إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

صفات الخوارج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقتطف] صفات الخوارج


    بعض الأحاديث و الآثار الواردة فى الخوارج -كلاب النار-:

    بينا نحن عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يقسمُ قسمًا .
    أتاه ذو الخُوَيصرةِ . وهو رجل ٌمن بني تميمٍ .
    فقال : يا رسولَ اللهِ اعدِلْ . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
    " ويلك ! ومَن يعدلْ إن لم أعدلْ ؟ قد خِبتَ وخسرتَ إن لم أَعدِلْ " .
    فقال عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه : يا رسولَ الله ِ! ائذنْ لي فيه أضربْ عُنقَه .
    قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : " دَعْه .
    فإنَّ له أصحابًا يحقِرأحدُكم صلاتَه مع صلاتِهم . وصيامَه مع صيامِهم .
    يقرأون القرآنَ . لا يجاوزُ تَراقيهم .يمرُقون من الإسلامِ كما يمرُق السهمُ من الرَّميَّةِ .
    ينظر إلى نصلِه فلا يوجدْ فيه شيءٌ . ثم ينظر إلى رِصافِه فلا يوجد فيه شيءٌ .
    ثم ينظر إلى نضِيِّه فلا يوجد فيه شيءٌ ( وهو القدحُ ) . ثم ينظر إلى قُذَذِه فلا يوجد فيه شيءٌ . سبق الفرثَ والدَّمَ .
    آيتُهم رجلٌ أسودُ . إحدى عَضُدَيه مثلُ ثديِ المرأةِ . أو مثلَ البَضعة تَدَرْدَرُ .
    يخرجون على حينِ فُرقةٍ من الناسِ " .
    قال أبو سعيدٍ : فأشهدُ أني سمعتُ هذا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .
    وأشهدُ أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه قاتلَهم وأنا معه . فأَمَر بذلك الرجلِ فالتُمِسَ .
    فوُجِدَ . فأُتِيَ به . حتى نظرتُ إليه ، على نَعْتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي نعَتَ .

    الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1064
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    يحقِرُ أحدُكم صلاتَه مع صلاتِهم ، وصيامَه مع صيامِهم ، وقراءتَه مع قراءتِهم ،
    يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ حناجرَهم يمرُقون من الإسلامِ كما يمرقُ السهمُ من الرميَّةِ .
    وفي روايةٍ ( يقتُلونَ أهلَ الإيمانِ ، ويدَعونَ أهلَ الأوثانِ )

    الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: تلبيس الجهمية - الصفحة أو الرقم: 4/209
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    هل سمعتَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يذكرُ في الحروريَّةِ شيئًا
    فقالَ سَمِعْتُهُ يذكرُ قومًا يتعبَّدونَ يحقِرُ أحدُكُم صلاتَهُ معَ صلاتِهِم وصومَهُ معَ صومِهِم
    يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ أخذَ سَهْمَهُ فنظرَ في نصلِهِ فلم يرَ شيئًا
    فنظرَ في رِصافِهِ فلم يرَ شيئًا فنظرَ في قِدحِهِ فلم يرَ شيئًا فنظرَ في الْقُذَذِ
    فتمارَى هل يَرَى شيئًا أم لا.


    الراوي: عبد الرحمن بن عوف المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 139
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    بينا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقسِمُ،
    جاء عبدُ اللهِ بنُ ذي الخُوَيصِرَةِ التَّميمِيِّ فقال : اعدِلْ يا رسولَ اللهِ،
    فقال : ( وَيحَكَ، ومَن يَعدِلْ إذا لم أَعدِلْ ) .
    قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ : ائذَنْ لي فأضرِبُ عُنُقَه،
    قال : ( دَعْه، فإنَّ له أصحابًا،يَحقِرُ أحدُكم صلاتَه معَ صلاتِه، وصيامَه معَ صيامِه،
    يَمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرُقُ السهمُ منَ الرَّمِيَّةِ،
    ينظُرُ في قُذَذِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، ثم ينظُرُ إلى نَصلِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ،
    ثم ينظُرُ إلى رِصافِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ،
    ثم ينظُرُ في نَضيِه فلا يوجَدُ فيه شيءٌ، قد سبَق الفَرثَ والدمَ،
    آيتُهم رجلٌ إحدى يدَيه، أو قال : ثَديَيه، مثلُ ثَديِ المرأةِ،
    أو قال : مثلُ البَضعَةِ تَدَردَرُ، يَخرُجونَ على حين فُرقَةٍ منَ الناسِ ) .
    قال أبو سعيدٍ : أشهَدُ سمِعتُ منَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأشهَدُ أنَّ عليًّا قتَلهم، وأنا معَه،
    جيءَ َبالرجلِ على النعتِ الذي نعَته النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال : فنزَلَتْ فيه : { وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} .

    الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:6933
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


    إنَّها ستَكونُ هجرةٌ بَعدَ هجرةٍ يَنحازُ النَّاسُ إلى مُهاجَرِ إبراهيمَ
    لا يَبقى في الأرضِ إلَّا شرارُ أَهْلِها تلفِظُهُم أرَضوهُم تَقذرُهُم نفْسُ اللَّهِ
    تحشرُهُمُ النَّارُ معَ القردةِ والخَنازيرِ تَبيتُ معَهُم إذا باتوا وتَقيلُ معَهُم إذا قالوا وتأكُلُ مَن تخلَّفَ
    قالَ وسَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ:
    سيَخرجُ أُناسٌ من أمَّتي من قِبَلِ المشرِقِ يَقرؤونَ القرآنَ لا يُجاوزُ تراقيَهُم
    كلَّما خرجَ منهم قرنٌ قُطِعَ كلَّما خَرجَ منهم قرنٌ قُطِعَ - حتَّى عدَّها زيادةً على عَشرةِ مرَّاتٍ -
    كلَّما خرجَ منهم قرنٌ قُطِعَ حتَّى يخرُجَ الدَّجَّالُ في بقيَّتِهِم

    الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 11/88
    خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


    ستَكونُ هجرةٌ بعدَ هِجرةٍ ، فَخيارُ الأرضِ
    قالَ عبدُ الصَّمدِ : لَخيارُ الأرضِ إلى مُهاجرِ إبراهيمَ ،
    فيَبقى في الأرضِ شِرارُ أَهْلِها ،
    تَلفظُهُمُ الأرضُ وتقذرُهُم نَفْسُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ،
    وتحشرُهُمُ النَّارُ معَ القردةِ والخَنازيرِ
    ثمَّ قالَ : حدِّثْ ، فإنَّا قد نُهينا عنِ الحديثِ ،
    فقالَ : ما كُنتُ لأحدِّثُ ،
    وعندي رجلٌ من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، ثمَّ مِن قُرَيْشٍ ،
    فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عمرٍو ، سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ :
    يَخرجُ قومٌ من قَبَلِ المشرقِ ، يقرَؤونَ القرآنَ لا يجاوِزُ تراقيَهُم ،
    كلَّما قُطِعَ قرنٌ نشأَ قَرنٌ حتَّى يخرُجَ في بقيَّتِهِمُ الدَّجَّالُ

    الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 11/153
    خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


    ينشأُ نشؤ يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهم كلَّما خرجَ قرنٌ قُطِعَ
    قالَ ابنُ عمرَ سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ:
    كلَّما خرجَ قرنٌ قُطِعَ أكثرَ من عشرينَ مرَّةً حتَّى يخرجَ في عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ

    الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 144
    خلاصة حكم المحدث: حسن

    عن أبو غالبٍ صاحِبِ المِحجنِ قالَ: رأيتُ أبَا أُمامةَ الباهليَّ
    أبصرَ رءوسَ الخوارجِ على دَرَجِ دمشقَ فقالَ:
    سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ:
    كلابُ أَهْلِ النَّارِ كلابُ أَهلِ النَّارِ كلابُ أَهلِ النَّارِ
    ثمَّ بَكَى ثُمَّ قالَ:
    شرُّ قتلَى تحتَ أديمِ السَّماءِ وخيرُ قتلى من قتلوهُ .
    قالَ أبو غالبٍ: أأَنتَ سمعتَ هذا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
    قالَ نعَم إنَّي إذًا لجريءٌ
    سمعتُهُ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غيرَ مرَّةٍ ولا مرَّتينِ ولا ثلاثٍ

    الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الوادعي - المصدر: الفتاوى الحديثية - الصفحة أو الرقم:1/425
    خلاصة حكم المحدث: جيد


    رأى أبو أُمامةَ رُؤُوسًا مَنْصُوبَةً على دَرَجِ دِمَشْقَ ، فقال أبو أُمامةَ : كِلَابُ النارِ ،
    شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السماءِ ؛ خَيْرُ قَتْلَى مَن قَتَلُوهُ
    ثم قرأ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ الآية ،
    قيل لِأَبِي أُمامةَ : أنت سَمِعْتَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ !
    قال : لو لم أَسْمَعْهُ إلا مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ أو ثلاثًا – حتى عَدَّ سَبْعًا - ؛ ما حَدَّثْتُكُمُوهُ


    الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3485
    خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن


    لمَّا أُتيَ برءوسِ الأزارقةِ فنُصِبتْ على دَرجِ دمشقَ
    جاءَ أبو أمامةَ فلمَّا رآهم دمَعت عيناهُ فقال كلابُ النَّارِ ثلاثَ مرَّاتٍ
    هؤلاءِ شرُّ قتلى قُتلوا تحتَ أديمِ السَّماءِ وخيرُ قتلى تحتَ أديمِ السَّماءِ الَّذينَ قتلَهم هؤلاءِ
    قال فقلتُ ما شأنُك دمعت عيناكَ
    قال رحمةً لَهم إنَّهم كانوا من أَهلِ الإسلام
    قال قلنا أبرأيِك قلتَ هؤلاء كلابُ أهل النَّارِ أو شيئًا سمعتَه من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ
    قال إنِّي لجريءٌ بل سمعتُه من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ غيرَ مرَّةٍ ولا ثِنتين ولا ثلاثًا قال فعدَّ مرارًا


    الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الوادعي - المصدر: صحيح دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 609
    خلاصة حكم المحدث: حسن


    كنت بدمشقَ زمنَ عبدِ الملكِ فأُتِيَ برؤوسِ الخوارجِ فنُصِبَت على أعوادٍ
    فجئت لأنظرَ هل فيها أحدٌ أعرفُه فإذا أبو أمامةَ عندَها فدنوت منه فنظرت إلى الأعوادِ
    فقال كلابُ النارِ ثلاثَ مراتٍ شرُّ قتلَى تحتَ أديمِ السماءِ ومَن قتلوه خيرُقتلَى تحتَ أديمِ السماءِ قالها ثلاثَ مراتٍ
    ثم استبكى قلت يا أبا أمامةَ ما يبكيكَ قال كانوا على دينِنا ثم ذكر ما هم صائرونَ إليه غدًا
    قلت أشيئًا تقولُه برأيِك أم شيئًا سمعتَه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
    قال إني لو لم أسمعْه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المرةَ أو مرتين أو ثلاثًا إلى السبعِ ما حدَّثتكُموه
    أما تقرأ هذه الآيةَ في آلِ عمرانَ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ إلى آخرِ الآيةِ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
    ثم قال اختلف اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فرقةً سبعونَ فرقةً في النارِِ وواحدةٌ في الجنةِ
    واختلف النصارَى على اثنتينِ وسبعينَ فرقةً إحدَى وسبعونَ فرقةً في النارِِ وواحدةٌ في الجنةِ
    وتختلفُ هذه الأمةُ على ثلاثةً وسبعينَ فرقةً اثنتانِ وسبعونَ فرقةً في النارِِ وواحدةٌ في الجنةِ
    فقلنا انعتْهم لنا
    قال: السوادُ الأعظمُ

    الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم:6/236
    خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر أحمد العسكري; الساعة 20-Feb-2014, 09:42 PM.

  • #2
    رد: بَشّروا الخوارج بأوصافهم ومآلهم: كلَّما خرجَ منهم قرنٌ قُطِعَ حتَّى يخرُجَ الدَّجَّالُ في بقيَّتِهِم.


    وهذا جمع آخر لأحد الإخوة الأفاضل -وفقه الله-
    منقول من شبكة سحاب -حرسها الله-


    قصة ذو الخويصرة
    وعلاقته بأشقى الخلق قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه


     عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل، فقال: (( ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل )).
    فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟
    فقال: (( دعه، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه - وهو قدحه - فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس )).
    قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته. قال: فأنزلت فيه: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}

    أخرجه البخاري في كتاب: استتابة المرتدين / باب: من ترك قتال الخوارج للتألف ولئلا ينفر الناس عنه رقم: 3414
    أخرجه مسلم في الزكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتهم، رقم: 1064.


    معاني الكلمات:
    (لا يجاوز تراقيهم) لا يتعداها، والتراقي جمع ترقوة وهي عظم يصل ما بين ثغرة النحر والعاتق، والمراد: لا يفقهون معناه، ولا تخشع له قلوبهم، ولا يؤثر في نفوسهم، فلا يعملون بمقتضاه.
    (يمرقون) يخرجون منه سريعا دون أن يستفيدوا منه.
    (الرمية) هو الصيد المرمي، شبه مروقهم من الدين بمروق السهم الذي يصيب الصيد، فيدخل فيه ويخرج منه دون أن يعلق به شيء منه، لشدة سرعة خروجه.
    (نصله) حديدة السهم.
    (رصافه) هو العصب الذي يلوى فوق مدخل النصل.
    (قدحه) هو عود السهم قبل أن يوضع له الريش.
    (قذذه) جمع قذة وهي واحدة الريش الذي يعلق على السهم.
    (قد سبق الفرث والدم) أي لم يتعلق به شيء منهما لشدة سرعته، والفرث ما يجتمع في الكرش مما تأكله ذوات الكروش.
    (آيتهم) علامتهم.
    (البضعة) قطعة اللحم.
    (تدردر) تضطرب وتذهب وتجيء.
    (حين فرقة) أي زمن افتراق بينهم، وفي رواية (على خير فرقة) أي أفضل طائفة.
    ...............................................
     وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية، فقسمها بين الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب، فغضبت قريش والأنصار، قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا، قال: (( إنما أتألفهم )). فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، كث اللحية محلوق، فقال: اتق الله يا محمد، فقال: (( من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني )).
    فسأل رجل قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه، فلما ولى قال: (( إن من ضئضئ هذا، أو: في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الومية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )).

