهم من تاركيهم على بدعهم من جهتين :
    الأولى: أنه يتداركهم حتَّى لا يَموتوا على هذه الذنوب الموبقة -البدع-.
    الثانية: أنه بتحذيره من المبتدعة يقل اتباعهم أتباعهم فتقل آثامهم ، فإن من دل على ضلالة كان له من الوزر مثل أوزار من تبعه إلَى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء.
    قال أبو صالِح الفراء: "حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئًا من أمر الفتن ، فقال: ذاك أستاذه- يعنِي: الحسن بن حي- فقلت ليوسف: أما تَخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لِمَ يا أحمق؟ أنا خير لِهؤلاء من آبائهم وأمهاتِهم ، أنا أنْهى الناس أن يعملوا بِما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ، ومن أطراهم كان أضر عليهم" اهـ .
    بل وفِي رد أهل السنة على هؤلاء المبتدعة رأفة بعامة المسلمين حتَّى لا يضلوا ويتبعوهم على الباطل.
    3- إن المسلمين إذا اجتمعوا ضد عدوهم الخارجي مع اختلافهم فِي العقائد والمناهج وانتصروا، فإنه سيرجع بعضهم على بعض بالقتل والتشريد تسابقًا على السلطة والولاية ، وما خبر أفغانستان الأولى ضد الروس عنا ببعيد .
    4- إن الصحابة الكرام الذين هم خير من يُقتدى بِهم قد انشغلوا بالرد على أهل البدع -بل وقتالِهم- عن العدو الخارجي كما هو حال الإمام علي بن أبِي طالب رضي الله عنه مع الخوارج .
    وقد قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس: "لَن يصلح آخر هذه الأمة إلا بِما صلح به أولُها".
    هذه أربعة أوجه مُختصرة فِي تفنيد تلكم الشُّبة المتناقلة عند بعض من التبست عليه .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 22-Nov-2012, 05:21 AM.

    تعليق


    • #3
      رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

      ويجدر بي أن أعطي تعريفا موجزا بهذه الجماعة فأقول وبالله أستعين :
      وقبل ذلك أود التنبه على أنه ربما ينكر علي بعض الأمور وهي أن يقول قائل إن بعض هذه البدع غير موجودة في الجماعة التي في الجزائر أو البليدة ونحن لا نفعلها و و ... والجواب على هذا :
      إن الكلام على جماعة معينة يعود إلَى الكلام على منهجها لا إلَى أفرادها ، لذا لا يصح لأحد أن يعيب هذا الرد الذي هو من النصيحة ، ولذا أرجو التنبه لِهذا الأمر المهم واستحضاره عند النقد والكلام على المناهج الدعوية وغيرها ، فإنك كثيرًا ما إذا انتقدت جماعة التبليغ بأنَّها لا تَهتم بالعلم ، عارضك أحدهم بأن معنا فلانًا وفلانًا ، وهو طالب علم وهكذا... والْمُجيب بِمثل هذا لَمْ يفرق بين منهاج الجماعة وأفرادها الملتحقين بِها. ولو أن الواحد فيهم ينكر بعض هذه البدع والخرافات والشركيات ويتبرأ منها ويقول الجماعة التي أنا معها ما رأيتها يوما تقع في مثل هذه الأمور فيرد عليه أن الأمر متواتر عليهم فإما أن لا تسمي نفسها بجماعة التبليغ وتتبرأ منها وتتوب إلى الله أو أن الجماعة تفعل ذلك سرا وخفية عليك وإما أن الرجل غير صادق معنا والله المستعان .
      نعود إلى حديثنا في التعريف بهذه الجماعة مجملا :
      جماعة التبليغ جماعة إسلامية أقرب ما تكون إلى جماعة وعظ وإرشاد منها إلى جماعة منظمة . تقوم دعوتها على تبليغ فضائل الإسلام لكل من تستطيع الوصول إليه ، ملزمةً أتباعها بأن يقتطع كل واحد منهم جزءً من وقته لتبليغ الدعوة ونشرها ، ويلجأ أعضاؤها إلى الخروج للدعوة ومخالطة المسلمين في مساجدهم ودورهم ومتاجرهم ونواديهم ، وإلقاء المواعظ والدروس والترغيب في الخروج معهم للدعوة . وينصحون بعدم الدخول في جدل مع المسلمين أو خصومات مع الحكومات .
      التأسيس وأبرز الشخصيات :
      المؤسس الأول هو الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي 1303 ــ 1364هـ ولد في كاندهلة ، قرية من قرى سهارنفور بالهند ، تلقى تعليمه الأوَّلي فيها ، ثم انتقل إلى دهلي حيث أتم تعليمه في مدرسة ديوبند التي هي أكبر مدرسة للأحناف في شبه القارة الهندية وقد تأسست عام 1283هـ / 1867م .
      ـ تلقى تعليمه الأولى على أخيه الذي يكبره سناً وهو الشيخ محمد يحيى الذي كان مدرساً في مدرسة مظاهر العلوم بسهارنفور .
      - يبايع أتباعه على أربع طرق صوفية وهي :
      الجشتية : نسبة إلى معين الدين الجشتي وقد جعل قبره وثنا يعبد في بلده أجمير إحدى مدن الهند .

      القادرية : نسبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي الحنبلي رحمه الله وكان سلفي المعتقد ولكنه نسبت إليه خرافات والله أعلم .
      السهروردية : نسبة إلى أبي حفص شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي وهي أيضاً مليئة بالخرافات .
      النقشبندية : نسبة إلى خوجة بهاء الدين بن محمد البخاري وأغلب الحنفية على هذه الطريقة وهي مليئة بالخرافات وللنقشبندية فروع منتشرة في بلاد الهند وخراسان وغيرها.
      ] انظر كتاب: الماتريدية لشمس الدين السلفي وكتاب جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية لسيد طالب [ .
      فأما أفراد جماعته من العجم فإنه يبايعهم على هذه الطرق من دون تحفظ وأما العرب فإنه يتحفظ منهم ولا يبايعهم إلا من وثق به الذين يحسنون الظن بالتبلغيين ولا يعرفون الدين الصحيح .
      ـ الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي 1829 ـ 1905م وقد بايعه الشيخ محمد إلياس على الطريقة سنة 1315هــ .
      ـ جدد البيعة على الشيخ خليل أحمد السهارنفوري أحد أئمة الديوبندية .
      ـ اتصل بالشيخ عبد الرحيم الرائي فوري واستفاد منه .
      ـ أخذ بعض علومه على الشيخ أشرف علي التهانوي 1280ـــ 1364هـ 1863 ـ 1943م ، وهو الملقب لديهم بـ ( حكيم الأمة).
      ـ أخذ عن الشيخ محمود حسن ( 1268 ـ 1339هـ ) ( 1851ـ1920م ) وهو من كبار مشايخ مدرسة ديوبند ومشايخ جماعة التبليغ .
      من رفاقه المقربين:
      ـ الشيخ عبد الرحيم شاه الديوبنديالتبليغي : قضى مدة كبيرة في أمر التبليغ مع الشيخ محمد إلياس ومع ابنه الشيخ محمد يوسف من بعده .
      ـ الشيخ احتشام الحسن الكاندهلوي : زوج أخت محمد إلياس ومعتمده الخاص ، قضى مدة طويلة من حياته في قيادة الجماعة ومرافقة الشيخ المؤسس .
      ـ الأستاذ أبو الحسن علي الحسني الندوي: مدير دار العلوم لندوة العلماء لكهنو الهند ، وهو كاتب إسلامي على صلة وثيقة بالجماعة .
      ـ الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي 1335هـ / 1917 ــ1965م وهو ابن الشيخ محمد إلياس وخليفته من بعده ، ولد في دهلي ، تنقل كثيراً في طلب العلم أولاً ، وفي نشر الدعوة ثانياً ، زار السعودية عدة مرات حاجاً ، والباكستان بشطريها ، كانت وفاته في لاهور ، نقل جثمانه بعدها ليدفن بجانب والده في نظام الدين بدهلي ، ألف أماني الأخبار وهو شرح معاني الآثار للطحاوي ، وكتابه الشهير حياة الصحابة(ويأتي الكلام عليه) كما خلّف ولداً اسمه الشيخ محمد هارون يسير على منهجه وطريقته .
      ـ الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي 1315ـ 1364هـ وهو ابن عم الشيخ محمد يوسف وزوج أخته ، وهو الذي أشرف على تربيته وتوجيهه ، ويصفونه بأنه ريحانة الهند وبركة العصر ، كان شيخ الحديث والمشرف الأعلى لجماعة التبليغ ، وليس له نشاط في صفوف الجماعة حالياً .
      ـ الشيخ محمد يوسف البنوري : مدير المدرسة العربية بنيوتاون كراتشي وشيخ الحديث فيها ، ومدير مجلة شهرية بالأوردية ، ومن كبار شيوخ ديوبند وجماعة التبليغ.
      ـ المولوي غلام غوث الهزاردي : من علماء الجماعة ، كان عضواً في البرلمان المركزي .
      ـ المفتي محمد شفيع الحنفي: وهو (المفتي الأعظم بباكستان) كان مديراً لمدرسة دار العلوم لاندهي كراتشي ، وخليفة (حكيم الأمة) أشرف علي التهاوني ، ومن علماء جماعة التبليغ .
      ـ الشيخ منظور أحمد النعماني : من علماء الجماعة ، ومن أصحاب الشيخ زكريا ، وصديق للأستاذ أبي الحسن الندوي ، ومن مشايخ ديوبند.
      ـ إنعام الحسن : هو الأمير الثالث للجماعة إذ تولاها بعد وفاة الشيخ محمد يوسف وما يزال في منصبه إلى الآن ، كان صديقاً للشيخ محمد يوسف في دراسته ورحلاته فهما متقاربان في السن متماثلان في الحركة والدعوة .
      ـ الشيخ محمد عمر بالنبوري : من المرافقين للشيخ إنعام ومن مستشاريه المقربين .
      ـ الشيخ محمد بشير : أمير الجماعة في الباكستان ، ومركزهم الرئيسي فيها (رايوند) بضواحي لاهور .
      ـ الشيخ عبد الوهاب : من كبار المسؤولين في ذات المركز بالباكستان .
      الأفكار والمعتقدات :
      ـ قرر المؤسس لهذه الجماعة ستة مبادئ جعلها أساس دعوته ، ويحصرون الحديث فيها في مؤتمراتهم وبياناتهم العامة :
      1 ـ الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .
      2 ـ إقامة الصلوات ذات الخشوع .
      3 ـ 4 ـ العلم والذكر .
      5 ـ إكرام المسلمين .
      6 ـ الإخلاص .
      7 ـ الدعوة في سبيل الله .
      ويأتي الكلام على هذه الأصول بالتفصيل من بعد إن شاء الله تعالى .
      المآخذ عليهم :
      - عقيدة مؤسسيها وكبار علمائها ودعاتها في شبه القارة الهندية هي نفس عقيدة الماتريدية . على أن مذهبهم الفقهي هو المذهب الحنفي .
      - تأثروا بالمتصوفة من مثل الطريقة الجشتية في الهند ويقيمون اعتباراً خاصاً لأعلام المتصوفة في التربية والتوجيه وعليه فإنه تنطبق عليهم جملة من الأمور التي يتصف بها المتصوفة من مثل :
      ـ لابد لكل مريد من شيخ يبايعه ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية . وكثيراً ما تتم البيعة للشيخ في مكان عام حيث تُنشر على الناس أَرْدَية واسعة مربوط بعضها ببعض مرددين البيعة بشكل جماعي ، ويُفعل ذلك في جمع غفير من النساء كذلك .
      ـ المبالغة في حب الشيخ والمغالاة كذلك في حب الرسول ﷺ ، مما يخرجهم في بعض الأحيان عن الأدب الذي يجب التزامه حيال النبي الكريم ﷺ .
      ـ إقامة المنامات مقام الحقائق حتى تكون هذه المنامات قاعدة تبنى عليها أمور تترك أثرها على مسيرة الدعوة .
      ـ يعتقدون أن التصوف هو أقرب الطرق لاستشعار حلاوة الإيمان في القلوب .
      ـ ترد على ألسنتهم أسماء أعلام المتصوفة من مثل عبد القادر الجيلاني المولود في جيلان عام 470هــ ، والسهروردي ، وأبو منصور الماتريدي ت 332هـ ، وجلال الدين الرومي المولود عام 604هـ صاحب كتاب المثنوي .
      ـ أنهم لا يهتمون ببيان ونشر عقيدة السلف والتوحيد الخالص بين أتباعهم ، بل يكتفون بالعموميات . كذلك لا يُنكرون الشركيات والبدع التي تعج بها بلاد المسلمين ، لاسيما الهند والباكستان منشأ الجماعة ظناً منهم أن الأمر بالمعروف يغني عن النهي عن المنكر ، ولذا نجدهم لا يتكلمون عن المنكرات الفاشية بين الناس مع أن شعار هذه الأمة - وهم يرددونه باستمرار ﴿ولْتكنْ مِنْكمْ أمّةٌ يدْعون إِلى الْخيْرِ ويأْمرون بِالْمعْروفِ وينْهوْن عنِ الْمنْكرِ ۚ وأولٰئِك هم الْمفْلِحون﴾[ آل عمران:104] ، فالمفلحون هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وليس فقط من يأتي بأحدهما . وأيضا تحقيقا لقوله تعالى: كنْتمْ خيْر أمّةٍ أخْرِجتْ لِلنّاسِسورة آل عمران: الآية 110 ويأتي الكلام على خطأ تفسيرهم لهذه الآية ولو نظر إلا في تتمتها لتبين لهم خطأهم والله المستعان . والآية بكاملها ﴿كنْتمْ خيْر أمّةٍ أخْرِجتْ لِلنّاسِ تأْمرون بِالْمعْروفِ وتنْهوْن عنِ الْمنْكرِ وتؤْمِنون بِاللّهِ ۗ ولوْ آمن أهْل الْكِتابِ لكان خيْرًا لهمْ ۚ مِنْهم الْمؤْمِنون وأكْثرهم الْفاسِقون﴾[ آل عمران:110].

