إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

أثـــار وفَــوَائِدَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

    قال ابن قدامة- رحمه الله -:
    الأفضل اعتدال الخوف والرجاء، ولذلك قيل: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا، قال بعض السلف: لو نودي: ليدخل الجنة كل الناس إلا رجلاً واحداً، لخشيت أن أكون أنا ذلك الرجل. ولو نودي: ليدخل النار كل الناس إلا رجلاً واحداً، لرجوت أن أكون أنا ذلك الرجل. وهذا ينبغي أن يكون مختصاً بالمؤمن المتقي. فإن قيل: كيف اعتدال الخوف والرجاء في قلب المؤمن، وهو على قدم التقوى؟ فينبغي أن يكون رجاؤه أقوى. فالجواب: أن المؤمن غير متيقن صحة عمله، فمثله من بذر بذراً ولم يجرب جنسه في أرض غريبة، والبذر الإيمان، وشروط صحته دقيقة، والأرض القلب، وخفايا خبثه وصفائه من النفاق، وخبايا الأخلاق غامضة، والصواعق أهوال سكرات الموت، وهناك تضطرب العقائد، وكل هذا يوجب الخوف عليه، وكيف لا يخاف المؤمن؟ وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل حذيفة رضي الله عنه: هل أنا من المنافقين؟ وإنما خاف أن تلتبس حاله عليه، ويستتر عيبه عنه، فالخوف المحمود هو الذي يبعث على العمل، ويزعج القلب عن الركون إلى الدنيا، وأما عند نزول الموت، فالأصلح للإنسان الرجاء، لأن الخوف كالسوط الباعث على العمل، وليس ثمة عمل، فلا يستفيد الخائف حينئذ إلا تقطيع نياط قلبه، والرجاء في هذه الحال يقوي قلبه، ويحبب إليه ربه، فلا ينبغي لأحد أن يفارق الدنيا إلا محباً لله تعالى، محباً للقائه، حسن الظن به، وقد قال سليمان التيمي عند الموت لمن حضره: حدثني بالرخص، لعلي ألقى الله وأنا أحسن الظن به. انتهى باختصار، وإحسان الظن بالله لا بد معه من تجنب المعاصي وإلا كان أمنا من مكر الله، فحسن الظن بالله مع فعل الأسباب الجالبة للخير وترك الأسباب الجالبة للشر هو الرجاء المحمود . وأما حسن الظن بالله مع ترك الواجبات وفعل المحرمات، فهو الرجاء المذموم وهو الأمن من مكر الله .
    كتاب مختصر منهاج القاصدين




    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ " .رواه مسلم
    قال المباركفوري رحمه الله :
    (إن المؤمن قد اختص بأن يطمع في الجنة، فإذا انتفى الطمع منه فقد انتفى عن الكل، وكذلك الكافر مختص بالقنوط، فإذا انتفى القنوط عنه فقد انتفى عن الكل. وورد الحديث في بيان كثرة رحمته وعقوبته كيلا يغتر مؤمن برحمته فيأمن من عذابه ولا ييأس كافر من رحمته ويترك بابه) ((مرعاة المفاتيح)) (8/80).

    تعليق


    • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

      قال الإمام الشنقيطي رحمه الله:
      والرّجال الذين أخذوا كنوز كسرى وقيصر ودانت لهم مشارق الأرض ومغاربها: ليس فيهم حالق للّحية.
      [ أضواء البيان (94/4) ]

      تعليق


      • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

        قال الشيخ العلامة محمد الدين الهلالي رحمه الله

        التوكل:
        هو الاعتماد بالقلب على الله وحده في جلب كل محبوب ودفع كل مكروه، فطالب العلم يبذل جهده في التعلم، ولا يتوكل على جهده بل يتوكل على الله في بلوغ النجاح، و الزارع يبذل كل جهده في الحرث و إصلاح التربة، واستعمال المخصبات، ولا يتكل على ذلك، بل على الله وحده، فإن من اعتمد على حوله و قوته وكله الله إلى نفسه )). سبيل الرشاد في هدي خير العباد (2/180)





        قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

        ... ... لا يسمى عاقلاً إلا من عرف الخير فطلبه ، والشر فتركه ، ولهذا قال أصحاب النار
        [ لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ] وقال عن المنافقين [ تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ] ،ومن فعل ما يعلم أنه يضره فمثل هذا ما له عقل .
        -------------------------



        مجموع الفتاوى ، 24/7 .



        وقال الشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى

        ((الإمعة:هو الغمر المقلد الذي لا يفكر بعقله، ولا يميز الهدى من الضلال، وإنما يتبع غيره بدون دليل و لا برهان، قال ابن مسعود: ((كنا نعد الإمعة في الجاهلية الذي يتبع القوم إذا دعوا إلى وليمة دون أن يكون هو مدعوّاً ، وهو فيكم المحقب دينه الرجال))، أي: الذي يجعل دينه كالحقيبة و يضعه على رجل يقلده لا يعرف صوابه من خطئه)). (3/309-310)

        سبيل الرشاد في هدي خير العباد


        قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
        " الإنسان لا يزال يطلب العلم والإيمان ، فإذا تبين له من العلم ما كان خافياً عليه اتبعه ، وليس هذا مذبذَباً ؛ بل هذا مهتدٍ زاده الله هدى "
        المجموع ( 22/253 )