    أخرجه البخاري في باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم رقم: 3166
    أخرجه مسلم في الزكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتهم، رقم: 1064.


    معاني الكلمات:
    (بذهبية) قطعة من ذهب.
    (صناديد) رؤساء، جمع صنديد.
    (غائر العنين) عيناه داخلتان في رأسه لاصقتان بقعر الحدقة، ضد الجاحظ.
    (مشرف الوجنتين) عاليهما، والوجنتان العظمان المشرفان على الخدين، وقيل لحم جلد الخدين.
    (كث اللحية) كثير شعرها.
    (ضئضئ) هو الأصل والعقب، وقيل: هو كثرة النسل.
    (لا يجاوز حناجرهم) لا يفقهون معناه ولا ينتفعون بتلاوته.
    (يمرقون) يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ من الصيد من جهة أخرى، ولم يتعلق بالسهم من دمه شيء.
    (الرمية) الصيد المرمي.
    (قتل عاد) أي أستأصلهم بالكلية بأي وجه، ولا أبقي أحدا منهم]
    .................................................. .....
     وعن أبي سلمة وعطاء بن يسار أنهما أتيا أبا سعيد الخدري، فسألاه عن الحروريَّة: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أدري ما الحروريَّة؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، أو حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرميَّة، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء )).

    أخرجه البخاري في باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم رقم: 6532

    قال البخاري في "صحيحه" : ( وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين ) فتح الباريخ (12/282)
    .................................................. ........
     وعن سعيد بن جُمْهان قال: أتيتُ عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر، فسلّمت عليه، قال لي: مَن أنت؟ فقلت: أنا سعيد ابن جمهان، قال: فما فعل والدك؟ قلت: قتلَتْه الأزارقة، قال: " لعن الله الأزارقة! لعن الله الأزارقة! حدَّثنا رسول الله  أنهم: (( كلاب النار ))، قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟ قال: بلى الخوارج كلها، قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناسَ ويفعل بهم، قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال: " ويحك يا ابن جمهان! عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فأْتِهِ في بيته فأخبره بما تعلم، فإن قَبِل منك وإلا فدَعْهُ؛ فإنك لست بأعلم منه ".

    رواه أحمد (4/382ـ 383) والطبراني ورجال أحمد ثقات روى ابن ماجة منه طرفاً، وحسنه الألباني.
    (الأزارقة) هم أتباع نافع بن الأزرق الخارجي.


    فائدة: روى عبد الله بن أحمد بإسناده الصحيح إلى سعيد بن جمهان أنه قال: " كانت الخوارج تدعوني حتى كدتُ أن أدخل معهم، فرأت أخت أبي بلال في النوم أن أبا بلال كلب أهلب أسود، عيناه تذرفان، قال: فقالت: بأبي أنت يا أبا بلال! ما شأنك أراك هكذا؟ قال: جُعِلْنا بعدكم كلاب النار، وكان أبو بلال من رؤوس الخوارج" كتاب السنة لابن أبي عاصم رقم (1509).
    .................................................. ......

     وعن أبي غالب قال: كنت بدمشق زمن عبد الملك فأتي برؤوس الخوارج فنصبت على أعواد فجئت لأنظر هل فيها أحد أعرفه؟ فإذا أبو أمامة عندها فدنوت منه فنظرت إلى الأعواد فقال: (( كلاب النار)) ثلاث مرات (( شر قتلى تحت أديم السماء ومن قتلوه خير قتلى تحت أديم السماء )) قالها ثلاث مرات ثم استبكى قلت: يا أبا أمامة ما يبكيك؟
    قال: كانوا على ديننا ثم ذكر ما هم صائرون إليه غداً.
    قلت أشيئاً تقوله برأيك أم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    قال: إني لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً إلى السبع ما حدثتكموه أما تقرأ هذه الآية في آل عمران: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} إلى آخر الآية {وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون}
    ثم قال: (( اختلف اليهود على إحدى وسبعين فرقة سبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، واختلف النصارى على اثنتين وسبعين فرقة في النار وواحدة في الجنة،وتختلف هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة)). فقلنا: انعتهم لنا، قال: (( السواد الأعظم )) .
    رواه ابن ماجة والترمذي باختصار. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
    .................................................. ....
     عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (( سيكون في أمتي اختلافٌ وفرقةٌ، قومٌ يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدِّين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتدَّ على فوقه، هم شرُّ الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب اللّه وليسوا منه في شىء، من قاتلهم كان أولى باللّه تعالى منهم ))
    قالوا: يارسول اللّه، ما سيماهم؟ قال: (( التحليق )).
    وفي رواية عن أنيس قال: (( سيماهم التحليق والتسبيد فإذا لقيتموهم فأنيموهم )).
    قال أبو داود: التسبيد: استئصال الشعر
    أخرجه أحمد في المسند (3/197) وأبو داود في باب في قتال الخوارج. رقم : 4765
    .................................................. ....

     عن أبي برزة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم، هديهم هكذا يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون إليه ووضع يده على صدره سيماهم التحليق، لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم! هم شر الخلق والخليقة )).
    (أخرجه الحاكم في المستدرك (2/147) وقال: صحيح وسكت عنه الذهبي.)
    .................................................. .............
    قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج: " والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك "
    ((هدي الساري)) ص (483) وانظر (( الإصابة )) عند ترجمة عمران بن حطّان

    وقال عبد الله بن محمد الضعيف: " قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج "
    رواه أبو داود في (( مسائل أحمد )) ص (271) بسند صحيح

    .................................................. .....
     وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله  قال: (( ينشأُ نَشْءٌ يقرؤون القرآن لا يُجاوِز تراقيهم، كلما خرج قرنٌ قُطِع )) قال ابن عمر: سمعتُ رسول الله  يقول: (( كلما خرج قرنٌ قُطع )) أكثر من عشرين مرة: (( حتى يَخرج في عِراضهم الدَّجَّال )).
    ((صحيح ابن ماجه)) للألباني رقم (144) وقال: " حسن ".


    صفة مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
    سنة أربعين من الهجرة .


    كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه خير أهل الأرض في ذلك الزمان أعبدهم وأزهدهم وأعلمهم وأخشاهم لله عز وجل ومع هذا كله خذلوه أهل العراق وتخلوا عنه حتى كره الحياة وتمنى الموت وذلك لكثرة الفتن وظهور المحن فكان يكثر أن يقول: ما يحبس اشقاها؟. أي: ما ينتظر؟ ماله لا يقتل؟ ثم يقول: والله لتخضبن هذه ويشير إلى لحيته من هذه ويشير إلى هامته.

    عن عثمان بن صهيب عن أبيه قال: قال علي رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من أشقى الأولين )) قلت: عاقر الناقة. قال: (( صدقت)) قال: ((فمن أشقى الآخرين)) قلت: لا علم لي يا رسول الله. قال: (( الذي يقتلك ))
    رواه الطبراني وأبو يعلى وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (ح108

    قال الحافظ ابن كثير في (( البداية والنهاية )) (6/7):
    ذكر ابن جرير وغير واحد من علماء التاريخ والسير وأيام الناس أن ثلاثة من الخوارج وهم عبد الرحمن بن عمرو المعروف بابن ملجم الحميري ثم الكندي حليف بني حنيفة من كندة المصري وكان أسمر حسن الوجه أبلج شعره مع شحمة أذنيه وفي وجهه أثر السجود. والبرك بن عبد الله التميمي. وعمرو بن بكر التميمي ايضا.
    اجتمعوا فتذاكروا قتل علي إخوانهم من أهل النهروان، فترحموا عليهم، وقالوا ماذا نصنع بالبقاء بعدهم؟! كانوا من خير الناس وأكثرهم صلاة وكانوا دعاة الناس إلى ربهم، ولا يخافون في الله لومة لائم. فلو شرينا أنفسنا، فأتينا أئمة الضلالة فقتلناهم فأرحنا منهم البلاد وأخذنا منهم ثأر إخواننا.
    فقال ابن ملجم: أما أنا فأكفيكم على ابن أبي طالب.
    وقال البرك: وأنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان.
    وقال عمرو بن بكر: وأنا أكفيكم عمرو بن العاص.
    فتعاهدوا وتواثقوا أن لا ينكص رجل منهم عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه، فأخذوا أسيافهم فسمّوها واتعدوا لسبع عشرة من رمضان؛ أن يبيت كل واحد منهم صاحبه في بلده الذي هو فيه.

    فأما ابن ملجم، فسار إلى الكوفة فدخلها وكتم أمره حتى عن أصحابه من الخوارج الذين هم بها، فبينما هو جالس في قوم من بني الرباب يتذاكرون قتلاهم يوم النهروان إذ أقبلت امرأة منهم يقال قطام بنت الشجنة قد قتل على يوم النهروان أباها وأخاها، وكانت فائقة الجمال، مشهورة به، وكانت قد انقطعت في المسجد الجامع تتعبد فيه، فلما رآها ابن ملجم سَلَبَتْ عقله ونسي حاجته التي جاء لها وخطبها إلى نفسها، فاشترطت عليه ثلاثة آلاف درهم، وخادما، وقينة، وأن يقتل لها علي بن أبي طالب، قال: فهو لك، ووالله ما جاء بي إلى هذه البلدة إلا قتل علي.
    فتزوجها ودخل بها، ثم شرعت تحرضه على ذلك، وندبت له رجلا من قومها من تيم الرباب يقال له وردان ليكون معه ردءا، واستمال ابن ملجم رجلا آخر يقال له شبيب بن نجدة الأشجعي الحروري قال له ابن ملجم: هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ فقال: وما ذاك؟! قال: قتل علي. فقال: ثكلتك أمك! لقد جئت شيئا إدّاً، كيف تقدر عليه؟ قال: أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فان نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا وإن قتَلَنا فما عند الله خير من الدنيا. فقال: ويحك! لو غير علي كان أهون علىَّ؛ قد عرفت سابقته في الإسلام وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أجدني أنشرح صدرا لقتله فقال: أما تعلم أنه قتل أهل النهروان؟ فقال: بلى. قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا. فأجابه إلى ذلك بعد لأيٍ.
    ودخل شهر رمضان، فواعدهم ابن ملجم ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت، وقال: هذه الليلة التي واعدت أصحابي فيها أن يثأروا بمعاوية وعمرو بن العاص فجاء هؤلاء الثلاثة وهم ابن ملجم ووردان وشبيب وهم مشتملون على سيوفهم، فجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي، فلما خرج جعل يُنهض الناس من النوم إلى الصلاة؛ ويقول: الصلاة، الصلاة، فثار إليه شبيب بالسيف فضربه فوقع في الطاق، فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دمه على لحيته رضي الله عنه.
    ولما ضربه ابن ملجم قال (لاحكم إلا لله) ليس لك يا علي ولا لأصحابك، وجعل يتلو قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) ونادى علي: عليكم به، وهرب وردان فأدركه رجل من حضرموت فقتله، وذهب شبيب فنجا بنفسه، وفات الناس، ومُسك ابن ملجم وقدم على جعدة بن هبيرة بن أبي وهب فصلى بالناس صلاة الفجر، وحمل علي إلى منزله وحمل إليه عبد الرحمن بن ملجم، فأوقف بين يديه وهو مكتوف قبحه الله، فقال: له أي عدو الله؛ ألم أحسن إليك؟. قال: بلى. قال: فما حملك على هذا؟. قال: شحذته أربعين صباحا، وسألت الله أن يقتل به شر خلقه فقال له علي: لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلق الله. ثم قال: إن مت فاقتلوه وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به.

    وقال ابن ملجم: والله لقد ضربته ضربة لو أصابت أهل المصر لماتوا أجمعين والله لقد سممت هذا السيف شهرا ولقد اشتريته بألف وسممته بألف.
    قال الهيثم بن عدي: حدثني رجل من بجيلة، عن مشيخة قومه: أن عبد الرحمن بن ملجم رأى امرأة من تيم الرباب يقول لها قطام كانت من أجمل النساء، ترى رأى الخوارج، قد قتل على قومها على هذا الرأي، فلما أبصرها عشقها فخطبها فقالت: لا أتزوجك إلا على ثلاثة آلاف وعبد وقينة فتزوجها على ذلك فلما بنى بها قالت له يا هذا قد فرعت فأفرع فخرج ملبسا سلاحه وخرجت معه فضربت له قبة في المسجد وخرج علي يقول الصلاة الصلاة فاتبعه عبد الرحمن فضربه بالسيف على قرن رأسه فقال الشاعر قال ابن جرير هو ابن مياس المرادي:
    فلم أر مهرا ساقه ذو سمـاحة *** كمهـر قطام بينأ غير معجم
    ثلاثـة آلاف وعبـد وقينـة *** وقتـل علي بالحسام المصمم
    فلا مهر أغلا من علي وإن غلا *** ولافتك إلا دون فتك ابن ملجم

    وقد عزى ابن جرير هذه الأبيات إلى ابن شاس المرادى وأنشد له ابن جرير في قتلهم عليا:

