إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

رسالة (حكم شرب الدخان للعلامة السعدي ) بتعليقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [بحث] رسالة (حكم شرب الدخان للعلامة السعدي ) بتعليقي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على سيد الحنفاء وعلى آله وصحبه كل من اقتفى ، وأخلص ووفى إلى يوم الجزاء والوفاء .
    أما بعد :
    فإن هذه رسالة عفيفة في ألفاظها ، لطيفة في مضمونها فيها ، وهي عبارة عن سؤال قدم للعلامة الشيح عبد الرحمن السعدي النجدي – رحمه الله – رحمة واسعة ؛ حول حكم شرب الدخان وبيعه ، فأجاب - رحمه الله - بجواب نافع مفيد وماتع ينبئ عن سعة علم واطلاع ، ودراية بمستجدات زمانه ..
    وقد كان شرب الدخان في بعض بلاد المسلمين يباع خفية وسرا ، ومن يشربه يشربه في الخفاء عن أعين النّاس ، وخاصة المسئولين إذ كان تعاطيه يومها علنا ذنب يعاقب عليه ، ومن كان يتعاطاه من الشباب يستحيل أن يشربه أمام والديه حياء منهم ، واعتقادا أن ذلك مخالف للدين والعادات التي عليه الآباء والأجداد ، ومنها الحياء وبمرور الوقت وشيئا فشيئا بدأ الحياء ينقص وبدأ بعض النّاس يُظهر ذلك وخاصة كبار السن حتى أصبح اليوم يشرب داخل المساجد وللأسف الشديد ، فقد تقادم على النّاس الزمان وانقلبت الموازين وأصبح شربه عادة مستحسنة عند الكثير يجاهرون بها ويتباهون بالأنواع التي يشربونها ، ولقد غلب اليوم شربه على فئة كبيرة من المجتمعات الإسلامية حتى أصبح أهل الحسبة ، وأئمة المساجد وطلاب العلم يستحون من الإنكار على من يشربه ؛ بل تجد منهم من يجالس متعاطيه ، ويستنشق دخانه معه ولا يتحرج ، بل يضاحكه ويمازحه وكأن الأمر لا شيء ..
    والحقيقة أن هؤلاء الذين ابتلوا بشرب الدخان لم يجد الكثير منهم من يأخذ بيده إلى تركه والتوبة منه وبيان ما فيه من أضرار ومفاسد ، ولما كانت هذه الرسالة تعالج هذا الموضوع أحببت أن أعلق على موضع منها أخرجه لعل الله ينفع بها أقواما فيتركون الدخان ويتوبون منه طاعة للرحمن ، ويوقظ آخرين من غفلتهم فيمدون يدهم لهؤلاء المبتلين لينقذوهم من الضياع والهلاك والموت المحقق .
    تنبيه: التعليقات جعلتها في آخر الرسالة مرتبة بأرقام حتى لا تختلط بالأصل وتركت بعض الأخطاء المطبعية التي وردت فيها اللهم إلا بعض الآيات فقد نسختها بنص من المصحف .
    وهذه الرسالة المفيدة تحتاج إلى أن تعمل على شكل مطوية أو رسالة صغيرة وتنشر لعل الله أن ينفع بها خلقا كثيرا لو وجدت من ينفق عليه ، ولعل الله يسقطها في يد أحد المبتلين بشرب الدخان فيتوب من ذلك ويقوم بنشرها ووقفها صدقة جارية على نفسه توكيدا وتحقيقا لصدقة توبته ، اللهم آمين .
    وإليكم الرسالة مع التعليقات .
    ===================

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حكم شرب الدخان
    تأليف العلامة الشيخ : عبد الرحمن بن ناصر السعدي
    من الولد على بن حمد الصالحي : إلى فضيلة الشيخ المكرم : عبد الرحمن الناصر السعدي .
    بعد السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
    أرجوكم الإفادة عن حكم شرب الدخان والاتجار به على وجه التوضيح هل هو حرام أو مكروه أفتونا مأجورين ؟
    الجواب : وبالله التوفيق ، نسأله الهداية لنا ولإخواننا المسلمين .
    أما الدخان شربه والاتجار به والإعانة على ذلك فهو حرام لا يحل لمسلم تعاطيه ؛ شربا ، واستعمالا ، واتجارا .
