إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الرد بالآثار الصحيحة على من قال بكشف الوجه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جمع] الرد بالآثار الصحيحة على من قال بكشف الوجه

    الرد بالآثار الصحيحة على من قال بكشف الوجه


    قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) } سورة الأحزاب

    قال الشنقيطي في أضواء البيان : فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ قَرِينَة وَاضِحَة عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى فِيهَا: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ يَدْخُلُ فِي مَعْنَاهُ سَتْرُ وُجُوهِهِنَّ بِإِدْنَاءِ جَلَابِيبِهِنَّ عَلَيْهَا، وَالْقَرِينَةُ الْمَذْكُورَةُ هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ لِأَزْوَاجِكَ، وَوُجُوبُ احْتِجَابِ أَزْوَاجِهِ وَسِتْرِهِنَّ وُجُوهَهُنَّ، لَا نِزَاعَ فِيهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. فذكر الْأَزْوَاج مَعَ الْبَنَاتِ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ سَتْرِ الْوُجُوهِ بِإِدْنَاءِ الْجَلَابِيبِ، كَمَا تَرَى.

    قال ابن جرير في تفسيره : حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عبَيْدَةَ، فِي قَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59] فَلَبِسَهَا عِنْدَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: وَلَبِسَهَا عِنْدَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَبِسَهَا عِنْدِي عبَيْدَةُ؛ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ بِرِدَائِهِ، فَتَقَنَّعَ بِهِ، فَغَطَّى أَنْفَهُ وَعَيْنَهُ الْيُسْرَى، وَأَخْرَجَ عَيْنَهُ الْيُمْنَى، وَأَدْنَى رِدَاءَهُ مِنْ فَوْقٍ حَتَّى جَعَلَهُ قَرِيبًا مِنْ حَاجِبِهِ أَوْ عَلَى الْحَاجِبِ "



    حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ عبَيْدَةَ، عَنْ قَوْلِهِ: {قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59] قَالَ: «فَقَالَ بِثَوْبِهِ، فَغَطَّى رَأْسَهُ وَوَجْهَهُ، وَأَبْرَزَ ثَوْبَهُ عَنْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ»


    معاني القرآن للفراء : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ، قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ أَبُو كُدَيْنة عَن ابن عون عَن ابن سيرين فِي قوله: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ [59] . هكذا: قَالَ تُغَطّي إحدى عينيها وجبهتها والشِّق الآخر، إلّا العين.


    ولم يكن عبيدة السلماني ممن يفسر القرآن برأيه :

    قال ابن أبي شيبة في مصنفه - باب من كره أن يفسر القرآن-: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيدَةَ عَنْ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّدَادِ، فَقَدْ ذَهَبَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْلَمُونَ فِيمَ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ»


    قال ابن أبي شيبة في مصنفه - باب من كره أن يفسر القرآن-: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَصْحَابَ عَلِيٍّ وَلَيْسَ هُمْ لِشَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ أَكْرَه مِنْهُمْ لِتَفْسِيرِ الْقُرْآنِ



    ومما جاء أيضا في ترجمة عبيدة السلماني:

    قال ابن سعد في الطبقات: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ عبَيْدَةَ أَنَّهُ أَسْلَمَ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسَنَتَيْنِ. ولكنه لم يلقه.


    قال ابن أبي خيثمة في تاريخه : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أيوب، قال: حدثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ هِشَامٍ الْقُرْدُوسِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيْدَة السَّلْمَانيِّ؛ قَالَ: أَسْلَمت قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ وَلَمْ أَرَه


    قال ابن سعد في الطبقات : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ومسلم بن إبراهيم كلهم عن قرة ابن خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ عبيدة عريف قومه.


    قال ابن أبي خيثمة في تاريخه: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم الشافعي، قَالَ: سمعت فُضَيْل بْن عياض، يحدث عَنْ هشام، عَنِ ابن سيرين؛ قَالَ: كنت أجلس إِلَى شُرَيْح فيذكرون عَبِيْدَة فيقولون: ذاك رجلٌ عالم؛ لولا أَنَّهُ جريء.

    قَالَ: فجلست إِلَى عَبِيْدَة فما رأيت أحدا أَجْبَن عما لا يعلم مِنْهُ.


    قال ابن أبي خيثمة في تاريخه : حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بن عمر، قال: حدثنا حَمَّاد - يعْني: ابْن زَيْد، عَنْ أَيُّوب، قَالَ: سمعت مُحَمَّدًا يقول لأبي مَعْشَر: إنما أتهمكم فِي الَّذِين تروون عَنْ عليٍّ، أو كثر ما تَرْوونَ عنه، أو فِي كثيرٍ مِمَّا تذكرون عنه.

    قَالَ لي عَبِيْدَة: أول شيءٍ حدَّثني قَالَ: بعث إليَّ عليُّ بْن أَبِي طالب وإِلَى شُرَيْح فَقَالَ: إني أبغض الاختلاف فاقضوا كَمَا كنتم تقضون حَتَّى يَكُونَ للناس جماعة أو أموت كَمَا مات أصحابي، فلم يُجتَمع، أو يجتمعوا - حَتَّى مات.


    قال ابن أبي خيثمة في تاريخه : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْد الله بن يونس، قال: حدثنا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّد، عَنْ عَبِيْدَة، قَالَ: أَرْسَلَ إليَّ عليٌّ: اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ، فَإِنِّي أَبْغَضُ، أْوَ أَكْرَهُ - الاخْتِلافَ، حَتَّى يَكُونَ للناس جماعة، أو أَمُوتَ كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي.


    قال ابن أبي خيثمة في تاريخه : حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بن عمر، قال: حدثنا حَمَّاد بن زيد، قال: حدثنا أَيُّوبَ وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّد: أَنَّ عليا قَالَ: يَا أهل الكوفة أتعجزون أن تكونوا مثل السَّلْمَانِيّ؟ قَالَ عُبَيْد اللَّهِ: يَعْنِي: عَبِيْدَة.


    قال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ لَهُ أَصْحَابٌ حَفِظُوا عَنْهُ وَقَامُوا بِقَوْلِهِ فِي الْفِقْهِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: زَيْدٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ عَبَّاسٍ



    قال يعقوب بن سفيان الفسوي : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحيم حدثنا عَلِيٌّ قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَقَمَةُ والأسود، وعبيدة وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ وَآخَرُ ذَكَرَهُ، فَكَانَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ وَحَدِيثُهُمُ انْتَهَى إِلَى سفيان بن سعيد، وكان يحي بْنُ سَعِيدٍ بَعْدَ سُفْيَانَ يُعْجِبُهُ هَذَا الطَّرِيقُ وَيَسْلُكُهُ.


    قال يعقوب بن سفيان : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ:

    أَدْرَكْتُ الْكُوفَةَ وَبِهَا أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ يُعَدُّ بِالْفِقْهِ فَمَنْ بَدَأَ بِالْحَارِثِ ثَنَّى بِعُبَيْدَةَ، وَمَنْ بَدَأَ بِعُبَيْدَةَ ثَنَّى بِالْحَارِثِ وَعَلَقْمَةُ الثَّالِثُ وَشُرَيْحٌ الرَّابِعُ. ثُمَّ يَقُولُ ابْنُ سِيرِينَ: وان أربعة أخسهم شريحا لَخِيَارٌ.


    قال الخطيب في تاريخ بغداد: أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا سهل بْن أَحْمَد الواسطي، قَالَ: سمعت أبا حفص عمرو بْن علي يقول: حَدَّثَنَا وكيع، وعبد الرحمن بْن مهدي، قالا: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ منصور، عَنْ إبراهيم، قَالَ: كان أصحاب عبد اللَّه الذين يقرءُون القرآن، ويصدر الناس عَنْ رأيهم ستة: علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة، وعمرو بْن شرحبيل، والحارث بْن قيس.

    قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن المؤمل نا الفضل بن محمد نا أحمد بن حنبل نا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال كان أصحاب عبد الله بن مسعود الذين يقرءون الناس ويعلمونهم السنة علقمة والأسود وعبيدة ومسروق والحارث بن قيس وعمرو بن شرحبيل


    وقد أشار عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الى صفة الجلباب و هو يصف لباس المرأة المحرمة:

    قال ابو داود في مسائله لاحمد في باب ما تلبس المرأة في إحرامها : ثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى، وَرَوْحٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: آخِرُ مَا قَالَ لِي عَطَاءٌ أَخْبَرَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: «تُدَنِّي الْجِلْبَابَ إِلَى وَجْهِهَا، وَلَا تَضْرِبُ بِهِ» .

    قَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ، قُلْتُ: وَمَا لَا تَضْرِبُ بِهِ؟ فَأَشَارَ لِي كَمَا تُجَلْبِبُ الْمَرْأَةُ، ثُمَّ أَشَارَ لِي مَا عَلَى خَدِّهَا مِنَ الْجِلْبَابِ، قَالَ: تَعْطِفُهُ وَتَضْرِبُ بِهِ عَلَى وَجْهِهَا، كَمَا هُوَ مَسْدُولٌ عَلَى وَجْهِهَا


    جاء في العلل ومعرفة الرجال لأحمد: قَالَ أبي وَقيل لأبي عَاصِم وسألوه عَن روح هَل تعرفه قَالَ كَيفَ لَا أعرفهُ كَانَ يشفعنا عِنْد بن جريج


    قال الخطيب في تاريخ بغداد : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا جدي قَالَ سمعت مُحَمَّد بْن عُمَر قال سمعت عليّ بن المديني يقول وَقلت لأبي عاصم النبيل رأيت روح بْن عبادة عند ابْن جريج؟ فَقَالَ أنا رأيت روح بْن عبادة عند ابْن جريج، ابْن جريج صير لروح بْن عبادة كل يوم شيئا من الحديث يخصه به.


    وقد تابع روح سعيد بن سالم القداح :

    قال الشافعي في مسنده في كتاب المناسك : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " تُدْلِي عَلَيْهَا مِنْ جَلَابِيبِهَا، وَلَا تَضْرِبُ بِهِ. قُلْتُ: وَمَا لَا تَضْرِبُ بِهِ، فَأَشَارَ لِي كَمَا تُجَلْبِبُ الْمَرْأَةُ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَى مَا عَلَى خَدِّهَا مِنَ الْجِلْبَابِ فَقَالَ: لَا تُغَطِّيهِ فَتَضْرِبُ بِهِ عَلَى وَجْهِهَا، فَذَلِكَ الَّذِي لَا يَبْقَى عَلَيْهَا، وَلَكِنْ تَسْدُلُهُ عَلَى وَجْهِهَا كَمَا هُوَ مَسْدُولًا، وَلَا تَقْلِبُهُ، وَلَا تَضْرِبُ بِهِ، وَلَا تُعْطِفُهُ "


    فتأمل قوله في رواية يحيى وروح " تدني الجلباب الى وجهها "

    وقوله " لَا تُغَطِّيهِ فَتَضْرِبُ بِهِ عَلَى وَجْهِهَا، فَذَلِكَ الَّذِي لَا يَبْقَى عَلَيْهَا"

    وقوله " وَلَكِنْ تَسْدُلُهُ عَلَى وَجْهِهَا "

    فهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما في لباس المرأة المحرمة و هو ان تغطي وجهها بإسدال الجلباب على وجهها ولا تعطفه حتى لا يمس بشرها "فذلك الذي لا يبقى عليها" .


    قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: (سدل) السِّينُ وَالدَّالُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى نُزُولِ الشَّيْءِ مِنْ عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ سَاتِرًا لَهُ.



    قال الكسائي في معاني القرآن في قوله تعالى (يدنين عليهن من جلابيبهن) : يتقنعن بملاحفهن منضمة عليهن

    قال الزمخشري في الكشاف معقبا على قول الكسائي : أراد بالانضمام معنى الإدناء

    وقال الزمخشري في الكشاف : "ومعنى يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ يرخينها عليهنّ، ويغطين بها وجوههنّ وأعطافهنّ. يقال: إذا زل الثوب عن وجه المرأة: أدنى ثوبك على وجهك ...."

    فالمرأة في حال احرامها لن تضم جلبابها او تعطفه على وجهها فذلك الذي لا يبقى عليها وانما ستسدله على وجهها كما قال ابن عباس رضي الله عنهما



    وقد بينت عائشة رضي الله عنها صفة هذا الاسدال للمرأة المحرمة وقالت "المحرمة تغطي وجهها ان شاءت":

    قال الطحاوي في أحكام القران : قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أُمِّ شَبِيبٍ الْعَبْدِيَّةِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتِ: " الْمُحْرِمَةُ تُغَطِّي وَجْهَهَا إِنْ شَاءَتْ "

    جاء في كلام يحيى بن معين في الرجال : أم شبيب ثِقَة روى عَنْهَا حَمَّاد بن سَلمَة وَسَلام بن أبي مُطِيع

    قال البيهقي في السنن الكبرى : وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ , أنبأ أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ , ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ , ثنا أَبِي , ثنا شُعْبَةُ , عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ , عَنْ مُعَاذَةَ , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " الْمُحْرِمَةُ تَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ مَا شَاءَتْ إِلَّا ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ , أَوْ زَعْفَرَانٌ وَلَا تَتَبَرْقَعُ , وَلَا تَلَثَّمُ وَتُسْدِلُ الثَّوْبَ عَلَى وَجْهِهَا إِنْ شَاءَتْ "

    قال ابن سعد في الطبقات : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أُمِّهِ، وَأُخْتِهِ، أَنَّهُمَا دَخَلَتَا عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ فَسَأَلَتْهَا امْرَأَةٌ: أَيَحِلُّ لِي أَنْ أُغَطِّيَ وَجْهِي وَأَنَا مُحْرِمَةٌ؟ فَرَفَعَتْ خِمَارَهَا عَنْ صَدْرِهَا حَتَّى جَعَلَتْهُ فَوْقَ رَأْسِهَا.

    وقال ابن حجر في الفتح : وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تُسْدِلُ الْمَرْأَةُ جِلْبَابَهَا مِنْ فَوق رَأسهَا على وَجههَا


    قال الحاكم في المستدرك : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: «كُنَّا نُغَطِّيَ وُجُوهَنَا مِنَ الرِّجَالِ، وَكُنَّا نَتَمَشَّطُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي الْإِحْرَامِ»


    قال ابن خزيمة في صحيحه : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتُ: كُنَّا نُغَطِّي وُجُوهَنَا مِنَ الرِّجَالِ، وَكُنَّا نَمْتَشِطُ قَبْلَ ذَلِكَ

    مسند اسحاق بن راهويه : أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ قَالَتْ: «كُنَّا مَعَ أَسْمَاءَ نُخَمِّرُ وُجُوهَنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ، وَنَمْتَشِطُ قَبْلَ الْإِحْرَامِ وَنَدْهُنُ بِالْمَكْتُومَةِ»

    وليس للمحرمة أن تنتقب :

    قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ شَبِيبٍ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّهَا كَرِهَتِ النِّقَابَ لِلْمُحْرِمَةِ وَالْكُحْلَ، وَرَخَّصَتْ فِي الْخُفَّيْنِ»

    قال الطحاوي في أحكام القران : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أُمِّ شَبِيبٍ الْعَبْدِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْهَا، مَا تَلْبَسُ الْمُحْرِمَةُ؟ فَقَالَتِ: الْخُفَّيْنِ، وَالْقُفَّازَيْنِ، وَالسَّرَاوِيلَ "، وَنَهَتْ عَنِ الْكُحْلِ وَالنِّقَابِ "


    موطأ مالك : مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: لاَ تَنْتَقِبُ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ. وَلاَ تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ.


    وأما إذا تحللت من إحرامها فان عائشة رضي الله عنها كانت تطوف بالبيت منتقبة :


    جاء في المطالب العالية لابن حجر : قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ كانت عائشة رَضِيَ الله عَنْها تَطُوفُ بِالْبَيْتِ منقبة قَالَ وَكَانَ عَطَاءٌ يَكْرَهُهُ حَتَّى حَدَّثَتْهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يُفْتِي بِهِ



    وقوله تعالى " عليهن " بعد قوله "يدنين" يوضح المعنى المراد .

    قال عمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص 145 :

    كأن ثوباً لما التقى الركب تد ... نيه عليها يشف عن قمر

    هو عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ القرشي من طبقة جرير والفرزدق، ولم يكن في قريش أشعر منه.

    قال الذهبي في تاريخ الاسلام : أَحَدُ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ بِالْحِجَازِ، وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَامْتَدَحَهُ، فَوَصَلَهُ بمالٍ عظيمٍ لِشَرَفِهِ وَبَلاغَةِ نَظْمِهِ، وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَحَدَّثَ عَنْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَقِيلَ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي زَمَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

    جاء في سنن سعيد بن منصور : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا حُصَيْنٌ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يُسأل عَنْ عَرَبيَّة القرآن، فيُنْشِد الشعر.

    قال أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القران : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يُسْأَلُ عَنِ الْقُرْآنِ، فَيُنْشِدُ فِيهِ الشَّعْرَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَسْتَشْهِدُ بِهِ عَلَى التَّفْسِيرِ


    قال الخطيب في تاريخ بغداد : أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلان السروطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْأزْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، هُوَ الْمَوْصِليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بْن سريج، قَالَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، يَقُولُ: هُشيم أعلم الناس بِحديث هَؤُلَاءِ الأربعة: أعلم الناس بِحديث منصور بْن زاذان، ويونس، وسيَّار، وأثبت الناس فِي حصين.

    قَالَ الحارث بْن سريج: فقلتُ لعبد الرَّحْمَن بْن مهدي: إذا اختلف الثوري وهشيم؟ قَالَ: هُشيم أثبت فِيهِ، قلت: شُعبة وهشيم؟ قَالَ: هُشيم حتى يَجتمعا، يعني: يجتمع سُفْيَان وشعبة فِي حديث


    و قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ) في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع : كَتْبُ أَشْعَارِ الْمُتَقَدِّمِينَ فِي الشِّعْرِ الْحِكَمُ النَّادِرَةُ وَالْأَمْثَالُ السَّائِرَةُ وَشَوَاهِدُ التَّفْسِيرِ وَدَلَائِلُ التَّأْوِيلِ فَهُوَ دِيوَانُ الْعَرَبِ وَالْمُقَيِّدُ لِلُغَاتِهَا وَوُجُوهِ خُطَّابِهَا فَلَزِمَ كَتْبُهُ لِلْحَاجَةِ إِلَى ذَلِكَ

    قال أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القران : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: 14] قَالَ: «الْأَرْضُ» . قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ: عِنْدَهُمْ لَحْمُ بَحْرٍ وَلَحْمُ سَاهِرَة


    وقد فصل أبو عبيد القاسم بن سلام في معنى النقاب عند العرب :

    وَقَالَ أَبُو عُبَيْد القاسم بن سلام: "فِي حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين رَحمَه الله قال حدثناه هشيم عن منصور عن ابن سيرين انه قال : النقاب مُحدث."

    قال أبو عبيد "و هذا حديث قد تأوّله بعض النَّاس على غير وَجهه يَقُول: إِن النِّقاب لم يكن النِّسَاء يَفْعَلْنَه كنَّ يُبْرِزْنَ وجوههن وَلَيْسَ هَذَا وَجه الحَدِيث وَلَكِن النِّقابَ عِنْد الْعَرَب هُوَ الَّذِي يَبْدُو مِنْهُ المَحْجِر فَإِذا كَانَ على طرف الْأنف فَهُوَ اللَّفام وَإِذا كَانَ على الْفَم فَهُوَ اللِّثام وَلِهَذَا قيل فلَان يَلْثم فلَانا إِذا قبَّله على فَمه. / وَالَّذِي أَرَادَ مُحَمَّد فِيمَا نرى وَالله أعلم أَن يَقُول إِن إبداءَهنَّ المحاجِرَ محدَث وإنّما كَانَ النَّقاب لاحقا بِالْعينِ أَو أَن يَبْدُوا إِحْدَى الْعَينَيْنِ وَالْأُخْرَى مستورة. [عرفنَا ذَلِك بِحَدِيث يحدّثه هُوَ عَن عُبَيْدَة أَنه

    سَأَلَهُ عَن قَوْله عزّ وَعلا {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قَالَ: فقَنَع رَأسه وغطَّى وَجهه وَأخرج إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَقَالَ: هَكَذَا. فَإِذا كَانَ النقاب لَا يَبْدُو مِنْهُ إِلَّا العينان قطّ فَذَلِك الوَصْوَصة وَاسم ذَلِك الشَّيْء الوَصْواصُ وَهُوَ الثَّوْب الَّذِي يغطّى بِهِ الْوَجْه وَقَالَ الشَّاعِر:

    (الرجز)

    يَا لَيْتها قد لَبِسَتْ وَصْواصَا

    قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا مُحَمَّد لِأَن الوصاوِصَ والبراقع كَانَت لِبَاس النِّسَاء ثمَّ أحدثن النقاب بعد ذَلِك. قَالَ أَبُو زيد: تَقول تَمِيم تَلَثَّمت على الْفَم وَغَيرهم يَقُولُونَ: تَلَفَّمت] .


    وقد جاء بيان صفة الجلباب من فعل سيدة نساء التابعين وقولها حفصة بنت سيرين :

    قال البيهقي في السنن الكبرى : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أنبأ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَا: نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، وَقَدْ جَعَلَتِ الْجِلْبَابَ هَكَذَا، وَتَنَقَّبَتْ بِهِ فَنَقُولُ لَهَا رَحِمَكِ اللهُ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} [النور: 60] هُوَ الْجِلْبَابُ قَالَ فَتَقُولُ لَنَا: أِيُّ شَيْءٍ بَعْدَ ذَلِكَ؟ فَنَقُولُ: {وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ} [النور: 60] فَتَقُولُ: " هُوَ إِثْبَاتُ الْجِلْبَابِ "


    و مما جاء أيضا في صفة هذه الهيئة ما رواه البخاري في صحيحه قال :

    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: «كُنَّ نِسَاءُ المُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلاَةَ، لاَ يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الغَلَسِ»


    قال ابن الازهري في الزاهر في غريب الفاظ الشافعي

    فالمتلفعات: النساء اللاتي قد اشتملن بجلابيبهن حتى لا يظهر منهن شيء غير عيونهن, ويقال: وقد تلفع بثوبه والتفع به إذا اشتمل به أي تغطى به.

    وأما المروط فهي أكسيه من صوف أوخز كن النساء يتجلببن بها إذا برزن واحدها مرط


    وستر وجوه النساء عن الرجال من لدن موسى عليه السلام :

    قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، " أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَعَادُوا الصَّخْرَةَ عَلَى الْبِئْرِ وَلَا يُطِيقُ رَفْعَهَا إِلَّا عَشَرَةُ رِجَالٍ، فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ، قَالَ: مَا خَطْبُكُمَا؟ فَأَخْبَرَتَاهُ فَأَتَى الْحَجَرَ فَرَفَعَهُ ثُمَّ لَمْ يَسْتَقِ إِلَّا ذَنُوبًا وَاحِدًا حَتَّى رُوِيَتِ الْغَنَمُ وَرَجَعَتِ الْمَرْأَتَانِ إِلَى أَبِيهِمَا فَحَدَّثَتَاهُ، وَتَوَلَّى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24] قَالَ: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [القصص: 25] وَاضِعَةً ثَوْبَهَا عَلَى وَجْهِهَا، قَالَتْ: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا، قَالَ لَهَا: امْشِي خَلْفِي وَصِفِي لِي الطَّرِيقَ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُصِيبَ الرِّيحُ ثَوْبَكِ فَيَصِفَ لِي جَسَدَكِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى أَبِيهَا قَصَّ عَلَيْهِ، {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، قَالَ: يَا بُنَيَّةُ ‍‍ مَا عِلْمُكِ بِأَمَانَتِهِ وَقُوَّتِهِ؟ قَالَتْ: أَمَّا قُوَّتُهُ فَرَفْعُهُ الْحَجَرَ وَلَا يُطِيقُهُ إِلَّا عَشَرَةٌ، وَأَمَّا أَمَانَتُهُ فَقَالَ لِي: امْشِي خَلْفِي وَصِفِي لِي الطَّرِيقَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُصِيبَ الرِّيحُ ثَوْبَكِ فَتَصِفَ جَسَدَكِ، فَقَالَ عُمَرُ: فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ لَيْسَتْ بِسَلْفَعٍ مِنَ النِّسَاءِ لَا خَرَّاجَةٌ، وَلَا وَلَّاجَةٌ، وَمَعَهُ ثَوْبُهَا عَلَى وَجْهِهَا "



    جاء في كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي: وامرأةٌ سَلْفَعٌ: أي سَليطةٌ

    وجاء في غريب الحديث للخطابي : ويقال: رجل سلفع وامرأة سلفع بغير هاء وإنما أراد الوقحة من النساء الجريئة على الرجال.


    وقوله تعالى "من جلابيبهن"

    قال الزمخشري في الكشاف : " فإن قلت: ما معنى مِنْ في مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ؟ قلت: هو للتبعيض، إلا أن معنى التبعيض محتمل وجهين، أحدهما: أن يتجلببن ببعض مالهنّ من الجلابيب، والمراد أن لا تكون الحرة متبذلة في درع وخمار، .......

    والثاني: أن ترخى المرأة بعض جلبابها وفضله على وجهها تتقنع حتى تتميز من الأمة."