        قال ابن سعدي رحمه الله :
        وأقل ما تستفيده من الجليس الصالح - وهي فائدة لا يستهان بها - أن تنكف بسببه عن السيئات والمعاصي ، رعاية للصحبة ، ومنافسة في الخير ، وترفعاً عن الشر ، وأن يحفظك في حضرتك ومغيبك ، وأن تنفعك محبته ودعاؤه في حال حياتك وبعد مماتك ، وأن يدافع عنك بسبب اتصاله بك ، ومحبته لك . وتلك أمور لا تباشر أنت مدافعتها ، كما أنه قد يصلك بأشخاص وأعمال ينفعك اتصالك بهم . وفوائد الأصحاب الصالحين لا تعد و لاتحصى .
        بهجة قلوب الأبرار

        تعليق


        • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

          استنبط بعض العلماء من قوله تعالى:

          {أَصحابُ الْجَنَّةِ يَوْمئِذٍ خَيْرٌ مُستَقَرًّا وَأَحْسنُ مَقِيلًا} [الفرقان: 24]
          أن حساب أهل الجنة يسير، وأنه ينتهي في نصف نهار، ووجه ذلك أن قوله: {مَقِيلًا} أي: مكان قيلولة، وهي الاستراحة في نصف النهار.

          الشنقيطي: أضواء البيان (5/27

          تعليق


          • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

            قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
            ( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ ) أي : مطيعات لله تعالى .
            ( حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ ) أي : مطيعات لأزواجهن ، حتى في الغيب تحفظ بعلها بنفسها ، وماله ، وذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه لهن ، لا من أنفسهن ، فإن النفس أمارة بالسوء ، ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه .
            " تفسير السعدي " ( ص 177 ) .

            تعليق


            • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

              غيرة الرجـــال

              تزوج الزبير بن العوام رضي الله عنه امرأة اشترطت عليه أن لا يمنعها من صلاة العشاء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أرادت أن تخرج إلى العشاء شق ذلك على الزبير،فلما رأت ذلك
              قالت: ما شئت أتريد أن تمنعني؟!
              فلما عيل صبرُه خرجت ليلة إلى العشاء فسبقها الزبير فقعد لها على الطريق من حيث لا تراه، فلما مرت جلس خلفها فضرب بيده على عجزها فنفرت من ذلك ومضت، فلما كانت الليلة المقبلة سمعت الأذان فلم تتحرك
              فقال لها الزبير: ما لك؟! هذا الأذان قد جاء!
              فقالت: والله لقد فسد الناس في هذا الزمان.

              التمهيد (23/-407/406)

              تعليق


              • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                فائدة جليلة في العقيدة
                إثبات صِفة الغيرة لله تعالى

                قال الإمام البخاري: (باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا شخص أغير من الله)) ) .
                قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله - :
                (هذا الباب أراد المؤلف رحمه الله أن يبين فيه صفة الغيرة لله عزَّ وجلَّ، وهي من صفاته التي جاء بها الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغيرة، هي أن يغار الإنسان على فعل ما يكرهه، يعني: كأن يطلب تغيير ما حصل مما يكرهه، هذا أصل اشتقاق الغيرة أن الغائر يكره ما حصل ويريد تغييره، فهل يوصف الله بالغيرة؟

                الجواب: نعم، يوصف الله بالغيرة، كما يوصف بالفرح والضحك والعَجَب وما أشبهه، وهذه الصفة من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئته، لأن الضابط أن كل صفة لها سبب فهي من الصفات الفعلية، فالضحك صفة فعلية، والفرح صفة فعلية، والعجب صفة فعلية، فكل صفة لها سبب فإنها صفة فعلية، لدخولها في الضابط المعروف عند العلماء أن كل صفة تتعلق بمشيئته فهي صفة فعلية)
                شرح صحيح البخاري


                فائدة الغيرة غيرتان

                عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (مِنَ الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يكره، فأما الذي يحب، فالغيرة في الريبة، وأما ما يكره فالغيرة في غير ريبة) [صحيح الجامع 5905].

                وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم " أخرجه مسلم


                قال ابن القيم -رحمه الله -
                "وغيرة العبد على محبوبه نوعان : غيرة ممدوحة يحبها الله , وغيرة مذمومة يكرهها الله ،
                فالتي يحبها الله : أن يغار عند قيام الرِّيبة , والتي يكرهها : أن يغار من غيْرِ رِيبة ،
                بل من مجرد سوء الظن ، وهذه الغيْرة تفسد ،
                "روضة المحبين" (ص 296) .



                تعليق


                • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                  ‏قال العلاّمة تقي الدين الهلالي _رحمه الله :
                  "كتاب التوحيد لا يكفي أن تقرأه مرةً واحدة!بل ينبغي أن تقرأه دائمًا ،كُلّما ختمته بدأته من جديد كما أفعل أنا ،لأنّ الناس دائمًا في حاجـةٍ إليه ليستيقنَ المُوحّد ويزداد رسوخًا ،وليرجع المُشرك عن شِركه ".!
                  (مجموع رسائله/ (1/306)


                  قال الشوكاني -رحمه الله - :
                  المولد لم أجِد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوته مِن كتابٍ، ولا سنّةٍ، ولا إجماعٍ، ولا قياسٍ،ولا استدلالٍ
                  الفتح الرباني (2 / 108

                  ‏قال العلامة المعلّمي -رحمه الله -:
                  " ومهمـا بلَغ حبُّنا للحـقّ ،
                  فلا ننصُـرهُ إلّا بِالحـقّ " .
                  [ آثار المعلّمي ( صـ 4/6 ) ]

