إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

تركت الجامعة فبماذا تنصحونها

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تركت الجامعة فبماذا تنصحونها

    هذه فتاة تركت الجامعة واختارت العفاف
    هل ياترى هناك من البنات اللواتي يدرسن اليوم
    في الإختلاط على قناعة تامة بما يصنعن
    يا أمة المنان و الرحمن
    إتقي الله
    والبسي لباس الحشمة
    هذه قصة أخت تركت الجامعة
    رغم محاولة وليها السيطرة عليها
    وإقناعها بالرجوع
    وقد مر
    معنا
    قصة الطالبة المغربية
    التي صبرت
    والان هي في بلاد التوحيد و السنة
    تطلب العلم الشرعي السلفي
    وفق الضوابط و الشروط
    ولعلها الأن
    داعية من الداعيات المصلحات
    فأنتي أيتها الدارسة في الجامعة
    إعتبري
    بها
    والله المستعان
    نص الكلمة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اخوتي في الله بارك لله في علمكم ونفع بكم
    أرجو منكم توجيه نصيحة لي لعل الله ينفعني بهافانا اعيش حالة لايعلم بها الا الله
    منذ 3اشهر تقريبا تركت الجامعة التي كنت ادرس بها_كلية الطب_ولم ادرس بها الاالسنة الاولى مع تردد شديد منذ البداية لاني لم اكن اتصور اني سأتاثر بمظاهر الفساد وعدم اقتناعي الاكيد بالمجال والجامعة ...وخاصة اني كنت اقيم في بلاد الحرمين ...
    حاولت ان اتاقلم مع الوضع هناك ؛ان اغير من حولي وادعوهم لكن حرصي على الدراسة جعلني اتخلى عن الدعوة تماما وخاصة تدهور مستواي الدراسي وخوفي الشديد من اهلي؛بدات اشعر ان قلبي تغيرو ابتعدت عن الله وزاد اهتمامي بالدنيا حتى اني نسيت جل القران بعد ان حفظته كاملا
    وكثير من المبادئ تزعزعت في داخلي
    وفي لحظة ندمت على تفريطي وعظيم خطئي.. تذكرت الماضي ؛حفظي للقران واهتمامي بالدعوة
    قررت ترك ذاك المكان وان اعود الى الله واطلب العلم ثم اعود الى بلدي واتفرغ للدعوة لانتشار الجهل والبدع والصوفية لكن الجميع عارضني ولم يوافقني احد غير اخي..
    والان اواجه كثير من الانتقاد والاهانات لاني جلست في البيت ..واتظاهر بالاصرار والقوة مع اني من الداخل ضعيفة ... انا لااهتم بهم..لكن نفسي والشيطان اتعبانني..
    متخبطة في الطلب ..
    ابدأ بمتن احفظه ثم ارتكه .. اقرا كتاب ثم اعود الى اخر...والعمر يمضي والساعات تمر بسرعة..وانا كما اما انا...
    خائفة ان لااوفق في طلب العلم فلا ابلغ بلح الشام ولاعنب اليمن كما يقال
    اخشى ان يكون ذلك عقاب من الله لذنوبي وغفلتي ..
    او ان العلم اشرف من ان يطلبه امثالي...
    ارجو ان لاتبخلو علي بنصيحتكم
    واعتذر على الاطالة مع محاولتي الشديدة على الاختصار

  • #2
    السلام عليك أختاه .أولا انصحك بان لا طريق طلب العلم الشرعي طريق طويل وشاق فعلا تسمعي لوساوس الشيطان والنفس الامارة بالسوء وعليك بالاستمرار في طريق الطاعة فالحل الذي اخترتيه بترك الدراسة هو الحل الذي يجب على كل من تخاف الله وتسعى لارضائه . ثانيا طريق طلب العلم الشرعي طريق طويل وشاق فعلا لكنه يسير على من يسره الله له فاسالي الله ان يرزقك الاخلاص فهو السبب الاول للتوفيق ثم اكثري من الدعاء بتيسير الحفظ ولا تتعجلي الثمرة واذكرك بكلمة نافعة ان شاء الله لبعض السلف قال فيها : من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة فالصبر والمثابرة أختاه ومن سارعلى الدرب وصل وأذكرك بقول الله تبارك وتعالى : والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا

