إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الإمام الثوري أمير المؤمنين في الحديث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام الثوري أمير المؤمنين في الحديث

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحمد لله الذي قيض لدينه علماء أفذاذ أمناء تعاهدوه بالرعاية والحماية ، فذبوا كل زائف عنه وصانوه من كل دخيل عليه ، والصلاة والسلام على مبلغ الرسالة وهادي الأمة وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين، أما بعد :


    ففي هذا البحث سنتناول حياة علم من أعلام الأمة الإسلامية ،كان له أثرأً علمياً كبيراً ، واشتهر بعبادته وفضله وورعه وزهده ، ألا وهو الإمام الثوري أمير المؤمنين في الحديث كما وصفه علماء عصره.

    إعداد : أبو عمر الفلسطيني
    *********************************************
    اسمه ونسبه :
    هو سفيان ابن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي ابن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثورابن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويكنى بأبي عبد الله ([1] ).
    والده : سعيد بن مسروق الثوري، كان والده من أصحاب الشعبي، وخيثمة بن عبدالرحمن، ومن ثقات الكوفيين، وعداده في صغار التابعين،روى له أصحاب الكتب الستة ، وحدث عنه أولاده: سفيان الامام، وعمر، ومبارك، وشعبة بن الحجاج، وزائدة، وأبو الاحوص، وأبو عوانة، وعمر بن عبيد الطنافسي، وآخرون،ومات سنة 126هـ([2]).
    مولده :
    ولد الإمام سفيان سنة 97هـ بالكوفة ، في خلافة سليمان بن عبد الملك ([3]).
    طلبه للعلم :
    طلب الإمام سفيان العلم مبكراً ، وقد كانت أمه تشجعه على ذلك ، وكانت تقول له : " اذهب فاطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي ،فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه، وإلا فلا تتعن ([4]).
    وقد نبغ الثوري في سن مبكرة ، قال ابن مهدي: رأى أبو إسحاق السبيعي سفيان الثوري مقبلا: فقال([5]): * (وآتيناه الحكم صبيا) * [ مريم: 12 ].
    ولذلك طارت شهرته في الأفاق،، قال يحيى بن أيوب العابد: حدثنا أبو المثنى قال:" سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثوري، قد جاء الثوري،فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه " ([6])

    [1] -ابن سعد ، الطبقات الكبرى ،ج6، ص371، الذهبي ، سير أعلام النبلاء، ج7، ص 229.

    [2] - الذهبي ، سير أعلام النبلاء، ج7، ص 230

    [3] - ابن سعد ، الطبقات الكبرى ،ج6، ص371.

    [4] - الذهبي ، سير أعلام النبلاء ،ج7 ،ص

    [5] - الذهبي ، سير أعلام النبلاء ،ج7 ،ص237.

    [6] -المصدر السابق، ،ج7 ، ص236. بَقْلٌ و بَقَلَ وجه الغلام خرجت لحيته ، انظر الرازي مختار الصحاح ،ج1،ص73.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر محمد الفلسطيني; الساعة 20-Jul-2008, 10:56 AM.

  • #2
    وكان الثوري كثير الرحلات في طلب العلم ،فقد رحل إلى الحجاز أكثر من مرة ، وكانت إحدى هذه الرحلات في سن مبكرة لم يبقل وجهه بعد ، ثم زارها مرتين على الأقل بعد ذلك ، مرة حين هرب على اليمن عندما اشتد الطلب عليه وجعل المنادي ينادي في المناسك من جاء بسفيان فله عشرة آلاف ) ، والمرة الثانية هرب منها إلى البصرة وبقي فيها حتى مات ،ويظهر أن الثوري قد رحل إلى اليمن أكثر من مرة خلال إقامته في الحجاز ، وهناك صار يحدث وقصده طلاب العلم ،حتى صار له تلاميذ يعرفون قدره ويكرمونه أمثال الإمام عبد الرزاق الصنعاني ( )
    وفي نهاية عمره رحل إلى البصرة هرباً من طلب المهدي له في مكة ، وذلك أنه لما حج المهدي دخل سفيان عليه فقال : " السلام عليكم كيف أنتم أبا عبد الله ثم جلس فقال حج عمر بن الخطاب فانفق في حجته ستة عشر دينارا وأنت حججت فانفقت في حجتك بيوت الأموال فقال أي شيء تريد اكون مثلك قال فوق ما انا فيه ودون ما أنت فيه فقال وزيره أبو عبيد الله يا أبا عبد الله قد كانت كتبك تاتينا فننفذها قال من هذا قال أبو عبيد الله وزيرى قال احذره فإنه كذاب انا كتبت إليك ثم قام فقال له المهدى أين أبا عبد الله قال أعود وكان قد ترك نعله حين قام فعاد فاخذها ثم مضى فانتظره المهدى فلم يعد قال وعدنا أن يعود فلم يعد قيل له انه قد عاد لاخذ نعله فغضب فقال قد آمن الناس إلا سفيان الثوري ويونس بن فروة الزنديق ،قال فإنه ليطلب وإنه لفى المسجد الحرام فذهب فألقى نفسه بين النساء فجللنه قيل له لم فعلت قال إنهن أرحم، ثم خرج إلى البصرة فلم يزل بها حتى مات"( )
    وفي البصرة اختفى في منزل قرب منزل يحيى بن سعيد القطان ، ولكن نفسه نازعته إلى القيام بمواجبه في تبليغ حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فسأل أهل الدار الذين اختفى عندهم عن أصحاب الحديث القريبين من بيتهم ، فدلوه على يحيى بن سعيد القطان ، فقال سفيان : " فقال أنا ها هنا منذ ستة أيام أو سبعة فحوله يحيى إلى جواره وفتح بينه وبينه بابا وكان يأتيه بمحدثي أهل البصرة يسلمون عليه ويسمعون منه فكان فيمن أتاه جرير بن حازم والمبارك بن فضالة وحماد بن سلمة ومرحوم العطار وحماد بن زيد وغيرهم وأتاه عبد الرحمن بن مهدي ولزمه فكان يحيى وعبد الرحمن يكتبان عنه تلك الأيام ،...،ولما تخوف سفيان أن يشهر بمقامه بالبصرة قرب يحيى بن سعيد قال له حولني من هذا الموضع فحوله إلى منزل الهيثم بن منصور الأعرجي( )
    وفاته :
    مرض سفيان عندما كان مختفياً بالبصرة ، وكان يخدمه في مرض وفاته عبد الرحمن بن مهدي ، ولما طالت علته ، صار يقول: يا موت، يا موت، ثم قال: لاأتمناه، ولا أدعو به،فلما احتضر، بكى وجزع، فقلت له- أي عبد الرحمن بن مهدي-: يا أبا عبد الله ! ما هذا البكاء ؟ ! قال: يا عبدالرحمن، لشدة ما نزل بي من الموت، الموت - والله – شديد،فمسسته، فإذا هو يقول: روح المؤمن تخرج رشحا، فأناأرجو،ثم قال: الله أرحم من الوالدة الشفيقة الرفيقة، إنه جواد كريم، وكيف لي أن أحب لقاءه، وأنا أكره الموت،فبكيت حتى كدت أن أختنق، أخفي بكائي عنه، وجعل يقول: أوه...، أوه من الموت.
    قال عبدالرحمن: فما سمعته يقول: أوه، ولايئن، إلا عند ذهاب عقله، ثم قال: مرحبا برسول ربي، ثم أغمي عليه، ثم أسكت حتى أحدث، ثم أغمي عليه، فظننت أنه قد قضى، ثم أفاق، فقال: يا عبدالرحمن ! اذهب إلى حماد بن سلمة، فادعه لي، فإني أحب أن يحضرني،وقال: لقني قول: لا إله إلا الله،فجعلت ألقنه.
    قال: وجاء حماد مسرعا حافيا، ما عليه إلا إزار، فدخل وقد أغمي عليه، فقبل بين عينيه، وقال: بارك الله فيك يا أبا عبد الله،ففتح عينيه، ثم قال: أي أخي، مرحبا.
    ثم قال: يا حماد ! خذ حذرك، واحذر هذا المصرع( ) ، فلما احتضر قال :ما أشد الغربة انظروا إلى ها هنا أحداً من أهل بلادى فنظروا فإذا أفضل رجلين من أهل الكوفة عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر والحسن بن عياش أخو أبى بكر فاوصى إلى الحسن بن عياش في تركته وأوصى إلى عبد الرحمن بالصلاة عليه( )
    ولما مات أخرجت جنازته على أهل البصرة فجأة، فشهده الخلق، وصلى عليه عبدالرحمن بن عبدالملك بن أبجر، وكان رجلاً صالحاً، ونزل في حفرته هو وخالد بن الحارث( )
    ومن كراماته بعد موته ، ما رواه عارم، قال: أتيت أبا منصور أعوده، فقال لي: بات سفيان في هذا البيت، وكان هنا بلبل لابني، فقال: ما بال هذا محبوسا ؟ لو خلي عنه.
    قلت: هو لابني، وهو يهبه لك،قال: لا، ولكن أعطيه دينارا.
    قال: فأخذه، فخلى عنه، فكان يذهب ويرعى، فيجئ بالعشي، فيكون في ناحية البيت، فلما مات سفيان، تبع جنازته، فكان يضطرب على قبره، ثم اختلف بعد ذلك ليالي إلى قبره، فكان ربما بات عليه، وربما رجع إلى البيت، ثم وجدوه ميتا عند قبره، فدفن عنده( )
    وقد رأه أصحابه العلماء في المنام بعد موته على أحسن حال.
    قال سعير بن الخمس: رأيت سفيان في المنام يطير من نخلة إلى نخلة وهو يقرأ: * (الحمد لله الذي صدقنا وعده) * [ الزمر: 74 ].
    وقال أبو أسامة: لقيت يزيد بن إبراهيم صبيحة الليلة التي مات فيها سفيان، فقال لي: قيل لي الليلة في منامي: مات أمير المؤمنين.
    فقلت للذي يقول في المنام: مات سفيان الثوري ؟ قال: نعم.
    وقال مصعب بن المقدام: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم آخذا بيد سفيان الثوري، وهو يجزيه خيرا
    وقال أبو سعيد الاشج: حدثنا إبراهيم بن أعين، قال: رأيت سفيان بن سعيد، فقلت: ما صنعت ؟ قال: أنا مع السفرة الكرام البررة ( ).
    و كانت وفاته سنة 161هـ في خلافة المهدي ( ).