                  أهل السنةأصحاب ورع لايكفّرون ولايفسّقون ولايبدّعون إلامن يستحق ذلك بأدلةالكتاب والسنةوبفهم سلف الأمة[العلامةزيدالمدخلي(الأجوبة الأثرية )]

                  قال”السعدي -رَحِمَهُ اللهُ-:*
                  «الدعاء سلاح الأقوياء والضعفاء، وملاذ الأنبياء والأصفياء، وبه يستدفعون كل بلاء». أ ھ.
                  مجموﻉمؤلفاته

                  قال أبو عُبيد الهروي البغدادي ( المتوفى: 224هـ)
                  " لا تضعوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوا أهلها فتظلموهم".
                  (الأمثال لابن سلام )

                  قال الشيخ صالح الفوزان
                  : " الدنيا ليست دارًا للمسلم ، إنما دار المسلم هي الجنة ، وهو وُجد في الدنيا من أن يعمل للجنة " .
                  شرح الأربعين

                  *قَـالَ العَلّامَـة :بـنُ بَــاز - رَحِــمَهُ الله
                  فـمن صـدق مع الله
                  وأخـلص لله وفقه الله،
                  وأعـانه وبارك في جهوده وهدى به الأمة، وجعل له
                  لسان صدق في العالمين
                  بسبب صدقه وإخلاصه .
                  [مجموع الفتاوى ]

                  تعليق


                  • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ


                    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
                    " وَلَا بُدَّ فِي عِبَادَتِهِ مِنْ أَصْلَيْنِ . أَحَدُهُمَا إخْلَاصُ الدِّينِ لَهُ وَالثَّانِي مُوَافَقَةُ أَمْرِهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ ؛ وَلِهَذَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلِي كُلَّهُ صَالِحًا وَاجْعَلْهُ لِوَجْهِك خَالِصًا وَلَا تَجْعَلْ لِأَحَدِ فِيهِ شَيْئًا ؛ وَقَالَ الفضيل بْنُ عِيَاضٍ فِي قَوْله تَعَالَى { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } قَالَ : أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ قَالُوا يَا أَبَا عَلِيٍّ : مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ؟ قَالَ : إذَا كَانَ الْعَمَلُ خَالِصًا وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا ؛ وَالْخَالِصُ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ وَالصَّوَابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى

                    السُّنَّةِ وَلِهَذَا ذَمَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ فِي الْقُرْآنِ عَلَى اتِّبَاعِ مَا شَرَعَ لَهُمْ شُرَكَاؤُهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ مِنْ عِبَادَةِ غَيْرِهِ وَفِعْلِ مَا لَمْ يَشْرَعْهُ مِنْ الدِّينِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } كَمَا ذَمَّهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ حَرَّمُوا مَا لَمْ يُحَرِّمْهُ اللَّهُ . وَالدِّينُ الْحَقُّ أَنَّهُ لَا حَرَامَ إلَّا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَلَا دِينَ إلَّا مَا شَرَعَهُ . " اهـ 1/232
                    مجموع الفتاوى.

                    سبب الوقوع في البدع لشيخ الإسلام رحمه الله.
                    قال رحمه الله في مجموع الفتاوى(7/28
                    وأهل البدع إنما دخل عليهم الداخل لأنهم أعرضوا عن هذه الطريق، وصاروا يبنون دين الإسلام على مقدمات يظنون صحتها: إما في دلالة الألفاظ، وإما في المعاني المعقولة، ولا يتأملون بيان الله ورسوله، وكل مقدمات تخالف بيان الله ورسوله؛ فإنها تكون ضلالاً، ولهذا تكلم أحمد في رسالته المعروفة في الرد على من يتمسك بما يظهر له من القرآن من غير استدلال ببيان الرسول والصحابة والتابعين، وكذلك ذكر في رسالته إلى أبي عبدالرحمن الجرجاني في الرد على المرجئة، وهذه طريقة سائر أئمة المسلمين، لا يعدلون عن بيان الرسول إذا وجدوا إلى ذلك سبيلاً؛ ومن عدل عن سبيلهم وقع في البدع التي مضمونها أنه يقول على الله ورسوله ما لا يعلم أو غير الحق، وهذا مما حرمه الله ورسوله وقال تعالى في الشيطان: {إنَّما يَأْمُرُكُمْ بالسُّوءِ والفَحْشاءِ وأنْ تَقولوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمونَ}، وقال تعالى: {ألَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ ميثاقُ الكِتابِ أنْ لا يَقولوا عَلَى اللهِ إلاَّ الحَقَّ}، وهذا من تفسير القرآن بالرأي الذي جاء فيه الحديث: ((من قال في القرآن برأيه؛ فليتبوأ مقعده من النار)).

