إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [قصيدة] إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذه قصيدة كنت كتبتها منذ سنة كاملة إلا بيتا أعجزني فلما طاوعني اليوم أحببت أن أنقلها إلى إخواني عسى أستفيدُ من انتقاداتهم وتصويباتهم واقتراحاتهم
    فأرجوا التجاوب معها
    إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن


    1. أيا من رُمْتَ مَنْزلةً وَقَدْراً ----------- وَتَظْفَرَ با لمُــنَى وتكونَ حُرّا


    2. إذا ما شئت أن تحيا بعز -------بذي الدنيا وأن تنجو في الا*خرى


    3. فبَاعدْ مَا استطعت سَبيلَ غَيّ ----- فَلَسْتَ تُطيقُ في النيرَان صَبْراً


    4. وَلاَ تَطْلُبْ لنَفْسكَ مَا يَشيــنُ ------ وَجَنّبْهَا المَهَاوي أَنْ تـُـسَرَّا


    5. وَإنْ أَيْقَنْتَ غَايَةَ مَا يُرَادُ --------- بخَلْقكَ في الَحيَاة فَلَنْ تُضَـرَّا


    6. لتَوْحيد الإلَه وَنَبْذ شرْك --------- لذَاكَ أُقيمَت الأفْلاَكُ طُرًّا


    7. وَمَنْ يشْركْ برَبّه* مَا سوَاهُ -------- فَذَاكَ منَ البَهيم أَحَطُّ قَدْرًا


    8. وَلَا يَغْرُرْكَ مَافيه العبَادُ -------- فَأَكْثَرُ سَعْيهمْ قَدْ ضَاعَ هَدْرَا


    9. وَلَيْسَ يَدُومُ في الدُّنْيَا نَعيمٌ ---------ى علْمِِ فَحَاذرْ أَنْ تُغـَرَّا


    ******


    10. وَإنْ تَعْجَبْ بمَال أَوْ سوَاهُ ------- تَذَكَّرْ مَنْ به قد بَاءَ خُسْرًا


    11.أَ لَمْ تَرَ أَنَّ خَيْرَ الخَلْق رُسْلٌ ------ أَفَاضَ عَلَيْهمُ الرَّحْمَنُ ذكْرًا


    12. فَمَا سَأَلُوا لدَعْوَتهمْ نَوَالاً ---------وَمَا عَدَلُوا عَن الَجنَّات أَجْرًا


    13. وَمَا ضيقٌ برزْق عُدَّ عَيْبًا ------- كَمَا أَنَّ الغنَى مَا عُدَّ فـَخْرًا


    14. وَلَيْسَ غنَاكَ مَرْهُونًا بعَبْد -------- وَمَا ببعَــــاده أَدْرَكـْـتَ فَقْرًا


    15. تَعَفَّفْ مَاقَدرْتَ عَن العبَاد -------- بذَا قَدْ جَاءَت الآيَاتُ تَتْرَا


    16. فَعَنْ سَهْل بْن سَعْد "ازْهَدَّنَّ -------- بمَا عنْدَ العبَاد تَكُنْ مُبَرًّا*


    17. وَلاَ تَحْفَلْ بمَنْ إن جُدْتَ أَقْبَلْ ------ وإن ضا قت عَلَيْكَ نَئَا وَفَرا


    ******

    18. وَإمَا تَرْجُوَ نَ أَخًا مُعينًا --------- عَلَى مَا نَابَ دَهْرَكَ لَنْ تَقَرَا