    ونحن ضربنا مالك الخير حيدرا *** ابا حسن مأمومه فتقطرا
    ونحن خلعنا ملكه من نظامه *** بضربه سيف إذ علا وتجبرا
    ونحن كرام في الهياج أعزة *** إذا الموت بالموت ارتدى وتأزرا

    وقد امتدح ابن ملجم بعض الخوارج المتأخرين في زمن التابعين وهو عمران بن حطان([1]) وكان أحد العباد ممن يروى عن عائشة في ((صحيح البخاري)) فقال فيه :

    يا ضربة من تقى ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
    إنـي لأذكـره يوما فأحسبه *** أوفـى البريـة عند الله ميزانـا

    فعارضه الامام أبو الطيب الطبري فقال:
    اني لابرأ مما أنت تذكره *** عن بن ملجم الملعون بهتانا
    اني لأذكره يوما فألعنه *** دينا وألعن عمران بن حطان

    وأما صاحب معاوية وهو البرك فأنه حمل عليه وهو خارج إلى صلاة الفجر في هذا اليوم فضربه بالسيف وقيل بخنجر مسموم فجاءت الضربة في وركه فجرحت إليته ومسك الخارجي فقتل وقد قال لمعاوية اتركني فأني أبشرك ببشارة فقال وما هي فقال إن أخي قد قتل في هذا اليوم علي بن أبي طالب قال فلعله لم يقدرعليه قال بلى إنه لا حرس معه فأمر به فقتل وجاء الطبيب فقال لمعاوية إن جرحك مسموم فاما أن أكويك وأما أن أسقيك شربة فيذهب السم ولكن ينقطع نسلك فقال معاوية أما النار فلا طاقة لي بها وأما النسل ففي يزيد وعبد الله ما تقر به عيني فسقاه شربة فبرأ من ألمه وجراحه واستقل وسلم رضي الله عنه ومن حينئذ عملت المقصورة في المسجد الجامع وجعل الحرس حولها في حال السجود فكان أول من اتخذها معاوية لهذه الحادثة
    وأما صاحب عمرو بن العاص وهو عمرو بن بكر فأنه كمن له ليخرج إلى الصلاة فاتفق أن عرض لعمرو بن العاص مغص شديد في ذلك اليوم فلم يخرج إلا نائبه إلى الصلاة وهو خارجة بن أبي حبيبة من بني عامر بن لؤي وكان على شرطة عمرو بن العاص فحمل عليه الخارجي فقتله وهو يعتقده عمرو بن العاص فلما أخذ الخارجي قال أردت عمرا وأراد الله خارجة فأرسلها مثلا وقتل قبحه الله وقد قيل إن الذي قالها عمرو بن العاص وذلك حين جىء بالخارجي فقال ما هذا قالوا قتل نائبك خارجة ثم أمر به فضربت عنقه فلما مات علي إني أعرض عليك خصلة قال وما رضي الله عنه استدعى الحسن بابن ملجم فقال له ابن ملجم هي قال إني كنت عاهدت الله عند الحطيم أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما فأن خليتني ذهبت إلى معاوية على أني لم أقتله أو قتلته وبقيت فلله على أن أرجع إليك حتى أضع يدي في يدك فقال له الحسن كلا والله حتى تعاين النار ثم قدمه فقتله ثم أخذه الناس فأدرجوه في بوراي ثم أحرقوه بالنار وقد قيل إن عبد الله بن جعفر قطع يديه ورجليه وكحلت عيناه وهو مع ذلك يقرأ سورة أقرأ باسم ربك الذي خلق إلى آخرها ثم جاءوا ليقطعوا لسانه فجزع وقال إني أخشى أن تمر على ساعة لا أذكر الله فيها ثم قطعوا لسانه ثم قتلوه ثم حرقوه في قوصرة والله أعلم

    الخوارج من أغرب أشكال بني آدم: جهلة ضُّلاّل ، وأشقياء في الأقوال والأفعال

    يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في الخوارج [ البداية والنهاية 7/228] :
    قال أبو محنف عن عبد الملك عن أبي حره: أن عليا لما بعث أبا موسى لانفاذ الحكومة اجتمع الخوارج في منزل عبد الله بن وهب الراسبي فخطبهم خطبة بليغة زهدهم في هذه الدنيا ورغبهم في الآخرة والجنة وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم قال: فاخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظالم أهلها إلى جانب هذا السواد إلى بعض كور الجبال أو بعض هذه المدائن منكرين لهذه الأحكام الجائرة.
    ثم قام حرقوس بن زهير فقال بعد حمد الله والثناء عليه: إن المتاع بهذه الدنيا قليل وإن الفراق لها وشيك فلا يدعونكم زينتها أو بهجتها إلى المقام بها ولا تلتفت بكم عن طلب الحق وإنكار الظلم إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
    فقال سنان بن حمزة الأسدي: يا قوم إن الرأي ما رأيتم وإن الحق ما ذكرتم فولوا أمركم رجلا منكم فأنه لا بد لكم من عماد وسناد ومن راية تحفون بها وترجعون إليها فبعثوا إلى زيد بن حصن الطائي وكان من رؤسهم فعرضوا عليه الأمارة فأبى ثم عرضوها على حرقوص بن زهير فأبى وعرضوها على حمزة بن سنان فابى وعرضوها على شريح بن أبي أوفى العبسي فأبى وعرضوها على عبد الله بن وهب الراسبي فقبلها وقال أما والله لا أقبلها رغبة في الدنيا ولا أدعها فرقا من الموت واجتمعوا ايضا في بيت زيد بن حصن الطائي السنبسي فخطبهم وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلا عليهم آيات من القرآن منها قوله تعالى يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله الآية وقوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وكذا التي بعدها وبعدها الظالمون الفاسقون ثم قال فأشهد على أهل دعوتنا من أهل قبلتنا أنهم قد اتبعوا الهوى ونبذوا حكم الكتاب وجاروا في القول والأعمال وأن جهادهم حق على المؤمنين فبكى رجل منهم يقال له عبد الله بن سخبرة السلمي ثم حرض اولئك على الخروج على الناس وقال في كلامه اضربوا وجوههم وجباههم بالسيوف حتى يطاع الرحمن الرحيم فأن أنتم ظفرتم وأطيع الله كما أردتم أثابكم ثواب المطيعين له العاملين بأمره وإن قتلتم فأي شيء أفضل من المصير إلى رضوان الله وجنته
    قلت وهذا الضرب من الناس من أغرب أشكال بني آدم فسبحان من نَوَّعَ خلقه كما أراد ، وسبق في قَدَرِهِ العظيم .
    وما أحسن ما قال بعض السلف في الخوارج إنَّهم المذكورون في قوله تعالى : قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً

    والمقصود أن هؤلاء الجهلة الضُّلاّل ، والأشقياء في الأقوال والأفعال ، اجتمع رأيهم على الخروج من بين أظهر المسلمين ، وتواطؤوا على المسير إلى المدائن ليملكوها على الناس ويتحصنوا بها ويبعثوا إلى إخوانهم وأضرابهم - ممن هو على رأيهم ومذهبهم ، من أهل البصرة وغيرها - فيوافوهم إليها . ويكون اجتماعهم عليها .
    فقال لهم زيد بن حصين الطائي: أن المدائن لا تقدرون عليها ، فإنَّ بها جيشاً لا تطيقونه وسيمنعوها منكم ، ولكن واعدوا إخوانكم إلى جسر نهر جُوخَا ، ولا تخرجوا من الكوفة جماعات ، ولكن اخرجوا وحداناً لئلا يُفطن بكم ، فكتبوا كتاباً عاماً إلى من هو على مذهبهم ومسلكهم من أهل البصرة وغيرها وبعثوا به إليهم ليوافوهم إلى النهر ليكونوا يداً واحدة على الناس ، ثم خرجوا يتسللون وحداناً لئلا يعلم أحدٌ بهم فيمنعوهم من الخروج فخرجوا من بين الآباء والأمهات والأخوال والخالات وفارقوا سائر القرابات ، يعتقدون بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم أن هذا الأمر يُرضِي رب الأرض والسموات ، ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر والذنوب الموبقات ، والعظائم والخطيئات ، وأنه مما زيَّنه لهم إبليس الشيطان الرجيم المطرود عن السموات الذي نصب العداوة لأبينا آدم ثم لذريته مادامت أرواحهم في أجسادهم مترددات ، والله المسؤول أن يعصمنا منه بِحولِه وقوته إنه مجيب الدعوات .
    وقد تدارك جماعة من الناس بعض أولادهم وإخوانهم فردوهم وأنبوهم ووبخوهم فمنهم من استمر على الاستقامة ومنهم من فر بعد ذلك فلحق بالخوارج فخسر إلى يوم القيامة وذهب الباقون إلى ذلك الموضع ووافى إليهم من كانوا كتبوا إليه من أهل البصر وغيرها واجتمع الجميع بالنهروان وصارت لهم شوكة ومنعه وهم جند مستقلون وفيهم شجاعة وعندهم أنهم متقربون بذلك فهم لا يصطلى لهم بنار ولا يطمع في أن يؤخذ منهم بثأر وبالله المستعان .اهـ

    قال السلف: " لكل قوم وارث "

    محاولة اغتيال الملك عبد العزيز آل سعود

    وما الاعتداء الإرهابي الظلوم على الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، طيب الله ثراه، إلا صورة من صور الإرهاب الظالمة المظلة.
    ذلك أنه كان يطوف بالبيت صباح يوم الجمعة سنة 1353هـ طواف الإفاضة، فبينما هو في الشوط الرابع من طوافه ومعه ابنه الأكبر سعود بن عبد العزيز ومعهما ثلة قليلة من رجال الأمن والحرس، فإذا برجل غادل فاجر يخرج من الفجوة من حجر إسماعيل، وقد استل خنجراُ وصاح صيحات منكرة واندفع نحو الملك، فتصدى له الشرطي أحمد ين موسى العسيري إلا أن الغادر عاجله فطعنه فقتله، ثم تصدى للغادر الملحد جندي آخر فقتله، وتصدى له أحد رجال الحرس الملكي فأطلق عليه رصاصة فأرداه قتيلا، ثم خرج مجرم ثاني فتصدى له جندي من الحرس فقتلة فخرج ثالث فرأى ذعراً فولى هارباً، وأدركته رصاصة أحد رجال الأمن فخر صريعاً، وأمر الملك بقفل الأبواب حتى أكمل طوافه، وحرصوا على كتم ما حصل لئلا يلحق الحجاج شيء من الخوف والقلق فيؤثر في حجهم. وكان الإرهابيون ثلاثة ممن امتلأت قلوبهم غلاً وحقداً وحسداً لهذا الإمام الذي أحيا الله بإمامته السنن، فارتفع علمها مرفوفاً على الجزيرة وانتشرت دعوة الهدى والنور حتى بلغت الآفاق البعيدة في أرض الله المديدة، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، فرحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة مأواه، والنر لأعداء دين الله الذين يحرصون دائماً على نشر الفساد في أرض الله.
    من كتاب : الإرهاب وأثره على الأفراد والأمم، لفضيلة الشيخ زيد المدخلي، تقديم فضيلة العلامة صالح الفوزان



    ([1]) وما أكثر بني حطان في عصرنا هذا، تجد أحدهم -وإن كان ذو علم مثل ابن حطان ولا يفعل فعل الخوارج - إلا أنه يلهج بمدح الخوارج ويصفهم بالأئمة والمجددين وينصح بقراءة كتبهم، وإن كانت هذه الكتب لأديب جاهلاً تنضح كتبه بتكفير المجتمعات وتنقص الأنبياء وتكفير بعض الصحابة ووصف بعضهم: " بالكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم"، وصدق السلف حينما قاولوا: "لكل قوم وارث".

    ورد سؤال إلى فضيلة الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – مفاده:
    سمعت بعض طلاب العلم يقول أنه يجوز الخروج على ولي الأمر الفاسق ولكن بشرطين :
    1- أن يكون عندنا القدرة علىالخروج عليه
    2- أن نتأكد أن المفسدة أقل من المصلحة
    وقال هذا منهج السلف، نرجو توضيح هذه المسألة حيث أنه ذكر الفاسق ولم يقل ما رأينا عليه الكفر البواح، أوضحو ما أشكل علينا يرعاكم الله.
    وقال أن مسائل التكفير في من لم يحكم بما أنزل الله من الحكام اجتهادية.
    وقال أن أكثر أئمة السلف يكفرون من لم يحكم بما أنزل الله مطلقاً، أي: لم يفصلوا في من حكم.
    والسؤال مهم جداً حيث أنه اتصل بي شباب من بلاد أخرى ويريدون الجواب هذه الليلة.

    نقول – بارك الله فيك – أن هذا الرجل لا يعرف من مذهب السلف شيئاً، والسلف متفقون على أنه لا يجوز الخروج على الأئمة أبراراً كانوا أو فجاراً وأنه يجب الجهاد معهم، وأنه يجب حضور الأعياد والجمع التي يصلونها هم بالناس – كانوا في الأول يصلون بالناس – وإذا أرادوا معرفة شيء من هذا فليرجعوا إلى العقيدة الواسطية حيث ذكر أن أهل السنة والجماعة يرون إقامة الحج والجهاد والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً – هذه عباراته رحمه الله - .
    يقول له إنما ذكره هو منهج السلف ! نقول هو بين أمرين إما كاذب على السلف أو جاهل بمذهبهم.
    فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

    وقلت إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان )) فكيف يقول هذا الأخ أن منهج السلف الخروج على الفاسق؟!
    يعني أنهم خالفوا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام صراحةً.
    ثم إن هذا الأخ في الواقع ما يعرف الواقع، الذين خرجوا على الملوك سواء بأمر ديني أو أمر دنيوي هل تحولت الحال من سيء إلى أحسن، نعم، أبداً.
    بل من سيء إلى أسوء بعيداً، وانظر إلآن الدول كلها تحولت إلى شيء آخر.