                    قال الشاطبي -رحمه الله -:
                    أَنَّ الْمُبْتَدِعَ قَدْ نَزَّلَ نَفْسَهُ مَنْزِلَةَ الْمُضَاهِي لِلشَّارِعِ ; لِأَنَّ الشَّارِعَ وَضَعَ الشَّرَائِعَ، وَأَلْزَمَ الْخَلْقَ الْجَرْيَ عَلَى سُنَنِهَا، وَصَارَ هُوَ الْمُنْفَرِدَ بِذَلِكَ، لِأَنَّهُ حَكَمَ بَيْنَ الْخَلْقِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، وَإِلَّا فَلَوْ كَانَ التَّشْرِيعُ مِنْ مُدْرَكَاتِ الْخَلْقِ لَمْ تُنَزَّلِ الشَّرَائِعُ، وَلَمْ يَبْقَ الْخِلَافُ بَيْنَ النَّاسِ، وَلَا احْتِيجَ إِلَى بَعْثِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.
                    هَذَا الَّذِي ابْتَدَعَ فِي دِينِ اللَّهِ قَدْ صَيَّرَ نَفْسَهُ نَظِيرًا وَمُضَاهِيًا لِلشَّارِعِ، حَيْثُ شَرَعَ مَعَ الشَّارِعِ، وَفَتَحَ لِلِاخْتِلَافِ بَابًا، وَرَدَّ قَصْدَ الشَّارِعِ فِي الِانْفِرَادِ بِالتَّشْرِيعِ، وَكَفَى بِذَلِكَ.الاعتصام للشاطبي


                    قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي -رحمه الله - :
                    "قد تدبرت أنواع الفساد فوجدت عامتها نشأت عن إماتة السنن ، أو إقامة البدع ، ووجدت أكثر المسلمين يبدو منهم الحرص على اتباع السنن واجتناب البدع ، ولكن التبس عليهم الأمر في كثير من السنن أنه بدعة ، وفي كثير من البدع أنه سنة .وكلما قام عالم فقال: هذا سنة ، أو هذا بدعة. عارضه عشرات ، أو مئات من الرؤساء في الدين الذين يزعم العامة أنهم علماء فردوا يده في فيه وبالغوا في تضليله والطعن فيه وأفتوا بوجوب قتله أو حبسه أو هجرنه وشمروا للإضرار به وبأهله وإخوانه وساعدهم ثلاثة من العلماء : عالم غال ، وعالم مفتون بالدنيا ، وعالم قاصر في معرفة السنة ، وإن كان متبحرا في غيرها .(صدع الدجنة في فصل البدعة عن السنة)

                    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
                    « ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه، ولا من فاسق بين فسقه، ولكني أخاف عليها رجلاً قد قرأ القرآن حتى أزلفه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله ».[جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1242) صفة المنافق للفريابي (26)]


                    عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ حَبَّانِ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , قَالَ:

                    «لَوْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمُ الْيَوْمَ مَا عَرَفَ شَيْئًا مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ , إِلَّا الصَّلَاةَ»

                    . قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: فَكَيْفَ لَوْ كَانَ الْيَوْمَ؟ قَالَ عِيسَى: فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ الْأَوْزَاعِيُّ هَذَا الزَّمَانَ؟
                    البدعة لابن وضاح



                    قال عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ :
                    « سَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سننـًا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها، ولا تبديلها، ولا النظر في شيء خالفها. من عمل بها مهتد، ومن انتصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا ». [اعتقاد أهل السنة لللالكائي (134) ، الإبانة لابن بطه (239) ، الشريعة للآجري (90)]


                    قال الشيخ زيد المدخلي -رحمه الله - :
                    "والكبيرة الثالثة: لعن الله من آوى محدثًا، وهذه بابها واسع لعن الله من آوى محدثًا؛ من هو المحدث؟
                    المحدث في دين الله ءعز وجلء من تنكب الطاعة واختار المعاصي والمنكرات وعاش في جحيمها؛ فتجده يفعل المنكر ويدافع عنه، ويرد على أصحاب الحق بالباطل؛ ليستقيم الباطل في نظره ويسقط الحق وأهله، وهذا الباب يسلكه أصحاب البدع ءبعد المشركين والكفارء يسلكه أصحاب البدع المضلة؛ فتجدهم يدافعون عن البدعة وأهلها وينصرونهم بالباطل، ويردون على من يغير المنكر الذي هم فيه،

                    وهكذا صور متعددة لإيواء المحدث؛ كأن يعلم أن فلان ظالم أخذ الأموال وهتك الأعراض وسفك الدماء ؛ثم يأويه إلى منزله ويدافع عنه ويتستر عليه.
                    ولمن تستر عن الإرهابيين الحاليين نصيب كبير من هذا اللعن الصادر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
                    لأن هؤلاء الإرهابيين هتكوا الأعراض وسفكوا الدماء وجمعوا الأموال من الحرام واستعانوا بها على سفك دماء معصومة وعلى ترويع الناس الصغير والكبير؛ بل وعلى قتل الناس الصغير والكبير المسلم والمستأمن، وتجد من يؤويهم ويتستر عليهم ويدافع عنهم؛ فكشف الله عنهم الستر، وأبرزهم في المغلوبين فما ظهروا في موقعة من المواقع إلا خسروا؛ لأنهم خوارج أشد جرمًا من الخوارج في عهد الصحابة؛ فجاءت اللعنة من رسول الله صلى الله عليه و سلم لمن آوى محدثًَا
                    ولو سرق الإنسان شيئًا يسيرًا من المال ثم دافعت عنه وحميته ونصرته؛ فقد آويت محدثًا،
                    والإنفاق والعمل في الإسلام أن تعين صاحب الحق حتى يصل على حقه، وأن تكون ضد المبطل حتى ينتصر منه المظلوم وفي الحديث: ((انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، قال: أنصره إذا كان مظلومًا فكيف إذا كان ظالمًا؟ قال تحجبه عن ظلمه)) تحجبه إما بالنصيحة إن نفعت، وإما بالأخذ على يديه عند القدرة."اهــ شرح كتاب التوحيد.