    تعليق


    • #3
      كان امرئ القيس يتنقل من ملك لآخر ليعيد ملك والده فأتعب المسير رفيقه فأنشد امرؤ القيس :

      بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
      و ظن أن لاحقين بقيصر
      فقلت لا تبكي عينك
      فإنما نبغي ملكا أو نموت فنعذر

      إذا كان هذا حال رجل جاهلي همته في بلوغ غايته عالية و مستعد لتكبد الصعاب من أجل ذلك، فكيف بحال رجل وهب نفسه لربه و نذر حياته لشرعه لا شك يكون حاله أحسن حال و موقفه أشرف موقف و ثباته أثبت من الجبال و أقوى من كل شيئ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية :"ماذا يفعل أعدائي بي، إن قتلوني فقتلي شهادة، و إن سجنوني فسجني خلوة، و إن نفوني فنفي سياحة، في صدري جنتان كتاب الله و سنة نبيه"، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن : "وحصل على شيخ الإسلام، من المحن من القضاة والولاة، ما هو مذكور في ترجمته رحمه الله تعالى، أعظم مما جرى على الإمام أحمد، وحبس بمصر والشام، ومات بالحبس; وعزر ابن القيم رحمه الله، وما ذاك إلا لظهور البدع، وغربة الحق، كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
      وأي اغتراب فوق غربتنا التي لها أضحت الأعداء فينا تحكم
      وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ" . ثم بعد طبقة الشيخ وأصحابه، ومن وافقه على ما قام به، عادت الغربة أعظم مما كان، حتى إن بعض المصنفين من متأخري الحنابلة، ظنوا أن عقيدة الأشاعرة عقيدة الإمام أحمد، ونسبوها إليه." (الدرر السنية)...

      و ما لنا لا نقل في الله تعالى كما قال ذاك الشاعر مبالغا في ثنائه لمن لا يستحق مثل هذا الثناء، فوالله إنه لكثير عليه و لست أرى أحدا أحق به من الله ...قال:

      فليتك تحلو و الحياة مريرة
      و ليتك تصفو و الأنام غضاب
      و ليت الذي بيني و بينك عامر
      و بيني و بين العالمين خراب
      إذا ماصح منك الود فالكل هين
      و كل من على التراب تراب