    ثناء العلماء عليه:
    تبوأ الثوري مكانة علمية هامة ، وقد أثنى عليه العلماء ثناءً عطراً ،ل إن بعضهم فضله على كثير من علماء عصره المشهورين.
    قال يونس بن عبيد " ما رأيت أفضل من سفيان الثوري فقال له رجل يا أبا عبد الله رأيت سعيد بن جبير وإبراهيم وعطاء ومجاهداً وتقول هذا قال : هو ما أقول ما رأيت أفضل من سفيان الثوري " ( )
    وقال يحيى بن سعيد القطان :" سفيان الثوري أحب إلىّ من مالك في كل شيء يعنى في الحديث وفى الفقه وفى الزهد " ( ) ، وقال أيضاً : " سفيان الثوري فوق مالك في كل شئ" ( ) وقال:" ليس أحد أحب إلي من شعبة، ولا يعدله أحد عندي،وإذا خالفه سفيان، أخذت بقول سفيان"( )
    وقال ابن المبارك: "كتبت عن ألف ومئة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان" ( ) .
    وقال شعبة، وابن عيينه، وأبو عاصم، ويحيى بن معين، وغيرهم:
    "سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث " ( ).
    وقال سفيان بن عيينة :" أصحاب الحديث ثلاثة عبد الله بن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه "( )
    وقال شعيب بن حرب :" إنى لأحسب يجاء بسفيان الثوري يوم القيامة حجة من الله على هذا الخلق يقال لهم لم تذكروا نبيكم فقد رأيتم سفيان ألا اقتديتم به "( )
    ومدحه الامام مالك بن أنس قائلاً :" إنما كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بسفيان يعنى الثوري "( )
    وقال ابن مهدي: "ما رأت عيناي أفضل من أربعة، أو مثل أربعة، ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفا من شعبة ، ولا أعقل من مالك، ولا أنصح للامة من ابن المبارك" وقال أيضاً: "كان وهيب يقدم سفيان في الحفظ على مالك" ، وقال عبد العزيز بن أبي رزمة: قال رجل لشعبة: خالفك سفيان،فقال: دمغتني" ( )
    وقال عباس الدوري: "رأيت يحيى بن معين، لا يقدم على سفيان أحداً في زمانه، في الفقه والحديث والزهد وكل شئ"،وقال أيوب السختياني: "ما قدم علينا من الكوفة أحد أفضل من سفيان الثوري"و قال شعبة: "سفيان أحفظ مني" ( ).
    وقال الإمام أبوحنيفة في حق الثوري: " لو كان سفيان الثوري في التابعين، لكان فيهم له شأن"، وقال أيضاً : "لو حضر علقمة والاسود، لاحتاجا إلى سفيان" ،وقال المثنى بن الصباح: "سفيان عالم الامة وعابدها" ،وعن ابن أبي ذئب، قال: "ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان الثوري" ، وعن ابن وهب، قال: "ما رأيت مثل سفيان الثوري" وقال الإمام أحمد بن حنبل: قال لي ابن عيينة:" لن ترى بعينيك مثل سفيان الثوري حتى تموت"( )، وروى المروذي، عن أحمد بن حنبل، قال:" أتدري من الامام ؟ الامام سفيان الثوري، لا يتقدمه أحد في قلبي "( ).
    وعن حفص بن غياث قال:" ما أدركنا مثل سفيان، ولا أنفع من مجالسته" ( )
    وقال بشر الحافي:" كان الثوري عندنا إمام الناس،وعنه قال: "سفيان في زمانه كأبي بكر وعمر في زمانهما" ،وعن أبي إسحاق الفزاري قال: "ما رأيت مثل الثوري " ( )
    وقال الأوزاعي:" لو قيل اختر لهذه الأمة رجلاً، يقوم فيها بكتاب الله وسنة نبيه، لاخترت لهم سفيان الثوري" ،وقال يحيى بن أكثم: "كان في الناس رؤساء، كان سفيان الثوري رأساً في الحديث، وأبو حنيفة رأساً في القياس، والكسائي رأساً في القراء، فلم يبق اليوم رأس في فن من الفنون" ( )،وقال أيضاً : " لم يبق من يجتمع عليه العامة بالرضى والصحة، إلا ماكان من رجلٌ واحد بالكوفة - يعني سفيان " ( )
    وقال شريك: "نرى أن سفيان حجه لله على عباده" ( )
    وقد بلغت الدرجة في محمد بن مسلم الطائفي أن يقول:" إذا رأيت عراقياً، فتعوذ من شره، وإذا رأيت سفيان، فسل الله الجنة" ( )
    وقال أبو حاتم الرازي:" سفيان فقيه حافظ زاهد إمام، هو أحفظ من شعبة" ،وقال أبو زرعة:" سفيان أحفظ من شعبة في الاسناد والمتن" ( ).
    وقد علق الإمام الذهبي على ثناء العلماء لسفيان الثوري قائلاً :" كان سفيان رأسا في الزهد، والتأله، والخوف، رأسا في الحفظ، رأسا في معرفة الآثار، رأسا في الفقه، لا يخاف في الله لومة لائم من أئمة الدين " ( )
    شيوخه وتلاميذه :
    قال الذهبي :يقال إن عدد شيوخه ست مئة شيخ، وكبارهم الذين حدثوه عن أبي هريرة، وجرير بن عبد الله، وابن عباس، وأمثالهم ( ).
    وقد ذكر الحافظ ابن حجر بعضهم ،فقال:
    روى عن أبيه وأبي إسحاق الشيباني وأبي إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وعبد الرحمن بن عابس بن ربيعة وإسماعيل بن أبي خالد وسلمة بن كهيل وطارق ابن عبدالرحمن والاسود بن قيس وبيان بن بشر وجامع بن أبي راشد وحبيب بن أبي ثابت وحصين بن عبدالرحمن والاعمش ومنصور ومغيرة وحماد بن أبي سليمان وزبيد اليامى وصالح بن صالح بن حي وأبي حصين وعمرو بن مرة وعون بن أبي جحيفة وفراس ابن يحيى وفطر بن خليفة ومحارب بن دثار وأبي مالك الاشجعي وخلق من أهل الكوفة " ( )
    وأما تلاميذه فقد قال الذهبي : "وأما الرواة عنه، فخلق، فذكر أبو الفرج بن الجوزي أنهم أكثر من عشرين ألفا، وهذا مدفوع ممنوع، فإن بلغوا ألفا، فبالجهد "( ).
    وقال ابن حجر :
    "روى عنه خلق لا يحصون منهم جعفر بن برقان وخصيف بن عبدالرحمن وابن إسحاق وغيرهم من شيوخه وابان بن تغلب وشعبة وزائدة والاوزاعي ومالك وزهير ابن معاوية ومسعر وغيرهم من اقرانه وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وابن المبارك وجرير وحفص بن غياث وأبو أسامة وإسحاق الازرق وروح بن عبادة وزائدة ابن الحباب وأبو زبيد عبثر بن القاسم وعبد الله بن وهب وعبد الرزاق وعبيدالله الاشجعي وعيسى بن يونس والفضل بن موسى السيناني وعبد الله بن نمير وعبد الله بن داود الخريبي وفضيل بن عياض وأبو إسحاق الفزاري ومخلد بن يزيد ومصعب بن المقدام والوليد ابن مسلم ومعاذ بن معاذ ويحيى بن آدم ويحيى بن يمان ووكيع ويزيد بن زريع ويزيد ابن هارون وأبو عامر العقدى وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى وأبو حذيفة التهدي وأبو عاصم وخلاد بن يحيى وقبيصة والفريابي وأحمد بن عبدالله بن يونس وعلي ابن الجعد وهو آخر من حدث عنه من الثقات( ).
    عبادته:
    كان الإمام الثوري مثالاً يحتذى به في العبادة والورع والزهد ، وقد وصفه علماء عصره بأجمل الاوصاف .
    ومن النماذج التي تذكر عن عبادته :
    قول عبد الرحمن بن مهدى :" ما عاشرت في الناس رجلا أرق من سفيان الثوري وكنت أرمقه في الليلة بعد الليلة ينهض مذعورا ينادى النار النار شغلنى ذكر النار عن النوم والشهوات "( ) ، وقال ابن وهب: رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب، صلى، ثم سجد سجدة، فلم يرفع حتى نودي بالعشاء ( ) ، وكان دائم التفكر والتأمل في أمور الآخرة.