      وقال تعالى ﴿الْمنافِقون والْمنافِقات بعْضهمْ مِنْ بعْضٍ ۚ يأْمرون بِالْمنْكرِ وينْهوْن عنِ الْمعْروفِ ويقْبِضون أيْدِيهمْ ۚ نسوا اللّه فنسِيهمْ ۗ إِنّ الْمنافِقِين هم الْفاسِقون (6 وعد اللّه الْمنافِقِين والْمنافِقاتِ والْكفّار نار جهنّم خالِدِين فِيها ۚ هِي حسْبهمْ ۚ ولعنهم اللّه ۖ ولهمْ عذابٌ مقِيمٌ﴾[ التوبة:67 - 68] . وقال تعالى ﴿والْمؤْمِنون والْمؤْمِنات بعْضهمْ أوْلِياء بعْضٍ ۚ يأْمرون بِالْمعْروفِ وينْهوْن عنِ الْمنْكرِ ويقِيمون الصّلاة ويؤْتون الزّكاة ويطِيعون اللّه ورسوله ۚ أولٰئِك سيرْحمهم اللّه ۗ إِنّ اللّه عزِيزٌ حكِيمٌ (71) وعد اللّه الْمؤْمِنِين والْمؤْمِناتِ جنّاتٍ تجْرِي مِنْ تحْتِها الْأنْهار خالِدِين فِيها ومساكِن طيِّبةً فِي جنّاتِ عدْنٍ ۚ ورِضْوانٌ مِن اللّهِ أكْبر ۚ ذٰلِك هو الْفوْز الْعظِيم﴾[ التوبة:71 - 72] . فلا يسلم من النفاق ويتصف بالإيمان إلا من جمع بينهما .
      - والعدد الأمثل للخروج أن يكون يوماً في الأسبوع وثلاثة أيام في الشهر وأربعين يوماً في السنة وأربعة أشهر في العمر كله . ويأتي الكلام على هذه العادة التي يتعبدون بها .
      - ما يقع من بعضهم من الإعجاب بالنفس والغرور ويؤدي به ذلك إلى ازدراء غيره - بل والتطاول على أهل العلم ووصفهم بأنهم قاعدون ونائمون - ووقوعه في الرياء ، فتجده يتحدث أنه خرج وسافر وانتقل وأنه رأى وشاهد ، وهو يؤدي إلى وقوعه فيما لا يحمد مما ذكرنا .
      - ليس عندهم علم بالحديث ،كما يتساهلون كثيراً في رواية الأحاديث الضعيفة والموضوعة مما أدى إلى انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم ، وهذا لا يليق بالذي يتصدى للدعوة إلى الله .
      - يعتمدون في اجتماعاتهم في البلاد العربية على القراءة من رياض الصالحين وحياة الصحابة ، وفي البلاد الأعجمية على القراءة من تبليغي نصاب ، وهو كتاب مليء بالخرافات والأحاديث الضعيفة .
      - جرأة بعضهم على الفتوى والتفسير والحديث ، وذلك واضح في كونهم يجعلون كل واحد منهم يخاطب الناس ويبين لهم ، وهو يؤدي إلى جرأة هؤلاء على الشرع ، فلن يخلو كلامه من بيان حكم أو حديث أو تفسير آية ، وهو لم يقرأ في ذلك شيئاً ، ولم يسمع أحداً من العلماء لينقل عنه ، وبعضهم يكون من المسلمين أو المهتدين حديثاً .
      ـ يقسمون العلم إلى علم مسائل وفضائل وهذا التقسيم لم يقل به عالم ويقولون نحن نتعلم علم الفضائل ونترك علم المسائل للعلماء .
      ـ تأويلهم للآيات القرآنية ونقلهم لمعانيها على غير مراد الله تعالى ، ومن ذلك تأويلهم لآيات الجهاد بأن المقصود بها " الخروج للدعوة " . وكذا الآيات التي فيها لفظ " الخروج " ومشتقاته إلى الخروج في سبيل الله للدعوة .
      - ـ يرون بأن التقليد في المذاهب واجب ويمنعون الاجتهاد معللين ذلك بأن شروط المجتهد الذي يحق له الاجتهاد مفقودة في علماء هذا الزمان .
      - تضييع العيال والوالدين والأزواج وإهدار حقوقهم .
      - يركزون على أربع أشياء وهي المحرمات الأربع :
      الأولى : السياسيات يقصدون بالسياسيات لا يتكلمون في السياسة لأنهم لو تكلموا في السياسة يعني يتصادمون مع الدولة فيقولون الآن لا نتكلم في السياسيات أبدا . وبذلك تفتح لهم الدولة مجال في الدعوة .
      الثانية : الخلافيات ويقصدون بها أنك لا تتكلم في المسائل الخلافية لأنك لو تكلمت في المسائل العلمية فلازم ذلك أنك تقع في الخلافيات فمن الأولى بل الواجب أن تتجنب الخلافيات والمسائل العلمية .
      الثالثة : أمراض الأمة ويقصدون بها إنكار المنكر يجب عليك أن لا تنكر المنكر أبدا ، يخرج معك صاحب مخدرات أو صاحب دخان ، إنسان منحرف ، إنسان يقع في الشرك ، لا تنكر عليه ويقولون خطوة خطوة يخرج ويتعلم ويفهم يتحسن حاله وتتغير من دون أن تنكر عليه .
      الرابعة : الجدل أي لا تنكر عليهم ، لا تطرح أسئلة محرجة كأن تقول لهم لماذا تفعلون هكذا ؟ لماذا الترتيب هذا ؟ لماذا تسون جولة مقامية ؟ لماذا الأمير اختار الأمر هذا ؟ لماذا لا تجعلوني في المجموعة هذه ؟ ما تجادل أبدا . لأنك مسير ولست مخير .
      فبهذه الأربع يضمنون أنك ستكون تابع لهم .


      الانتشار ومواقع النفوذ :
      • بدأت دعوتهم في الهند ، وانتشرت في الباكستان وبنغلاديش ، وانتقلت إلى العالم الإسلامي والعالم العربي حيث صار لهم أتباع في سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والجزائر والسودان والعراق والحجاز.
      • انتشرت دعوتهم في معظم بلدان العالم في أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا .
      • مركزهم الرئيسي في نظام الدين بدهلي ، ومنه يديرون شئون الدعوة في العالم.
      • التمويل المالي يعتمدون فيه على الدعاة أنفسهم ، وهناك تبرعات متفرقة غير منظمة تأتي من بعض الأثرياء مباشرة أو بابتعاث الدعاة على حسابهم الخاص .
      • ولا يظن الناس أن أهل التبليغ أهل دروشة وعفوية ولا يعرفون التنظيم بل هم على أعلى درجة من التنظيم والسرية .

      هذا مجملا الكلام في جماعة التبليغ ويأتي الآن التفصيل بإذن الله تعالى أسأل الله الإخلاص في القول والعمل :
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 22-Nov-2012, 06:37 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

        الانتشار ومواقع النفوذ :
        • بدأت دعوتهم في الهند ، وانتشرت في الباكستان وبنغلاديش ، وانتقلت إلى العالم الإسلامي والعالم العربي حيث صار لهم أتباع في سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والجزائر والسودان والعراق والحجاز.
        • انتشرت دعوتهم في معظم بلدان العالم في أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا .
        • مركزهم الرئيسي في نظام الدين بدهلي ، ومنه يديرون شئون الدعوة في العالم.
        • التمويل المالي يعتمدون فيه على الدعاة أنفسهم ، وهناك تبرعات متفرقة غير منظمة تأتي من بعض الأثرياء مباشرة أو بابتعاث الدعاة على حسابهم الخاص .
        • ولا يظن الناس أن أهل التبليغ أهل دروشة وعفوية ولا يعرفون التنظيم بل هم على أعلى درجة من التنظيم والسرية .

        هذا مجملا الكلام في جماعة التبليغ ويأتي الآن التفصيل بإذن الله تعالى أسأل الله الإخلاص في القول والعمل :
        أبدأ وأقول ما كتبت وجمعت هذه الكلمة هنا لنختلف ولكن لنبين الحق والله عز وجل قال في كتابه ﴿فلا وربِّك لا يؤْمِنون حتّىٰ يحكِّموك فِيما شجر بيْنهمْ ثمّ لا يجِدوا فِي أنْفسِهِمْ حرجًا مِمّا قضيْت ويسلِّموا تسْلِيمًا﴾[ النساء:65].
        قال الإمام الحافظ المفسر ابن كثير في تفسير هذه الآية : يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول في جميع الأمور ، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا وظاهرا ولهذا قال ﴿ثمّ لا يجِدوا فِي أنْفسِهِمْ حرجًا مِمّا قضيْت ويسلِّموا تسْلِيمًا﴾ أي : إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرج مما حكمت به ، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون في ذلك تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة ، كما ورد في الحديث : والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به [1]. وقال البخاري : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضى الله عنهما أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِىِّ فِى شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِى يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ فَأَبَى عَلَيْهِ فَاخْتَصَمَا عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِلزُّبَيْرِ اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاء إِلَى جَارِكَ فَغَضِبَ الأَنْصَارِىُّ فَقَالَ أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ فَقَالَ الزُّبَيْرُ وَاللَّهِ إِنِّى لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِى ذَلِكَ .
        قال الإمام المفسر القرطبي أيضا في تفسير الآية : و﴿شَجَرَ﴾معناه : اختلف واختلط ، ومنه الشجر ، لاختلاف أغصانه ، ويقال لعِصِيِّ الهَوْدَج : شِجَار : لتداخل بعضها البعض ......
        فهذا هو الواجب على كل مسلم ومسلمة إذا عرف حكم الله ورسوله الاستسلام والانقياد من دون أن يرى في ذلك حرج في نفسه .

        قال الإمام ابن القيم الجوزية كما في بدائع التفسير :
        فأقسم سبحانه بأجل مقسم به –وهو نفسه عز وجل– على أن لا يثبت لهم الإيمان ، ولا يكونوا من أهله ، حتى يحكموا رسول الله في جميع أبواب الدين .
        فإن لفظة "ما" من صيغ العموم ، فإنها موصلة تقتضي نفي الإيمان أو يوجد تحكيمه في جميع ما شجر بينهم .
        ولو يقتصر على هذا حتى ضم إليه انشراح صدورهم بحكمه ، حيث لا يجدون في أنفسهم حرجا –وهو الضيق والحصر–من حكمه ،بل يقبلوا حكمه بالانشراح ويقابلونه بالتسليم لا أنهم يأخذونه على إغماض ، ويشربونه قذى ، فإن هذا مناف للإيمان ، بل لا بد أن يكون أخذه بقبول ورضا وانشراح صدر .
        ومتى أراد العبد أن يعلم هذا فلينظر في حاله ، ويطالعه في قلبه عند ورود حكمه على خلاف هواه وغرضه ، أو على خلاف ما قلد فيه أسلافه من المسائل الكبار وما دونها ﴿بلِ الْإِنْسان علىٰ نفْسِهِ بصِيرةٌ (14) ولوْ ألْقىٰ معاذِيره﴾[ القيامة:14 - 15] .
        ثم لم يقتصر سبحانه على ذلك حتى ضم إليه قوله ﴿ويسلِّموا تسْلِيمًا﴾ فذكر الفعل مؤكدا بمصدره القائم مقام ذكره مرتين ، وهو الخضوع له والانقياد لما حكم به طوعا ورضا ، وتسليما إليه ، ويعلم بأنه أولى به من نفسه ، وأبرُّ به منها وأرحم به منها وأنصح له منها وأعلم بمصالحه منها وأقدر على تخليصها .
        فمتى علم العبد هذا من رسول الله استسلم له ، وسلم إليه وانقادت له كل علة في قلبه ورأى أن لا سعادة له إلا بهذا التسليم والانقياد .
        وليس هذا مما يحصل معناه بالعبارة بل هو أمر انشق القلب واستقر في سويدائه لا تفي العبارة بمعناه ولا مطمع في حصوله بالدعوى والأماني .

        قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره الفريد أضواء البيان :
        ...... وبين في آية أخرى أن قول المؤمنين محصور في هذا التسليم الكلي ، والانقياد التام ظاهرا وباطنا لما حكم به وهي قوله تعالى ﴿إِنّما كان قوْل الْمؤْمِنِين إِذا دعوا إِلى اللّهِ ورسولِهِ لِيحْكم بيْنهمْ أنْ يقولوا سمِعْنا وأطعْنا ۚ وأولٰئِك هم الْمفْلِحون﴾[ النور:51].
        قال الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير :
        أصل الكلام : فوربك لا يؤمنون ، والعرب تأتي بحرف النفي قبل القسم إذا كان جواب القسم منفيا للتعجيل بإفادة أنّ ما بعد حرف العطف قسم على النفي لما تضمنته الجملة المعطوفة عليها ، فتقديم النفي للاهتمام بالنفي .
        تفريع عن قوله ﴿ألمْ تر إِلى الّذِين يزْعمون ﴾[ النساء:60]وما بعده إذْ تضمن ذلك أنهم فعلوا ما فعلوا وهم يزعمون أنهم مؤمنون ، فكان الزعم إشارة إلى انتفاء إيمانهم ، ثم أردف بما هو أصرح وهو أن أفعالهم تنافي كونهم مؤمنين بقوله﴿لَا يُؤْمِنُونَ﴾ وأكده بالقسم وبالتوكيد اللفظي .
        وقد أطلت الكلام في نقل كلام الأئمة الأعلام للأهمية القصوى ولكي يعلم كل شخص مدى أهمية وخطورة هذه المسألة الكبيرة العظيمة ولولا الإطالة لنقلت مزيدا من الكلام الماتع الشافي ولكن في هذا كفاية لمن أراد الحق ومن لم يرد الحق فألف دليل ونقل كل كلام العلماء لا يكفيه والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
        قد انتهينا من مسألة الانقياد والاستسلام مع عدم وجود الحرج في الصدر لحكم الله والرسول ونمر للمسألة التالية التي لا تقل أهمية أيضا وهي مسألة الدعوة إلى الله وهو الأمر الذي اختلف الناس فيها مع أنه بين لنا رسول الله كل شيء في ديننا والدعوة إلى الله أمر ليس بالسهل ولا الهين ففي حديث جبريل عليه السلام أنه لما أتى النبي وسأله عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان ولفظ الحديث كالآتي :
        روى مسلم في صحيحه (1 /87) قال : حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ كَهْمَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ح و حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ وَهَذَا حَدِيثُهُ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله ﷺفَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ فَقُلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ قَالَ فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ
        ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ الله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ الله الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا قَالَ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِي يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ .
        النبي قال في أخر الحديث لعمر رضي الله عنه أن جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم هذا الحديث يشتمل على أصول الدين التي يجب أن تكون هي أصول الدعوة وأصول دعوتنا الإسلام بأركانه الخمسة والإيمان بأركانه الستة والإحسان هذه مراتب الدين فقلنا الواجب على كل من يريد أن يدعو إلى الله أن يتخذ هذا الحديث وما ذكر فيه من أصول منطلقا لدعوته ولا ينبغي لأحد كائنا من كان أن يضع لهذه الدعوة أصولا ليست من هذا الحديث أو تنقص عن هذا الحديث بل من أراد أن يدعوا إلى الله الدعوة الصحيحة التي كان عليها النبي فالواجب عليه أن يلتزم بدعوة الناس إلى ما جاء في هذا الحديث بالمعاني الصحيحة فنحن نعلم أن أصل هذا الدين هو كلمة التوحيد أول ركن من أركان الإسلام أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله وأول ركن من أركان الإيمان ، الإيمان بالله ، فكان المنطلق لدعوة الرسل كما بين الله هذا في كتابه البدء بدعوة الناس إلى التوحيد﴿وما أرْسلْنا مِنْ قبْلِك مِنْ رسولٍ إِلّا نوحِي إِليْهِ أنّه لا إِلٰه إِلّا أنا فاعْبدونِ﴾[ الأنبياء:25] ولو تتبعنا ما قص الله علينا في سورة الأعراف وفى سورة القصص وفى سورة الشعراء وفي غيرها من سور القرآن نجد أن كل نبي بدأ دعوته إلى قومه بالتوحيد قال تعالى :﴿وإِلىٰ عادٍ أخاهمْ هودًا ۗ قال يا قوْمِ اعْبدوا اللّه ما لكمْ مِنْ إِلٰهٍ غيْره ۚ أفلا تتّقون﴾[ الأعراف:65] وقال تعالى : ﴿وإِلىٰ ثمود أخاهمْ صالِحًا ۗ قال يا قوْمِ اعْبدوا اللّه ما لكمْ مِنْ إِلٰهٍ غيْره ۖ قدْ جاءتْكمْ بيِّنةٌ مِنْ ربِّكمْ ۖ هٰذِهِ ناقة اللّهِ لكمْ آيةً ۖ فذروها تأْكلْ فِي أرْضِ اللّهِ ۖ ولا تمسّوها بِسوءٍ فيأْخذكمْ عذابٌ ألِيمٌ﴾[ الأعراف:73] وقال تعالى :﴿وإِلىٰ مدْين أخاهمْ شعيْبًا ۗ قال يا قوْمِ اعْبدوا اللّه ما لكمْ مِنْ إِلٰهٍ غيْره ۖ قدْ جاءتْكمْ بيِّنةٌ مِنْ ربِّكمْ ۖ فأوْفوا الْكيْل والْمِيزان ولا تبْخسوا النّاس أشْياءهمْ ولا تفْسِدوا فِي الْأرْضِ بعْد إِصْلاحِها ۚ ذٰلِكمْ خيْرٌ لكمْ إِنْ كنْتمْ مؤْمِنِين﴾[ الأعراف:85] .
        ونهاهم عن الشرك لذلك فإن الواجب على كل من أراد أن يدعوَ إلى الله أن يبدأ بما بدأ به الأنبياء والمرسلون ، وبلا شك فاقد الشيء لا يعطيه فالذي ليس عنده العلم بمعنى كلمة التوحيد - العلم الصحيح - ، فكيف يعلمها للناس ، فالآن نحن نسمع من بعض مما يتصدر للدعوة من أخواننا الذين لا نشكك في نياتهم - نسأل الله أن يرزقنا وإياهم الإخلاص - نحن لا نتكلم عما في القلوب الذي في القلوب يعلمه الله عز وجل ولا نشكك في نية أحد ولا نتهم أحداً بعدم الإخلاص ، ولكننا نتكلم عن الظاهر الذي ظهر لنا من الخطأ البين المخالف للكتاب والسنة ، فنجد أن بعض إخواننا هؤلاء يفسرون كلمة التوحيد التي هي أصل الدعوة والتي من يجهلها يجهل ما بعدها يفسرونها بقولهم أحيانا أنها تعني إخراج اليقين الفاسد من القلب وإدخال اليقين الصحيح وأنه لا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله إلى آخر ما قالوا ، وبلا شك هذا التفسير تفسير خاطأ ، لأن هذا التفسير يعنى قصر التوحيد على توحيد الربوبية أنك توقن أن الخالق وحده هو الله وأن الرزاق هو الله فكأنه أراد أن يقول أنه من بلغ هذه المرتبة فقد بلغ أعلى مراتب التوحيد وهذه المرتبة قد بلغها أبو جهل ، أبو جهل كان يوقن أن الله غفار وما أنكر هذا وكذلك أبو لهب قال الله عز وجل﴿ولئِنْ سألْتهمْ منْ خلق السّماواتِ والْأرْض وسخّر الشّمْس والْقمر ليقولنّ اللّه ۖ فأنّىٰ يؤْفكون﴾[ العنكبوت:61] وقال تعالى :﴿ولئِنْ سألْتهمْ منْ خلق السّماواتِ والْأرْض ليقولنّ اللّه ۚ قلْ أفرأيْتمْ ما تدْعون مِنْ دونِ اللّهِ إِنْ أرادنِي اللّه بِضرٍّ هلْ هنّ كاشِفات ضرِّهِ أوْ أرادنِي بِرحْمةٍ هلْ هنّ ممْسِكات رحْمتِهِ ۚ قلْ حسْبِي اللّه ۖ عليْهِ يتوكّل الْمتوكِّلون﴾[ الزمر:38] وقال تعالى :﴿ولئِنْ سألْتهمْ منْ خلق السّماواتِ والْأرْض ليقولنّ خلقهنّ الْعزِيز الْعلِيم﴾[ الزخرف:9]﴿ولئِنْ سألْتهمْ منْ خلقهمْ ليقولنّ اللّه ۖ فأنّىٰ يؤْفكون﴾[ الزخرف:87] فهؤلاء ما أنكروا الخالق ، ولكن ما هو السبب الذي أوقعهم في الشرك بالله ؟ السبب هو أنهم اعتقدوا أن الله عز وجل لا يوصل إليه إلا باتخاذ الوسائل والوسائط من هذه الأصنام المتمثلة في رجال صالحين حتى يوصلوهم إلى الله فاتخذوهم وسائل فتوجهوا إليهم بالعبادة التي لا تكون إلا لله وحده فيتقدمون إليهم بالدعاء وبالذبائح إلى آخر العبادات ، فالآن النبي ﷺ لما صدع بالدعوة في مكة كانت هذه بداية دعوته أنه قال لهؤلاء قولوا لا اله إلا الله تفلحوا قولوا هنا ليست كلمة باللسان فقط ولكنهم فهموا لأنهم كانوا عربا فهموا أن المعنى لهذه الكلمة أنهم إذا قالوا لا اله إلا الله أنهم سوف يتركون هذه الوسائل وهذه الأصنام التي اتخذوها شركاء مع الله وهذا هو الواجب علينا الآن في هذا الزمان وحتى تقوم الساعة فيجب على كل داعية أن يكون هذا مرتكز دعوته لما يراه في كثير من المسلمين الآن في مشارق الأرض ومغاربها قد اتخذوا أندادا مع الله عز وجل في الدعاء وفي العبادة .
        أظن أن هذه النقطة هي أهم نقطة وأهم أصل يؤاخذ عنها جماعة الدعوة والتبليغ .


        [1] الحديث أخرجه ابن أبي عاصم في السنة والبغوي في شرح السنة وابن بطة في الإبانة والخطيب في تاريخه والهروي في ذم الكلام والقاسم بن عساكر في طرق الأربعين قال الألباني إسناده ضعيف وضعفه ابن رجب وخطأ النووي رحمه الله في تصحيحه رحم الله الجميع . تفرد به نعيم بن حماد المروزي وإن وثقه جماعة من الأئمة ، وخرج له البخاري ، فكان يهم ويشبه عليه في بعض الأحاديث فكثرت مناكيره فحكموا عليه بالضعف .قال ابن معين ليس بشيء وقال صالح كان يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة وقال النسائي ضعيف ومرة ليس بثقة ومرة أكثر تفرده عن الأئمة المعروفين في أحاديث كثيرة وقال أبو زرعة يصل أحاديث يوقفها الناس وقال أبو سعيد بن يونس ؟: روى أحاديث مناكير عن الثقات . وقد اختلف على نعيم في إسناده فروي عنه عن الثقفي عن هشام ، وروي عن الثقفي حدثنا بعض مشيختنا هشام أو غيره ولى هذه الرواية شيخ الثقفي غير معروف ، وروي عنه عن الثقفي حدثنا بعض مشيختنا حدثنا هشام أو غيره فعلى هذه الرواية رواه الثقفي عن شيخ مجهول وشيخه رواه عن غير معين فتزداد الجهالة في إسناده . وفي إسناده أيضا عقبة بن أوس السدوسي البصري خرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه حديثا عن عبد الله بن عمرو وقد اضطرب في إسناده ، وقد وثقه العجلي وابن سعد وابن حبان قال ابن خزيمة روى عنه ابن سرين مع جلالته ، وقال ابن عبد البر مجهول . قال الغلابي في تاريخه : يزعمون أنه لم يسمع من عبد الله بن عمرو فبهذا الرواية منقطعة . والله أعلم منقول من جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب .
        قال أبو عبد المهيمن : زيادة على ضعف السند هنالك نكارة في المتن لا أتذكر مصدرها الآن المهم أن لفظة الهوى جاءت في الشريعة الإسلامية مطلقا أو دائما على وجه الذم فلا يستقيم المعنى هنا كون الهوى شيئا غير مذموم والله أعلم .
        وبعد ذلك أفادني أحد مشايخي أن هذا الكلام للشيخ الألباني رحمة الله عليه . وزاد أن الإمام ابن القيم له رسالة مختصرة في ذم الهوى ذكر فيها أوجه ذم الهوى من تقريبا إحدى وخمسين وجها مع أنه ذكر الحديث احتجاجا .

        تعليق


        • #5
          رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

          وتعجبني هنا كلمة التي قالها محدث هذا العصر العلامةمحمد ناصر الألباني رحمة الله عليه وهي في رسالة [1]أنقل بعضا منها وهو يجيب فيها على سؤال يدور على ألسنة الغيورين على هذاالدين الذي يحملونه في قلوبهم ويشغلون فكرهم به ليلًا ونهارًا و السؤال هو :فضيلة الشيخ لا شك أنكم تعلمونبأن واقع الأمة الديني واقع مرير من حيث الجهل بالعقيدة ، ومسائل الاعتقاد ، ومنحيث الافتراق في المناهج وإهمال نشر الدعوة الإسلامية في أكثر بقاع الأرض طبقًاللعقيدة الأولى والمنهج الأول الذي صلحت به الأمة ، وهذا الواقع الأليم لا شك بأنهقد ولد غيرة عند المخلصين ورغبة في تغييره وإصلاح الخلل ، إلا أنهم اختلفوا فيطريقتهم في إصلاح هذا الواقع ، لاختلاف مشاربهم العقدية والمنهجية - كما تعلم ذلك فضيلتكم - من خلال تعدد الحركات والجماعات الإسلامية الحزبية والتي ادعت إصلاحالأمة الإسلامية عشرات السنين ، ومع ذلك لم يكتب لها النجاح والفلاح ، بل تسببتتلك الحركات للأمة في إحداث الفتن ونزول النكبات والمصائب العظيمة ، بسبب مناهجهاوعقائدها المخالفة لأمر الرسول وما جاء به ، مما ترك الأثرالكبير في الحيرة عند المسلمين - وخصوصًا الشباب منهم - في كيفية معالجة هذاالواقع ، وقد يشعر الداعية المسلم المتمسك بمنهاج النبوة المتبع لسبيل المؤمنين ،المتمثل في فهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان من علماء الإسلام ، قد يشعر بأنه حملأمانة عظيمة تجاه هذا الواقع وإصلاحه أو المشاركة في علاجه .** فما هي نصيحتكم لأتباع تلكالحركات أو الجماعات ؟** وما هي الطرق النافعةالناجعة في معالجة هذا الواقع ؟** وكيف تبرأ ذمة المسلم عندالله عز وجل يوم القيامة ؟فأجاب رحمه الله :يجب العناية والاهتمام بالتوحيدأولا كما هو منهج الأنبياء والرسل عليهم السلام :بالإضافة لما ورد في السؤال -السابق ذكره آنفًا - من سوء واقع المسلمين ، نقول : إن هذا الواقع الأليم ليسشرًّا مما كان عليه واقع العرب في الجاهلية حينما بعث إليهم نبينا محمد ، لوجود الرسالة بيننا ، وكمالها ، ووجود الطائفةالظاهرة على الحق ، والتي تهدي به ، وتدعو الناس للإسلام الصحيح :عقيدة ، وعبادة ،وسلوكًا ، ومنهجًا ، ولا شك بأن واقع أولئك العرب في عصر الجاهلية مماثل لما عليهكثير من طوائف المسلمين اليوم !.بناء على ذلك نقول : العلاج هوذاك العلاج ، والدواء هو ذاك الدواء ، فبمثل ما عالج النبي تلك الجاهلية الأولى ، فعلى الدعاة الإسلاميين اليوم - جميعهم - أن يعالجوا سوءالفهم لمعنى " لا إله إلا الله " ، ويعالجوا واقعهم الأليم بذاك العلاجوالدواء نفسه . ومعنى هذا واضح جدًّا ، إذا تدبرنا قول الله عز وجل ﴿لقدْ كان لكمْ فِي رسولِ اللّهِ أسْوةٌ حسنةٌ لِمنْ كان يرْجو اللّه والْيوْم الْآخِر وذكر اللّه كثِيرًا﴾[ الأحزاب:21].
          فرسولنا هو الأسوة الحسنة في معالجة مشاكل المسلمين في عالمنا المعاصر وفي كل وقت وحين ،ويقتضي ذلك منا أن نبدأ بما بدأ به نبينا وهو إصلاح ما فسد من عقائدالمسلمين أولا ، ومن عبادتهم ثانيًا ، ومن سلوكهم ثالثًا . ولست أعني من هذاالترتيب فصل الأمر الأول بدءًا بالأهم ثم المهم ، ثم ما دونه ! وإنما أريد أن يهتمبذلك المسلمون اهتماما شديدًا كبيرًا ، وأعني بالمسلمين بطبيعة الأمر الدعاة ،ولعل الأصح أن نقول : العلماء منهم ، لأن الدعاة اليوم - مع الأسف الشديد - يدخل فيهمكل مسلم ولو كان على فقر مدقع من العلم ، فصاروا يعدون أنفسهم دعاة إلى الإسلام ،وإذا تذكرنا تلك القاعدة المعروفة - لا أقول : عند العلماء فقط بل عند العقلاءجميعًا - تلك القاعدة التي تقول : "فاقد الشيء لا يعطيه " فإننا نعلماليوم بأن هناك طائفة كبيرة جدًّا يعدون بالملايين من المسلمين تنصرف الأنظارإليهم حين يطلق لفظة : الدعاة . وأعني بهم : جماعة الدعوة ، أو : جماعة التبليغ" ومع ذلك فأكثرهم كما قال الله عز وجل :﴿ولٰكِنّ أكْثر النّاسِ لا يعْلمون﴾[ الأعراف:187]) .
          ومعلوممن طريقة دعوتهم أنهم قد أعرضوا بالكلية عن الاهتمام بالأصل الأول - أو بالأمرالأهم - من الأمور التي ذكرت آنفًا ، وأعني : العقيدة والعبادة والسلوك ، وأعرضواعن الإصلاح الذي بدأ به الرسول بل بدأ به كل الأنبياء ، وقد بيَّنه الله تعالى بقوله :﴿ولقدْ بعثْنا فِي كلِّ أمّةٍ رسولًا أنِ اعْبدوا اللّه واجْتنِبوا الطّاغوت﴾[ النحل:36]. فهم لايعنون بهذا الأصل الأصيل والركن الأول من أركان الإسلام - كما هو معلوم لدىالمسلمين جميعًا - هذا الأصل الذي قام يدعو إليه أول رسول من الرسل الكرام ، ألاوهو نوح قرابة ألف سنة ، والجميع يعلمأن الشرائع السابقة لم يكن فيها من التفصيل لأحكام العبادات والمعاملات ما هومعروف في ديننا هذا ، لأنه الدين الخاتم للشرائع والأديان ، ومع ذلك فقد لبث نوحفي قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا يصرف وقته وجل اهتمامه للدعوة إلى التوحيد ، ومعذلك أعرض قومه عن دعوته كما بيَّن الله - عز وجل - ذلك في محكم التنزيل ﴿وقالوا لا تذرنّ آلِهتكمْ ولا تذرنّ ودًّا ولا سواعًا ولا يغوث ويعوق ونسْرًا﴾[ نوح:23]فهذا يدل دلالة قاطعة على أن أهم شيء ينبغي على الدعاة إلى " الإسلامالحق" الاهتمام به دائمًا هو الدعوة إلى التوحيد وهو معنى قوله - تباركوتعالى- :﴿فاعْلمْ أنّه لا إِلٰه إِلّا اللّه﴾[ محمد:19] . هكذاكانت سنة النبي عملا وتعليمًا .