    19. فإن تخلص بودك لست تدري ------ موافقـــة و إلا صــار كدرا


    20. أتصبر دهرك الباقي وتبدي ------مقابل ذا الجفا رفقا وبشرا


    21. رويدك بر نفسك لا تحاول ----- لحوقا بامرئ قد رام سيرا


    ******

    22. فإن تظفر بحر في زمان ------- غدا في الجود بالاحرار قفرا


    23. فلا تترك أخاك لسوء ظن ----- ولا تظهر خلافك بل أسرا


    24. فكم في الناس مستتر حسود ----- يريك وداده وير يد شرا


    ******

    25. وإن شئت النصيحة هاك منها ------عروسا درة أهديك بكرا


    26. شريف القوم من يحيا بعلم ------- ويطلب باقيا ليكون ذخرا


    27. وأنفع من صحبت من الرفاق ------كتاب تصطفيه يريك برا


    28. وفي لا يلوم إذا جفوتا --------- فإما ترجعن غنمت خيرا


    29. وأسلم ما يعين على النجاة ------- بقاؤك واحدا كي ماتقرا


    30. ولم ير واعظ كالموت يهدي ------وأخشع موقف ما كان قبرا


    31. تمام القول : من رب رحيم ----- سألت هدايتي ودعوت غفرا


    32. صلاة ما دعا الرحمن داع ----- وتسليما على من كان نورا
    الهوامش
    البيت 2 -
    بتسهيل الهمزة للوزن
    البيت7- من غير إشباع الهاء حركتها الطبيعية للوزن أيضا
    البيت16 - من البر يعني يبرك الناس بسبب ما اتصفت به من الزهد فيما بين أيديهم
    أو من البراءة بمعني أن زهدك فيما عندهم يجنبك اتهامهم أنك مستشرف لما عندهم
    وكلا المعنيين أردت
    الابيات 18-21 فيها الحث على اجتناب لئيم الطباع
    الابيات 22-23-24 فيها الحث على حفظ الاخوة مما يكدرها لا سيما الحساد
    الابيات 26 -30 اخذت هذا المعنى من اثر رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" أن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز كان لا يجالس الناس ونزل المقبرة فكان لا يكاد يرى إلا وفي يده دفتر ، فسئل عن ذلك فقال : لم أر قط أوعظ من قبر ولا أمتع من دفتر ولا أسلم من وحدة ،


  • #2
    رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

    بوركت أيها الحبيب الشاعر , فقد أبدعت و وعظت

    ملاحظة: 7. وَمَنْ يشْركْ برَبّه* مَا سوَاهُ ------------ فَذَاكَ منَ البَهيم أَحَطُّ قَدْرًا
    لقد أشرت أنتَ إلى ضرورة قطع المد في الهاء من ربه , و هو مد طبيعي كما قلتَ أنتَ , فلا يتأتى قطعه للفصيح , لأنه من لغته سلاقة أو اكتسابا , لا ترنما , و البيت بذا اللفظ مكسور , و إني عدّلته و أعرض لك تعديلي فإن رضيته فذاك , أو لا فأنت أهل للتعديل , فقل إن شئت:

    7. وَمَنْ يشْركْ مَــعَ اللهِ سوَاهُ ------------ فَذَاكَ منَ البَهيم أَحَطُّ قَدْرًا

    ملاحظة ثانية :
    15. تَعَفَّفْ مَاقَدرْتَ عَن العبَاد --------------------- بذَا قَدْ جَاءَت الآيَاتُ تَتْرَا
    ثم قلت :

    16. فَعَنْ سَهْل بْن سَعْد "ازْهَدَّنَّ ------------------- بمَا عنْدَ العبَاد تَكُنْ مُبَرًّا*

    و الذي يناسب أن تأتي بآية في استدلالك , لا أثرًا , حتى يوافق الخُبر الخبر , و لو قلت :
    15. تَعَفَّفْ مَاقَدرْتَ عَن العبَاد --------------------- بذَا قَدْ جَاءَت
    الأخبار تَتْرَا
    16. فَعَنْ سَهْل بْن سَعْد "ازْهَدَّنَّ ------------------- بمَا عنْدَ العبَاد تَكُنْ مُبَرًّا*
    أو:
    15. تَعَفَّفْ مَاقَدرْتَ عَن العبَاد --------------------- بذَا قَدْ جَاءَت
    الآثار تَتْرَا
    16. فَعَنْ سَهْل بْن سَعْد "ازْهَدَّنَّ ------------------- بمَا عنْدَ العبَاد تَكُنْ مُبَرًّا*


    ملاحظتي - أخي الحبيب - لا تكاد تظهر مع جمال قصيدتك , و نفسك الوعظي , و جيّد سبكك , و تناسق نظمك , فأسأل الله أن يبارك فيك و يعليك و يرضيك

    تعليق


    • #3
      رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

      جزاك الله خيرا شاعرنا الحبيب على اهتمامك
      أما تصويباتك فقد أصابت ما أصاب القصيدة من خلل
      واني بها اخذ ان شاء الله

      تعليق


      • #4
        رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

        جزى الله الأخ أبا عبد الرحمن العكرمي على تصويباته ولقد كانت في محلها وها أنا أعيدها كما نبه وفقنا الله وإياه جميعا:
        إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن


        1. أيا من رُمْتَ مَنْزلةً وَقَدْراً ----------- وَتَظْفَرَ با لمُــنَى وتكونَ حُرّا


        2. إذا ما شئت أن تحيا بعز -------بذي الدنيا وأن تنجو في الاُخرى


        3. فبَاعدْ مَا استطعت سَبيلَ غَيّ ----- فَلَسْتَ تُطيقُ في النيرَان صَبْراً


        4. وَلاَ تَطْلُبْ لنَفْسكَ مَا يَشيــنُ ------ وَجَنّبْهَا المَهَاوي أَنْ تـُـسَرَّا


        5. وَإنْ أَيْقَنْتَ غَايَةَ مَا يُرَادُ --------- بخَلْقكَ في الَحيَاة فَلَنْ تُضَـرَّا


        6. لتَوْحيد الإلَه وَنَبْذ شرْك --------- لذَاكَ أُقيمَت الأفْلاَكُ طُرًّا


        7. وَمَنْ يشْركْ مَــعَ اللهِ سوَاهُ -------- فَذَاكَ منَ البَهيم أَحَطُّ قَدْرًا