    قال يوسف بن أسباط :قال لي سفيان الثوري وقد صلينا العشاء الآخرة : ناولني المطهرة فناولته فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده ونمت فاستيقظت وقد طلع الفجر فنظرت فإذا المطهرة بيمينه كما هي فقلت هذا الفجر قد طلع فقال لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى الساعة "( ) ،
    ومن شدة عبادته كان يبول دماً ،فقد وصفه يوسف بن أسباط بقوله: "كان سفيان يبول الدم من طول حزنه وفكرته"( ) ولما أخذ أحد أصحابه بوله لطبيب يفحصه قال له : " بول من هذا ينبغي أن يكون هذا بول راهب هذا رجل قد فتت الحزن كبده ما لهذا دواء"( )
    وكان سفيان دائم الذكر للموت ، خائفاً وجلاً منه ، وما تراه إلا باكياً ، وقد وصفه أصحابه بذلك .
    قال قبيصة :" ما جلست مع سفيان مجلساً إلا ذكرت الموت وما رأيت أحداً كان أكثر ذكرا للموت منه" ( ).
    قال عطاء الخفاف: "ما لقيت سفيان إلا باكيا، فقلت: ما شأنك ؟ قال:أتخوف أن أكون في أم الكتاب شقيا ( )
    قال أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان، قال: " البكاء عشرة أجزاء: جزء لله، وتسعة لغير الله، فإذا جاء الذي لله في العام مرة، فهو كثير"،وقال ابن مهدي: بات سفيان عندي، فجعل يبكي، فقيل له،فقال: لذنوبي عندي أهون من ذا - ورفع شيئا من الأرض إني أخاف أن أسلب الايمان قبل أن أموت" ( )
    وذات مرة التقى سفيان والفضيل بن عياض، فتذاكرا، فبكيا، فقال سفيان: إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة،فقال له فضيل: لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه شؤماً، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك، فتزينت به لي، وتزينت لك، فعبدتني وعبدتك ؟ فبكى سفيان حتى علا نحيبه، ثم قال: أحييتني أحياك الله( )
    قال عبد الرحمن بن مهدي: كنا نكون عندسفيان، فكأنما وقف للحساب،وقال أيضاً : " كنت لا أستطيع سماع قراءة سفيان من كثرة بكائه"،وسمعه عثام بن علي يقول:" لقد خفت الله خوفاً، عجباً لي ! كيف لا أموت ؟ ولكن لي أجل وددت أنه خفف عني، من الخوف أخاف أن يذهب عقلي"،وقال حماد بن دليل: سمعت الثوري يقول:" إني لأسأل الله أن يذهب عني من خوفه"،وقال أبو نعيم: "كان سفيان إذا ذكر الموت لم ينتفع به أياما" ( )
    ورغم شدة خوفه وبكائه لم يكن الإمام الثوري مغتراً بعبادته .
    قال أحمد بن يونس:" سمعت الثوري ما لا أحصيه يقول: اللهم سلم سلم، اللهم سلمنا، وارزقنا العافية في الدنيا والآخرة" ( )
    زهده وورعه :
    مدح العلماء زهد وورع الإمام الثوري ، فقد قال الإمام شعبة:" ساد سفيان الناس بالورع والعلم" ( ) ،وقال قتيبة : " لولا الثوري لمات الورع " ( )
    ومن القصص التي تروى عنه وتبين شدة ورعه ،أنه عمل في أحد بساتين البصرة ، ولما سأله أحد الناس أن يقارن له بين رطب البصرة والكوفة ، ذكر له سفيان أنه لا يعرف ، وذلك لأنه لم يذق طعم الرطب في البستان الذي يعمل به ( )
    ومن أقواله في الزهد :
    قال وكيع: سمعت سفيان يقول: ليس الزهد بأكل الغليظ، ولبس الخشن، ولكنه قصر الامل، وارتقاب الموت ( ).
    قال خالد بن نزار الايلي: قال سفيان:" الزهد زهدان: زهد فريضة، وزهد نافلة،فالفرض: أن تدع الفخر والكبر والعلو، والرياء والسمعة، والتزين للناس،وأما زهد النافلة: فأن تدع ما أعطاك الله من الحلال، فإذا تركت شيئا من ذلك، صار فريضة عليك ألا تتركه إلا لله" وعنه قال:" احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمرك، واحذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك، وأن تطلب شيئا من الدنيا فلا تجده، أن تسخط على ربك" ( ).
    وقال أيضاً"ما رأيت الزهد في شئ أقل منه في الرئاسة، ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب، فإن نوزع الرئاسة، حامى عليها، وعادى " ( )
    وقال:" الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس، وأول ذلك زهدك في نفسك" ( )
    ومن زهده في الدنيا كان يقول : " من سر بالدنيا، نزع خوف الآخرة من قلبه"( )
    وسئل سفيان: ما الزهد ؟ قال: سقوط المنزلة،وقال وكيع: عن سفيان قال: "لو أن اليقين ثبت في القلب، لطار فرحاً، أو حزناً، أو شوقاً إلى الجنة، أو خوفاً من النار" ( ).
    عقيدته :
    كان سفيان الثوري رحمه الله على عقيدة السلف الصالح ، شديداً في اتباع كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، متمسكاً بهما حاثاً على ذلك.
    قال ابن المبارك، عن سفيان: استوصوا بأهل السنة خيرا، فإنهم غرباء( )
    وقال يوسف بن أاسباط :سمعت سفيان الثوري يقول "إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث اليهما بالسلام وادع لهماما أقل أهل السنة والجماعة( )
    وقال أبو سعيد الاشج: سمعت ابن إدريس يقول:" ما رأيت بالكوفة رجلا أتبع للسنة ولا أود أني في مسلاخه( ) من سفيان الثوري" ( )
    موقفه من الصحابة :
    كان الإمام سفيان على مذهب جمهور أهل السنة في حب أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام حباً شديداً .
    قال الفريابي، سمعت سفيان ورجل يسأله عن من يشتم أبا بكر ؟ فقال: كافر بالله العظيم.
    قال: نصلي عليه ؟ قال: لا، ولا كرامة.
    قال: فزاحمه الناس حتى حالوا بيني وبينه، فقلت للذي قريبا منه: ما قال ؟ قلنا: هو يقول: لا إله إلا الله، ما نصنع به ؟ قال: لا تمسوه بأيديكم، ارفعوه بالخشب حتى تواروه في قبره( ).
    وقال عبد العزيز بن أبان: سمعت الثوري يقول:" من قدم على أبي بكر وعمر أحداً، فقد أزرى على اثني عشر ألفا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي رسول الله وهو عنهم راض" ( ).
    وعن عثام بن علي: سمعت الثوري يقول:" لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال" ( ).
    ويبدو أن الإمام سفيان الثوري كان فيه تشيع في بداية عمره ، إذ يقول الذهبي عنه : " وفيه تشيع يسير، كان يثلث بعلي ( )
    قال أبو بكر بن عياش: كان سفيان ينكر على من يقدم على أبي بكر وعمر أحداً من الصحابة، إلا أنه كان يقدم عليا على عثمان( )
    ولكنه تغير بعد لقائه ببعض العلماء ،وأصبح ينكر على من يقول بتقديم علي على أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع.
    قال عبد الله بن محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا أبي: سمعت سفيان يقول:" إن قوما يقولون: لا نقول لأبي بكر وعمر إلا خيراً، ولكن علي أولى بالخلافة منهما،فمن قال ذلك، فقد خطأ أبا بكر وعمر وعلياً، والمهاجرين والانصار، ولا أدري ترتفع مع هذا أعمالهم إلى السماء ؟، ( )،وعن زيد بن الحباب قال: "خرج سفيان – في رحلته للبصرة- إلى أيوب، وابن عون، فترك التشيع "( ) ، والظاهر أن أيوب وابن عون أثرا على سفيان مما ادى به إلى تغيير رأيه .

