إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [متجدد] فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)

    [مُتَجدد] فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم
    حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)
    فائدة(1):
    قال الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- في كتاب التوحيد
    باب " ما جاء في السحر"
    وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}.

    وقوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}
    قال عمر رضي الله عنه: " الجبت: السحر. والطاغوت: الشيطان "
    وقال جابر: " الطواغيت: كهان كان ينزل عليهم الشيطان، في كل حي واحد "
    عن أبي هريرة : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
    " اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق; وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ".
    وعن جندب مرفوعا: " حد الساحر ضربة بالسيف ". رواه الترمذي، وقال: الصحيح أنه موقوف.
    وفي صحيح البخاري عن بَجالة بن عَبْدة قال: " كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (أن اقتلوا كل ساحر وساحرة). قال: فقتلنا ثلاث سواحر ".
    وصح عن حفصة -رضي الله عنها- " أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها، فقتلت ".
    وكذلك صح عن جندب.
    قال أحمد: عن ثلاثة من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم"
    فيه مسائل:
    الأولى: تفسير آية البقرة.
    الثانية: تفسير آية النساء.
    الثالثة: تفسير الجبت والطاغوت. والفرق بينهما.
    الرابعة: أن الطاغوت قد يكون من الجن وقد يكون من الإنس.
    الخامسة: معرفة السبع الموبقات المخصوصات بالنهي.
    السادسة: أن الساحر يكفر.

    السابعة: أنه يُقتل ولا يستتاب.
    الثامنة: وجود هذا في المسلمين على عهد عمر، فكيف بعده؟

  • #2
    رد: فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)

    فائدة(2):
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
    [لما كان السحر من أنواع الشرك إذ لا يتأتى السحر بدونه ولهذا جاء في الحديث (ومن سحر فقد أشرك) أدخله المصنف في كتاب التوحيد ليبين ذلك تحذيرا منه كما ذكر غيره من أنواع الشرك]
    تعريف السحر:
    السحر في اللغة: عبارة عما خفي ولطف سببه ولهذا جاء في الحديث إن من البيان لسحرا وسمي السحور سحورا لأنه يقع خفيا آخر الليل وقال تعالى: [سحروا أعين الناس] أي اخفوا عنهم علمهم.
    قال أبو محمد المقدسي في الكافي:
    السحر: عزائم ورقى وعقد يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجته ويأخذ احد الزوجين عن صاحبه قال الله تعالى[فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ] وقال سبحانه [قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ] إلى قوله [وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ] يعني السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن في عقدهن ولولا أن للسحر حقيقة لم يأمر بالاستعاذة منه.
    وروت عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم سُحر حتى انه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله وانه قال لها ذات يوم "أتاني ملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال ما وجع الرجل قال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن أعصم في مشط ومشاطة في جف طلعة ذكر في بئر ذروان" رواه البخاري انتهى.

    وقد زعم قوم من المعتزلة وغيرهم أن السحر تخييل لا حقيقة له وهذا ليس بصحيح على إطلاقه بل منه ما هو تخييل ومنه ما له حقيقة كما يفهم مما تقدم]اهـ.
    *كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد(2-876-877)

    تعليق


    • #3
      رد: فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)
      فائدة(3):
      *قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ:
      [هذا " باب ما جاء في السحر " ومناسبة ذكر السحر لكتاب التوحيد . أن السحر نوع من الشرك ، وقد قال -عليه الصلاة والسلام- : « من سحر فقد أشرك » ، فالسحر أحد أنواع الشرك الأكبر بالله- جل وعلا- فمناسبته ظاهرة ، لأنه مضاد لأصل التوحيد .
      والسحر في اللغة هو : عبارة عما خفي ولطف سببه ، ومعنى خفي : صار سبب ذلك الشيء خفيا لا يقع بظهور ، وإنما يقع على وجه الخفاء ؛ ولهذا سمي آخر الليل سحرا لذلك ، وكذلك قيل في أكلة آخر الليل سحور وذلك لأنها تقع على وجه الخفاء وعدم الاشتهار والظهور من الناس .