      و لو صدقنا لصدق الله معنا و لو أخلصنا عملنا لثبتنا الله على دينه ولهدانا لصراطه المستقيم، و هكذا هي طريق الأنبياء محفوفة بالمكاره و المحن و الإبتلاءات، قال الشيخ الربيع في " عين السلسبيل من معين إمام الجرح و التعديل" : "فمن أراد الجنة؛ فليسر في طريق الأنبياء، ولا بدَّ أن يكون في سيره في هذا الطريق عرضة وهدفاً للامتحان والبلايا والابتلاء، وذلك ما يعانيه أهل الحديث الطائفة الناجية المنصورة في كل زمان ومكان ." ، و لنا في رسل الله أسوة حسنة فقد ثبتوا على الحق و أوذوا في سبيل الله فما وهنوا و ما استكانوا ، و كذا لنا بالصالحين عبرة في تمسكهم بالسنة و الذب عنها و الصبر على ما أصابهم من جرائها، قال الشيخ سليمان بن سحمان و هو يذكر الإمام عبد العزيز آل فيصل: "وليعلم: أن العليم الحكيم إنما ابتلاه ليعلم صبره وإيقانه، فيزداد رغبة لربه وانطراحا بين يديه، وانكسارا ودخولا على ربه، من باب الافتقار الصرف فعند ذلك يعود عليه ربه بعائدة بره ولطفه وكرمه، ويمده بمدد يرى أثره في حياته، وعقباه في آخرته؛ والابتلاء والامتحان يتميز به صادق الإيمان من كاذبه.
      وقد ابتلى الله أولياءه وأصفياءه، وخاصة رسله، قال الله تعالى لعبده ورسوله، فيما أوحاه إليه: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [سورة التوبة آية : 25-26].
      وكذلك ما جرى عليه صلوات الله وسلامه عليه يوم أحد، حين كسرت رباعيته، وشج رأسه، وما ذلك لهوانه، وهوان أصحابه عليه، ولكن لزيادة ثوابهم، ورفعة درجاتهم :{وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [سورة آل عمران آية : 141].
      والمؤمن الموفق، إذا ناله شيء من الابتلاء، أوجب له عدم اتهام ربه بقضائه وقدره، وصبر واحتسب، وانتقل من الحال التي يكرهها الله، إلى الحال التي يحبها، وأما من ضعف صبره ويقينه، وقل احتسابه، فالمصائب لا تزيده إلا ريبا، وشكا، وإساءة ظن، واتهاما لمولاه، فيرجع بأخسر الصفقتين، وينقلب بأعماله وأحواله صفر اليدين. " ، أما الذي يمشي في الناس على نور من ربه و يدعو غيره على بصيرة فهذا الذي إذا استوحش الناس استأنس بربه، و إذا استأنس الناس استوحش، فإن الله تعالى لن يضيعه، قال السعدي في ثفسير قوله تعالى ( و هو الذي أنزل السكينة ... إلى قوله تعالى .... و ساءت مصيرا) "يخبر تعالى عن منته على المؤمنين بإنزال السكينة في قلوبهم ، وهي : السكون والطمأنينة ، والثبات عند نزول المحن المقلقة ، والأمور الصعبة التي تشوش القلوب وتزعج الألباب وتضعف النفوس . فمن نعمة الله على عبده في هذه الحال أن يثبته ويربط على قلبه ، وينزل عليه السكينة ، ليتلقى هذه المشقات بقلب ثابت ، ونفس مطمئنة ، فيستعد بذلك لإقامة أمر الله في هذه الحال ، فيزداد بذلك إيمانه ، ويتم إيقانه . فالصحابة رضي الله عنهم لما جرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين ، من تلك الشروط التي ظاهرها أنها غضاضة عليهم ، وحط من أقدارهم ، وتلك لا تكاد تصبر عليها النفوس . فلما صبروا عليها ، ووطنوا أنفسهم لها ، ازدادوا بذلك إيمانا مع إيمانهم ". قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "المجموع": "وأما أهل السنة والحديث فما يعلم أحد من علمائهم، ولا صالح عامتهم، رجع قط عن قوله واعتقاده، بل هم أعظم الناس صبرًا على ذلك، وإن امتحنوا بأنواع المحن، وفتنوا بأنواع الفتن، وهذه حال الأنبياء وأتباعهم من المتقدمين، كأهل الأخدود ونحوهم، وكسلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين، وغيرهم من الأئمة، حتى كان مالك ـ رحمه الله ـ يقول‏:‏ لا تغبطوا أحدًا لم يصبه في هذا الأمر بلاء‏.‏ يقول‏:‏ إن الله لابد أن يبتلي المؤمن، فإن صبر رفع درجته، كما قال تعالى‏:‏ ‏{الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ‏}‏ ‏[‏العنكبوت‏:‏1ـ3‏]‏،وقال تعالى‏:‏ ‏{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ‏}‏ ‏[‏السجدة‏:‏24‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}‏ ‏[‏سورة العصر‏]‏‏.‏" اه كلامه. و قال في موضع آخر :" و كمائن القلوب تظهر عند المحن" و صدق رحمه الله، فالشيطان للإنسان بالمرصاد يترصده و يترقبه فعند لحظة الضعف ينقض عليه فمن كان في قلبه دغل وقع كما تقع الفريسة بين أنياب السبع الضاري، و أما من أخلص دينه لله و اتبع هداه و اعتصم بحبله و اهتدى بهدي نبيه و اقتف أثر السلف الصالح في سره و علنه ثبته الله ... و المعصوم من عصمه الله تعالى و لا ينفع في مثل هذه الأهوال و القواصم الجسام إلا أن يجأر العبد بالدعاء و استغاثة الشافي من الأدواء، و إنما يثبت الله عباده المخلصين -بفتح اللام- ...قال الشيخ السعدي في تفسيره لقوله تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) : " أي : ما ينبغي له ولا يليق به تعالى بل هو من الممتنعات عليه فأخبر أنه ممتنع عليه ومستحيل أن يضيع إيمانكم وفي هذا بشارة عظيمة لمن من الله عليهم بالإسلام والإيمان بأن الله سيحفظ عليهم إيمانهم فلا يضيعه وحفظه نوعان : حفظ عن الضياع والبطلان بعصمته لهم عن كل مفسد ومزيل له ومنقص من المحن المقلقة والأهواء الصادة وحفظ له بتنميته لهم وتوفيقهم لما يزداد به إيمانهم ويتم به إيقانهم فكما ابتدأكم بأن هداكم للإيمان فسيحفظه لكم ويتم نعمته بتنميته وتنمية أجره وثوابه وحفظه من كل مكدر بل إذا وجدت المحن التي المقصود منها تبيين المؤمن الصادق من الكاذب فإنها تمحص المؤمنين وتظهر صدقهم"، و قال شيخ الإسلام في "مجموعه": "وبالجملة، فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة، بل المتفلسف أعظم اضطرابًا وحيرة في أمره من المتكلم؛ لأن عند المتكلم من الحق الذي تلقاه عن الأنبياء ما ليس عند المتفلسف؛ ولهذا تجد مثل‏:‏ أبي الحسين البصري وأمثاله أثبت من مثل‏:‏ ابن سينا وأمثاله‏.‏" و قال رحمه الله تعالى :"ولذا لما بدأ الإسلام غريبًا لم يكن غيره من الدين مقبولًا، بل قد ثبت في الحديث الصحيح - حديث عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال‏:‏ ‏"‏إن الله نظر إلى أهل الأرض فَمَقَتَهُم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب‏"‏ الحديث‏.‏
      ولا يقتضي هذا أنه إذا صار غريبًا أن المتمسك به يكون في شر، بل هو أسعد الناس، كما قال في تمام الحديث‏:‏‏"‏فطوبي للغرباء‏"‏‏.‏ و‏"‏طوبي‏"‏ من الطيب، قال تعالى‏:‏ ‏{‏طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 29‏]‏ ، فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريبًا‏.‏ وهم أسعد الناس‏.‏
      أما في الآخرة فهم أعلى الناس درجة بعد الأنبياء عليهم السلام‏.‏
      وأما في الدنيا فقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 64‏]‏ ، أي‏:‏ إن الله حسبك وحسب مُتَّبِعُك وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّي الصَّالِحِينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 196‏]‏ ، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّي الصَّالِحِينَ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 36‏]‏ ، وقال‏:‏ ‏{‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ على اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ‏}‏ ‏[‏الطلاق‏:‏ 2، 3‏]‏ ،فالمسلم المتبع للرسول‏:‏الله تعالى حسبه وكافيه، وهو وليه حيث كان ومتى كان‏.....(ثم قال رحمه الله تعالى) وأتباعه الذين هاجروا إلى الحبشة، أكرمهم ملك الحبشة، وأعزهم غاية الإكرام والعز، والذين هاجروا إلى المدينة فكانوا أكرم وأعز‏.‏
      والذي كان يحصل لهم من أذي الدنيا كانوا يعوضون عنه عاجلًا من الإيمان، وحلاوته ولذته ما يحتملون به ذلك الأذي، وكان أعداؤهم يحصل لهم من الأذي والشر أضعاف ذلك من غير عوض لا آجلًا ولا عاجلًا، إذ كانوا معاقبين بذنوبهم‏.‏
      وكان المؤمنون ممتَحَنين ليخلُصَ إيمانهم وتُكَفَّر سيآتهم‏.‏ وذلك أن المؤمن يعمل لله، فإن أوذي احتسب أذاه على الله، وإن بذل سعيًا أو مالًا بذله لله، فاحتسب أجره على الله‏.‏ والإيمان له حلاوة في القلب، ولذة لا يعدلها شيء البتة‏.‏ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان‏:‏ من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقي في النار‏"‏ أخرجاه في الصحيحين‏.‏ وفي صحيح مسلم‏:‏ ‏"‏ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا‏"‏‏.‏
      وكما أن الله نهي نبيه أن يصيبه حزن أو ضيق ممن لم يدخل في الإسلام في أول الأمر، فكذلك في آخره‏.‏ فالمؤمن منهي أن يحزن عليهم، أو يكون في ضيق من مكرهم‏.‏
      وكثير من الناس إذا رأي المنكر، أو تغير كثير من أحوال الإسلام جَزَع وكَلَّ ونَاحَ، كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام، وأن يؤمن بالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن العاقبة للتقوى‏.‏ وأن ما يصيبه فهو بذنوبه، فليصبر، إن وعد الله حق، وليستغفر لذنبه، وليسبح بحمد ربه بالعشي والإبكار‏.‏"