                    تعليق


                    • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                      عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ
                      : «عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ , وَقَبْضُهُ ذَهَابُ أَهْلِيهِ. عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يَفْتَقِرُ إِلَيْهِ , أَوْ يُفْتَقَرُ إِلَى مَا عِنْدَهُ , وَسَتَجِدُونَ أَقْوَامًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَقَدْ نَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ. عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ , وَإِيَّاكُمْ وَالتَّبَدُّعَ وَالتَّنَطُّعَ , وَالتَّعَمُّقَ , وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيقِ»
                      البدع لابن وضاح

                      تعليق


                      • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ


                        قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله- في كتابه التوحيد:

                        أول ما نبدأ به من ذكر صفات خالقنا -جل وعلا- في كتابنا هذا ذكر نفسه - جل ربنا - عن أن تكون نفسه كنفس خلقه، وعز أن يكون عدما لا نفس له، قال الله - جل ذكره - لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: ؟ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (سورة الأنعام آية ) فأعلمنا ربنا أن له نفسًا كتب عليها الرحمة، أي: ليرحم بها من عمل سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده على ما دل سياق هذه الآية وهو قوله: ؟ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ سورة الأنعام .

                        والله - جل ذكره - لكليمه موسى: ؟ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ´ سورة طه . فبين الله أن له نفسًا اصطنع لها كليمه موسى، وقال -جل وعلا-: ï´؟ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (سورة آل عمران آية فثبت الله أيضًا في هذه الآية أن له نفسًا وقال روح الله عيسى ابن مريم مخاطبًا ربه: ؟ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ سورة المائدة )، فروح الله عيسى ابن مريم يعلم أن لمعبوده نفسًا .




                        يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) سورة الرحمن
                        قال ابن كثير في تفسيره وقوله : ( يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن )

                        هذا إخبار عن غناه عما سواه وافتقار الخلائق إليه في جميع الآنات ، وأنهم يسألونه بلسان حالهم وقالهم ، وأنه كل يوم هو في شأن .
                        قال الأعمش ، عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير : (
                        كل يوم هو في شأن ) ، قال : من شأنه أن يجيب داعيا ، أو يعطي سائلا أو يفك عانيا ، أو يشفي سقيما .
                        وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : كل يوم هو يجيب داعيا ، ويكشف كربا ، ويجيب مضطرا ويغفر ذنبا .
                        وقال قتادة : لا يستغني عنه أهل السماوات والأرض ، يحيي حيا ، ويميت ميتا ، ويربي صغيرا ، ويفك أسيرا ، وهو منتهى حاجات الصالحين وصريخهم ، ومنتهى شكواهم .
                        وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو اليمان الحمصي ، حدثنا حريز بن عثمان ، عن سويد بن جبلة - هو الفزاري - قال : إن ربكم كل يوم هو في شأن ، فيعتق رقابا ، ويعطي رغابا ، ويقحم عقابا .
                        وقال ابن جرير : حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ، حدثني إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي ، حدثني عمرو بن بكر السكسكي ، حدثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغساني ، عن أبيه ، عن منيب بن عبد الله بن منيب الأزدي ، عن أبيه قال : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : ( كل يوم هو في شأن ) ، فقلنا : يا رسول الله ، وما ذاك الشأن ؟ قال : " أن يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ، ويضع آخرين " . تفسير ابن كثير


                        وقال السعدي في تفسيره ـ رحمه الله - :
                        أي: هو الغني بذاته عن جميع مخلوقاته، وهو واسع الجود والكرم، فكل الخلق مفتقرون إليه، يسألونه جميع حوائجهم، بحالهم ومقالهم، ولا يستغنون عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك، وهو تعالى { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } يغني فقيرا، ويجبر كسيرا، ويعطي قوما، ويمنع آخرين، ويميت ويحيي، ويرفع ويخفض، لا يشغله شأن عن شأن، ولا تغلطه المسائل، ولا يبرمه إلحاح الملحين، ولا طول مسألة السائلين، فسبحان الكريم الوهاب، الذي عمت مواهبه أهل الأرض والسماوات، وعم لطفه جميع الخلق في كل الآنات واللحظات، وتعالى الذي لا يمنعه من الإعطاء معصية العاصين، ولا استغناء الفقراء الجاهلين به وبكرمه، وهذه الشئون التي أخبر أنه تعالى كل يوم هو في شأن، تفسير السعدي

                        قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله -:
                        هو القادر وحده ولا يقدر على كشف الضر، وجلب النفع سواه كما قال: ”وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” وقال : ”مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ”والله سبحانه يحب أن يُسأَلَ ويُرغبَ إِليه في الحوائج . وَيُلَحَّ في سؤاله ودعائه ، ويَغْضَبُ على من لا يسأله ، ويستدعى من عباده سؤالهُ وهو قادِر على إِعطاءِ خلقه كلِّهم من غير أن ينقص من ملكه شيء.
                        والمخلوق بخلاف ذلك كله يكره أّن يُسأَل ، ويحب أن لا يُسأل : لعجزه وفقره وحاجته.

