إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

سلسلة الفوائد والتقاسيم من رسالة "فضل علم السلف على الخلف" لابن رجب (انتهت)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة الفوائد والتقاسيم من رسالة "فضل علم السلف على الخلف" لابن رجب (انتهت)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    رسالة ابن رجب -رحمه الله- "فضل علم السلف على الخلف" من الرسائل النفيسة التي اعتنى أهل العلم بشرحها و التعليق عليها, وكان بعد قراءتي لهذه الرسالة أن وقعت في حيرة: كيف ألخص فوائدها؟ فكلها فوائد, فأعرضت عن التلخيص بالمعنى المشهور لكن قمت بجمع كلام المؤلف في المسألة الواحدة وجعلته في نقاط , فقسمتها وحذفت بلا شك أمورا حتى يسهل علىَّ حفظها أو مذاكرتها بين الحين والآخر فإن للتقسيم أثرا في الحفظ وهذا بيِّنٌ في كثير من الأحاديث النبوية.
    ولما رأيت استفادتي من هذا العمل ودتُّ مشاركة إخواني هنا به لكن على حلقات حتى يتأمل القاريء كل قسم بما يستحقه وكذا لأننا في زمان ملَّ كثير من أهله القراءة -وإنا لله وإنا إليه راجعون- ولعلي أذكر في نهايتها بعض الفوائد المنتقاة من بعض شروحه إن نشطت والله أعلم.
    ملاحظة: ذكر الشيخ عبدالكريم الخضير في سلسلة "كيف يبني طالب العلم مكتبته" ما نصه:
    رسالة نفيسة لا يستغني عنها طالب العلم -(أي هذه الرسالة)- , رسالة في غاية الجودة . والكتاب مطبوع مرتين إحداهما بتحقيق ثمانية , طبعتها ونشرتها دار الغرباء طبعة جيدة في الجملة فيها مقابلة نسخ وفيها تعليقات , وفيها ترقيم . فهي طبعة جيدة أنا قرأتها كلها والملاحظات عليها يسيرة , والطبعة الثانية للشيخ " طارق عوض الله " وهو من خيار طلاب العلم , كان من المجودين , لكن لا يوجد له أثر في هذا الكتاب إلا النشر ا.هـ
    وأنا -للأسف - لم أقف على نسخة الغرباء!! والله المستعان.فمن كانت تحت يده فليرفعها لنا جزاه الله خيراً.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 19-Jan-2009, 12:55 AM.

  • #2
    1-قرر رحمه الله: تقسيم العلم إلى نافع وغير نافع. وأن العلم النافع منه ما ينتفع به صاحبه ومنه ما لا ينتفع به صاحبه كما قال سبحانه" َمثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً " وغيرها من الآيات.
    فالخلل قد يدخل في العلم من جهتين:
    أ- أن يكون العلم نفسه غير نافع
    ب- أن لا ينتفع به المرء.
    واستدل على هذا بأحاديث كثر منها حديث: "اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني", فقوله عليه الصلاة والسلام "علمني ما ينفعني" دليل على الجهةالأولى, وقوله "وانفعني بما علمتني" دليل على الجهة الثانية.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 18-Jan-2009, 11:46 PM.

    تعليق


    • #3
      2-حديث (إن من العلم جهلاً) [قلت: وإن كان الشيخ الألباني رحمه الله يضعف هذا الحديث] يفسر بصورتين:
      ما فسره به صعصعة بن صوحان - وهو من حديث بريدة في أبي داود- :
      أ- أن يتكلف العالم إلى علمه مالا يعلم فيجهله ذلك. ا.هـ
      ب- ويُفسر أيضا بأن العلم الذي يضر ولا ينفع جهل. لأن الجهل به خير من العلم به. فإذا كان الجهل به خيراً منه فهو شر من الجهل. وهذا كالسحر وغيره من العلوم المضرة في الدين أو في الدنيا.[والوجه الثاني من كلام ابن رجب].

      تعليق


      • #4
        قبل ذكر الفائدة أشكر كلا من: طالب العلم السلفي , مرام أم العبدين لتنبيههما على بعض الأخطاء الإملائية وإنما حذفت مشاركتهما بعد التعديل حتى لا تطول الصفحة فأرجو المعذرة.