      قال الشيخ السعدي في تفسيره لسورة "العنكبوت" : "يخبر تعالى ، عن تمام حكمته ، وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال : « إنه مؤمن » وادعى لنفسه الإيمان ، أن يبقوا في حالة ، يسلمون فيها من الفتن والمحن ، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه . فإنه لو كان الأمر كذلك ، لم يتميز الصادق من الكاذب ، والمحق من المبطل . ولكن سنته تعالى وعادته في الأولين ، في هذه الأمة ، أن يبتليهم بالسراء والضراء ، والعسر واليسر ، والمنشط والمكره ، والغنى والفقر ، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان ، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ، ونحو ذلك من الفتن ، التي ترجع كلها ، إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة ، والشهوات المعارضة للإرادة . فمن كان عند ورود الشبهات ، يثبت إيمانه ولا يتزلزل ، ويدفعها بما معه من الحق وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب ، أو الصارفة عن ما أمر الله به ورسوله ، يعمل بمقتضى الإيمان ، ويجاهد شهوته ، دل على صدق إيمانه وصحته . ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه ، شكا وريبا ، وعند اعتراض الشهوات ، تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات ، دل ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه . والناس في هذا المقام : درجات ، لا يحصيها إلا الله ، فمستقل ومستكثر . فنسأل الله تعالى ، أن يثبتنا بالقول الثابت ، في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وأن يثبت قلوبنا على دينه ، فالابتلاء والامتحان للنفوس ، بمنزلة الكير ، يخرج خبثها ، وطيبها . ".