                        (جامع العلوم والحكم)

                        تعليق


                        • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                          قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسير :

                          وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)

                          هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي: والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك. وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة. وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لا،فيحجم عنه؟ ثم قال تعالى: { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } أي: في توفيقكم وتأديبكم، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون، { لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} لأن الإنسان بطبعه ظالم جاهل، فلا تأمره نفسه إلا بالشر. فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به واجتهد في ذلك، لطف به ربه ووفقه لكل خير، وعصمه من الشيطان الرجيم. تفسير السعدي



                          قال شيخ الاسلام ابن تيميه - رحمه الله - (واجبات أولي الأمر)- منها :

                          أن أولي الأمر من المسلمين من العلماء، والأمراء، ومن يتبعهم، على كل واحد منهم حقوق للناس، هي المقصودة الواجبة منه في مرتبة؛ وإن لم تكن مطلوبة من غير ذلك النوع،. ولا واجبة عليه؛ إذ وجوبها عليه دون ذلك.وكذلك تكون عليه محرمات حرمتها عليه مرتبته، وإن لم تحرم على غير أهل تلك المرتبة، أو تحريمها عليهم أخف:

                          (حكم الجهاد)

                          مثال ذلك الجهاد، فإنه واجب على المسلمين عموماً، على الكفاية منهم؛ وقد يجب أحياناً على أعيانهم؛ لكن وجوبه على المرتزقة الذين يعطون مال الفيء لأجل الجهاد أوكد؛ بل واجب عليهم عيناً؛ واجب بالشرع، وواجب بالعقد الذي دخلوا فيه ، لما عقدوا مع ولاة الأمر عقد الطاعة في الجهاد،وواجب العوض. فإنه لو لم يكن واجباً، لا يشرع، ولا يبيعة إمام: لوجب بالمعارضة عليه ، كما يجب العمل على الأجير الذي قبض الأجرة، ويجب تسليم المبيع على من قبض الثمن ، وهذا وجوب بعقد المعاوضة، ويقبض العوض ، كما أن الأول وجوب بالشرع، وبمجرد مبايعة الإمام. وهو واجب أيضاً من جهة ما في تركه من تغرير المسلمين ، والضرر الاحق لهم بتركه وجوب الضمان للمضمون له.فإن“المرتزقة“ ضمنوا للمسلمين بالإرتزاق الدفع عنهم، فاطمأن الناس إلى ذلك، واكتفوا بهم، وأعرضوا عن الدفع بأنفسهم،
                          أعظم مما يطمئن الموكل والمضارب إلى وكيله وعامله، فإذا فرط بعضهم وضيع كان ذلك من أعظم الضرر على المسلمين؛ فإنهم أدخلوا الضرر العظيم على المسلمين في دينهم ودنياهم، بما تركوه من القتال من المسلمين الواجب عليهم، حتى لحق المسلمين من الضرر في دينهم ودنياهم: في الأنفس ، والذرية ، والأموال، مالا يقدر قدره أحد. فظلم المقاتلة بترك الجهاد عن المسلمين من أعظم ظلم يكون؛ بخلاف ما يلحق أحدهم من الضرر، فإن ذاك ظلم لنفسه. وكذلك ما يفعله من المعصية المختصة به -شرب الخمر، وفعل الفاحشة- فإن هذا ظلم لنفسه مختص به، فعقوبته على ترك الجهاد وذمه على ذلك أعظم بكثير من ذمه وعقوبته على ذلك .

                          وإذا لم يمكن جمع العقوبتين كانت العقوبة على ترك الجهاد مقدمة على هذه المعاصي، كما أن منفعة الجهاد له وللمسلمين قد تكون أعظم بكثير من منفعة ردعه عن الخمر والفاحشة، إذا استسر بذلك، ولم يظلم به غيره؛ فيدفع هنا أعظم الفسادين باحتمال أدناهم.
                          وفي مثل هذا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وبـأقوام لا خلاق لهم) ويذم أحد هؤلاء ، أو يؤجر بما فيه من عجز عن الجهاد، أو تفريط فيه ، ما لا يفعل بغيره ممن ليس مرصداً للجهاد .

                          وكذلك أهل العلم الذين يحفظون على الأمة الكتاب والسنة : صورة ومعنى ؛مع أن حفظ ذلك واجب على الأمة عموماً على الكفاية منهم، ومنه ما يجب على أعيانهم، وهو علم العين، الذي يجب عى المسلم في خاصة نفسه؛ لكن وجوب ذلك عيناً وكفاية على أهل العلم الذين رأسوا فيه ، أو رزقوا عليه، أعظم من وجوبه على غيرهم؛ لأنه واجب بالشرع عمرماً. وقد يتعين عليهم لقدرتهم عليه وعجز غيرهم، ويدخل في القدرة استعداد العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطرف الموصلة إليه ، من الكتب المصنفة ، والعلماء المتقدمين ، وسائر الأدلة المتعددة ، والتفرغ له عما يشغل به غيرهم .

                          ولهذا مضت السنة، بأن الشروع في العلم والجهاد يلزم، كالشروع في الحج، يعني أن ما حفظه من علم الدين، وعلم الجهاد ليس له إضاعته، لقوله النبي قال قَالَ إِنَّهُ قَالَ: مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ، فَلَيْسَ مِنَّا، منا“ورواه مسلم .
                          وكذلك الشروع في عمل الجهاد. فإن المسلمين إذا صافُّوا عدوا، أو حاصروا حصناً، ليس لهم الإنصراف عنه حتى يفتحوه. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :“وما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن ينزعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوهرواه البخاري في الاعتصام

