[سؤال] سؤال عن التصحيف والتحريف

[أبو صهيب سعد السندي]

السلام عليكم
ما معنى التصحيف والتحريف، والفرق بينهما مع الأمثلة ؟
كذلك هل اصطلاح التصحيف والتحريف يأتي ذكره في عدة علوم بحيث لهما معنى خاص في كل علم؟
جزاكم الله خيرا

[أم أمامة بنت عمر]

رد: سؤال عن التصحيف والتحريف

باسم الله
كان قبلُ يُطلق المصحف والمحرف جميعاً عَلَى شيءٍ واحد ، ولكن الحافظ ابن حجر- رحمه الله جعلهما شيئين وخالف بينهما ، فقَالَ : (( إن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق فإن كَانَ ذَلِكَ بالنسبة إلى النقط فالمصحف ، وإن كَانَ بالنسبة إلى الشكل فالمحرّف )).

ولأبي أحمد العسكري كتاب في هذا الشأن [ اِمْتَلأَ بالأمثلة].

التحريفُ: ما كان فيه التغيير في الرسم ، أي : التغير في الشكل بتغيير حرف أو حروف مثال : كحديث جابر قال :(( رُمِيَ أبي يومَ الأحزابِ على أكَحَلِه . فكواه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)) صحفهُ غندر وقال فيه أَبي ، بالإضافة[ظن أنّ جابرًا يريد بـــ "أبي" أبوه" أبو جابر"]] وإنّما هو أُبي بن كعب [ اسم لــــ "أَبي المنذر أُبي بن كعب- رضي الله عنه-" ] وأبو جابر كان قد استشهد قبل ذلك. بأحد.

التصحيفُ: ما كان فيه تغيير حرف أو حروف مع بقاء الشكل أي :يَكُوْن في النقط ؛ أي في الحروف المتشابهة تتفق رسمًا ويقع الاختلاف بين المعجم منها والمهمل كـ الذال والدال " الهمذاني و الهمداني "... وهلم.

وسمي التصحيفُ تصحيفًا لكثرة النقل من الصحف، لا عن مشافهة وسماع.لذا قال التنوخي:((لا تحملوا العلم عن صحفي))

التصحيف من الراوي نادرًا، فإنه لا يقدح في ضبطه؛ لأنه لا يسلم من الخطأ والتصحيف القليل أحد ،قال الإمام أحمد –رحمه الله – :( ومَنْ يعري عن الخطأ والتصحيف؟ )

أقسام التصحيف:
التصحيف في المتن
مثل : أنّ رجلًا جاء لليث بن سعد فقال : كيف حدثك نافع عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في الذي نُشرتْ في أبيه القصة ؟ فقال الليث ويحك إنّما هو في(( الذي يشرب في آنية الفضة، يجرجر في بطنه نار جهنّم.))

التصحيف في السند: مثل: روى محمد بن عبد القدوس المقرئ عن بعض مشايخه أنّه قال : قرأ علينا شيخٌ ببغداد عن سقبان الثوري عن جلد الجدا عن الجسر ) يريد عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن الحسن .

تصحيف اللفظ
تصحيف بصر:
"وهو الأكثر" أي يشتبه الخط على بصر القارئ، إما لرداءة الخط، أو عدم نقطه
.ومثاله:
ما ورد عن الدَّارَقُطْنِيّ : أن أبا بكر الصولي أملى في الجامع حَدِيْث أبي أيوب (( من صام رمضان وأتبعه ستّاً من شوال)) ، فَقَالَ فِيْهِ :( شيئاً)

تصحيف السمع : هو أنّ يشتبه على السمع كـحديث " عاصم الأحول " قال بعضهم "عاصم الأحدب " ذكر الدارقطني أنّه من تصحيف السمع وليس من تصحيف الكتابة

. تصحيف المعنى دون اللفظ مثاله: قَوْل أبي موسى مُحَمَّد بن المثنْى): نحن قوم لنا شرف، نحن من عَنَزة (( قَالَ ابن الصَّلاَحِ : (( يريد ما روي)) : (( أن النَّبِيّ- صلى الله عليه وسلم - صلى إلى عنـزة))فتوهم أنه صلى إلى قبيلتهم ل[اسم قبيلتهم عنزة]، وإنما العنـزة هاهنا حربة نصبت بَيْنَ يديه فصلى إليها ).

وما العمل معه إنْ وجدَ؟
قال النووي: والصواب تقريره في الأصل على حاله والتضبيب عليه وبيان الصواب في الحاشية [ وهذا لا يكون إلا لعالم بالفن ] لذا وجب التنويه على العناية بالعربية لتقويم اللسان على النحو العربيّ [ للعرب في هذا الزمان وللأعاجم] .

هل لفظة "التصحيف والتحريف " تذكر على غير هذا الوجه في الاصطلاح

كأن نأتي بلفظة تصفح عليه كذاوكذا بدل تصحف عليه كذاوكذا؟ لا ،لأنّ تصفح بمعنى التصفيق لهذا الحديث :حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ، قَالَ :((كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرٍو ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " فَصَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ ، فَلَمَّا حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ وَأَقَامَ ، وَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ ، وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ ، فَشَقَّ النَّاسَ حَتَّى قَامَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ ، قَالَ : وَصَفَّحَ الْقَوْمُ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْرُغَ ، فَلَمَّا رَأَى التَّصْفِيحَ لَا يُمْسَكُ عَلَيْهِ ، الْتَفَتَ ، فَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ أَنِ امْضِهْ ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا ، وَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ هُنَيَّةً يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ مَشَى الْقَهْقَرَى ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ تَقَدَّمَ فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ ، قَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ لَا تَكُونَ مَضَيْتَ ؟ ، قَالَ : لَمْ يَكُنْ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ لِلْقَوْمِ : إِذَا رَابَكُمْ أَمْرٌ فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ وَلْيُصَفِّحِ النِّسَاءُ)) البخاري.