إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الخيانة أنواعها سماحة المفتي حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [خطبة جمعة] الخيانة أنواعها سماحة المفتي حفظه الله

    الخيانة أنواعها - 09-04-1433هـ
    الخيانة أنواعها
    الخطبة الأولى
    إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ وصحبِهِ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين، أمَّا بعد:
    فيا أيُّها الناسَ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى، عباد الله، اهتم الإسلام بسلامة المجتمع، ومنع ما يقوض بنيانه ويترك أثراً سلبيا على علاقة أفراده ، ومن تلكم الأخلاق السيئة التي حذر الإسلام منها خلق الخيانة فهي خصلة ذميمة تسبب إلى انعدام الثقة بين أفراد المجتمع المسلم خلق ذميم وخصلة قبيحة لا ترضاه النفوس السليمة ولكن ترتضيها النفوس الضعيفة والمريضة، ولقد حذر الله المسلمين من هذا الخلق الذميم قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، ونصوص الكتاب والسنَّة في التحذير من هذا الخلق وذمه وبيان سوء عاقبته، وأثره السيئة المترتبة عليها كثيرة، فمن ذلك أن الله جل وعلا أخبرنا أنه لا يحب الخائنين، فخلق الخيانة خلقٌ يبغضه الله قال الله جلَّ وعلا: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) وقال جلَّ علا: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)، ونهانا ربنا أن نجادل عن الخائنين: (وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً)، نهانا أن نجادل عمن يطلب ما ليس له أو عمن يمتنع عن بذل الحق الواجب عليه، وأخبر تعالى أن الخيانة من أسباب دخول النار: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً) والمراد بالخيانة خيانة الدين، وأخبر تعالى أن كيد الخائن يعود عليه (وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ)، والخيانة من أخلاق اليهود قال جلَّ وعلا: (وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ)، والخيانة من أخلاق المنافقين يقول صلى الله عليه وسلم: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ من هذا الخصال كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ" واستعاذ صلى الله عليه وسلم من شر الخيانة فقال: "اللهم إني أعوذ بك من الخيانة فإنها سوء الخيانة"، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الخيانة تكون بعد القرون المفضلة تنتشر بين الناس فقال: "خَيْرَ القرون قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"، قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رضي الله عنه لاَ أَدْرِى أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً ثُمَّ: "يأتي أقوامٌ يَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ"، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الخائن لا تجوز شهادته فقال: "ولا تجوز شهادة الخائن والخائنة"، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الخائن متوعد بعدم دخول الجنة فقال صلى الله عليه وسلم: "ما من راعٍ يسترعي رعيةً يموت حين يموت وهو غاشٌ لها إلا حرم الله عليه الجنة"، وأخبر صلى الله عليه وسلم عن ربه أن الله خصم الخائن في أمانته فيقول صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّهُ ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ"، وحذر صلى الله عليه وسلم من الخيانة فقال: "يُنْصَبُ لكل غَادِرِ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ".
    أيها المسلم، إن الخيانة لها أثر سيء في حياة المسلم فيما بينه وبين ربه، ومع نفسه، ومع عباد الله، ومع المجتمع كله، فالمؤمن ذو أمانة ودين فإذاً هو بعيد عن الخيانة فلا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) هكذا أهل الإسلام (لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ).
    أيها المسلم، وأعظم الخيانة الخيانة في الدين، بأن تأتي بناقضٍ من نواقض الإسلام تستحل أمراً حرمه الله وأجمع المسلمون على تحريمه وعلم تحريمه من دين الإسلام بالضرورة، أو ترد أمراً أمر الله به وفرضاً افترضه الله عليك معلوم فرضه ووجوبه من دين الإسلام بالضرورة، ومن ذلك ما تلوث به العقيدة من البدع والخزعبلات الصوفية والوسائل والذراع الشركية، ومن أنواع الخيانة في الدين الطعن في أصول الإسلام ومبادئه والتشكيك في ثوابته ومسلماته، ومن أنواع الخيانة تحريف النصوص من الكتاب والسنة وإخضاع الرأي البشري وتفريغها من مضموناتها وما دلت عليه، ومن أنواع الخيانة القدح في حملة الشريعة لاسيما أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين بلغونا كتاب الله ونقلوا لنا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وجدوا واجتهدوا في ذلك، فأصحابه الكرام والتابعون لهم بإحسان السائرون على نهجهم يجب احترامهم وتقديرهم: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، ومن أنواع الخيانة في الدين محاربة شعائر الإسلام والسعي في إطويقها والطعن في حملة الشريعة وعلمائها والقدح فيهم بأي أنواع من القدح الدال على البغض والكراهية، ومن أنواع الخيانة أيضاً الطعن في الذات الإلهية أو محمد صلى الله عليه وسلم، فإن المؤمن محب لله معظم له، محب لرسول الله، فالطعن في ذلك من عنوان النفاق والخيانة بالأمانة.