          أما فعله : فلا يحتاج إلى بحث ، لأن النبي في العهد المكي إنما كان فعلهودعوته محصورة في الغالب في دعوة قومه إلى عبادة الله لا شريك له .
          أما تعليمًا : ففي حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - الوارد في الصحيحين «أن النبي عندما أرسل معاذًا إلى اليمن قال له : " ليكن أول ما تدعوهم إليه :شهادة أن لا إله إلا الله ، فإن هم أطاعوك لذلك » ....." إلخ الحديث[2] . وهو معلوم ومشهورإن شاء الله تعالى .
          إذًا ، قدأمر النبي أصحابه أن يبدؤوا بما بدأ به وهو الدعوة إلى التوحيد ، ولا شك أن هناكفرقًا كبيرًا جدًّا بين أولئك العرب المشركين - من حيث إنهم كانوا يفهمون ما يقاللهم بلغتهم - ، وبين أغلب العرب المسلمين اليوم الذين ليسوا بحاجة أن يدعوا إلى أنيقولوا : لا إله إلا الله ، لأنهم قائلون بها على اختلاف مذاهبهم وطرائقهموعقائدهم ، فكلهم يقولون : لا إله إلا الله ، لكنهم في الواقع بحاجة أن يفهموا -أكثر - معنى هذه الكلمة الطيبة ، وهذا الفرق فرق جوهري - جدًّا - بين العربالأولين الذين كانوا إذا دعاهم رسول الله أن يقولوا : لا إله إلا الله يستكبرون، كما هو مبين في صريح القرآن العظيم [3] لماذا يستكبرون ؟ ، لأنهم يفهمون أن معنى هذهالكلمة أن لا يتخذوا مع الله أندادًا وألا يعبدوا إلا الله ، وهم كانوا يعبدونغيره ، فهم ينادون غير الله ويستغيثون بغير الله ، فضلا عن النذر لغير الله ،والتوسل بغير الله ، والذبح لغيره والتحاكم لسواه .... إلخ .
          ...............
          ذلك ، فإنيأقول كلمة - وهي نادرة الصدور مني - ، وهي : إن واقع كثير من المسلمين اليوم شرمما كان عليه عامة العرب في الجاهلية الأولى من حيث سوء الفهم لمعنى هذه الكلمةالطيبة ، لأن المشركين العرب كانوا يفهمون ، ولكنهم لا يؤمنون ، أما غالب المسلميناليوم ، فإنهم يقولون ما لا يعتقدون ، يقولون : لا إله إلا الله ، ولا يؤمنون-حقًّا - بمعناها ، لذلك فأنا أعتقد أنأول واجب على الدعاة المسلمين - حقًّا - هو أن يدندنوا حول هذه الكلمة وحول بيانمعناها بتلخيص ، ثم بتفصيل لوازم هذه الكلمة الطيبة بالإخلاص لله عز وجل في العباداتبكل أنواعها ، لأن الله عز وجل لما حكى عن المشركين قوله : ﴿ما نعْبدهمْ إِلّا لِيقرِّبونا إِلى اللّهِ زلْفىٰ﴾[ الزمر:3] ، جعل كل عبادة توجه لغيرالله كفرًا بالكلمة الطيبة : لا إله إلا الله ، لهذا ، أنا أقول اليوم : لا فائدةمطلقًا من تكتيل المسلمين ومن تجميعهم ، ثم تركهم في ضلالهم دون فهم هذه الكلمةالطيبة ، وهذا لا يفيدهم في الدنيا قبل الآخرة ! نحن نعلم قول النبي : « من ماتوهو يشهد أن لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه حرم الله بدنه على النار » وفي روايةأخرى : « دخل الجنة » [4]
          فيمكن ضمان دخول الجنة لمنقالها مخلصًا حتى لو كان بعد لأي وعذاب يمس القائل ، والمعتقد الاعتقاد الصحيحلهذه الكلمة ، فإنه قد يعذب بناءً على ما ارتكب واجترح من المعاصي والآثام ، ولكنسيكون مصيره في النهاية دخول الجنة ، وعلى العكس من ذلك ، من قال هذه الكلمةالطيبة بلسانه ، ولما يدخل الإيمان إلى قلبه ، فذلك لا يفيده شيئًا في الآخرة ، قديفيده في الدنيا النجاة من القتال ومن القتل إذا كان للمسلمين قوة وسلطان ، وأمافي الآخرة فلا يفيد شيئًا إلا إذا كان قائلا لها وهو فاهم معناها أولا ، ومعتقدًالهذا المعنى ثانيًا ، لأن الفهم وحده لا يكفي إلا إذا اقترن مع الفهم الإيمان بهذاالمفهوم ، وهذه النقطة ، أظن أن أكثر الناس عنها غافلون ! وهي : لا يلزم من الفهمالإيمان بل لا بد أن يقترن كل من الأمرين مع الآخر حتى يكون مؤمنًا ، ذلك لأنكثيرًا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يعرفون أن محمدًا رسول صادق فيمايدعيه من الرسالة والنبوة ، ولكن مع هذه المعرفة التي شهد لهم بها ربنا عز وجل حينقال:﴿يعْرِفونه كما يعْرِفون أبْناءهمْ﴾[ البقرة:146]. ومع ذلكهذه المعرفة ما أغنت عنهم من الله شيئًا لماذا ؟ لأنهم لم يصدقوه فيما يدعيه من النبوةوالرسالة ، ولذلك فإن الإيمان تسبقه المعرفة ولا تكفي وحدها ، بل لا بد أن يقترن معالمعرفة الإيمان والإذعان ، لأن المولى عز وجل يقول في محكم التنزيل : ﴿فاعْلمْ أنّه لا إِلٰه إِلّا اللّه﴾[ محمد:19] وعلى هذا ،فإذا قال المسلم : لا إله إلا الله بلسانه ، فعليه أن يضم إلى ذلك معرفة هذه الكلمةبإيجاز ثم بالتفصيل ، فإذا عرف وصدق وآمن ، فهو الذي يصدق عليه تلك الأحاديث التي ذكرتبعضها آنفًا ، ومنها قوله مشيرًا إلى شيء من التفصيل الذي ذكرته آنفًا : « من قال : لا إله إلا الله ،نفعته يومًا من دهره »[5].

          ....................
          وجوب الاهتمام بالعقيدة لا يعني إهمال باقي الشرع من عبادات وسلوك ومعاملات وأخلاق :
          وأعيد التنبيه بأنني لا أعني الكلام في بيان الأهم فالمهم وما دونه على أن يقتصر الدعاة فقط على الدعوة إلى هذه الكلمة الطيبة وفهم معناها ، بعد أن أتم الله عز وجل علينا النعمة بإكماله لدينه ! بل لا بد لهؤلاء الدعاة أن يحملوا الإسلام كُلًّا لا يتجزأ ، وأنا حين أقولهذا- بعد ذلك البيان الذي خلاصته : أن يهتم الدعاة الإسلاميون حقًّا بأهم ما جاء بهالإسلام ، وهو تفهيم المسلمين العقيدة الصحيحة النابعة من الكلمة الطيبة "لا إله إلا الله "، أريد أن أسترعي النظر إلى هذا البيان لا يعني أن يفهم المسلم فقطأن معنى :" لا إله إلا الله " ، هو لا معبود بحق في الوجود إلا الله فقط! بل هذه يستلزم أيضًا أن يفهم العبادات التي ينبغي أن يعبد ربنا- عز وجل - بها ، ولايوجه شيئًا منها لعبد من عباد الله تبارك وتعالى ، فهذا التفصيل لا بد أن يقترن بيانه أيضًا بذلك المعنى الموجز للكلمة الطيبة ............... وهذا وفي الرسالة الماتعةزيادة فمن أراد الاستزادة فعليه بها فهي بحق تكتب حروفها بماء الذهب .

          [1]أصل هذه الرسالةشريط مسجل ثم كتب ، وطبع في مجلة السلفية ، العدد الرابع عام 1419 هـ


          [2]رواه البخاري (1395) وفي غير موضع ، ومسلم (19) ، وأبو داود (1584) ،والترمذي (625) ، كلهم من حديث ابن عباس رضي الله عنه .

          [3]يشير إلى قوله تعالى في سورة الصافات:﴿إِنّهمْ كانوا إِذا قِيل لهمْ لا إِلٰه إِلّا اللّه يسْتكْبِرون (36) ويقولون أئِنّا لتارِكو آلِهتِنا لِشاعِرٍ مجْنونٍ﴾[ الصافات:35 - 36].


          [4]حديثصحيح : رواه أحمد (5 / 236)، وابن حبان (4) زوائد ، وصححه الألباني في الصحيحة(3355).

          [5]حديث صحيح : صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1932)وعزاه لأبي سعيد الأعرابي في معجمه وأبي نعيم في الحلية (5 / 46)، والطبراني فيالأوسط (6533)، وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

          يتبع إن شاء الله تعالى
          التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 07-Dec-2012, 01:53 AM.

          تعليق


          • #6
            رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

            هذا ومن أراد الإصلاح فعليه أن يجعل أن يَجعل نصب عينيه: ومن ﴿قلْ هٰذِهِ سبِيلِي أدْعو إِلى اللّهِ ۚ علىٰ بصِيرةٍ أنا ومنِ اتّبعنِي ۖ وسبْحان اللّهِ وما أنا مِن الْمشْرِكِين﴾[ يوسف:108]. فكل من دعا على غير هدي النَّبِي ، فهو على غير بصيرة ولو كثر سواده وطار صيته .
            والمتأمل فِي ختام الآية السابقة يَجد أنَّها جاءت نتيجة لِمقدمة ، فمن دعا إلَى الله على بصيرة نَجا من الوقوع فِي الضلال وأعظمه الشرك ، ومن دعا إلَى الله على غير بصيرة فهو معرض للوقوع فِي الضلال وأعظمه الشرك ، ويزداد المصاب إذا ادعى أولئك الداعون على غير بصيرة أنَّهم على منهج سليم.
            قال الإمام السجزي -رحمه الله تعالى-: "...وإذا كان الأمر كذلك فكل مُدَّعٍ للسنة يَجب أن يُطالب بالنقل الصحيح بِما يقوله ، فإن أتى بذلك عُلم صدقه وقُبل قوله ، وإن لَمْ يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف عُلم أنه مُحدث زائغ ، وأنه لا يستحق أن يُصغى إليه أو يُناظر فِي قوله..." ([1]).
            فعلى من تولى أمر دعوة الناس ونصبه الناس داعية لَهم: أن يتقي الله تعالى فِي نفسه ، وأن تكون دعوته على علم شرعي، ليعلم أنه فِي مقام القدوة ، فإن أحسن ، أحسن من ظن به خيرًا ، وإن أساء ، أساء من ظن به خيرًا ، ويتحمل تبعاتِهم لإقدامه على العمل بلا علم .
            قال عمر -رضي الله تعالى عنه-: "...فمن سوده قومه على فقه، كان حياة له ولَهم ، ومن سوده قومه على غير فقه، كان هلاكًا له ولَهم" .

            [1]رسالة السجزي إلَى أهل زبيد (ص100 ) .
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 07-Dec-2012, 01:55 AM.

            تعليق


            • #7
              رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

              نقد مبادئ جماعة التبليغ :
              ـ قرر المؤسس لهذه الجماعة ستة مبادئ جعلها أساس دعوته ، ويحصرون الحديث فيها في مؤتمراتهم وبياناتهم العامة :
              ـ الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .
              ـ إقامة الصلوات ذات الخشوع .
              ـ العلم والذكر .
              ـ إكرام المسلمين .
              ـ الإخلاص .
              - النفر في سبيل الله .



              يتبع إن شاء الله

              أولا : الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .


              تعليق


              • #8
                رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

                أولا : الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .
                أليس كلنا مسلمين ؟ ملتزمين هذه العبارة وهذه الكلمة فلماذا نختلف مع جماعة التبليغ إذا كانوا يقولون نفس الكلمة ؟ الجواب أنه قد جعلوا لها معنى خاص لا يخطر في بالك ولا يأتي في ذهنك ولا تتصوره .
                إليك كيف فسر مؤسس هذه الجماعة هذه الكلمة إنها
                إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله أنه لا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله ولا مدبر إلا الله . وهذا باطل مخالف لما قرره علماء الإسلام وعلى هذا فمعنى ( لا إله إلا الله ) : ( أنه لا موجود إلا الله ) وذلك نفي لوجود كل موجود إلا الله تعالى ، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا .
                هذا التفسير ليس بصحيح لأن تفسيرهاعلى هذا الوجه لا يتحقق به إلا التوحيد الربوبية فقط ، ومعلوم أن توحيد الربوبيةوحده لا يدخل الإنسان في الإسلام ، ولو كان يدخل في الإسلام ويعصم مال ودمه لكانالمشركون الذين بعث فيهم النبي مسلمين!!! قال تعالى ﴿ولئِنْ سألْتهمْ منْ خلق السّماواتِ والْأرْض وسخّر الشّمْس والْقمر ليقولنّ اللّه ۖ فأنّىٰ يؤْفكون﴾[ العنكبوت:61] ﴿ولئِنْ سألْتهمْ منْ نزّل مِن السّماءِ ماءً فأحْيا بِهِ الْأرْض مِنْ بعْدِ موْتِها ليقولنّ اللّه ۚ قلِ الْحمْد لِلّهِ ۚ بلْ أكْثرهمْ لا يعْقِلون﴾[ العنكبوت:63] ﴿ولئِنْ سألْتهمْ منْ خلق السّماواتِ والْأرْض ليقولنّ اللّه ۚ قلِ الْحمْد لِلّهِ ۚ بلْ أكْثرهمْ لا يعْلمون﴾[ لقمان:25]﴿ولئِنْ سألْتهمْ منْ خلق السّماواتِ والْأرْض ليقولنّ اللّه ۚ قلْ أفرأيْتمْ ما تدْعون مِنْ دونِ اللّهِ إِنْ أرادنِي اللّه بِضرٍّ هلْ هنّ كاشِفات ضرِّهِ أوْ أرادنِي بِرحْمةٍ هلْ هنّ ممْسِكات رحْمتِهِ ۚ قلْ حسْبِي اللّه ۖ عليْهِ يتوكّل الْمتوكِّلون﴾[ الزمر:38] ﴿ولئِنْ سألْتهمْ منْ خلقهمْ ليقولنّ اللّه ۖ فأنّىٰ يؤْفكون﴾[ الزخرف:87] وبذلك لا تحل دماؤهم لأنهم يؤمنون إيماناً كاملاً ويقرون إقراراً كاملاً بأن سبحانه هو الخالق الرازق المدبر للأمور ومع ذلك فإنهم لم يدخلوا في الإسلام بل استباح النبي دماءمهم وأموالهم وسبي ذراريهم ونساءهم وورث أرضهم ومعنى كلمة التوحيد الصحيح أنه لا معبود حق إلا الله وأن جميع المعبودات من دون الله معبودات باطله كما قال تعالى ﴿ذٰلِك بِأنّ اللّه هو الْحقّ وأنّ ما يدْعون مِنْ دونِهِ هو الْباطِل وأنّ اللّه هو الْعلِيّ الْكبِير﴾[ الحج:62]ولم يفهم المسلمون من هذه الكلمة العظيمة سوى هذا المعنى ، ولهذا قال عنهم -أنهم -أي المشركين﴿إِنّهمْ كانوا إِذا قِيل لهمْ لا إِلٰه إِلّا اللّه يسْتكْبِرون﴾[ الصافات:35] فتبين بهذا أن المشركين أفهم لمعنى كلمة لا إله إلا الله من هذا الذي جعل معناها مجرد اليقين والإيمان بأن الله تعالى هو الخالق الرازق ، وهذه مسألة عظيمة يجب على الإنسان أن يتوب إلى الله من هذا التفسير الفاسد لمعنى لا إله إلا الله ، وأن يرجع إلى التفسير الصحيح الذي اتفق عليه المسلمون والذي يفهم من هذه الكلمة العظيمة يفهمه حتى المشركون الذين قاتلهم النبي وأن معنى هذه الكلمة العظيمة لا معبود حق إلا الله ، هذا هو المعنى المتعين ، ويجب أن يعلم أن توحيد الربوبية شيء وتوحيد الألوهية شيء آخر ولا يتم أحدهما بدون الآخر ، توحيد الربوبية هذا الذي يدل عليه قوله تعالى﴿إِنّ ربّك هو الْخلّاق الْعلِيم﴾[ الحجر:86] وقوله تعالى﴿الْحمْد لِلّهِ ربِّ الْعالمِين﴾[ الفاتحة:2] ونحو ذلك من الآيات ، أما توحيد الألوهية يدل عليه قوله تعالى﴿شهِد اللّه أنّه لا إِلٰه إِلّا هو والْملائِكة وأولو الْعِلْمِ قائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لا إِلٰه إِلّا هو الْعزِيز الْحكِيم﴾[ آل عمران:18]فليتب إلى الله عز وجل وليعلم أنه لا أحد يستحق العبادة إلا لله وحده لا شريك له نسأل الله أن يهدينا جميعاً وإخواننا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
                والدليل على أن هذه الجماعة لا تعتنِي بتوحيد الإلهية -العبادة- ما يلي:
                أ- أن فِي مركزهم الرئيس فِي الهند والسودان قبورًا ، وكذا بِجوار مركزهم الرئيس فِي رائي وند بالباكستان، ذكر هذا من خبرهم وعايشهم ثَمان سنوات، الشيخ سعد الحصين.
                ب- أن أكابر المنتسبين إليها على عقائد شركية وبدعية ، ومع ذلك ما زالوا من أكابرهم ، فهذا يدل دلالة واضحة على أن الجماعة لا تبالي بتوحيد العبادة .
                قال الأستاذ سيف الرحمن بن أحمد الدهلوي : إن أكابر أهل التبليغ يرابطون على القبور ، وينتظرون الكشف والكرامات والفيوض الروحية من أهل القبور ، ويقرون بِمسألة حياة النَّبِي وحياة الأولياء حياة دنيوية لا برزخية مثلما يقر القبوريون بنفس المعنَى. اهـ .
                وأمر آخر أيضا أنها لا تنفع قائلها أي لا إله إلا الله محمد رسول الله إلا من قالها بلسانه وعرف معناها واعتقده بقلبه وعمل بكل ما تقتضيه فإن أبا بكر الصديق ومعه أصحاب رسول الله كلهم قاتلوا بني حنيفة قتال الكفار وسبوا ذريتهم وغنموا أموالهم وهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله ويصومون ويصلون ويحجون ولما امتنعوا من أداء الزكاة للخليفة لأن أداء الزكاة من مقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومن مقتضياتها أيضا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحب في الله والبغض في الله والموالاة والمعاداة في الله فمن والى أعداء الله المشركين عباد القبور وأصحاب الطرائق الصوفية الضالة .
                وأما توحيد الأسماء والصفات فإن التبليغيين فيه ما بين أشعرية وماتريدية وهما من المذاهب المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة .
                والأدلة كثيرة على ما سبق الكلام عليه منها قول الله تعالى ﴿ولقدْ بعثْنا فِي كلِّ أمّةٍ رسولًا أنِ اعْبدوا اللّه واجْتنِبوا الطّاغوت ۖ فمِنْهمْ منْ هدى اللّه ومِنْهمْ منْ حقّتْ عليْهِ الضّلالة ۚ فسِيروا فِي الْأرْضِ فانْظروا كيْف كان عاقِبة الْمكذِّبِين﴾[ النحل:36] . وقوله تعالى﴿الّذِين يتّبِعون الرّسول النّبِيّ الْأمِّيّ الّذِي يجِدونه مكْتوبًا عِنْدهمْ فِي التّوْراةِ والْإِنْجِيلِ يأْمرهمْ بِالْمعْروفِ وينْهاهمْ عنِ الْمنْكرِ ويحِلّ لهم الطّيِّباتِ ويحرِّم عليْهِم الْخبائِث ويضع عنْهمْ إِصْرهمْ والْأغْلال الّتِي كانتْ عليْهِمْ ۚ فالّذِين آمنوا بِهِ وعزّروه ونصروه واتّبعوا النّور الّذِي أنْزِل معه ۙ أولٰئِك هم الْمفْلِحون﴾[ الأعراف:157] .
                والآيات والأحاديث في هذا الموضوع كثيرة جدا .
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 07-Dec-2012, 02:12 AM.

                تعليق


                • #9
                  رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

                  ثانيا : إقامة الصلوات ذات الخشوع .
                  وقد علم أنهم كانوا يهتمون بالصلاة مع إهمالهم معرفة أركانها وواجباتها وسننها وإذا كان المصلي جاهلا بأركان الصلاة وواجباتها فإنه قد يخل ببعض أركانها أو بعض واجباتها وهو لا يدري فتفسد صلاته ولا ينفعه الاهتمام بها بل تكون حاله كحال من لم يصل أصلاً نسأل الله السلامة .
                  وقد ثبت عن النبي : أنه قال للرجل الذي أساء صلاته " ارجع فصل فإنك لم تصل " قال له ذلك ثلاث مرات ثم علمه كيف يصلي . والحديث مشهور معروف رواه البخاري ومسلم وأهل السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

                  تعليق


                  • #10
                    رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

                    ثالثا : العلم والذكر .
                    وهذه تسمية مبهمة لأن العلم منه نافع ومنه غير نافع وقد استعاذ النبي من علم لا ينفع وأما الذكر فما كان منه سالما من البدع فإن الله يقبله وما كان ممزوجا بالبدع فهو مردود غير مقبول ، وقد روى ابن وضاح في كتاب البدع بسند صحيح : أنه بلغ ابن مسعود أن عمرو بن عتبة في أصحاب له بنوا مسجدا بظهر الكوفة ، فأمر عبد الله بذلك المسجد فهدم . ثم بلغه أنهم يجتمعون في ناحية من مسجد الكوفة يسبحون تسبيحا معلوما ويهللون ويكبرون ، قال : فلبس برنسا ، ثم انطلق فجلس إليهم ، فلما عرف ما يقولون رفع البرنس عن رأسه ثم قال : أنا أبو عبد الرحمن ، ثم قال : لقد فضلتم أصحاب محمد علما ، أو لقد جئتم ببدعة ظلما . قال : فقال عمرو بن عتبة : نستغفر الله ، ثلاث مرات ، ثم قال رجل من بني تميم : والله ما فضلنا أصحاب محمد علما ، ولا جئنا ببدعة ظلما ، ولكنا قوم نذكر ربنا ، فقال : « بلى والذي نفس ابن مسعود بيده ، لقد فضلتم أصحاب محمد علما ، أو جئتم ببدعة ظلما ، والذي نفس ابن مسعود بيده لئن أخذتم آثار القوم ليسبقنكم سبقا بعيدا ، ولئن حرتم يمينا وشمالا لتضلن ضلالا بعيدا » .
                    يفسر التبليغيون الصفة الثالثة ألا وهي (العلم مع الذكر) بقولهم : (إن العلم وحده يورث الكبر ، فلا بد أن نجمع إليه الذكر للخلاص من ذلك) .
                    أقول هذا كلام خطير لأن العلم هو القرآن والسنة وآثار الصحابة ، وما يعين على فهمها ، وهو يورث الخشية كما في كتاب الله تعالى وليس الكبر ، قال تعالى ﴿إِنّما يخْشى اللّه مِنْ عِبادِهِ الْعلماء ﴾[ فاطر:28].
                    والله سبحانه يصرف عن آياته الذين يتكبرون في الأرض بغير حق ، قال تعالىسأصْرِف عنْ آياتِي الّذِين يتكبّرون فِي الْأرْضِ بِغيْرِ الْحقِّ الأعراف: الآية 146 قال الإمام الشوكاني رحمه الله في "فتح القدير" (3 / 90) : "قوله :سأصْرِف عنْ آياتِي الّذِين يتكبّرون فِي الْأرْضِ بِغيْرِ الْحقِّقيل : معنىسأصْرِف عنْ آياتِي الّذِين يتكبّرونسأمنعهم فهم كتابي . وقيل : سأصرفهم عن الإيمان بها . وقيل : سأصرفهم عن نفعها مجازاة على تكبرهم ، كما في قوله : فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهمْ الصف:الآية 5 . وقيل : سأطبع على قلوبهم ، حتى لا يتفكروا فيها ولا يعتبروا بها . واختلف في تفسير الآيات ، فقيل هي المعجزات . وقيل : الكتب المنزلة. وقيل : هي خلق السموات والأرض ، وصرفهم عنها أن لا يعتبروا بها . ولا مانع من حمل الآيات على جميع ذلك وحمل الصرف على جميع المعاني المذكورة" انتهى كلامه . ثم إن العلم هو نوع من أنواع ذكر الله تعالى ، فقد قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه " الأذكار" : "فصل : اعلم أن فضيلة الذكر غيرُ منحصرةٍ في التسبيح والتهليل والتحميدوالتكبير ونحوها ، بل كلُّ عاملٍ للّه تعالى بطاعةٍ فهو ذاكرٌ للّه تعالى ، كذا قاله سعيدُ بن جُبير رحمه الله وغيره من العلماء ، وقال عطاء رحمه اللّه : مجالسُ الذِّكر هي مجالسُ الحلال والحرام ، كيف تشتري وتبيعُ وتصلّي وتصومُ وتنكحُ وتطلّق وتحجّ ، وأشباه هذا". ومما ينكر عليهم في هذا الأصل أيضا أنهم يوجبون الرقائق والعلم بالحكايات وأكثرها غير ثابتة وأكثرها خرافات ومن قبيل الموضوعات أو الكرامات المكذوبة والمصطنعة ومن حكايات مشايخ الطرق أو المتاجرين بالدين . ويلاحظ أن الفضائل مبناها التساهل كما صرح بها العلماء به . وبالعكس هم يهربون من العلم بالمسائل ولا سيما العلم بالأدلة بل ويحاربون من كان كذلك ويسمونها جدلا وشغبا وخصاما ، ويقولون إن مثل هذا العلم يصرف الإنسان عن العمل ، ويقولون إن إبليس كان علمه من هذا القبيل ويلمحون لقوله فيما قصه علينا الله عز وجل قال ما منعك ألّا تسْجد إِذْ أمرْتك ۖ قال أنا خيْرٌ مِنْه خلقْتنِي مِنْ نارٍ وخلقْته مِنْ طِين الأعراف: الآية 12 . من قبيل العلم بالمسائل اللهم سلم سلم . وهذا كما يُعْلَمْ أنه من القياس الفاسد مع معارضة النص بالقياس . فهم يضللون العلم بالمسائل والعلم بالأدلة وأهلها فهم يحاربون الدين باسم الدين وباسم تبليغ الدين وبطبيعة الحال هذا حال من جهل مسائل دينه فيقع فيما لا يحمد عقباه . وفي الذكر يقولون أن الله تعالى أمر بالصلاة في كتابه العزيز ولكن أمرنا بالذكر أكثر مما أمرنا بالصلاة في كتابه العزيز أكثر منها تكرارا ومرارا . ويقولون أن الصلوات فرض ولكن الفرض لا يقتصر على الصلوات الخمس فحسب بل أمرنا الله بالذكر كما أمرنا بالصلاة وهذا الذكر المأمور به غير الصلاة إلى آخر ما يقولون . ويكفي لنقض دعواهم قول الله تعالىﭟ ﭠ ﭡ ﭢ طه:الآية ١٤ . ولكنهم يعنون بالذكر الأوراد ومنها ما هو ثابت ومنه ما هو متخذ من الصوفية .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