    وعلى من كان يتعاطاه أن يتوب إلى الله توبة نصوحة ، كما يجب عليه أن يتوب من جميع الذنوب ؛ وذلك أنه داخل في عموم النصوص الدالة على التحريم ، داخل في لفظها العام وفي معناه ؛ وذلك لمضاره الدينية ، والبدنية ، و المالية ، (1) التي يكفي بعضها في الحكم بتحريمه ، فكيف إذا اجتمعت ؟!
    فصل:مضار الدخان الدينية : - أما مضاره الدينية ودلالة النصوص على منعه وتحريمه فمن وجوه كثيرة :
    منها قوله تعالى : { يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [ الأعراف 157] (2) .
    وقوله تعالى :{ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } [ البقرة 195] (3).
    وقوله : { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } [ النساء 29] (4).
    فهذه الآيات وما أشبهها حرم الله بهل (بها )كل خبيث أو ضار ، فكل ما يستخبث أو يضر فإنه لا يحل ، والخبث والضرر يعرف بآثاره ؛ وما يترتب عليه من المفاسد .
    فهذا الدخان له مفاسد و أضرار كثيرة محسوسة كل أحد يعرفها ، وأهله من أعرف الناس بها ، ولكن إرادتهم ضعيفة ، ونفوسهم تغلبهم مع الشعور بالضرر ، وقد قال العلماء : يحرم كل طعام وشراب فيه مضرة .(5).
    - ومن مضاره الدينية : أنه يثقل على العبد العبادات ، والقيام بالمأمورات خصوصا الصيام ، و ما كره العبد للخير فإنه شر ، وكذلك يدعو إلى مخالطة الأرذال ، ويزهد في مجالس الأخيار حما (كما) هو مشاهد .
    وهذا من أعظم النقائص أن يكون العبد مؤالفا للأشرار متباعدا عن الأخيار (6)، ويترتب على ذلك العداوة لأهل الخير والبغض لهم ، والقدح فيهم والزهد في طريقهم ، ومتى ابتلي به الصغار والشباب سقطوا بالمرة و دخلوا في مداخل قبيحة ، وكان ذلك عنوانا على سقوط أخلاقهم فهو باب لشرور كثيرة فضلا عن ضرره الذاتي (7).
    فصل: - و أما مضاره البدنية : فكثيرة جدا ، فإنه يوهن القوة ويضعفها ، ويضعف البصر ، وله سريان ونفوذ في البدن والعروق، فيوهن القوى ، ويمنع الإنتفاع الكلي بالغذاء ، ومتى اجتمع الأمران اشتد الخطر وعظم البلاء .
    ومنها : إضعاف القلب ، واضطراب الأعصاب ، وفقد شهية الطعام (.
    ومنها : السعال ، والنزلات الشديدة التي ربما أدت إلى الإختناق وضيق النفس ، فكم من قتيل أو مشرف على الهلاك (9).
    وقد قرر غير واحد من الأطباء المعتبرين أن لشرب الدخان الأثر الأكبر في الأمراض الصدرية ، وهي السل وتوابعه ، وله أثر محسوس في مرض السرطان ، وهذه من أخطر الأمراض وأصعبها .
    فيا عجبا لعاقل حريص على حفظ صحته ، وهو مقيم على شربه مع مشاهدة هذه الأضرار او بعضها!
    فكم تلف بسببه خلق كثير! وكم تعرض منهم لأكثر من ذلك! وكم قويت بسببه الأمراض البسيطة حتى عظمت وعز على الأطباء دواؤها!
    وكم أسرع بصاحبه إلى الانحطاط السريع من قوته وصحته ! ومن العجب أن كثيرا من الناس يتقيدون بإرشادات الأطباء في الأمور التي هي دون ذلك بكثير ، فكيف يتهاونون بهذا الأمر الخطير! (10).
    ذلك لغلبة الهوى وإستيلاء النفس على إرادة الإنسان ، وضعف إرادته عن مقاومتها وتقديم العادات على ما تعلم مضرته .
    ولا تستغرب حال كثير من الأطباء الذين يدخنون وهم يعترفون بلسان حالهم أو لسان مقالهم بمضرته الطبية ، فإن العادات تسيطر على عقل صاحبها وعلى إرادته ، ويشعر كثيرا أو أحيانا بالمضرة وهو مقيم عى ما يضره .(11).
