إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

اغتنام الصوم في النصف الأول من شهر شعبان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [توجيه] اغتنام الصوم في النصف الأول من شهر شعبان



    بسم الله الرحمن الرحيم

    أيها المؤمنون : إن المؤمن ليتقلب في هذا الزمان و يمد الله له في الأجل ، وكل يوم يعيشه في هذه الدنيا هو غنيمة له ليتزود منه لآخرته ، ويبذرَ فيه من الأعمال ما استطاعتُه نفسه و تحملته . فحري بالمؤمن الذي يرجو نجاة نفسه مما ستلقاه من المخاوف ألا يدع فرصة للطاعة وموسما من مواسم الأعمال الصالحة وإلا واغتنمه ليجد ذلك مكتوبا في صحفة أعماله يوم القيامة.
    ثم اعلموا عباد الله أن شهر شعبان شهر عظيم و موسم من مواسم الأعمال الصالحة التي يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان ولا يعمل فيه إلا من وفقه الله ، فعن أسامة ين زيد قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من شهور ما تصوم من شعبان قال : ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان و هو شهر تُرفع في الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يُرفع عملي و أنا صائم (رواه النسائي .حديث حسن تمام المنة /412).
    ففي هذا الحديث أيها المؤمنون أن هذا الشهر شهر شعبان فيه تُرفع الأعمال الصالحة إلى الله عز وجل وإن من الأعمال الصالحة التي ترفع إلر رب العالمين : الصوم فيستحب الصوم من هذا الشهر ، وقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يصوم أكثر هذا الشهر لما روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى نقول لا يُفطر ويُفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان" ، و قالت أيضا رضي الله عنها : "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان " رواهما البخاري في صحيحه 213/4 .
    ففي هذه الأحاديث أيها المؤمنون استحباب صوم أيام من هذا الشهر ، شهر شعبان اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم ، ورجاء أن ترفع أعمالنا فيه إلى الله عز وجل فتدركنا رحمته ومغفرته سبحانه وتعالى .
    أيها المؤمنون : قد يتساءل بعض الإخوة فيقولون : هل الصوم في شعبان جائز مطلقا من أول الشهر إلى نهايته ؟! أم هل الصوم يكون في بدائته فقط ؟! وهل الناس في صيام هذا الشهر سواء ؟! أم يختلفون وتختلف أحكام صومهم فيه ؟! وللإجابة على هذه التساؤلات نلخص ما ذكره أهل العلم رحمهم الله في صيام هذا الشهر جمعا وتوفيقا بين الأحاديث فنقول:
    الناس في صيام هذا الشهر على أقسام
    1- فمنهم من لم تكن له عادة في الصيام قبله ودخل عليه شعبان وهو مستمر في عدم الصيام : فهذا ترك فضلا عظيما وأمرا مستحبا مرغب فيه فلا يحرم نفسه هذا الفضل .
    2-و منهم من كانت له عادة في الصيام قبل شعبان : مثل أن يكون قد اعتاد صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، أو يكون قد اعتاد صيام يومي الإثنين و الخميس ، أو يكون قد اعتاد صوم يوم و إفطار يوم ، و دخل عليه شعبان فليستمر في صيامه وليواضب على عادته التي كان قد اعتادها .
    3-ومن الناس من لم يكن له عادة في الصيام قبل هذا الشهر لكن لما انتصف شعبان بدأ يصوم : فهذا ننصحه بترك الصيام لأنه ارتكب أمرا منهيا عنه فقد جاء في الحديث الصحيح الوارد في ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم "إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا "( المشكاة 1974) .
    4- ومنهم من لم تكن له عادة في الصوم ولكن لما بقي على نهاية شهر شعبان يوم أو يومان صام هذين اليومين أو هذا اليوم من أجل أن يحتاط لرمضان : فهذا الأمر الذي فعله عده العلماء بدعة في دين الله عز و جل لأنه قد أتى بمحدثة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أحد من أصحابه رضوان الله عليهم وهو قد وقع في الأمر الذي حذر منه النبي صلى الله عليه و سلم حيث جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صوما فليصم ذلك اليوم (متفق عليه ) فهذا نهي صريح من النبي صلى الله عليه و سلم عن التقدم على شهر رمضان بيوم أو يومين إلا من كان له اعتياد قبل ذلك كما تقدم معنا .
    أيها المؤمنون كما أنه لا يجوز للمسلم صيام يوم الشك وهو اليوم الثلاثون من شعبان إذا لم يُرَ الهلال في ليلته بسبب غيم أو ساتر أم نحوه فيجوز أن يكون من رمضان و يجوز أن يكون من شعبان ، فهذا جاء النهي عن صومه صريحا في قول عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم (رواه أبو داود و الترمذي و هو حديث صحيح ) الإرواء 961 ، أما لو تبين بعد ذلك أنه يوم من رمضان فيقضى مكانه يوما بعد رمضان ، فاحرصوا أيها المؤمنون على الصوم في شعبان واغتنموا هذه الأيام التي جعلها الله تعالى مواسم للخيرات يتزود منها المرء لآخرته.
    ــــــــــــــــــــــ
    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين و على آله و صحبه أجمعين أيها الناس : اتقوا الله تعالى و تمسكوا بكتابه و سنة نبيه ففيهما الكفاية و الهدى و النور. أيها الإخوة المؤمنون : اغتنموا هذا الشهر ففيه ترفع الأعمال إلى رب الأعمال ، فكونوا ممن يُرفع له عمل صالح في هذا الشهر عن أسامة ين زيد رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ! لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال :"ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين و أحب أن يرفع عملي و أنا صائم" ( رواه النسائي الترغيب 1022 حسن ).
    قال بعض العلماء ( إن أعمال الأسبوع تعرض على الله كل اثنين و خميس ، وأعمال السنة كلها تعرض في شعبان ) شرح النسائي بتصرف. و قوله "يغفل الناس عنه" فيه : أن إحياء أزمة الغفلة فيه أجر كبير إذا ورد فيها أثر عن نبينا صلى الله عليه وسلم. ومثل ذلك ما ورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "العبادة في الهرج كهجرة إليّ " والهرج : هو زمن الفتن وكثرة اختلاط أمور الناس ، ففيها يغفل الناس عن عبادة الله تعالى.
    ومثل قوله عليه الصلاة و السلام "" من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وخده لا شريك له ، له الملك و له الحمد ، يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة ""(1684 حسن لغيره -الترغيب) ، فالسوق موطن من مواطن الغفلة حيث البيع و الشراء و غفله الناس عن ذكر الله تعالى ، والغفلة عن الله وعن مراقبته تورث الوقوع في المعاصي واقترافها ، فصار الذّاكر فيها لله بلسانه أو بعبادته عظيم الأجر مضاعف الثواب ، وهذا لا يحصل إلا لمن كان دائم الحذر مما هو مقدم عليه من الأهوال العظيمة في قبره و يوم يقوم العباد لربهم خائفين وجلين يطلبون السلامة مما أمامهم مترقبين منازلهم التي سينزلون فيها ، ففريق في الجنة وفريق في السعير ، وقانا الله وإياكم وسائر المسلمين من غضبه وعقابه ومن شرور أنفسنا ومن غفلتنا ومعاصينا ، ورزقنا تدارك الأعمار فيما يقرب إليه سبحانه ووفقنا بمنّه وكرمه للتوبة والإنابة قبل الممات إنه سميع قريب مجيب الدعاء .