    أيها المسلم، إن المؤمن يحترم عرضه ويحافظ عليه، فالخيانة في العريض ارتكاب ما حرم الله مما جاء الشرع بتحريمه فإن الله حرم الزنا وجعله من كبائر الذنوب وأمر المسلم بأن يحافظ بأن يغض بصره ويحفظ فرجه (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)، وأمر المؤمنات بذلك: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ).
    أيها المسلم، فعرضك واجب المحافظة عليه، فإياك أيتها المسلمة أن تخوني زوجك بأي أنواع من الخيانة فخير مال الرجل المرأة الصالحة الذي إن نظر إليها أسرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله، والرجل أيضاً يحافظ على أمانته مع امرأته فلا يخونها بارتكاب الحرام الذي ربما أثر على علاقتها معه أو نقل إليها الأمراض الأضرار العظيمة، وكذلك المحافظة على البيت من أي سلوك سيء فإن المسلم يحمي بيته من أفلام خليعة وصور فاتنة وأغاني ماجنة تهدم الأخلاق والكرم والفضائل.
    أيها المسلم، ومن الخيانة خيانتك فيما أتمنت فيه من الأموال فإن الله يقول: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا)، فالمسلم يؤدي الأمانة التي أتمن عليها فما أودع من مال ومن أُكل من مسئولية يؤدي تلك الأمانة، ويوصل الحقوق إلى أهلها فلا يخون ولا يجحد أموال وضعت عنده أو بصائر أو أوقاف أو صدقات للتوزيع أو نحو ذلك يلزم الأمانة الصادقة فيما بينه وبين الله، العمل الذي أُكل القيام به يؤديها وقتاً وأداء أمانةً وطاعة لله إذا هو يقتضي عليه مكافئه فيجب أن يؤديها ولا يخون فيها، أرباب المصانع يجب عليهم أن يؤدوا الأمانة في المواصفات المطلوبة فلا يخدعوا الناس بتخفيف المواصفات أو إدخال شعار يدل على الجودة والطيب وهم خلاف ذلك، التاجر المسلم يتقي الله في أمانته فلا يخون أمانته لا يخونها باحتكار السلع ومحاولة تقليلها وإخفائها أو تخفيض إنتاج المصانع لها لأجل رفع السعر على المستهلك كما يفعله البعض يمارسون هذه الطرق فتارةً ينسبون الأمر إلى الإخلال بالمصنع واختلاله وعدم قدرته أو حيل يأتون بها والله يعلم أن الغاية منها الإضرار بالمستهلك والربح وراءه برفع هذه السلع الضرورية سوء كانت مواد غذائية أو مواد بنائيه أو غي ذلك من مستهلكات البشر، فالذي يخون في أمانته بأنواع الحيل التي ينسبها يعلم أن الله مطلع عليه وعالم بسره وعلانيته فليتقي الله في ذلك.
    أيها المسلم، ومن أنواع الخيانة خيانة الشريك لشريكه، فإن الشريك والشركاء يجب أن يؤدي كل منهم الأمانة لصحابه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل أن ثالث الشريكين ما لم يخن احدهما الآخر، فإذا خان احدهم الأخر رفعت يدي وجاء الشيطان"، ومن أنواع الخيانة خيانة لأخيك المسلم فيما سألك من نصيحة واستشارك من مشورة فأبدي النصح الطيب والمشورة التي تعتقد صحتها وإياك أن تشير إليه أو ترشده إلى ما لا تعلم أنه خلاف الواقع فإن من حق المسلم على المسلم إذا نصحه أن ينصح له ويصدقه ويمحض الحق له، فإن المسلم يحب لأخيك المسلم ما يحب لنفسه، جعلني الله وإياكم من أهل الأمانة المؤدين لها المحافظين عليها، أقولٌ قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفورٌ الرحيم.