                      رابعا : إكرام المسلمين .
                      وهذه القاعدة صحيحة لو أنهم يطبقونها ولكنهم لا يطبقونها إلا مع من يفعل بدعتهم وهي السياحة تنزه عنها من المسلمين يبغضونه أشد البغض وأنا شخصيا قال لي أحد من كان جالسا معه أحد الأيام فمررت عليه فسمى الله وكأن شيطان مر عليه وما هذا إلا لأني لا أوافقهم في ..... .
                      ويقولون في تفسير هذا الأصل أن كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وجب منا الإكرام وإن رأينا منه الكبائر أو أكبر الكبائر فنحن لا نكره العاصي ولكننا نكره المعصية .
                      ويغالون في هذا القول ويتمادون في العمل به دون انتهاء .
                      ولا شك أنهم بهذا القول يشجعون الناس على الجهل والجهل المطبق على الإشراك وعبادة القبور باسم الزيارات والأدب والمكاشفة وباسم التوسل من أهل القبور نسأل الله السلامة من الشرك وما يقرب إليه أو منه .
                      ويدعون الناس إلى البدع والخرافات باسم الأدب وحب الصالحين وباسم إكرام المسلم . وقد ينتهي بهم الأمر إلى مساواة المسلم بالكافر .
                      التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 08-Dec-2012, 12:15 AM.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

                        خامسا :الإخلاص .
                        والإخلاص يجب أن يكون لله .
                        ومن هذا الباب دخلوا في تصوف المتأخرين بكل سهولة ومن حيث لا يدرون فرحين بها مطمئنين إليها فلا جهاد إلا مع النفس ولا إنكار إلا عليها .
                        الإخلاص صعب المنال وليس بسهل ولا يأتي مع كل إنسان ولا سيما في عصرنا هذا فلذلك يحتاج إلى التصحيح والتعويد ولا تصحيح ولا تعويد إلا بتمارين معلومة في التركيز وربط التوجه في شيء معين عن طريق المراقبة وما إليها والظاهر أن هذا هو السر في كلمة تصحيح النية بدلا من إخلاص النية وحيث إن هذه الأشياء كلها من أعمال القلوب فاحتاجت إلى التصوف والسلوك مسلك أهل صفاء القلوب وحيث إن إخلاص النية مع ما فيه من الخطورة والصعوبة واجب أساسي يتوقف عليه الأجر والقبول فبمقدار خطورته ووجوبه يجب التأمين ولا تأمين أي ولا ضمان للتصحيح والتجريد والتعويد في أعمال القلوب إلا بهذا التصوف والمسالك والطرق في زعمهم .

                        تعليق


                        • #13
                          رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

                          سادسا : النفر في سبيل الله أو الخروج في سبيل الله أو السياحة أيضا .
                          بدعة السياحة المقتبسة من دين البارهمية ، والبارهمية هي من الأمم السابقة كانت هي والبدِّية كانوا يتعبدون الله تعالى بالسياحة المجردة بمعنى أن الإنسان يجب أن يفارق أهله وأحبته ويسيح في الأرض ذات الطول والعرض متحملا كل ما يصيبه من جوع وعطش وقد هجر زوجه وأهله ، أنظر أخي العزيز إلى وجه الشبه في هذه العادة التي يتعبد بها جماعة التبليغ وقد سبق التنبيه أن جماعة التبليغ يفسرون السياحة بالخروج الذين يقومون به في سبيل الله كما يدعون ، تعال ننظر ما قاله رسول الله في هذه السياحة قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قولهالسَّائِحُونَ من سورة التوبة الآية 112 وجاء ما يدل أن السياحة هي الجهاد وهو ما رواه أبو داود في سننه قال: حدثنا محمد بن عثمان التنوخي أبو الجماهر حدثنا الهيثم بن حميد أخبرني العلاء بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة أن رجلا قال يا رسول الله ائذن لي في السياحة. قال النبي « إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله تعالى ». ثم قال ابن كثير : وليس من السياحة ما قد يفهمه بعض من يتعبد بمجرد السياحة في الأرض .... .
                          وقال الحافظ ابن كثير أيضا في تفسير الكلمة السابقة الذكر قال عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة : أخبرني عُمارة بن غزية أن السياحة ذكرت عند رسول الله فقال " أبدلنا الله بذلك الجهاد في سبيل الله والتكبير على كل شرف " ومعنى الحديث أن السياحة التي كانت الأمم السابقة تتعبد بها ذكرت عند رسول الله فقال قد أبدلنا الله بها خير منها يعني أن الله لم يشرع لنا التعبد بالسياحة بل شرع لنا خيرا من ذلك . والسياحة لم تكن دينا على عهد رسول الله وقد خرج النبي إلى الطائف وحده ومعه مولاه زيد بن حارثة وتوجه إلى أمير الطائف ودعاه للإسلام والقصة معرفة . ولم يأمر أحدا من المسلمين أن يخرج معه .
                          وتسميتها بالنفر أمر عجيب لأن هذه التسمية لها معان منها النفر من عرفة إلى مزدلفة أو النفر الذي قال فيه تعالى انْفِروا خِفافًا وثِقالًا وجاهِدوا بِأمْوالِكمْ وأنْفسِكمْ فِي سبِيلِ اللّهِ ۚ ذٰلِكمْ خيْرٌ لكمْ إِنْ كنْتمْ تعْلمونوقد سبق التنبيه ماذا يقصدون بها ومن أي ديانة اقتبسوها .
                          ومن الترتيبات والتعليمات أن بعض الجماعة الذين يتقدمون في الترقية كانوا يخرجون مثلا من منطقة سكنهم أربعة أشهر لا يعلمون أين يذهبون ، يعطيهم أمير المشورة خطاب ويأمرهم أن لا يفتحوه حتى يخرجو من منطقة سكنهم ، وعندما يخرجون ويفتحون الخطاب يجدون أن وجهتهم مثلا تبعد بمئات الكيلومترات يعني يسافرون لدولة أخرى غير الذين هم فيها وهم ما رتبوا أنفسهم لتلك الوجهة ، لكن خضوعهم التام وانقيادهم المطلق يمنعهم من الكلام .
                          لكي تبرهن لهم أنك مستعد لكل شيء .
                          وأيضا عندهم أمر آخر وهو الفكر العالمي يعني لو أن شخصا ما خرج لبلد معين يصبح فكره هداية أهل تلك البلدة فقط ، هذا في حالة معرفة اتجاهه أما لو لم يكن يعلم إلى أي بلد هو ذاهب فيصبح هداته هو أن يهدي أناس أنحاء العالم كله ، وفي بداية الأمر تحسب أنها مسألة بسيطة لكن هي مسألة عميقة عندهم ، لها جذور قوية عندهم ، فالواحد فيهم يقول لهم تفكروا كيف تنزل الهداية في هذا الحي تفكروا كيف يصبح يخرج من هذا الحي جماعات ، تفكروا كيف يصبح مركز للتبليغ والدعوة في هذا الحي ، وبعضهم يقول عندما لا يجدون نصرة وتجاوباً معهم لكي على زعمهم يشجعون الدعاة إلى الله يا إخوان ما تعلمون ، تفكروا في هداية هذا الحي في الجزائر تنزل هداية في البرازيل يعني بسبب فكركم هذا الذي يسمونه الفكر العالمي تنزل هداية في البرازيل ، تنزل هداية في الأرجنتين ، في إفريقيا في آسيا في أي بلد ثاني بسبب فكركم وجولاتكم بالفكر ، فمسألة الفكر هذه ليس مسألة سطحية ، فمثلا حتى في الخروج للزيارات يجعلون واحداً في المسجد أو في البيت يخصصونه للفكر والذكر ويأمرونه أن يفكر كيف يوفق الله الجماعة في الزيارات ، تفكر كيف يهدي قلب المتكلم ، تفكر كيف يوفقه الله لكي يقول كلاماً يؤثر في الناس ، تفكر كيف يتأثر السامع بهذا الكلام ، فأصبحت الهدايات مسألة بعيدة وعميقة .
                          أشياء عجيبة والله وذكرت البعض وتركت الأكثر وهم يقولون أن ليس الكلام الذي يؤثر إنما الذي في الصدور ، يعني الشيء الذي في صدرك ينتقل في صدر الذي هو في مقابلك ويحتَّجون بقول النبي "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف" رواه البخاري ومسلم .
                          ولا شك أن هذا الأصل مَحمود مطلوب موجود عند رسول الله ، إذ أرسل جماعات من الصحابة للدعوة إلَى الله ، فأرسل أبا موسى وعليًّا ومعاذًا وأبا هريرة وغيرهم -رضي الله عنهم أجمعين- لكن على غير طريقة التبليغيين ، فإن رسول اللهلَمْ يكن يرسل إلا الفقهاء منهم ، فلم يرسل غيرهم للدعوة إلى الله مع وجود المقتضي والحاجة في زمانه وانتفاء المانع ، وما كانت هذه صورته فحكمه بدعة فِي الشريعة .
                          ولا يصح لأحد أن يستدل بِما رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال: " بلغوا عنِّي ولو آية ". فيقول: هذا يشمل كل من عرف ولو آية واحدة فِي حالة سفر أو حضر، إذ يقال: خير من فهم هذا الكلام وعمل به من تلفظ به ، ومع ذلك لَمْ يفهم أنه شامل لِما ذكرت، إذ لو كان فاهِمًا ما ذكرت لأرسل حتَّى غير العلماء من الصحابة للدعوة ، فلمَّا لَمْ يفعل مع وجود الحاجة وانتفاء المانع ، دل على أنه غير داخل في مطلق الحديث . ثُمَّ إن التبليغيين إذا ذهبوا للدعوة لا يقتصرون على تلاوة آية أو ذكر حديث .
                          وعليك أيها التبليغي ، وفقك الله لما فيه رضاه ، أن لا تعتقد وجوب الخروج مع جماعةالتبليغ ، ولا تعتقد أن من لم يخرج ، أو كان يخرج ثم تركه ، يعد آثما في دين الإسلام .
                          فإن مما هو معلوم من الدين بالضرورة ، أن هذا الخروج على هذا النمط وبهذا الترتيب والهيئة ليس بواجب ، وقد اتفقت الأمة على عدم وجوبه ، ولم تعرفه سوى في العصر الحالي، وأول من أحدثه الشيخ محمد إلياس ، وإنما النقاش يدور بين العلماء في جوازه ، مع اتفاقهم على عدم وجوبه .
                          لأن الشرع لله سبحانه ، وليس للبشر أن يوجبوا على الناس إلا ما أوجب الله عليهم .
                          أقول لإخواني ما أخرجكم من وطنكم ومن ولاياتكم وجعلكم تنتشرون في كل أرض وتنادون الخروج في سبيل الله وقد تركتم بلادكم وأهلكم وعشيرتكم الأقربين الذين هم أحق بالتبليغ والنصح قال تعالى فلا تدْع مع اللّهِ إِلٰهًا آخر فتكون مِن الْمعذّبِين وأنْذِرْ عشِيرتك الْأقْربِين سورة الشعراء الآية 213 214 ويا سبحان الله أنظر فلا تدْع مع اللّهِ إِلٰهًا آخر، أمره بالتوحيد أولا ، وانظر ماذا فعل النبي عندما نزلت هذه الآية قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : يقول تعالى آمرًا بعبادته وحده لا شريك له ، ومخبرًا أنّ مَنْ أشرك به عذبه . ثم قال تعالى آمرًا لرسوله ، صلوات الله وسلامه عليه أن ينذر عشيرته الأقربين ، أي: الأدنين إليه ، وأنه لا يُخَلِّص أحدًا منهم إلا إيمانهُ بربه عز وجل ، وأمره أن يلين جانبه لمن اتبعه من عباد الله المؤمنين. ومن عصاه من خلق الله كائنًا مَنْ كان فليتبرأ منه .......
                          وقال أيضا في نفس الصفحة الحديث الأول:
                          قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا عبد الله بن نُمَيْر عن الأعمش عن عمرو بن مُرَّة عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس قال: لما أنزل الله عز وجل:وأنْذِرْ عشِيرتك الْأقْربِينأتى النبي الصفا فصعد عليه ثم نادى : "يا صباحاه". فاجتمع الناس إليه بين رجل يجيء إليه وبين رجل يبعث رسوله فقال رسول الله : "يا بني عبد المطلب ، يا بني فهر ، يا بني لؤي ، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل ، تريد أن تغير عليكم ، صدقتموني ؟" . قالوا: نعم . قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد". فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم ، أما دعوتنا إلا لهذا ؟ وأنزل الله: تبّتْ يدا أبِي لهبٍ وتبّالمسد : الآية 1 . ورواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي ، من طرق، عن الأعمش ، به .
                          الحديث الثاني:
                          قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: لما نزلت: وأنْذِرْ عشِيرتك الْأقْربِين ، قام رسول الله فقال: "يا فاطمة ابنة محمد ، يا صفية ابنة عبد المطلب ، يا بني عبد المطلب ، لا أملك لكم من الله شيئا ، سلوني من مالي ما شئتم". انفرد بإخراجه مسلم .
                          وقد ذكر أحاديث أخرى يرجع للتفسير من أراد الزيادة والله الموفق .
                          فأنظر رحمك الله كيف بدأ النبي في الدعوة والتبليغلَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أسْوةٌ حسنةٌ لِمنْ كان يرْجو اللّه والْيوْم الْآخِر وذكر اللّه كثِيرًافهل من معتبر .
                          وقد وجدنا من أتباعهم من يحفظ هذه المبادئ الستة ويطبقها فلما سألناه عن أركان الإسلام والإيمان وجدناه لا يعرفها .قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في "لقاءات الباب المفتوح" (15/21) :
                          "الذين يسمون أنفسهم جماعة التبليغ ، هم الذين يذهبون إلى باكستان وغيرها للدعوة إلى الله ونحن لا نتهمهم بسوء النية والقصد ، وهم لا يريدون بالذهاب إلا الخير لا شك ، لكن هذا الذهاب صار سبباً ووسيلةللقدح في هذه الجماعة ، وصاروا يقولون: إنهم يذهبون إلى هناك ليأخذوا العلم والإيمان عن قوم هناك ، وعندنا والحمد لله من هم أعلم منهم ، ومن هم أقوى إيماناً ، ثم إن هؤلاء القوم فيهم شبهة ، لأنهم بنوا أصولهم على غير الأصول التي بنى رسول الله عليها الدين ، فهم بنوا أصولهم على أمور ستة ، وهي :
                          1- تحقيق لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . 2- الصلاة ذات الخشوع والخضوع . 3- العلم معالذكر.
                          4- إكرام المسلمين . 5- تصحيح النية. 6- الدعوة إلى الله والخروج في سبيله . لو أنهم بنوا هذا الأمر على ما بناه عليه الرسول لكان خيراًلهم ، قال النبي : "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاالله ، وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام" ولا أظن أحداً يكون في قلبه أدنى شك أن الرسول ، أعلم الخلق بما يبنى عليه الإسلام ، وأنه أنصح الخلق ، وأنه أفصح الخلق ، وقال: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خير وشره" وقال: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
                          لهذا أنا أنصح إخواني من أهل التبليغ ، وأكرر عليهم النصيحة ألا يذهبوا إلى باكستان أولاً: دفعا عن أعراضهم ، لأن الكثير من الإخوة إذا أثنينا على جماعة التبليغ ، وقلنا: إن لهمتأثيراً لم يقم به أحد غيرهم ، وتأثيرهم واضح ، كم من ضال اهتدى على أيديهم ، وكم من فاسق أطاع على أيديهم ، بل وكم من كافر آمن على أيديهم ، قالوا: هؤلاء فيهم وفيهم ، ومن جملة ما يجعلونه سبباً للقدح سفرهم إلى باكستان . فأنا أكرر نصيحتي لإخواني الذين يوجدون في الجزيرة بألا يذهبوا إلى باكستان ، ويجتمع بعضهم مع بعض والحمد لله في مكة في الحج أو في العمرة ، في رمضان أو في غير رمضان ، أما أن يذهبوا إلى بلاد اشتبه حقيقة ما هم عليه ، ومن يديرون دفة الأمر فيها ، فهذا لا ينبغي". انتهى كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله.
                          ويلاحظ كذلك أن أصول الجماعة هذه خالية كل الخلو من أصل عظيم وركن ركين وشرط أساسي في القبول يبحث عنه وفيه الفقه الإسلامي على سعته وهو تصحيح العمل وهو قرين تصحيح النية وعلى ما يظهر أن هذا الفراغ كان عن قصد مقصود . والله المستعان .

