إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الصمت عزيز عند الفتن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] الصمت عزيز عند الفتن

    الصمت عزيز عند الفتن


    الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:


    فما أحوجنا في زمن الفتن التي يختلط فيها الباطل بالحق أن نسلك هدي سلفنا الصالح، ونترسم خطاهم، وقد كان من هديهم لزوم الصمت وقت الفتن، فلا يخوضون مع الخائضين، ويثرثرون مع المثرثرين.
    قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (إنهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفّوا) [1].
    وقال ابن عيينة: [2] عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن، قال امرؤ القيس:
    الحرب أول ما تكون فتية *** تسعى بزينتها لكل جهول
    حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها *** ولت عجوزا غير ذات حليل
    شمطاء ينكر لونها وتغيرت *** مكروهة للشم والتقبيل

    فلهذا وغيره على الأقزام أن يكسروا الأقلام، ويأخذوا بهدي السلف الكرام، ويكتفوا بما عليه أولي الأحلام.
    فالذي يشاهد كثرة الخائضين من الصغار في الفتن التي تموج موج البحار يدرك أن الصمت عزيز.


    وهؤلاء الرويبضة الغلمان قد حذرنا منهم نبينا عليه الصلاة والسلام.
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خداعات؛ يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة)).
    قيل: يا رسول الله ! وما الرويبضة ؟
    قال: ((الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)) [3].


    فما أحوج هؤلاء الغوغاء ومن لف لفهم من الصبية المختفين خلف الشاشات إلى أن يكسروا الأقلام ويمزقوا الأوراق ويكفوا اللسان ويقبلوا على عبادة الواحد الديان، ويطلبوا العلم، ويلزموا السكوت، ويمكثوا في البيوت، هذا لمن أراد النجاة.
    فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صمت نجا)) [4].
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت)) [5].
    أما ما يُروى (من سره أن ينجو فليلزم الصمت) فهو ضعيف فقد أودعه الإمام الألباني في ((الضعيفة)).


    وهذه جملة من آثار السلف في الحث على الصمت في سائر الأوقات إلا بخير، فكيف في زمن الفتن؟ فالحاجة أشد وأشد.
    عن أنس أن لقمان قال: (الصمت حكم، وقليل فاعله) [6].
    وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (إذا رأيتم الرجل يطيل الصمت ويهرب من الناس فاقتربوا منه فإنه يلقن الحكمة) [7].
    وقال وهب بن منبه: (أجمعت الحكماء أن رأس الحكمة الصمت) [8].
    وعن شميط بن عجلان رحمه الله قال: (يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم فإذا تكلمت فخذ حذرك أما لك وإما عليك) [9].
    وقال أبو الذيال رحمه الله: (تعلم الصمت كما تتعلم الكلام فإن يكن الكلام يهديك فإن الصمت يقيك، ولك في الصمت خصلتان:
    خصلة تأخذ بها من علم من هو أعلم منك، وتدفع بها جهل من هو أجهل منك
    ) [10].
    وعن عبد الرحمن بن شريح، قال: (لو أن عبدا اختار لنفسه ما اختار شيئا أفضل من الصمت) [11].
    وقال ربيط بن إسرائيل: (زين المرأة الحياء وزين الحكيم الصمت) [12].
    وقال سفيان الثوري: (أول العبادة الصمت ثم طلب العلم ثم العمل به ثم حفظه ثم نشره) [13].
    وعن عبد الرحمن بن شريح قال: (لو أن عبدا اختار لنفسه ما اختار شيئا أفضل من الصمت) [14].
    وقال الأحنف بن قيس رحمه الله: (الصمت أمان من تحريف اللفظ وعصمة من زيغ المنطق وسلامة من فضول القول وهيبة لصاحبه) [15].
    وعن عبد الله ابن دينار عن كلام الحكماء قال: (الصمت على خمس: على علم وحلم وعي وجهل وعظيمة ! !) [16].
    وقال ابن حبان البستي رحمه الله في ((روضةُ العقلاء ونزهة الفضلاء)): (الواجب على العاقل أن يلزم الصمت الى أن يلزمه التكلم، فما أكثر من ندم إذا نطق، وأقل من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاء وأعظمهم بلاء من ابتلى بلسان مطلق وفؤاء مطبق).
    وقال ابن رجب رحمه الله في ((فضل علم السلف على الخلف)): (فما سكت من سكت عن كثرة الخصام والجدال من سلف الأمة جهلاً ولا عجزًا، ولكن سكتوا عن علم وخشية لله).
    وصدق من قال:
    ( والصمت حكم نجاة والكلام ردى *** فاخش اللسان وكن في الصمت مجتهدا )


    الوصية بالصمت:
    عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة؟
    قال: ((أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)) [17].
    وعن صالح بن أبي الأخضر، قال: (قلت لأيوب: أوصني فقال: أقل الكلام) [18].
    وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: قال رجل لسلمان رضي الله عنه: أوصني ؟ قال: لا تتكلم قال: وكيف يصبر رجل على أن لا يتكلم ؟ قال: فإن كنت لا تصبر عن الكلام فلا تتكلم إلا بخير أو اصمت [19].