    وقوله تعالى : ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ

    قال ابن جرير في تفسيره: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59] «يَتَجَلْبَبْنَ فَيُعْلَمُ أَنَّهُنَّ حَرَائِرٌ فَلَا يَعْرِضُ لَهُنَّ فَاسِقٌ بِأَذًى مِنْ قَوْلٍ وَلَا رِيبَةٍ»




    تفسير عبد الرزاق : عبد الرزاق عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: كُنَّ إِمَاءً بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُنَّ كَذَا وَكَذَا , كُنَّ يَخْرُجْنَ فَيَتَعَرَّضُ لَهُنَّ السُّفَهَاءُ فَيَرُدُّوهُنَّ , فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَخْرُجَ فَيَحْسَبُونَ أَنَّهَا أَمَةٌ فَيَتَعَرَّضُونَ لَهَا وَيُؤْذُونَهَا , فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنَاتِ أَنْ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ مِنَ الْإِمَاءِ أَنَّهُنَّ حَرَائِرُ فَلَا يُؤْذَيْنَ»


    حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 59] " أَخَذَ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ إِذَا خَرَجْنَ أَنْ يَقْنَعْنَ عَلَى الْحَوَاجِبِ {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59] وَقَدْ كَانَتِ الْمَمْلُوكَةُ إِذَا مَرَّتْ تَنَاوَلُوهَا بِالْإِيذَاءِ، فَنَهَى اللَّهُ الْحَرَائِرَ أَنْ يَتَشَبَّهْنَ بِالْإِمَاءِ "


    قال ابن جرير في تفسيره : حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [الأنفال: 49] قَالَ: شَهْوَةُ الزِّنَا "



    وقد بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن القناع هو لباس الحرائر من نساء المسلمين

    أحاديث اسماعيل بن جعفر : حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِهِ لِحَاجَةٍ فَإِذَا فِي مَنْزِلِهِ امْرَأَةٌ عَلَيْهَا جِلْبَابٌ مُتَقَنِّعَةٌ بِهِ، قَالَ: فَرَجَعَ حِينَ رَآهَا، قَالَ: ثُمَّ عَادَ فَوَجَدَهَا لَمْ تَبْرَحْ، ثُمَّ عَادَ فَوَجَدَهَا قَدْ ذَهَبَتْ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ لِأَهْلِهِ: «مَنْ هَذِهِ الَّتِي قَدْ عَنَّتْنَا مُنْذُ الْيَوْمِ؟» فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْهَا، هِيَ أَمَةُ فُلَانٍ، قَالَ: فَلَمَّا رَاحَ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَشَبَّهِ الْأَمَةُ بِسَيِّدَتِهَا»

    قال عبد الرزاق في مصنفه : عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عُمَرَ، ضَرَبَ أَمَةً لِآلِ أَنَسٍ رَآهَا مُتَقَنِّعَةً قَالَ: «اكْشِفِي رَأْسَكِ، لَا تَشَبَّهِينَ بِالْحَرَائِرِ»


    قال ابن ابي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ أَمَةً لَنَا مُتَقَنِّعَةً، فَضَرَبَهَا وَقَالَ: «لَا تَشَبَّهِي بِالْحَرَائِرِ»


    حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَتْ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمَةٌ، قَدْ كَانَ يُعَرِّفُهَا لِبَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ، أَوْ الْأَنْصَارِ، وَعَلَيْهَا جِلْبَابٌ مُتَقَنِّعَةً بِهِ، فَسَأَلَهَا عَتَقَتْ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَمَا بَالُ الْجِلْبَابِ، ضَعِيهِ عَنْ رَأْسِكَ، إِنَّمَا الْجِلْبَابُ عَلَى الْحَرَائِرِ مِنْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ» فَتَلَكَّأَتْ، فَقَامَ إِلَيْهَا بِالدُّرَّةِ فَضَرَبَ بِهَا بِرَأْسِهَا، حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْ رَأْسِهَا


    قال يحيى بن سلام في تفسيره : هَذِهِ الآيَةُ فِي الْحَرَائِرِ. وَأَمَّا الإِمَاءُ فحَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى أَمَةً عَلَيْهَا قِنَاعٌ فَضَرَبَهَا بِالدِّرَّةِ فِي حَدِيثِ سَعِيدٍ.

    وَقَالَ عُثْمَانُ: فَتَنَاوَلَهَا بِالدِّرَّةِ وَقَالَ: اكْشِفِي رَأْسَكِ.

    وَقَالَ سَعِيدٌ: وَلا تَشَبَّهِي بِالْحَرَائِرِ.

    قال عبد الرزاق في مصنفه : عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ عُمَرَ رَأَى وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ أَمَةً خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ تَجُوسُ النَّاسَ مُلْتَبِسَةً لِبَاسَ الْحَرَائِرِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ، فَقَالَ: «مَنِ الْمَرْأَةُ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْ عِنْدِكِ تَجُوسُ الرِّجَالَ؟» قَالَتْ: تِلْكَ جَارِيَةٌ، جَارِيَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «فَمَا يَحْمِلُكِ أَنْ تُلْبِسِي جَارِيَةَ أَخِيكِ لِبَاسَ الْحَرَائِرِ؟ فَقَدْ دَخَلْتُ عَلَيْكِ، وَلَا أَرَاهَا، إِلَّا حُرَّةً فَأَرَدْتُ أَنْ أُعَاقِبَهَا»

    صفية بنت عبيد : امرأة عَبد الله بن عُمَر بن الخطاب قال أحمد بْن عَبد الله العِجْلِيّ : مدنية، تابعية، ثقة. وذكرها ابن حبان في كتاب "الثقات" . استشهد بها البخاري. (تهذيب الكمال للمزي)


    قال البيهقي في السنن الكبرى : أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ يَعْنِي ابْنَ كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ، حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: خَرَجَتِ امْرَأَةٌ مُخْتَمِرَةٌ مُتَجَلْبِبَةٌ، فَقَالَ عَمْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ فَقِيلَ لَهُ: جَارِيَةٌ لِفُلانٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِيهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: " مَنْ حَمَلَكِ عَلَى أَنْ تُخَمِّرِي هَذِهِ الأَمَةَ وَتُجَلْبِبِيهَا، وَتُشَبِّهِيهَا بِالْمُحْصَنَاتِ حَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَقَعَ بِهَا، لا أَحْسَبُهَا إِلا مِنَ الْمُحْصَنَاتِ، لا تُشَبِّهُوا الإِمَاءَ بِالْمُحْصَنَاتِ "


    و مما ارسله التابعون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

    قال عبد الرزاق في مصنفه: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عُمَرَ، رَأَى جَارِيَةً خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ مُتَزَيِّنَةً عَلَيْهَا جِلْبَابٌ، أَوْ مِنْ بَيْتِ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عُمَرُ الْبَيْتَ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ الْجَارِيَةُ؟ فَقَالُوا: أَمَةٌ لَنَا، أَوْ قَالُوا: أَمَةٌ لِآلِ فُلَانٍ فَتغَيَّظَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: «أَتُخْرِجُونَ إِمَاءَكُمْ بِزِينَتِهَا تَفْتِنُونَ النَّاسَ»


    عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَنْهَى الْإِمَاءَ مِنَ الْجَلَابِيبِ أَنْ يَتَشَبَّهْنَ بِالْحَرَائِرِ "، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ضَرَبَ عَقِيلَةَ أَمَةَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي الْجِلْبَابِ أَنْ تَجْلَبْبَ

    قال ابن ابي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَا يَدْعُ فِي خِلَافَتِهِ أَمَةً تَقَنَّعُ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «إِنَّمَا الْقِنَاعُ لِلْحَرَائِرِ لَكَيْلَا لَا يُؤْذَيْنَ»


    سنن سعيد بن منصور : أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، نا هُشَيْمٌ، أنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ لَا يَدَعُ أَمَةً تَقَنَّعُ فِي خِلَافَتِهِ، وَقَالَ: «إِنَّمَا ذَلِكَ لِلْحَرَائِرِ لِكَيْلَا يُؤْذَيْنَ»

    و مما جاء في التفريق بين الامة و الحرة

    جاء في غريب الحديث لابي عبيد : " وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه سُئِلَ عَن حدّ الأمَةِ فَقَالَ: إنّ الْأمة قد ألقتْ فَروَة رَأسهَا من وَرَاء الدَّار.

    قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، سمع عبد الله بن الحارث ، يحدثه عن عمر . "

    اي عبد الله بن الحارث هو بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب - ثقة

    و سفيان هو ابن عيينة

    و عمرو بن دينار هو الاثرم

    و راجع غريب الحديث الطبعة الاميرية الجزء 4 ص 202

    و في نسخ أخرى من الغريب لابي عبيد " الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة "


    سنن سعيد بن منصور : أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ يُخْبِرُ أَبَا الشَّعْثَاءِ، قَالَ: سَأَلَ أَبِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ حَدِّ الْأَمَةِ، فَقَالَ عُمَرُ: «إِنَّ الْأَمَةَ نَبَذَتْ فَرْوَتَهَا مِنْ وَرَاءِ الدَّارِ» وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ



    مصنف عبد الرزاق : عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، أنه سأل عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن حد الأمة فقال : " ألقت فروتها وراء الدار " *


    قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَجْلِدْهَا وَلاَ يُثَرِّبْ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْهَا، وَلاَ يُثَرِّبْ، ثُمَّ إِنْ زَنَتِ الثَّالِثَةَ، فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ»

    قال ابن حجر : أَمَّا التَّثْرِيبُ بِمُثَنَّاةٍ ثُمَّ مُثَلَّثَةٍ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ فَهُوَ التَّعْنِيفُ وَزْنُهُ وَمَعْنَاهُ وَقَدْ جَاءَ بِلَفْظِ وَلَا يُعَنِّفُهَا فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عِنْدَ النَّسَائِيِّ

    و قال رحمه الله : قَوْلُهُ فَلْيَجْلِدْهَا أَيِ الْحَدَّ الْوَاجِبَ عَلَيْهَا الْمَعْرُوفُ مِنْ صَرِيحِ الْآيَةِ فَعَلَيْهِنَّ نصف مَا على الْمُحْصنَات من الْعَذَاب وَوَقع فِي رِوَايَة للنسائي مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَلْيَجْلِدْهَا بِكِتَابِ اللَّهِ قَوْلُهُ وَلَا يُثَرِّبُ أَيْ لَا يَجْمَعُ عَلَيْهَا الْعُقُوبَةَ بِالْجَلْدِ وَبِالتَّعْيِيرِ وَقِيلَ الْمُرَادُ لَا يَقْتَنِعُ بِالتَّوْبِيخِ دُونَ الْجَلْدِ وَفِي رِوَايَةِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَلَا يُعَيِّرُهَا وَلَا يُفَنِّدُهَا قَالَ بن بَطَّالٍ يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ كُلَّ مَنْ أُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ لَا يُعَزَّرُ بِالتَّعْنِيفِ وَاللَّوْمِ وَإِنَّمَا يَلِيقُ ذَلِكَ بِمَنْ صَدَرَ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ إِلَى الْإِمَامِ لِلتَّحْذِيرِ وَالتَّخْوِيفِ فَإِذَا رُفِعَ وَأُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ كَفَاهُ قُلْتُ وَقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيبًا نَهْيُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّ الَّذِي أُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّ الْخَمْرِ وَقَالَ لَا تَكُونُوا أَعْوَانًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ

    تفسير الطبري : حدثكم به ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا مالك بن أنس , عن الزهري , عن عبيد الله بن عبد الله , عن أبي هريرة , وزيد بن خالد : أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة تزني ولم تحصن قال : " اجلدها , فإن زنت فاجلدها , فإن زنت فاجلدها , فإن زنت فقال في الثالثة أو الرابعة فبعها ولو بضفير " والضفير : الشعر " حدثنا أبو كريب قال : ثنا ابن عيينة , عن الزهري , عن عبيد الله بن عبد الله , عن أبي هريرة وزيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل , فذكر نحوه

    حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : أخبرني جرير بن حازم , أن سليمان بن مهران , حدثه عن إبراهيم بن يزيد , عن همام بن الحارث : أن النعمان بن عبد الله بن مقرن سأل عبد الله بن مسعود , فقال : أمتي زنت ؟ فقال : اجلدها خمسين جلدة . قال : إنها لم تحصن . فقال ابن مسعود : " إحصانها إسلامها " *

    حدثنا ابن المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا شعبة , عن عمرو بن مرة , أنه سمع سعيد بن جبير , يقول : " لا تضرب الأمة إذا زنت ما لم تتزوج " *

    قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنِ الأَمَةِ إِذَا زَنَتْ وَلَمْ تُحْصِنْ، قَالَ: «إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لاَ أَدْرِي بَعْدَ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ

    قال ابن حجر : قَالَ بن بَطَّالٍ زَعَمَ مَنْ قَالَ لَا جَلْدَ عَلَيْهَا قَبْلَ التَّزْوِيجِ بِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ تُحْصَنْ غَيْرُ مَالِكٍ وَلَيْسَ كَمَا زَعَمُوا فَقَدْ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ عَن بن شِهَابٍ كَمَا قَالَ مَالِكٌ وَكَذَا رَوَاهُ طَائِفَةٌ عَن بن عُيَيْنَةَ عَنْهُ قُلْتُ رِوَايَةُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أخرجهَا النَّسَائِيّ وَرِوَايَة بن عُيَيْنَةَ تَقَدَّمَتْ فِي الْبُيُوعِ لَيْسَ فِيهَا وَلَمْ تُحْصَنْ وَزَادَهَا النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الْحَارِثِ بن مِسْكين عَن بن عُيَيْنَةَ بِلَفْظِ سُئِلَ عَنِ الْأَمَةِ تَزْنِي قَبْلَ أَن تحصن وَكَذَا عِنْد بن مَاجَهْ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بن الصَّباح كِلَاهُمَا عَن بن عُيَيْنَة وَقد رَوَاهُ عَن بن شِهَابٍ أَيْضًا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ كَمَا قَالَ مَالِكٌ وَتَقَدَّمَتْ رِوَايَتُهُ فِي كِتَابِ الْبُيُوعِ فِي بَابِ بَيْعِ الْمُدَبَّرِ وَكَذَا أَخْرَجَهُمَا مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هُنَاكَ بِدُونِهَا وَسَيَأْتِي قَرِيبًا أَيْضًا وَعَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ مَالِكًا تَفَرَّدَ بِهَا فَهُوَ مِنَ الْحُفَّاظِ وَزِيَادَتُهُ مَقْبُولَةٌ



    قال ابن حجر : الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث اللَّيْث عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنه سَمعه يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زنت الْأمة فَتبين زنَاهَا فليجلدها الْحَد وَلَا يثرب الحَدِيث وَقد اخْتلف على سعيد فَرَوَاهُ عبيد الله بن عمر من رِوَايَة مُحَمَّد بن عبيد وَيحيى بن سعيد الْأمَوِي عَنهُ عَن سعيد عَن أَبِيه وَرَوَاهُ عَبدة بن سُلَيْمَان عَن بن إِسْحَاق عَن سعيد هَكَذَا وَخَالف بن الْمُبَارك ومعتمر بن سُلَيْمَان وَعقبَة بن خَالِد وَأَبُو أُسَامَة وَغَيرهم فَرَوَوْه عَن عبيد الله بن عمر عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة لم يَقُولُوا عَن أَبِيه وَكَذَا قَالَ غير وَاحِد عَن بن إِسْحَاق وَكَذَا رَوَاهُ أَيُّوب بن مُوسَى وَإِسْمَاعِيل بن أُميَّة وَأُسَامَة بن زيد وَغَيرهم عَن سعيد لَيْسَ فِيهِ عَن أَبِيه وأخرجها مُسلم على اختلافها وَاقْتصر البُخَارِيّ على حَدِيث اللَّيْث قلت اللَّيْث إِمَام وَقد زَاد فِيهِ عَن أَبِيه فَلَا يضرّهُ من نَقصه على أَنه فِي مثل هَذَا لَا يبعد أَن يكون الحَدِيث عِنْد سعيد على الْوَجْهَيْنِ لِكَثْرَة من رَوَاهُ عَنهُ دون ذكر أَبِيه وَإِذا صَحَّ أَنه عِنْده على الْوَجْهَيْنِ فَلَا يضرّهُ الِاخْتِلَاف مَعَ أَن الحَدِيث عِنْد الشَّيْخَيْنِ من غير طَرِيق المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة أَيْضا وَالله أعلم



    قال ابن حجر في الفتح : (قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصنَات الْمُؤْمِنَات الْآيَةَ)

    كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَسَاقَ فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ إِلَى قَوْله وَالله غَفُور رَحِيم قَالَ الْوَاحِدِيُّ قُرِئَ الْمُحْصَنَاتِ فِي الْقُرْآنِ بِكَسْرِ الصَّادِ وَفَتْحِهَا إِلَّا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم فَبِالْفَتْحِ جَزْمًا وَقُرِئَ فَإِذَا أُحْصِنَّ بِالضَّمِّ وَبِالْفَتْحِ فَبِالضَّمِّ مَعْنَاهُ التَّزْوِيجُ وَبِالْفَتْحِ مَعْنَاهُ الْإِسْلَامُ وَقَالَ غَيْرُهُ اخْتُلِفَ فِي إِحْصَانِ الْأَمَةِ فَقَالَ الْأَكْثَرُ إحصانها التَّزْوِيج وَقيل الْعتْق وَعَن بن عَبَّاسٍ وَطَائِفَةٍ إِحْصَانُهَا التَّزْوِيجُ وَنَصَرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَإِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي وَاحْتَجَّ لَهُ بِأَنَّهُ تَقَدَّمَ فِي الْآيَة قَوْله تَعَالَى من فَتَيَاتكُم الْمُؤْمِنَات فَيَبْعُدُ أَنْ يَقُولَ بَعْدَهُ فَإِذَا أَسْلَمْنَ قَالَ فَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ التَّزْوِيجَ كَانَ مَفْهُومُهُ أَنَّهَا قَبْلَ أَنْ تَتَزَوَّجَ لَا يَجِبُ عَلَيْهَا الْحَدُّ إِذا زنت وَقد أَخذ بِهِ بن عَبَّاسٍ فَقَالَ لَا حَدَّ عَلَى الْأَمَةِ إِذَا زَنَتْ قَبْلَ أَنْ تَتَزَوَّجَ وَبِهِ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ وَهُوَ وَجْهٌ لِلشَّافِعِيَّةِ وَاحْتَجَّ بِمَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ لَيْسَ عَلَى الْأَمَةِ حَدٌّ حَتَّى تُحْصَنَ وَسَنَدُهُ حَسَنٌ لَكِنِ اخْتُلِفَ فِي رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ والأرجح وَقفه وَبِذَلِك جزم بن خُزَيْمَة وَغَيره وَادّعى بن شَاهِينَ فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ بِحَدِيثِ الْبَابِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ النَّسْخَ يَحْتَاجُ إِلَى التَّارِيخِ وَهُوَ لَمْ يُعْلَمْ وَقَدْ عَارَضَهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ أَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى أَرِقَّائِكُمْ مَنْ أُحْصِنَ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُحْصَنْ وَاخْتُلِفَ أَيْضًا فِي رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ وَالرَّاجِحُ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ لَكِنَّ سِيَاقَهُ فِي مُسْلِمٍ يَدُلُّ عَلَى رَفْعِهِ فَالتَّمَسُّكُ بِهِ أَقْوَى وَإِذَا حُمِلَ الْإِحْصَانُ فِي الْحَدِيثِ عَلَى التَّزْوِيجِ وَفِي الْآيَةِ عَلَى الْإِسْلَامِ حَصَلَ الْجَمْعُ وَقَدْ بَيَّنَتِ السُّنَّةُ أَنَّهَا إِذَا زَنَتْ قَبْلَ الْإِحْصَانِ تُجْلَدُ وَقَالَ غَيْرُهُ التَّقْيِيدُ بِالْإِحْصَانِ يُفِيدُ أَنَّ الْحُكْمَ فِي حَقِّهَا الْجَلْدُ لَا الرَّجْمُ فَأُخِذَ حُكْمُ زِنَاهَا بَعْدَ الْإِحْصَانِ مِنَ الْكِتَابِ وَحُكْمُ زِنَاهَا قَبْلَ الْإِحْصَانِ مِنَ السُّنَّةِ وَالْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّ الرَّجْمَ لَا يَتَنَصَّفُ فَاسْتَمَرَّ حُكْمُ الْجَلْدِ فِي حَقِّهَا قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ نُصَّ عَلَى الْجَلْدِ فِي أَكْمَلِ حَالَيْهَا لِيُسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى سُقُوطِ الرَّجْمِ عَنْهَا لَا عَلَى إِرَادَةِ إِسْقَاطِ الْجَلْدِ عَنْهَا إِذَا لَمْ تَتَزَوَّجْ وَقَدْ بَيَّنَتِ السُّنَّةُ أَنَّ عَلَيْهَا الْجَلْدَ

    وَإِنْ لَمْ تُحْصَنْ قَوْلُهُ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ زَوَانِي وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ أَخِلَّاءَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَالتَّشْدِيدِ جَمْعُ خَلِيلٍ وَهَذَا التَّفْسِيرُ ثَبَتَ فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي وَحده وَقد أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ مِثْلَهُ وَالْمُسَافِحَاتُ جَمْعُ مُسَافِحَةٍ مَأْخُوذٌ مِنَ السِّفَاحِ وَهُوَ مِنْ أَسْمَاءِ الزِّنَا وَالْأَخْدَانُ جَمْعُ خِدْنٍ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ ثَانِيهِ وَهُوَ الْخَدِينُ وَالْمُرَادُ بِهِ الصَّاحِبُ قَالَ الرَّاغِبُ وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِيمَنْ يُصَاحِبُ غَيْرَهُ بِشَهْوَةٍ وَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ فِي الْمَدْحِ خَدِينُ الْمَعَالِي فَهُوَ اسْتِعَارَةٌ قُلْت وَالنُّكْتَةُ فِيهِ أَنَّهُ جَعَلَهُ يَشْتَهِي مَعَالِيَ الْأُمُورِ كَمَا يَشْتَهِي غَيْرُهُ الصُّورَةَ الْجَمِيلَةَ فَجَعَلَهُ خَدِينًا لَهَا وَقَالَ غَيْرُهُ الْخَدِينُ الْخَلِيلُ فِي السِّرِّ"



    قال مسلم في صحيحه : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَقِيمُوا عَلَى أَرِقَّائِكُمُ الْحَدَّ، مَنْ أَحْصَنَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُحْصِنْ، فَإِنَّ أَمَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَنَتْ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَجْلِدَهَا، فَإِذَا هِيَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِنِفَاسٍ، فَخَشِيتُ إِنْ أَنَا جَلَدْتُهَا أَنْ أَقْتُلَهَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَحْسَنْتَ»

    وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَنْ أَحْصَنَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُحْصِنْ، وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ اتْرُكْهَا حَتَّى تَمَاثَلَ



    وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث سعيد [بن جُبَير -] قال حدثناه هشيم قال اخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير قال :

    مَا ازْلَحَفَّ ناكحُ الأَمَة عَن الزِّنَا إِلَّا قَلِيلا لِأَن الله [تبَارك و -] تَعَالَى يَقُول: {وَاَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ} .

    قَوْله: مَا ازْلَحَفَّ: يَقُول: مَا تَنَحَّى عَن ذَلِك وَمَا تَزَحْزَحَ عَنهُ إِلَّا قَلِيلا [وَفِيه لُغَتَانِ: ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ مثل جذب وجبذ قَالَ العجاج: (الرجز)

    وَالشَّمْس قد كادَتْ تكون دَنَفاً ... أدفَعُها بالرَّاح كي تَزَحْلَفا

    فَبَدَأَ بِالْحَاء قبل اللَّام.





    قام بجمعه وترتيبه أبو محمد الهاشمي


    يتبع...
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر أحمد العسكري; الساعة 26-Jun-2017, 08:13 PM.

  • #2
    رد: الرد بالآثار الصحيحة على من خالف الكتاب والسنة وقال بكشف الوجه .




    باب قوله تعالى :

    {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }



    قال أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: 393هـ) في الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية :
    "وظهر الشئ بالفتح ظُهوراً: تَبَيَّنَ.
    وأظهرت الشئ: بينته."


    فالله تعالى يقول "الا ما ظهر منها" ولم يقل ما "أظهرن" عن عمد.


    ما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في تفسير الاية :


    قال البيهقي في السنن الكبرى : أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، أنبأ أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا رَوْحٌ، ثنا حَمَّادٌ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ شَبِيبٍ قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ الزِّينَةِ الظَّاهِرَةِ فَقَالَتْ: " الْقُلْبُ وَالْفُتْخَةُ وَضَمَّتْ طَرَفَ كُمِّهَا "


    فتأمل قولها " وضمت طرف كمها "
    قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ شَبِيبٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «في الْقُلْبُ وَالْفَتْخَةُ»


    قال يحيى بن سلام في تفسيره : وَحَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ شَبِيبٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنِ الزِّينَةِ الظَّاهِرَةِ فَقَالَتِ: الْقُلْبُ وَالْفَتْخَةُ. قَالَ حَمَّادٌ: يَعْنِي الْخَاتَمَ. وَقَالَتْ بِثَوْبِهَا عَلَى ثَوْبِهَا فَشَدَّتْهُ.


    وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَائِشَة فِي قَول الله تبَارك و تعالى : {وَلاَ يُبْدْيِنَ زِيْنَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} قَالَت: القُلْب والفَتَخَةُ قَالَ: حدّثنَاهُ عبد الرَّحْمَن بْن مهْدي عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن أم شبيب عَن عَائِشَة. قَوْلهَا: الفَتَخَةُ تَعْنِي الْخَاتم وَجَمعهَا: فَتَخات وفَتَخٌ قَالَت امْرَأَة فِي عمل ذكرت أَنَّهَا عملته: (الرجز)
    تسْقط مني فَتَخِي فِي كُمِّي
    تَعْنِي الخواتيم.