                          فالمرصدون للعلم، عليهم للأمة حفظ علم الدين ، وتبليغه ؛ فإذا لم يبلغوهم علم الدين ، أو ضيعوا حفظه ، كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين ؛ ولهذا قال تعالى :“إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولئِك يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)
                          فإن ضرر كتمانهم تعدى إلى البهائم، وغيرها، فلعنهم اللاعنون ، حتى البهائم. كما أن معلم الخير يصلي عليه الله وملائكته، ويستغفر له كل شيء،
                          حتى الحيتان في جوف البحر، والطير في جو السماء.وكذلك كذبهم في العلم من أعظم الظلم. وكذلك إظهارهم للمعاصي، والبدع، ألتي تمنع الثقة بأقوالهم ،وتصرف القلوب عن اتباعهم ، وتقتضى متابعة الناس لهم فيها؛ هي من أعظم الظلم ، ويستحقون من الذم والعقوبة عليها مالا يستحقه من آظهر الكذب والمعاصي والبدع من غيرهم؛ لأن إظهار هؤلاء للفجور والبدع بمنزلة إعراض المقاتلة عن الجهاد، ودفع العدو؛ ليس هو مثل إعراض آحاد المقاتلة؛ لما في ذلك من الضرر العظيم على المسلمين .
                          فترك أهل العلم لتبليغ الدين كترك أهل القتال للجهاد، وترك أهل القتال للقتال الواجب عليهم كترك أهل العلم للتبليغ الواجب عليهم، كلاهما ذنب عظيم؛ وليس هو مثل ترك ما تحتاج الآمة إليه، مما هو مفوض إليهم؛ فإن ترك هذا أعظم من ترك أداء المال الواجب إلى مستحقه. وما يظهرونه من البدع، والمعاصي، التي تمنع قبول قولهم، وتدعو النفوس إلى موافقتهم، وتمنعهم وغيرها من إظهار الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر: أشد ضررا للأمة وضرراً عليهم من إظهار غيرهم لذلك .
                          ولهذا جبل الله قلوب الآمة على أنها تستعظم جبن الجندي، وفشله وتركه للجهاد، ومعاونته للعدو: أكثر ما تستعظمه من غيره. وتستعظم إظهار العالم الفسوق، والبدع: أكثر مما تستعظم ذلك من غيره ؛ بخلاف فسوق الجندي وظلمه وفاحشته؛ وبخلاف قعود العالم عن الجهاد بالبدن.ومثل ذلك ولاة الأمور،كل بحسبه ، من الوالي، والقاضي؛فإن تفريط أحدهم فيما عليه رعايته من مصالح الأمة، أو فعل ضد ذلك. من العدوان عليهم: يستعظم أعظم مما يستعظم ذنب يخص أحدهم .

                          (القوة والأمانة )

                          وقال في الجهاد في سبيل الله : ( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) فمن أدى الواجب المقدور عليه فقد اهتدى؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم :“ إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتمأخرجاه في الصحيحين ؛
                          لكن إن كان من عجز بلا حاجة إليه، أو خيانة عوقب على ذلك. وينبغي أن يعرف الأصلح في كل منصب ،
                          فإن الولاية لها ركنان: القوة والأمانة.كما قال تعالى
                          : (إِإنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) وقال صاحب مصر ليوسف عليه السلام: ( إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ) وقال تعالى في صفة جبريل : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ . ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ .مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)
                          والقوة في كل ولاة بحسبها؛ فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب، وإلى الخبرة بالحروب، والمخادعة فيها؛ فإن الحرب خدعة ، وإلى القدرة على أنواع القتال: من رمي وطعن وضرب ، وركوب ، وكر، وفر، ونحو ذلك ؛ كما قال الله تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ”ارموا واركبوا، وإن ترموا أحب إلي من أن تركبو، ومن تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا ” وفي رواية :فهي نعمة جحدهارواه مسلم .
                          والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام.
                          والأمانة ترجع إلى خشية الله ، وألا يشتري بآياته ثمنا قليلاً وترك خشية الناس؛ وهذه الخصال الثلاث التي أخذها الله على كل من حكم على الناس، في قوله تعالى :
                          (فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتروابِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئك هُمُ الْكَافِرُونَ) ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :“القضاة ثلاثة : قاضيان في النار وقاض في الجنة. فرجل علم الحق وقضى بخلافه ، فهو في النار . ورجل قضى بين الناس على جهل، فهو في النار . ورجل علم الحق وقضى به. فهو في الجنة رواه أهل السنن .
                          القوة والأمانة إجتماع القوة والأمانة في الناس قليل؛ ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: اللهم أشكو إليك جلد الفاجر، وعجز الثقة. فالواجب في كل ولاية الأصلح بحسبها. فإذا تعين رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة؛ قدم أنفعهما لتلك الولاية: وأقلهما ضررا فيها؛ فيقدم في إمارة الحروب الرجل القوي الشجاع-وإن كان فيه فجور- على الرجل الضعيف العاجز، وإن كان أمينا؛ كما سئل الإمام احمد: عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو، وأحدهما قوي فاجر و الآخر صالح ضعيف، مع أيهما يغزي؟ فقال: أما الفاجر القوي، فقوته للمسلمين ، وفجوره على نفسه؛ وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين. فيغزي مع القوي الفاجر. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
                          ”إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر“. وروي ”بأقوام لا خلاق لهموإن لم يكن فاجراً، كان أولى بإمارة الحرب ممن هو أصلح منه في الدين إذا لم يسد مسده .
                          فقه الجهاد لابن تيميه




                          قال الشيخ الفوزان- حفظه الله -:
                          تنبيه:
                          قد يدخل المسلم أحد بلاد الكفر بتأشيرة الدخول فيقتل فيهم أو يفسد في أرضهم، وقد قال الفقهاء: وأمانهم لمسلم أمان لهم منه.
                          يعني أن الكفار لكي يكونوا آمنين من المسلم في بلادهم لا بد لهم من أخذ تصريح منه بأنهم آمنون منه أيضا أو إعطائه ما يسمى بتأشيرة الدخول فحينئذ يحرم عليه أن ينالهم بمكروه.
                          والعرف الدولي السائد هو أن من يدخل بلادا بأمان فتلك البلاد في أمان منه أيضا، ومن القواعد الشرعية "المعروف بالعرف كالمشروط بالنص .