        الفائدة الثالثة : من ابن رجب-رحمه الله- متعلقة بذكر أمثلة للعلوم التي أصلها الإباحة والمشروعية والتوسع فيها غير محمود, وهذا تكميلا منه-رحمه الله- لما ذكره من انقسام العلوم إلى نافع وضار فذكر هنا أمثلة على قسم من العلوم في أصلها نافعة لكن التوسع فيها قد يجر إلى مفاسد فقال:

        3- [بعض العلوم التي من غير المحمود التوسع فيها مستفاد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والسلف :]

        أ- علم الأنساب: ففي مراسيل أبي داود عن زيد بن أسلم (قال: قيل: يا رسول الله ما أعلمَ فلانا!!, قال: بم؟ قالوا بأنساب الناس. قال: علم لا ينفع وجهالة لا تضر) وخرجه كذلك أبونعيم عن أبي هريرة مرفوعا, [قلت:ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع وفي الضعيفة].
        وقد ورد الأمر بأن يُتعلم من الأنساب ما توصل به الأرحام من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم) أخرجه الإمام احمد والترمذي, [قلت :ذكره الشيخ الألباني في الصحيحة], وخرجه حميد بن زنجويه من طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعا (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ثم انتهوا. وتعلموا من العربية ما تعرفون به كتاب الله ثم انتهوا. وتعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا) وفي إسناد رواته ابن لَهيعة [قلت عاصم: وجدته عند البيقهي في شعب الإيمان من طريق ابن زنجويه].

        ب- علم النجوم[قلت: يريد علم التسيير أما علم التأثير فكله مذموم بل شرك وسيأتي في الفائدة التالية]: للحديث السابق وكذلك :بمعناه عن عمر رضي الله عنه قال:" تعلموا من النجوم ما تهتدون به في بركم وبحركم ثم أمسكوا ، وتعلموا من النسبة ما تصلون به أرحامكم وتعلموا ما يحل لكم من النساء ويحرم عليكم ثم أمسكوا", وكان النخعي لا يرى بأساً أن يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدي به ورخص في تعلم منازل القمر أحمد وإسحق ويتعلم من أسماء النجوم ما يهتدي به,وكره قتادة تعلم منازل القمر,ولم يرخص ابن عيينه فيه ذكره حرب عنهما. وقال طاوس رب ناظر في النجوم ومتعلم حروف أبي جاد ليس له عند الله خلاق خرجه حرب. وخرجه حميد بن زنجويه من رواية طاوس عن ابن عباس. وهذا محمول على علم التأثير- قلت: أي كلام طاووس- لا علم التسيير "[قلت: هذه الفقرة السابقة من بداية قوله "وكان النخعي.."الخ يتناقلها العلماء في كتبهم بل هي من محفوظاتهم فاحفظها مع مرجعها تغنم].
        وأما علم التسيير فإذا تعلم منه ما يحتاج إليه للإهتداء ومعرفة القبلة والطرق كان جائزاً عند الجمهور وما زاد عليه فلا حاجة إليه وهو يشغل عما هو أهم منه.
        وقد أنكر ابن مسعود على كعب قوله أن الفلك تدور وأنكر ذلك مالك وغيره وأنكر الإمام أحمد على المنجمين قولهم أن الزوال يختلف في البلدان. وقد يكون إنكارهم أو إنكار بعضهم لذلك لأن الرسل لم تتكلم في هذا وإن كان أهله يقطعون به وإن كان الاشتغال به ربما أدى إلى فساد عريض .ا.هـ
        [قلت مثل المؤلف لهذا الفساد بمثالين:]
        أ- التنطع -في تحري جهة القبلة اعتمادا على النجوم - الذي يؤدي إلى التشكيك بقبلة المسلمين ويؤدي إلى التشكيك في صحة صلاة من قبلهم من الصحابة..الخ, ب- الاعتراض على النصوص الشرعية كمن شكك في حديث النزول لاختلاف المطالع.ا.هـ ملخصا بمعناه

        ج- علم اللغة: كذلك التوسع في علم العربية لغة ونحواً هو مما يشغل عن العلم الأهم والوقوف معه يحرم علماً نافعاً. وقد كره القاسم بن مخيمرة علم النحو وقال أوله شغل وآخره بغي. وأراد به التوسع فيه ولذلك كره أحمد التوسع في معرفة اللغة وغريبها وأنكر على أبي عبيدة توسعه في ذلك وقال هو يشغل عما هو أهم منه. ولهذا يقال أن العربية في الكلام كالملح في الطعام يعني أنه يؤخذ منها ما يصلح الكلام كما يؤخذ من الملح ما يصلح الطعام وما زاد على ذلك فإنه يفسده ا.هـ بنصه.

        د- علم الحساب: كذلك علم الحساب يحتاج منه إلى ما يعرف به حساب ما يقع من قسمة الفرائض والوصايا. والأموال التي تقسم بين المستحقين لها والزائد على ذلك مما لا ينتفع به إلا في مجرد رياضة الأذهان وصقالها لا حاجة إليه ويشغل عما هو أهم منه.ا.هـ بنصه.

