إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

هل يجوز لعن المعيّن فيما ثبت فيه الدليل،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يجوز لعن المعيّن فيما ثبت فيه الدليل،

    السؤال87: هل يجوز لعن المعيّن فيما ثبت فيه الدليل، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((اتّقوا اللّعّانين))، وقوله في الكاسيات العاريات: ((العنوهنّ فإنّهنّ ملعونات))، أم هو جائز على صاحب معصية أو غير جائز على الإطلاق؟

    الجواب: لعن المعيّن الحي لا يجوز، حتى وإن كان كافرًا، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم عند أن قنت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولعن بعض صناديد قريش فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون110}.
    ومن باب الأولى إذا كان مسلمًا، بل جاء في شأن النعيمان وقد شرب خمرًا فقال له بعض الصحابة: أخزاك الله ما أكثر ما يؤتى بك، فقال النبيصلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا تعينوا الشيّطان على أخيكم)).


    وأما ما جاء في: ((العنوهنّ فإنّهنّ ملعونات))، فأنا على ضعف الحديث، وليست الزيادة في الحديث الذي رواه مسلم، فالحديث الذي رواه مسلم ذكر فيه: ((نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهنّ كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))، وما جاء أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن: ((آكل الرّبا وموكله، ولعن الرّاشي والمرتشي، ولعن النّامصة والمتنمّصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة))، فهذا ليس على سبيل التخصيص.

    ومعنى اللعن: الطرد عن رحمة الله، وقد يستعمل بمعنى الشتم والسب حتى لو أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن شخصًا وليس أهلاً لأن يلعن فإنّها تكون عليه رحمة، كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إنّما أنا بشر أغضب كما تغضبون، الّلهم من سببته أو لعنته فاجعلها عليه رحمة)).

    وأما حديث: ((اتّقوا اللّعّانين))، فمعنى هذا أنّها جرت عادات الناس وطبائعهم أن يلعنوا من فعل هذا، وليس معناه أنه يحل لهم ذلك، ولم يقله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مقرًا لهم على ذلك.


    ------------------------------
    "تحفة المجيب" الشيخ مقبل طيب الله ثراه

  • #2
    هذا الحديث يدل على جواز لعن المعين اذا استحق ذلك

    5155 -
    حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- يَشْكُو جَارَهُ فَقَالَ « اذْهَبْ فَاصْبِرْ ». فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا فَقَالَ « اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِى الطَّرِيقِ ». فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِى الطَّرِيقِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ فَجَعَلَ النَّاسُ (يَلْعَنُونَهُ) فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ ارْجِعْ لاَ تَرَى مِنِّى شَيْئًا تَكْرَهُهُ.
    سنن ابي داود
    قال الألباني: حسن صحيح.

    تعليق


    • #3
      2559 - ( حسن صحيح )
      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال له اذهب فاصبر فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال اذهب فاطرح متاعك في الطريق ففعل فجعل الناس يمرون ويسألونه فيخبرهم خبر جاره فجعلوا يلعنونه فعل الله به وفعل وبعضهم يدعو عليه فجاء إليه جاره فقال ارجع فإنك لن ترى مني شيئا تكرهه
      رواه أبو داود واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
      صحيح الترغيب والترهيب

      تعليق


      • #4
        يبدو أنه أشكل عليك الأمر أخي الكريم، و الحق أن مسألة لعن المعين تنازع العلماء فيها، و هذا القول الذي قال به الشيخ مقبل رحمه الله من عدم جواز لعن المعين مطلقا و لو كان كافرا قال به أيضا الشيخ الجامي، قال :" لا يجوز، لعن المعين ولو كان كافرا لأن هذا المعين "زيد" من الناس إذا قلتَ:"لعنه الله" وسميته فاللعن معناه الإبعاد من رحمة الله، ولا تدري بما يختم لهذا المعين من إيمان بالحسنى - لا تدري- فلذلك الْمَشْرُوع أنْ تلعنَ الكافرين و الظالمين والفاسقين بالجملة، "لعنة الله على الظالمين وعلى الكافرين"، وأما لعن الْمُعَيَّن فلا، ثم إن الإكثار من اللعن ليس من صفات المؤمنين..." ("28" سؤالاً في الدعوة السلفية).

        و قال الشيخ الربيع في "منهج أهل السنة و الجماعة في نقد الرجال و الكتب و الطوائف": فإن كثيرا من العلماء لا يجيزون لعن المعين، ولو كان كافرا، بل يكون اللعن بالأوصاف؟ كما في قوله صلى الله عليه وسلم : "لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده ".