        8. وَلَا يَغْرُرْكَ مَافيه العبَادُ -------- فَأَكْثَرُ سَعْيهمْ قَدْ ضَاعَ هَدْرَا


        9. وَلَيْسَ يَدُومُ في الدُّنْيَا نَعيمٌ ---------ى علْمِِ فَحَاذرْ أَنْ تُغـَرَّا


        ******


        10. وَإنْ تَعْجَبْ بمَال أَوْ سوَاهُ ------- تَذَكَّرْ مَنْ به قد بَاءَ خُسْرًا


        11.أَ لَمْ تَرَ أَنَّ خَيْرَ الخَلْق رُسْلٌ ------ أَفَاضَ عَلَيْهمُ الرَّحْمَنُ ذكْرًا


        12. فَمَا سَأَلُوا لدَعْوَتهمْ نَوَالاً ---------وَمَا عَدَلُوا عَن الَجنَّات أَجْرًا


        13. وَمَا ضيقٌ برزْق عُدَّ عَيْبًا ------- كَمَا أَنَّ الغنَى مَا عُدَّ فـَخْرًا


        14. وَلَيْسَ غنَاكَ مَرْهُونًا بعَبْد -------- وَمَا ببعَــــاده أَدْرَكـْـتَ فَقْرًا


        15. تَعَفَّفْ مَاقَدرْتَ عَن العبَاد ------ بذَا قَدْ جَاءَت الأخبار تَتْرَا


        16. فَعَنْ سَهْل بْن سَعْد "ازْهَدَّنَّ -------- بمَا عنْدَ العبَاد تَكُنْ مُبَرًّا*


        17. وَلاَ تَحْفَلْ بمَنْ إن جُدْتَ أَقْبَلْ ------ وإن ضا قت عَلَيْكَ نَئَا وَفَرا


        ******

        18. وَإمَا تَرْجُوَ نَ أَخًا مُعينًا --------- عَلَى مَا نَابَ دَهْرَكَ لَنْ تَقَرَا


        19. فإن تخلص بودك لست تدري ------ موافقـــة و إلا صــار كدرا


        20. أتصبر دهرك الباقي وتبدي ------مقابل ذا الجفا رفقا وبشرا


        21. رويدك بر نفسك لا تحاول ----- لحوقا بامرئ قد رام سيرا


        ******

        22. فإن تظفر بحر في زمان ------- غدا في الجود بالاحرار قفرا


        23. فلا تترك أخاك لسوء ظن ----- ولا تظهر خلافك بل أسرا


        24. فكم في الناس مستتر حسود ----- يريك وداده وير يد شرا


        ******

        25. وإن شئت النصيحة هاك منها ------عروسا درة أهديك بكرا


        26. شريف القوم من يحيا بعلم ------- ويطلب باقيا ليكون ذخرا


        27. وأنفع من صحبت من الرفاق ------كتاب تصطفيه يريك برا


        28. وفي لا يلوم إذا جفوتا --------- فإما ترجعن غنمت خيرا


        29. وأسلم ما يعين على النجاة ------- بقاؤك واحدا كي ماتقرا


        30. ولم ير واعظ كالموت يهدي ------وأخشع موقف ما كان قبرا


        31. تمام القول : من رب رحيم ----- سألت هدايتي ودعوت غفرا


        32. صلاة ما دعا الرحمن داع ----- وتسليما على من كان نورا

        تعليق


        • #5
          رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

          السَّلامُ عليْكُمْ ورحمةُ الله وبركاتُه
          أحسنتمْ يا إخوة ، واسْمحوا لي أنْ أشارِككُمْ بهذَا الرَّأْيِ :


          قالَ الأخُ العكرميُّ وفَّقه اللهُ :
          (
          ملاحظة :

          7. وَمَنْ يشْركْ برَبّه* مَا سوَاهُ ------------ فَذَاكَ منَ البَهيم أَحَطُّ قَدْرًا

          لقد أشرت أنتَ إلى ضرورة قطع المد في الهاء من ربه , و هو مد طبيعي كما قلتَ أنتَ , فلا يتأتى قطعه للفصيح , لأنه من لغته سلاقة أو اكتسابا , لا ترنما , و البيت بذا اللفظ مكسور , و إني عدّلته و أعرض لك تعديلي فإن رضيته فذاك , أو لا فأنت أهل للتعديل , فقل إن شئت:
          7. وَمَنْ يشْركْ مَــعَ اللهِ سوَاهُ ------------ فَذَاكَ منَ البَهيم أَحَطُّ قَدْرًا )
          نعمْ ؛ هذا الاقْتِراحُ جيِّـدٌ ، إلَّا أنَّ تخطئَـةَ لفْظِ أخينا عبدِ المجيدِ غيرُ صَوابٍ ، والبيتُ على الوجْهِ الَّذي قالَ غَيْرُ مكسُورٍ :
          ـ فأمَّا الأوَّلُ :
          فلأنَّ أهلَ العِلْمِ بِالعربيَّـةِ ذكرُوا أنَّ تركَ إشْباعِ هاءِ الضَّمِيرِ معَ إبقاءِ حركتِه ممَّا يجوزُ في ضَرُورةِ الشِّعْرِ ، واسْتَشْهدُوا على ذلِكَ بِشَواهِدَ مِنها :