                          تعليق


                          • #14
                            رد: [حصري] هذه هي نصيحتي لجماعة التبليغ

                            ومما ينكر عليهم أيضا كونهم يقدمون من لا علم له للتكلم في المجالس والحلق أقول :
                            ينبغي للتبليغيين أن يجعلوا البيان والدرس حتى ولو كان قراءة من كتاب ( رياض الصالحين ) مع بعض التعليق عليه على طلبة العلم لا على الجهال ، لأن تكلم الجاهل في الناس مبينا ومدرسا فيه مخاطر لا تحمد عقباها ، فهو لا يحسن قراءة الآية إذا قرأها فضلا عن توضيحها ، ولا يميز صحيح الحديث من ضعيفه بل قد ينقل كلاما لا صلة له برسول الله ناسبا إياه له ، والقول على الله بغير علم والافتراء عليه الكذب من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب ، مع ما يترتب على ذلك من ترويج فاسد الأقاويل والجهالات المتنوعة بين الناس ، وحذار أن تظن أن معنى قوله : "بلغوا عني ولو آية". رواه البخاري
                            أن يقوم أي شخص من الناس مبينا في الناس على هذا الوجه ، ولكن المقصود بالحديث أن يبلغ الإنسان ما يعلم من الكتاب والسنة بعدحصوله له على وجه الإتقان والمعرفة الصحيحة ، لا أن يبلغ شيئا لا يحسن قراءته فضلا عن شرحه وتوضيحه ، أو أن يفسره تفسيرا لا يقوم على أسس علمية ، وإنما هو أوهام عواموتخبطات الجهال .
                            قال تعالى : قُلْ هٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أنا ومنِ اتّبعنِي ۖ وسبْحان اللّهِ وما أنا مِن الْمشْرِكِينيوسف: الآية 108 .
                            قال الإمام البغوي في تفسير هذه الآية : "{ قُلْ} يا محمد {هٰذِهِ} الدعوة التي أدعُو إليها والطريقة التي أنا عليها{ سَبِيلِي} سُنَّتي ومنهاجي .
                            وقال مقاتل : ديني ، نظيره قوله:ادْع إِلىٰ سبِيلِ ربِّكالنحل : الآية 125 ، أي: إلى دينه. {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ} على يقين. والبصيرة : هي المعرفة التيتُمِّيزُ بها بين الحق والباطل" .
                            وقال الإمام السعدي في تفسير هذه الآية : "{ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ } من ديني ، أي : على علم ويقين من غير شك ولا امتراء ولا مرية" .
                            قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في "شرح رياض الصالحين" (1 / 21) : "ولكن لا يمكن أن تتم الدعوة إلا بعلم الإنسان بما يدعو إليه، لأن الجاهل قد يدعو إلى شيء يظنه حقاً وهو باطل ، وقد ينهى عن شيء يظنه باطلاً وهو حق ، فلا بد من العلم أولاً فيتعلم الإنسان ما يدعو إليه .
                            وسواء كان عالماً متبحراً فاهماً في جميع أبواب العلم ، أو كان عالماً فينفس المسألة التي يدعو إليها ، فليس بشرط أن يكون الإنسان عالماً متبحراً في كل شيء ، بل لنفرض أنك تريد أن تدعو الناس إلى إقام الصلاة ، فإذا فقهت أحكام الصلاةوعرفتها جيداً فادع إليها ولو كنت لا تعرف غيرها من أبواب العلم، لقول النبي : (بلغوا عني ولو آية) ولكن لا يجوز أن تدعو بلا علم أبدا ، لأن ذلكفيه خطر ، خطر عليك أنت ، خطر على غيرك ، أما خطره عليك فلأن الله حرم عليك أن تقولعلى الله ما لا تعلم ، قال الله تعالى : قلْ إِنّما حرّم ربِّي الْفواحِش ما ظهر مِنْها وما بطن والْإِثْم والْبغْي بِغيْرِ الْحقِّ وأنْ تشْرِكوا بِاللّهِ ما لمْ ينزِّلْ بِهِ سلْطانًا وأنْ تقولوا على اللّهِ ما لا تعْلمونالأعراف : الآية 33 ، وقال تعالى : ولا تقْف ما ليْس لك بِهِ عِلْمٌ ۚ، أي لا تتبع ما ليس لك به علم ، فإنك مسؤول عن ذلك ،إِنّ السّمْع والْبصر والْفؤاد كلّ أولٰئِك كان عنْه مسْئولًاالإسراء :الآية 36 ."
                            فإن قيل : إن سياحة التبليغيين في مشارق الأرض ومغاربها لا تخلو من فائدة ، فقد ذكر عنهم أنه قد أسلم على أيديهم أعدادا كثيرة من المشركين وغيرهم من أهل الملل المخالفة للإسلام . الجواب :
                            إن هذه الفائدة وإن كانت حسنة في مبدئها ، فإنها في الغالب لا تخلو من مساوئ في نهاياتها : وذلك أنه لم يذكر عن الذين أسلموا أنهم يتمسكون بالعقيدة السليمة الصحيحة النقية التي كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وإنما يكون في الغالب مندمجين مع التبليغ ومتمسكين بما هم عليه من البدع والضلالات والجهالات والخرافات ، ومن كانوا بهذه الصفة ، فإنه لا يفرح بإسلامهم فكونهم نجو من الخلود في النار بالخروج من دين الكفار ودخولهم الإسلام لكن من الجهة الأخرى هم متوعدين بالنار لأنهم بفعلهم هذا داخلون في قول النبي : " افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين و سبعين فرقة ، و تفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين و سبعين فرقة ، و تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة " .
                            أخرجه أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و ابن حبان في " صحيحه " و الآجري في " الشريعة " والحاكم في "المستدرك" والإمام أحمد " مسنده " و أبو يعلى في " مسنده " . والحديث صحيح . وزاد الترمذي والحاكم والآجري " كلهم في النار إلا ملة واحدة " قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال "ما أنا عليه وأصحابي" . وكيف يفرح بإسلام أناس يكونوا مندمجين معهم وتابعين لهم على ما هم عليه من البدع والضلالات والجهالات وفساد العقيدة . وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية :أن "مهيار الديلمي الشاعر مهيار بن مرزويه أبو الحسين الكاتب الفارسي ، ويقال له الديلمي ، كان مجوسيا فأسلم ، إلا أنه سلك سبيل الرافضة ، وكان ينظم الشعر القوي الفحل في مذاهبهم ، من سب الصحابة وغيرهم ، حتى قال له أبو القاسم بن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى زاوية أخرى في النار ، كنت مجوسيا فأسلمت فصرت تسب الصحابة" . وقد ذكرت هذه القصة في كثير من كتب التاريخ قبل وبعد زمن ابن كثير ولم ينكر أحد منهم قول ابن برهان لمهيار ، فدل على موافقتهم له ورضاهم بقوله . فهل من معتبر . من أخطائهم أيضا ما أدخلوه من الإلهاميات والمنامات في الشرع فتارة مباشرة وتارة بتأويل أنها مفسرة للنصوص أو مرجحة للخلافيات وتارة بتأويل أنها كاشفة للغمة عن الأمة وعلى أساسها يوجبون بها أمور لا أصل لها على أنفسهم وعلى غيرهم وعلى أساسها يوالون ويعادون وعلى أساسها يناصرون ويخازون وعلى أساسها يفضلون ويضالون ولا شك أن هذه المعاني إذا تجمعت فهي تشريع وكل تشريع من غير الله أو رسوله لا تنصيصا ولا تأصيلا فهي بدعة شرعية وهي ضلالة . ومما يعرف عن هؤلاء أنهم أكثر ما يوجهون دعوتهم إلى ثلاث طبقات : نحو التجار والموظفين والقرويين وأما الباقين سوى طلبة العلم والعلماء فتشملهم الدعوة بطبيعة الشيء دون كثير عناء كثير وكبير وأما العلماء وطلبة العلم فلديهم تعليمات أن لا توجه الدعوة إلى العلماء لأنهم أدرى وأعلم منهم .
                            وهنالك أصول وأخطاء أخرى لكن ركزت على أهمها ولا يعني أني أهملت البقية ولكن لا عرض ولا تشهير لكل هذه الأصول إلا أصول التبليغ الأولية الستة .

                            تعليق


                            • #15
                              رد: [حصري] نصيحة لجماعة التبليغ

                              ذكربعض أفكار وخرافات مشايخ وعلماء جماعة التبليغ :

                              ولايخفى أن أكابر هذه الجماعة التبليغية كمؤسس الحركة محمد إلياس وأشرف علي التهانويوزكريا ختن وأبي الحسن الندوي هؤلاء كلهم غارقون في التصوف المبعد في الخرافات .وهؤلاء علماؤهم وأكابرهم مع ما لديهم من البيعات التصوفية الطرقية .

