إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

كلماتٌ في الأخوّة بأقلامٍ جزائريَّةٍ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] كلماتٌ في الأخوّة بأقلامٍ جزائريَّةٍ


    كلماتٌ في الأخوّة بأقلامٍ جزائريَّةٍ

    بقلم : الأخ سمير سمراد - حفظه الله -


    بسم الله الرحمن الرحيم




    هذا جمعٌ متواضعٌ لكلماتٍ يسيراتٍ متناثرةٍ هنا وهناك، كَتَبَتْهَا أقلامٌ جزائريَّةٌ في موضوعٍ متّصلٍ بِـ «الإخوانيَّات»، بل هو لُبُّها وأساسُها؛ إنَّهُ موضوعُ «الأخوّةِ» الضّائعة، الّتي كادَت أن لا يبقى لها وجودٌ إلاّ في بطونِ الكتب والقواميسِ، وأَدْبَرَ النّاسُ عنها إدبارًا ولم يَرْعَوْا لها حُرْمَةً ولم ينهَضُوا لها بحقٍّ –إلاّ ما رَحِمَ ربّي وقليلٌ ما هم-.
    أكتبُ هذا ليسَ تَيْئِيسًا وتقنيطًا للنُّفوس، وإنَّمَا تَشْحِيذًا للهِمَمِ الرّاكِدةِ لأَن تُذكّرَ بالحقوقِ المَفْقُودَةِ والأخلاقِ الغائبَة، وتعملَ على بعثِ الأُخُوَّةِ من جديدٍ، وأن تَبُلَّهَا بِبِلالِها، وتعطِفَ عليها بعدَ تضييعِها. واللهُ تعالى موفّقٌ مَن كانَ صادقَ الرّجاءِ، نَقِيَّ القَلْبِ، نَصُوحَ التَّوبةِ.

    1 - يقول الشّيخ «الطّيّب العقبيّ» في رثاء أخيهِ وصديقِهِ الفقيد الشّيخ الإمام «عبد الحميد بن باديس» (رحمهما اللهُ تعالى)، وقد ظنّ النّاسُ بهِ ظنًّا إذْ لم يحضر جنازتَهُ، وظنّوا أنّ ذلكَ لأَجْلِ الخِلاَفِ الشّخصيِّ القديمِ بينهما:
    «ومَن مِن النّاس يستطيعُ التّفرقةَ بين قلوب أولياء اللهِ وأنصار الحقّ؛ تلك القلوب الّتي اجتمعت عليه واتّفقت على محبّة دينه والإيمان به؟ وما جمعته يد الله لا تفرّقه يد الشّيطان كما كان يقول الفقيد نفسه.
    ومَن هو الّذي يقدر أن يُنسينا عهدَ صداقةٍ ومحبّة لسبع عشرة سنة كانت لله وفي الله؟!
    لا! لا أحد يقدر على ذلك سيّما بين العلماء المصلحين وهُمْ هُمْ إخوان الصّفاء، وأخدان الصّدق والوفاء، كلّما حَصْحَصَ الحق، وتجلّى للعيان موقف الامتحان والصّدق، ذلك لأنّهم على حبّ الله ورسوله اجتمعوا، وفي توحيد الله اتّحدت قلوبهم، وما اجتمعوا ولا تفرّقوا، ولا اتّفقوا في الرّأي ولا اختلفوا، إلاّ وهمُّ كلِّ امرئٍ منهم وغرضُه الوحيد إنّما هو حبّ الخير والحرص عليه والعمل على نفع العموم والتّعاون على البرّ والتّقوى، والتّفكّر في إصلاح ما أفسد النّاس في هذا المجتمع الجزائريّ الحزين البئيس...فحُقَّ لمن عرفنا بمبادئ الحقّ والصّدق هذه وعرف الأستاذ (ابن باديس) رئيسًا لجمعية العلماء الّتي لقينا في سبيلها وسبيل التّضامن مع رئيسها وكلّ مرؤوسيها ما لم يلقه غيرُنا – أن يعتبرنا مِن أولى النّاس به وأوّلهم في تلقّي التّعزيةِ بمصابه العظيم، ورزئه الأليم....»[«رزيّة المصلحين بفقد رئيس جمعيّة العلماء الأستاذ الشيخ «عبد الحميد بن باديس» رحمه الله»، جريدة «الإصلاح»، العدد(23)، 30 ربيع الأول 1359هـ الموافق لـ: 8 ماي 1940م، (ص1)]

