إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الحياء مادة الخير وقاعدته ومن لا حياء له فقد إنسانيته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] الحياء مادة الخير وقاعدته ومن لا حياء له فقد إنسانيته


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله حق حمده ، كما يحب ربنا ويرضى ، والحمد لله حتى يرضى والحمد لله بعد الرضا ، ثم الصلاة والسلام على من كان أشد حياء من العذراء في خدرها وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
    أما بعد :
    إن خلق الحياء من أعظم الأخلاق وأجملها وأحسنها وأنفعها وهي أعظم وأجمل وأنفع لمّا يستحي العبد من الخلق أن يأتي ما يستقبحه النّاس ويشينونه به ، ويكون أجمل من ذلك وأنفع إذا كان في المرأة الصالحة الصادقة القانتة المخبتة والمطيعة لزوجها ، ويكون أعظم وأجمل وأحسن وأنفع إذا كان من الله تعالى واستحي العبد منه حق الحياء بحفظ ودائعه وشرائعه مما يجعله قريبا من ربه يراقبه ويخشاه في السر والعلن ، فلا يراه حيث نهاه ولا يفتقده حيث أمره ، فلا يقول ولا يفعل إلا وهو يستحي من ربه العظيم الذي يراه وتقلبه في جميع أحواله وأحيانه ، فلا يفعل إلا الخير ولا يأتي إلا الخير لئن الحياء كله خير ولا يأتي إلا بالخير ، فاتصف بصفة جميلة عظيمة يحبها الله ، لذلك كان الحيي محبوبا عند الله تعالى .
    بماذا يكون الحياء حق الحياء من الله ؟؟ الجواب على هذا السؤال جاء واضحا بينا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: (( اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)) ، قُلْتُ: إِنَّا لَنَسْتَحِي يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: (( لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى ، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى ، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)) صَحِيح الْجَامِع: (935) وقال حسن ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب (1724)وقال حسن لغيره .
    بهذا يكون الحياء من الله حق الحياء ، فقد َأَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أَنَّ الْحَيَاءَ حَقَّ الْحَيَاءِ أن يحفظ جوارحه ويراقب ربه في ذلك .
    قَالَ : (( وَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى)) يَعْنِي مَا احْتَوَى عَلَيْهِ الرَّأْسُ مِنْ سَمْعٍ ، وَبَصَرٍ وَلِسَانٍ ..
    وقال : (( وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى )) من بطن ، وفرج ، ويدين ورجلين ، وهذه هي الجوارح التي إذا حفظها العبد من الفساد والضياع واستعملها في الطاعة فقد استحيا من ربه حق الحياء.
    (وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى) يَعْنِي تَتَذَكَّرَ صَيْرُورَتَك فِي الْقَبْرِ إذا دخلت إليه وإذا أصحبت عِظَامًا بِالِيَةِ.
    (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا) فهي التي تشغل عن الله وتجلب الغفلة والأعراض عن الآخرة ، وإِنَّهُمَا( أي الدنيا والآخرة ) لَا يَجْتَمِعَانِ عَلَى وَجْهِ الْكَمَالِ حَتَّى لِلْأَقْوِيَاءِ؛ لِأَنَّهُمَا ضَرَّتَانِ فَمَتَى أَرْضَيْت إِحْدَاهُمَا أَغْضَبْت الْأُخْرَى.
    وعلامة الْحيَاء من الله ألا تنسى الْوُرُود على الله ، والمثول بين يديه ، وأن تكون مراقبا لله فِي جَمِيع أمورك على قدر قرب الله تَعَالَى مِنْك واطلاعه عَلَيْك ونظره إليك .
    (فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ) أَيْ جَمِيعَ مَا ذُكِرَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ.
    وفي صحيح البخاري(6474) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) . لأن أكثر ما يدخل النّاس الّنار اللسان والفرج .
    ففي السلسلة الصحيحة ( 977) : (( أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج )). وهو في صحيح الترغيب(1723) وقال حسن .
    وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه؛ أن رسول الله - r- قال: (( اضْمَنوا لي سِتّاً مِنْ أَنْفسِكُم، أضْمَنْ لَكُمُ الجنَّةَ: اصْدُقوا إذا حدَّثْتُم، وأَوْفُوا إذا وَعدْتُم، وأدُّوا إذا ائتُمِنْتُم،
    واحْفَظوا فروجَكُم، وغُضُّوا أبصارَكُمْ، وكُفُّوا أيْديَكم)) صحيح الترغيب والترهيب (101 وقال حسن و الصحيحة( 1470).