    أما من لم يحكم بما أنزل الله:
    فهذا أيضاً ليس بصحيح، ليس أكثر السلف على أنه يكفر مطلقاً، بل المشهور عن ابن عباس أنه ( كفر دون كفر)، والآيات كلها في نسق واحد {الكافرون}، {الظالمون}، {الفاسقون}، وكلام الله لا يبطل بعضه بعضاً؛ فيحمل كل آية منها على حالٍ يكون فيها في هذا الوصف؛ تحمل آية التكفير على حال يكفر بها، وآية الظلم على حال يظلم فيها، وآية الفسق على حال يفسق بها. عرفت.

    وأنا أنصح هؤلاء الأخوان
    قل له أن يتقي الله في نفسه، لا يغر المسلمين، غداً تخرج هذه الطائفة ثم تُحطّم، أو يتصورون عن الأخوة الملتزمين تصوراً غير صحيح، كله بسبب هذه الفتاوي الغير صحيحة.

    ثم سأله أحد الحضور (السؤال غير واضح)

    فأجاب:
    الجواب أن هؤلاء يجتهدون ويخطؤن – هذا الجواب – نحن عندنا أدلة من القرآن والسنة ثابتة راسخة، والاجتهادات ... الخوارج كانوا أولاً مع علي بن أبي طالب، وخرجوا معه إلى الشام، ولما حصل التحكيم انقلبوا عليه وكفروه هو ومعاوية وكل من معه، آراء هذه شاذة.

    والله يا أخوان أنا أقول إياكم إياكم، احذروا الفتن، البلاد والحمد لله آمنه مطمئنة، كل يتمنى أن يعيش فيها، حتى الدول التي ما فيها... يتمنون أن يعيشوا في هذه البلاد، احفظوا النعم، أخشى إن حدث حادث – لا قدر الله أن يقضية – يحصل شر كبير، عليكم بالرفق عليكم بالتأمل عليكم بالتدبر عليكم بالأشياء ماالذي ينتج عن هذه المسألة، ينتج شر كبير، ولا أحد يستطيع أن يقابل دولة، ... ، فهذه المسائل يجب أن تلاحظوها.

    والإنسان العاقل المؤمن لا يقدم على شيء إلا بشرطين:
    الأول: أن يرى أن أحسن من الحال الواقع.
    الثاني: أن لا يترتب عليه مفسدة أكبر.

    نحن لانشك أننا مقصرون – كلنا حكّاماً ومحكومون- لكن إلى الله المشتكى.