      فهذه اللفظة (سحر) وما اشتقت منه تدل على خفاء في الشيء ؛ ولهذا فإنه في اللغة يطلق السحر على أشياء كثيرة ، منها ما يكون من جهة المقال ، ومنها ما يكون من جهة الفعل ، ومنها ما يكون من جهة الاعتقاد ، وسيأتي في هذا الباب وفي الباب الذي بعده " باب بيان شيء من أنواع السحر" ما يتصل بذلك .
      وأما السحر الذي هو كفر وشرك أكبر بالله - جل وعلا - فهو استخدام الشياطين والاستعانة بها لحصول أمر بواسطة التقرب لذلك الشيطان بشيء من أنواع العبادة .
      والسحر عرفه الفقهاء بقولهم : رقى وعزائم وعقد ينفث فيها فيكون سحرا يضر حقيقة ، ويمرض حقيقة ، ويقتل حقيقة . فحقيقة السحر إذا : أنه استخدام للشياطين في التأثير ، ولا يمكن للساحر أن يصل إلى إنفاذ سحره حتى يكون متقربا إلى الشياطين ، فإذا تقرب إليها خدمته شياطين الجن بأن أثرت في بدن المسحور ، فلكل ساحر خادم من الشياطين يخدمه ، ولكل ساحر مستعان به من الشياطين ، فلا يمكن للساحر أن يكون ساحرا على الحقيقة إلا إذا تقرب إلى الشياطين ؛ ولهذا فإن السحر شرك بالله- جل وعلا- .

      وهناك شيء قد يكون في الظاهر أنه سحر ، ولكنه في الباطن ليس بسحر ، وهذا ليس الكلام فيه ، وإنما الكلام فيما كان من السحر بالاستعانة بالشياطين ، وباستخدام الرقى والتعويذات والعقد والنفث فيها ، وقد قال - جل وعلا- : { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } [الفلق : 4] والنفاثات : هن السواحر اللاتي يعقدن العقد وينفثن فيها ، خصت الإناث بالاستعاذة منهن ؛ لأن الغالب في السحر أن الذي يستخدمه النساء ، فجرى ذلك لمجرى الغالب ، والنفاثات: جمع نفاثة ، صيغة مبالغة من النفث ؛ لأنها تكثر النفث في العقدة برقى وتعازيم وتعويذات ، تستخدم فيها الجن لتخدم هذه العقدة التي فيها شيء من بدن المسحور ، أو فيها شيء يتعلق بالمسحور حتى يكون ذلك مؤثرا فيه . وقد سحر يهودي النبي صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاطة ، يعني : في أشياء من شعره -عليه الصلاة والسلام- حتى يخيل للنبي صلى الله عليه وسلم أنه يفعل الشيء ولا يفعله من جهة نسائه -عليه الصلاة والسلام- ، فقد كان سحر ذلك اليهودي مؤثرا في بدنه -عليه الصلاة والسلام- ، لكنه لم يكن مؤثرا في علمه ، ولا في عقله ، ولا في روحه -عليه الصلاة والسلام- ، وإنما في بدنه يخيل إليهأنه قد واقع نساءه وهو لم يواقع ونحو ذلك .].
      *كتاب التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص/(296-29.

      تعليق


      • #4
        رد: فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)
        فائدة(4):
        تابع:
        1-المناسبة
        2- تعريف السحر
        3- مراتب تعلم السحر
        4- أنواع السحر
        5-حكم الساحر
        *قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ:
        [وهذا السحر الذي فيه استخدام الشياطين شرك وكفر بالله- جل وعلا-، كما قال سبحانه:{ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}[البقرة:102] والذي تلته الشياطين على ملك سليمان هو ما قرؤوه في كتاب السحر وما يتصل بذلك من عمل السحر، قال- جل وعلا-{وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة:102] فعلل كفر الشياطين بقوله: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} [البقرة:102]قال- سبحانه-:{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}.
        وتعلم السحر وفهم كيف يكون، وكيف يعمل السحر، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا بالكفر والشرك، لكن هناك مراتب:
        إحداها: أن يتعلم ذلك نظريا ولا يعمله.
        والثانية: أن يتعلمه ويعمله ولو مرة.
        وهناك مرتبة الساحر الذي يتعلم ويعمل به دائما فما حكم هذه المراتب؟ قال- جل وعلا-:{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [البقرة:102]، فدل على أن تعلمه بمجرده كفر، ولهذا نقول:الصحيح أن تعلم السحر- ولو بدون عمل- شرك وكفر بالله- جل وعلا- بنص الآية، لأنه لا يمكن أن يتعلم السحر إلا بتعلم الشرك بالله- جل وعلا- وكيف يشرك، وإذا تعلم الشرك فهو مشرك بالله- جل وعلا-.
        وبعض العلماء يقول: السحر قسمان : - كقول الشافعي وغيره- منه ما يكون بالاستعانة بالشياطين فهذا كفر وشرك أكبر، ومنه ما يكون بالأدوية والتدخينات فهذا فسق ومحرم ولا يكفر فاعله إلا إذا استحله.