    وكرهت عائشة رضي الله عنها الاثمد او كل كحل أسود للمحرمة :

    قال البيهقي في السنن الكبرى : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ , أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ , ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي , عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ , ثنا أَبِي , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ شُمَيْسَةَ , قَالَتْ: اشْتَكَتْ عَيْنِي وَأَنَا مُحَرَّمَةٌ فَسَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْكُحْلِ , فَقَالَتْ: " اكْتَحِلِي بِأِيِّ كُحْلٍ شِئْتِ غَيْرَ الْإِثْمَدِ " أَوْ قَالَتْ: " غَيْرَ كُلِّ كُحْلٍ أَسْوَدَ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ , وَلَكِنَّهُ زِينَةٌ وَنَحْنُ نَكْرَهُهُ " , وَقَالَتْ: " إِنْ شِئْتِ كَحَّلْتُكِ بِصَبِرٍ " فَأَبَيْتُ



    وعائشة رضي الله عنها في العلم والفضل والفصاحة غنية عن التعريف :

    قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: وحَدَّثَنَا عَمْرٌو، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ»


    قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقُلْنَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ، وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، وَإِنَّا نُرِيدُ الخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ، فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ، أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ، قَالَتْ: فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا»


    قال الاجري في الشريعة : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَقَدْ صَحِبْتُ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ حَتَّى قُلْتُ قَبْلَ وَفَاتِهَا بِأَرْبَعِ سِنِينَ أَوْ خَمْسٍ لَوْ تُوُفِّيَتِ الْيَوْمَ مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ فَاتَنِي مِنْهَا، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ كَانَ أَعْلَمَ بِآيَةٍ أُنْزِلَتْ وَلا بِفَرِيضَةٍ وَلا بِسُنَّةٍ وَلا أَعْلَمَ بِشِعْرٍ وَلا أَرْوَى لَهُ، وَلا بِيَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَرَبِ وَلا بِنَسَبٍ وَلا بِكَذَا وَلا بِكَذَا وَلا بِقَضَاءٍ وَلا بِطِبٍّ مِنْهَا.فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّهْ، الطِّبُّ مِنْ أَيْنَ عَلِمْتِيهِ؟ فَقَالَتْ: كُنْتُ أُمَرِّضُ فَيُنْعَتُ لِيَ الشَّيْءُ وَيَمْرَضُ الْمَرِيضُ فينعت له فينتفع فأسمع الناس بعضهم لبعض فأحفظه.قَالَ عُرْوَةُ: فَلَقَدْ ذَهَبَ عَنِّي عَامَّةُ عِلْمِهَا لَمْ أَسْأَلْ عَنْهُ

    يتبع..

    تعليق


    • #3
      رد: الرد بالآثار الصحيحة على من قال بكشف الوجه .


      اعلم رحمك الله ان هذا التفسير من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو ظاهر معنى الزينة المذكور في الاية :


      جاء في كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي: "والزّينة جامعٌ لكُلِّ ما يتزيّن به"

      و ان النساء الاول كن يسترن وجوههن ويحرصن على ستر الخواتم .:


      فقد جاء في موطأ مالك : مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ ؛ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنَّا نُخَمِّرُ وُجُوهَنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ. وَنَحْنُ مَعَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.

      فإذا كان هذا هو فعل أسماء رضي الله عنها في الاحرام فهو في غير الاحرام أولى .

      ومما جاء أيضا من فعل النساء زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه البخاري في صحيحه قال:

      حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: «كُنَّ نِسَاءُ المُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلاَةَ، لاَ يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الغَلَسِ»

      و جاء في مسند أبي يعلى الموصلي : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْفِتَنِ، وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الْخَزَائِنِ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ إِسْمَاعِيلُ فِي حَدِيثِهِ: فَرَأَيْتُ هِنْدًا اتَّخَذَتْ لِكُمِّ دِرْعِهَا أَزْرَارًا


      و قال احمد في مسنده : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ وَكَانَ لِهِنْدٍ أَزْرَارٌ فِي كُمِّهَا، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَا فُتِحَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْخَزَائِنِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتْنَةِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَرِ، يَا رُبَّ كَاسِيَاتٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَاتٍ فِي الْآخِرَةِ "


      و قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتْنَةِ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الخَزَائِنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ، كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَوْمَ القِيَامَةِ» قَالَ الزُّهْرِيُّ: «وَكَانَتْ هِنْدٌ لَهَا أَزْرَارٌ فِي كُمَّيْهَا بَيْنَ أَصَابِعِهَا»

      وقال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: كُنَّ النِّسَاءُ الْأَوَّلُونَ يَجْعَلْنَ فِي أَكَمَةِ أَدْرُعِهِنَّ مَزَارًا تُدْخِلُهُ إِحْدَاهُنَّ فِي إِصْبَعِهَا تُغَطِّي بِهِ الْخَاتَمَ


      و جاء في مسند أبي يعلى : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ النِّسَاءِ الْأُولَى تَتَّخِذُ لِكُمِّ دِرْعِهَا أَزْرَارًا تَجْعَلُهُ فِي إِصْبَعِهَا تُغَطِّي بِهِ الْخَاتَم


      فهذا ما صح من فعل النساء الاول

      ستر الوجوه و التلفع بالمروط و عدم تعمد اظهار الزينة و هذا بين من فعل عائشة رضي الله عنها " وَضَمَّتْ طَرَفَ كُمِّهَا" " وَقَالَتْ بِثَوْبِهَا عَلَى ثَوْبِهَا فَشَدَّتْهُ" و قولها في الكحل الاسود للمحرمة " أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ وَلَكِنَّهُ زِينَةٌ وَنَحْنُ نَكْرَهُهُ" وقول مجاهد عن النساء الاول أنهن كن " يَجْعَلْنَ فِي أَكَمَةِ أَدْرُعِهِنَّ مَزَارًا تُدْخِلُهُ إِحْدَاهُنَّ فِي إِصْبَعِهَا تُغَطِّي بِهِ الْخَاتَمَ"


      وقد اقتدى بهن نساء المسلمين مثل فاطمة بنت المنذر و هند بنت الحارث وحفصة بنت سيرين :


      ففاطمة بنت المنذر جدتها أسماء رضي الله عنها وقد سمعت منها .

      وهند بنت الحارث هي صاحبة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم :

      قال البخاري في صحيحه : وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ : أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ : أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَتَبَ إِلَيْهِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةُ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَتْ مِنْ صَوَاحِبَاتِهَا


      وحفصة بنت سيرين :

      جاء في تهذيب الكمال للمزي: قال أَبُو بَكْر بْن أَبي داود: حَدَّثَنَا محمد بن آدم المصيصي، قال: حَدَّثَنَا مخلد، يعني: ابن حسين، عن هشام، وهو ابن حسان، عن إياس بن معاوية، قال: ما أدركت أحدا أفضله على حفصة، فقيل له: الحسن، وابن سيرين؟ فقال: أما أنا فلا أفضل عليها أحدا.

      وجاء في مقدمة ابن الصلاح : وَبَلَغَنَا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: " سَيِّدَتَا التَّابِعِينَ مِنَ النِّسَاءِ: حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، وَعَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.


      فالاصل "ولا يبدين زينتهن" والحرص على اخفاء الزينة الظاهرة


      قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ شَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ عَمْرو امْرَأَةَ الزُّبَيْرِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، أَخْفِينَ الْحِنَّاءَ , ارْفَعْنَ الْحُجُز، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أُنْشِدُ اللَّهَ امْرَأَةً تُصَلِّي فِي الْحِجْرِ "

      وأم عمرو امرأة الزبير اسمها أمة بنت خالد بن سعيد صحابية و الخبر صحيح الاسناد. و الحجر حجر اسماعيل و الحجز معاقد الازر . و فيه ترغيب النساء في عدم الصلاة في الحجر لكثرة الرجال فيه .

      فتأمل أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء بإخفاء الحناء .


      قال أحمد في مسنده : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي هَوْدَجِهَا قَدْ وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى هَوْدَجِهَا، قَالَ: فَمَالَ فَدَخَلَ الشِّعْبَ فَدَخَلْنَا مَعَهُ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ، فَإِذَا نَحْنُ بِغِرْبَانٍ كَثِيرَةٍ، فِيهَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مِثْلُ هَذَا الْغُرَابِ فِي هَذِهِ الْغِرْبَانِ " قَالَ حَسَنٌ: فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي يَدَيْهَا حَبَائِرُهَا وَخَوَاتِيمُهَا قَدْ وَضَعَتْ يَدَيْهَا، وَلَمْ يَقُلْ حَسَنٌ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ


      قال أبو يعلى الموصلي في مسنده : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا شَاذَانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مُتَوَجِّهِينَ إِلَى مَكَّةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ عَلَيْهَا جَبَائِرُ لَهَا وَخَوَاتِيمُ , وَقَدْ بَسَطَتْ يَدَهَا إِلَى الْهَوْدَجِ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَإِذَا نَحْنُ بِغِرْبَانٍ ـ يَعْنِي , وَفِيهَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا قَدْرَ هَذَا الْغُرَابِ فِي هَؤُلَاءِ الْغِرْبَانِ»


      قال الحاكم في المستدرك : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ فَلَمَّا كُنَّا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ فِي هَوْدَجِهَا وَاضِعَةٌ يَدَهَا عَلَى هَوْدَجِهَا فِيهَا خَوَاتِيمُ، فَلَمَّا نَزَلَ الشِّعْبَ إِذَا نَحْنُ بِغِرْبَانٍ كَثِيرَةٍ فِيهَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فِي هَذِهِ الْغِرْبَانِ» قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ و قال الذهبي : على شرط مسلم


      فتأمل قوله" فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي هَوْدَجِهَا " ما زادت هذه المرأة على أن أخرجت يدها من هودجها " فِي يَدَيْهَا حَبَائِرُهَا وَخَوَاتِيمُهَا"فما كان من عمرو بن العاص رضي الله عنه الا ان " مَالَ فَدَخَلَ الشِّعْبَ " الى آخر ما جاء في الأثر.


      جاء في اعتلال القلوب للخرائطي : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: «الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ مَثَلُهَا فِي النِّسَاءِ كَمَثَلِ الْغُرَابِ الْأَبْيَضِ فِي أَلْفِ غُرَابٍ»


      يتبع....

      تعليق


      • #4
        رد: الرد بالآثار الصحيحة على من قال بكشف الوجه



        ما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}
        :


        قال ابن أبي حاتم في تفسيره : حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنبأ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فِي قَوْلِهِ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31] قَالَ: «الزِّينَةُ الْقُرْطُ، وَالدُّبْلُوجُ وَالْخَلْخَالُ وَالْقِلَادَةُ»


        تفسير عبد الرزاق : نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أرنا مَعْمَرٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ , قَالَ: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] الثِّيَابُ " , ثُمَّ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31]


        قال ابن ابي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] قَالَ: «الثِّيَابُ»


        قال ابن جرير الطبري في تفسيره : حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] قَالَ: «الثِّيَابُ» حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَهُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَهُ


        قال ابن أبي حاتم في تفسيره : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: الرِّدَاءَ.


        قال ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال : حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] قَالَ: مَا ظَهَرَ مِنْهَا: " الثِّيَابُ؛ وَمَا لَا تُبْدِيهِ: الْخَلْخَالُ وَالْقِلَادَةُ أَوْ نَحْوُهُ مِنَ الْحُلِيِّ "


        قال الطحاوي في شرح مشكل الاثار : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللهِ {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] . قَالَ: «الزِّينَةُ الْقُرْطُ , وَالْقِلَادَةُ , وَالسِّوَارُ , وَالْخَلْخَالُ , وَالدُّمْلُجُ مَا ظَهَرَ مِنْهَا الثِّيَابُ , وَالْجِلْبَابُ»


        قال الحاكم في المستدرك : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31] قَالَ: «لَا خُلْخَالَ وَلَا شَنْفَ وَلَا قُرْطَ وَلَا قِلَادَةَ» {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] قَالَ: «الثِّيَابُ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ " ( قال الذهبي على شرط مسلم)


        وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : "ان النساء عورة" :


        قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ مِنْ رَبِّهَا، إِذَا كَانَتْ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا، فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ»




        وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من أعلم الناس بكتاب الله :


        قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَلاَ أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ، تُبَلِّغُهُ الإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ»


        حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي مِنْ أَعْلَمِهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ»، قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي الحِلَقِ أَسْمَعُ مَا يَقُولُونَ، فَمَا سَمِعْتُ رَادًّا يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ


        حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: لاَ أَزَالُ أُحِبُّهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ»


        حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالهَدْيِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ، فَقَالَ: «مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»


        قال الترمذي في سننه : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَتَيْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا بِأَقْرَبِ النَّاسِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَدَلًّا فَنَأْخُذَ عَنْهُ وَنَسْمَعَ مِنْهُ؟ قَالَ: «كَانَ أَقْرَبُ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًّا وَسَمْتًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى يَتَوَارَى مِنَّا فِي بَيْتِهِ، وَلَقَدْ عَلِمَ المَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى»


        قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ المُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ الشَّأْمَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقُلْتُ: إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَيَسَّرَكَ لِي، قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ، قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالوِسَادِ، وَالمِطْهَرَةِ، وَفِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، - يَعْنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ يَقْرَأُ عَبْدُ اللَّهِ: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى؟ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى قَالَ: «وَاللَّهِ لَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ»


        قال ابن حجر في الفتح :
        قَوْله قَالَ أَو لَيْسَ عنْدكُمْ بن أُمِّ عَبْدٍ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَمُرَادُ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِذَلِكَ أَنَّهُ فَهِمَ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ قَدِمُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ عِنْدَهُمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ لَا يَحْتَاجُونَ مَعَهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ الْمُحَدِّثَ لَا يرحل عَن بَلَده حَتَّى يستوعب ماعند مَشَايِخِهَا........(الى ان قال ) الْمُرَادَ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ بِخِدْمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ لِشِدَّةِ مُلَازَمَتِهِ لَهُ لِأَجْلِ هَذِهِ الْأُمُورِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ مَا يَسْتَغْنِي طَالِبُهُ بِهِ عَنْ غَيْرِهِ


        قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: «قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ اليَمَنِ فَمَكُثْنَا حِينًا مَا نُرَى إِلَّا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِمَا نَرَى مِنْ دُخُولِهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»


        قال أحمد في مسنده : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:
        جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ وَهُوَ بِعَرَفَةَ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ : وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مَرْوَانَ، أَنَّهُ أَتَى عُمَرَ - فَقَالَ: جِئْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْكُوفَةِ، وَتَرَكْتُ بِهَا رَجُلًا يُمْلِي الْمَصَاحِفَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ، فَغَضِبَ وَانْتَفَخَ حَتَّى كَادَ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ شُعْبَتَيِ الرَّحْلِ ، فَقَالَ: وَمَنْ هُوَ وَيْحَكَ؟ قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ. فَمَا زَالَ يُطْفَأُ وَيُسَرَّى عَنْهُ الْغَضَبُ، حَتَّى عَادَ إِلَى حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا.
        ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ هُوَ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ ذَلِكَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزَالُ يَسْمُرُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ اللَّيْلَةَ كَذَاكَ فِي الْأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّهُ سَمَرَ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَأَنَا مَعَهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُ قِرَاءَتَهُ، فَلَمَّا كِدْنَا أَنْ نَعْرِفَهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ". قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ الرَّجُلُ يَدْعُو، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ: " سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ "، قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ: وَاللهِ لَأَغْدُوَنَّ إِلَيْهِ فَلَأُبَشِّرَنَّهُ، قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ لِأُبَشِّرَهُ فَوَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَبَشَّرَهُ، وَلا وَاللهِ مَا سَابَقْتُهُ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ .


        قال مسلم في صحيحه : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ - وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى - قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، قَالَ: " شَهِدْتُ أَبَا مُوسَى وَأَبَا مَسْعُودٍ، حِينَ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَتُرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ؟ فَقَالَ: إِنْ قُلْتَ ذَاكَ، إِنْ كَانَ لَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا، وَيَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا "


        حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: كُنَّا فِي دَارِ أَبِي مُوسَى مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ فِي مُصْحَفٍ، فَقَامَ عَبْدُ اللهِ، فَقَالُ أَبُو مَسْعُودٍ: " مَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ بَعْدَهُ أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ هَذَا الْقَائِمِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ كَانَ يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا، وَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا "


        حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161] ثُمَّ قَالَ: عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ تَأْمُرُونِي أَنْ أَقْرَأَ؟ فَلَقَدْ «قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ» قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي حَلَقِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَلَا يَعِيبُهُ


        حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا مِنْ كِتَابِ اللهِ سُورَةٌ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ حَيْثُ نَزَلَتْ، وَمَا مِنْ آيَةٍ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَا أُنْزِلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا هُوَ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنِّي، تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ، لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ»


        قال الطبراني في المعجم الكبير : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: «إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ عَمَّارًا أَمِيرًا، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَأُحُدٍ، فَاقْتَدُوا بِهِمَا، وَاسْمَعُوا مِنْ قَوْلِهُمَا، وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللهِ عَلَى نَفْسِي»


        فضائل الصحابة لاحمد : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قثنا أَبِي، قثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ هَهُنَا: «إِنِّي بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارًا أَمِيرًا، وَبِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَأَطِيعُوا، وَآثَرْتُكُمْ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ، وَرِزْقُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةٌ، وَبَعَثَ حُذَيْفَةَ، وَابْنَ حُنَيْفٍ عَلَى السَّوَادِ، فَجَعَلَ لِعَمَّارٍ شَطْرَهَا وَبَطْنَهَا وَجَعَلَ الشَّطْرَ الْبَاقِي بَيْنَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ» .


        قال الحاكم في المستدرك : أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَهُمَا مِنَ النُجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَاسْمَعُوا، وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ فَاسْمَعُوا فَتَعَلَّمُوا مِنْهُمَا، وَاقْتَدُوا بِهِمَا، وَقَدْ آثَرْتُكْمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي»


        فضائل الصحابة لاحمد : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَكِيعٌ قثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ فَدَنَا مِنْهُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَكَلَّمَهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ عُمَرُ: «كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا»


        قال احمد في مسنده : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِمَّ تَضْحَكُونَ؟ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ "


        قال ابن سعد في الطبقات : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صَبِيحٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:
        لَقَدْ جَالَسْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَوَجَدْتُهُمْ كَالإِخَاذِ. فَالإِخَاذُ يُرْوِي الرَّجُلَ وَالإِخَاذُ يُرْوِي الرَّجُلَيْنِ وَالإِخَاذُ يُرْوِي الْعَشَرَةَ وَالإِخَاذُ يُرْوِي الْمِائَةَ وَالإِخَاذُ لَوْ نَزَلَ بِهِ أَهْلُ الأَرْضِ لأَصْدَرَهُمْ. فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ مِنْ ذَلِكَ الإِخَاذِ.


        قال الحاكم في المستدرك : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، بِهَمْدَانَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ، ثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ»


        قال مسلم في صحيحه : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، " فِيَّ نَزَلَتْ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ} [الأنعام: 52] وَالْعَشِيِّ قَالَ: نَزَلَتْ فِي سِتَّةٍ: أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ مِنْهُمْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ قَالُوا لَهُ: تُدْنِي هَؤُلَاءِ "


        قال أحمد في مسنده : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ الْمَوْتُ قِيلَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوْصِنَا. قَالَ: أَجْلِسُونِي. فَقَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا، ثُمَّ أَسْلَمَ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ "


        قال الطبراني في المعجم الكبير : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: " كَانَ أَصْحَابُ الْقَضَاءِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةٌ: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَعَبْدُ اللهِ، وَأُبَيٌّ، وَزَيْدٌ، وَأَبُو مُوسَى "


        قال ابن سعد في الطبقات : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: شَامَمْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ:
        إِلَى عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَمُعَاذٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. فَشَامَمْتُ هَؤُلاءِ السِّتَّةِ فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ.


        جاء في العلم لزهير بن حرب : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " كَانَ يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْ سِتَّةٍ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ عُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَزَيْدٌ يُشْبِهُ عِلْمُهُمْ بَعْضَهُمْ بَعْضًا، وَكانَ يَقْتَبِسُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَكَانَ عَلِيٌّ، وَأُبَيٌّ، وَالْأَشْعَرِيُّ يُشْبِهُ عِلْمُهُمْ بَعْضَهُمْ بَعْضًا، وَكَانَ يَقْتَبِسُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَكَانَ الْأَشْعَرِيُّ إِلَى هَؤُلَاءِ؟ قَالَ كَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ "


        قال احمد في مسنده : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَأَنْ تَسْتَمِعَ سِوَادِي، حَتَّى أَنْهَاكَ "
        قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: " سِوَادِي: سِرِّي، قَالَ: أَذِنَ لَهُ أَنْ يَسْمَعَ سِرَّهُ "


        حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ، حَدَّثَهُمْ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَأَنْ تَسْمَعَ سِوَادِي، حَتَّى أَنْهَاكَ "


        يتبع ..

        تعليق


        • #5
          رد: الرد بالآثار الصحيحة على من قال بكشف الوجه

          ما جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ }:

          قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ صَالِحٍ الدَّهَّانِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31] قَالَ: «الْكَفُّ وَرُقْعَةُ الْوَجْهِ»

          فهذا ما لا تبديه المرأة و ذلك لأمور:

          (1)
          لانه ظاهر النص .

          و قد أورده ابن أبي حاتم في تفسيره تحت "قوله"ولا يبدين زينتهن" "

          و ساق بإسناده قول ابن مسعود رضي الله عنه أن الزينة زينتان و قوله رضي الله عنه أن المراد بالزينة "الْقُرْطُ، وَالدُّبْلُوجُ وَالْخَلْخَالُ وَالْقِلَادَةُ " ثم ساق أثر جابر بن زيد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناده :

          قال ابن ابي حاتم: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْغَزِّيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيَحْمَدِيُّ، ثنا صَالِحٌ الدَّهَّانُ، عَنْ جَابِرِ ابن زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ قَالَ: رُقْعَةُ الْوَجْهِ وَبَاطِنُ الْكَفِّ.

          وختم تفسير هذا الجزء من الاية بأثر ابن شهاب الزهري :

          قال ابن أبي حاتم: قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31] قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: «قَالَ لَا يَبْدُو لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ مَنْ لَا يَحِلُّ لَهُ إِلَّا الْأَسْوِرَةُ وَالْأَخْمِرَةُ وَالْأَقْرِطَةُ، مِنْ غَيْرِ حَسْرٍ، وَأَمَّا عَامَّةُ النَّاسِ فَلَا يَبْدُو مِنْهَا إِلَّا الْخَوَاتِمُ»

          ثم عقد بابا اخر في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" و اورد فيه أثر الاعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما :

          قال ابن ابي حاتم في تفسيره : حَدَّثَنَا الْأَشَجُّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
          إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] قَالَ: «وَجْهَهَا وَكَفَّاهَا، وَالْخَاتَمَ» .

          ورواية الأعمش عن سعيد بن جبير ليست محمولة على الاتصال ما لم يبين السماع:

          جاء في جامع التحصيل للعلائي :

          قال بن المديني إنما سمع الأعمش من سعيد بن جبير أربعة أحاديث قال "صلى بنا بن عباس على طنفسة" وحديث أبي موسى "ما أحد أصبر على أذى من الله" وقول بن عباس "الوتر بسبع أو خمس" وقول سعيد بن جبير "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر"

          فتأمل تتبع علي بن المديني لسماع الاعمش حتى في الموقوف من قول سعيد بن جبير.

          و أما من جهة المتن فقد زاد الاعمش فيه على رواية جابر بن زيد قوله تعالى "الا ما ظهر منها" و لفظ "الخاتم"

          وهذا التفصيل في بيان الامر و الاستثناء قد بينه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما مر معنا .

          ورواية ابن أبي حاتم اثر جابر بن زيد في باب ولا يبدين زينتهن تأكيد منه ان هذا في ما لا تبديه المرأة.

          و ابن أبي حاتم هو من أئمة الجرح والتعديل ومعرفة الرجال وعلل الحديث:


          قال أبوبكر محمد بن عبد الله البغدادي: كان من منة الله على عبد الرحمن أنه ولد بين قماطر العلم والروايات، وتربى بالمذاكرات مع أبيه وأبي زرعة، فكانا يزقّانه كما يُزق الفرخ الصغير ويعنيان به، فاجتمع له مع جوهر نفسه كثرة عنايتهما، ثم تمت النعمة برحلته مع أبيه، فأدرك الإسناد وثقات الشيوخ بالحجاز والعراق والشام والثغور، وسمع بانتخابه حين عرف الصحيح من السقيم، فترعرع في ذلك، ثم كانت رحلته الثانية بنفسه بعد تمكن معرفته، فعرف له ذلك، وتقدم بحسن فهمه وديانته، وقديم سلفه.

          وقال أبو يعلى الخليلي: أخذ علم أبيه وأبي زرعة، وكان بحراً في العلوم ومعرفة الرجال والحديث الصحيح من السقيم، وله من التصانيف ما هو أشهر من أن يوصف؛ في الفقه، والتواريخ، واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار... الخ.


          (2) أن جابر بن زيد هو الذي روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله ان تسدل المرأة المحرمة الجلباب على وجهها ولا تقلبه ولا تعطفه وقد مر معنا هذا الاثر فراجعه في موضعه.


          (3) كان جابر بن زيد يكره ان تظهر المرأة خفها.