    مناصحة الإمام وهب بن منبه لرجلٍ تأثّر بمذهب الخوارج

    قال علي بن المديني: حدّثنا هشام بن يوسف الصنعاني أبو عبد الرحمن قاضي صنعاء، قال: أخبرني داود بن قيس قال: " كان لي صديق من أهل بيت خَوْلان من حَضور يقال له: أبو شَمِر ذو خولان، قال: فخرجت من صنعاء أريد قريتَه، فلما دنوت منها وجدت كتابا مختوما في ظهره: ( إلى أبي شَمِر ذي خولان )، فجئته فوجدته مهموما حزينا، فسألته عن ذلك، فقال: قدم رسولٌ من صنعاء، فذكر أن أصدقاء لي كتبوا إليّ كتابا فضيّعه الرسول، فبعثت معه من رقيقي من يلتمسه من قريتي وصنعاء فلم يجدوه، وأشفقت من ذلك. قلت: فهذا الكتاب قد وجدته. فقال: الحمد لله الذي أقدركَ عليه، ففضّه فقرأه. فقلت: أقرئنيه. فقال: إني لأَستحدثُ سِنَّك. قلت: فما فيه؟ قال: ضَرْبَ الرِّقاب. قلت: لعلّه كتبه إليك ناس من أهل حروراء في زكاة مالِك؟ قال: من أين تعرفهم؟ قلت: إني وأصحاباً لي نُجالس وهب بن منبّه، فيقول لنا: احذروا أيها الأحداث الأغمار هؤلاء الحروراء، لا يُدخلوكم في رأيهم المخالف، فإنهم عُرّةٌ لهذه الأمة، فدفعَ إليّ الكتاب فقرأته فإذا فيه:
    بسم الله الرحمن الرحيم. إلى أبي شَمِر ذي خولان سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له، فإن دين الله رُشد وهدى في الدنيا، ونجاة وفوز في الآخرة، وإن دين الله طاعة، ومخالفة من خالف سنة نبيه وشريعته، فإذا جاءك كتابنا هذا فانظر أن تؤدي ـ إن شاء الله ـ ما افترض الله عليك من حقّه، تستحق بذلك ولاية الله وولاية أوليائه، والسلام عليك ورحمة الله.
    فقلت له: فإني أنهاك عنهم، قال: فكيف أتّبع قولك وأترك قول من هو أقدم منك؟ قال: قلت: أفتحب أن أُدخلك على وهب بن منبّه حتى تسمع قوله ويخبرك خبرَهم؟ قال: نعم! فنزلت ونزل معي إلى صنعاء، ثم غدونا حتى أدخلته على وهب بن منبّه، ومسعودُ بنُ عوف والٍ على اليمن من قِبل عروة بن محمد ـ قال علي بن المديني: هو عروة بن محمد بن عطية السّعدي، ولاؤنا لهم من سعد بن بكر بن هوازن ـ قال: فوجدنا عند وهب نفرا من جلسائه، فقال لي بعضُهم: من هذا الشيخ؟ فقلتُ: هذا أبو شَمِر ذو خولان من أهل حَضور وله حاجة إلى أبي عبد الله، قالوا: أفلا يذكرها؟ قلت: إنها حاجة يريد أن يستشيره في بعض أمره، فقام القوم، وقال وهب: ما حاجتك يا ذا خولان؟ فهَرَج وجبُن من الكلام، فقال لي وهب: عبِّر عن شيخك، فقلت: نعم يا أبا عبد الله! إن ذا خولان من أهل القرآن وأهل الصلاح فيما علمنا، والله أعلم بسريرته، فأخبرَني أنه عرضَ له نفرٌ من أهل صنعاء من أهل حروراء فقالوا له: زكاتك التي تؤدِّيها إلى الأمراء لا تُجزي عنك فيما بينك وبين الله؛ لأنهم لا يضعونها في مواضعها، فأدِّها إلينا فإنا نضعها في مواضعها، نقسمها في فقراء المسلمين ونقيم الحدود، ورأيت أن كلامَك يا أبا عبد الله! أشفى له من كلامي، ولقد ذكر لي أنه يؤدي إليهم الثمرة للواحد مائة فرق على دوابّه ويبعث بها مع رقيقه. فقال له وهب: يا ذا خولان أتريد أن تكون بعد الكِبَر حروريا ( يعني خارجياً من الخوارج )؟!، تشهد على من هو خير منك بالضلالة؟! فماذا أنت قائل لله غدا حين يقفك الله ومن شهدتَ عليه؟!، الله يشهد له بالإيمان وأنت تشهد عليه بالكفر؟! والله يشهد له بالهدى، وأنت تشهد عليه بالضلالة؟! فأين تقع إذا خالف رأيُك أمرَ الله وشهادتُك شهادةَ الله؟! أخبِرني يا ذا خولان! ماذا يقولون لك؟ فتكلّم عند ذلك ذو خولان، وقال لوهب: إنهم يأمرونني أن لا أتصدّق إلا على من يرى رأيهم، ولا أستغفر إلا له، فقال له وهب: صدقتَ، هذه محنتهم الكاذبة! فأما قولهم في الصدقة فإنه قد بلغني أن رسول الله e ذكر أن امرأة من أهل اليمن دخلت النار في هرّة ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، أَفإنسان ممن يعبد الله ويوحِّده ولا يشرك به شيئا أحب إلى الله من أن يُطعمه من جوع أو هرة؟! والله يقول في كتابه:{ويُطْعِمُونَ الطَّعَامَ علَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً. إِنَّا نَخَافُ مِن رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً} يقول: يوماً عسيراً غضوباً على أهل معصيته لغضب الله عليهم، {فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ} ـ حتى بلغ {وكانَ سَعْيُهُم مَشْكُوراً} ـ ثم قال وهب: ما كاد تبارك وتعالى أن يفرغ من نعت ما أعد لهم بذلك من النعيم في الجنة.
    وأما قولهم: لا يُستغفر إلا لمن يرى رأيهم! أَهم خير من الملائكة؟ والله تعالى يقول في سورة {حم عسق}: {وَالمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ}، وأنا أُقسم بالله ما كانت الملائكة ليقدروا على ذلك ولا ليفعلوا حتى أُمروا به؛ لأن الله تعالى قال: {لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وِهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}، وأنه أُثبتت هذه الآية في سورة {حم عسق}، وفُسّرت في {حم} الكبرى؛ قال: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَن حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا} الآيات، ألا ترى يا ذا خولان؟! إني قد أدركت صدر الإسلام، فوَالله ما كانت للخوارج جماعةٌ قط إلا فرّقها الله على شرِّ حالاتهم! وما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقَه! وما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج! ولو أمكنَ اللهُ الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض، وقطعت السبلُ، وقُطع الحج عن بيت الله الحرام! وإذن لعاد أمر الإسلام جاهلية حتى يعود الناس يستعينون برؤوس الجبال كما كانوا في الجاهلية، وإذن لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلا وهو يدعو إلى نفسه بالخلافة، ومع كل رجل منهم أكثر من عشرة آلاف يُقاتل بعضهم بعضا! ويشهد بعضُهم على بعض بالكفر! حتى يُصبح الرجل المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه وأهله وماله، لا يدري أين يسلك أو مع من يكون!! غير أن الله بحكمه وعلمه ورحمته، نظر لهذه الأمة فأحسن النظر لهم، فجمعهم وألّف بين قلوبهم على رجل واحد ليس من الخوارج، فحقن الله به دماءهم، وستر به عوراتهم وعورات ذراريهم، وجمع به فُرْقتَهم، وأمَّن به سبلهم، وقاتل به عن بيضة المسلمين عدوَّهم، وأقام به حدودهم، وأنصف به مظلومهم، وجاهد به ظالمهم، رحمة من الله رحمهم بها قال الله تعالى في كتابه: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ} إلى {العَالَمِينَ}، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً} حتى بلغ {تَهْتَدُونَ}، وقال الله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينِ ءَامَنُوا} إلى {الأَشْهَادُ} فأين هم من هذه الآية؟! فلو كانوا مؤمنين لنُصروا! وقال: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنصُورُونَ. وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ}، فلو كانوا جند الله غَلبوا ولو مرة واحدة في الإسلام، وقال الله تعالى: {ولَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ} حتى بلغ {نَصْرُ المُؤْمِنِينَ}، فلو كانوا مؤمنين نُصروا!، وقال: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} حتى بلغ {لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}، فأين هم من هذا؟! هل كان لأحد منهم قط أَخبر إلى الإسلام من يوم عمر بن الخطاب بغير خليفة ولا جماعة ولا نظر، وقد قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالُهَدى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}، وأنا أشهد أن الله قد أنفذ للإسلام ما وعدهم من الظهور والتمكين والنصر على عدوهم، ومن خالف رأي جماعتهم.
    وقال وهب: ألا يَسَعك يا ذا خولان! من أهل التوحيد وأهل القبلة وأهل الإقرار لشرائع الإسلام وسننه وفرائضه ما وسع نبي الله نوحا من عبدة الأصنام والكفار إذ قال له قومه: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ} حتى بلغ {تَشْعُرُونَ}؟! أَوَلاَ يسعك منهم ما وسع نبي الله وخليله إبراهيم من عبدة الأصنام إذ قال: {واجْنُبْنِي وبَنِيَّ أَن نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} حتى بلغ {غَفُورٌ رَحِيمُ}؟! أَوَلاَ يسعك يا ذا خولان! ما وسع عيسى من الكفار الذين اتخذوه إلها من دون الله؟! إن الله قد رضي قول نوح وقول إبراهيم وقول عيسى إلى يوم القيامة ليقتديَ به المؤمنون ومَن بعدهم، يعني: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}، ولا يخالفون قول أنبياء الله ورأيهم فيمن يقتدي إذا لم يقتد بكتاب الله وقول أنبيائه ورأيهم، واعلم أن دخولك عليّ رحمة لك إن سمعت قولي وقبلتَ نصيحتي لك، وحجة عليك غداً عند الله إن تركت كتاب الله وعُدت إلى قول حروراء.
    قال ذو خولان: فما تأمرني؟ قال وهب: انظر زكاتك المفروضة، فأدِّها إلى من ولاه الله أمر هذه الأمة وجمعَهم عليه، فإن الملك من الله وحده وبيده، يؤتيه من يشاء وينزعه ممّن يشاء، فمن ملّكه الله لم يقدر أحد أن ينزعه منه، فإذا أدّيت الزكاة المفروضة إلى والي الأمر برئت منها، فإن كان فضلٌ فصِلْ به أرحامك ومواليك وجيرانك من أهل الحاجة وضيف إن ضافك.
    فقام ذو خولان فقال: أشهد أني نزلت عن رأي الحرورية، وصدّقتُ ما قلتَ، فلم يلبث ذو خولان إلا يسيرا إلا مات ".
    رواها ابن عساكر في (( تاريخ دمشق )) (17/ق 478ـ483)، وأوردها المزي في (( تهذيب الكمال )) (31/150ـ156) والذهبي في (( السير )) (4/553ـ555).

    والله تعالى أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .

    تعليق

    يعمل...
    X