        وهذا التقسيم من الشافعي ومن تبعه ، هو من جهة الواقع، يعني : نظروا في الذين يمارسون ذلك ، فمنهم من يقول إنه ساحر وليس كذلك من حيث النظر الشرعي يعني: أنه ليس السحر الذي وصف في الشرع ، فيقول : هو ساحر ، وهو يستخدم أدوية وتعويذات ، وفي الحقيقة هو مشعوذ، ولا يصدق عليه اسم الساحر، وهذا فيما يفعل يؤثر عن طريق الأدوية .
        وأما الصرف والعطف، يعني: جلب محبة امرأه لزوجها، أو صرف محبة المرأة لزوجها، أو العكس، فهذا من القسم الأول؛ لأنه من نواقض الإسلام، فالسحر من نواقض الإسلام؛ لأنه شرك بالله ومنه الصرف والعطف؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يصل إلى روح وقلب من يراد صرفه أو العطف إليه إلا بالشرك ؛ لأن الشيطان هو الذي يؤثر على النفس ولن يخدم الشيطان الإنسي الساحر إلا بعد أن يشرك بالله- جل وعلا- .

        فتحصل أن السحر بجميع أنواعه فيه استخدام للشياطين واستعانة بها، والشياطين لا تخدم إلا من تقرب إليها بالذبح، أو بالاستغاثة، أو بالاستعاذة، ونحو ذلك . يعني أن يصرف إليها شيئا من أنواع العبادة، بل قد نظرت في بعض كتب السحر، فوجدت أن الساحر- بحسب ما وصف ذلك الكاتب- لا يصل إلى حقيقة السحر، وتخدمه الجن كما ينبغي، حتى يهين القرآن، ويهين المصحف، وحتى يكفر به، ويسب الله- جل وعلا- ونبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا قد ذكره بعض من اطلع على حقيقة الحال.
        فالسحر إذًا شرك بالله تعالى ،
        وكل ساحر مشرك. وقتل الساحر- فيما سيأتي- على الصحيح أنه قتل ردة، لا قتل تعزير ، فالشيخ -رحمه الله- عقد هذا الباب "باب ما جاء في السحر" لبيان تلك المسألة] .

        *كتاب التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص/(296-29.

        تعليق


        • #5
          رد: فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)

          ائدة(5):
          في الكلام على أنواع السحر
          السحر التخييلي:
          قال الشيخ صالح الفوزان:
          [ والنوع الثاني: سحر تخييلي، ليس له حقيقة، وإنما هو خيال وشعوذة، وهو ما يسمّى بالقُمْرة، فالساحر يخيِّل للناس شيئاً وهو ليس حقيقة:
          1- كأن يخيِّل للناس أنه دخل في النار، وليس كذلك.
          2- أو يخيِّل للناس أنه يمشي على حبل، وهو ليس كذلك.
          3- أو يخيِّل للناس أن السيارة تمشي على بطنه، وليس كذلك.
          4- أو يخيِّل للناس أنه يطعن نفسه بالسلاح ولا يؤثِّر فيه، وليس كذلك.
          والحقيقة أنه عمل شيئاً من التخيل والقُمْرة فأثر على الأبصار. كما قال الله تعالى في قوم فرعون: {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}، فسحروا الأعين فقط، وذلك بما يعملونه من الحِيَل، ويجعلون في العِصِيّ التي معهم مواد تحرّكها، وتجعل العصى كأنها حيّة، وهي ليست كذلك كما قال تعالى عن موسى عليه السلام: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}، حيث حشوها بشيء من الزِّئْبق وشيء من الأمور التي لا يراها الناس، وظنوا أنها تتحرك.
          وأنكرت المعتزلة النوع الأول، مع أن النوع الأول هو الخطير، وقالوا: السحر كله تخييلي.
          وهذا غير صحيح، لأنه لو كان كذلك لما أثّر في المسحور ولما قتل المسحور، ولما أمرضه، ولما فرّق بينه وبين زوجه، فدلّ على أنه حقيقي، وعمل شيطاني، لأنه عُقد وعزائم، ولهذا يقول تعالى لنبيه: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ(1)}، إلى قوله: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ(4)} فدل على أنه حقيقي.]اهـ.