    وهذه المضار أشرنا إليها إشارة ، مع ما فيه من تسويد الفم والشفتين و الأسنان ، وسرعة بلائها وتحطمها ونآكلها بالتسوس ، و انهيار الفم والبلعوم ومداخل الطعام والشراب حتى يجعلها كاللحم المنهار المحترق تتألم مما لا يتألم منه .
    وكثير من أمراض الإلتهابات ناشئة عنه ، ومن تتبع مضاره وجدها أكثر مما ذكرنا (12).
    فصل: و اما مضاره المالية : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه نهى عن إضاعة المال )(13)، وأي إضاعة أبلغ من حرقه في هذا الدخان الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، ولا نفع فيه بوجه من الوجوه ، حتى أن كثيرا من المنهمكين فيه يغرمون الأموال الكثيرة ، وربما تركوا ما يجب عليهم من النفقات الواجبة (14)، وهذا انحراف عظيم ، وضرر جسيم فصرف المال في الأمور التي لا نفع فيها منهي عنه ، فكيف بصرفه بشيء محقق ضرره ! .
    ولما كان الدخان بهذه المثابة مضرا بالدين والبدن والمال ، كانت التجارة فيه محرمة ، وتجارته بائرة غير رابجة ..
    وقد شاهد الناس أن كل متجر فيه وإن استدرج ونما ماله في وقت ما فإنه يبتلي بالقلة في آخر امره وتكون عواقبه وخيمة ..
    ثم إن النجديين - ولله الحمد- جميع علماؤهم متفقون على تحريمه ومنعه ، والعوام تبع للعلماء فلا يسوغ ولا يحل للعوام أن يتبعوا الهوى ويتأولوا ويتعللوا بأنه يوجد من علماء الأمصار من يحلله ولا يحرمه ، فإن هذا التأويل من العوام لا يحل باتفاق العلماء ، فإن العوام تبع لعلمائهم ليسوا مستقلين ، وليس لهم أن يخرجوا عن أقوال علمائهم وهذا واجبهم ، كما قال تعالى { فسئلوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }[ النحل 43] و [ الأنبياء 7] .
    وما نظير هذا التأويل الفاسد الجاري على ألسنة بعض العوام – اتباعا للهوى لا اتباعا للحق والهدى – إلا كما لو قال بعضهم : يوجد بعض علماء الأمصار لا يوجبون الطمأنينة في الصلاة فلا تنكروا علينا إذا اتبعناهم ، أو يوجد من يبيح ربا الفضل فلنا أن نتبعهم ، أو يوجد من لا يحرم اكل ذوات المخالب من الطير فلنا أن تنبعهم ، لو فتح هذا الباب فتح على الناس شر كثير ، وصار سببا لانحلال العوام عن دينهم ، وكل أحد يعرف أن تتبع مثل هذه الأدلة الشرعية ، ولما عليه أهل العلم ، من الأمور التي لا تحل ولا تجوز .
    والميزان الحقيقي : هو ما دلت عليه أصول الشرع و قواعده ، وقد دلت على تحريم الدخان ؛ لما يترتب عليه من المفاسد و المضار المتنوعة ، وكل أمر فيه ضرر على العبد : في دينه ، أو بدنه ، أو ماله من غير نفع فهو محرم . فكيف إذا تنوعت المفاسد وتجمعت ، أليس من المتعين شرعا وعقلا وطبا تركه والتحذير منه ونصيحة من يقبل النصيحة ! .
    فالواجب على من نصح نفسه وصار لها عنده قدر وعزيمة أن يتوب إلى الله عن شربه ، ويعزم عزما جازما مقرونا بالاستعانة بالله لا تردد فيه ولا ضعف عزيمة فإن من فعل ذلك أعانه الله على تركه وهون عليه .
    ومما بهون عليه الأمر أن يعرف أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، وكما أن ثواب الطاعة الشاقة أعظم مما لا مشقة فيه ، فكذلك ثواب تارك المعصبة إذا شق عليه الأمر وصعب أعظم أجرا وثوابا ، فمن وفقه الله و أعانه على ترك الدخان فإنه يجد المشقة في أول الأمر ثم لا يزال يسلو شيئا فشيئا حتى يتم الله نعمته عليه ، فيتغبط بغضل الله عليه وحفظه و إعانته ، و ينصح إخوانه بما ينصح به نفسه والتوفيق بيد الله ..