    عقيدته في الايمان :
    قال أبو بكر بن عياش: كان سفيان ينكر على من يقول: العبادات ليست من الايمان( )
    قال عبد الرزاق: سمعت مالكا، والاوزاعي، وابن جريج، والثوري، ومعمرا، يقولون: الايمان قول وعمل، يزيد وينقص( )
    وكان يقول : الإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ولا يجوز القول إلا بالعمل ولا يجوز القول والعمل إلا بالنية ولا يجوز القول والعمل والنية إلا بموافقة السنة ، وموافقة السنة تقدمة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ( )

    موقفه من أهل البدع :
    كان الإمام سفيان شديد التحذير من أهل البدع وينبىء عن ذلك ما أثر عنه.
    فقد قال : "من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة، وهو يعلم، خرج من عصمة الله، ووكل إلى نفسه" وقال أيضاً : " من سمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه، لا يلقها في قلوبهم" ( ) ، وقال أيضاً : " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية والمعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها " ( )
    وكان له مواقف متميزة مع أهل البدع ،ومن ذلك موقفه من بدعة خلق القرآن ،فقد كان الإمام سفيان يكفرمن يقول بخلق القرآن ، ومن ذلك قوله:" القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود من قال غير هذا فهو كفر " ( )،وقوله من زعم أن * (قل هو الله أحد) * [ الاخلاص: 1 ] مخلوق، فقد كفر بالله( ).
    أما بدعة الارجاء فكان موقفه منها قد تجلى لما ترك الصلاة على أحد الأشخاص المتهمين بهذه البدعة ،قال مؤمل بن إسماعيل:" لم يصل سفيان على ابن أبي رواد ( ) للارجاء " ( )
    أما موقفه ممن عطل أو شبه أسماء الله وصفاته ، فقد تجلى في اجابته لأسئلة البعض ، فقدقال معدان: سألت الثوري عن قوله: * (وهو معكم أينما كنتم) * [ الحديد: 4 ] قال: علمه" ( ) ،وسئل سفيان عن أحاديث الصفات، فقال: أمروها كما جاءت ( ).
    وكان ينكر على القدرية ، ومن ذلك قوله : والله ما قالت القدرية ما قال الله ولا ما قالت الملائكة ولا ماقالت النبيون ولا ما قال أهل الجنة ولا ماقال أهل النار ولا ما قال اخوهم ابليس لعنه الله ، قال الله عز و جل : أفرأيت من اتخذ إلهة هواه وأضله الله على علم
    وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصر غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون "وقال تعالى :" وما تشاؤون إلا أن يشاء الله " ، "وقالت الملائكة سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم " ،وقال موسى عليه السلام : " إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء " ، وقال نوح عليه السلام : "ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون " ، وقال شعيب عليه السلام : " وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما " ،
    وقال أهل الجنة : " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله "،
    وقال أهل النار : "غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين " ، وقال أخوهم ابليس لعنه الله : " رب بما أغويتني " ( )