          المرجع: إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد(1-ص344).

          تعليق


          • #6
            رد: فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)
            فائدة(6):
            تابع: في الكلام على أنواع السحر
            السحر التخييلي:
            قال الشيخ عبد العزيز بن باز:
            [وهؤلاء السحرة قد يتعاطون أشياء تخييلية، كما تقدم في قوله عز وجل: ( قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) يخيل إلى الناظر أن هذه العصي، وأن هذه الحبال حيات تسعى في الوادي، وهي حبال وعصي، لكن السحرة خيلوا للناس لما أظهروا أمام أعينهم من أشياء تعلموها تغير الحقائق على الناس بالنظر إلى أبصارهم، قال سبحانه:(يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)،وقال تعالى في سورة الأعراف: ( قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍوهي في الحقيقة ما تغيرت حبال وعصي، ولكن تغير نظرهم إليها بسبب السحر فاعتقدوها حيات بسبب التلبيس الذي حصل من السحرة، وتسميه بعض الناس "تقمير" وهو أن يعمل الساحر أشياء تجعل الإنسان لا يشعر بالحقيقة على ما هي عليه، فيكون بصره لا يدرك الحقيقة فقد يؤخذ من حانوته أو منزله ما فيه ولا يشعر بذلك، يعني أنه لم يعرف الحقيقة، فقد يرى الحجر دجاجة، أو يرى الحجر بيضة، أو ما أشبه ذلك؛ لأن الواقع تغير في عينيه، بسبب عمل الساحر وتلبيسه، فسحرت عيناه، وجعل هناك من الأشياء التي يتعاطاها السحرة من المواد ما تجعل عينيه لا تريان الحقيقة على ما هي عليه، هذا من السحر الذي سماه الله عظيماً في قوله جل وعلا في سورة الأعراف: ( فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)]اهـ
            المرجع: موقع الشيخ عبد العزيز بن باز على الشبكة-إملاءات.

            تعليق


            • #7
              رد: فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)
              فائدة(7):
              مقدمة:
              1- تعريف السحر في اللغة
              2- السحر في الشرع
              2- أنواع السحر
              3-حكم الساحر
              ......................
              قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين(1):
              [السحر لغة: ما خفي ولطف سببه، ومنه سمي السَّحَر لأخر الليل، لأن الأفعال التي تقع فيه تكون خفية، وكذلك سمي السحور، لما يؤكل في آخر الليل، لأنه يكون خفياً، فكل شيء خفي سببه يسمى سحراً.
              وأما في الشرع، فإنه ينقسم إلى قسمين:
              الأول: عقد ورقي، أي: قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور، لكن قد قال الله تعالى: { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } [البقرة: 102].
              الثاني: أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله، فتجده ينصرف ويميل، وهو ما يسمى عندهم بالصرف والعطف.
              فيجعلون الإنسان ينعطف على زوجته أو امرأة أخرى، حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء، والصرف بالعكس من ذلك.
              فيؤثر في بدن المسحور بإضعافه شيئاً فشيئاً حتى يهلك.
              وفي تصوره بأن يتخيل الأشياء على خلاف ما هي عليه.
              وفي عقله، فربما يصل إلى الجنون والعياذ بالله.

              فالسحر قسمان:

              شرك، وهو الأول الذي يكون بواسطة الشياطين، يعبدهم ويتقرب إليهم ليسلطهم على المسحور.
              عدوان، وفسق وهو الثاني الذي يكون بواسطة الأدوية والعقاقير ونحوها.

              وبهذا التقسيم الذي ذكرناه نتوصل به إلى مسألة مهمة، وهي: هل يكفر الساحر أو لا يكفر؟
              اختلف في هذا أهل العلم:
              فمنهم من قال: إنه يكفر.
              ومنهم من قال: إنه لا يكفر.