    ومن علم الله من قلبه صدق النية في طلب ما عنده بفعل المأمورات وترك المحظورات يسره للبسرى ، وجنبه العسرى ، وسهل له طرق الخير كلها ، فنسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى الخير ، و أن يحفظنا من كل شر ، إنه جواد كريم ، رؤوف رحيم . عبد الرحمن بن ناصر السعدي في ربيع الأول سنة 1376 نقله من خطه الفقير إلى الله : علي الحمد الصالحي ================================
    التعليقات :
    1 – قلت : والمضار الاجتماعية ، فليس من شك أنه مضر للمجتمع ، فالدخان المنبعث من شاربه يضر بمن يستنشقه ، فمن يشربه في الأماكن العامة كالأسواق ، والمحلات التجارية الكبيرة والمقاهي ومحطات الحافلات ، وسيارات الأجرة ، والقطارات يضرهم إذا شرب أمامهم ، كما يضر الأسرة ؛ فإذا شرب رب البيت الدخان أمام أسرته تضرروا جميعا برائحته ؛ بل إن الأطباء يقولون أن الذي يستنشق رائحته وهو لا يشربه أكثر ضررا ممن يشربه ، ومن هنا يقال لمن يشربه هل ترضى أن يعتدي عليك أحد من النّاس دون علمك ورضاك ؟؟
    وليس من شك أنه سيجيب بأنه لا ولن يرضى ، فيقال له إذا لم تضر غيرك وتعتدي عليهم وتؤذيهم دون رضاهم ،ألم تقرأ قوله تعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].
    ومن قواعد الإسلام العظيمة أنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه المؤمن ما يحبه لنفسه كما جاء في الحديث .
    عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» البخاري (13) ومسلم (70). ومن قواعده الكلية أيضا سلامة المسلمين من لسانك ويدك ، كما أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى ، وأنت لم يسلم المسلمون من لسانك حيث تنسف عليهم الدخان به ومن يدك حيث تتناوله به .
    2 – وقوله تعالى :{يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} .
    قال الشيخ – رحمه الله في تفسيره (1/305): { وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ }من المطاعم والمشارب، والمناكح.{وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} من المطاعم والمشارب والمناكح، والأقوال والأفعال.
    قلت : هذه الصفة من خصائص نبينا خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم أنه يحل للناس المبعوث إليهم بالرحمة الطيبات : وهي كل ما يستلذ وتستطيبه الأنفس من الأطعمة والأشربة المتنوعة ، والنساء كما قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }(172) البقرة .
    وقوله :{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}(3) النساء .
    وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51] وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]. البخاري (94) مسلم (1015).
    وقوله :{ ويحرم عليهم الخبائث} : وهي كل ضار قبيح تستخبثه النفوس الكريمة السليمة ، وتستقبحه كالميتة ، والدم المسفوح ، ولحم الخنزير ، والزنا وقد جاء تسميته في السنة بالخبث ، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ – رضي الله عنها - فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ» البخاري (3346 ) ومسلم (2880).
    واللواط وقد سماه الله بالخبيث قال تعالى :{وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ }(74).
    وما يؤخذ من الأموال بغير حق كالربا والرشوة والسرقة والغصب والخيانة ، وكل ذلك ضار بمصلحة الإنسان أو بمصلحة المجتمع. وشجرة الدخان شجرة خبيثة ،طعمها خبيث وريحها خبيث بإقرار جميع العقلاء ، من أطباء وغيرهم ؛ بل بإقرار متعاطيها ، فهي داخلة في عموم الآية الكريمة .
    وما مثلها إلا كمثل الحنظلة التي شبهها النبي بالفاجر الذي لا يقرأ القرآن فقال : (( وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا خَبِيثٌ وَرِيحُهَا خَبِيثٌ)) البخاري (5059) ومسند الطيالسي (496).
    3 – قوله تعالى :{ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }(195) البقرة .