    فمن حفظ ذلك حياء من الله وحبا فيه وتعظيما له إيمانا واحتسابا فقد استحي من الله حق الله وقَدِ اجْتَمَعَ فِيه الْخَيْرُ كُلُّهُ ، وكان مؤمنا وَذَلِكَ أن الحياء مِنَ الْإِيمَانِ ، والإيمان في الجنة.
    عن أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: ((الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالْبَذَاءُ من الجفاء والجفاء في النار)) الصحيحة)) (495).
    وعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: ((دَعْهُ فَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ)) متفق عليه .
    هذا بيان واضح أن الحياء من الإيمان أي جزء منه وشعبة من شعبه وقد بينه صلى الله عليه وسلم .
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ (( الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ)) صحيح البخاري (35)مسلم (57-5.
    فمن يفقد الحياء من الخالق والمخلوق فقد إنسانيته ؛ بل إيمانه وأصبح كالحيوان ، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: (( إِنَّ الْحَيَاءَ وَالْإِيمَانَ قُرِنَا جَمِيعًا فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَرُ)).صحيح الأدب المفرد (991) صحيح الجامع (1603)وقال صحيح .
    قال ابن القيّم - t- مفتاح دار السعادة (1/277): وخلق الحياء من أفضل الأخلاق وأجلّها وأعظمها قدرا وأكثرها نفعا، بل هو خاصّة الإنسانيّة، فمن لا حياء فيه ليس معه من الإنسانيّة إلّا اللّحم والدّم وصورتهما الظّاهرة، كما أنّه ليس معه من الخير شيء، ولولا هذا الخلق
    لم يقر الضّيف، ولم يوف بالوعد، ولم تؤدّ أمانة، ولم تقض لأحد حاجة، ولا تحرّى العبد الجميل فآثره، والقبيح فتجنّبه، ولا ستر له عورة، ولا امتنع من فاحشة.
    وكثير من النّاس لولا الحياء الّذي فيه لم يؤدّ شيئا من الأمور المفترضة عليه، ولم يرع لمخلوق حقّا، ولم يصل له رحما، ولا برّ له والدا؛ فإنّ الباعث على هذه الأفعال إمّا دينيّ، وهو رجاء عاقبتها الحميدة، وإمّا دنيويّ علويّ، وهو حياء فاعلها من الخلق.
    فقد تبيّن أنّه لولا الحياء إمّا من الخالق أو من الخلائق لم يفعلها صاحبها. انتهى كلامه . ولذلك قال أبو سفيان – رضي الله عنه - في جاهليته : ((فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه)). البخاري (7 – 2941).
    ثمّ قال- رحمه الله- : إنّ للإنسان آمرين وزاجرين، آمر وزاجر من جهة الحياء، فإذا أطاعه امتنع من فعل كلّ ما يشتهي، وله آمر وزاجر من جهة الهوى والطّبيعة، فمن لم يطع آمر الحياء وزاجره ، أطاع آمر الهوى والشّهوة ولا بدّ.انتهى كلامه .
    ومن عباد الله الصالحين من عمِلُوا على وَجه الْحيَاء من الله سُبْحَانَهُ ، واستحيوه فِي ليلهم ونهارهم إذا غلقت الأبواب وأرخيت الستور عَلَيْهِم لما أيقنوه أنه هُوَ الَّذِي يَلِي عرضهمْ ومساءلتهم ، فاستحيوا من كل قَبِيح يَعْمَلُونَهُ فِي سرائرهم حَتَّى كَأَنَّهُمْ ينظرُونَ إليه وَلما استيقنوا بنظره إليهم خافوا أن يأخذهم على غرة وأن يذيقهم بأس ما فعلوا في مبارزته دون حياء منه فتركوا ذنوب السرائر وقبائح الخلوات ، وأقبلوا على ربهم يرجون رحمته ويخافون عذابه هؤلاء الذين استحيوا من الله حق الحياء .
    فضل الحياء: الحياء مادة الخير وهو قاعدته وأصله :
    1 – من فضائله أنه لا يأتي إلا بخير :
    عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r: (الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ) متفق عليه .
    2 – الحياء خلق الإسلام :
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- ((إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ)) صحيح الترغيب (2632 ) (صحيح لغيره).
    3- ومن فضائله أنه من صفات الله وأن الله يحبه :
    عَنْ يَعْلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- رَأَى رَجُلاً يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإذا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ)) صحيح الجامع (1756 ) وقال(صحيح).