        لأن لعن المطلق لا يلزم منه لعن المعين كما هو مقرر، و كذلك لأنه لا يدري على ما مات عليه العبد، فقد يتوب قبل الموت أو يسلم. وقد انتصر شيخ الإسلام إلى القول بعدم لعن المعين من المسلمين أما الكافر إذا علم أنه مات على الكفر فيرى رحمه الله جواز لعنه ( أنظر مجموع الفتاوى /ج6).

        قال :" وكثير من تأويلات المتقدمين وما يعرض لهم فيها من الشبهات معروفة يحصل بها من الهوي والشهوات‏.‏ فيأتون ما يأتونه بشبهة وشهوة‏.‏ والسيئات التي يرتكبها أهل الذنوب تزول بالتوبة‏.‏ وقد تزول بحسنات ماحية، ومصائب مكفرة، وقد تزول بصلاة المسلمين عليه، وبشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة في أهل الكبائر، فلهذا كان أهل العلم يختارون فيمن عرف بالظلم ونحوه مع أنه مسلم له أعمال صالحة في الظاهر كالحجاج بن يوسف وأمثاله أنهم لا يلعنون أحدًا منهم بعينه، بل يقولون كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 18‏]‏ فيلعنون من لعنه الله ورسوله عامًا، كقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لعن الله الخمر وعاصرها ومعتصرها، وبائعها ومشتريها، وساقيها وشاربها، وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها‏"‏، ولا يلعنون المعين‏.‏ كما ثبت في صحيح البخاري وغيره‏:‏ أن رجلا كان يدعي حمارا، وكان يشرب الخمر‏.‏ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلده‏.‏ فأتي به مرة‏.‏ فلعنه رجل‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله‏"‏‏.‏

        وذلك لأن اللعنة من باب الوعيد، والوعيد العام لا يقطع به للشخص المعين لأحد الأسباب المذكورة؛ من توبة، أو حسنات ماحية، أو مصائب مكفرة، أو شفاعة مقبولة، وغير ذلك‏.‏

        وطائفة من العلماء يلعنون المعين، كيزيد‏.‏ وطائفة بإزاء هؤلاء يقولون‏:‏ بل نحبه، لما فيه من الإيمان الذي أمرنا الله أن نوإلى عليه؛ إذ ليس كافرًا‏.‏


        والمختار عند الأمة‏:‏ أنا لا نلعن معينا مطلقًا، ولا نحب معينًا مطلقًا، فإن العبد قد يكون فيه سبب هذا وسبب هذا إذا اجتمع فيه من حب الأمرين‏.‏ " (المجموع/ج27).


        و فال ابن القيم : " الثانى: جوازُ لعنِ أصحابِ الكَبائِر بأنواعهم دونَ أعيانهم، كما لَعَنَ السارِقَ، ولعن آكِل الرّبا وموكلَه، ولعن شاربَ الخمر وعاصِرها، ولعن من عمل عمل قومِ لوط، ونهى عن لعن عبد الله حِمار وقد شرب الخمر، ولا تعارضُ بين الأمرين، فإن الوصف الذى علق اللعن مقتض. وأما المعين، فقد يقوم به ما يمنعُ لحوقَ اللعن به مِن حسنات ماحية، أو توبة، أو مصائب مكفرة، أو عفوٍ من الله عنه، فتُلعن الأنواعُ دون الأعيان." (زاد المعاد/ج5)".

        و قال الشيخ صالح آل الشيخ : " لعن الكافر المعين من جهة الجواز جائز ، الكافر المعين بعينه ، والأفضل تركه هذا هو التحقيق في هذه المسألة .


        والعلماء لهم كلام طويل في لعن المعين ، ففي لعن المعين من المسلمين خلاف .


        والأكثرون أكثر أهل السنة والجماعة على أنه لا يجوز لعن المعين من أهل الفسوق وإن كان يشمله اللعن في العموم ، مثلا يشمله اللعن في قوله (ألا لعنة الله على الظالمين) لكن لا تخص ظالما بلعنه ، الفاسق يشمله اللعن ولكن لا تخص فاسقا بلعنه ، يعني فاسقا معينا ، ولهذا لما أتي بأحد الصحابة يدعى بعبد الله حمار وقد كان يكثر شرب الخمر فلما أتي به في المرة الثالثة أو الرابعة قال أحد الصحابة ( لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به ) فقال النبي عليه الصلاة والسلام" لا تقولوا هذا فإنه يحب الله ورسوله " فدل على أن المسلم مرتكب الكبيرة لا يلعن بعيه ، لا يخص بعينه ، ومن السلف من أجاز لعن المعين من الفسقة ولعن المعين من أهل البدع وهذا ليس الذي عليه عامة أهل السنة ، وسئل الإما أحمد فقيل له ألا تلعن هؤلاء يعني رؤوس أهل البدع ؟ فقال متى رأيت أباك – يقول لأحد أبنائه أظنه عبد الله يقول – متى رأيت أباك يلعن أحدا ، وهذا في الفاسق المعين من المسلمين ، والكافر كذلك فيه خلاف ، والخلاف أيضا جاري بين أهل السنة هل يلعن الكافر المعين أم يترك لعنه ؟