          جاء في أحكام النساء للامام أحمد : أخبرنا حرب، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا زياد بن الربيع، عن صالح الدهان، عن جابر بن زيد: أنه كان يكره أن تظهر المرأة خفها، ويقول: إنه يصف قدمها.

          فكيف يتصور أن يقول جابر بن زيد ان تظهر المرأة رقعة وجهها !


          (4) كره جابر بن زيد ان تكتحل المرأة المحرمة بالاثمد.

          قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «تَلْبَسُ الْمُحْرِمَةُ مَا شَاءَتْ مِنَ الثِّيَابِ، مِنْ شَرِيفِهَا وَغَرِيبِهَا، وَلَا تَكْتَحِلْ بِالْإِثْمِدِ فَكَرِهَهُ»

          وهو قول عائشة رضي الله عنها " اكْتَحِلِي بِأِيِّ كُحْلٍ شِئْتِ غَيْرَ الْإِثْمَدِ " أَوْ قَالَتْ: " غَيْرَ كُلِّ كُحْلٍ أَسْوَدَ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ , وَلَكِنَّهُ زِينَةٌ وَنَحْنُ نَكْرَهُهُ " وقد مر معنا فراجعه في موضعه .

          وهو قول مجاهد وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما :

          قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: أَتَكْتَحِلُ الْمُحْرِمَةُ بِالْإِثْمِدِ؟ قَالَ: «لَا»، قُلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ طِيبٌ، قَالَ: «إِنَّهُ فِيهِ زِينَةٌ»


          (5) أن تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما قد تتابعوا على ذكر أعيان الزينة من كحل وخضاب وخاتم وثياب ولم يذكر واحد منهم "رقعة الوجه " :

          الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين الفوائد رواية أبي بكر المروزي :حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا فُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: " {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] " قَالَ: «ثِيَابُهَا وَكُحْلُهَا وَخِضَابُهَا»


          قال ابن ابي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَعِكْرِمَةَ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31] قَالَا: « الْكُحْلُ وَالْخَاتَمُ وَالثِّيَابُ »


          قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: " الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ: الْخِضَابُ، وَالْكُحْلُ "


          مصنف عبد الرزاق : عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " كَانَ يُنْهَى أَنْ تَطَيَّبَ الْمَرْأَةُ، وَتَزَيَّنُ ثُمَّ تَخْرُجُ قُلْتُ: وَالنَّاكِحُ؟ قَالَ: «وَالنَّاكِحُ»، ثُمَّ قَالَ: {وَلَا تَبَرَّجْنَ} [الأحزاب: 33]، قَالَ لَهُ آخَرُ: وَتَبَرُّجٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ تَخْرُجُ كَذَلِكَ، فَيُسْأَلُ عَنْهَا مَنْ هِيَ؟»


          مصنف عبد الرزاق : عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا بَأْسَ بِأَنْ تُنْكَحَ الْمُجَاوِرَةُ فِي جِوَارِهَا، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسُئِلَ عَطَاءٌ أَتَتَطَيَّبُ الْمُعْتَكِفَةُ، وَتَتَزَيَّنُ؟ فَقَالَ: «لَا، أَتُرِيدُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهَا زَوْجُهَا؟ لَا تَطَيَّبُ»، قُلْتُ: فَفَعَلَتْ، أَيَقْطَعُ ذَلِكَ جِوَارَهَا؟
          قَالَ: «لَا، وَلِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ، وَهِيَ فِي عِبَادَةٍ، وَتَخَشُّعٍ؟ إِنَّمَا طِيبُ الْمَرْأَةِ، وَزِينَتُهَا لِزَوْجِهَا»


          قال ابن أبي شيبة في مصنفه :حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: كُنَّ النِّسَاءُ الْأَوَّلُونَ يَجْعَلْنَ فِي أَكَمَةِ أَدْرُعِهِنَّ مَزَارًا تُدْخِلُهُ إِحْدَاهُنَّ فِي إِصْبَعِهَا تُغَطِّي بِهِ الْخَاتَمَ

          وهذا كله مما لا تتعمد المرأة اظهاره ويكفي في هذا امر عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء بإخفاء الحناء وأثر مجاهد هذا وغيره مما ورد في موضعه .


          يتبع....



          تعليق


          • #6
            رد: الرد بالآثار الصحيحة على من قال بكشف الوجه


            (6) ما رواه أبو نعيم في الحلية قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عيينة، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْمُهَلَّبِ وَذَكَرُوا عِنْدَهَا جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ فَقَالُوا: " إِنَّهُ كَانَ أَبَاضِيًّا، فَقَالَتْ: كَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ أَشَدَّ النَّاسِ انْقِطَاعًا إِلَيَّ وَإِلَى أُمِّي، فَمَا أَعْلَمُ شَيْئًا كَانَ يُقَرِّبُنِي إِلَى اللهِ إِلَّا أَمَرَنِي بِهِ، وَلَا شَيْئًا يُبَاعِدُنِي، عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا نَهَانِي عَنْهُ، وَمَا دَعَانِي إِلَى الْأَبَاضِيَّةِ قَطُّ، وَلَا أَمَرَنِي بِهَا، وَإِنْ كَانَ لَيَأْمُرُنِي أَنْ أَضَعَ الْخِمَارَ، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى الْجَبْهَةِ "


            وقد احتج بهذا الأثر بعض من قال بجواز كشف الوجه و في إسناده حجاج بن أبي عيينة وهو رجل "صالح"


            قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل : ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: حجاج بن ابى عيينة بن المهلب صالح.


            قال ابن حجر في النكت على كتاب ابن الصلاح ((من عادتهم إذا أرادوا وصف الراوي بالصلاحية في الحديث قيدوا ذلك، فقالوا: صالح الحديث. فإذا أطلقوا الصلاح، فإنما يريدون به في الديانة. والله أعلم)).


            وقال في " تهذيب التهذيب " ترجمة إسحاق بن إبراهيم الحنيني: " قال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: صالح.
            يعني في دينه لا في حديثه ".


            و أما إذا قيل صالح الحديث فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل:
            "فَإِنَّهُ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ لِلِاعْتِبَارِ."


            ولا يعلم لحجاج بن أبي عيينة سماع من هند ولا يعلم هل عاصرها أم لا:


            جاء في التاريخ الكبير للبخاري:
            حجاج بْن أَبِي عيينة، عَنْ هند بنت المهلب روى عَنْهُ حماد بْن زَيْد وسَعِيد بْن عامر، منقطع،
            يعد فِي الْبَصْرِيّين، هو ابْن المهلب ، المهلبي أخو مُحَمَّد بْن أَبِي عيينة.


            وحين ذكر أخاه محمدا قال:
            مُحَمد بْن أَبي عُيَينَة بْن المُهَلَّب، العَتَكِيُّ، المُهَلَّبِيُّ، البَصرِيُّ.
            سَمِعَ مُعاوية بْن قُرَّة، وقرأ رسالة عُمَر بْن عَبد العزيز، وسَمِعَ هِند بنت المُهَلَّب، سَمِعَ منه وهب بْن جَرير، ومُوسى بْن إِسماعِيل.
            أُراه أخا الحَجّاج بْن أَبي عُيَينَة.


            و جاء في تاريخ دمشق لابن عساكر:
            حكى عنها ابنا أخيها حجاج ومحمد ابنا أبي عيينة بن المهلب


            ومحمد بن أبي عيينة هذا قال عنه ابن حبان في كتابه الثقات:
            "مُحَمَّد بْن أبي عُيَيْنَة بْن الْمُهلب الْعَتكِي المهلبي من أهل الْبَصْرَة أَخُو الْحجَّاج بْن أبي عُيَيْنَة يروي عَنْ مُعَاوِيَة بن قُرَّة روى عَنهُ وهب بْن جرير ومُوسَى بْن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي وَكَانَ شَاعِرًا هجاء يروي الحكايات لَيْسَ من أهل الْعلم الَّذِي يرجع إِلَى رِوَايَته وَيحكم بِمَا يرويهِ وَلَكِنِّي ذكرته ليعلم أَن لَهُ رِوَايَات يَرْوِيهَا"


            ولم أقف على رواية تدل على سماع حجاج من هند الا ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق قال:
            "أخبرنا أبو الحسن الفقيهان وأبو المعالي بن الشعيري قالوا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو بكر الخرائطي نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد نا أبي نا حماد بن زيد عن حجاج بن أبي عتبة قال حدثتني هند ابنة المهلب قالت قلت للحسن: يا أبا سعيد ينظر الرجل إلى عنق أخته وإلى قرطها وإلى شعرها قال لا ولا كرامة"


            قال ابن عساكر: "كذا في الأصل والصواب ابن أبي عيينة"


            و الاثر في كتاب مكارم الأخلاق للخرائطي :
            "حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْمُهَلَّبِ، قَالَتْ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، " أَيَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَىعُنُقِ أُخْتِهِ، وَإِلَى قُرْطِهَا، وَإِلَى شَعَرِهَا؟، قَالَ: لا، وَلا كَرَامَةَ "


            والصواب بن أبي عيينة


            وأبو قلابة هو عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم


            جاء في سؤالات الحاكم للدارقطني :
            عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم أَبُو قلَابَة قيل لنا إِنَّه كَانَ مجاب الدعْوَة صَدُوق كثير الْخَطَأ فِي الْأَسَانِيد والمتون لَا يحْتَج بِمَا ينْفَرد بِهِ



            قال ابن رجب في شرح علل الترمذي : "قواعد في العلل"
            "-القاعدة الأولى- : الصالحون غير العلماء يغلب على حديثهم الوهم والغلط، وقد قال أبو عبد الله بن مندة: إذا رأيت في حديث: "فلان الزاهد" فاغسل يدك منه."


            وقال الخطيب في الكفاية : " بَابُ تَرْكِ الِاحْتِجَاجِ بِمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الضَّبْطِ وَالدِّرَايَةِ , وَإِنْ عُرِفَ بِالصَّلَاحِ وَالْعِبَادَةِ"


            وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ:
            " حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى: كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: لَا تَأْخُذِ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ، وَخُذْ مِمَّنْ سِوَى ذَلِكَ، لَا تَأْخُذْ مِنْ سَفِيهٍ مُعْلِنٍ بِالسَّفَهِ وَإِنْ كَانَ أَرْوَى النَّاسِ، وَلَا تَأْخُذْ مِنْ كَذَّابٍ يَكْذِبُ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ إِذَا جُرِّبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ لَا يُتَّهَمُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ولا من صاحب هوى يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ، وَلَا مِنْ شَيْخٍ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ إِذَا كَانَ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ.
            قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيِّ» مَوْلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا هَذَا، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ بِهَذَا الْبَلَدِ- يَعْنِي الْمَدِينَةَ- مَشْيَخَةً لَهُمْ فَضْلٌ وَصَلَاحٌ وَعِبَادَةٌ يُحَدِّثُونَ مَا سَمِعْتُ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَدِيثًا قَطُّ. قِيلَ: وَلِمَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مَا يُحَدِّثُونَ."


            قال عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال: "حَدثنِي عبيد الله القواريري قَالَ سَمِعت يحيى بن سعيد يَقُول مَا رَأَيْت الْكَذِب فِي أحد أَكثر مِنْهُ فِيمَن ينْسب إِلَى الْخَيْر
            حَدثنِي من سمع عَفَّان عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد عَن أَبِيه قَالَ مَا رَأَيْت الصَّالِحين أكذب مِنْهُم فِي الحَدِيث
            قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن فَلَقِيت أَنا مُحَمَّد بن يحيى بِالْبَصْرَةِ وَسَأَلته فَقَالَ سَمِعت أبي يَقُول مَا رَأَيْت الْكَذِب فِي أحد أَكثر مِنْهُ فِيمَن ينْسب إِلَى الْخَيْر"


            قال مسلم في مقدمة صحيحه :" يَقُولُ: يَجْرِي الْكَذِبُ عَلَى لِسَانِهِمْ، وَلَا يَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ "


            قال النووي في شرحه على مسلم : "مَا قَالَهُ مُسْلِمٌ أَنَّهُ يَجْرِي الْكَذِبُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَلَا يَتَعَمَّدُونَ ذَلِكَ لِكَوْنِهِمْ لَا يُعَانُونَ صِنَاعَةَ أَهْلِ الْحَدِيثِ فَيَقَعُ الخطأ فى رواياتهم ولا يعرفونه ويرون الْكَذِبَ وَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَذِبٌ وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَقِّ أَنَّ الْكَذِبَ هُوَ الْإِخْبَارُ عَنِ الشَّيْءِ بِخِلَافِ مَا هُوَ عَمْدًا كَانَ أَوْ سَهْوًا أَوْ غَلَطًا."


            قال مسلم في مقدمة صحيحه: "حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ أَيُّوبُ : إِنَّ لِي جَارًا ، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ ، وَلَوْ شَهِدَ عِنْدِي عَلَى تَمْرَتَيْنِ مَا رَأَيْتُ شَهَادَتَهُ جَائِزَةً ."


            قال ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال : "حَدَّثَنَا عَبد الْمَلِكِ بْنُ مُحَمد سنة اثنتين وتسعين ومِئَتَيْن، أَخْبَرنا الربيع بن سليمان أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنِي عَمِّي مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِني لأَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ ذِكْرِهِ إلاَّ كَرَاهِيَةُ أَنْ يَسْمَعَ سَامِعٌ فَيَقْتَدِي بِهِ، أَسْمَعُهُ مِنَ الرَّجُلِ لا أَثِقُ بِهِ قَدْ حدثه عمن أثق، وَأَسْمَعُهُ مِنَ الرَّجُلِ أَثِقُ بِهِ قَدَّ حَدَّثَ عَمَّنْ لا أَثِقُ بِهِ."


            قال ابن عدي في الكامل : "وَأَخْبَرَنَا عَمْرو بْنُ حَفْصٍ الْعِمَمِيُّ، أَخْبَرنا خَشِيشُ بْنُ أَصْرَمَ، قَال: حَدَّثَنا عَبد الرَّزَّاق، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَن عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةَ يَقُولُ: أَنْتُمْ أَكْثَرُ صَلاةً وَصِيَامًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَلَكِنَّ الْكَذِبَ قَدْ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِكُمْ."


            قال ابن عدي في الكامل : "حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرنا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا ذَكَرَ الْحَدِيثَ عَنِ الرَّجُلِ الضعيف قطب."


            وقال ابن عدي في الكامل : "نَهْيُ الرَّجُلِ أَنْ يَأْخُذَ الْعِلْمَ إلاَّ عَمَّنْ يَرْضَاهُ لأَنَّ الْعِلْمَ دِينٌ."


            قال مسلم في مقدمة صحيحه :حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، وَهِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَحَدَّثَنَا فُضَيْلٌ ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ : وَحَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ .


            قال ابن عدي في الكامل : "أَخْبَرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، أَخْبَرنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدروقي، حَدَّثني خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَال: وَدَّعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، فَقَالَ لِي: عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَطَلَبِ هَذَا الأَمْرِ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ."


            قال مسلم في مقدمة صحيحه: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ، أَخْبَرَنَا عِيسَى ، وَهُوَ ابْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ : لَقِيتُ طَاوُسًا فَقُلْتُ : حَدَّثَنِي فُلَانٌ كَيْتَ وَكَيْتَ ، قَالَ : إِنْ كَانَ صَاحِبُكَ مَلِيًّا فَخُذْ عَنْهُ ."

            قال البيهقي في معرفة السنن والآثار :" يَعْنِي حَافِظًا ثِقَةً"


            قال ابن عدي في الكامل : "أَخْبَرنا زكريا السَّاجي، قَالَ: سَمِعْتُ بُنْدَارا يَقُولُ: ضَرَبَ عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَلَى نَيِّفٍ وَثَمَانِينَ شيخا حدث عنهم الثَّوْريّ."


            قال ابن عدي في الكامل : "حَدَّثَنَا عَبد الْمَلِكِ بْنُ مُحَمد سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ ومِئَتَيْن، حَدَّثَنا الرَّبِيعُ، قَال: قَال الشَّافِعِيُّ: وَمَنْ حَدَّثَ عَنْ كَذَّابٍ لَمْ يَبْرَأْ مِنَ الْكَذِبِ، ولاَ يُقْبَلُ الْخَبَرُ إلاَّ مِمَّنْ عُرِفَ بِالاسْتِئْهَالِ لأَنْ يُقْبَلَ خَبَرُهُ، وَلَمْ يُكَلِّف اللَّهُ أَحَدًا أَنْ يَأْخُذَ دِينَهُ عَمَّنْ لا يُعْرَف، ومَنْ كَثُرَ غَلَطُهُ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ صَحِيحٌ لَمْ يُقْبَلْ حَدِيثُهُ، كَمَا يَكُونُ مَنْ كَثُرَ غَلَطُهُ فِي الشَّهَادَةِ لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَتُهُ."


            قال ابن عدي في الكامل : "كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمد بْنِ أَيُّوبَ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَسَّانَ، يَعْنِي زُنَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَهْزَ بْنَ أَسَدٍ يَقُولُ إِذَا ذُكِرَ لَهُ الإِسْنَادُ الصَّحِيحُ قَالَ: هَذِهِ شَهَادَاتُ الرِّجَالِ الْعُدُولِ الْمَرْضِيِّينَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَإِذَا ذُكِرَ لَهُ الإِسْنَادُ فِيهِ شَيْءٌ قَالَ: هَذَا فِيهِ عُهْدَةٌ وَيَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِرَجُلٍ عَلَى رَجُلٍ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ ثُمَّ جَحَدَهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَخْذَهَا مِنْهُ إلاَّ بِشَاهِدِيْنِ عَدْلَيْنِ، فَدِينُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُؤْخَذَ مِنَ الْعُدُولِ، وَكَانَ بَهْزٌ يَقُولُ: لا تَأَخُذُوا الْحَدِيثَ عمن لا يقول حَدَّثَنا."


            قال ابن عدي في الكامل : "حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَكْرَمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْكَرِيمِ، وَغَيْرِهِمَا، قَالُوا: أَخْبَرنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمد، أَخْبَرنا قَرَّادٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَة يَقُولُ: كُلُّ حَدِيثٍ لَيْسَ فِيهِ حَدَّثَنا وَأَخْبَرَنَا فَهُوَ خَلُّ وَبَقْلٌ."


            قال ابن عدي في الكامل : "حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ، أَخْبَرنا عَبد اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَال: قَال وَكِيعٌ: أَيُّمَا أَعْجَبُ إِلَيْكُمْ: الأَعْمَش، عَن أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبد اللَّهِ، أَوْ سُفيان، عَن مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبد اللَّهِ؟ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: الأَعْمَش، عَن أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبد اللَّهِ أَقْرَبُ، فَقَالَ: الأَعْمَش شَيْخٌ، وأَبُو وَائِلٍ شَيْخٌ، سُفيان، عَن مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم، عن علقمة فقهاء."


            قال ابن عدي في الكامل : "سَمِعْتُ عُمَر بْنَ سِنَانٍ يَقُولُ: سَمعتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيَّ يَقُولُ: سَمعتُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: وَجَدْتُ كِتَابًا بِخَطِّي فِي وَسَطِ كُتُبِي لِشُعْبَةَ، فَنَظَرْتُ فيه فلم أعرفه فتركته."


            قال ابن عدي في الكامل : "أَخْبَرنا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بن الأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَحَادِيثَ مَعْرُوفَةً مَا هِيَ بِمَعْرُوفَةٍ الْيَوْمَ، وَأَدْرَكْتُ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ بِمَعْرُوفَةٍ إِنَّمَا هِيَ الْيَوْمَ الْمَعْرُوفُ."


            قال الرامهرمزي في المحدث الفاصل بين الراوي والواعي : "حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: " آلَةُ الْحَدِيثِ: الصِّدْقُ، وَالشُّهْرَةُ، وَالطَّلَبُ، وَتَرْكُ الْبِدَعِ، وَاجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ "


            قال الرامهرمزي في المحدث الفاصل بين الراوي والواعي : "حَدَّثَنَا زَنْجُويَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: «التَّفَقُّهُ فِي مَعَانِي الْحَدِيثِ نِصْفُ الْعِلْمِ، وَمَعْرِفَةُ الرِّجَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ»"

            تعليق


            • #7
              رد: الرد بالآثار الصحيحة على من قال بكشف الوجه


              قال الرامهرمزي في المحدث الفاصل بين الراوي والواعي - الْقَوْلُ فِيمَنْ يُسْتَحَقُّ الْأَخْذُ عَنْهُ-:

              "حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ أَنَّ الرَّبِيعَ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: " وَيَكُونُ الْمُحَدِّثُ عَالِمًا بِالسُّنَّةِ ثِقَةً فِي دِينِهِ , مَعْرُوفًا بِالصِّدْقِ فِي حَدِيثِهِ , عَدْلًا فِيمَا يُحَدِّثُ , عَالِمًا بِمَا يَحْمِلُ مِنْ مَعَانِي الْحَدِيثِ، بَعِيدًا مِنَ الْغَلَطِ، أَوْ يَكُونُ مِمَّنْ يُؤَدِّي الْحَدِيثَ بِحُرُوفِهِ كَمَا سَمِعَهُ، لَا يُحَدِّثُ عَلَى الْمَعْنَى، لِأَنَّهُ إِذَا حَدَّثَ عَلَى الْمَعْنَى وَهُوَ غَيْرُ عَالِمٍ بِمَا يَحْتَمِلُ مَعْنَاهُ، لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَحْمِلُ الْحَلَالَ عَلَى الْحَرَامِ، فَإِذَا أَدَّاهُ بِحُرُوفِهِ لَمْ يَبْقَ وَجْهٌ يُخَافُ فِيهِ إِحَالَةُ الْحَدِيثِ، وَيَكُونُ حَافِظًا إِنْ حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ، حَافِظًا لِكِتَابِهِ إِنْ حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ، يُؤْمَنُ أَنْ يَكُونَ مُدَلِّسًا، يُحَدِّثُ عَمَّنْ لَقِيَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ، أَوْ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَا يُحَدِّثُ الثِّقَاتُ بِخِلَافِهِ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَيَكُونُ هَكَذَا فِي حَدِيثِهِ حَتَّى يَنْتَهِي بِالْحَدِيثِ مَوْصُولًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ عَرَفْنَاهُ دَلَّسَ مَرَّةً، فَقَدْ بَانَ لَنَا عَوَارُهُ فِي رِوَايَتِهِ، وَلَيْسَ تِلْكَ الْعَوْرَةُ كَذِبًا فَنَرُدُّ حَدِيثَهُ، وَلَا بِنَصِيحَةٍ فِي الصِّدْقِ فَنَقْبَلُ مِنْهُ مَا قَبْلِنَا مِنْ أَهْلِ النَّصِيحَةِ فِي الصِّدْقِ، فَنَقُولُ: لَا نَقْبَلُ مِنْ مُدَلِّسٍ حَدِيثًا حَتَّى يَقُولَ: سَمِعْتُ أَوَ حَدَّثَنِي وَمَنْ كَثُرَ تَخْلِيطُهُ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلُ كِتَابٍ صَحِيحٍ لَمْ نَقْبَلْ حَدِيثَهُ وَنَقْبَلُ الْخَبَرَ الْوَاحِدَ وَنَسْتَعِمُلُهُ، تَلَقَّاهُ الْعَمَلُ أَوْ لَمْ يَتَلٌقَّهُ الْعَمَلُ، وَهُوَ أَهْلٌ لِلْحَدِيثِ " قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ وَالنَّخَعِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ يَذْهَبُونَ إِلَى أَلَّا يَقْبَلُوا الْحَدِيثَ إِلَّا عَنْ مَنْ عُرِفَ قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَمَا لَقِيتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُخَالِفُ هَذَا الْمَذْهَبَ"


              قال مسلم في مقدمة صحيحه:"وَفِيمَا ذَكَرْنَا كِفَايَةٌ لِمَنْ تَفَهَّمَ وَعَقَلَ مَذْهَبَ الْقَوْمِ فِيمَا قَالُوا مِنْ ذَلِكَ وَبَيَّنُوا، وَإِنَّمَا أَلْزَمُوا أَنْفُسَهُمُ الْكَشْفَ عَنْ مَعَايِبِ رُوَاةِ الْحَدِيثِ، وَنَاقِلِي الْأَخْبَارِ، وَأَفْتَوْا بِذَلِكَ حِينَ سُئِلُوا لِمَا فِيهِ مِنْ عَظِيمِ الْخَطَرِ، إِذِ الْأَخْبَارُ فِي أَمْرِ الدِّينِ إِنَّمَا تَأْتِي بِتَحْلِيلٍ، أَوْ تَحْرِيمٍ، أَوْ أَمْرٍ، أَوْ نَهْيٍ، أَوْ تَرْغِيبٍ، أَوْ تَرْهِيبٍ، فَإِذَا كَانَ الرَّاوِي لَهَا لَيْسَ بِمَعْدِنٍ لِلصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ، ثُمَّ أَقْدَمَ عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْهُ مَنْ قَدْ عَرَفَهُ، وَلَمْ يُبَيِّنْ مَا فِيهِ لِغَيْرِهِ مِمَّنْ جَهِلَ مَعْرِفَتَهُ كَانَ آثِمًا بِفِعْلِهِ ذَلِكَ، غَاشًّا لِعَوَامِّ الْمُسْلِمِينَ، إِذْ لَا يُؤْمَنُ عَلَى بَعْضِ مَنْ سَمِعَ تِلْكَ الْأَخْبَارَ أَنْ يَسْتَعْمِلَهَا، أَوْ يَسْتَعْمِلَ بَعْضَهَا وَلَعَلَّهَا، أَوْ أَكْثَرَهَا أَكَاذِيبُ لَا أَصْلَ لَهَا، مَعَ أَنَّ الْأَخْبَارَ الصِّحَاحَ مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ وَأَهْلِ الْقَنَاعَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى نَقْلِ مَنْ لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلَا مَقْنَعٍ ...."