          قَوْلُ الشَّمَّـاخِ :
          [من الوافِرِ]
          لَهُ زَجَلٌ كأنَّـهُ صَوْتُ حادٍ............إذَا طلَبَ الوسيقَة أوْ زمـير

          و وزْنُه :
          لَـهُو زَجَلُنْ ـ كَأنْـنَـهُصَوْ ـ تُـحَادِنْ
          //0///0ـ//0///0ـ//0/0
          مُـفاعَلَـتُـنْ ـ مُـفاعَلَـتُـنْ ـ فَعُولُـنْ
          ومنَ الاتِّفاقِ أنَّ أبياتَ أخينا منَ الوافِـرِ كذلِكَ ؛ فيكونُ وزنُ بَيْـتِـه :
          ومَنْـيُـشْرِكْ ـ بِرَبْـبِـهِمَـا ـ سِوَاهُـو
          //0/0/0ـ//0///0ـ//0/0
          مَفاعِيـلُـنْ ـ مُفَاعَلَـتُـنْ ـ فَـعُولُـنْ
          بلْ أزِيدُكمْ منَ الشِّعْرِ بَيْـتًا :
          أنَّه لوِ اخْتارَ تَسْكِينَ الهاءِ منْ ( بربِّـه ) فقالَ : ( ومنْ يُشْرِكْ بِرَبِّـهْ ما سِواهُ ) لصَحَّ لهُ ذلِكَ لُغةً لا ضَرُورةً ، وهذَا أرفَعُ منَ الأوَّلِ وأحسنُ ، وقدْ ذُكِر لغةً لِبَعْضِ العربِ ، وجعلَه بعضُهمْ ضَرُورةً أيْضًا ، إلَّا أنَّ الرِّوايةَ قاضِيةٌ بجوازِه في الاخْتِيارِ ( أيْ : في النَّـثْرِ ) ، وأمَّا حذفُ المدِّ دونَ الحركةِ فلمْ تُسْعِفْهُ الرِّوايةُ ـ قالَ بعضُهمْ : ولا القياسُ ـ فقيلَ فيما وردَ منهُ في الشِّعْرِ : ( ضَرورةٌ ) .