    وفي وصية جامعة له حذر الإمام سفيان من بعض الفرق الضالة المنحرفة عن هدي الاسلام الحنيف ، كالمرجئة والمعتزلة والشيعة وغيرهم ، أوردها هنا كاملة لفائدتها الكبيرة .
    قال سفيان الثوري :" اتقوا هذه الأهواء المضلة ، قيل له : بين لنا رحمك الله ؛ قال سفيان : أما المرجئة فيقولون : الإيمان كلام بلا عمل ، من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فهو مؤمن مستكمل إيمانه على إيمان جبريل والملائكة وإن قتل كذا وكذا مؤمنا وإن ترك الغسل من الجنابة وإن ترك الصلاة ، وهم يرون السيف على أهل القبلة ، وأما الشيعة فهم أصناف كثيرة : منهم المنصورية ؛ وهم الذين يقولون : من قتل أربعين من أهل القبلة دخل الجنة ، ومنهم الخناقون الذين يخنقون الناس ويستحلون أموالهم ، ومنهم الخرينية الذين يقولون : أخطأ جبريل بالرسالة ، وأفضلهم الزيدية وهم ينتفون من عثمان وطلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم ، ويرون القتال مع من خرج من أهل البيت حتى يغلب أو يغلب ، ومنهم الرافضة الذين يتبرءون من جميع الصحابة ويكفرون الناس كلهم إلا أربعة : عليا وعمارا والمقداد وسلمان ، وأما المعتزلة فهم يكذبون بعذاب القبر وبالحوض والشفاعة ولا يرون الصلاة خلف أحد من أهل القبلة ؛ إلا من كان على هواهم ، وكل أهل هوى ، فإنهم يرون السيف على أهل القبلة . وأما أهل السنة فإنهم لا يرون السيف على أحد ، وهم يرون الصلاة والجهاد مع الأئمة تامة قائمة ، ولا يكفرون أحدا بذنب ، ولا يشهدون عليه بشرك ويقولون : الإيمان قول وعمل ، مخافة أن يزكوا أنفسهم ، لا يكون عمل إلا بإيمان ، ولا إيمان إلا بعمل . قال سفيان : فإن قيل لك : من إمامك في هذا ؟ . فقل : سفيان الثوري رحمه الله " ( ).

    تعليق


    • #3
      الإمام الثوري وعلم التفسير :
      كان الإمام الثوري رحمه الله مبرزاً في علم التفسير ، وقد اعتمد المفسرون عليه في تفسير معاني القرآن الكريم ، وقد ذكر الإمام الثوري عن نفسه أنه يتقن هذا العلم الشريف.
      قال عبد الرزاق: سمعت سفيان يقول:" سلوني عن علم القرآن والمناسك،فإني عالم بهما( )
      وكان عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان سفيان يأخذ المصحف فلا يكاد يمر بآية الا فسرها فربما مر بالآية فيقول أي شئ عندك في هذه ؟ فأقول ما عندي فيها شئ، فيقول :تضيع مثل هذه لا يكون عندك فيها شئ ؟( ).
      ومن التفسير المأثور عنه :
      قوله في تفسير كلمة * (سنستدرجهم) * [ الاعراف: 182 ] و [ القلم:44 ]: قال: نسبغ عليهم النعم، ونمنعهم الشكر ( ).
      وعنه في قوله تعالى: * (وملكا كبيرا) * [ الانسان: 20 ].قال: استئذان الملائكة عليهم.( )
      وقوله في تفسير الآية{ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ }هود / 91،قال ابن كثير أي: ما نفهم ولا نعقل كثيرًا من قولك، وفي آذاننا وقر، ومن بيننا وبينك حجاب. { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا } .
      ثم ذكر عن سعيد بن جبير، والثوري قالا: كان ضرير البصر،و قال الثوري: وكان يقال له: خطيب الأنبياء( ). وقوله تعالى: { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل/99 قال الثوري: ليس له عليهم سلطان أن يوقعهم في ذنب لا يتوبون منه( )
      وقوله: { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ }الانبياء/90، أي: في عمل القُرُبات وفعل الطاعات، { وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا } قال الثوري: { رَغَبًا } فيما عندنا، { وَرَهَبًا } مما عندنا( )
      وقوله: { وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ }الواقعة/ 31، قال الثوري: [يعني] (2) يجري في غير أخدود.( )
      وقوله تعالى :{ وَهِيَ تَفُورُ }الملك / 7 ، قال الثوري: تغلي بهم كما يغلي الحَبّ القليل في الماء الكثير( )
      وقوله تعالى { وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ }الشرح/8، قال الثوري: اجعل نيتك ورغبتك إلى الله، عز وجل( )
      وقال الثوري في قوله تعالى:(فإن أطعنكم) النساء/ 34، قال: إن أتت الفراش وهي تبغضه،وقال: إذا فعلت ذلك لا يكلفها أن تحبه، لأن قلبها ليس في يديها( ).
      وفي قوله تعالى حكاية عن زكريا عليه السلام:( وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ) مريم/4، قال: الثوري: وبلغني أن زكريا كان ابن سبعين سنة( )
      وفي قوله تعالى:{ حافظات لّلْغَيْبِ }النساء /34، قال الثوري وقتادة : يحفظن في غيبة الأزواج ما يجب حفظه في النفس والمال ( ).
      في قوله تعالى : (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )النور /37، قال: كانوا يشترون ويبيعون ولا يدعون الصلوات المكتوبات في الجماعة ( ).
      وسئل عن قوله تعالى : (وخلق الإنسان ضعيفاً )النساء / 28، ما ضعفه قال : المرأة تمر بالرجل فلا يملك نفسه عن النظر إليها ولا هو ينتفع بها فأي شيء أضعف من هذا ( ).
      وقال سفيان : لما قال موسى (رب أرني أنظر إليك )الأعراف / 143، قالت الملائكة : يا ابن النساء الحيض لقد تكلمت بأمر عظيم ،وعنه في قوله (ليطمئن قلبي )البقرة / 260، قال : بالخلة .
      وفي قوله :(كل شيء هالك إلا وجهه)القصص/ 88، قال: ما أريد به وجهه ( ).
      وفي قوله تعالى : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا) الملك / 2، قال : الزهد في الدنيا
      وفي قوله تعالى حكاية عن أهل النار : ( ربنا غلبت علينا شقوتنا)المؤمنون / 106، قال : القضاء .
      وفي قوله تعالى : ( فما له من قوة ولا ناصر )الطارق/ 10، قال : القوة العشيرة والناصر الحليف
      وفي قوله تعالى : ( وسلام على عباده الذين اصطفى )النمل / 59،قال : هم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ورضي عنهم .
      وفي قوله تعالى: ( وكانوا لنا خاشعين) الانبياء / 90، قال : الخوف الدائم في القلب .
      و في قوله تعالى :(إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم )الذاريات 15-16، قال : من ثواب الفرائض
      وفي قوله تعالى : ( إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ) قال :كانوا متطوعين
      وفي قوله تعالى : ( دعواهم فيها سبحانك اللهم ) يونس/ 10، قال ك إذا أراد الرجل من أهل الجنة يدعو الشيء قال سبحانك اللهم فيأتيه الذي دعا به ( )
      في قوله تعالى : ( لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا)طه / 131، قال : تعزية لرسول الله صلى الله عليه و سلم .
      في قوله تعالى : ( لا يحزنهم الفزع الأكبر )الأنبياء / 103،،قال : تطبق النار على أهلها.
      وعن محمد بن يزيد بن خنيس قال سمعت سفيان الثوري يقول: وقيل له : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )غافر / 19 ،قال : الرجل يكون في المجلس يسترق النظر في القوم الى المرأة تمر بهم فان رأوه ينظر إليها أتقاهم فلم ينظر وإن غفلوا نظر هذا خائنة الأعين وما تخفي الصدور قال ما يجد في نفسه من الشهوة .
      و في قوله تعالى :( سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ) الإسراء / 77،قال : يقول لم نرسل قبلك رسولا فأخرجه قومه إلا أهلكوا .
      و عن عبدالرزاق عن سفيان في قوله تعالى : ( يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )آل عمران / 129،قال : يغفر لمن شاء الذنب العظيم ويعذب من شاء بالذنب اليسير ( ).