        لكن ترك لعنه لا لأجل عدم استحقاقه ولكن لأجل تنزيه اللسان عن اللعن ، وإلا فإن الكافر يستحق اللعن ولكن تنزيه اللسان عن اللعن لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما لعن كفرة بأعيانهم هذا لما حصل لهم من إيذائهم للمسلمين وقتلهم ما حصل كما هو معروف أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن أقواما ثم عند كثير من أهل العلم أن هذا منسوخ نسخه قول الله عز وجل ( ليس لك من الأمر شيء أو يعذبهم أو يتوب عليهم فإنهم ظالمون ) فاللعن للكافر من حيث الجواز جائز لكن المسلم ليس بلعان ولا طعان وليس بفاحش ولا بذيء .

        نعم
        تلعن المبتدعة ، نعم ، لكن المعين ما تلعنه ، من لعنه فذلك في من لعنه ، لعن المعين من أهل البعد بشرط كونه مبتدعا ووصف البدعة إنما هو لأهل العلم إذا كان عالما يعلم أن هذا مبتدع وحكم عليه بالبدعة يجوز له ذلك عند بعض السلف أما أن يترك الأمر كل من شاء وصف فلانا بالبدعة ثم لعنه ، هذا لا شك ليس من طريقة أهل السنة والجماعة البتة.
        ما في بأس اللعنة بدون تعيين ..
        نعم ..
        إبليس أهل العلم في لعنه على قولين منهم من يقول لا يجوز لعنه ، ومنهم من يقول يجوز مع الكراهة ، والأفضل ترك اللعن ، ومن أجاز اللعن مع الكراهة استدل بقول الله جل وعلا في إبليس ( وإن يدعون من دونه إلا شيطانا مريدا لعنه الله ) والمانعون من لعنه استدلوا بحديث صحيح في الباب فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تلعنوا الشيطان فإنه يتعاظم " إذا لعن ، ينتفخ ، يعني أنه صار شيء .. والأولى أن لا يلعن ، يعني هذا هو الأولى أنه يترك لعنه ." (شرح العقيدة الواسطية)