    مطوية خطبة جمعة : أبو عبد الله اليماني
    راجعها الشيخ :
    محمد بن عمر بازمول -حفظه الله -
    وكتبها على الآجري
    أخوكم:"ستر الله عيوبه"
    محمّد عوّاد
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر أحمد العسكري; الساعة 01-May-2017, 11:41 PM.

  • #2
    رد: اغتنام الصوم في النصف الأول من شهر شعبان

    فليتنبه القارئ أنّ الأخ الخطيب يشير إلى النصف الأول من شعبان أي من اليوم الأول إلى منتصفه.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عائشة محمد عواد; الساعة 04-May-2017, 10:29 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: اغتنام الصوم في النصف الأول من شهر شعبان

      للفائدة

      سؤال :
      يحتفل الكثير من المسلمين بليلة النصف من شعبان، بل ويخصها البعض بالقيام والصيام والدعاء، فما حكم ذلك العمل؟

      المفتي: عبدالعزيز بن باز
      الإجابة:

      الحمد لله الذي أكمل لنا الدين ، وأتم علينا النعمة ، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة .
      أما بعد :
      فقد قال الله تعالى : ï´؟الْيوْم أكْملْت لكمْ دِينكمْ وأتْممْت عليْكمْ نِعْمتِي ورضِيت لكم الْإِسْلام دِينًا) [ المائدة:3]
      ، وقال تعالى : ï´؟أمْ لهمْ شركاء شرعوا لهمْ مِن الدِّينِ ما لمْ يأْذنْ بِهِ اللّهï´¾[ الشورى:21]


      وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ) ..

      وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة يوم الجمعة : (أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ) .
      والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
      وهي تدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها ، وأتم عليها نعمته ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا عندما بلّغ البلاغ المبين ، وبيّن للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال ، وأوضح صلى الله عليه وسلم : أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه للإسلام من أقوال وأعمال ، فكله مردود على من أحدثه ، ولو حسن قصده ، وقد عرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ، وهكذا علماء الإسلام بعدهم ، فأنكروا البدع وحذروا منها كما ذكر ذلك كل من صنف في تعظيم السنة وإنكار البدعة ، كابن وضاح والطرطوشي ، وابن شامة وغيرهم .

      ومن البدع التي أحدثها بعض الناس : بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، وتخصيص يومها بالصيام ، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه ، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها ، وما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع ، كما نبّه على ذلك كثير من أهل العلم ، وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله .

      وورد فيها أيضاً آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم ، والذي عليه جمهور العلماء : أن الاحتفال بها بدعة ، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة ، وبعضها موضوع ، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه لطائف المعارف وغيره ، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي ثبت أصلها بأدلة صحيحة ، وأما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة .

      وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

      وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الواجب رد ما تنازع فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله عز وجل ، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع ، وما خالفهما وجب اطّرَاحه ، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعلها ، فضلاً عن الدعوة إليها وتحبيذها ، كما قال الله سبحانه وتعالى : ï´؟يا أيّها الّذِين آمنوا أطِيعوا اللّه وأطِيعوا الرّسول وأولِي الْأمْرِ مِنْكمْ غ– فإِنْ تنازعْتمْ فِي شيْءٍ فردّوه إِلى اللّهِ والرّسولِ إِنْ كنْتمْ تؤْمِنون بِاللّهِ والْيوْمِ الْآخِرِ غڑ ذظ°لِك خيْرٌ وأحْسن تأْوِيلًاï´¾[ النساء:59] ، وقال تعالى : ï´؟وما اخْتلفْتمْ فِيهِ مِنْ شيْءٍ فحكْمه إِلى اللّهِ ï´¾[ الشورى:10] ، وقال تعالى : ï´؟قلْ إِنْ كنْتمْ تحِبّون اللّه فاتّبِعونِي يحْبِبْكم اللّه ويغْفِرْ لكمْ ذنوبكمْ ï´¾[ آل عمران:31].
      وقال عز وجل: ï´؟فلا وربِّك لا يؤْمِنون حتّىظ° يحكِّموك فِيما شجر بيْنهمْ ثمّ لا يجِدوا فِي أنْفسِهِمْ حرجًا مِمّا قضيْت ويسلِّموا تسْلِيمًاï´¾[ النساء:65].

      والآيات في هذا المعنى كثيرة ، وهي نص في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة ، ووجوب الرضى بحكمهما ، وأن ذلك هو مقتضى الإيمان ، وخير للعباد في العاجل والآجل : { وأحسن تأويلاً } أي : عاقبة.

      قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه : لطائف المعارف في هذه المسألة - بعد كلام سبق - : "وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام ، كخالد بن معدان ، ومكحول ، ولقمان بن عامر ، وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها ، وقد قيل : أنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية ، .. وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز ، منهم عطاء ، وابن أبي مليكة ، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة ، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم ، وقالوا : ذلك كله بدعة .. ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان ، .. ) إلى أن قال رحمه الله : قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه .. " انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله .

      وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في ليلة النصف من شعبان .

      وكل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعاً ؛ لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله سواء فعله مفرداً أو في جماعة ، وسواء أسرّه أو أعلنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهْوَ رَدٌّ ) وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها .

      وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله ، في كتابه الحوادث والبدع ما نصه : "وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال : ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان ، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول ، ولا يرون لها فضلاً على ما سواها ، وقيل لابن أبي مليكة : إن زياداً النميري يقول : إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر ، فقال : لو سمعته وبيدي عصاً لضربته . وكان زياداً قاصاً" انتهى المقصود .

      وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في الفوائد المجموعة ما نصه : "حديث : يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان ، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب ، و(قلْ هو اللّه أحدٌ) عشر مرات ، إلا قضى الله له كل حاجة ... الخ " وهو موضوع [ أي مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ] ، وفي ألفاظه - المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب - ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه ، ورجاله مجهولون ، وقد روي من طريق ثانية كلها موضوعة ، ورواتها مجاهيل .

      وقال في المختصر : حديث صلاة نصف شعبان باطل ، ولابن حبان من حديث علي : ( إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا ) ضعيف .

      وقال في اللآلئ: مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات ... موضوع وجمهور رواته في الطرق الثلاث ، مجاهيل وضعفاء ، قال : واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة ، موضوع وأربع عشرة موضوع .

      وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء ، كصاحب الإحياء وغيره ، وكذا من المفسرين ، وقد رويت صلاة هذه الليلة - أعني : ليلة النصف من شعبان - على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة ، .. انتهى المقصود .

      وقال الحافظ العراقي : "حديث : صلاة ليلة النصف ، موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذب عليه".

      وقال الإمام النووي في كتاب المجموع : "الصلاة المعروفة بـ : صلاة الرغائب ، وهي : اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة ، وهاتان الصلاتان بدعتان منكرتان ، ولا يُغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب و إحياء علوم الدين ، ولا بالحديث المذكور فيهما ، فإن كل ذلك باطل ، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما ، فإنه غلط في ذلك"

      وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما ، فأحسن وأجاد ، وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جداً ، ولو ذهبنا ننقل كل ما اطّلعنا عليه من كلامهم في هذه المسألة لطال بنا الكلام ، ولعل في ما ذكرنا كفاية ومقنعاً لطالب الحق .

      ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم يتضح لطالب الحق : أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها ، وتخصيص يومها بالصيام ، بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم ، وليس له أصل في الشرع المطهر ، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم ، ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله عز وجل : (
      الْيوْم أكْملْت لكمْ دِينكمْ ) وما جاء في معناها من الآيات .

      وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (
      مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ
      ) وفي ما جاء في معناه من الأحاديث ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قَالَ لاَ تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِى وَلاَ تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الأَيَّامِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِى صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ) .

      فلو كان تخصيص شيء من الليالي بشيء من العبادة جائزاً ، لكانت ليلة الجمعة أولى من غيره ، لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس ، بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيصها بقيام من بين الليالي ، ذل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى لا يجوز تخصيص شيء منها من العبادة إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص .

      ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها ، نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وحث الأمة على قيامها ، وفعل ذلك بنفسه كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (
      مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) ، ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) .

      فلو كانت ليلة النصف من شعبان ، أو ليلة أول جمعة من رجب ، أو ليلة الإسراء والمعراج بشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة إليه أو فعله بنفسه ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة رضي الله عنهم إلى الأمة ولم يكتموه عنها ، وهم خير الناس وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرضاهم .

      وقد عرفت آنفاً من كلام العلماء : أنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب ، ولا في فضل ليلة النصف من شعبان فعلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام ، وهكذا تخصيصهما بشيء من العبادة بدعة منكرة ، وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج ، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة ، كما لا يجوز الاحتفال بها للأدلة السابقة ، هذا لو عُلمت فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف ؟! وقول من قال : أنها ليلة سبع وعشرين من رجب ، قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة.

      والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بالسنة والثبات عليها والحذر مما خالفها إنه جواد كريم .

      وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

      انتهى بتصرّف واختصار من مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (882/2)
      المصدر
      http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=79

      تعليق


      • #4
        رد: اغتنام الصوم في النصف الأول من شهر شعبان

        ‏لا يصح في شهر شعبان شيء خاص به من السنن سوى كثرة الصيام كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه كله إلا قليلا ولا يصح النهي عن صيامه بعد انتصافه قال الإمام أحمد منكر أي حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا .
        وكذا ضعفه عبد الرحمن بن مهدي وأبو زرعة الرازي وغيرهم.
        [من حساب الشيخ علي الرملي على تويتر]

        تعليق

        يعمل...
        X