              ولكن التقسيم السابق الذي ذكرناه يتبين به حكم هذه المسألة، فمن كان سحره بواسطة الشيطان، فإنه يكفر لأنه لا يتأتى ذلك إلا بالشرك غالباً، لقوله تعالى: { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة لا تكفر... } إلى قوله: { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق } [البقرة:102]، ومن كان سحره بالأدوية والعقاقير ونحوها، فلا يكفر، ولكن يعتبر عاصياً معتدياً.
              وأما قتل الساحر، فإن كان سحره بالأدوية والعقاقير ونحوهما، فلا يكفر، ولكن يعتبر عاصياً معتدياً.
              وأما قتل الساحر، فإن كان سحره كفراً، قتل قتل ردة، إلا أن يتوب على القول بقبول توبته، وهو الصحيح، وإن كان سحره دون الكفر، قتل قتل الصائل، أي: قتل لدفع أذاه وفساده في الأرض، وعلى هذا يرجع في قتله إلى اجتهاد الإمام وظاهر النصوص التي ذكرها المؤلف أنه يقتل بكل حال، فالمهم أن السحر يؤثر بلا شك، لكنه لا يؤثر بقلب الأعيان إلى أعيان أخرى، لأنه لا يقدر على ذلك إلا الله ـ عز وجل ـ ، وإنما يخيل إلى المسحور أن هذا الشيء انقلب وهذا الشيء تحرك أو مشى وما أشبه ذلك، كما جرى لموسى عليه الصلاة والسلام أمام سحرة آل فرعون، حيث كان يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى]اهـ.

              (1)-القول المفيد على كتاب التوحيد[1-(ص490-491)]

              تعليق


              • #8
                رد: فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)

                ..............
                فائدة:(
                مقدمة:

                1- شرح الآية:(ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق).
                2- حكم الساحر.
                3- سحر الأدوية والتدخين.
                4- هل يسمى سحر الأدوية والتدخين سحراً؟!
                5-حكم سحر الأدوية والتدخين.
                ..............................
                *قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد:
                [قال: وقول الله تعالى (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق).
                أي: ولقد علم اليهود الذين استبدلوا السحر عن متابعة الرسل والإيمان بالله لمن اشتراه أي استبدل ما تتلوا الشياطين بكتاب الله ومتابعة رسله ما له في الأخرة من خلاق قال ابن عباس من نصيب قال قتادة وقد علم أهل الكتاب فيما عهد الله اليهم أن الساحر لا خلاق له في الآخرة، وقال الحسن ليس له دين فدلت الآية على تحريم السحر وهو كذلك بل هو محرم في جميع أديان الرسل عليهم السلام كما قال تعالى (ولا يفلح الساحر حيث أتى) واستدل بها بعضهم على تحريم تعلمه لعموم قوله لمن اشتراه يدل عليه قوله (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) وقد نص أصحاب أحمد على أنه يكفر بتعلمه وتعليمه.
                وروى عبدالرزاق عن صفوان بن سليم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:(من تعلم شيئا من السحر قليلا كان أو كثيرا كان آخر عهده من الله) وهذا مرسل واختلفوا هل يكفر الساحر أولا فذهب طائفة من السلف إلى أنه يكفر وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحمد قال أصحابه إلا أن يكون سحره بأدوية وتدخين وسقي شيء يضر فلا يكفر وقيل لا يكفر إلا أن يكون في سحره شرك فيكفر وهذا قول الشافعي وجماعة.
                قال الشافعي رحمه الله إذا تعلم السحر قلنا له صف لنا سحرك فإن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إلى الكواكب السبعة وأنها تفعل ما يلتمس منها فهو كافر وإن كان لا يوجب الكفر فإن اعتقد اباحته كفر وعند التحقيق ليس بين القولين اختلاف فإن من لم يكفر لظنه أنه يتأتى بدون الشرك وليس كذلك بل لا يتأتي السحر الذي من قبل الشياطين إلا بالشرك وعبادة الشيطان والكواكب ولهذا سماه الله كفرا في قوله (إنما نحن فتنة فلا تكفر) وقوله (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا) وفي حديث مرفوع رواه رزين (الساحر كافر) وقال أبو العالية السحر من الكفر وقال ابن عباس في قوله (إنما نحن فتنة فلا تكفر) وذلك أنهما علماه الخير والشر والكفر والإيمان فعرفا أن السحر من الكفر وقال ابن جريج في الآية لا يجترىء على السحر إلا الكافر.
                وأما سحر الأدوية والتدخين ونحوه فليس بسحر وإن سمي سحرا فعلى سبيل المجاز كتسمية القول البليغ والنميمة سحرا ولكنه يكون حراما لمضرته يعزر من يفعله تعزيرا بليغا]اهـ.
                *كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد(1-778-781)

                تعليق


                • #9
                  رد: فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)