              واعلم رحمك الله أن الجبهة من الوجه :

              قال تعالى : فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ [الذاريات: 29]


              قال البخاري في صحيحه –سورة والذاريات-: {فَصَكَّتْ}: " فَجَمَعَتْ أَصَابِعَهَا، فَضَرَبَتْ بِهِ جَبْهَتَهَا"


              قال ابن جرير في تفسيره : حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله (فَصَكَّتْ وَجْهَهَا) قال: جبهتها.


              وقال تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ


              قال ابن جرير الطبري في تفسيره : "الوجه" الذي أمر الله جل ذكره بغسله القائمَ إلى صلاته: كل ما انحدر عن منابت شَعَر الرأس....."



              وإن صح أثر هند بنت المهلب فمعناه هو ما جاء
              :

              عن عبيدة السلماني:" وَأَدْنَى رِدَاءَهُ مِنْ فَوْقٍ حَتَّى جَعَلَهُ قَرِيبًا مِنْ حَاجِبِهِ أَوْ عَلَى الْحَاجِبِ"

              وعن ابن سيرين قال: " تُغَطّي إحدى عينيها وجبهتها والشِّق الآخر، إلّا العين."

              وعن قتادة قال: " أَخَذَ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ إِذَا خَرَجْنَ أَنْ يَقْنَعْنَ عَلَى الْحَوَاجِبِ {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} وَقَدْ كَانَتِ الْمَمْلُوكَةُ إِذَا مَرَّتْ تَنَاوَلُوهَا بِالْإِيذَاءِ، فَنَهَى اللَّهُ الْحَرَائِرَ أَنْ يَتَشَبَّهْنَ بِالْإِمَاءِ "



              وقد مر معنا كيف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى امْرَأَة عَلَيْهَا جِلْبَاب مُتَقَنِّعَة بِهِ فقال "أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَشَبَّهِ الْأَمَةُ بِسَيِّدَتِهَا"


              يتبع..........

              تعليق


              • #8
                رد: الرد بالآثار الصحيحة على من قال بكشف الوجه

                ما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في إنكاره الكحل للمحرمة:

                قال مسلم في صحيحه : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنْ حَاتِمٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَسَأَلَ عَنِ الْقَوْمِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي فَنَزَعَ زِرِّي الْأَعْلَى، ثُمَّ نَزَعَ زِرِّي الْأَسْفَلَ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ شَابٌّ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ، يَا ابْنَ أَخِي، سَلْ عَمَّا شِئْتَ، فَسَأَلْتُهُ، وَهُوَ أَعْمَى، وَحَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ، فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ مُلْتَحِفًا بِهَا، كُلَّمَا وَضَعَهَا عَلَى مَنْكِبِهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيْهِ مِنْ صِغَرِهَا، وَرِدَاؤُهُ إِلَى جَنْبِهِ، عَلَى الْمِشْجَبِ، فَصَلَّى بِنَا، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسْعًا ، فَقَالَ:........ وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِبُدْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مِمَّنْ حَلَّ، وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا، وَاكْتَحَلَتْ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي أَمَرَنِي بِهَذَا، قَالَ: فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ بِالْعِرَاقِ: فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ لِلَّذِي صَنَعَتْ، مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذَكَرَتْ عَنْهُ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «صَدَقَتْ صَدَقَتْ مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ؟» قَالَ قُلْتُ: اللهُمَّ، إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ، قَالَ: «فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلَا تَحِلُّ»...."

                قال ابن قدامة في المغني : وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ مَمْنُوعَةً مِنْ ذَلِكَ.

                قال النووي في شرحه على مسلم : فِيهِ إِنْكَارُ الرَّجُلِ عَلَى زَوْجَتِهِ مَا رَآهُ مِنْهَا مِنْ نَقْصٍ فِي دِينِهَا لِأَنَّهُ ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ فَأَنْكَرَهُ

                قال شمس الدين محمد بن عبد الله الزركشي في شرحه على مختصر الخرقي : "فدل هذا على أنها قبل الإحلال ممنوعة من ذلك. وتقييده بالأسود لأنه الذي تحصل به الزينة، فيخرج ما ليس للزينة، كالذي يتداوى به، فلا تمنع منه."


                ما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}:


                قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، قَالَ: نا نَافِعٌ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ: الْوَجْهُ، وَالْكَفَّانِ "

                ذكر حال هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي :

                جاء في العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله – طبعة دار الخاني ، الطبعة الثانية ، تحقيق وصي الله بن محمد عباس، المجلد الأول ص 305 النص 511 : قَالَ أبي هِشَام بن الْغَاز صَالح الحَدِيث
                و في ص 507 من المجلد الثاني، النص 3341: سَأَلته عَن هِشَام بن الْغَاز بن ربيعَة الجرشِي فَقَالَ صَالح

                جاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم في ذكر حال عمر بن عمرو بن عبد الاحموسى : وسمعته (أي أبا حاتم) يقول لا بأس به صالح الحديث هو من ثقات الحمصيين بابة عتبة بن ابى حكيم وهشام بن الغاز.

                و عتبة بن ابى حكيم الهمداني قال عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: سمعت أبي يقول كان أحمد بن حنبل يوهنه قليلا. قال ابن أبي حاتم أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول عتبة بن ابى حكيم ضعيف الحديث.قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال صالح لا بأس به.

                وهشام بن الغاز ذكره الدارقطني في أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته عن الثقات عند البخاري ومسلم في باب منْ ذكره البُخَارِيّ اعْتِبَارا بحَديثه وَرِوَايَته أَو مَقْرُونا مَعَ غَيره

                وجاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال: هشام بن الغاز ثقة.

                قال الخطيب في تاريخ بغداد: أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَخْلد، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: هشام بْن الغاز لَيْسَ بِهِ بأسٌ

                جاء في المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي: " فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ : مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ؟ قَالَ: ثِقَةٌ. «قُلْتُ: هشام ابن الْغَازِ؟ قَالَ: مَا أَحْسَنَ اسْتِقَامَتَهُ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وَكَانَ الْوَلِيدُ يُثْنِي عَلَيْهِ وَعَلَى ابْنِ جَابِرٍ ."
                وعبد الرحمن هو ابن إبراهيم بن عمرو بن ميمون ، ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال : الذي يقال له دحيم، كنيته : أبو سعيد ، و كان يكره أن يقال له : دحيم
                والوليد هو ابن مسلم

                جاء في المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان : «حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هِشَامُ بْنُ الْغَازِ الْجُرَشِيُّ وهو ثقة»
                هشام هو ابن عمار

                قال الخطيب في تاريخ بغداد: أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن خميرويه الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن إدريس، قَالَ: قَالَ ابن عمّار: هشام بْن الغاز شاميٌّ ثقة

                قال الخطيب في تاريخ بغداد: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الغازي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن داود الكرجي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خراش، قَالَ: هشام بْن الغاز شاميٌّ، كَانَ من خيار الناس

                وقال الحاكم في المستدرك : هِشَامَ بْنَ الْغَازِ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ

                وجاء في الثقات لابن حبان : هِشَام بْن الْغَاز بْن ربيعَة الجرشِي من أهل صيداء يرْوى عَن مَكْحُول وَنَافِع روى عَنهُ بن الْمُبَارك والوليد ووكيع وشبابة مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة وَكَانَ عابدا فَاضلا
                وفي مشاهير علماء الأمصار لابن حبان أيضا: هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي من خيار الشاميين ومتقنيهم مات سنة ست وخمسين ومائة

                وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: وكان هشام ثقة، صالح الحديث ، من خيار الناس .

                وهذا الأثر في الزينة الظاهرة تفرد به هشام عن نافع :

                قال ابن رجب في شرح علل الترمذي :
                اعلم أن معرفة صحة الحديث وسقمه تحصل من وجهين:
                أحدهما: معرفة رجاله وثقتهم وضعفهم، ومعرفة هذا هين، لأن الثقات والضعفاء قد دونوا في كثير من التصانيف، وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التواليف.
                والوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف، إما في الإسناد وإما في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع ونحو ذلك، وهذا هو الذي يحصل من معرفته واتقانه (وكثرة ممارسته) الوقوف على دقائق علل الحديث.

                وجاء في شرح علل الترمذي: وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه أنه لا يتابع عليه، ويجعلون ذلك علة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضاً، ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه.

                قال الذهبي في ميزان الاعتدال : وإن تفرد الثقة المتقن يعد صحيحاً غريباً وإن تفرد الصدوق ومن دونه، يعد منكراً.

                قال ابن القيم في الفروسية :
                [قَوَاعِد جليلة فِي علم الْجرْح وَالتَّعْدِيل]
                قَالُوا وَلَا تنَافِي بَين قَول من ضعفه وَقَول من وَثَّقَهُ لِأَن من وَثَّقَهُ جمع بَين توثيقه فِي غير الزُّهْرِيّ وتضعيفه فِيهِ وَهَذِه مَسْأَلَة غير مَسْأَلَة تعَارض الْجرْح وَالتَّعْدِيل بل يظنّ قَاصِر الْعلم أَنَّهَا هِيَ فيعارض قَول من جرحه بقول من عدله وَإِنَّمَا هَذِه مَسْأَلَة أُخْرَى غَيرهَا وَهِي الِاحْتِجَاج بِالرجلِ فِيمَا رَوَاهُ عَن بعض الشُّيُوخ وَترك الِاحْتِجَاج بِهِ بِعَيْنِه فِيمَا رَوَاهُ عَن آخر
                وَهَذَا كإسماعيل بن عَيَّاش فَإِنَّهُ عِنْد أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن حجه فِي الشاميين أهل بَلَده وَغير حجه فِيمَا رَوَاهُ عَن الْحِجَازِيِّينَ والعراقيين وَغير أهل بَلَده
                وَمثل هَذَا تَضْعِيف [من ضعف] قبيصَة فِي سُفْيَان الثَّوْريّ وَاحْتج بِهِ فِي غَيره كَمَا فعل أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ
                وَهَذِه طَريقَة الحذاق من أَصْحَاب الحَدِيث أطباء علله يحتجون بِحَدِيث الشَّخْص عَمَّن هُوَ مَعْرُوف بالرواية عَنهُ وبحفظ حَدِيثه وإتقانه وملازمته لَهُ واعتنائه بحَديثه ومتابعة غَيره لَهُ ويتركون حَدِيثه نَفسه عَمَّن لَيْسَ هُوَ مَعَه بِهَذِهِ الْمنزلَة وَهَذِه حَال سُفْيَان بن حُسَيْن عِنْد جَمَاعَتهمْ ثِقَة صَدُوق وَهُوَ فِي الزُّهْرِيّ ضَعِيف لَا يحْتَج بِهِ لِأَنَّهُ إِنَّمَا لقِيه مرّة بِالْمَوْسِمِ وَلم يكن لَهُ من الاعتناء بِحَدِيث الزُّهْرِيّ وصحبته وملازمته لَهُ مَا لأَصْحَاب الزُّهْرِيّ الْكِبَار كمالك وَاللَّيْث وَمعمر وَعقيل وَيُونُس وَشُعَيْب فَإِذا تفرد مثل هَذَا بِحَدِيث عَن هَؤُلَاءِ مَعَ ملازمتهم الزُّهْرِيّ وحفظهم حَدِيثه وضبطهم لَهُ و [هُوَ] لَيْسَ مثلهم فِي الْحِفْظ والإتقان لم يكن حجَّة عِنْدهم هَذَا إِذا لم يخالفوه فَكيف إِذا خالفوه فَرفع مَا [قد] وَقَفُوهُ وَوصل مَا قطعوه وَأسْندَ مَا أَرْسلُوهُ هَذَا مِمَّا لَا يرتاب أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن فِي أَن الحاق الْغَلَط بِهِ أولى.
                وَرُبمَا يظنّ الغالط الَّذِي لَيْسَ لَهُ ذوق الْقَوْم ونقدهم أَن هَذَا تنَاقض مِنْهُم فَإِنَّهُم يحتجون بِالرجلِ ويوثقونه فِي مَوضِع ثمَّ يضعفونه بِعَيْنِه وَلَا يحتجون بِهِ فِي مَوضِع آخر وَيَقُولُونَ إِن كَانَ ثِقَة وَجب قبُول رِوَايَته جملَة وَإِن لم يكن ثِقَة وَجب ترك الِاحْتِجَاج بِهِ جملَة وَهَذِه طَريقَة قاصري الْعلم وَهِي طَريقَة فَاسِدَة مجمع بَين أهل الحَدِيث على فَسَادهَا فَإِنَّهُم يحتجون من حَدِيث الرجل بِمَا تَابعه غَيره عَلَيْهِ وَقَامَت شُهُوده من طرق ومتون أُخْرَى ويتركون حَدِيثه بِعَيْنِه إِذا روى مَا يُخَالف النَّاس أَو انْفَرد عَنْهُم بِمَا لَا يتابعونه عَلَيْهِ إِذْ الْغَلَط فِي مَوضِع لَا يُوجب الْغَلَط فِي كل مَوضِع والإصابة فِي بعض الحَدِيث اَوْ [فِي] غالبه لَا توجب الْعِصْمَة من الْخَطَأ فِي بعضه وَلَا سِيمَا إِذا علم من مثل هَذَا أغلاط عديده ثمَّ روى مَا يُخَالف النَّاس وَلَا يتابعونه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يغلب على الظَّن أَو يجْزم بغلطه"

                قال مسلم في مقدمة صحيحه :
                حُكْم أَهْلِ الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَعْرِفُ مِنْ مَذْهَبِهِمْ فِي قَبُولِ مَا يَتَفَرَّدُ بِهِ الْمُحَدِّثُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ قَدْ شَارَكَ الثِّقَاتِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْحِفْظِ فِي بَعْضِ مَا رَوَوْا، وَأَمْعَنَ فِي ذَلِكَ عَلَى الْمُوَافَقَةِ لَهُمْ، فَإِذَا وُجِدَ كَذَلِكَ، ثُمَّ زَادَ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا لَيْسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ قُبِلَتْ زِيَادَتُهُ، فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِيِّ فِي جَلَالَتِهِ، وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ، أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ، قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَلَى الِاتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِي أَكْثَرِهِ، فَيَرْوِي عَنْهُمَا، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لَا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا، وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِي الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ، فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللهُ أَعْلَمُ

                قال ابن رجب في شرح علل الترمذي معقبا على قول مسلم:
                "فصرح بأن الثقة إذا أمعن في موافقة الثقات في حديثهم، ثم تفرد عنهم بحديث قبل ما تفرد به، وحكاه عن أهل العلم"

                ومن أمثلة ذلك :

                ماجاء في تاريخ بغداد: أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ عَلَى أبي إِسْحَاق المزكى- وأنا أسمع- حدثكم السّرّاج، حَدَّثَنَا الحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني قَالَ قلت لأحمد بْن حنبل: "من تابع عفانا على حديث كذا وكذا؟ قال: وعفان يحتاج أن يتابعه أحد- أو كما قَالَ-"
                أحمد بن محمد البرقاني : ثقة ورع متقن متثبت
                إبراهيم بن محمد المزكي : ثقة ثبت
                محمد بن إسحاق السراج : حافظ ثقة

                وجاء في العلل لابن أبي حاتم :
                وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعبة ، عَنْ سِمَاك بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعمان ابن بَشِير، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: مَا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَشْبَعُ مِنَ الدَّقَلِ وَمَا تَرْضَونَ أَنْتُمْ دُونَ ألوانِ التَّمرِ وألوانِ الثِّياب؟
                قال: كذا قال شُعبة، وَأَمَّا غيرُهُ مِنْ أَصْحَابِ سِمَاك فَلَيْسَ يتابعُهُ أحدٌ مِنْهُمْ؛ إِنَّمَا يَقُولُونَ: سِمَاك ، عَنِ النُّعمان، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ لا يقولون: «عمر» .
                قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
                قَالَ: شُعبة أحفظُ.
                قلتُ: لم يتابعْهُ أحدٌ ؟
                قَالَ: وإنْ لم يتابعْهُ أحدٌ؛ فإنَّ شُعبةَ أحفظُهم.

                جاء في العلل لابن أبي حاتم :
                وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ قُرَّانُ ابن تَمَّام ، عَنْ أيمَنَ بنِ نَابِل، عَنْ قُدامَةَ الْعَامِرِيِّ ؛ قَالَ : رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يطوفُ بِالْبَيْتِ، يَسْتَلِمُ الحَجَر بِمِحْجَنِه.
                فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنْ أَيْمَنَ إِلا قُرَّانٌ، وَلا أَرَاهُ مَحْفُوظًا، أَيْنَ كَانَ أصحابُ أيمَنَ بنِ نَابِل عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟!

                وجاء في العلل لابن أبي حاتم:
                وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ أُمِّ مَعْبَد - فِي الصِّفَةِ - الَّذِي رَوَاهُ بِشْر بْنُ محمَّد السُّكَّرِي ، عَنْ عبد الملك بْنِ وَهْب المَذْحِجي، عَنِ الحُرِّ بن الصَّيَّاح .
                فَقَالَ: قِيلَ لِي : إنَّه يُشْبِهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ سُلَيمان بْنِ عَمْرٍو النَّخَعي؛ لأَنَّ سُلَيمان ابن عمرو هو: ابن عبد الله بْنِ وَهْب النَّخَعي، فتُركَ «سُلَيمان» ، وجُعِلَ «عبد الملك» ؛ لأنَّ الناسَ كلَّهم عَبيدُ اللهِ، ونُسِبَ إِلَى جدِّه وَهْب، والْمَذْحِجُ قبيلةٌ من نَخَع قَالَ أَبِي: يَحتمِلُ أَنْ يكونَ هكذا؛ لأن الحُرَّ بن الصَّيَّاح ثِقَةٌ ، رَوَى عَنْهُ شُعبة، والثَّوري، والحسن بن عُبَيدالله النَّخَعي، وشَريك، فَلَوْ أنَّ هَذَا الحديثَ عَنِ الحُرِّ؛ كَانَ أولَ مَا يُسأل عَنْهُ؛ فَأَيْنَ كَانَ هَؤُلاءِ الحفَّاظ عَنْهُ ؟!!

                وجاء في تاريخ ابن معين رواية الدوري :
                "سَمِعت يحيى وَسَأَلته عَن حَدِيث حَكِيم بن جُبَير حَدِيث بن مَسْعُود لَا تحل الصَّدَقَة لمن كَانَ عِنْده خَمْسُونَ درهما يرويهِ أحد غير حَكِيم فَقَالَ يحيى بن معِين نعم يرويهِ يحيى بن آدم عَن سُفْيَان عَن زبيد وَلَا نعلم أحدا يرويهِ إِلَّا يحيى بن آدم وَهَذَا وهم لَو كَانَ هَذَا هَكَذَا لحَدث بِهِ النَّاس جَمِيعًا عَن سُفْيَان وَلكنه حَدِيث مُنكر هَذَا الْكَلَام قَالَه يحيى أَو نَحوه"
                هذا على الرغم من قول يحيى بن معين عن يحيى بن آدم أنه ثقة في سفيان:
                جاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: نا عبد الرحمن ، أنا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلي قال : نا عثمان بن سعيد قال : قلت ليحيى بن معين : يحيى بن آدم ، ما حاله في سفيان ؟ فقال : ثقة .

                وجاء في العلل لابن أبي حاتم :
                وسألتُ أَبِي عن حديثِ أوسِ ابنِ ضَمْعَج ، عَنْ أَبِي مَسْعُود، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ؟
                فَقَالَ: قد اختلفوا فِي متنه:
                رَوَاهُ فِطْرٌ ، وَالأَعْمَشُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَج، عَنْ أَبِي مَسْعُود، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي القِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ ... .
                وَرَوَاهُ شُعْبَة ، وَالْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاء، لَمْ يَقُولُوا: أَعلَمُهُم بالسُّنَّة.
                قَالَ أَبِي: كَانَ شُعْبَة يَقُولُ: إسماعيلُ بْنُ رَجَاءٍ كَأَنَّهُ شَيطانٌ؛ مِنْ حُسْنِ حديثِهِ ! وَكَانَ يَهابُ هَذَا الحديثَ؛ يَقُولُ: حُكْمٌ مِنَ الأحكامِ عَنْ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، لَمْ يُشارِكْهُ أحدٌ .
                قَالَ أَبِي : شُعْبَةُ أحفَظُ من كُلِّهم.
                قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: أليسَ قَدْ رَوَاهُ السُّدِّي عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَج؟
                قَالَ: إِنَّمَا رَوَاهُ الحَسَنُ بنُ يزيدِ الأَصَمُّ، عَنِ السُّدِّي، وَهُوَ شَيْخٌ، أَيْنَ كَانَ الثوريُّ وشُعْبَةُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟! وأخافُ ألاَّ يكونَ مَحْفُوظًا .

                وجاء في المنتخب من علل الخلال : قال مهنَّا: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قُعَيْسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم): "سَيَكُونُ أُمراء مِنْ بَعْدِي"؟.
                قَالَ: لا أَعْرِفُهُ، وَلَكِنَّ الْعَلاءَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يُحَدِّثُ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ، وَلا نَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ؛ لَمْ يَرْوِهِ أَصْحَابُ نَافِعٍ.
                قَالَ: وَلا أَعْرِفُ إِبْرَاهِيمَ [قُعَيْسٍ]، وَلا أَدْرِي مَنْ هُوَ.

                بيان حال هشام بن الغاز في نافع :

                قسم ابن المديني أصحاب نافع الى تسع طبقات ولم يذكر فيهم هشام بن الغاز:
                قال ابن رجب في شرح علل الترمذي :
                أصحاب نافع.
                قسمهم ابن المديني تسع طبقات:
                الطبقة الأولى: أيوب، وعبيد الله بن عمر، ومالك، وعمر بن نافع.
                قال: فهؤلاء أثبت أصحابه، وأثبتهم ـ عندي ـ أيوب. قال: وسمعت يحيى يقول: ليس ابن جريج بدونهم فيما سمع من نافع.
                الطبقة الثانية: عبد الله بن عون، ويحيى الأنصاري، وابن جريج.
                الطبقة الثالثة: أيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية، وسليمان بن موسى، وسعد بن إبراهيم.
                الطبقة الرابعة: موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، وداود بن الحصين.
                الطبقة الخامسة: محمد بن عجلان، والضحاك بن عثمان، وأسامة بن زيد الليثي، ومالك بن مغول.
                الطبقة السادسة: ليث بن سعد، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وسليمان بن مساحق، وابن غنج المصري.
                الطبقة السابعة: عبد الرحمن بن السراج، وسعيد بن عبد الله بن حرب، وسلمة بن علقمة، وعلي بن الحكم، والوليد بن أبي هشام.
                الطبقة الثامنة: أبو بكر بن نافع، وخليفة بن غلاب، ويونس بن يزيد، وجويرية بن أسماء، وعبد العزيز بن أبي رواد، ومحمد بن ثابت العبدي، وأبو علقمة الفروي، وعطاف بن خالد، وعبد الله بن عمر، وحجاج بن أرطأة، وأشعث بن سوار، وثور بن يزيد.
                وطبقة تاسعة: لا يكتب عنهم، عبد الله بن نافع، وأبو أمية بن يعلى، وعثمان البري، وعمر بن قيس سندل انتهى.

                وذكر النسائي هشام بن الغاز في الطبقة السادسة من أصحاب نافع :
                جاء في الطبقات للنسائي :
                طَبَقَات أَصْحَاب نَافِع مولى عبد الله بن عمر
                (الطَّبَقَة الأولى من أَصْحَاب نَافِع مولى عبد الله بن عمر)
                مَالك بن أنس وَأَيوب بن كيسَان وَعبيد الله بن عمر وَعمر بن نَافِع
                (الطَّبَقَة الثَّانِيَة)
                صَالح بن كيسَان وَابْن عون وَيحيى بن سعيد وَابْن جريج
                (الطَّبَقَة الثَّالِثَة)
                أَيُّوب بن مُوسَى وَإِسْمَاعِيل بن أُميَّة ومُوسَى بن عقبَة وَكثير بن فرقد
                (الطَّبَقَة الرَّابِعَة)
                اللَّيْث بن سعد وَجُوَيْرِية بن أَسمَاء وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عقبَة وَيُونُس بن يزِيد
                (الطَّبَقَة الْخَامِسَة)
                مُحَمَّد بن عجلَان وَابْن أبي ذِئْب وَالضَّحَّاك بن عُثْمَان وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن غنج وحَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان
                (الطَّبَقَة السَّادِسَة)
                سُلَيْمَان بن مُوسَى وَبرد بن سِنَان وَهِشَام بن الْغَاز وَعبد الْعَزِيز بن أبي رواد
                (الطَّبَقَة السَّابِعَة)
                عبد الرَّحْمَن بن عبد الله السراج وَسَلَمَة بن عَلْقَمَة والوليد بن أبي هِشَام وَعبيد الله بن الْأَخْنَس
                (الطَّبَقَة الثَّامِنَة)
                عمر بن مُحَمَّد بن زيد وَأُسَامَة بن زيد وَمُحَمّد بن إِسْحَاق وصخر بن جوَيْرِية وهمام بن يحيى وَهِشَام بن سعد
                (الطَّبَقَة التَّاسِعَة وهم الضُّعَفَاء)
                عبد الْكَرِيم أَبُو أُميَّة وَلَيْث بن أبي سليم وحجاج بن أَرْطَاة وَأَشْعَث بن سوار وَعبد الله بن عمر
                (الطَّبَقَة الْمَتْرُوك حَدِيثهمْ)
                إِسْحَاق بن عبد الله أبي فَرْوَة وَعبد الله بن نَافِع وَعمر بن قيس ونجيح أَبُو معشر الْمدنِي وَعُثْمَان الْبري وَأَبُو أُميَّة بن يعلى وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْمُجبر وَعبد الْعَزِيز بن عبيد الله

                وهشام بن الغاز شامي سكن بغداد ونافع مدني بعثه عمر بن عبد العزيز الى مصر ليعلم الناس السنن:

                جاء في الثقات لابن حبان : هِشَام بْن الْغَاز بْن ربيعَة الجرشِي من أهل صيداء

                وجاء في تاريخ ابن معين رواية الدوري : سَمِعت يحيى يَقُول كَانَ هِشَام بن الْغَاز وَأَبُو زبر وَأَبُو عبد الرَّحِيم الشَّامي وَمُحَمّد بن عبد الله الشعيثي وَعبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان كلهم من بَغْدَاد

                وقال محمد بن سعد في الطبقات الكبرى : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَ نَافِعًا إِلَى مِصْرَ يُعَلِّمُهُمُ السُّنَنَ

                جاء في تاريخ أبي زرعة الدمشقي : وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُسْأَلُ: مَنِ الثَّبْتُ فِي نَافِعٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ، أَمْ مَالِكٌ، أَمْ أَيُّوبُ؟ فَقَدَّمَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْمَرٍ، وَفَضَّلَهُ بِلِقى سَالِمٍ، وَالْقَاسِمِ، وَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ. يُرِيدُ أَنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ أَعْلَمُ بحديثهم. قلت له: فما لك بَعْدَهُ؟ قَالَ: إِنَّ مَالِكًا لَثَبْتٌ. قُلْتُ لَهُ: فَإِذَا اخْتَلَفَ مَالِكٌ وأيوب؟ فتوقف، وقال: ما يجترىء عَلَى أَيُّوبَ، ثُمَّ عَادَ فِي ذِكْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ.