    أي أنفقوا أموالكم في سبيل الله ، ولا تنفقونها في سبل الشيطان ، فإن نفقتها في سبيل ذلك من تهلكة النفس ، من وجهين :
    أحدها : أنّ إنفاقها في الدخان إنفاق في سبيل الشيطان ، وذلك من الإسراف والتبذير ، الذي يجعل المنفق لها في ذلك أخا للشيطان ، قال تعالى :{ إنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (27) الإسراء.
    وأي هلاك أكبر من هذا أن يلقي المرء بنفسه باختياره في أحضان الشيطان وأخوته وهو الحريص على هلكته .
    والثاني : إن شرب الدخان انتحار بطيء ، وذلك أن فيه بعض السم الذي يجهز على الإنسان ويقتله ببطء وهذا حكم الأطباء والتقارير تتكلم في ذلك .
    4 - لذلك استدل الشيخ - رحمه الله - بقوله تعالى { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}.
    فشرب الدخان قتل للنفس ، فها هو يخلف سنويا آلافا من القتلى لما فيه من السم من مادة القطران والنقوتين .
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((... وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا )) البخاري (577، ومسلم (109) بَابُ غِلَظِ تَحْرِيمِ قَتْلِ الْإِنْسَانِ نَفْسَهُ، وَأَنَّ مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي النَّارِ.
    ولو قيل لهذا الذي يتعاطى الدخان وما فيه من السم ، هل يمكنك أن تشتري بعض السم الواضح وتشربه ؟ فليس من شك أن جوابه سيكون بلا .
    ولو قيل له ، هذا ثعبان يريد أن يلدغك بسمه من ورائك أو هجوما عليك لفزع وكاد قلبه أن ينفطر خوفا من لدغة الثعبان القاتلة لما فيها من سم ، ولكن يذهب برجليه إلى صاحب الكشك ويشتري منه السم مغلفا ثم يشربه .
    فهل أنت عاقل أيها الرجل ؟؟ لا ترضى أن تشرب السم الذي تراه وتعرف أنه سما ، وتخاف من لدغة الثعبان لأن فيها سما قاتلا ، ثم تذهب وتشتري السم المغلف الذي لا يظهر وقد حذرك من حذرك أن فيه سما ولكنك لم تسمع وشربته لتموت ببطء أين عقلك .
    (5) - وقد قعد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قاعدة عظيمة عامة نافعة فقال : ((لا ضرر ولا ضرار)) صحيح الجامع ( 7517)وقال: (صحيح) [حم هـ] عن ابن عباس [هـ] عن عبادة. الإرواء (896) الصحيحة (250).
    أَي لَا فعل ضَرَر وَلَا ضرار بِأحد فِي ديننَا، أَي لَا يجوز شرعا لأحد أَن يلْحق بنفسه أو بآخر ضَرَرا ، وَلَا ضِرَارًا في العقوبة بالمثل على وجه المقابلة مع تعدي الحد فيه ، وَقد سيق ذَلِك بأسلوب نفي الْجِنْس ليَكُون أبلغ فِي النَّهْي والزجر.
    فكل ما يضر بالكليات الخمس فهو ممنوع تعاطيه شرعا ، فكيف إذا كان خبيثا قاتلا فاتكا للفرد والمجتمع ؟
    6 - يشير الشيخ إلى اختيار الجليس الصالح ، والصاحب التقي الذي تأمن صحبته من المضرة لأن الصاحب ساحب ، وكل قرين بالمقارن يقتدي. ورُبَّ رجل سايرته في طريق أو رافقته في سفر أو عرفته في ديوان، فبذلت له من ظواهر الود ما يبذله الرجل المهذب لمن يلقاه وأنت لا تدري وجهته في الحياة، فنُسب إليك وعُرف بك، واتّصل بك شَرُّه أو أصابك ضُرُّه أو لحق بك عاره، وإذا هو قد ترك فيك أثراً منه من حيث لا تشعر. صور وخواطر (1/234).
    فمجالسة ومصاحبة أصحاب التقى والأخلاق الفاضلة الحسنة هو السبيل الآمن من كثير من الآفات ؛ لأن للأصحاب أثرا كبيرا في سلوك الإنسان ومعاملاته ومعاشرته إن كان صاحب خير يسحبه إلي الخير، وإن كان صاحب شر يسحبه إلي شر ولقد صدق الشاعر لما قال : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه - - - فكل قرين بالمقارن يقتدي .
    عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً )) البخاري (2101-5534) ومسلم (262 رياض الصالحين (363).
    وفيه (366) وعن أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا تُصَاحِبْ إلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إلاَّ تَقِيٌّ». رواه أَبُو داود والترمذي والدارمي بإسناد لا بأس بِهِ. قال الشيخ الألباني في صحيح الجامع (7341) حسن .
    فإذا أردت أن تتوقف عن التدخين فصاحب الأخيار الصالحين ، وإياك ورفقاء السوء ، وكذلك إذ أحببت أن لا ينحرف أبناؤك فربهم على مصاحبة الأبناء الصالحين ، وكذلك إذا انحرفوا وصعب عليك ردهم فاستن ليهم بالصالحين من أقاربك وجيرانك ، وإذا تطلب الأمر أن تغير عنوان مسكنك وتهجر بهم حيث الرفاق الصالحين .
    (7)- نعم ورب الكعبة فهو باب لتعاطي المخدرات والحشيش وغير ذلك من أنواع المفسدات للنفوس والأخلاق ، والمسكرات للعقول فيبدأ الشباب بسجارة واحدة ثم ثنتين ثم علبة ثم علبتين ، ثم سيجارة حشيش ثم قرص مخدر ، ثم قرص مهلوس ثم إبر ثم ..ثم... وهكذا إلى أن يصبح مدمنا على المخدرات وفي مقدمتها الدخان اللعين ، يفعل كل شيء حتى القتل لأن عقولهم قد مرجت فذهبت .
    8 - نعم يضعف القوة ، ويسبب الوهن ، وفشل المفاصل ، ويفقد شهية الأكل وكذلك شهية الفرج ، فقد أثبتت دراسات وإحصائيات أن الذين لا يدخنون أقوى وأكثر طلبا وممارسة للجماع ، حيث تشتكي الكثيرات من أزواجهن من ذلك .
    وإن تعاطي الدخان والإدمان عليه يذهب بالغيرة ويكاد يقتلها عند متعاطيه بحيث يصبح الكثير منهم عنده دياثة - والعياذ بالله - لا يمانع أن تجالس حريمه الرجال ، وأن يدخل عليهن الأجانب ، و حرج في ذلك وأن ذلك من الحضارة التي مزقت الحياء الذي قضى عليه الدخان والمخدرات .
    9- نزلات البرد ، ومرض السل وهو أحد الأمراض الخطيرة القاتلة ، والأمراض الصدرية من ضيق وألم في الصدر ، ومرض الرئتين ، والبلغم والسعال الحاد ..
    10- وللأسف الشديد فكثير من الأطباء ينصحون مرضاهم بدم التدخين وهم يدخنون ، يأمرون النّاس بالبر وينسون أنفسهم .
    وهذا الصنف فيه شبه باليهود الذين قال الله تعالى فيهم : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }(44) البقرة .
    فإذا كان الحكيم هو المريض فمن يداوي المرضى ، وإذا كان الحكيم هو المدمن على الدخان فكيف يصح أن يسمع منه المدمنون ؟؟ هناك البعض ممن تقدم بهم مرض الإدمان إلى مرحلة متقدمة ، فأصيبوا بالسل والسرطان وغيرها من الأمراض فيسمعون كلام الحكماء وإلا ماتوا ، ولكن لا يسمعون كلام العلماء والمشايخ الذين يخبرونهم بتحريم الدخان والمخدرات ويحذرونهم من عواقب تعاطيها في الدنيا والآخرة أمام الله ، فيخافون على أنفسهم من الموت أن ينتقلوا من هذه الدنيا ، وهم لا شك مغادروها ، ولا يخافون من قاب الله تعالى إذا وقفوا أمام وقد بادروه بأنفسهم وبأذيتهم لغيرهم .
    11 – هؤلاء الأطباء الذين يقرون بضرره ويتعاطونه حالهم كحال الذين يصنعونه ويصدرونه للنّاس وفي مقدمتهم المسلمين ويكتبون على علبة السيجارة مضر بالصحة وهم يعلمون أنه حقا مضر ، بل قاتل لأنهم هم من وضع السم فيه ، ولكن يضعون أخف العبارات لسببين الأول . ليقال عنهم أنهم نصحة أمناء ..