        ونفسي تدفعني لأعلق على مواضع عدة لكن أنبه على أهم فائدة وهي: أن على طالب العلم الإتسام بالحكمة والإهتمام بموازنة الأعمال والعلوم وتقديم الأهم فالمهم والأخذ من كل علم ما ينفعه في دينه ودنياه دون زيادة, هذه هي الفائدة الإجمالية وكما قلت أما الفوائد التفصيلية فكثيرة أتركها لكم.

        تعليق


        • #5
          الفائدة الرابعة:

          هذه الفائدة الرابعة ذكر الحافظ فيها جملة من العلوم المذمومة مطلقا وفي خلال كلامه آداب وحكم ودرر لمن تدبر والله المستعان:
          تنبيه: ما كان من كلامي جعلته بين [] ليتميز.

          الفائدة الرابعة: من العلوم المذمومة: [وهي : كل ما أحدث بعد عصر الصحابة. هكذا ضبطها ابن رجب]:

          1- الكلام في القدر وقد حذر منه الشرع في أحاديث كثر منها ما في" صحيحي ابن حبان والحاكم عن ابن عباس مرفوعاً ( لا يزال أمر هذه الأمة موافيا ومقاربا ما لم يتكلموا في الولدان والقدر ) وقد روي موقوفا، ورجح بعضهم وقفه ." [قلت قد كان الشيخ مقبل رحمه الله يصححه مرفوعا ثم رجع إلى أنه موقوف وراجع كلامه الجميل في "الجامع الصحيح في القدر ص21- 22 وأنصح الجميع بقراءة الكتاب فهو من أجمع ما كتب في الباب]

          - والخلل في الكلام فيه -[أي القدر]- يحدث من وجوه:
          أ- ضرب كتاب الله بعضه ببعض فينزع المثبت للقدر بآية والنافي له بأخرى كما فعل القدرية والجهمية.
          ب- ومنها الخوض في القدر إثباتاً ونفياً بالأقيسة العقلية: كقول القدرية لو قدر وقضى ثم عذب كان ظالماً. وقول من خالفهم إن الله جبر العباد على أفعالهم ونحو ذلك.
          ج- ومنها الخوض في سر القدر. وقد ورد النهي عنه عن علي وغيره من السلف فإن العباد لا يطلعون على حقيقة ذلك.ا.هـ

          2- [ما حدث في الصفات من خلاف]:
          ومن ذلك أعني محدثات الأمور ما أحدثه المعتزلة ومن حذا حذوهم من الكلام في ذات الله تعالى وصفاته بأدلة العقول وهو أشد خطراً من الكلام في القدر لأن الكلام في القدر كلام في أفعاله وهذا كلام في ذاته وصفاته. وينقسم هؤلاء إلى قسمين :
          أحدهما: من نفى كثيراً مما ورد به الكتاب والسنة من ذلك لاستلزامه عنده للتشبيه بالمخلوقين كقول المعتزلة ... وقد اتفق السلف على تبديعهم وتضليلهم.
          والثاني: من رام إثبات ذلك بأدلة العقول التي لم يرد بها الأثر ورد على أولئك مقالتهم كما هي طريقة مقاتل بن سليمان ومن تابعه كنوح بن أبي مريم وتابعهم طائفة من المحدثين قديماً وحديثاً.
          وهو أيضاً مسلك الكرامية فمنهم من أثبت لإثبات هذه الصفات الجسم إما لفظا وإما معنى. ومنهم من أثبت للَّه صفات لم يأت بها الكتاب والسنة كالحركة وغير ذلك مما هي عنده لازم الصفات الثابتة. وقد أنكر السلف على مقاتل قوله في رده على جهم بأدلة العقل وبالغوا في الطعن عليه. ومنهم من استحل قتله، منهم مكي بن إبراهيم شيخ البخاري وغيره.
          والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل: ولا يصح من أحد منهم خلاف ذلك البتة خصوصاً الإمام أحمد ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها : وإن كان بعض من كان قريباً من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئاً من ذلك اتباعاً لطريقة مقاتل فلا يقتدى به في ذلك إنما الإقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك. ومالك. والثوري والأوزاعي. والشافعي. وأحمد. واسحق. وأبي عبيد. ونحوهم. وكل هؤلاء لا يوجد في كلامهم شيء من جنس كلام المتكلمين فضلا عن كلام الفلاسفة.