                وهشام بن الغاز ليس من المكثرين عن نافع :

                فقد صح الى هشام بن الغاز من مروياته عن نافع 14 أثرا ، خالف في خمسة منها ووافق في ثلاثة وتفرد بستة .

                ما خالف فيه هشام أصحاب نافع :

                الأثر الأول : "إِنَّ لِلَّهِ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلَمْ أَنْ يَغْتَسِلَ كُلَّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، فَإِنْ كَانَ لَهُ طِيبٌ مَسَّهُ"
                قال ابن حبان في صحيحه : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفِيانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلَمْ أَنْ يَغْتَسِلَ كُلَّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، فَإِنْ كَانَ لَهُ طِيبٌ مَسَّهُ "
                قال البزار في مسنده : وَهَذَا لَفْظُ شَبَابَةَ وَحْدَهُ عَنْ هِشَامٍ

                ولفظ الثقات من أصحاب نافع «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ»

                جاء في موطأ مالك : مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ
                قَالَ يَحْيَى : قَالَ مَالِكٌ : مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلَ نَهَارِهِ ، وَهُوَ يُرِيدُ بِذَلِكَ غُسْلَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ الْغُسْلَ لَا يَجْزِي عَنْهُ حَتَّى يَغْتَسِلَ لِرَوَاحِهِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ : إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ .

                وقال مسلم في صحيحه : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ . قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ. ( ح ) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْتِيَ الْجُمُعَةَ ، فَلْيَغْتَسِلْ .

                جاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم :
                حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت ليحيى: أيما أحسن، حديث سفيان أو شعبة عن يحيى بن وثاب في الغسل يوم الجمعة؟ قال: حديث سفيان هو أقرب إلى حديث نافع.

                وحديث شعبة رواه أحمد في مسنده قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَحَجَّاجٌ قَالَا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ ، وَقَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ : عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ : أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

                وحديث سفيان رواه أحمد أيضا في مسنده قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ .

                وأما لفظ هشام عن نافع عن ابن عمر إنما هو- على ما رواه الثقات- عن طاوس عن أبي هريرة :

                قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ: «حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ» رَوَاهُ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَقٌّ، أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا»

                ورواية أبان بن صالح وصلها البيهقي في السنن الكبرى قال : "وَاحْتَجَّ ( بِمَا أَخْبَرَنَا ) أَبُو عَبْدِ اللهِ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الضَّبِّيُّ ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ بِمَرْوَ ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ : مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي ، ثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ ، ثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَقٌّ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا . قَالَ الْبُخَارِيُّ : وَرَوَاهُ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ فَذَكَرَهُ .
                وَهَذَا يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِهِ أَيْضًا غُسْلَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ."

                قال ابن حجر في الفتح : "قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِلَخْ فَاعِلُ سَكَتَ هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ فِي ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ وُهَيْبٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ دُونَ قَوْلِهِ فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ وَيُؤَكِّدُ كَوْنَهُ مَرْفُوعًا رِوَايَةُ مُجَاهِدٍ عَنْ طَاوُسٍ الْمُقْتَصِرَةُ عَلَى الْحَدِيثِ الثَّانِي وَلِهَذِهِ النُّكْتَةِ أَوْرَدَهُ بَعْدَهُ فَقَالَ رَوَاهُ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ إِلَخْ وَكَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ وُهَيْبٍ مُقْتَصَرًا وَهَذَا التَّعْلِيقُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَدْ وَصَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ أَبَانٍ الْمَذْكُورِ وَأَخْرَجَهُ الطَّحَاوِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ طَاوُسٍ وَصَرَّحَ فِيهِ بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ طَاوُسٍ وَزَادَ فِيهِ وَيَمَسُّ طِيبًا إِنْ كَانَ لِأَهْلِهِ"

                جاء في كتاب العلل للدارقطني :
                وسُئِل عَن حَدِيثِ طاوُس ، عَن أَبِي هُرَيرة ، قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ أَن يَغتَسِل كُلّ سَبعَةِ أَيّامٍ .
                فَقال : اختُلِف فِي رَفعِهِ عَن طاوُس ، فَرَفَعَهُ أَبانُ بن صالِحٍ ، عَن مُجاهِدٍ ، عَن طاوُس ، عَن أَبِي هُرَيرة ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم .
                واختُلِف عَن عَمرِو بنِ دِينارٍ ، فَرَواهُ عُمر بن قَيسٍ ، عَن عَمرِو بنِ دِينارٍ ، عَن طاوُس ، عَن أَبِي هُرَيرة ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم .
                وَكَذَلِك قال يَحيَى بن حَبِيبِ بنِ عَرَبِيٍّ ، عَن رَوحٍ ، عَن شُعبَة ، عَن عَمرِو بنِ دِينارٍ ، مَرفُوعًا .
                وَغَيرُهُ يَروِيهِ عَن شُعبَة مَوقُوفًا .
                وَكَذَلِك رَواهُ ابن جُرَيجٍ ، وابن عُيَينَة ، عَن عَمرٍو ، مَوقُوفًا .
                وَكَذَلِك رَواهُ إِبراهِيمُ بن مَيسَرَة ، عَن طاوُس ، مَوقُوفًا .
                وَرُوِي عَنِ ابنِ جُرَيجٍ ، عَنِ الحَسَنِ بنِ مُسلِمٍ ، عَن طاوُس مُرسَلاً ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم .
                والصَّحِيحُ المَوقُوفُ عَلَى أَبِي هُرَيرةَ .

                وجاء في العلل لابن أبي حاتم : وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ : أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ " ؟ .
                قال أَبِي : هَذَا خَطَأٌ ؛ إنما هو ـ عَلَى مَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ ـ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ .


                الأثر الثاني : "مَنْ شَرِبَ فِي آنِيَةِ ذَهَبٍ، أَوْ فِضَّةٍ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ"
                قال النسائي في السنن الكبرى "خَالَفَهُ هِشَامُ بْنُ الْغَازِ رَوَاهُ عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ .
                أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ صَدَقَةَ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ شَرِبَ فِي آنِيَةِ ذَهَبٍ، أَوْ فِضَّةٍ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ "
                تَابَعَهُ بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ
                أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، قَالَ : سَمِعْتُ بُرْدًا يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءِ ذَهَبٍ ، أَوْ إِنَاءِ فِضَّةٍ ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ النَّارَ .
                خَالَفَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ ، رَوَاهُ عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ ، وَلَمْ يَذْكُرِ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ."
                قال النسائي : وَالصَّوَابُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ: حَدِيثُ أَيُّوبَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ"
                قال النسائي في السنن الكبرى: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ "

                قال الدارقطني في العلل : وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْغَازِ ، وَخَصِيفٌ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، وَزَيْدٌ، وعمر ابنا مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ، وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: ابْنُ عجلان، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَوْقُوفًا، وَذَلِكَ وهم مِنْ رُوَاتِهِ، وَالصَّحِيحُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ

                قال ابن عبد البر في التمهيد : وَرَوَاهُ خُصَيْفٌ ، وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِي ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : مَنْ شَرِبَ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ .
                وَهَذَا عِنْدِي خَطَأٌ لَا شَكَّ فِيهِ ، وَلَمْ يَرْوِ ابْنُ عُمَرَ هَذَا الْحَدِيثَ قَطُّ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - وَلَا رَوَاهُ نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَلَوْ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَا احْتَاجَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ عَنْ ثَلَاثَةٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

                الأثر الثالث :" لَوْ نَادَى الْمُنَادِي وَأَنَا بَيْنَ رِجْلَيْهَا لَقُمْتُ فَأَتْمَمْتُ الصِّيَامَ صِيَامَ رَمَضَانَ كَانَ أَوْ غَيْرَهُ "
                قال ابن أبي شيبة في مصنفه: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " لَوْ نَادَى الْمُنَادِي وَأَنَا بَيْنَ رِجْلَيْهَا لَقُمْتُ فَأَتْمَمْتُ الصِّيَامَ صِيَامَ رَمَضَانَ كَانَ أَوْ غَيْرَهُ "

                تابعه الليث بن سعد :
                قال البيهقي في السنن الكبرى : ( أَخْبَرَنَا ) أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالَا : ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ؛ أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ : أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ : لَوْ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ وَالرَّجُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ لَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ أَنْ يَصُومَ إِذَا أَرَادَ الصِّيَامَ قَامَ ، وَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ أَتَمَّ صِيَامَهُ .

                جاء في تاريخ ابن معين رواية الدارمي : قلت فالليث أَعنِي بن سعد كَيفَ حَدِيثه عَن نَافِع فَقَالَ صَالح ثِقَة
                وذكره علي بن المديني في الطبقة السادسة من أصحاب نافع
                وذكره النسائي في الطبقة الرابعة من أصحاب نافع

                وتابعه عبد الله بن عمر العمري :
                جاء في مصنف عبد الرزاق : عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ : لَوْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ ، وَعَبْدُ اللهِ بَيْنَ رِجْلَيِ امْرَأَتِهِ ، وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ لَأَتَمَّ صِيَامَهُ " .
                جاء في العلل الكبير للترمذي: قَالَ مُحَمَّدٌ (أي بن إسماعيل البخاري): عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ ذَاهِبٌ لَا أَرْوِي عَنْهُ شَيْئًا.

                خالفهم أيوب فرواه عن نافع قال: قال عمر
                قال ابن أبي شيبة في مصنفه :حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " لَوْ أَدْرَكَنِي النِّدَاءُ وَأَنَا بَيْنَ رِجْلَيْهَا لَصُمْتُ أَوْ قَالَ: مَا أَفْطَرْتُ "

                قال علي ابن المديني كما جاء في شرح علل الترمذي لابن رجب بعد أن ذكر الطبقة الأولى من أصحاب نافع- أيوب، وعبيد الله بن عمر، ومالك، وعمر بن نافع- قال: فهؤلاء أثبت أصحابه، وأثبتهم ـ عندي ـ أيوب.
                جاء في المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان : حَدَّثَني مُحَمَّدٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي نَافِعٍ أَيُّوبُ ثُمَّ عُبَيْدُ اللَّهِ.
                جاء في التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة : رَأَيْتُ في كتاب علي بن الْمَدِيْنِيّ: عن يَحْيَى: أثبت الناس في نافعٍ: أيوب وفلان وفلان، بَدَأَ بأيوب.
                جاء في التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة : رَأَيْتُ في كتاب علي بن الْمَدِيْنِيّ: سألت يحيى بن سعيد من أثبت أصحاب نافع؟ قَالَ: أيوب وعُبَيْد الله ومالك، وابن جُرَيْج أثبت من مالكٍ في نَافِعٍ.
                جاء في سؤالات أبي داود للإمام أحمد : قلت لِأَحْمَد أَصْحَاب نَافِع قَالَ أعلم النَّاس بِنَافِع عبيد الله وأرواهم قلت فبعده مَالك قَالَ أَيُّوب أقدم قلت تقدم أَيُّوب على مَالك قَالَ نعم
                جاء في تاريخ أبي زرعة الدمشقي : وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُسْأَلُ: مَنِ الثَّبْتُ فِي نَافِعٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ، أَمْ مَالِكٌ، أَمْ أَيُّوبُ؟ فَقَدَّمَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْمَرٍ، وَفَضَّلَهُ بِلِقَى سَالِمٍ، وَالْقَاسِمِ، وَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ. يُرِيدُ أَنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ أَعْلَمُ بحديثهم. قلت له: فما لك بَعْدَهُ؟ قَالَ: إِنَّ مَالِكًا لَثَبْتٌ. قُلْتُ لَهُ: فَإِذَا اخْتَلَفَ مَالِكٌ وأيوب؟ فتوقف، وقال: ما يجترىء عَلَى أَيُّوبَ، ثُمَّ عَادَ فِي ذِكْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ.
                جاء في تاريخ أبي زرعة الدمشقي: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ: عُبَيْدُ اللَّهِ وَمَالِكٌ أَثْبَتُ مِنْ أَيُّوبَ فِي نَافِعٍ! - عَلَى التَّعَجُّبِ.
                جاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : "حدثنا عبد الرحمن ، حدثني أبي ، نا أبو زياد ، نا ابن مهدي قال : قال وهيب لمالك بن أنس : لم أر أروى عن نافع من عبيد الله إن كان حفظ ، فقال مالك : صدقت ، قال وهيب : وقلت له : لم أر أثبت عن نافع من أيوب ، فضحك مالك ، أي كأنه يريد مالك نفسه ."
                قال الخطيب في الكفاية في علم الرواية: وَأَخْبَرَنا الْبَرْقَانِيُّ , قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ: حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ , قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ , يَقُولُ: «أَصَحُّ الْإِسْنَادِ مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ »
                جاء في التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة : سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِيْن يقول: مالك بن أنس أثبت عندي في نافع من عُبَيْد الله وأيوب السَّخْتِيَانِيّ.
                جاء في تاريخ ابن معين رواية الدارمي: فمالك أحب إِلَيْك عَن نَافِع أَو عبيد الله فَقَالَ كِلَاهُمَا وَلم يفضل
                جاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: حدثنا عبد الرحمن ، نا يعقوب بن إسحاق [الهروي] فيما كتب إلي قال : نا عثمان بن سعيد [الدارمي] قال : قلت ليحيى بن معين : أيوب أحب [إليك] [عن نافع] أو عبيد الله قال : كلاهما ، ولم يفضل
                جاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : "حدثنا عبد الرحمن ، حدثني أبي ، نا هارون بن سعيد الأيلي ، أخبرني خالد بن نزار قال : قال سفيان بن عيينة : ومن كان أطلب لحديث نافع - وأعلم به من أيوب ؟"

                قال الترمذي في سننه : نَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ مُنْقَطِعٌ"


                الأثر الرابع :"أَنَّهُ كَانَ لَا يَقْصُرُ الصَّلَاةَ إِلَّا فِي الْيَوْمِ التَّامِّ"
                قال ابن أبي شيبة في مصنفه: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّهُ كَانَ لَا يَقْصُرُ الصَّلَاةَ إِلَّا فِي الْيَوْمِ التَّامِّ "، قَالَ هِشَامٌ: وَسَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ مثل ذَلِكَ

                خالفه أيوب ومالك و ابن جريج وحميد الطويل :

                جاء في تهذيب الاثار للطبري: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَأْتِي أَرْضَهُ بِالْجُرْفِ فَمَا يَقْصُرُ، وَيَأْتِي أَرْضَهُ بِخَيْبَرَ فَيَقْصُرُ ".قَالَ أَيُّوبُ: وَهِيَ لَيْلَتَانِ لِلرَّاكِبِ، وَثَلاثٌ لِلثَّقَلِ

                موطأ مالك: مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ إِلَى خَيْبَرَ فَيَقْصُرُ الصَّلَاةَ

                مصنف عبد الرزاق: عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي نَافِعٌ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ أَدْنَى مَا يَقْصُرُ الصَّلَاةَ إِلَيْهِ مَالٌ لَهُ يُطَالِعُهُ مِنْ خَيْبَرَ ، وَهِيَ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ قَوَاصِدَ ، لَمْ يَكُنْ يَقْصُرُ فِيمَا دُونَهُ " ، قُلْتُ : وَكَمْ خَيْبَرُ ؟ قَالَ : " ثَلَاثُ قَوَاصِدَ " ، قُلْتُ : فَالطَّائِفُ ؟ قَالَ : " نَعِمٌ مِنَ السِّهْلَةِ وَأَنْفَسُ قَلِيلًا " .

                تهذيب الاثار للطبري : حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " مَا عَلِمْتُ ابْنَ عُمَرَ قَصَرَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَيْبَرَ، قُلْتُ لِنَافِعٍ: وَأَيْنَ خَيْبَرُ ؟ قَالَ: بِمَنْزِلَةِ الأَهْوَازِ مِنْكُمْ

                وأما قصر ابن عمر الصلاة في مسيرة اليوم التام فهذه رواية سالم عنه :
                موطأ مالك : مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ فِي مَسِيرِهِ الْيَوْمَ التَّامَّ

                مصنف عبد الرزاق : عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمٌ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ فِي مَسِيرَةِ الْيَوْمِ التَّامِّ

                مصنف عبد الرزاق : عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اشْتَرَى شَيْئًا مِنْ رَجُلٍ - أَحْسَبُهُ نَاقَةً - فَخَرَجَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا فَقَصَرَ الصَّلَاةَ ، وَكَانَ ذَلِكَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ تَامٍّ أَوْ أَرْبَعٍ ، كَذَا ، بُرُدٍ " .

                ورواه أيوب ومالك عن نافع عن سالم بن عبد الله :

                موطأ مالك : مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ، رَكِبَ إِلَى ذَاتِ النُّصُبِ فَقَصَرَ الصَّلَاةَ فِي مَسِيرِهِ ذَلِكَ .
                قَالَ يَحْيَى : قَالَ مَالِكٌ : وَبَيْنَ ذَاتِ النُّصُبِ وَالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ .
                ورواه عبد الرزاق في مصنفه قال :" قال مالك: وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ " والصحيح ما جاء في الموطأ "نافع ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ"

                مصنف ابن أبي شيبة : ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ سَالِمٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى أَرْضٍ لَهُ بِذَاتِ النُّصُبِ فَقَصَرَ ، وَهِيَ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا .

                موطأ مالك : مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ رَكِبَ إِلَى رِيمٍ فَقَصَرَ الصَّلَاةَ فِي مَسِيرِهِ ذَلِكَ .
                قَالَ يَحْيَى : قَالَ مَالِكٌ : وَذَلِكَ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ .

                وجاء لفظ "اليوم التام" أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما :
                مصنف عبد الرزاق : عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ : أَقْصُرُ الصَّلَاةَ إِلَى عَرَفَةَ أَوْ إِلَى مِنًى ؟ قَالَ : " لَا ، وَلَكِنْ إِلَى الطَّائِفِ وَإِلَى جُدَّةَ ، وَلَا تَقْصُرُوا الصَّلَاةَ إِلَّا فِي الْيَوْمِ التَّامِّ ، وَلَا تَقْصُرْ فِيمَا دُونَ الْيَوْمِ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ إِلَى الطَّائِفِ أَوْ إِلَى جُدَّةَ أَوْ إِلَى قَدْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَرْضِ ، إِلَى أَرْضٍ لَكَ أَوْ مَاشِيَةٍ فَاقْصُرِ الصَّلَاةَ ، فَإِذَا قَدِمْتَ فَأَوْفِ " .

                وجاء في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - : أَقْصُرُ إِلَى عَرَفَةَ ؟ قَالَ : لَا تَقْصُرِ الصَّلَاةَ إِلَّا مَسِيرَةَ الْيَوْمِ التَّامِّ .

                مصنف ابن أبي شيبة : مُعَاذٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : تُقْصَرُ الصَّلَاةُ فِي الْيَوْمِ التَّامِّ ، وَلَا تُقْصَرُ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ " .

                مصنف ابن أبي شيبة : جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِذَا كَانَ سَفَرُكَ يَوْمًا إِلَى الْعَتَمَةِ فَلَا تَقْصُرِ الصَّلَاةَ ، فَإِنْ جَاوَزْتَ ذَلِكَ فَقَصِّرْ

                مصنف ابن أبي شيبة : ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ : أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَا تَقْصُرْ إِلَى عَرَفَةَ وَبَطْنِ نَخْلَةَ ، وَاقْصُرْ إِلَى عُسْفَانَ وَالطَّائِفِ وَجُدَّةَ ، فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى أَهْلٍ أَوْ مَاشِيَةٍ فَأَتِمَّ " .
                موطأ مالك : مَالِكٌ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ فِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ ، وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَعُسْفَانَ ، وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَجُدَّةَ ، قَالَ يَحْيَى : قَالَ مَالِكٌ : وَذَلِكَ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ .
                وَقَالَ يَحْيَى : قَالَ مَالِكٌ : وَذَلِكَ أَحَبُّ مَا تُقْصَرُ الصَّلَاةُ فِيهِ إِلَيَّ .

                قال البخاري في صحيحه : بَابٌ فِي كَمْ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ وَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَلَيْلَةً سَفَرًا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يَقْصُرَانِ وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ وَهِيَ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا .
                حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَكُمْ عُبَيْدُ اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ .
                حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَهَا حُرْمَةٌ . تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَسُهَيْلٌ وَمَالِكٌ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ .

                جاء في مسائل الامام أحمد رواية ابنه عبد الله : "سَأَلت ابي فِي كم تقصر الصَّلَاة
                قَالَ فِي ارْبَعْ برد وَهِي سِتَّة عشر فرسخا
                قلت فَإِن كَانَ فِي تِجَارَة
                قَالَ نعم يقصر كَانَ فِي حج اَوْ عمْرَة قَالَ وَفِي مَعْصِيّة لَا يقصر
                سَأَلت ابي عَن الرجل يخرج فِي تِجَارَة مَتى يقصر
                قَالَ اذا برز عَن الْبيُوت اَوْ فِي تِجَارَة اَوْ غير تِجَارَة الا ان يكون فِي مَعْصِيّة فَلَا يقصر
                وَقَالَ يقصر فِي ارْبَعْ برد والبريد اثْنَا عشر ميلًا واربع برد سِتَّة عشر فرسخا وَكَذَا اتّفق عَلَيْهِ ابْن عمر وَابْن عَبَّاس فِي اربعة برد وَقَالَ ابي يعجبنا ان يقصر فِي السّفر يَأْخُذ بِرُخْصَة الله"

                مسائل الامام أحمد رواية ابنه عبد الله: "حَدثنَا قَالَ سَأَلت ابي قلت امير بِمَكَّة كَانَ اذا دخل الْعشْر خرج الى الطَّائِف فَأحْرم ثمَّ قصر الصَّلَاة اذا قدم مَكَّة وبمنى وبعرفات فَمَا ترى فِي الصَّلَاة خَلفه اذا هُوَ قصر
                فَقَالَ ابي الَّذِي اذْهَبْ اليه فِي قصر الصَّلَاة الى مَا يرْوى عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس ان الصَّلَاة لَا تقصر الا فِي اربعة برد
                قَالَ ابي وَهَذَا أَمِير مَكَّة إِذا هُوَ خرج الى الطَّائِف وَرجع الى مَكَّة فَعَلَيهِ ان يتم الصَّلَاة لِأَن لَهُ بِمَكَّة اهل
                وَقد قَالَ ابْن عَبَّاس اذا أتيت على أهل اَوْ مَاشِيَة فَأَتمَّ
                قَالَ ابي فَإِذا خرج الى منى وعرفات فَلَيْسَ هَذَا مِمَّا تقصر فِيهِ الصَّلَاة لِأَنَّهُ اقل من اربعة برد واربعة برد سِتَّة عشر فرسخا وَهِي ثَمَانِيَة واربعون ميلًا واذهب الى حَدِيث ابْن عَبَّاس اذا اتيت على اهل اَوْ مَاشِيَة فَأَتمَّ الصَّلَاة
                قَالَ ابي وَإِذا كَانَ من غير اهل مَكَّة لم يقصر اذا اتى على اهل اَوْ مَاشِيَة
                وَاحْتج بعض النَّاس فَزعم انه لَا يقصر الصَّلَاة الا فِي ثَلَاثَة ايام
                فَصَاعِدا وَقَالَ ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا تُسَافِر الْمَرْأَة ثَلَاثًا الا مَعَ ذِي حرم
                وَقد رُوِيَ عَنهُ انه قَالَ لَا تُسَافِر سفرا الا مَعَ ذِي محرم وَرُوِيَ عَنهُ انه قَالَ لَا تُسَافِر يَوْمَيْنِ وَرُوِيَ عَنهُ انه قَالَ لَا تُسَافِر يَوْمًا وَلَيْلَة الا مَعَ ذِي محرم فَيلْزم من زعم انه لَا يقصر الصَّلَاة الا فِي ثَلَاث انه يَقُول تقصر الصَّلَاة فِيمَا وَقع عَلَيْهِ اسْم سفر من يَوْم اَوْ يَوْمَيْنِ ابدا"

                جاء في مسائل ابن هانئ للإمام أحمد- النص 402-: قال ابن هانئ: سألته عن تقصير الصلاة؟
                قال: مسيرة اليوم التام، مسيرة البغل أربعة برد.