          ومنْ تسكينِ الهاءِ في الشِّعْرِ قَولُهُ :
          [منَ البسيطِ]
          وأشْربُ الماءَ ما بي نحوه عطَشٌ .........إلَّا لأنَّ عُـيُونَـهْ سَيْــلُ وادِيـها
          و وزْنُه:
          إلْـلَالِـأَنْ ـ نَـعُيُـو ـ نَـهْـسَيْـلُـوا ـ دِيـهَا
          /0/0//0 ـ ///0 ـ /0/0//0 ـ /0/0
          مُسْتَـفْعِلُنْ ـ فَعِلُنْ ـ مُسْتَـفْعِلُنْ ـ فاعِلْ
          ويصِيرُ وزنُ بَيْتِ عبدِ المجيـدِ على هذا :
          وَمَنْـيُـشْرِكْ ـ بِرَبْـبِـهْـمَـا ـ سِواهُو
          //0/0/0 ـ //0/0/0 ـ //0/0
          مَفَـاعِـيـلُـنْ ـ مَفَـاعِـيـلُـنْ ـ فعُـولُنْ
          فلا يُقالُ ـ على كلِّ حالٍ ـ إنَّه خطأٌ ، ولا إنَّـه غَيْرُ فَصِيحٍ ؛ ولذلكَ أورَدَ المسألةَ ابْنُ جِنِّي في بابِ : ( الفَصيح يَجتمِعُ في كلامِه لُغتانِ فَصَاعِدًا ) منْ كتابِه ( الخصائِصِ ) .
          ـ وأمَّا الثَّـاني :
          فكما رأينا من تفصيلِ الوزنِ هُو على الوَجْهَيْنِ غَيْرُ مكسُورٍ ، بلْ رُبَّما قُدِّمَ على اقْتِراحِ الأخِ العكرميِّ ؛ لأنَّ تفاعيلَه على الوجْهِ الأوَّلِ الَّذي اخْتارَه ( وهُو ارْتِكابُ الضَّرُورةِ ) دخَلَها زِحافٌ واحِدٌ مُفْرَدٌ ، وهُو ( العَصْبُ ) ، وهُو : تسكينُ الخامِسِ المتحرِّكِ : ( مُفاعلَـتُنْ = مُفَاعَـلْـتُنْ = مَفاعِـيلُـنْ ) في تفعيلةٍ واحدَةٍ ، وعلى الوجْهِ الَّذي أذكُرُه لَه ( وهو اللُّغة = السَّمْعُ = الرِّوايةُ ) دخلَها ( العَصْبُ ) في تفعيلَـتَـيْنِ ، والعَصْبُ ممَّـا يُسْتَحْسَنُ ارْتِكابُه في الوافِرِ التَّامِّ بلا قَيْدٍ ، وفي المجزوءِ منهُ بِشَرْطِ سلامةِ تفعيلةٍ واحدةٍ على الأقلِّ حتَّى لا يلتبِسَ بالهزْجِ ( مَفاعيلُنْ مفاعيلُنْ .... مفاعيلُنْ مفاعِيلُنْ ) .
          وأمَّا على اقْتِراحِ الأخِ العكرميِّ فدخلَه العَصْبُ في تَفْعيلةٍ ، ودخلَه زحافٌ آخرُ مزدوَجٌ يُسَمَّى ( النَّقْصَ ) وهُو ( العَصْبُ + الكفِّ ) ، العَصْبُ سبقَ بيانُه ، والكفُّ : حذْفُ السَّابعِ السَّاكِنِ ، وذلِكَ ـ بالتَّحديدِ ـ في التَّفعيلةِ الثَّانيةِ : ( معَ الْـلَاهِ = //0/0/ = مَفَاعِيلُ ) .
          وأُضِيفُ : لعلَّ لفْظَ الأخِ عبدِ المجيدِ يَحْظَى بوجْهٍ آخرَ منَ التَّقديمِ ، وهُو : منْ حيثُ المعنَى ، وذلِكَ أنَّه جمعَ بَيْنَ الرُّبُوبيَّـةِ والألوهيَّـةِ ، فكما هُو معلُومٌ إنَّ إثْباتَ الرُّبُوبيَّـةِ منْ حججِ إثباتِ الألوهيَّـةِ ، فما دامَ أنَّـهُ أقرَّ أنَّه سُبحانَه ربُّه فكيفَ ( يُشْرِكُ بِرَبِّـهِ ما سِواهُ ) ؟! وأمَّا لفْظُ الجلالةِ ( الله ) فدلالتُه على الألُوهيَّـةِ أظهرُ كما هُو معلومٌ منِ اشْتِقاقِه .
          ثُمَّ قالَ الأخُ العكرميُّ :
          (
          ملاحظة ثانية :
          15. تَعَفَّفْ مَاقَدرْتَ عَن العبَاد ------------- بذَا قَدْ جَاءَت الآيَاتُ تَتْرَا
          ثم قلت :
          16. فَعَنْ سَهْل بْن سَعْد ازْهَدَّنَّ -------------- بمَا عنْدَ العبَاد تَكُنْ مُبَرًّا*
          و الذي يناسب أن تأتي بآية في استدلالك , لا أثرًا , حتى يوافق الـخُبر الخبر , و لو قلت :
          15. تَعَفَّفْ مَاقَدرْتَ عَن العبَاد -------------- بذَا قَدْ جَاءَت الأخبار تَتْرَا
          16. فَعَنْ سَهْل بْن سَعْد "ازْهَدَّنَّ --------------- بمَا عنْدَ العبَاد تَكُنْ مُبَرًّا*
          أو:
          15. تَعَفَّفْ مَاقَدرْتَ عَن العبَاد ---------------- بذَا قَدْ جَاءَت الآثار تَتْرَا
          16. فَعَنْ سَهْل بْن سَعْد ازْهَدَّنَّ ------------- بمَا عنْدَ العبَاد تَكُنْ مُبَرًّا*
          )
          وهذِه الملاحظةُ صَحيحةٌ ، إلَّا أنَّ لديَّ اقْتِراحًا لعلَّه أجودُ منْ تغيِيرِ كلمةِ ( الآياتِ ) ؛ لأنَّ فيه جمعًا بينَ ( الآياتِ ) و ( الآثارِ ) ، وهُو بتغْيِيرِ حرْفٍ واحدٍ فقطْ في البيتِ ( 16 ) ، وسأترُكُ لكمُ التَّفكيرَ فيه ، فإنْ وصَلْتُمْ إليه وإلَّا بيَّـنتُه لكمْ في مُشاركةٍ قادمةٍ .
          وأختِمُ بِمُلاحظتَيْنِ سَرِيعتَيْنِ على نظمِ الأخِ الكريمِ :
          1ـ القَوافي لا تنوَّنُ ، فتقُولُ ( مُبرَّا ) ، و ( قَدْرَا ) ، و ( طُـرَّا ) ، كما قُلْتَ ( هَدْرَا ) ، و ( تُسَرَّا ) .... الخ .
          2 ـ تكرَّرَ لديْكَ كثيرًا خطأ عرُوضِيٌّ ، وهُو قَبْضُ ( فعُولُنْ ) و ( القَبْضُ ) حذْفُ الخامِسِ السَّاكِنِ ، فقُلْتَ : ( يُرادُ = فعُولُ ) ، ( يَشِينُ = فعُولُ ) ، ( هَدَنْنَ = فعُولُ ) في ( فعَنْ سهلِ بْنِ سَعْدٍ إِزْهَدَنَّ ) ، .... الخ .
          ولا يَجوزُ هذَا لأنَّ أصْلَ هذِه التَّفْعِيلةِ الثَّالِثَـةِ كالتَّفعيلتَيْنِ قَبْلَها ( مُفاعلَتُنْ ) ، لكنْ دخلَتْها علَّـةٌ تُسَمَّى ( القَطْف ) ، وهيَ : إسْكانُ الخامِسِ المتحرِّكِ معَ حذْفِ السَّبَبِ الخفيفِ : ( مُفاعلَـتُنْ = مُفاعلْـتُنْ = مُفاعَـلْ ) ، فاللَّامُ خامسَةٌ سكَّنَّاها ثمَّ حذَفْنا ( تُنْ = /0 ) وهيَ سببٌ خفيفٌ ، أيْ : متحرِّكٌ فساكِنٌ .
          والِعلَّةُ لازِمةٌ كما هُو معلُومٌ بِخلافِ الزِّحافِ .
          ولعلِّي أعودُ إلى القصيدةِ فأذْكرُ لكَ ملاحظاتٍ أُخْرَى في وقْتٍ آخرَ إذَا يسَّرَ اللهُ .
          وفَّقَ اللهُ الجميعَ .