      و قال : "لما ذكر تعالى ، أنه لا بد أن يمتحن من ادعى الإيمان ، ليظهر الصادق من الكاذب ، بين تعالى أن من الناس فريقا ، لا صبر لهم على المحن ، ولا ثبات لهم على بعض الزلازل فقال : " ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله " بضرب ، أو أخذ مال ، أو تعيير ، ليرتد عن دينه ، وليراجع الباطل . " جعل فتنة الناس كعذاب الله " أي : يجعلها صادة له عن الإيمان ، والثبات عليه ، كما أن العذاب صاد عما هو سببه . " ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم " ، لأنه موافق للهوى ، فهذا الصنف من الناس من الذين قال الله فيهم : " ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين " " أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين " حيث أخبركم بهذا الفريق ، الذي حاله كما وصف لكم ، فتعرفون بذلك ، كما علمه ، وسعة حكمته . " وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين " أي : فلذلك قدر محنا وابتلاء ، ليظهر علمه فيهم ، فيجازيهم بما ظهر منهم ، لا بما يعلمه بمجرده ، لأنهم قد يحتجون على الله ، أنهم لو ابتلوا ، لثبتوا . ".

      فنصيحتى للأخت هي ما أنصح به نفسي قبلها أن تحفظ الله في السر و العلن، و العاقبة للتقوى، قال ابن القيم في "إغاثة اللهفان" في قصة يوسف عليه السلام مع إخوته : "وهذه عادة الله سبحانه فى الغايات العظيمة الحميدة: إذا أراد أن يوصل عبده إليها هيأ لها أسباباً من المحن والبلاياً والمشاق، فيكون وصوله إلى تلك الغايات بعدها كوصول أهل الجنة إليها بعد الموت، وأهوال البرزخ، والبعث والنشور والموقف، والحساب، والصراط، ومقاساة تلك، الأهوال والشدائد، وكما أدخل رسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى مكة ذلك المدخل العظيم، بعد أن أخرجه الكفار ذلك المحرج ونصره ذلك النصر العزيز، بعد أن قاسى مع أعداء الله ما قاساه.".