                قال ابن هانئ -النص 404-: سألته عن المسافر في كم يقصر الصلاة؟
                قال: في مسيرة أربعة برد، ستة عشر فرسخًا، في مسيرة اليوم التام.

                جاء في المغني لابن قدامة (المتوفى: 620هـ): قَالَ الْأَثْرَمُ (المتوفى في حدود 260 هـ): قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: فِي كَمْ تُقْصَرُ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ. قِيلَ لَهُ: مَسِيرَةُ يَوْمٍ تَامٍّ؟ قَالَ: لَا. أَرْبَعَةُ بُرُدٍ، سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا، وَمَسِيرَةُ يَوْمَيْنِ.

                قال الفريابي في الصيام: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ: " فِي مَسِيرَةِ كَمْ يُفْطِرُ الْمُسَافِرُ؟ قَالَ: مَسِيرَةَ مَا يَقْصُرُ فِيهِ الصَّلَاةَ فَلَهُ الْفِطْرُ، قُلْتُ: وَكَمْ أَدْنَى ذَلِكَ؟ قَالَ: «مَسِيرَةُ يَوْمٍ تَامٍّ»

                قال ابن عبد البر في الاستذكار: مَسِيرُهُ الْيَوْمَ التَّامَّ بِالسَّيْرِ الْحَثِيثِ هِيَ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ أَوْ نَحْوُهَا

                قال ابن حجر في الفتح : فإن حُمل اليوم المطلق أو الليلة المطلقة على الكامل: أي يوم بليلته، أو ليلة بيومها قل الاختلاف واندرج في الثلاث فيكون أقل المسافة يومًا وليلة

                الأثر الخامس : "عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ كَانَ يَحْتَجِمُ عِنْدَ اللَّيْلِ وَهُوَ صَائِمٌ ."
                قال ابن أبي شيبة في مصنفه : " وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ كَانَ يَحْتَجِمُ عِنْدَ اللَّيْلِ وَهُوَ صَائِمٌ ."
                لم يضبطه هشام عن نافع :

                موطأ مالك : مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِمٌ ، قَالَ : ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ بَعْدُ ، فَكَانَ إِذَا صَامَ لَمْ يَحْتَجِمْ حَتَّى يُفْطِرَ .

                قال ابن أبي شيبة في مصنفه : "ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِمٌ ، ثُمَّ تَرَكَهَا بَعْدُ ، فَكَانَ يَحْتَجِمُ لَيْلًا ."

                ورواه الزهري عن سالم عن ابن عمر مثل رواية نافع :
                مصنف عبد الرزاق :عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَحْتَجِمُ ، وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ تَرَكَهُ بَعْدُ ، فَكَانَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ احْتَجَمَ " .

                ورواه عبيد الله عن نافع عن ابن عمر :
                قال ابن أبي شيبة في مصنفه : ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ يَزِيدَ وَعُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ كَانَ يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِمٌ ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ ، فَلَا أَدْرِي لِأَيِّ شَيْءٍ تَرَكَهُ ؟ كَرِهَهُ ، أَوْ لِلضَّعْفِ ؟ .

                قال أبو داود في سننه: "بَابٌ : فِي الصَّائِمِ يَحْتَجِمُ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، نَا يَحْيَى ، عَنْ هِشَامٍ . ( ح ) وَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، نَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ، نَا شَيْبَانُ جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ يَعْنِي الرَّحَبِيَّ ، عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ قَالَ شَيْبَانُ فِي حَدِيثِهِ : قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو قِلَابَةَ أَنَّ أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحَبِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
                حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، نَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ، نَا شَيْبَانُ ، عَنْ يَحْيَى حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ ."

                قال الترمذي في العلل الكبير (باب كراهية الحجامة للصائم) : وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: لَيْسَ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ , وَثَوْبَانَ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ بِمَا فِيهِ مِنَ الِاضْطِرَابِ فَقَالَ: كِلَاهُمَا عِنْدِي صَحِيحٌ , لِأَنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ رَوَى عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ , عَنْ ثَوْبَانَ.
                وَعَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ , عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ , رَوَى الْحَدِيثَيْنِ , جَمِيعًا , قَالَ أَبُو عِيسَى: وَهَكَذَا ذَكَرُوا عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ , أَنَّهُ قَالَ: حَدِيثُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ , وَثَوْبَانَ صَحِيحَانِ"

                قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ : سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَسْأَلُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ الْحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ ؟ قَالَ : لَا ، إِلَّا مِنْ أَجْلِ الضَّعْفِ وَزَادَ شَبَابَةُ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ : عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

                قال ابن حجر في الفتح : "قَوْلُهُ : ( سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ قَالَ : سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ) كَذَا فِي أَكْثَرِ أُصُولِ الْبُخَارِيِّ . " سُئِلَ " بِضَمِّ أَوَّلِهِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الْوَقْتِ " سَأَلَ أَنَسًا " وَهَذَا غَلَطٌ فَإِنَّ شُعْبَةَ مَا حَضَرَ سُؤَالَ ثَابِتٍ ، لِأَنَسٍ ، وَقَدْ سَقَطَ مِنْهُ رَجُلٌ بَيْنَ شُعْبَةَ ، وَثَابِتٍ فَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيِّ ، وَأَبِي قِرْصَافَةَ ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ دُرَيْدٍ ، كُلُّهُمْ عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ فَقَالَ : " عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ : سَمِعْتُ ثَابِتًا وَهُوَ يَسْأَلُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَأَشَارَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ ، وَالْبَيْهَقِيُّ إِلَى أَنَّ الرِّوَايَةَ الَّتِي وَقَعَتْ لِلْبُخَارِيِّ خَطَأٌ ، وَأَنَّهُ سَقَطَ مِنْهُ حُمَيْدٌ ، قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ : وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ .
                قَوْلُهُ : ( وَزَادَ شَبَابَةُ حَدَّثَنَا : شُعْبَةُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ) هَذَا يُشْعِرُ بِأَنَّ رِوَايَةَ شَبَابَةَ مُوَافِقَةٌ لِرِوَايَةِ آدَمَ فِي الْإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ إِلَّا أَنَّ شَبَابَةُ زَادَ فِيهِ مَا يُؤَكِّدُ رَفْعَهُ . وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ مَنْدَهْ فِي " غَرَائِبِ شُعْبَةَ " طَرِيقَ شَبَابَةَ فَقَالَ : " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ ، حَدَّثَنَا شَبَّابَةُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ " وَبِهِ " عَنْ شَبَابَةَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ " نَحْوَهُ ، وَهَذَا يُؤَكِّدُ صِحَّةَ مَا اعْتَرَضَ بِهِ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُ ، وَيُشْعِرُ بِأَنَّ الْخَلَلَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ الْبُخَارِيِّ ، إِذْ لَوْ كَانَ إِسْنَادُ شَبَابَةَ عِنْدَهُ مُخَالِفًا لِإِسْنَادِ آدَمَ لَبَيَّنَهُ وَهُوَ وَاضِحٌ لَا خَفَاءَ بِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ ."

                قال أحمد في مسنده :حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ فِي الصِّيَامِ ، وَالْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ ؛ إِبْقَاءً عَلَى أَصْحَابِهِ ، وَلَمْ يُحَرِّمْهُمَا .

                قال البخاري في صحيحه : بَابُ الْوِصَالِ إِلَى السَّحَرِ :حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا تُوَاصِلُوا ، فَأَيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ حَتَّى السَّحَرِ ، قَالُوا : فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ ، إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي وَسَاقٍ يَسْقِينِ .

                قال البخاري في صحيحه : بَابُ التَّنْكِيلِ لِمَنْ أَكْثَرَ الْوِصَالَ رَوَاهُ أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
                حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَأَيُّكُمْ مِثْلِي ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ ، فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ ، وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ، ثُمَّ يَوْمًا ، ثُمَّ رَأَوُا الْهِلَالَ ، فَقَالَ : لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ . كَالتَّنْكِيلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا .

                قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا يَحْيَى : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هَمَّامٍ : أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ ، مَرَّتَيْنِ قِيلَ : إِنَّكَ تُوَاصِلُ ، قَالَ : إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ ، فَاكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ .


                ما وافق فيه هشام أصحاب نافع:

                الأثر الأول : "دَعَوْتُمُونِي إِلَى صَلاةِ الْمَغْرِبِ، وَإِنِّي سِرْتُ كَمَا سَارَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَصَلَّيْتُ كَمَا صَلَّى"
                جاء في مسند الشاميين للطبراني : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَقْرَعَ لابْنَةِ أَبِي عُبَيْدٍ وَهِيَ امْرَأَتُهُ، فَسَافَرَ مَسِيرَةَ لَيْلَتَيْنِ فِي لَيْلَةٍ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَسَكَتَ فَتَرَكْنَاهُ، وَقُلْنَا: هُوَ أَعْلَمُ، فَلَمَّا اشْتَبَكَتِ النُّجُومُ نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ، ثُمَّ رَكِبَ، فَقَالَ: " دَعَوْتُمُونِي إِلَى صَلاةِ الْمَغْرِبِ، وَإِنِّي سِرْتُ كَمَا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّيْتُ كَمَا صَلَّى "

                سنن أبي داود: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ ، نَا حَمَّادٌ ، نَا أَيُّوبُ ، عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ وَهُوَ بِمَكَّةَ فَسَارَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ ، وَبَدَتِ النُّجُومُ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ أَمْرٌ فِي سَفَرٍ جَمَعَ بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ ، فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ فَنَزَلَ ، فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا .

                الأثر الثاني : " كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا لَمْ يَجِدْ سَبِيلًا إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، قَالَ لِي: وَلِّنِي ظَهْرَكَ"
                مصنف ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا لَمْ يَجِدْ سَبِيلًا إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، قَالَ لِي: وَلِّنِي ظَهْرَكَ "

                مصنف ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُقْعِدُ رَجُلًا ، فَيُصَلِّي خَلْفَهُ ، وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ الرَّجُلِ .

                الأثر الثالث :" لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى امْرَأَةٍ حَتَّى يُقَدّمَ إليها مَا قَلَّ أَوْ كَثُرَ "
                قال ابن أبي شيبة في مصنفه: حَدَّثَنَا شَبَابَةَ قَالَ: نَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى امْرَأَةٍ حَتَّى يُقَدّمَ إليها مَا قَلَّ أَوْ كَثُرَ "

                تابعه يونس بن يزيد عن نافع:
                جاء في موطأ عبد الله بن وهب : أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: «لَا يَصْلُحُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْمَرْأَةِ حَتَّى يُقَدِّمَ إِلَيْهَا شَيْئًا مِنْ مَالِهِ مَا رَضِيَتْ بِهِ مِنْ كِسْوَةٍ أَوْ عَطَاءٍ»
                ويونس بن يزيد هو الأيلي ذكره ابن المديني في الطبقة الثامنة من أصحاب نافع و ذكره النسائي في الطبقة الرابعة.

                قال ابن حجر في هدي الساري:
                وَقَالَ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي سَمِعت أَحْمد يَقُول فِي حَدِيث يُونُس مُنكرَات وَقَالَ بن سعد كَانَ كثير الحَدِيث وَلَيْسَ بِحجَّة وَرُبمَا جَاءَ بالشَّيْء الْمُنكر قلت وَثَّقَهُ الْجُمْهُور مُطلقًا وَإِنَّمَا ضعفوا بعض رِوَايَته حَيْثُ يُخَالف أقرانه أَو يحدث من حفظه فَإِذا حدث من كِتَابه فَهُوَ حجَّة.

                وقال في فتح الباري:
                يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي فِي حفظه شَيْء وَكتابه مُعْتَمد

                جاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : نا عبد الرحمن ، نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل ، نا علي - يعني ابن المديني - قال : سألت عبد الرحمن بن مهدي ، عن يونس بن يزيد الأيلي قال : كان ابن المبارك يقول : كتابه صحيح . قال ابن مهدي : وأقول أنا : كتابه صحيح .

                الكامل في الضعفاء : حَدَّثَنَا ابْنُ مُسْلِمٍ، سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ الْمَرْوَزِيَّ يَقُولُ: سَمعتُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: لَمْ أَكْتُبْ كِتَابَ يُونُس بْنِ يَزِيدَ إلاَّ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ المُبَارك، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَتَبَهَا عَنْهُ مِنْ كتابه.

                قال ابن رجب في شرح علل الترمذي :
                القسم الثاني في ذكر قوم من الثقات، لا يذكر أكثرهم غالباً في أكثر كتب (الجرح) ، وقد ضعف حديثهم:
                إما في بعض الأوقات؛
                أو في بعض الأماكن؛
                أو عن بعض الشيوخ.
                فهذا القسم تحته ثلاثة أنواع كما ذكرنا:
                النوع الأول
                من ضعف حديثه في بعض الأوقات دون بعض.
                (ثم ذكر منهم)
                "من لا يحدث من كتابه فيهم في حديثه"
                ومن هذا النوع أيضاً قوم ثقات لهم كتاب صحيح وفي حفظهم بعض شيء فكانوا يحدثون من حفظهم أحياناً فيغلطون، ويحدثون أحياناً من كتابهم فيضبطون:
                "يونس بن يزيد الأيلي"
                ومنهم يونس بن يزيد الأيلي، صاحب الزهري.
                قال أحمد: إذا حدث من حفظه يخطىء.
                وقال أبو عثمان البرذعي: سألت أبا زرعة عن يونس في غير الزهري، فقال: ليس بالحافظ.
                قال: وقال لي أبو حاتم، وكان شاهداً: سمعت علي بن محمد الطنافسي يذكر عن وكيع، قال: لقيت يونس بن يزيد بمكة، فجهدت به الجهد على أن يقيم حديثاً، فلم يقدر عليه.
                قال أبو زرعة: كان صاحب كتاب، فإذا حدث من حفظه لم يكن عنده شيء.
                وكذا قال ابن المبارك، وابن مهدي في يونس: إن كتابه صحيح وقال ابن مهدي: لم أكتب حديث يونس بن يزيد إلا عن ابن المبارك، فإنه أخبرني أنه كتبها عنه من كتابه."

                وقد قال ابن وهب في هذا الأثر " أَخْبَرَنِي يُونُسُ":

                قال الترمذي في سننه : "والقراءة على العالم إذا كان يحفظ ما يقرأ عليه أو يمسك أصله فيما يقرأ عليه إذا لم يحفظ هو صحيح عند أهل الحديث مثل السماع.
                حدثنا أحمد بن الحسن أخبرنا يحيى بن سليمان الجعفي الْمصرى، قال: قال عبد الله بن وهب: ما قلت حدثنا فهو ما سمعت مع الناس، وما قلت حدثنى فهو ما سمعت وحدي، وما قلت أخبرنا فهو ما قرئ على العالم وأنا شاهد، وما قلت أخبرني فهو ما قرأت على العالم يعنى وأنا وحدي."

                قال الخطيب في الكفاية: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقِ عَنْ دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي ابْنَ خُزَيْمَةَ , قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي , يَقُولُ: " إِنَّمَا هُوَ أَرْبَعَةٌ , إِذَا قُلْتُ: «حَدَّثَنِي» فَهُوَ مَا سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَالِمِ وَحْدِي , وَإِذَا قُلْتُ: «حَدَّثَنَا» فَهُوَ مَا سَمِعْتُهُ مَعَ الْجَمَاعَةِ , وَإِذَا قُلْتُ: «أَخْبَرَنِي» فَهُوَ مَا قَرَأْتُ عَلَى الْمُحَدِّثِ , وَإِذَا قُلْتُ «أَخْبَرَنَا» فَهُوَ مَا قُرِئَ عَلَى الْمُحَدِّثِ وَأَنَا أَسْمَعُ " قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا هُوَ الْمُسْتَحَبُّ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ عِنْدَ كَافَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ

                قال الرامهرمزي في المحدث الفاصل بين الراوي والواعي : حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، ثَنَا أَبُو زَيْدِ بْنُ أَبِي الْغِمْرِ قَالَ: " اجْتَمَعَ ابْنُ وَهْبٍ وَابْنُ الْقَاسِمِ وَأَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّى إِذَا أَخَذْتُ الْكِتَابَ مِنَ الْمُحَدِّثِ أَنْ أَقُولَ فِيهِ: أَخْبَرَنِي "

                جاء في سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين: سمعت يحيى بن معين يقول: «سماع ابن وهب من يونس عرض عرضه عليه» .

                الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: نا عبد الرحمن ، نا محمد بن حمويه بن الحسن قال : سمعت أبا طالب قال : قال أحمد بن حنبل : عبد الله بن وهب صحيح الحديث يفصل السماع من العرض ، والحديث من الحديث ، ما أصح حديثه وأثبته ، قيل له : أليس كان يسيء الأخذ ؟ قال : قد كان يسيء الأخذ ، ولكن إذا نظرت في حديثه وما روى عن مشايخه ، وجدته صحيحا .

                جاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول: نظرت في نحو من ثمانين ألف حديث من حديث ابن وهب بمصر وفي غير مصر ما أعلم إني رأيت حديثا لا أصل له.

                قال ابن عدي في الكامل: ولاَ أعلم له حديثا منكرا إذا حدث عنه ثقة من الثقات.

                ولا يصلح بمعنى لا يحل :

                قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثنا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابنُ عُمَرَ يَقُولُ: لاَ يَصْلُحُ بَيْعُ الْخَمْرِ، وَلاَ شُرْبُهَا

                جاء في مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه للكوسج :
                قلت: إذا تزوج الرجل المرأة أله أن يدخل بها قبل أن يعطيها شيئا؟
                قال أحمد: نعم.
                قلت: بحديث من تقول هذا؟
                قال: بحديث خيثمة.
                واحتج بحديث بروع ابنة واشق.
                قال إسحاق: كما قال.

                جاء في المطالب العالية لابن حجر : "قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ خَيْثَمَةَ أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَجَهَّزَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُعْطِ شَيْئًا هَذَا مُرْسَلٌ وَقَدْ رَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ فَقَالَ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ خَيْثَمَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها وَصَلَهُ شَرِيكٌ وَأَرْسَلَهُ سُفْيَانُ
                أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ"
                وقد أشار الذهبي في ميزان الاعتدال ان هذا من مناكير شريك
                وقال أبو داود في سننه : وَخَيْثَمَةُ، لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ

                أما حديث بروع بنت واشق:
                قال النسائي في السنن الصغرى - إِبَاحَةُ التَّزَوُّجِ بِغَيْرِ صَدَاقٍ- : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ أُتِيَ فِي امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ، فَمَاتَ عَنْهَا وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، فَاخْتَلَفُوا إِلَيْهِ قَرِيبًا مِنْ شَهْرٍ لَا يُفْتِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ: أَرَى لَهَا صَدَاقَ نِسَائِهَا لَا وَكْسَ، وَلَا شَطَطَ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، فَشَهِدَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ، " أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي بَرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ بِمِثْلِ مَا قَضَيْتَ "
                قال الترمذي في سننه: حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

                وقال ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي": قال أبي: ثنا أحمد بن أبي سُرَيج؛ قال: قلتُ للشافعي - في حديث بِرْوَع -: سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن علقمة، عن عبد الله، و: سفيان، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ مسروق، عن عبد الله. فقال: وهذا عندك ثَبْتٌ؟! كالمُنكِر. فقلتُ: وأي شيء أثبت من هذا؟! قال: إن كان عندك ثبتًا فأنت أعلم. قال أبو محمد- أي: ابن أبي حاتم -: لم يُنكِر الشافعي هذا الإسناد وصحَّته، وإنما كان في قلبه من خبر الرجال الذين قاموا إلى عبد الله فأخبروه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصَّة بِرْوَع، والرجال هم غير معروفين بالصُّحبة، كانوا قومًا من أشجع، وقد قال الشافعي في كتبه: إن صحَّ حديث بِرْوَع قلت به» .

                قال الحاكم في المستدرك : " سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْحَافِظَ، وَقِيلَ لَهُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: إِنْ صَحَّ حَدِيثُ بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ بِهِ قُلْتُ بِهِ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: " لَوْ حَضَرْتُ الشَّافِعِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَقُمْتُ عَلَى رُءُوسِ أَصْحَابِهِ وَقُلْتُ: فَقَدْ صَحَّ الْحَدِيثُ فَقُلْ بِهِ " قَالَ الْحَاكِمُ: " فَالشَّافِعِيُّ إِنَّمَا قَالَ: لَوْ صَحَّ الْحَدِيثُ، لِأَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ وَإِنْ كَانَتْ صَحِيحَةً فَإِنَّ الْفَتْوَى فِيهِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَنَدُ الْحَدِيثِ لِنَفَرٍ مِنْ أَشْجَعَ، وَشَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ إِنَّمَا حَكَمَ بِصِحَّةِ الْحَدِيثِ لِأَنَّ الثِّقَةَ قَدْ سَمَّى فِيهِ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَهُوَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ وَبِصِحَّةِ مَا ذَكَرْتُهُ "

                قال الترمذي في سننه : وَرُوِي عَنِ الشَّافِعِيِّ، «أَنَّهُ رَجَعَ بِمِصْرَ بَعْدُ عَنْ هَذَا القَوْلِ، وَقَالَ بِحَدِيثِ بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ»

                قال ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير -السفر الثاني- : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: قَالَ: أَبُو سَعِيد (الدارمي): مَا خَلَقَ اللَّهُ مَعْقِل بْنَ سِنَان قَطُّ، وَلا كَانَتْ بَرْوَع بِنْتُ وَاشق قَطُّ.

                قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات : وهذا الذى قاله الدارمى غلط منه وجهالة؛ لما علمه الحفاظ وغيرهم، والصواب ما قدمناه، وإنما ذكرت هذا لأنبه على بطلانه؛ لئلا يراه من لا يعرف حاله فيتوهمه صحيحًا.

                موطأ مالك : مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ بِنْتَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَأُمَّهَا بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، كَانَتْ تَحْتَ ابْنٍ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَمَاتَ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا ، وَلَمْ يُسَمِّ لَهَا صَدَاقًا ، فَابْتَغَتْ أُمُّهَا صَدَاقَهَا ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ : لَيْسَ لَهَا صَدَاقٌ ، وَلَوْ كَانَ لَهَا صَدَاقٌ لَمْ يُمْسِكْهُ ، وَلَمْ نَظْلِمْهَا ، فَأَبَتْ أُمُّهَا أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ فَجَعَلُوا بَيْنَهُمْ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَقَضَى أَنْ لَا صَدَاقَ لَهَا ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ .

                مصنف ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ، ابْنَ عُمَرَ: " زَوَّجَ ابْنًا لَهُ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِهِ فَتُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا وَلَمْ يُسَمِّ لَهَا صَدَاقًا، فَطَلَبُوا إلَى ابْنِ عُمَرَ الصَّدَاقَ، فَقَالَ: لَيْسَ لَهَا صَدَاقٌ، فَأَبَوْا أَنْ يَرْضَوْا بِذَلِكَ فَجَعَلُوا بَيْنَهُمْ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَأَتَوْهُ فَقَالَ: " لَيْسَ لَهَا صَدَاقٌ "

                سنن سعيد بن منصور : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ : نَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَا فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا فَمَاتَ ، قَالَا : « لَهَا الْمِيرَاثُ ، وَلَا صَدَاقَ لَهَا » . قَالَ مَسْرُوقٌ : « مَا كَانَ مِيرَاثٌ قَطُّ إِلَّا كَانَ قَبْلَهُ صَدَاقٌ » .

                سنن سعيد بن منصور :حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ : نَا هُشَيْمٌ ، أَنَا دَاوُدُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : ذُكِرَ قَوْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَذَا لِمَسْرُوقٍ ، فَقَالَ مَسْرُوقٌ : « مَا كَانَ مِيرَاثٌ قَطُّ إِلَّا وَبَيْنَ يَدَيْهِ صَدَاقٌ » .

                مصنف عبد الرزاق - كتاب النكاح - باب الذي يتزوج فلا يدخل ولا يفرض حتى يموت
                عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَقُولُ : لَا صَدَاقَ لَهَا ، حَتَّى سَمِعَ حَدِيثَ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : " فَكَفَّ عَنْهَا ، فَلَمْ يَقُلْ فِيهَا شَيْئًا " .

                قال البيهقي في سننه :
                بَابُ النِّكَاحِ يَنْعَقِدُ بِغَيْرِ مَهْرٍ
                قَالَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ}

                قال البغوي في تفسيره: "وَمِنْ حُكْمِ الْآيَةِ: أَنَّ مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً بَالِغَةً بِرِضَاهَا عَلَى غَيْرِ مَهْرٍ يَصِحُّ النِّكَاحُ، وَلِلْمَرْأَةِ مُطَالَبَتُهُ بِأَنْ يَفْرِضَ لَهَا صَدَاقًا، فَإِنْ دَخَلَ بِهَا قَبْلَ الْفَرْضِ فَلَهَا عَلَيْهِ مَهْرُ مِثْلِهَا..."