    الخطبة الثانية
    الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
    فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، عباد الله، المؤمن حقاً يحافظ على وطن الإسلام، وعلى المجتمع المسلم ويسعى جهده في استتباب أمنه و استقراره وانتظام حياته والمحافظة عليه من كيد الأعداء من قرب أو بعد، هكذا المسلم الحقيقي وهكذا المواطن الصالح الذي يخاف الله ويتقيه، ولكن إخواني من أعظم خيانات الأوطانِ والمجتمعات المسلمة أن يكون لبعض أفراد الناس ارتباط بعلاقات خارجية ومع جهات مشبوهة الغاية منها أن يتخذ الأعداء جسراً يعبرون منه على المجتمع المسلم فيدمرون ويفسدون ويخربون ويقعون فتنة وسفك الدماء ونهب الأموال وهتك الأعراض والفوضى بين أفراد المجتمع، فالسلم بعيد عن هذه الخيانة لا يرضى لوطن المسلم سوء ولا يسعى ولا يكون وسيلة ولا ذريعة ولا مطية لأعداء الإسلام بل يحفظ وطن المسلمين ويسعى في استقرار أمنه واستتبابه، إن من خيانة وطن المسلم التستر على المجرمين والمفسدين وإيوا الخائنين والمجرمين سوء كانت أخلاقية أو عقدية أو غير ذلك، لأن المسلم لا يقر الفساد ولعن الله من أوى محدثا، فلعن الله من أوى المحدث أواه ونصره ووقف بجانبه وخضع إلى الرشوة وغير ذلك لكي يضحي بوطنه ويضحي بالمجتمع المسلم من غير خوف ولا خجل ولا حياء، إن من خيانة الوطن ما يفعله بعض ضعفاء الإيمان من التجار المسلمين حينما يحدث للسلع ويرفعون أسعارها ويخفونها لأجل أن يرفعوا على المستهلك استهلاكه وهذا من خيانة الأمانة، إذا التاجر الصدوق الأمين يجب أن يتقي الله له أن يربح ويحقق الأرباح لكن لا على حساب الإضرار بالآخرين.
    أيًّها الأمَّة، وإن من الخيانة للمسلمين نشر المخدرات والمسكرات وترويجها بين أفراد المجتمع فأولئك الذين يبيعون المخدرات ويروجنها في المجتمع المسلم ويكونون رصداً لأعداء الإسلام يأخذونها ويروجنها ويبذلونها بين شباب الأمة لإفساد كيان أمة وتدمير أخلاقها وقيمها، ولأن كنا نسجل بمدد من نور لإدارة الجمارك وسلاح الحدود تلك المفاجئات العظيمة والسبق العظيم في الإطاحة بعصابات المخدرات الذين هم أفسد خلق الله وشر خلق الله، فالمسلم يعلم أن هؤلاء أعداء للأمة وأعداء لدينها وقيمها وأخلاقها، فالتستر على المجرمين عصابات السرقة والتخريب والشر والبلاء كل أولئك من يرضى بأعمالهم السيئة خائن لدينه خائن لأمته خائن لدينه، ومن أنواع الخيانة أيضا الإصغاء إلى أولئك الذين يدعون للفوضى ويدعون الاضطراب ويدعون إلى ما يدعون إليه من المواقع السيئة الخبيثة التي تملئ الأسماع بكل شر وبلاء، فليكن المسلم على حذر من أولئك فليسوا بصادقين ولكنهم أعداء للدين وأعداء للأمة وأعداء لكل خلق كريم، إن من خيانة الأمة التلاعب بكل مصالح الأمة بكل ما يحدث من أناس يغتنون الفرصة أحيانا فيرفعون ويتحكمون في أمور الأمة في سبيل ما يجلب لهم من المصالح المادية على حساب الآخرين، فلنتقي الله في أنفسنا وفي تعاملنا مع مجتمعنا المسلم ولكن صادقين بعيدين كل البعد عن الخيانة في أحوالنا كلها فإن الله يقول: (لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ) فإذا انفضت العلاقة بينك وبين ربك ثم بينك وبين نبيك فإنك تقع في الخيانة فيما أتمنت عليه في الأمانات كلها، فخير ما تحفظ به الأمانة تقوا الله ومراقبته في السر والعلن، أسأل الله أن يوفق الجميع ويحفظ الجميع بالإسلام، ويثبتنا وإياكم على الطريق المستقيم إنه على كل شيء قدير.
    واعلموا رحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار.
    وصَلُّوا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم امتثالاً لأمر بكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمة المهدين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التَّابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانك يا أرحمَ الراحمين.
    اللَّهمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمَّر أعداء الدين، ونصر عبادك الموحدين، وجعل اللَّهمَّ هذا البلاد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللَّهمَّ أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا ووفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللَّهمَّ وفقه لما يرضيك وولي عليهم خيارهم ونصرهم على من بغى عليهم، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللَّهمّ أمده بعونك وتوفيقك وتأيدك ومنحه الصحة والسلامة والعافية، وكن له عونا في كل ما همه وجعله بركته على نفسه وعلى المجتمع المسلم، اللَّهمَّ وفق ولي عهده نايف بن عبد العزيز لكل خير، وسدده في أقواله وأعماله ومنحه الصحة والسلامة والعافية، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، اللَّهمّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنَّزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغاً إلى حين، اللَّهمَّ أغثنا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثتنا، اللَّهمَّ سقي رحمة لا سقي بلاء ولا هدم ولا غرق، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
    عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.


    لسماع :
يعمل...
X