          تعليق


          • #6
            رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

            بارك الله فيك أخي أبا العوام , هكذا فليكن اتقان علم العروض و إلا فلا , فبارك الله فيك و في كل حرف رقمته.

            تعليق


            • #7
              رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

              كم في ثنايا هذا المنتدى من خبايا
              وكما قالت العرب قديما في أمثالهم "" في الزوايا خبايا وفي الناس بقايا ""
              وأقول :
              صدقت ياعكرمي
              بارك الله فيكما
              ثم أين كنت يا أبا العوام قبل هذه المدة (ابتسامة)
              كم حرمتنا من ملاحظاتك فيما مضى من محاولاتِِ -غفر الله لنا ولك-
              على أنها (اعني ملاحظاتِكَ) تحتاج لطول نَفَسِِ ورَوِيَّة
              ...
              لا سيما وأني من المتطفلين على الشعر وبضاعتي في هذا الباب ليست سوى مكتسبات متفرقة من هاهنا وهناك لا يقوم بمثلها حجاج
              ورغم هذا كله سأحاول عسى اتدرب
              **********************************

              وهنا لدي سؤال حول قولك :
              تكرَّرَ لديْكَ كثيرًا خطأ عرُوضِيٌّ ، وهُو قَبْضُ ( فعُولُنْ ) و ( القَبْضُ ) حذْفُ الخامِسِ السَّاكِنِ ، فقُلْتَ : ( يُرادُ = فعُولُ ) ، ( يَشِينُ = فعُولُ ) ، ( هَدَنْنَ = فعُولُ ) في ( فعَنْ سهلِ بْنِ سَعْدٍ إِزْهَدَنَّ ) ، .... الخ .
              ولا يَجوزُ هذَا لأنَّ أصْلَ هذِه التَّفْعِيلةِ الثَّالِثَـةِ كالتَّفعيلتَيْنِ قَبْلَها ( مُفاعلَتُنْ ) ، لكنْ دخلَتْها علَّـةٌ تُسَمَّى ( القَطْف )
              هل يفهم من هذا أن القبض لا يجوز في الوافر( مطلقا ) وأن القطف بخلافه جائز؟

              تعليق


              • #8
                رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

                المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عبد المجيد التيهرتي مشاهدة المشاركة
                كم في ثنايا هذا المنتدى من خبايا
                وكما قالت العرب قديما في أمثالهم "" في الزوايا خبايا وفي الناس بقايا ""
                وأقول :
                صدقت ياعكرمي
                بارك الله فيكما
                ثم أين كنت يا أبا العوام قبل هذه المدة (ابتسامة)
                كم حرمتنا من ملاحظاتك فيما مضى من محاولاتِِ -غفر الله لنا ولك-
                على أنها (اعني ملاحظاتِكَ) تحتاج لطول نَفَسِِ ورَوِيَّة
                ...
                لا سيما وأني من المتطفلين على الشعر وبضاعتي في هذا الباب ليست سوى مكتسبات متفرقة من هاهنا وهناك لا يقوم بمثلها حجاج
                ورغم هذا كله سأحاول عسى اتدرب
                **********************************