    مواقف مشرفة:
    عن سماك قال قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فكان طويل الصمت قليل الضحك وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما تبسم) [20].
    وعن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: (كان عمار بن ياسر قليل الكلام ، طويل السكوت ، وكان عامة كلامه عائذ بالرحمن من فتنه ، عائذ بالرحمن من فتنه) [21].
    وعن محارب، قال: (صحبنا القاسم بن عبد الرحمن فغلبنا بثلاث: كثرة الصلاة، وطول الصمت، وسخاء النفس) [22].
    وعن إسماعيل بن أمية قال: (كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم يخيل إلينا أنه يؤيد) [23].
    وعن عبد الله بن أبي زكريا، قال: (ما طلبت تعلم الكلام فتعلمت ما أردت، ثم طلبت تعلم الصمت فوجدته أشد من تعلم العلم) [24].
    وقال عبد الله بن أبي زكريا الدمشقي: (عالجت الصمت عما لا يعنيني عشرين سنة قل أن أقدر منه على ما أريد) [25].
    وإن مطرف بن عبد الله قال: (لبثت في فتنة ابن الزبير تسعا أو سبعا ما أخبرت فيها بخبر ولا استخبرت فيها عن خير) [26].
    وقال أبو سبأ: وبلغني أن ابن أبي زكريا جعل في فيه حجرا سنين يتعلم فيه الصمت [27].


    وفي هذا الباب ألف ابن أبي الدنيا كتابا بعنوان ((الصمت)) وجلال الدين عبد الرحمن السيوطي كتابا بعنوان ((حسن السمت في الصمت)).


    وكما قيل: السلامة لا يعدلها شيء.
    عن المقداد بن الأسود رضي الهل عنه قال: ايم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواها)) [28].
    وكان عبيد الله بن عدي بن الخيار يقول: (اللهم سلمنا وسلم المؤمنين منا) [29].
    هذا والله أعلم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 11 رجب سنة 1439 هـ
    الموافق لـ: 27 مارس سنة 2018 ف
    - - - - - - - -
    [1] أخرجه أبو داود في ((السنن)) والبيهقي في ((القضاء والقدر)) وابن بطة في ((الإبانة)) وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) والأجري في ((الشريعة)) والهروي ((ذم الكلام)) وابن وضاح في ((البدعة والنهي عنها)) وابن قدامة في ((ذم التأويل)).
    [2] ذكره البخاري في ((صحيحه)).
    [3] أخرجه أحمد في ((المسند)) وابن ماجه في ((السنن)) والحاكم في ((المستدرك))، وقال: ((صحيح الإسناد ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي في ((تلخيصه))، وحسنه الألباني في ((الصحيحة)).
    [4] أخرجه أحمد في ((المسند)) والترمذي في ((السنن)) الدارمي في ((المسند)) وصححه الألباني في ((الصحيحة)).
    [5] متفق عليه.
    [6] أخرجه البيهقي في ((الشعب)) وقال: هذا هو الصحيح عن أنس.
    ووهم من رفعه انظر الضعيفة للالباني رقم (2424).
    [7] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)).
    [8] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)).
    [9] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)).
    [10] أخرجه ابن أبي عاصم في ((الزهد)) وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) واللفظ له.
    [11] أخرجه ابن وهب في ((الجامع)) وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) و ((ذم الكذب وأهله)).
    [12] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) و ((ذم الكذب وأهله)) وابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)).
    [13] أخرجه ابن حبان في ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) والخطيب البغدادي في ((تاريخ بغداد)).
    [14] أخرجه ابن وهب في ((الجامع)) وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) و ((ذم الكذب وأهله)).
    [15] أخرجه ابن حبان في ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)).
    [16] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)).
    [17] أخرجه الترمذي في ((السنن)) وغيره وصححه الألباني في ((الصحيحة)).
    [18] أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) وابن أبي الدنيا في ((الصمت)).
    [19] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)).
    [20] أخرجه أحمد في ((المسند)) وغيره، وحسنه الألباني في ((الصحيح الجامع)).
    [21] أخرجه أبو داود في ((الزهد)) وابن أبي الدنيا في ((الهم والحزن)) ومن طريقه ابن عساكر في (( تاريخ دمشق)).
    [22] أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) ومن طريقه ابن عساكر في (( تاريخ دمشق))، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) والفسوي في ((المعرفة والتاريخ)).
    [23] أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) ومن طريقه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق))، وابن أبي عاصم في ((الزهد)) والفاكهي في ((أخبار مكة)).
    [24] أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)).
    [25] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) و ((ذم الكذب وأهله)).
    [26] أخرجه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)).
    [27] ذكره أبو نعيم في ((حلية الأولياء)).
    [28] أخرجه أبو داود في ((السنن)) وغيره وصححه الألباني في ((الصحيحة)).
    [29] أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)).
يعمل...
X