                  فائدة(9):
                  [شرح حديث أبي هريرة في اجتناب السبع الموبقات]
                  عن أبي هريرة : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
                  " اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق; وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ".
                  ...................
                  *قال الشيخ ابن عثيمين:
                  قوله:[[ "اجتنبوا السبع الموبقات". النبي - صلى الله عليه وسلم - أنصح الخلق للخلق، فكل شيء يضر الناس في دينهم ودنياهم يحذرهم منه، ولهذا قال: "اجتنبوا"، وهي أبلغ من قوله: اتركوا، لأن الاجتناب معناه أن تكون في جانب وهي في جانب آخر، وهذا يستلزم البعد عنها.
                  و"اجتنبوا"، أي: اتركوا، بل أشد من مجرد الترك، لأن الإنسان قد يترك الشيء وهو قريب منه، فإذا قيل: اجتنبه، يعني: اتركه مع البعد.
                  وقوله: "السبع الموبقات". هذا لا يقتضي الحصر، فإن هناك موبقات أخرى، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحصر أحياناً بعض الأنواع والأجناس، ولا يعني بذلك عدم وجود غيرها.
                  ومن ذلك حديث: "السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"(1)، فهناك غيرهم، ومثله: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة"(2)، وأمثلة هذا كثيرة، وإن قلنا بدلالة حديث أبي هريرة في الباب على الحصر لكونه وقع بـ "أل" المعرفة، فإنه حصرها لأن هذه أعظم الكبائر.
                  قوله: "قالوا: يا رسول الله! وما هن؟".كان الصحابة رضي الله عنهم أحرص الناس على العلم، والنبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ألقى إليهم الشيء مبهماً طلبوا تفسيره وتبيينه، فلما حذرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - من السبع الموبقات قالوا ذلك لأجل أن يجتنبوهن، فأخبرهم، وعلى هذه القاعدة [أن الصحابة رضي الله عنهم أحرص الناس على العلم]، لكن ما كانت الحكمة في إخفاءه، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يخبرهم، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله تسعة وتسعين اسماً، من أحصاها دخل الجنة"(1)، ولم يرد تبيينها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث صحيح. وقد حاول بعض الناس أن يصحح حديث سرد الأسماء التسعة والتسعين(2)، ولم يصب، بل نقل شيخ الإسلام اتفاق أهل المعرفة في الحديث على أن عدها وسردها لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -(3)، وصدق رحمه الله بدليل الاختلاف الكبير فيها.فمن حاول تصحيح هذا الحديث، قال: إن الثواب عظيم، "من أحصاها دخل الجنة"، فلا يمكن للصحابة أن يفوتوه، فلا يسألوا عن تعيينها فدل هذا على أنها قد عُينت من قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -. لكن يجاب عن ذلك بأنه ليس بلازم، ولو عينها النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكانت هذه الأسماء التسع والتسعين معلومة للعالم أشد من علم الشمس، ولنقلت في
                  "الصحيحين" وغيرهما، لأن هذا مما تدعو الحاجة إليه، وتلح بحفظه والعناية به، فكيف لا يأتي إلا عن طرق واهية وعلى صور مختلفة؟!
                  فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يبينها لحكمة بالغة، وهي أن يطلبها الناس ويتحروها في كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى يعلم الحريص من غير الحريص.

                  كما لم يبين النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة الإجابة يوم الجمعة، والعلماء اختلفوا في حديث أبي موسى الذي في مسلم، حيث قال فيه: "هي ما بين أن يخرج الإمام إلى أن تقضى الصلاة"(1)،فإن بعضهم صححه وبعضهم ضعفه، لكن هو عندي صحيح، لأن علة التضعيف فيه واهية، والحال تؤيد صحته، لأن الناس مجتمعون أكبر اجتماع في البلد على صلاة مفروضة، فيكون هذا الوقت في هذه الحال حرياً بإجابة الدعاء، وكذلك ليلة القدر لم يبينها النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أنها من أهم ما يكون]اهـ.
                  .................
                  حواشي:
                  (1) أخرجه البخاري: كتاب الجماعة والإمامة/ باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، ومسلم: كتاب الزكاة/ باب فضل إخفاء الصدقة.
                  (2) أخرجه مسلم في (الإيمان، باب غلظ تحريم إسبال الإزار).