        و قال في شرحه للعقيدة الطحاوية قال : " ولعْن المسلم اختلف فيه أهل العلم؛ هل يجوز لعْن المسلم الذي ارتكب شيئا يستحق به اللعن أم لا؟ على أقوال.
        والصحيح منها أنّ اللعن يجوز أن يتوجه للجنس لا للمعيّن من المسلمين، فلا يجوز أن يَلعن مسلم مسلما معيّنا، ولو كان قد فعل كبيرة أو كان فعل أو كان كاذبا أو كان ظالما ونحو ذلك، فلا يجوز أن يُلعن المسلم، واستدلّوا على ذلك بقول الصحابة برجل كان يشرب الخمر وجُلد مرة ومرتين، ثم لما أوتي به بعد ذلك قال أحدهم: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به. فقال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «لا تقولوا هذا فإنه يحب الله ورسوله» استدل هذا على أن المسلم المعين الذي يشرب الخمر لا يُلعن مع أن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لعن الجنس فلعن في الخمر عشرة؛ لعن شاربها وساقيها إلى آخره، فدل على التفريق ما بين الجنس وما بين المعين، وهذا من مثل الآيات التي في هذا الباب ?أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ?[هود:18]، ?لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(7كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ?[المائدة:78-79]، فالذي لا يتناهى عن المنكر من المسلمين لا يُلعن بعينيه وإنما قد يُلعن بوصفه، وكذلك أشباه هذه لعنة الظالم ولعنة الكاذب إلى آخره.
        فإذن هذا النوع هو لعن مسلم مسلما فإنه لا يجوز لعن المعين؛ لكن قد يُلعن الصفة يُلعن الجنس كما لَعن الله جل وعلا ولعن رسوله ).
        ومن ذلك لعن الكاسيات العاريات وقول النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في حقهن «أينما لقيتموهن فالعنوهن فإنهن ملعونات»، هذا لعنٌ للجنس، والقاعدة منطبقة عليه لأن المرء لا يجوز أن يلعن معينة مسلمة لكونها كاسية عارية، فقوله «أينما لقيتموهن فالعنوهن» يعني لعن الجنس لا لعن المعينة، من مثل لعن شارب الخمر ولعن المرابي وأشباه ذلك.
        أما المسألة الثانية وهي لعن مسلم كافرا فالعلماء اختلفوا فيها على قولين:
        ( منهم من أجاز أن يُلعن الكافر المعين؛ لأن الكافر المعين ليس له حق وعِرضه غير مصان؛ ولأن معنى اللعن طلب الطرد والإبعاد من رحمة الله وهو متحقق في الكافر، فجاز عند هؤلاء أن يلعن المسلم الكافر المعين كما يلعن جنس الكفرة، واستدلوا لذلك أيضا بأنّ النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لعن أقواما بعينهم من كفار قريش.
        ( والقول الثاني: وهو الصحيح وهو أن الكافر أيضا لا يلعن بعينه؛ لأن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لما لعن أقواما نزل قول الله جل وعلا في حقهم ?لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ?[آل عمران:128]؛ ولأنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ كان لا يلعن؛ ولأن اللعَّانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة، يعني من جرى اللعن على ألسنتهم.
        وكذلك يدل عليه أيضا -يعني على امتناع لعن الكافر المعين- أن السنة لم تأتِ به، فإن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لم يلعن كافرا بعينه إلا هؤلاء ونزل فيهم قول الله جل وعلا ?لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ?، لهذا قال طائفة من العلماء: إنّ لعن الكافر المعين منسوخ بهذه الآية.
        ويلحق بلعن الكافر لعن الشيطان أو لعن إبليس، وهذا أيضا اختلف فيه أهل العلم على قولين:
        ( منهم من أجاز لعنه بعينه لقول الله جل وعلا ?إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ [إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ](79) إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا(117)لَعَنَهُ اللَّهُ?[النساء:117-118]، وما جاء في الآيات في لعن إبليس وطرده عن رحمة الله جل وعلا.
        ( القول الثاني: أنه لا يلعن إبليس ولا الشيطان لما صحّ في الحديث أن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ نهى عن لعن الشيطان أو عن لعن إبليس وقال «لا تلعنوه فإنه يتعاظم» رواه تمَّام في فوائده وغيره بإسناد جيد، قالوا: فهذا يدل على النهي عن اللّعن، وهذا متّجه في أنَّ اللعن عموما في القاعدة الشرعية أن المسلم لا يلعن؛ لأنّ اللعن منهي عنه المؤمن بعامة، ومن أعظم ما يكون أثرا للعن أن اللّعان لا يكون شفيعا ولا شهيدا يوم القيامة.
        والمسألة فيها أيضا مزيد بحث فيما جرى من لعن يزيد، ولعن بعض المعينين؛ لكن الإمام أحمد لما سئل عن حال يزيد قال: أليس هو الذي فعل بأهل المدينة يوم الحرة ما فعل، أليس هو كذا؟ فقال له: لم لا تلعنه؟ فقال: وهل رأيت أباك يلعن أحدا.
        وهذا يدل على أن ترك اللعن من صفات الأتقياء، وأن اللعن من صفات من دونهم إذا كان في حقّ من يجوز لعنه عند بعض العلماء، أما لعن من لا يستحق اللعن فهذا يعود على صاحبه؛ يعني من لعن من لا يستحق اللعن عادت اللعنة؛ يعني الدعاء بالطرد والإبعاد من رحمة الله على اللاعن والعياذ بالله.
        ... لا، الجنس، «أينما لقيتموهن» للجنس، «لقيتموهن» بالجمع، الجمع للجنس ما هو للمعين المفرد، يعني أدركتموهن، اللُّقي هنا بمعنى الإدراك."

        فإذا علمت هذا أخي، فعلى كل حال ترك اللعن أولى و أصح و أسلم. و الله تعالى أعلم.






        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيراااااااااااااااااااااااااا انا اعرف قول الائمة وما تفضلت به
          ولا اعترض انما اسال كيف ينبغي علينا السلفيين ان نفهم الحديث حيث ان الصحابة لعنوا هذا الرجل ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم

          تعليق


          • #6
            وجزاك بمثله الله

            أخي الكريم لا تعارض، فالنهي صريح في لعن المعين كما دلت عليه الأحاديث الآنف ذكرها، أما الحديث الذي أوردته فيحتمل عدت احتمالات ، ثم المسألة فيها اختلاف بين العلماء فمنهم من يرى لعن أصحاب الكبائر ، و قد رأيت أئمتنا يرون ترك اللعن أسلم و أفضل بل أكثرهم لا يجوز لعن المعين من المسلمين و هم مع إيرادهم لأدلة القائلين بالجواز إلا أنهم يرون أن الأدلة المصرحة بعدم اللعن أقوى ... و الله تعالى أعلم
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو ندى فريد العاصمي; الساعة 15-Apr-2008, 03:19 PM.

            تعليق

            يعمل...
            X