          3- [بعض القواعد الفقهية لدى فقهاء الرأي]:
          ومن ذلك أعني محدثات العلوم ما أحدثه فقهاء أهل الرأي من ضوابط وقواعد عقلية ورد فروع الفقه إليها. وسواء أخالفت السنن أم وافقتها طرداً لتلك القواعد المقررة وإن كان أصلها مما تأولوه على نصوص الكتاب والسنة لكن بتأويلات يخالفهم غيرهم فيها وهذا هو الذي أنكره أئمة الإسلام على من أنكروه من فقهاء أهل الرأي بالحجاز والعراق: وبالغوا في ذمه وإنكاره.
          فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان إذا كان معمولا به عند الصحابة: ومن بعدهم: أو عند طائفة منهم فأما ما اتفق على تركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به .

          [قلت: هذه القاعدة التي أشار إليها الحافظ ابن رجب هنا تسمى عند علماء الحنفية والأصوليين تعارض الدليل مع القياس –أي: الأصل العام- فهم يقولون الأصل العام دلت عليه أدلة كثيرة فلما أتى دليل مخالف لمدلول الأصل العام والقياس –وهو فرد- رددناه وهذا يمكن إدخاله أيضا تحت مسألة المتواتر والأحاد من بعض الجوانب..ويرجع للتوسع كتب الأصول وقد نازع بعض الأصوليين المعاصريين في ثبوت هذا عن أبي حنيفة لكن أثبته عن متأخري أصحابه والأخير هذا بلا نزاع].

          - قال عمر بن عبد العزيز خذوا من الرأي ما يوافق من كان قبلكم فإنهم كانوا أعلم منكم.
          - فأما ما خالف عمل أهل المدينة من الحديث فهذا كان مالك يرى الأخذ بعمل أهل المدينة الأكثرون أخذوا بالحديث.

          4- [علم الجدل والخلاف]:
          ومما أنكره أئمة السلف الجدال والخصام والمراء في مسائل الحلال والحرام أيضاً ولم يكن ذلك طريقة أئمة الإسلام: وإنما أحدث ذلك بعدهم كما أحدثه فقهاء العراقين في مسائل الخلاف بين الشافعية والحنفية وصنفوا كتب الخلاف ووسعوا البحث والجدال فيها وكل ذلك محدث لا أصل له وصار ذلك علمهم حتى شغلهم ذلك عن العلم النافع. وقد أنكر ذلك السلف وورد في الحديث المرفوع في السنن (ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل) ثم قرأ (ما ضَرَبوهُ لَكَ إِلّا جَدَلاً بَل هُم قَومٌ خَصِمون) وقال بعض السلف:
          - إذا أراد الله بعبد شراً أغلق عنه باب العمل وفتح له باب الجدل.
          - وقال مالك أدركت أهل هذه البلدة وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الذي فيه الناس اليوم: يريد المسائل وكان يعيب كثرة الكلام والفتيا ويقول يتكلم أحدهم كأنه جمل مغتلم يقول هو كذا هو كذا بهدر في كلامه وكان يكره الجواب في كثرة المسائل ويقول قال اللَهُ عز وجل (وَيَسأَلونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ رَبّي) فلم يأته في ذلك جواب. وقيل له الرجل يكون عالماً بالسنن يجادل عنها قال لا ولكن يُخبر بالسنة فإن قبل منه وإلا سكت: وقال المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم وقال المراء في العلم يُقسِّي القلب ويورث الضعن: وكان يقول في المسائل التي يسئل عنها كثيراً لا أدري: وكان الإمام أحمد يسلك سبيله في ذلك.
          وقد ورد النهي عن كثرة المسائل وعن أغلوطات المسائل وعن المسائل قبل وقوع الحوادث وفي ذلك ما يطول ذكره:
          - ومع هذا ففي كلام السلف والأئمة كمالك والشافعي وأحمد وإسحاق التنبيه على مأخذ الفقه ومدارك الأحكام بكلام وجيز مختصر يفهم به المقصود من غير إطالة ولا إسهاب: وفي كلامهم من رد الأقوال المخالفة للسنة بألطف إشارة وأحسن عبارة بحيث يغني ذلك من فَهمَه عن إطالة المتكلمين في ذلك بعدهم بل ربما لم يتضمن تطويل كلام من بعدهم من الصواب في ذلك ما تضمنه كلام السلف والأئمة مع اختصاره وإيجازه فما سكت من سكت من كثرة الخصام والجدال من سلف الأمة جهلا ولا عجزاً ولكن سكتوا عن علم وخشية للَّه. وما تكلم من تكلم وتوسع من توسع بعدهم لاختصاصه بعلم دونهم ولكن حباً للكلام وقلة ورع .
          - كما قال الحسن وسمع قوما يتجادلون هؤلاء قوم ملوا العبادة وخف عليهم القول وقل ورعهم فتكلموا.
          - وقال مهدي بن ميمون سمعت محمد بن سيرين وما رآه رجل ففطن له فقال إني أعلم ما يريد إني لو أردت أن أماريك كنت عالماً بأبواب المراء: وفي رواية قال أنا أعلم بالمراء منك ولكني لا أماريك
          - وقال إبراهيم النخعي ما خاصمت قط
          - وقال عبد الكريم الحوري ما خاصم ورع قط
          - وقال جعفر بن محمد إياكم والخصومات في الدين فإنها تشغل القلب. وتورث النفاق. - وكان عمر بن عبد العزيز يقول إذا سمعت المراء فاقصر وقال من جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر الثقل وقال أن السابقين عن علم وقفوا وببصرناقد كفوا وكانوا هم أقوى على البحث لو بحثوا.
          وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك. وهذا جهل محض. وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم كأبي بكر وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وزيد بن ثابت كيف كانوا. كلامهم أقل من كلام ابن عباس وهم أعلم منه وكذلك كلام التابعين أكثر من كلام الصحابة والصحابة أعلم منهم وكذلك تابعوا التابعين كلامهم أكثر من كلام التابعين والتابعون أعلم منهم. فليس العلم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد الحق ويميز به بينه وبين الباطل ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد.
          قال النبي و(إن تشقيق الكلام من الشيطان) [هذه الجملة صحيحة وقد صححها شعيب في تحقيق المسند والألباني في الأدب المفرد لكن بسياق آخر من حديث ابن عمر رضي الله عنهما والمؤلف أوردها في سياق آخر فذكرت الصحيح منه فقط].