    والثاني حتى يقبل النّاس عليه ، لأنهم لو وضعوا على لبته حقيقة ما يضعون من سم ويخبرون بأنه قاتل مما أقدم عليه أحد ولا اشتراه منهم أحد .
    12- ومن أمراض الفم الناتجة عنه انبعاث الروائح الكريهة ، فرائحته منتنة لا تذهب من الفم والثياب بسرعة ، وفيها أذية للآخرين وخاصة في أماكن العبادة كالمساجد ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى آكل الثوم والبصل أن يقرب المسجد لما فيه من أذية الملائكة والمصلين مع أن أكلهما حلال فكيف برائحة الدخان وهي أشد نتانة ومضرة من رائحة الثوم والبصل مع أنه لا مضرة فيهما بل في أكلهما الفوائد الجمة .. 13 - التَّدْخِينِ فيه إِسْرَافٌ وَتَبْذِيرٌ وَضَيَاعٌ لِلْمَال العام والخاص:
    قال الله تعالى :{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } (31) الأعراف . وقال سبحانه وتعالى :{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } (27) الإسراء .
    أي أنّ فيه إسرافًا وتبذيرا وإضاعة للمال، وعلاوة على ذلك ، الأخوة للشياطين ولعل هذه الرابطة سببها الخبث الذي في الشياطين ، فقد أمرنا أن نتعوذ منهم بوصفهم بالخبث والخبائث عند دخول الخلاء ، والدخان خبيث فمن يتعاطى الدخان الخبيث فإنه يلتقي خبث الشياطين وخبائثهم فهنيئا لهم هذه الأخوة لذلك يقال لمتعاطي هذه الحشيشة الخبيثة إذا لم يستطع أن ينفك منها عليه أن يتعاطاها في بيت الخلاء استئناسا بإخوانه الخبث والخبائث .
    عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي كَاتِبُ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " البخاري (1477)ومسلم (593).
    ولا فرق في إضاعة المال بين إلقائه في البحر أو إحراقه في النار.
    عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم ))سنن الترمذي (2416)قال الألباني : حسن، الصحيحة (946) ، التعليق الرغيب (1 / 76) ، الروض النضير (64.
    فإذا كان العبد يسأل عن النقير والقطمير ، وعن كل صغير وكبير فكيف بمن يبذر تبذيرا واتصف بصفة أخوة الشياطين ؟؟ 14 - تجد أحدهم ممن ابتلي بهذا الدخان من ذوي الدخل القليل والمتوسط يحاسب ولده إذا طلب منه أن يشتري كراسا أو قلما ويغضب عليه ويصرخ في وجهه أنت كل يوم كراس أو أدوات ، أي أدواتك ، يريده أن يدرس السنة كاملة بكراس أو كراسين أو قلم أو قلمين ، وقد سمعت هذا من بعضهم ؛ بل إن بعض الأولاد يشتكي من أبائهم ذلك ، ولا يحاسب نفسه أنه كل يوم يبذر ويسرف على الدخان ما أحد يحاسبه عليه ما يقرب من ( 200) إلى(300) دينار يوما .وهو في أشد الحاجة إليه ، وربما كان ذلك المال حق أولاده وزوجته ..
    ولو أن والدته - وهي من أحب النّاس إليه - أو زوجته أو أحد أولاده أو أحد الفقراء المُعدمين طلب منه ذلك المبلغ يوميا لما أعطاهم ، ولكنه يذهب فيحرقه طاعة لهواه والشيطان الذي زينه له .فيا سبحان الله لهذه العقول !!!!
    ولو أنفقه على نفسه وعياله في الأدوية أو الأغذية النافعة فيما يعود عليهم بالنفع لكان خيرا له وأفضل ، ولحصلت له الألفة والمحبة منهم وذكروه بخير ، ولو تصدق به يوميا على الفقراء والمساكين أو وضعه صدقة جارية في أحد المساجد لكان خيرا له ،فإن الله يخلف عليه ما أنفقه ، ويكتب له أجره ولكن أكثر النّاس غافلون .
    أسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا ، وان يغرف لنا ولوالدينا ومشايخنا وإخواننا ، أن لا يزيغ قلوبنا إن ربي سميع قريب مجيب .
    وكتب : أبو بكر يوسف لعويسي
يعمل...
X