      الإمام سفيان الثوري وعلم الحديث :
      كان الإمام الثوري من علماء الحديث المعدودين في عصره ،وكان دائم الحث على طلب علم الحديث والعناية به ، محذراً ممن يكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام.
      قيل لسفيان الثوري: إلى متى تطلب الحديث ؟ قال: وأي خير أنا فيه خير من الحديث، فأصير إليه ؟ إن الحديث خير علوم الدنيا( ).
      وكان سفيان يقول: الاسناد سلاح المؤمن، فمن لم يكن له سلاح، فبأي شئ يقاتل ( )
      وكان يقول: الملائكة حراس السماء، وأصحاب الحديث حراس الارض.
      وقال يحيى بن يمان: قيل لسفيان: ليست لهم نية - يعني أصحاب الحديث - ؟ قال: طلبهم له نية، لو لم يأتني أصحاب الحديث لاتيتهم في بيوتهم .
      وقال الخريبي: سمعت سفيان يقول: ليس شئ أنفع للناس من الحديث ( )
      وقال الاشجعي: سمعت سفيان يقول: لو هم رجل أن يكذب في الحديث، وهو في بيت في جوف بيت، لاظهر الله عليه ، وعن عيسى بن يونس، قال: دخل سفيان الثوري على محمد ابن سعيد بن أبي قيس الازدي، فاحتبس عنده، ثم خرج إلينا، فقال: إنه كذاب ( ).
      وقد اعترف أقرانه له بقدم السبق عليهم ،وفضلوه على غيره من علماء عصره، ومدحوه وأثنوا عليه ثناء عطراً.
      قال شعبة: سفيان أمير المؤمنين في الحديث( ) ، وقد اعتبرالإمام سفيان بن عيينة الإمام الثوري إمام الحديث في عصره .
      قال ابن عيينة:" أصحاب الحديث ثلاثة: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه "( ).
      وعن ابن مهدي قال: "ما رأيت رجلا أعرف بالحديث من الثوري" ( ).
      ومن أوجه المقارنة التي عقدها علماء الحديث بين الثوري ومعاصريه ما قاموا به من مقارنة بينه وبين شعبة وأبي حنيفة والإمام مالك وعبد الله بن المبارك .
      قال يحيى بن سعيد: سفيان أثبت من شعبة، وأعلم بالرجال. ( ).
      وقال أبو عبيدة الآجري: سمعت أبا داود يقول: ليس يختلف سفيان وشعبة في شئ، إلا يظفر به سفيان، خالفه في أكثر من خمسين حديثا، القول فيها قول سفيان.
      وعن يحيى بن معين قال: ما خالف أحد سفيان في شئ، إلا كان القول قول سفيان( )
      وقال الزعفراني: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عفان: أيهما أكثر غلطا، سفيان أو شعبة ؟ قال: شعبة بكثير.
      فقال أحمد: في أسماء الرجال ( )
      وكان الفضيل يقول: كان سفيان - والله - أعلم من أبي حنيفة.
      وقال ابن راهويه: سمعت عبدالرحمن بن مهدي ذكر سفيان، وشعبة، ومالكا، وابن المبارك، فقال: أعلمهم بالعلم سفيان( ).
      بل وصل الأمر ببعض علماء عصره أن يقدمه في حفظ حديث الأعمش خاصة.
      قال أبو معاوية: ما رأيت رجلا قط أحفظ لحديث الاعمش من الثوري، كان يأتي، فيذاكرني بحديث الاعمش، فما رأيت أحدا أعلم منه بها.
      وقال ابن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث الاعمش، ومنصور، وأبي إسحاق، من الثوري ( ).
      وقد اشتهر الإمام بشدة حفظه ،ومما يدلل على ذلك قول مهران الرازي: كتبت عن سفيان الثوري أصنافه، فضاع مني كتاب الديات، فذكرت ذلك له، فقال: إذا وجدتني خاليا فاذكر لي حتى أمله عليك،فحج، فلما دخل مكة، طاف بالبيت، وسعى، ثم اضطجع فذكرته، فجعل يملي علي الكتاب، بابا في إثر باب، حتى أملاه جميعه من حفظه( ).
      قال يحيى القطان: مات ابن أبي خالد وأنا بالكوفة، فجلس إلى جنبي سفيان ننتظر الجنازة، فقال: يا يحيى ! خذ حتى أحدثك عن إسماعيل بعشرة أحاديث، لم تسمع منها بشئ، فحدثني بعشرة، وكنت بمكة، وبها الاوزاعي الليلة ؟ قلت: نعم.
      فقال: اجلس، لا تبرح حتى أحدثك عنه بعشرة لم تسمع منها بشئ.
      قلت: وأي شئ سمعت أنا منه ؟ فلم يدعني حتى حدثني عنه بعشرة أحاديث، لم أسمع منها بواحد( ).
      ومن شدة حفظه واتقانه لم يجد له علماء الحديث أخطاء كبيرة في الحديث فقد قال علي بن المديني: " لاأعلم سفيان صحف في شئ قط، إلا في اسم أمرأه أبي عبيدة، كان يقول: حفينة"( ). يعني: الصواب: بجيم – أي جفينة -
      وقد اتهم الإمام سفيان بتهمة التدليس عن الضعفاء ، قال الذهبي :"كان يدلس في روايته، وربما دلس عن الضعفاء " ( ).
      وقال ابن حجر :وصفه النسائي وغيره بالتدليس وقال البخاري ما أقل تدليسه ( )
      ويتضح من كلام الإمام البخاري رحمه الله أن تدليس الإمام الثوري كان قليلاً لا ينقص من قدره واتقانه وحفظه.