    2 - وكتب الأستاذ الأديب الأمين العموديّ (رحمه الله تعالى) رسالةً خاصَّةً إلى أَخِيهِ الشّيخ .... (رحمه الله تعالى) يقولُ فيها:
    «الحمد لله وحده. يوم الأربعاء 4 رمضان 1359هـ (7 أكتوبر 1940م).
    إلى الشّيخ ....، بعد السّلام.
    سيّدي!
    أعوذُ بالله من شياطينِ الإنس الّذين أفسدُوكَ على إخوانِكَ وأفسدُوا إخوانَكَ عليكَ وكادُوا ووشَوا ودسُّوا ووسوسُوا حتّى كدَّرُوا بينكَ وبينهم جوًّا ما كانَ أصفاهُ! وبَنَوْا بينك وبينهم سَدًّا أُناشدكَ اللهَ أن تقولَ معي: تَبَّت يدَا مَنْ بَنَاهُ!
    أسفتُ والله –وكيف لا آسفُ؟- أن تخونكَ نباهتُكَ حتّى تفتحَ على مصراعيهِ بابَ العملِ بنبأٍ يجيئُكَ به فاسقٌ ولا تتبيّن، والتّسرّع بالطّعن سرًّا وعلنًا في أخٍ ما رأيتَ منهُ أحقابًا طويلةً إلاّ خالص الودّ وإغراء البُسطَاء – لا أقولُ السّفهاء- بمن كانَ في مختلفِ الأزمنةِ والظّروفِ دِرْعًا لكَ لا لأَعَاديكَ وسهمًا صائبًا في فؤادِ كلِّ مَن حاولَ النَّيْلَ من شخصِكَ أو من أنصارِكَ أو من رجالِ نادِيك!....كلّفتُ الشّيخَ (....) الّذي لا أشكُّ في أَمانتِهِ و(....) الّذي هو من أخلصِ جلسائكَ ومن أخلص أتباعكَ –على ما يظهر- بتبليغكَ أوّلاً: أنّي أربأُ بنفسي أن أذكر أحدًا بسوءٍ في غيبتِهِ ولو كانَ من أَلدِّ خصومي وأنّني بريءٌ ممّا رميتني بِهِ براءةً يعلمها اللهُ وملائكته وحتَّى أنتَ لولا أنَّ الجوَّ المُسمَّمَ المحيطَ بكَ كانَ لهُ الأثرُ الأقبحُ فيما تعارفنا وتعاهدنا عليهِ وأنساكَ ما كان ينبغي لكَ أن تحفظهُ إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها...»اهـ.[«محمد الأمين العمودي الشخصية المتعددة الجوانب»، (ص96-97)].