      و قال في "الطب النبوي" : " فلولا أنه سبحانه يداوى عباده بأدوية المحن والابتلاء، لطَغَوا، وبَغَوْا، وعَتَوْا، واللهُ سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواءً من الابتلاء والامتحان على قدر حاله يستفرِغُ به من الأدواء المهلكة، حتى إذا هذَّبه ونقَّاه وصفَّاه، أهَّلَه لأشرفِ مراتب الدنيا، وهى عبوديتُه، وأرفع ثواب الآخرة، وهو رؤيتُه وقُربه ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ مرارةَ الدنيا هى بعينها حلاوةُ الآخرة، يَقلِبُها الله سبحانه كذلك، وحلاوة الدنيا بعينها مرارةُ الآخرة، ولأَنْ ينتقل مِن مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خيرٌ له من عكس ذلك. فإن خَفِىَ عليك هذا، فانظر إلى قول الصادق المصدوق: "حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكَارهِ،وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ"
      وفى هذا المقام تفاوتت عقولُ الخلائق، وظهرت حقائقُ الرجال، فأكثرُهم آثرَ الحلاوةَ المنقطعة على الحلاوة الدائمة التى لا تزول، ولم يحتمل مرارةَ ساعةٍ لِحلاوة الأبد، ولا ذُلَّ ساعةٍ لِعزِّ الأبد، ولا مِحنةَ ساعةٍ لعافيةِ الأبد، فإنَّ الحاضر عنده شهادةٌ، والمنتظر غيبٌ، والإيمان ضعيفٌ، وسلطانُ الشهوة حاكم، فتوَلَّد من ذلك إيثارُ العاجلة، ورفضُ الآخرة، وهذا حال النظر الواقع على ظواهر الأُمور، وأوائلها ومبادئها، وأما النظر الثاقب الذى يَخرِق حُجُب العاجلة، ويُجاوزه إلى العواقب والغايات، فله شأنٌ آخرُ.".

      نسأله تعالى الثبات على الأمر ...و هو من وراء القصد و يهدي السبيل و الحمد لله رب العالمين





      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        أقول لها .. أختي اثبتي واعلمي أنك لست الوحيدة على ذلك ، وافعلي ما تعتقدين في أعماقك بأنه صحيح ولا تلتفتي للناس فإنك لن تسلمي من الانتقاد بأي حال !

        (و أكثرهم للحق كارهون )
        واعلمي يقيناً أنك ما تركتي شيئاً خالصاً لله إلا وعوضك الله بالذي هو خير ..
        بل قد قال ابن سيرين : ( سمعت شريحاً يحلف بالله ما ترك عبداً لله شيئاً فوجد فقده ..! )

        فأولاً أقول لك هوني من نفسك اعتراض أهلك لك والناس أجمع ، فأنتِ أدرى بمصلحة نفسك وبما رأيتِ وعشتِ في الجامعة ..ومن خاف من الله لم يضره أحد ..!
        واحمدي الله أن خلصك من شرها ..

        واعلمي أختاه أن ( المؤمن في الدنيا غريب ، لا يجزع من ذلها ، ولا ينافس في عزها ، للناس حال وله حال ، الناس منه في راحة وهو من نفسه في تعب ) قاله الحسن رحمه الله .

        فتصبـــري ..

        وكمرحلة أولى قد تثبطي وتجدين بعض الوهن وكسل الهمة عن الطلب الذي كنتِ قد وعدتي نفسك به كعوض ، فلا تيأسي أبداً .. إنما هو للتغير المفاجئ للبيئة.. و هي نزغة من الشيطان فادرئيها بسلاح تجديد الهمة واللجوء إلى الله بالدعاء وملازمة الصحبة الصاااالحة المعينة على طلب العلم الشرعي ..ويد الله مع الجماعة ..
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عبد الرحمن السلفي; الساعة 19-Feb-2009, 12:53 PM.

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الأخ ( فريد أبو ندى)

          كلام طيب ماشاء الله ... لو تعطيني المصدر ..مأجور إن شاء الله

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم
            يا اختي اتبتي فانت على الحق ولا تنسي ان كل العلماء الاحياء منهم والاموات يقرون ان الدراسة في حالة الاختلاط حرام.
            وتدكري ان الله يقول {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي }. وهدا القول عام وليس خاصا بامهاتنا امهات المؤمنين رضي الله عنهن .... عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله الناس ومن أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس .أسأل الله لك الثبات على الحق

            تعليق

            يعمل...
            X