      الإمام الثوري وعلم الفقه :
      كان الإمام سفيان الثوري فقيهاً مجتهداً ، يعد من كبار الإئمة المجتهدين البارزين،وقد مدحه علماء عصره بهذا الاجتهاد في الفقه.
      قال الدوري رأيت يحيى بن معين لا يقدم على سفيان في زمانه أحداً في الفقه ( ).
      وقال عبد الله بن المبارك : " ما أحد عندي من الفقهاء أفضل من سفيان بن سعيد"( ).
      وعن ابن عيينة قال:" ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري"( ).
      وقال الخريبي: ما رأيت أفقه من سفيان( )، وعن زائدة، وذكر عنده سفيان، فقال: "ذاك أفقه أهل الدنيا "( ).
      نماذج من فقه الثوري :
      أولا ً :الطهارة :
      الاستنجاء بالحجارة يجزئ و إن لم يستنج بالماء إذا أنقى أثر الغائط والبول ( ).
      كان يرى إن ترك الإنسان المضمضة والاستنشاق في الوضوء لا يعيده ، وإن تركه في الجنابة يعيد ( ).
      لم يرى الوضوء من لحوم الإبل ( )،ليس في القبلة وضوء ( ).
      يرى أن التيمم ضربتان ضربة للوجه وضربة لليدين الى المرفقين وبه يقول مالك و ابن المبارك و الشافعي ( ).
      كان يرى الوضوء من القىء والرعاف ( )كان يرى الوضوء بالنبيذ ( ).
      إذا استيقظ الرجل من نومه فرأى بللاً يغتسل ( ).
      يجوز فرك الثوب إذا أصابه المني وإن لم يغسل ( ).
      يجوز إذا أراد الجنب أن ينام أن يتوضأ قبل أن ينام ( ).
      يرى أن المرأة إذا رأت في المنام مثل ما يرى الرجل فأنزلت أن عليها الغسل وبه يقول الشافعي ( ).
      يرى أن الجنب والحائض إذا لم يجدا الماء تيمما وصليا،وبه يقول سفيان الثوري و مالك و الشافعي و أحمد و إسحق ( ).
      الحيض والنفاس :
      يرى أن المستحاضة إذا جاوزت أيام أقرائها اغتسلت وتوضأت لكل صلاة،و هو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم والتابعين وبه يقول سفيان الثوري و مالك و إبن المبارك و الشافعي ( )
      يرى أن أقل الحيض ثلاثة وأكثره عشرة وهو قول أهل الكوفة ( ).
      يرى أن لا تقرأ الحائض ولا الجنب من القرآن شيئاً وإلا طرف الآية والحرف ونحو ذلك ورخص للجنب والحائض في التسبيح والتهليل ،وهو قول ابن المبارك و الشافعي و أحمد و إسحق ( ).
      يرى أن النفساء إذا رأت الدم بعد الأربعين لا تدع الصلاة بعد الأربعين وهو قول أكثر الفقهاء وبه يقول ابن المبارك و الشافعي و أحمد و إسحق ( ).
      المسح على الخفين والجوربين :
      يمسح على الخف إذا كان ما ظهر منه يغطيه الجورب، فإن ظهر شئ من القدم لم يمسح
      وهو قول الثوري وأبي يوسف ومحمد ( ).
      يمسح المقيم يوما وليلة والمسافر ثلاثة أيام ولياليهن ، قال الترمذي: " وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء مثل سفيان الثوري و ابن المبارك و الشافعي و أحمد و إسحق " ( ).
      يمسح على الخفين على ظاهرهما ( ).
      يمسح على الجوربين وإن لم تكن نعلين وإذا كانا ثخينين ،وبه يقول سفيان الثوري و ابن المبارك و الشافعي و أحمد و إسحق ( ).
      الصلاة :
      يرى أن صلاة الجماعة سنة ( ).
      كان يرى الإسرار بالبسملة في الصلاة ( ).
      يرى أن الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة سنة ،وبذلك قال الحسن و ابن سيرين و عطاء و الأوزاعي و الشافعي و إسحاق و أصحاب الراي ( ).
      يرى أن قراءة الفاتحة واجبة في الصلاة وركن من أركانها لا تصح إلا بها ،وهو المشهور عن أحمد وهو قول مالك و الشافعي ( )
      يرى أن التأمين عند فراغ الفاتحة سنة للإمام والمأموم ( ).
      يرى أن لا يرفع يديه في الصلاة إلا في أول مرة ( )
      يرى أن السجود للسهو يكون بعد السلام ( ).
      إذا تكلم الرجل عامدا في الصلاة أو ناسيا أعاد الصلاة ، وهو قول ابن المبارك و أهل الكوفة ( ).
      يكره أن يغمض المصلى عينيه في الصلاة ( ).
      كان يرى أن القنوت يكون قبل الركوع ، وهو قول ابن المبارك وإسحق وأهل الكوفة ( ).
      يرى استحباب استقبال الإمام إذا خطب ، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحق ( ).
      يرى أن التكبير في العيدين تسع تكبيرات في الركعة الأولى خمسا فبل القراءة وفي الركعة الثانية يبدأ بالقراءة ثم يكبر أربعا مع تكبيرة الركوع ( ).
      يرى أن تصلى صلاة التراويح عشرين ركعة وهو قول ابن المبارك و الشافعي ( ).
      يرى أنه لا يقرأ في الصلاة على الجنازة شيئاً من القرآن، إنما هو ثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم والدعاء للميت ( ).
      يرى أنه لا يصلى على الطفل حتى يستهل وهو قول الشافعي ( ).

      يرى أنه لا يصلى على الشهيد إذا مات في موضعه ،ولا يغسل ( ).
      الحج :
      لا ينفع المحرم الاشتراط في الحج إذا خاف الحصر يمرض أو عدو ،وهو قول مالك و أبي حنيفة ( )
      يرى أن حج القران أفضل ( )، ويرى أن القارن يطوف طوافين ويسعى سعيين ( ).
      يرى أن من طاف بالبيت ولم يطف بين الصفا والمروة حتى خرج من مكة فإن ذكر وهو قريب منها رجع فطاف بين الصفا والمروة وإن لم يذكر حتى أتى بلاده أجزأه وعليه دم ( ).
      يرى أن من طاف بعد العصر لم يصل حتى تغرب الشمس وكذلك إن طاف بعد صلاة الصبح أيضا لم يصل حتى تطلع الشمس ، وهو قول مالك بن أنس ( ).
      يرى أنه لا يجوز لأهل مكة أن يقصروا الصلاة بمنى إلا من كان بمنى مسافراً ( ).
      الزكاة :
      يرى أن لا يعطى المؤلفة قلوبهم من الزكاة ، وتعليلل ذلك كما رأى أكثر أهل العلم إنما كانوا قوما على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كان يتألفهم على الإسلام حتى أسلموا ولم يروا أن يعطوا اليوم من الزكاة على مثل هذا المعنى وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة وغيرهم وبه يقول أحمد و إسحق ( ).
      يرى أن في الحلي زكاة ( ).