    3 - وقال في رسالةٍ أخرى إلى أخٍ آخرَ؛ يُعاتبُهُ على تقصيرهِ في حَقِّ أُخوَّتهما، بعثَ بها من السِّجنِ «سجن بربروس» (بعاصمةِ الجزائر)؛ وذلكَ أنّ الأمين العموديّ (رحمه الله) «دخلَ السّجن والحربُ(الحرب العالميّة الثّانية) قائمةٌ على ساقٍ، وتركَ خلفهُ صبيةً صغارًا وأمّهم ولم يترك لهم قوتَ يومهم»:
    «يوم جانفي 1940م.
    إلى الشّيخ (....)
    لا أظنّ محفوظاتكَ الواسعة خاليةٌ من بيت فإنها (كذا):
    غاض الوفاءُ وفاض القدر وانفرجت/ مسافة الخلف بين القولِ والعمل
    ولا شكَّ أنَّكَ تعتقدُ مثلي أنَّ بيتًا كهذا يُعدُّ من أنفسِ وأحكمِ ما قالتهُ العرب في الجاهليّة والإسلامِ وحتَّى في عصرنا هذا الّذي تدّعي طائفةٌ من أهله أنّها تمتّ بصلةٍ إلى الإسلام.
    إن ظننت أنّك المعنيّ بهذا فلا يسعني إلاّ أن آسفَ وأتحسَّر، لأنّي –واللهِ- في هذه الظّروف القاسيةِ ألفيتُكَ على مسافةٍ شاسعةٍ من الرّجل الّذي كنت أعرفه أو حسبتُ نفسي غلطًا من الّذين يعرفونه.
    نعم! إنّي اليومَ أشبه شيءٍ بالجثّة الهامدة الّتي يرى كلّ عاقل اجتنابها والابتعادَ عنها ما استطاع من الدَّهاء وسداد الرّأي، وربّما عدّ ذلك من صفات الرّجولة وآيات البطولة، وإن فرّ منّي كلّ عاقل فرار السّليم من الأجرب فإنّي أقسم لك بربّ العقلاء والمجانين أنّي لا أتمنّى يومًا من أيّام حياتي أن أكون من العقلاء الّذين من هذا الطّراز ... لكن هذه الجثّة تفتخر بأنّ لها ماضيًا تحسد عليه، وتعدك وعدا صادقًا بأنّها ستجهد النّفس في المستقبل لتظهر الفرق الثّابت بينها وبين الّذين حشروا أنفسهم في زمرة الأحياء.
    لا يجهل مجرِّب مثلي خاض معالم الحياة على اختلاف أنواعها وأشكالها أنّ الغيرة والشّهامة والوفاء والصِّدق أشياء لم يبقَ لها أثرٌ إلاّ في القواميس العتيقة غير أنِّي كنتُ أُغالطُ نفسي بأنّ للمروءة مثالية تمنع ثُلّة من «رِجال العصر» من الوقوف في بعض الأحيان ومع بعض الإخوان مواقف أقلّ ما يقول فيها المنصف أنّها مُخْزِية مُزْرِية، هي والشّرف الإنسانيّ على طرفي نقيض.
    قد زُجَّ بي في سجن «بربروس» منذ شهرين متتابعين كشَهْرَي الكفَّارة وذلك لارتكابي جريمةً إخالُكَ أعلم النّاس ببعضٍ منها، ولكونك كما إخالُكَ نَفَيْتَ وأعرضتَ وتَصَامَمْتَ واستكبرتَ واختصرتَ في الأقوال، حُرّرت وانزوَيْتَ وقبَعْتَ في كَسْرِ بيتِكَ خشيةَ الاتِّهامِ بالمشاركةِ في الجريمةِ. معاذَ اللهِ أن أصفكَ بالجبن والبخل، ليس هما من صفاتِ الكرام، غير أنّ سكوتك وعدم ردّ الجواب في ظرفِ الشّهرين ما غرسَ في ضميري عقيدةً رسخت رسوخًا خالدًا لا يُزحزحه زخرفة القول وأَفَانِين الاعتذار وهي أنّ المحبَّةَ والإخاء والمودّة والتّضامن ألفاظٌ وضعتها الأوائل عن حسن قصدٍ ولم تبق لها أبدًا وأخيرًا معنًى إلاّ في زمانٍ خاصّ ومكان خاصّ ولغايةٍ خاصّة.
    بقي في ذاكرتي هذا البيت من قصيدةٍ نظمتُها في فجر شبابي:
    وهنت القوى منّي كأنّي ميتٌ/ وجميع خلقِ اللهِ منِّي تفِرُّ
    فأشكرُ لك معاملتكَ «الأخويّة» الّتي ذكَّرَتني في أيّام اعتقالي طورًا من أقبح وألعن أطوار حياتي، كما أشكرُكَ بل أُهنّيكَ بنجاحكَ الباهر في الخُطّة الّتي اخترتها وارتسمتها وضمنت بها راحَتَكَ وبراءَتَكَ من الالتصاقِ بالّذين رمى بهم طيشهم وتهوّرهم في غيابات السُّجون.
    ومهما يكن من أمرٍ فإنّي لا أحملُ لكَ حقدًا، ولا أغبطُكَ (....) عالم من ميدان لعبت فيه دورًا، وأخيرًا غادرته مشتغلاً بخويصةِ نفسِكَ، تاركًا مَن لم يُترَك فريسةً لكلّ بلاء وفريسةً لكلِّ هوان، ولم تتفضَّل عليهِ بكلمةٍ تُؤنسُهُ في وحشتِهِ، وبخلتَ حتَّى بالتَّرحُّم.
    سُبحانَ مَن قسَمَ الحظوظ، إنّه بصيرٌ بمجرى الأمور وعليمٌ بذات الصّدور، والعاقبةُ لا محالةَ للصّابرين التّائبين لا سواهُم.
    الأمين العمودي في سجن «بربروس» »اهـ.[«محمد الأمين العمودي الشخصية المتعددة الجوانب»، (ص99-100)].

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 25-Oct-2013, 09:00 AM.
يعمل...
X