    4- الحياء يكسب محبة الله تعالى :
    قال رسول الله - r - : ((إن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه، ويكره البؤس والتباؤس، ويبغض السائل الملحف ويحب الحيي العفيف المتعفف)).
    5- الحياء خير كله أو كله خير :
    ففي صحيح مسلم ( 60) قال : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ وَهُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ حَدَّثَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فِي رَهْطٍ، وَفِينَا بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ، فَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ، يَوْمَئِذٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ)) قَالَ: أَوْ قَالَ: ((الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ)) فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ - أَوِ الْحِكْمَةِ - أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لِلَّهِ، وَمِنْهُ ضَعْفٌ، قَالَ: فَغَضِبَ
    عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ، وَقَالَ: أَلَا أَرَى أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُعَارِضُ فِيهِ، قَالَ: فَأَعَادَ عِمْرَانُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَأَعَادَ بُشَيْرٌ، فَغَضِبَ عِمْرَانُ، قَالَ: فَمَا زِلْنَا نَقُولُ فِيهِ إِنَّهُ مِنَّا يَا أَبَا نُجَيْدٍ، إِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ .
    وَأَمَّا الْحَيَاءُ مِنَ النَّاسِ :
    أَمَّا الْحَيَاءُ مِنَ النَّاسِ ، فَهُوَ أَنْ يَتَحَصَّنَ عَنْ إِتْيَانِ مَا يُشِينُهُ ، ويسقط مروءته ، وَهُوَ يَجْمَعُ الْأَخْلَاقَ الْحَسَنَةَ ، وَيَحْجُزُ عَنْ مَسَاوِيهَا، فإذا لم يستح لا من الخالق ولا من الخلائق أصبح من العجموات فليفعل ما يشاء كما تفعل البهائم دون حشمة ولا حياء .
    وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ r: (( إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ )) رواه البخاري (3483-6121).
    وقال عليه الصلاة والسلام : (( سبحان الله! لا من الله استحيوا، ولا من رسول الله استتروا. قاله في فئة عراة )) الصحيحة (2991 ) .
    فَالْحَيَاءُ إِذًا تَرْكُ الْقَبَائِحِ ، وما يستقبح ، والكلام الفاحش والفواحش ، وَالسَّيِّئَاتِ، والمنكرات ، وَإِتْيَانُ الْمَحَاسِنَ ، وَالْخَيْرَاتِ ، وذلك من حسن إسلام المرء وتمام إيمانه وصلاحه ، ومن لا حياء له فهذا لا إنسانية له ولا فرق بينه وبين البهائم .
    فإذا سُلِبَ العبدُ الحياءَ المكتسب والغريزي لم يبق له ما يمنعه من ارتكاب القبيح، والأخلاق الدنيئة ، فصار كأنَّه لا إيمانَ له ، ولا إنسانية إلا الدم واللحم .
    قال أَبُو حاتم البستي - رَضِيَ اللَّه عنه – في روضة العقلاء(1/5: الواجب على العاقل أن يعود نفسه لزوم الحياء من الناس وإن من أعظم بركته تعويد النفس ركوب الخصال المحمودة ومجانبتها الخلال المذمومة كما أن من أعظم بركة الحياء من اللَّه الفوز من النار بلزوم الحياء عند مجانبة مَا نهى اللَّه عنه لأن ابن آدم مطبوع على الكرم واللؤم معا في المعاملة بينه وبين اللَّه والعشرة بينه وبين المخلوقين وإذا قوى حياؤه قوى كرمه وضعف لؤمه وإذا ضعف حياؤه قوى لؤمه وضعف كرمه ولقد أنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي ...
    إذا رزق الفتى وجها وقاحا ... تقلب في الأمور كما يشاء
    ولم يك للدواء ولا لشيء ... يعالجه به فيه غناء
    فما لك في معاتبة الذي لا ... حياء لوجهه إلا العناء
    َأْنَبَأَنا مُحَمَّد بْن المنذر بْن سَعِيد حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ حَدَّثَنَا عبد الأعلى ابن عَبْدِ الأَعْلَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : ( مَنْ لا يَسْتَحْيِ مِنَ النَّاسِ لا يَسْتِحْيِ مِنَ اللَّهِ).
    قلت : ومن لا يستحي من الله حق الحياء فمن باب أولى ألا يستحي من النّاس ، نسأله سبحانه أن يمن علينا بالتوفيق لاكتساب الحياء منه ومن خلقه ليزداد حياؤنا الفطري ويقوى فنفوز بحب الله والجنة .
    اللهم آمين .
يعمل...
X