      الركاز : قال أبو حنيفة ومحمد في الركاز يوجد في الدار: إنه لصاحب الدار دون الواجد وفيه الخمس،وخالفه أبو يوسف فقال: إنه للواجد دون صاحب الدار، وهو قول الثوري: وإن وجد في الفلاة فهو للواجد في قولهم جميعا وفيه الخمس( )
      الصيام والاعتكاف :
      يرى أن الصيام في السفر إن وجد قوة هو أفضل وهو قول مالك بن أنس و عبد الله بن المبارك ( ).
      يرى أن من أفطر متعمدا من أكل أو شرب عليه القضاء والكفارة وهو قول ابن المبارك و إسحق ( ).
      يرى أن القبلة للصائم تنقص الأجر ولا تفطر الصائم وأن للصائم إذا ملك نفسه أن يقبل وإذا لم يأمن على نفسه ترك القبلة ليسلم له صومه وهو قول الشافعي ( ).
      يرى أن الصائم المتطوع إذا أفطر فلا قضاء عليه إلا أن يحب أن يقضيه وهو قول و أحمد و إسحق و الشافعي ( ).
      تجوز الحجامة للصائم وهو قول مالك بن أنس و الشافعي ( ).
      لا يكره للصائم الاستياك بالسواك قبل الزوال ،سواء كان رطباً أم يابساً( ).
      يرى أنه إذا أراد الإنسان أن يعتكف فلتغب له الشمس من الليلة التي يريد أن يعتكف فيها من الغد وقد قعد في معتكفه ،وهو قول مالك بن أنس ( ).
      للمعتكف أن يعود المريض ويشيع الجنازة ويشهد الجمعة إذا اشترط ذلك وهو قول ابن المبارك ( ).
      النكاح والطلاق والخلع و العدة والرضاع :
      يرى أنه لا يجوز نكاح اليتيمة حتى تبلغ ولا يجوز الخيار في النكاح وهو قول الشافعي ( )
      يرى أنه يحرم قليل الرضاع وكثيره إذا وصل إلى الجوف وهو قول مالك بن أنس و الأوزاعي و عبد الله بن المبارك ( ).
      يرى أن المطلقة ثلاثا لها السكنى والنفقة ( ).
      يرى إن عدة المختلعة عدة المطلقة ثلاث حيض وهو قول أهل الكوفة وبه يقول أحمد و إسحق ( ).
      يرى أن الحامل المتوفى عنها زوجها إذا وضعت فقد حل التزويج لها وإن لم تكن انقضت عدتها وهو قول الشافعي و أحمد و إسحق ( ).
      يرى أن نكاح الشغار : أنه يصح وتفسد التسمية ويجب مهر المثل لأن الفساد من قبل المهر لا يوجب فساد العقد ( ).
      يصح الخلع بالمهر المسمى وبأقل منه وبأكثر منه ( ).
      يرى أن الرضاعة المحرمة - بكسر الراء المشددة - الجارية مجرى النسب إنما هن ماكان في الحولين، لانه بانقضاء الحولين تمت الرضاعة، ولا رضاعة بعد الحولين معتبرة ، وهو قول عمر وابن عباس،وروى عن ابن مسعود ،وبه قال الزهري وقتادة والشعبى وسفيان الثوري ومالك وأحمد وإسحاق وأبو يوسف ومحمد وأبو ثور وابن شبرمة ( ).
      مسائل متفرقة :
      يرى أنه ليس على صاحب العارية ضمان إلا أن يخالف وهو قول أهل الكوفة وبه يقول إسحق ( ).
      يرى أن حد اللوطي حد الزاني ( ).
      يرى أن الأضحية ليست بواجبة ولكنها سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم يستحب أن يعمل بها وهو قول ابن المبارك ( ).
      يرى جواز المساقاة في جميع الشجر المثمر ،وهذا قول الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وبه قال سعيد بن المسيب و سالم و الأوزاعي ( ).
      يرى جواز مشاركة اليهودي والنصراني ولكن لا يخلو اليهودي والنصراني بالمال دونه ويكون هو الذي يليه لأنه يعمل بالربا وبهذا قال أحمد ( ).
      يصح بيع وشراء الصبي المميز بإذن وليه ( ).
      يجوز شرب الخمر للتداوي دون العطش ، وهو قول أبو حنيفة ،و اختيار القاضي الطبري من أصحاب الشافعي ( ).
      لا قطع على أحد من ذوي المحارم مثل العمة والخالة والاخت وغيرهم، وهو قول الثوري وأبو حنيفة( ).
      لا بأس بتخليل الخمر ولا بأس بأكل ما تخلل منها بمعالجة آدمي ، أو غيرها وهو قول الثوري والاوزاعي والليث بن سعد والكوفيين( ).
      لا يؤكل السمك الطافي ويؤكل ما سواه من السمك، ولا يؤكل شئ من حيوان البحر إلا السمك وهو قول أبي حنيفة( ).



      مصنفات الإمام الثوري :
      يعد الثوري من المصنفين الأوائل ، وقد ذكر العلماء من كتبه :
      1-الجامع الكبير : وهو كتاب يجمع فيه فقه الصحابة والتابعين ، وضعه على طريقة المحدثين ، يذكر الأقوال بأسانيد ويذكر قوله ، وهو من أطول الكتب ( )، ألفه بالكوفة ورواه عنه جماعة ، منهم يزيد بن أبي الحكم ، وعبد الله ابن الوليد العدني ، وابراهيم بن خالد الصنعاني ( ).
      2-الجامع الصغير ، وهو كتاب في الحديث رواه عنه الاشجعي ، وغسان بن عبيد ، و المعافى بن عمران الموصلي ، وغيرهم ( )
      3- كتاب : الفرائض( ).
      4- التفسير ، وهو كتاب من كتب التفسير بالمأثور ، لم يفسر فيه الثوري جميع آيات القرآن الكريم ن بل يفسر من الآيات والجمل تلك التي وصله شيء من تفسيرها عن احد من السلف ، وما عثر عليه من هذا التفسير يشتمل على تسع واربعين سورة من القرآن الكريم ، آخرها سورة الطور ( ).
      5- رسالة الى عباد بن عباد الارسوفي ( )
      6- رسالة إلى أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب ( ).
      ********************
      وهذا ملف مرفق فيه البحث منسقاً وتظهر فيه الحواشي
      الملفات المرفقة
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر محمد الفلسطيني; الساعة 20-Jul-2008, 10:59 AM.

      تعليق

      يعمل...
      X