                          قال الشافعى -رحمه الله -:
                          "إذا دخل قوم من المسلمين بلاد الحرب بأمان فالعدو منهم آمنون إلى أن يفارقوهم أو يبلغوا مدة أمانهم وليس لهم ظلمهم ولا خيانتهم
                          (4 / 263) .

                          وقال ابن قدامة - رحمه الله - "من دخل إلى أرض العدو بأمان لم يخنهم في مالهم ولم يعاملهم بالربا أما خيانتهم فمحرمة لأنهم إنما أعطوه الأمان مشروطا بتركه خيانتهم وأمنه إياهم من نفسه وإن لم يكن ذلك مذكورا في اللفظ فهو معلوم في المعنى .
                          (13 / 152) .
                          وينظر كتاب تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق لعثمان الزيلعي حول كلام الأحناف في المسألة (3 / 266) .
                          المصدر مهمات حول الجهاد للشيخ الفوزان حفظه الله .

                          تعليق


                          • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                            للعبد عمران تكتب فيهما أعماله الأول في حياته الدنيا والآخر بعد موته وهو آثار أعماله الصالحة أو السيئة كما قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) .
                            قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره: "(وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا) من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، (وَآثَارَهُمْ) وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيرا، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدا، أو محلا من المحال التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر.
                            ولهذا: "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة" وهذا الموضع، يبين لك علو مرتبة الدعوة إلى اللّه والهداية إلى سبيله بكل وسيلة وطريق موصل إلى ذلك، ونزول درجة الداعي إلى الشر الإمام فيه، وأنه أسفل الخليقة، وأشدهم جرما، وأعظمهم إثما".

                            للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (فوائد مختصرة)

                            تعليق


                            • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                              القصة الصحيحة في إسلام عمر رضي الله عنه

                              ما رواه البخاري عَنْ عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ:
                              مَا سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ.
                              بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ
                              فَقَالَ عمر: لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي، أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَلَيَّ الرَّجُلَ، فَدُعِيَ لَهُ،
                              فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ: فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ،
                              فقَالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي قَالَ: كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ،
                              قَالَ: فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ؟
                              قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ، جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ
                              فَقَالَتْ: أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا، وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا، وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِهَا،
                              قَالَ عُمَرُ:صدق بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ عِنْدَ آلِهَتِهِمْ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ
                              يقول:
                              يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَوَثَبَ الْقَوْمُ،
                              قُلْتُ :
                              لَا أَبْرَحُ حتى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا ، ثُمَّ نَادَى : يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله فَقُمْتُ، فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ: هَذَا نَبِيٌّ([1]).

                              قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
                              لَمَّحَ الْمُصَنِّف بِإِيرَادِ هَذِهِ الْقِصَّة فِي بَاب: إِسْلَام عُمَر بِمَا جَاءَ عَنْ عَائِشَة وَطَلْحَة عَنْ عُمَر مِنْ أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّة كَانَتْ سَبَب إِسْلَامه, فَرَوَى أبو نُعَيْم فِي «الدَّلَائِل» أَنَّ أَبَا جَهْل جَعَلَ لِمَنْ يَقْتُل مُحَمَّدًا مِائَة نَاقَة, قَالَ عُمَر: فَقُلْت لَهُ: يَا أَبَا الْحَكَم آلضَّمَان صَحِيح؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَتَقَلَّدَتُ سَيْفِي أُرِيدهُ, فَمَرَرْت عَلَى عِجْل وَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَذْبَحُوهُ, فَقُمْت أَنْظُر إِلَيْهِمْ, فَإِذَا صَائِح يَصِيح مِنْ جَوْف الْعِجْل: يَا آلَ ذَرِيح, أَمْر نَجِيح, رَجُل يَصِيح بِلِسَانِ فَصِيح.
                              قَالَ عُمَر: فَقُلْت فِي نَفْسِي إِنَّ هَذَا الْأَمْر مَا يُرَاد بِهِ إِلَّا أَنَا ([
                              2].
                              فكان هذا سبب إسلامه رضي الله عنه.
                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
                              ([1]) صحيح: أخرجه البخاري (3866)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: إسلام عمر بن الخطاب.

                              ([2]) «فتح الباري» 7/220.

                              تعليق


                              • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                                من طريف ما يروى: أن الخليفة المأمون العباسي، قال: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أن القرآن مخلوق.
                                [السير (237/11)]
                                علّق فضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى: انظروا خليفة يخشى عالما، لأن ذلك العالم على السنة بالحكمة والموعظة الحسنة، ويعلمها الناس، ويذب عنها، فخشيه الخليفة، فلما مات يزيد بن هارون: أظهر ما كان يبطنه، بتأثير بِشرٍ و أضرابه من شيوخ المعتزلة الضلال، وفتن الناس، وامتحنهم، ولقي منه أهل السنة ما لقوا من القتل والحبس والتشريد والإذلال والإهانة.
                                [تبصرة الخلق (ص:55)]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X