                وهنا لدي سؤال حول قولك :
                تكرَّرَ لديْكَ كثيرًا خطأ عرُوضِيٌّ ، وهُو قَبْضُ ( فعُولُنْ ) و ( القَبْضُ ) حذْفُ الخامِسِ السَّاكِنِ ، فقُلْتَ : ( يُرادُ = فعُولُ ) ، ( يَشِينُ = فعُولُ ) ، ( هَدَنْنَ = فعُولُ ) في ( فعَنْ سهلِ بْنِ سَعْدٍ إِزْهَدَنَّ ) ، .... الخ .
                ولا يَجوزُ هذَا لأنَّ أصْلَ هذِه التَّفْعِيلةِ الثَّالِثَـةِ كالتَّفعيلتَيْنِ قَبْلَها ( مُفاعلَتُنْ ) ، لكنْ دخلَتْها علَّـةٌ تُسَمَّى ( القَطْف )
                هل يفهم من هذا أن القبض لا يجوز في الوافر( مطلقا ) وأن القطف بخلافه جائز؟
                نعم ؛ لأنَّه كما قُلْتُ لكَ : ( فَعُولُنْ ) في العروضِ والضَّرْبِ كِلَيْهما أَصْلُها ( مفاعلَـتُنْ ) ، ودخلَها القَطْفُ ، ولا أعني أنَّه دخلَها في نظمِكَ فوجبَ علَيْكَ لزومُها ، ولكنْ أعني : أنَّها لمْ تُسْمَعْ إلَّا هكذَا ، لم تسمَعْ إلَّا مقطوفةً ، فهنا أمرانِ يُحتِّمانِ لزومَ هذِه الصُّورةِ :
                ـ السَّماعُ ،
                ـ وأنَّ ( فعولن ) هذِه ليسَتْ أَصْليَّـةً كـ ( فعولن ) الَّتي في المتقاربِ ، وإنَّما هيَ منقُولَةٌ عنْ ( مفاعلتُنْ ) ، ولا تحتملُ نقْصًا أكثرَ من ذلكَ !
                وما وُجِدَ منْ ذلِكَ بالقَصْرِ ( فعُولْ ) فهو اخْتلافُ إنشادٍ لا اخْتِلافُ نظمٍ كإنشادِ منْ أنشدَ :
                أقـلِّي اللَّـوْمَ عاذِلَ والعِـتابْ
                وقُولي إنْ أصَبْتُ لقدْ أصابْ
                وأصْلُها منْ قصيدةٍ لجريرٍ أواخرُ أبياتِها باءٌ مفتُوحةٌ مُطلَقةٌ بإشْباعِ الفتحِ ( العتابا ـ أصابا ـ أعابا .... الخ ) .
                ولا يجوزُ كذلكَ إعادتُها إلى أصْلِها ( مفاعلتُنْ ) بنحوٍ ممَّا يفعلُ بعضُ المحدَثينَ ؛ لمخالفتِه السَّماعَ كما سبقَ .
                وأمَّا : هلِ القَطْفُ جائِزٌ في الوافِرِ ؟ فجوابُه : أمَّا في العروضِ والضَّربِ فَـلازِمٌ ، وأمَّا في غَيْرِهما منَ التَّفاعيلِ فغيرُ جائزٍ ، ولكنْ تدخُلُها زحافاتٌ جوازًا مذكورةٌ في كتبِ العروضِ .
                وفَّقكَ الله وسدَّدكَ .

                تعليق


                • #9
                  رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

                  بارك الله فيك
                  في الحقيقة كلامك مفيد إلّا أنه يفتح عليَّ تساؤلاتٍ كثيرةً ومنها سؤال متعلق بقولك :
                  ولا أعني أنَّه دخلَها في نظمِكَ فوجبَ علَيْكَ لزومُها ، ولكنْ أعني : أنَّها لمْ تُسْمَعْ إلَّا هكذَا ، لم تسمَعْ إلَّا مقطوفةً ، فهنا أمرانِ يُحتِّمانِ لزومَ هذِه الصُّورةِ
                  أقول هل يلزمني والحالة هذه الالتزام بها في كامل القصيدة مع أنك قلت ((ولا أعني أنَّه دخلَها في نظمِكَ فوجبَ علَيْكَ لزومُها)) أم أني أسأت فهم ماذكرت؟
                  هذه واحدة
                  .....................
                  والثانية هل هذا الذي حصل مني من مخالفة للسماع يعدونه (أعني العروضيين )خطأً صِرفا أم عَيْبًا يُتَجَاوَزُ عنه للمُحْدَثين
                  أو بمعنى آخر أفي الشعراء المتأخرين من وقَعَ في مِثْلِ ما وقعتُ فيه ؟
                  ......................................
                  ثم لعلي شغلتك وأكثرت عليك فعذراً
                  و بارك الله فيك