                              أفكارمحمد إلياس ورأيه في طريقته :
                              قالالشيخ محمد إلياس : كاشفت على هذه الطريقة للتبليغ وألقي في روعي في المنام تفسيرالآية كنْتمْ خيْر أمّةٍ أخْرِجتْ لِلنّاسِ تأْمرون بِالْمعْروفِ وتنْهوْن عنِ الْمنْكرِ وتؤْمِنون بِاللّهِ[ آل عمران:110] إنك أخرجت للناس مثل الأنبياء وفي التعبير عن هذاالمعنى بأخرجت إشارة إلى أن العمل لا يكون في مكان واحد بل يحتاج فيه إلى رحلات إلى البلاد وعملك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأشير بقوله وتؤْمِنون إن نفس إيمانك يرقي ويزدهر وإلا فحصول نفس الإيمانمعلوم من كنْتمْ خيْر أمّةٍ فلا تقصد هدايةالآخرين بل إنو نفع نفسك . والمراد من قوله أخْرِجتْ لِلنّاسِ الأعاجم سوى العرب لأنه قيل فيهم لسْت عليْهِمْ بِمصيْطِرٍ ووما أنْت عليْهِمْ بِوكِيلٍ والمرادمن كنْتمْ خيْر أمّةٍ العرب والمراد من لِلنّاسِغيرهم من الأعاجم والقرينة على هذا ولوْ آمن أهْل الْكِتابِ لكان خيْرًا لهمْ فقال هنالك خير لهم بدلاخيرا لكم لأن تكميل الإيمان المبلغ والداعي يحصل بالتبليغ سواء قبل المخاطب دعوته أولم يقبلها وإن تأثر المخاطب بالتبليغ فاشتغل بأمر الدعوة والتبليغ استفاد شخصيا فلاتتوقف فائدة المبلغ على قبول الدعوة وعدم قبولها . من كتاب (ملحوظات إلياس لمحمد منظورالنعماني ص 415- ط الرسيديد- ساهيوال باكستان ) .
                              وهاك تفسير ابن كثير لهذه الآية وقارن بينهما :
                              قال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن مَيْسَرة عنأبي حازم عن أبي هريرة كنْتمْ خيْر أمّةٍ أخْرِجتْ لِلنّاسِ قال: خَيْرَالناس للناس ، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهمحتى يدخلوا في الإسلام .
                              وهكذا قال ابن عباس ومُجاهد وعِكْرِمة وعَطاء والربيعبن أنس وعطية العَوْفيّ: كنْتمْ خيْر أمّةٍ أخْرِجتْ لِلنّاسِ يعني: خَيْرَالناس للناس .
                              والمعنى: أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس، ولهذا قال: تأْمرون بِالْمعْروفِ وتنْهوْن عنِ الْمنْكرِ وتؤْمِنون بِاللّهِ ۗ
                              قال الإمام أحمد: حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا شريك عنسِماك عن عبد الله بن عُمَيرة عن زوج ذُرّةَ بنت أبي لَهَب عن درة بنت أبي لهب قالت:قام رجل إلى النبي وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله ، أيّ الناس خير؟ فقال: "خَيْرُ النَّاسِ أقْرَؤهُمْ وأتقاهمللهِ ، وآمَرُهُمْ بِالمعروفِ ، وأنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ" .
                              ورواه أحمد في مسنده ، والنسائي في سننه ، والحاكم في مستدركه، من حديث سماك عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس في قوله: كنْتمْ خيْر أمّةٍ أخْرِجتْ لِلنّاسِ قال: هم الذينهاجروا مع رسول الله من مكة إلى المدينة .
                              والصحيح أن هذه الآية عامةٌ في جميع الأمة ، كل قَرْنبحسبه ، وخير قرونهم الذين بُعثَ فيهم رسول الله ، ثم الذينيَلونهم، ثم الذين يلونهم ، كما قال في الآية الأخرى: وكذلِك جعلْناكمْ أمّةً وسطًا لِتكونوا شهداء على النّاسِ ويكون الرّسول عليْكمْ شهِيدًا ۗ وما جعلْنا الْقِبْلة الّتِي كنْت عليْها إِلّا لِنعْلم منْ يتّبِع الرّسول مِمّنْ ينْقلِب علىٰ عقِبيْهِ ۚ وإِنْ كانتْ لكبِيرةً إِلّا على الّذِين هدى اللّه ۗ وما كان اللّه لِيضِيع إِيمانكمْ ۚ إِنّ اللّه بِالنّاسِ لرءوفٌ رحِيمٌأي: خيارا لِتكونوا شهداء على النّاسِ ويكون الرّسول عليْكمْ شهِيدًا ۗ الآية .
                              وفي مسند الإمام أحمد ، وجامع الترمذي ، وسنن ابن ماجة ،ومستدرك الحاكم ، من رواية حكيم بن مُعَاوية بن حَيْدَة ، عن أبيه قال: قال رسولالله : "أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً ، أنْتُمْخَيْرُهَا ، وأنْتُمْ أكْرَمُ عَلَى اللهِ عزَّ وجَلَّ" . وهو حديث مشهور ، وقد حَسَّنه الترمذي . ويروىمن حديث معاذ بن جبل ، وأبي سعيد الخدري نحوه .
                              وإنما حازت هذه الأمة قَصَبَ السَّبْق إلى الخيراتبنبيها محمد فإنه أشرفُخلق الله أكرم الرسل على الله ، وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يُعْطه نبيًّا قبلهولا رسولا من الرسل. فالعمل على منهاجه وسبيله ، يقوم القليلُ منه ما لا يقومالعملُ الكثيرُ من أعمال غيرهم مقامه ، كما قال الإمام أحمد :
                              حدثنا عبد الرحمن حدثنا ابن زُهَير عن عبد الله -يعنيابن محمد بن عقيل-عن محمد بن علي وهو ابن الحنفية أنه سمع علي بن أبي طالب رضيالله عنه يقول: قال رسول الله :"أُعْطِيتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنْ الأنْبِيَاءِ". فقلنا : يا رسولالله ما هو؟ قال : " نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الأرْضِ ،وَسُمِّيتُ أَحْمَدَ ، وَجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُورًا ، وَجُعِلَتْ أُمَّتِيخَيْرَ الأمَمِ". تفرد به أحمد من هذا الوجه ، وإسناده حسن .
                              ثم ذكر ابن كثير أحاديث كثيرة في فضل هذه الأمة لا يتسعالمقام لذكرها . وهذا يرد على ما فهمه محمد إلياس من أن لفظ أخرجت يدل على الرحلةوالتنقل فأخرجت معناها أظهرها الله تعالى ولم يفهم أحد منها لا من الصحابة ولا منالتابعين فمن بعدهم أنها تدل على السياحة . ولو فهم الشيخ محمد إلياس هذه الآية حقالفهم لأمر أصحاب الطريقة الجشتية أعني أهل طريقته بالتوبة إلى الله من طريقتهمالبدعية وأمرهم باتباع الكتاب والسنة .
                              وفي كلام محمد إلياس أخطاء فادحة :
                              الخطأ الأول : قوله كاشفت علىهذه الطريقة للتبليغ وألقي في روعي في المنام تفسير الآية ﭽكنْتمْ خيْر أمّةٍ أخْرِجتْ لِلنّاسِ تأْمرون بِالْمعْروفِ وتنْهوْن عنِ الْمنْكرِ وتؤْمِنون بِاللّهِإنك أخرجت للناس مثل الأنبياء لا علاقة لها بالأنبياءالسابقين وإنما هي خاصة بهذه الأمة أصالة بأصحاب رسول الله وإتباعا بكل من عمل مثل عملهم من هذه الأمة المحمدية.
                              وفي التعبير عن هذا المعنى بأخرجت إشارة إلى أنالعمل لا يكون في مكان واحد بل يحتاج فيه إلى رحلات إلى البلاد وعملك الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر . وأخرجت هنا معناها أظهرت أيأظهرها الله فكيف تدل على الخروج والرحلة إلى البلدان ؟ وفيه تناقض كما لا يخفى .
                              الخطأالثاني : أن أتباعه لا يغيرون المنكر وهم يزعمون أنهم أخذوا هذه الخطة من شيخهم ، وتغييرالمنكر شرط في الكون من هذه الأمة التي أخرجت للناس كما تقدمعن عمر رضي الله عنه وعن مجاهد ومن ترك المناكر - على أشدها بين المسلمين وبين الكافرين وخرج إلى لندن وأمريكا وأوروبا وبلاد العرب والعجم ورأى من المنكرات ما لايحصي دون أن يغير منها شيئا لا بيد ولا بلسان وفي هذا خطآن اثنان :
                              الأول: ترك تغيير المنكر والأمر بالمعروف في بلادهم وأهلهم وذويهم وعشيرتهم عمدا وقصداوالتوجه إلى غيرها والأقربون أولى بالمعروف كما تقدم .
                              الثاني: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلدان . بل يأمرون بالسياحة التينهى النبي عنها وهيبدعة .
                              بلوزيادة على تركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يتجنبوه بشدة ومنعه منهمبعنف وبذلك يعطلون جميع النصوص الواردة في الكتاب والسنة بصدد النهي عن المنكر وقدذكر الله عن عصاة بني إسرائيل وذمهمعلىذلك ،ولعنهم فقال تعالى لعِن الّذِين كفروا مِنْ بنِي إِسْرائِيل علىٰ لِسانِ داوود وعِيسى ابْنِ مرْيم ۚ ذٰلِك بِما عصوْا وكانوا يعْتدون المائدة الآية : 78 .
                              روى: الإمام أحمد ،وأبوداود ،والترمذي-وحسنه-، وابن ماجه ،عنعبداللهبنمسعودرضياللهعنه ،قال: قالرسول الله: "لماوقعتبنوإسرائيلفي المعاصي ،نهتهمعلماؤهم ،فلمينتهوا ، فجالسوهمفيمجالسهم وواكلوهموشاربوهم ،فضرباللهقلوببعضهمببعض ،ولعنهم علىلسانداودوعيسىبنمريم ،ذلكبماعصواوكانوا يعتدون "، وكانرسولالله متكئاً فجلس ، فقال: "لا ،والذينفسيبيده ،حتىتأطروهمعلىالحقأطرا. هذالفظأحمدوالترمذي .ولفظأبيداود: قالرسولالله : " إنأول مادخلالنقصعلىبني إسرائيلكانالرجلُيلقىالرجلَفيقول :ياهذا! اتَّقِاللهودعماتصنع ،فإنهلايحلُّلك ،ثميلقاهمنالغد ، فلايمنعهذلكأنيكونأكليهوشربيهوقعيده ،فلمافعلواذلك ، ضرباللهقلوببعضهمببعض"،ثمقال: لعِن الّذِين كفروا مِنْ بنِي إِسْرائِيل علىٰ لِسانِ داوود وعِيسى ابْنِ مرْيم ۚ ذٰلِك بِما عصوْا وكانوا يعْتدونكانوا لا يتناهوْن عنْ منْكرٍ فعلوه ۚ لبِئْس ما كانوا يفْعلون ترىٰ كثِيرًا مِنْهمْ يتولّوْن الّذِين كفروا ۚ لبِئْس ما قدّمتْ لهمْ أنْفسهمْ أنْ سخِط اللّه عليْهِمْ وفِي الْعذابِ همْ خالِدون ولوْ كانوا يؤْمِنون بِاللّهِ والنّبِيِّ وما أنْزِل إِليْهِ ما اتّخذوهمْ أوْلِياء ولٰكِنّ كثِيرًا مِنْهمْ فاسِقون المائدة : من الآية 78 إلى81 .ثمقال: "كلا ،واللهلتأمرنبالمعروف ،وَلتنهونعن المنكر ،ولتأخُذُنعلىيدالظالم ولتأطُرنَّهعلىالحقأطراً ، ولَتقْصرنَّهعلىالحققصراً . زادفيروايةله: أولَيضرِبناللهبقلوببعضكمعلىبعض ،ثم ليلعننَّكُمكمالعنهم .
                              وفيهذا الحديث أبلغ ردعلىالتبليغيينالذينلايبالونبالنهي عنالمنكرولايعدونهمنواجباتالإسلام .وقدزادواعلىماذكرهاللهعنبنيإسرائيلبزياداتمنالغيوالضلال ،وهيتجنُّبهمالصراحةبالنهيعنالمنكربشدة ،ومنعهم منذلكبعنف ،وتعطيلهمجميعالنصوصالواردةفيالكتابوالسنةبصددالنهيعنالمنكر. ولايعدونهمنواجباتالإسلام كيف لا وقد أرسلالله الرسل وأنزلالكتبللأمربالمعروف الذيأساسهوأصلهالتوحيدومتابعةالرسل ،وفروعهالأقوالالطيبة والأعمالالصالحة ،وللنهيعنالمنكر الذيأساسهوأصلهالشركوالبدع ،وفروعهالأقوالالخبيثةوأنواعالفسوق والعصيان .
                              وبالقيامبالأمربالمعروفوالنهيعنالمنكرتعلوكلمةالله ،ويظهردينه ،وإذاتُرِكالأمربالمعروفوالنهيعنالمنكر ، ضعفالإسلام ،وظهرالباطلوأهله .
                              الخطأالثالث :
                              قوله: والمراد من قوله أخْرِجتْ لِلنّاسِ الأعاجم سوى العرب لأنه قيل فيهم لسْت عليْهِمْ بِمصيْطِرٍ ووما أنْت عليْهِمْ بِوكِيلٍ هاك كلامابن كثير فذكِّرْ إِنّما أنْت مذكِّرٌﯧ لسْت عليْهِمْ بِمصيْطِرٍأي: فذكر-يا محمد-الناسبما أرسلت به إليهم ، فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب، ولهذا قال: لسْت عليْهِمْ بِمصيْطِرٍقال ابن عباس ، ومجاهد ،وغيرهما : لست عليهم بجبار. وقال ابن زيد : لست بالذي تكرههم على الإيمان .
                              قال الإمام أحمد : حدثنا وَكِيع عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال : قالرسول الله : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوهاعصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله عز وجل". ثم قرأ: فذكِّرْ إِنّما أنْت مذكِّرٌلسْت عليْهِمْ بِمصيْطِر
                              وهكذا رواه مسلم في كتاب "الإيمان" ، والترمذي والنسائي فيكتابي التفسير" من سننيهما ، من حديثسفيان بن سعيد الثوري ، به بهذه الزيادة وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من روايةأبي هريرة ، من دون ذكر هذه الآية .
                              وبذلك تعرف الخطأ الواضح في قوله إنها خاصة بالعجم سوى العرب .
                              وخطأ آخر في احتجاجه بقوله تعالى لسْت عليْهِمْ بِمصيْطِرفقوله أخْرِجتْ لِلنّاسِ عام في العرب والعجموكذلك تعالى فذكِّرْ إِنّما أنْت مذكِّرٌ أي ذكر الناس كلهم عربهم وعجبهم لست عليهم بمسيطر على أحد منهم لا على العرب ولا على العجم .

                              الخطأ الرابع :
                              قول محمد إلياس : والقرينة على هذا ولوْ آمن أهْل الْكِتابِ لكان خيْرًا لهمْ ولا علاقة لهذه الآية بما تقدم على أن النصارى من أهل الكتاب كثير منهم عرب غير عجم كنصارى تجران ونصارى الشام وبقية كلامه لا فائدةفيها .
                              ومنهوس الشيخ محمد إلياس كما في سيرة محمد يوسف تأليف محمدالثاني الحسني(وأنت كما ترى ننقل من مصادرهم ومن شيوخهم وعلما أن أبا الحسن الندويقدم له وساهم في تأليفه) ص 196 " أن الشيخ زكريا حرَّر شهادة الإجازة والخلافة التي أعطاها الشيخ إلياس لولده الشيخمحمد يوسف فقال فيه : أنا أجيز هؤلاء للبيعة ، فأضاف فيها الشيخ محمد إلياس وأملى: وأنا أجيزها نيابة عن الرسول .
                              أترك الكلام هذا من دون تعليق للقارئ الكريم .

                              ومنأعجبها وأسقطها ما ذكرت القبورية ولاسيما الديوبندية خصوصا الشيخ زكريا إمام جماعة التبليغ (1402هـ): وهي أن الرفاعي (لما حج وقف تجاه الحجرة الشريفة النبوية ، وأنشد:
                              في حالة البعد روحي كنت أرسلها ... تقبل الأرض عني فهينائبتي
                              وهذه نوبة الأشباح قد حضرت ... فامدد يمينك قد تحظى بهاشفتي
                              فخرجت اليد الشريفة من القبر حتى قبّلها والناس ينظرون).
                              وزاد شيخ التبليغية الديوبندية قوله : إن الذين زاروا يدرسول الله كانوا تسعين ألفا تقريبا ، ومنهم حضرة المحبوب السبحانيالقطب الرباني الشيخ الجيلاني ، وذلك سنة ( 555هـ) .
                              قلت: كم من خلائق لا يعدهم العاد ولا يحصيهم إلا ربالعباد قد أضلتهم القبورية بهذه الخرافة ، ولا سيما شيخ الإسلام زكريا إمامالتبليغية، فإنه قد سجل هذه الخرافة في كتاب هو منهج لجماعة التبليغ، بل هو منأعظم كتب أهل البدع.
                              أقول: عند الديوبندية أمور أعظم من هذه الخرافة ، فإنخروج اليد من القبر أهون بكثير من إتيان الموتى إلى الأحياء لقطع المنازعات ، وفصلالأقضية ، بأجسادهم العنصرية يقظة لا مناما. وهذه الخرافات القبورية والوثنياتالصوفية من تصرف الأرواح في الكون وتجسدها وإتيانها بالأجساد العنصرية أحياء يقظةلا مناما ، مما تكتظ به كتب الديوبندية والتبليغية .
                              وللعلامة محمود شكري الألوسي كلام مهم في إبطال هذهالأسطورة الرفاعية الديوبندية التبليغية ، وإبطال خروج اليد الشريفة من القبرالشريف للرفاعي ، ورؤية الجيلاني إياها ، وتحقيق أنها أكذوبة قبورية وثنية. وكلامههذا مما يقطع دابر القبورية عامة والديوبندية خاصة ولا سيما التبليغية منهم .
                              التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد المهيمن سمير البليدي; الساعة 27-Jun-2013, 09:33 PM.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X