                جاء في سنن أبي داود - كتاب النكاح - باب فيمن تزوج ولم يسم صداقا حتى مات:
                حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ الذُّهْلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ مُحَمَّدٌ : حَدَّثَنِي أَبُو الْأَصْبَغِ الْحَرَّانِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ : أَتَرْضَى أَنْ أُزَوِّجَكَ فُلَانَةَ قَالَ : نَعَمْ . وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ : تَرْضَيْنَ أَنْ أُزَوِّجَكِ فُلَانًا قَالَتْ : نَعَمْ . فَزَوَّجَ أَحَدَهُمَا صَاحِبَهُ ، فَدَخَلَ بِهَا الرَّجُلُ ، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا ، وَلَمْ يُعْطِهَا شَيْئًا ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ ، وَكَانَ مَنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ لَهُ سَهْمٌ بِخَيْبَرَ ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّجَنِي فُلَانَةَ ، وَلَمْ أَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا ، وَلَمْ أُعْطِهَا شَيْئًا ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَعْطَيْتُهَا مِنْ صَدَاقِهَا سَهْمِي بِخَيْبَرَ فَأَخَذَتْ سَهْمًا فَبَاعَتْهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ قَالَ أَبُو دَاوُدَ : وَزَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَحَدِيثُهُ أَتَمُّ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَيْرُ النِّكَاحِ أَيْسَرُهُ وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ ، ثُمَّ سَاقَ مَعْنَاهُ ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ : يُخَافُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ مُلْزَقًا لِأَنَّ الْأَمْرَ عَلَى غَيْرِ هَذَا .

                جاء في عون المعبود : ( قَالَ أَبُو دَاوُدَ : يُخَافُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ مُلْزَقًا ) ؛ أَيْ مُلْحَقًا ( لِأَنَّ الْأَمْرَ عَلَى غَيْرِ هَذَا ) ؛ لِأَنَّهُ أَعْطَاهَا زَائِدًا عَلَى الْمَهْرِ فِي مَرَضِ الْمَوْتِ . وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ إِنَّمَا تُوجَدُ فِي بَعْضِ النُّسَخِ ، وَأَكْثَرُهَا خَالِيَةٌ عنْهَا .

                قال مقبل بن هادي الوادعي في الجامع الصحيح : هذا حديث حسن وقول ابي داود فيه نظر ولا عبرة بمن خالف الحديث الثابت

                قال البخاري في صحيحه : بَابُ التَّزْوِيجِ عَلَى الْقُرْآنِ وَبِغَيْرِ صَدَاقٍ
                حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: إِنِّي لَفِي الْقَوْمِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَامَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ ، فَلَمْ يُجِبْهَا شَيْئًا ، ثُمَّ قَامَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ ، فَلَمْ يُجِبْهَا شَيْئًا ، ثُمَّ قَامَتِ الثَّالِثَةَ فَقَالَتْ: إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنْكِحْنِيهَا ، قَالَ: هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ ؟ قَالَ: لَا ، قَالَ: اذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ . فَذَهَبَ فَطَلَبَ ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ شَيْئًا وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، فَقَالَ: هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ ؟ قَالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا ، قَالَ: اذْهَبْ فَقَدْ أَنْكَحْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ .
                قال الحافظ ابن حجر في الفتح : وَفِي رِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ : " عِنْدَكَ شَيْءٌ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ "

                وذكره البخاري في صحيحه في بَابُ تَزْوِيجِ الْمُعْسِرِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى { إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ }
                وفي كتاب فضائل القرآن - باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه

                جاء في الورع لأحمد رواية المروزي:
                وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّبَتُّلِ
                فَمَنْ رَغِبَ عَنْ فِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ
                وَمَنْ رَغِبَ عَنْ فِعْلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَلَيْسَ هُوَ مِنَ الدِّينِ فِي شَيْءٍ
                قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ وَيَعْقُوبُ فِي حُزْنِهِ قَدْ تَزَوَّجَ وَوُلِدَ لَهُ
                وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
                يَتَزَوَّجُونَ
                قُلْتُ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ قَدْ ضَاقَ عَلَيْهِمُ الْكَسْبُ مِنْ وَجْهِهِ
                فَقَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ زَوَّجَ عَلَى خَاتَمٍ لِمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ
                قُلْتُ وَعَلَى سُورَةٍ
                قَالَ دَعْ هَذَا
                قلت أَلَيْسَ هُوَ صَحِيح
                قَالَ دَعْهُ
                إِذَا نَهَيْتُكَ عَنْ شَيْءٍ فَانْتَهِ

                قال القاضي أبو يعلى في الروايتين والوجهين: ونقل بكر بن محمد عن أبيه عنه أنه سأل عن حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه زوج على سورة من القرآن.
                فقال: لا أعلم شيئًا يمنعه، ولكنها مسألة لا يحتملها الناس.
                (والراوي عن أحمد هو محمد بن عبدة بن الحكم)

                وجاء في مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه للكوسج :
                قلت: الذي قال: زوجتكها على ما معك من القرآن؟
                فكرهه، وقال: الناس يقولون: على أن يعلّمها، يضعونها على غير هذا، وليس هذا في الحديث.
                قال أحمد: على ما تراضوا عليه، يعني المهر.
                قال إسحاق: كما قال، وإذا تزوجها على ما معه من القرآن جاز النكاح، ويجعل لها مهراً لما سن النبي صلى الله عليه وسلم في بناته ونسائه.

                قال ابن قدامة في المغني : "وَأَمَّا جَعْلُ التَّعْلِيمِ صَدَاقًا فَعَنْهُ ( أي الامام أحمد) فِيهِ اخْتِلَافٌ، وَلَيْسَ فِي الْخَبَرِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّ التَّعْلِيمَ صَدَاقٌ، إنَّمَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «زَوَّجْتُكَهَا عَلَى مَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ» . فَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ زَوَّجَهُ إيَّاهَا بِغَيْرِ صَدَاقٍ، إكْرَامًا لَهُ..."

                ما تفرد به هشام عن نافع:

                الأثر الأول : " هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ"
                قال البخاري في صحيحه : وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْغَازِ : أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ بِهَذَا، وَقَالَ: هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَوَدَّعَ النَّاسَ، فَقَالُوا: هَذِهِ حَجَّةُ الْوَدَاعِ
                وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه جازما بصحته إلى هشام بن الغاز . وليس لهشام بن الغاز في صحيح البخاري إلا هذا الحديث.
                جاء في النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر :
                "[تقسيم التعليق في البخاري:]
                الأحاديث المرفوعة التي لم يوصل البخاري إسنادها في صحيحه.
                أ- منها: ما يوجد في موضع آخر من كتابه.
                ب- ومنها: ما لا يوجد إلا معلقا."
                "وأما الثاني: وهو ما لا يوجد فيه إلا معلقا، فهو على صورتين:
                إما بصيغة الجزم وإما بصيغة التمريض."
                "فأما الأول: فهو صحيح إلى من علقه عنه، وبقي النظر فيما أبرز من رجاله، فبعضه يلتحق بشرطه.
                والسبب في تعليقه له إما كونه لم يحصل له مسموعا، وإنما أخذه على طريق المذاكرة أو الإجازة، أو كان قد خرج ما يقوم مقامه، فاستغنى بذلك عن إيراد هذا المعلق مستوفي السياق أو لمعنى غير ذلك، وبعضه يتقاعد عن شرطه، وإن صححه غيره أو حسنه، وبعضه يكون ضعيفا من جهة الانقطاع خاصة."

                وقد جاء في العلل الكبير للترمذي قول البخاري : "وَكُلُّ رَجُلٍ لَا أَعْرِفُ صَحِيحَ حَدِيثِهِ مِنْ سَقِيمِهِ لَا أَرْوِي عَنْهُ وَلَا أَكْتُبُ حَدِيثَهُ"

                قال ابن حجر في لسان الميزان في كلامه عن حال عبد الله بن صالح المصري : والجمهور على تضعيفه وكان البخاري حسن الرأي فيه إلا أنه كان كثير التخليط والبخاري يعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا يغتر بروايته عنه


                الأثر الثاني : "مَنْ كَانَ بِهِ جُرْحٌ مَعْصُوبٌ فَخَشِيَ عَلَيْهِ الْعَنَتَ فَلْيَمْسَحْ مَا حَوْلَهُ وَلَا يَغْسِلْهُ"
                قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " مَنْ كَانَ بِهِ جُرْحٌ مَعْصُوبٌ فَخَشِيَ عَلَيْهِ الْعَنَتَ فَلْيَمْسَحْ مَا حَوْلَهُ وَلَا يَغْسِلْهُ "

                ورواه الوليد بن مسلم عن هشام بن الغاز بلفظ أوضح من هذا :

                جاء في مسائل حرب الكرماني: حدثنا محمود بن خالد قال: ثنا الوليد بن مسلم قال: ثنا هشام بن الغاز: أنه سمع نافعًا يحدث، عن ابن عمر: أنه كان يقول: من كان به جرح معصوب عليه توضأ ومسح على العصاب، ويغسل ما حول العصاب. قال: وإذا لم يكن على الجرح عصاب؛ غسل ما حوله ولم يغسله.

                قال البيهقي في سننه :
                "( أَخْبَرَنَا ) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ ،قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ الْغَازِ أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : مَنْ كَانَ لَهُ جُرْحٌ مَعْصُوبٌ عَلَيْهِ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْعَصَائِبِ ، وَيَغْسِلُ مَا حَوْلَ الْعَصَائِبِ .

                ( أَخْبَرَنَا ) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ الْغَازِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : إِذَا لَمْ تَكُنْ عَلَى الْجُرْحِ عَصَائِبُ غَسَلَ مَا حَوْلَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ ."


                ورواه الوليد بن مسلم قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى ، و في السنن الكبرى للبيهقي من طريق الوليد أيضا قال حدثنا يحيى بن حمزة عن موسى بن يسار جميعا عن نافع من فعل ابن عمر رضي الله عنهما:

                جاء في مسائل حرب الكرماني: حدثنا محمود قال: ثنا الوليد قال: وأخبرني سعيد، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ إبهام رجله جرحت، فألبسها مرارة، فكان يتوضأ عليها.

                قال إبراهيم بن إسحاق الحربي في غريب الحديث : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنْ نَافِعٍ: «جُرِحَتْ إِبْهَامُ ابْنِ عُمَرَ , فَأَلْقَمَهَا مَرَارَةً , فَكَانَ يَتَوَضَّأُ عَلَيْهَا»

                وقال أبو نعيم الأصبهاني في الطب النبوي: حَدَّثَنا عبد الله بن جعفر، حَدَّثَنا أبو مسعود، أَخْبَرنا العلاء بن عبد الجبار، حَدَّثَنا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنا سعيد بن عبد العزيز، عَن سليمان بن موسى، عَن نافع قال: انكسر إصبع ابن عُمَر فألقمها مرارة فكان يتوضأ ويمسح عليها.

                وجاء في سنن البيهقي : ( أَخْبَرَنَا ) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ ، ثَنَا الْوَلِيدُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ إِبْهَامَ رِجْلِهِ جُرِحَتْ فَأَلْبَسَهَا مَرَارَةً وَكَانَ يَتَوَضَّأُ عَلَيْهَا .

                جاء في الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف لابن المنذر : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا سماغ، ثنا الْوَلِيدُ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جُرِحَتْ إِبْهَامُ رِجْلِ ابْنِ عُمَرَ، فَأَلْقَمَهَا مَرَارَةً، فَكَانَ يَتَوَضَّأُ عَلَيْهَا
                وسماغ لا أدري من هو ولعله تصحيف من النساخ و سعيد بن أبي عروبة الصحيح أنه سعيد بن عبد العزيز كما مر معنا .

                وجاء في سنن البيهقي : "( أَخْبَرَنَا ) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ قَالَ : ثَنَا الْوَلِيدُ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ تَوَضَّأَ وَكَفُّهُ مَعْصُوبَةٌ فَمَسَحَ عَلَى الْعَصَائِبِ ، وَغَسَلَ سِوَى ذَلِكَ .
                قال البيهقي : هُوَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ صَحِيحٌ"

                وهذه الآثار من فعل ابن عمر رضي الله عنهما مدارها على الوليد بن مسلم وهو "ثقة كثير التدليس والتسوية" كما قال ابن حجر في تقريب التهذيب ، ولم يصرح بالسماع في جميع طبقات الاسناد و لا حتى بين شيخه وشيخ شيخه.

                قال البيهقي في السنن الكبرى : "وَلَا يَثْبُتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ، وَأَصَحُّ مَا رُوِيَ فِيهِ حَدِيثُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ الَّذِي قَدْ تَقَدَّمَ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَإِنَّمَا فِيهِ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ مَنَ التَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ مَعَ مَا رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْعِصَابَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ"

                قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ طَاوُسًا عَنِ الْجُرْحِ، يَكُونُ بِوَجْهِ الرَّجُلِ أَوْ بِبَعْضِ جَسَدِهِ عَلَيْهِ الدَّوَاءُ وَالْخِرْقَةُ قَالَ: إِنْ خَشِيَ مَسَحَ عَلَى الْخِرْقَةِ وَإِنْ لَمْ يَخْشَ نَزَعَ الْخِرْقَةَ

                و قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: أَصَابَنِي مَحْمَلٌ هَاهُنَا وَوَضَعَ شُعْبَةُ إِصْبَعَهُ فِي أَصْلِ حَاجِبِهِ فَعَصَبْتُ عَلَيْهِ عِصَابًا فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَمْسَحُ عَلَيْهِ؟ , فَقَالَ: نَعَمْ


                الأثر الثالث : "كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنة"
                جاء في السنة للمروزي : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أنبا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حسنا "
                المدخل الى السنن الكبرى للبيهقي: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، قَالا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، ثنا شَبَابَةُ، ثنا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنَةً "

                الأثر الرابع : "الْأَذَانُ الْأَوَّلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِدْعَةٌ"
                مصنف ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " الْأَذَانُ الْأَوَّلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِدْعَةٌ "

                مصنف ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، قَالَ: سَأَلْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ الْأَذَانُ الْأَوَّلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِدْعَةٌ، فَقَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " بِدْعَةٌ "

                تفرد به هشام عن نافع .

                قال البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: «كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذَا جَلَسَ الإِمَامُ عَلَى المِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَثُرَ النَّاسُ زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: " الزَّوْرَاءُ: مَوْضِعٌ بِالسُّوقِ بِالْمَدِينَةِ "

                جاء في كتاب الأم للشافعي : "وَأُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الْأَذَانُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ يَدْخُلُ الْإِمَامُ الْمَسْجِدَ وَيَجْلِسُ عَلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي يَخْطُبُ عَلَيْهِ خَشَبٌ، أَوْ جَرِيدٌ أَوْ مِنْبَرٌ، أَوْ شَيْءٌ مَرْفُوعٌ لَهُ، أَوْ الْأَرْضُ فَإِذَا فَعَلَ أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي الْأَذَانِ فَإِذَا فَرَغَ قَامَ فَخَطَبَ لَا يَزِيدُ عَلَيْهِ .وَأُحِبُّ أَنْ يُؤَذِّنَ مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ إذَا كَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ لَا جَمَاعَةُ مُؤَذِّنِينَ
                أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ الْأَذَانَ كَانَ أَوَّلُهُ لِلْجُمُعَةِ حِينَ يَجْلِسُ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَلَمَّا كَانَتْ خِلَافَةُ عُثْمَانَ وَكَثُرَ النَّاسُ أَمَرَ عُثْمَانَ بِأَذَانٍ ثَانٍ فَأُذِّنَ بِهِ فَثَبَتَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ.
                قال الشافعي: وَقَدْ كَانَ عَطَاءٌ يُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ عُثْمَانُ أَحْدَثَهُ وَيَقُولُ أَحْدَثَهُ مُعَاوِيَةُ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
                قال الشافعي : وَأَيُّهُمَا كَانَ فَالْأَمْرُ الَّذِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَبُّ إلَيَّ"

                قال ابن حجر في الفتح : وَعَطَاءٌ لَمْ يُدْرِكْ عُثْمَانَ فَرِوَايَةُ مَنْ أَثْبَتَ ذَلِكَ عَنْهُ مُقَدَّمَةٌ عَلَى إِنْكَارِهِ

                جاء في مسائل حرب الكرماني للإمامين أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه : وسمعت إسحاق يقول: الأذان الذي كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر؛ أذان واحد وإقامة إذا خرج الإمام وقعد على المنبر أذن، وإذا نزل أقام، وهذا الأذان الذي زادوه محدث، أحدثه عثمان نظرًا للناس لما كثروا على عهد عثمان، رأى أن لا يسعه إلا أن يزيد في المؤذنين؛ ليُعلِم الأبعدين ذلك؛ كي يعلموا كعلم من قرب من المسجد، والإمام يصير بهم على السواء، فصارت سنة؛ لأن على الخلفاء النظر في مثل ذلك للناس.

                قال ابن رجب في فتح الباري : وهذا يفهم منه أن ذلك راجع إلى رأي الإمام، فإن احتاج اليه لكثرة الناس فعله، وإلا فلا حاجة إليه.

                قال الالباني في الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة : وهذا السبب لا يكاد يتحقق في عصرنا هذا إلا نادرا وذلك في مثل بلدة كبيرة تغص بالناس على رحبها كما كان الحال في المدينة المنورة ليس فيها إلا مسجد واحد يجمع الناس فيه وقد بعدت لكثرة منازلهم عنه فلا يبلغهم صوت المؤذن الذي يؤذن على باب المسجد وأما بلدة فيها جوامع كثيرة كمدينة دمشق مثلا لا يكاد المرء يمشي فيها إلا خطوات حتى يسمع الأذان للجمعة من على المنارات وقد وضع على بعضها أو كثير منها الآلات المكبرة للأصوات فحصل بذلك المقصود الذي من أجله زاد عثمان الأذان ألا وهو إعلام الناس: أن صلاة الجمعة قد حضرت كما نص عليه في الحديث المتقدم ....... والخلاصة: أننا نرى أن يكتفى بالأذان المحمدي وأن يكون عند خروج الإمام وصعوده على المنبر لزوال السبب المبرر لزيادة عثمان واتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل:
                "فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه

                الأثر الخامس : " مَنْ قَتَلَ ضَبُعًا وَهُوَ مُحْرِمٌ فَعَلَيْهِ الْفِدَاءُ "
                مصنف ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: نا شَبَابَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " مَنْ قَتَلَ ضَبُعًا وَهُوَ مُحْرِمٌ فَعَلَيْهِ الْفِدَاءُ "

                الأثر السادس : " الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ: الْوَجْهُ، وَالْكَفَّانِ "
                قال ابن أبي شيبة في مصنفه : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، قَالَ: نا نَافِعٌ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ: الْوَجْهُ، وَالْكَفَّانِ "

                وهذا الاثر الاخير أقول فيه (وهو ملخص لما سبق بيانه) :
                ما قاله ابن رجب في شرح علل الترمذي : وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه أنه لا يتابع عليه، ويجعلون ذلك علة فيه
                وما قاله الذهبي في ميزان الاعتدال : "وإن تفرد الصدوق ومن دونه، يعد منكراً" بعد ما علمت من حال هشام في نافع.
                وما قاله ابن القيم في الفروسية : "فَإِذا تفرد مثل هَذَا بِحَدِيث عَن هَؤُلَاءِ مَعَ ملازمتهم الزُّهْرِيّ وحفظهم حَدِيثه وضبطهم لَهُ و [هُوَ] لَيْسَ مثلهم فِي الْحِفْظ والإتقان لم يكن حجَّة عِنْدهم" مع استبدال اسم "الزهري" بـ "نافع "
                وما قاله مسلم في صحيحه : "فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِيِّ فِي جَلَالَتِهِ، وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ، أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ، قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَلَى الِاتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِي أَكْثَرِهِ، فَيَرْوِي عَنْهُمَا، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لَا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا، وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِي الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ، فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللهُ أَعْلَمُ" وهشام بن الغاز ليس ممن أمعن في موافقة الثقات من أصحاب نافع كما علمت.
                وما قاله شعبة في أمثال هذا: "حُكْمٌ مِنَ الأحكامِ عَنْ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، لَمْ يُشارِكْهُ أحدٌ ." وهذا الأثر في تفسير آية فهو حكم من الله لم يشاركه أحد .
                وما قاله أبو زرعة حين سئل أحمد بن حنبل من الثبت في نافع " يُرِيدُ أَنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ أَعْلَمُ بحديثهم."
                وهشام بن الغاز ليس من أهل المدينة
                وما قاله أبو حاتم " أَيْنَ كَانَ أصحابُ أيمَنَ بنِ نَابِل عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟!" فأقول أين كان أصحاب نافع عن هذا الأثر
                قال ابن عدي في الكامل : "حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَشْمَرْدَ، حَدَّثَنا أَبُو مَعِينٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ يَقُولُ: سَمعتُ وَكِيعًا يقولُ: سَألتُ شُعْبَة: مَتَى يُتْرَكُ حَدِيثُ الرَّجُلِ؟ قَال: إِذَا أَدَّى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ مَا لا يَعْرِفُهُ الْمَعْرُوفُونَ تَرَكُوهُ. " وهذا حال هشام في نافع
                وأختم بعبارة الامام أحمد : "لم يروه أصحاب نافع"

                جاء في تاريخ ابن معين رواية الدوري : سَمِعت الْعَبَّاس يَقُول سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل:... فَأَما إِذا جَاءَ الْحَلَال وَالْحرَام أردنَا قوما هَكَذَا وَقبض أَبُو الْفضل على أَصَابِع يَدَيْهِ الْأَرْبَع من كل يَد وَلم يضم الْإِبْهَام وأرانا أَبُو الْفضل يَدَيْهِ وأرانا أَبُو الْعَبَّاس
                وفي موضع آخر من نفس الكتاب : سَمِعت عباسا يَقُول سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول: ... فَإِذا جَاءَ الْحَلَال وَالْحرَام أردنَا قوما هَكَذَا قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل بِيَدِهِ وصم يَدَيْهِ وَأقَام أَصَابِعه الإبهامين

                وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لا يدع نسائه يخاطبن قرابتهن من الرجال إلا من وراء جدار :
                قال ابو بكر محمد بن جعفر الخرائطي في اعتلال القلوب : حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , سَمِعَ امْرَأَتَهُ تُكَلِّمُ رَجُلًا مِنْ وَرَاءِ جِدَارٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ لَا يَعْلَمُهَا ابْنُ عُمَرَ قَالَ: فَجَمَعَ لَهَا جَرَائِدَ ثُمَّ أَتَاهَا فَضَرَبَهَا حَتَّى آضَتْ حَشِيشًا
                آضَتْ: يَعْنِي صَارَتْ

                وابن أبي مليكة الذي يروي عنه أيوب هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ثقة فقيه وكان قاضيا على عهد ابن الزبير

                جاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : نا عبد الرحمن قال : سألت أبي ، وأبا زرعة ، عنه ، فقالا : مكي ثقة

                قال البخاري في صحيحه : قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: " أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ: إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ "


                يتبع............

                تعليق


                • #9
                  رد: الرد بالآثار الصحيحة على من قال بكشف الوجه

                  ذكر الدليل على أنَّ عَدَمَ حَجْبِ الإِماءِ كان مُسْتَفيضًا مَشْهُورًا، وأنَّ الحَجْبَ لغيرِهِنَّ كان مَعْلُومًا:

                  قال البخاري في صحيحه: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَتِهِ ، فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ ، أَمَرَ بِالْأَنْطَاعِ ، فَأَلْقَى فِيهَا مِنَ التَّمْرِ وَالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ ، فَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ ، فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّى لَهَا خَلْفَهُ وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ .

                  قال أبو الفرج شمس الدين عبد الرحمن بن محمد المقدسي في الشرح الكبير على متن المقنع : "وقد روَى أنَسٌ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا أخَذَ صَفِيَّةَ قال الناسُ: أجَعَلَها أُمَّ المُؤمِنِينَ أَمْ أُمَّ وَلَدٍ؟ فقالوا: إن حَجَبَها فهي أُمُّ المؤمنينَ، وإن لم يَحْجُبْها فهىِ أُمُّ وَلَدٍ. فلمّا رَكِبَ وَطَّأَ لها خَلْفَه، ومَدَّ الحِجابَ بينَه وبينَ الناسِ. مُتَّفقٌ عليه. وهذا دليلٌ عَلى أنَّ عَدَمَ حَجْبِ الإِماءِ كان مُسْتَفيضًا بينَهما مَشْهُورًا، وأنَّ الحَجْبَ لغيرِهِنَّ كان مَعْلُومًا."

                  وبنفس الاسناد روى اسماعيل بن جعفر أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في التفريق بين الأمة والحرة :

                  جاء في حديث علي بن حجر السعدي عن إسماعيل بن جعفر : ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِهِ لِحَاجَةٍ فَإِذَا فِي مَنْزِلِهِ امْرَأَةٌ عَلَيْهَا جِلْبَابٌ مُتَقَنِّعَةٌ بِهِ، قَالَ: فَرَجَعَ حِينَ رَآهَا، قَالَ: ثُمَّ عَادَ فَوَجَدَهَا لَمْ تَبْرَحْ، ثُمَّ عَادَ فَوَجَدَهَا قَدْ ذَهَبَتْ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ لِأَهْلِهِ: «مَنْ هَذِهِ الَّتِي قَدْ عَنَّتْنَا مُنْذُ الْيَوْمِ؟» فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْهَا، هِيَ أَمَةُ فُلَانٍ، قَالَ: فَلَمَّا رَاحَ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَشَبَّهِ الْأَمَةُ بِسَيِّدَتِهَا »

                  يتبع .....

                  تعليق

                  يعمل...
                  X