                  (1) أخرجه البخاري وغيره.
                  (2) أخرجه الترمذي (3507)، وابن حبان (2384)، والحاكم (1/22).
                  (3) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" (6/382): "تعيينها ليس من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - باتفاق أهل المعرفة بحديثه".

                  1) أخرجه مسلم: كتاب الجمعة/ باب في الساعة التي في يوم الجمعة.
                  (*)-القول المفيد على كتاب التوحيد[1-(ص494-497)]

                  تعليق


                  • #10
                    رد: فوائد ... لطائف... فتاوى... من كلام أهل العلم حول:[بَابُ:ماجَاءَ فِي السِّحْرِ](2)

                    فائدة(10):
                    يتبع:[شرح حديث أبي هريرة في اجتناب السبع الموبقات]
                    ...............
                    *قال الشيخ ابن عثيمين:
                    [وقوله: "الموبقات"، أي: المهلكات، قال تعالى:{ وجلعنا بينهم موبقاً} [الكهف: 52]، أي: مكان هلاك.
                    وقوله: "قالوا: يا رسول الله! وما هن؟". سألوا عن تبيينها، وبه تتبين الفائدة من الإجمال، وهي أن يتطلع المخاطب لبيان هذا المجمل، لأنه إذا جاء مبيناً من أول وهلة، لم يكن له التلقي والقبول كما إذا أجمل ثم بين.
                    وقوله: "وما هن"، "ما": اسم استفهام مبتدأ، و"هن": خبر المبتدأ.
                    وقيل بالعكس، "ما": خبر مقدم وجوباً، لأن الاستفهام له الصدارة، و"هن": مبتدأ مؤخر.لأن "هن" ضمير معرفة، و"ما" نكرة، والقاعدة المتبعة أنه يخبر بالنكرة عن المعرفة ولا عكس.

                    قوله:قال الشرك بالله قدمه لأنه أعظم الموبقات،فإن أعظم الذنوب أن تجعل لله نداً وهو خلقك.والشرك بالله يتناول الشرك بربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه أو صفاته.
                    فمن اعتقد أن مع الله خالقاً أو معيناً، فهو مشرك، أو أن أحداً سوى الله يستحق أن يعبد، فهو مشرك وإن لم يعبده، فإن عبده، فهو أعظم، أو أن لله مثيلاً في أسمائه، فهو مشرك، أو أن الله استوى على العرش كاستواء الملك على عرش مملكته، فهو مشرك، أو أن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزول الإنسان إلى أسفل بيته من أعلى، فهو مشرك. قال تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [النساء: 48]، وقال تعالى: { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } [المائدة: 72].
                    وبين - صلى الله عليه وسلم - أن الشرك أعظم ما يكون من جناية والجرم بقوله حين سئل: أي الذنب أعظم "أن تجعل لله نداً وهو خلقك"(1)
                    فالذي خلقك وأوجدك وأمدك وأعدك ورزقك كيف تجعل له نداً؟ فلو أن أحداً من الناس أحسن إليك بما دون ذلك، فجلعت له نظيراً، لكان هذا الأمر بالنسبة إليه كفراً وجحوداً.
                    قوله:
                    "والسحر"، أي: من الموبقات، وظاهر كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا فرق بين أن يكون ذلك بواسطة الشياطين أو بواسطة الأدوية والعقاقير.
                    لأنه إن كان بواسطة الشياطين، فالذي لا يأتي إلا بالإشراك بهم، فهو داخل في الشرك بالله.وإن كان دون ذلك، فهو أيضاً جرم عظيم، لأن السحر من أعظم ما يكون في الجناية على بني آدم، فهو يفسد على المسحور أمر دينه ودنياه، ويقلقه فيصبح كالبهائم، بل أسوأ من ذلك، لأن البهيمة خلقت هكذا على طبيعتها، أما الآدمي، فإنه إذا صرف عن طبيعته وفطرته لحقه من الضيق والقلق ما لا يعلمه إلا رب العباد، ولهذا كان السحر يلي الشرك بالله ـ عز وجل ـ]اهـ.

                    حواشي:
                    (1) أخرجه البخاري في التفسير باب قوله تعلى:(فلا تجعلوا لله أندادا[3-190]) (كتاب الحدود، باب رمي المحصنات) ومسلم
                    ومسلم في كتاب الإيمان، باب كون الشرك أقبح الذنوب[1-190]).

                    (*)-القول المفيد على كتاب التوحيد[1-(ص497-49]

                    تعليق

                    يعمل...
                    X