                  تعليق


                  • #10
                    رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

                    وفيكم بارك الله
                    أعتذر عن عدم وضوح كلامي ، المعنى : أنَّ هذا ليس من الجوازات التي يرتكبها الشاعر باختياره .
                    فإنَّ لكلِّ بحرٍ وزنًا صحيحًا ، وله جوازات اختيارية من الزحافات والعلل ، منها ما إذا ارتكبه الشاعر وجب عليه لزومه إلى آخر القصيد ؛ فيخرج الوزن من وصف الصحة ، ومنها ما لا يلزم ولا ينافي وصف الصِّحةِ .
                    فالوزن الصحيح للوافر ( مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن ) لكنَّ هذا الوزن لم يستعمل ، ولم يستعمل إلا معلولا بعلة القطف ( مفاعلتن مفاعلتن مفاعلْ = مفاعلتن مفاعلتن فعولن ) ، فأخذ هذا الوزن مكان الوزن الصحيح المهجور ، فليست هذه العلة مما للشاعر فيه خيارٍ .
                    وهذا الذي عنيته بقولي : ( لا أعني أنه دخل نظمك فوجب عليك لزومه ) أي : هو لازم ، نعم ، ولكنه ليس مما أدخلته نظمك هذا باختيارك أول الأمر فوجب عليك لزومه بعد إدخاله ، ولكن هو لازم من الأصل ؛ لأن الوافر لم يرد إلا به ، حتى إذا قيل لك ما وزن الوافر التام لا تقول : ( مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن ) ولكن تقول : ( مفاعلتن مفاعلتن فعولن ) .
                    فـ ( فعولن ) هذه لازمة لا تقبل زيادة ولا نقصا :
                    ـ أمَّا الزيادةُ فبإرجاعها إلى أصلها ( مفاعلتن ) ؛ لأن الوافر لم يسمع إلا بقطف ( مفاعلتن ) في العروض والضرب .
                    ـ وأمَّا نقصها فبقبضِها مثلًا لتصير ( فعولُ ) ، أوبنحو ذلك من زحافات النقص ؛ للسماع الذي سبق ذكره ، ولدليل عقلي قياسي وهو : أنها لا تقبل نقصا أكثر مما حصل بها ، لأننا نظرنا إلى أن أصلها ليس ( فعولن ) وإنما ( مفاعلتن ) وإن كان هذا الأصل مهجورا .
                    ومما لا يلزم هنا إذا ارتكب حينا ( العصب ) الذي ذكرته وهو نقل ( مفاعلتن ) إلى ( مفاعيلن ) ، فتجدُ في البيت الواحد هذا وهذا :
                    بكيتُ على الشبابِ بدمعِ عيني ....... فلم يغن البكاء ولا النحيب
                    مفاعلتن مفاعلتن فعولن..................مفاعيلن مفاعلتن فعولن
                    ألا ليت الشباب يعود يوما .............فأخبره بما فعل المشيب
                    مفاعيلن مفاعلتن فعولن ................ مفاعلتن مفاعلتن فعولن
                    وأمَّا هل في الشعراء المتأخرين من وقع في مثله ، فأقول : لا أعلم بذلك ، ولكنْ ولو فعله أحدهم فقد خالفَ ، ولم يكن حجة ، كما سبق في إتمام بعضهم لـ ( فعولن ) وإعادتها إلى ( مفاعلتن ) ، فهذا ذكره أهل العروض عن بعض المحدَثين وأنكروه !
                    وهل يتجاوز عن مثله ويتسمح فيه ، فالذي يظهر أنه ( لا ) ؛ لما سبق ، ولأنه ثقيل لا يكاد يقبله الطبع العربي السليقي .
                    والله أعلم
                    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

                      بارك الله فيك وجزاك خيرا
                      بقي أن تخبرنا لو سمحت عن الاقتراح الذي أشرت إليه فيما يتعلق بالبيت السادس عشر
                      ولك مني جزيل الشكر
                      وبارك الله فيك

                      تعليق


                      • #12
                        رد: إرشاد الرفاق والإخوان إلى ما يرضي الرحمن

                        وفيك بارك الله .
                        الاقتراحُ : إبدالُ الفاءِ منْ : (
                        فعنْ سهلِ بْنِ سعدٍ إزهدنَّ ) واوًا : ( وعنْ سهلِ بْنِ سعدٍ إزهدنَّ ) ؛ حتَّى لا يكونَ ما بعدُ مبنيًّا على ما قبلُ ومبيِّـنًا لهُ .
                        ولو قُلْتَ ـ مثلًا ـ :
                        ........................... .......... بذا قدْ جاءتِ الآيـاتُ تترَا
                        وجا في السُّنَّـةِ الغرَّاءِ ( إزهدْ ) .......... .......................
                        أو :
                        وجا في الخبرِ المرفُوعِ ( إزهَـدْ ) .......... .......................
                        لكانَ أولى وأحسنَ لفظًا ومعنًى ، لفظًا ؛ لخروجِكَ عنِ الخطإ العروضِيِّ ، ومعنًى ؛ لأنَّ قَوْلَكَ : ( وعن سهلِ بْنِ سعدٍ ) ليسَ فيه دليلٌ على رفعِ الحديثِ ؛ فيوهِمُ وقْفَه ، وأيضًا لموافقتِه لفظَ الحديثِ ؛ فهو منْ غَيْرِ نونِ التَّوكيدِ ، وأخيرًا لأنَّ فيه عطفَ ( جاءَ في السُّنَّـةِ ) على ( جاءَتِ الآياتُ ) ، واللهُ أعلمُ .

                        تعليق

                        يعمل...
                        X