          5- [الكلام في الرقائق بالذوق والكشف..]:
          ومما أحدث من العلوم الكلام في العلوم الباطنة من المعارف وأعمال القلوب وتوابع ذلك بمجرد الرأي والذوق أو الكشف وفيه خطر عظيم: وقد أنكره أعيان الأئمة كالإمام أحمد وغيره:
          - وكان أبو سليمان يقول أنه لتَمُرُّ بي النكتةُ من نُكَتِ القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة.
          - وقال الجنيد علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة من لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في علمنا هذا.
          وقد اتسع الخرق في هذا الباب ودخل فيه قوم إلى أنواع الزندقة والنفاق ودعوى أن أولياء اللَه أفضل من الأنبياء. أو أنهم مستغنون عنهم وإلى التنقص بما جاءت به الرسل من الشرائع: وإلى دعوى الحلول والاتحاد أو القول بوحدة الوجود. وغير ذلك من أصول الكفر والفسوق والعصيان كدعوى الإباحة. وحل محظورات الشرائع. وأدخلوا في هذا الطريق أشياء كثيرة ليست من الدين في شيء. فبعضها زعموا أنه يحصل به ترقيق القلوب كالغناء والرقص. وبعضها زعموا أنه يراد لرياضة النفوس لعشق الصور المحرمة ونظرها. وبعضها زعموا أنه لكسر النفوس والتواضع كشهرة اللباس وغير ذلك مما لم تأت به الشريعة. وبعضه يصد عن ذكر اللَه وعن الصلاة كالغناء والنظر إلى المحرم. وشابهوا بذلك الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً. ا.هـ كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله نسأل الله أن ينفعنا بما قال ففيه إشارات لطلبة العلم , وحكم فليستقيموا عليها والله أعلى وأعلم.
          التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 21-Jan-2009, 01:03 AM.

          تعليق


          • #6
            الفائدة الخامسة والسادسة والسابعة.

            الفائدة الخامسة: [اختيار ابن رجب في تفسير حديث "إن من البيان سحراً"]:
            (وقال: إن من البيان سحراً) وإنما قاله في ذم ذلك لا مدحاً له كما ظن ذلك من ظنه ومن تأمل سياق ألفاظ الحديث قطع بذلك.

            الفائدة السادسة:[علم أهل اليمن]:
            وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن بالإيمان والفقه. وأهل اليمن أقل الناس كلاماً وتوسعاً في العلوم لكن علمهم علم نافع في قلوبهم ويعبرون بألسنتهم عن القدر المحتاج إليه من ذلك


            الفائدة السابعة: [بيان أفضل العلوم بعدما بين العلوم المذمومة والمتوسطة]:
            أفضل العلوم في تفسير القرآن ومعاني الحديث والكلام في الحلال والحرام - ما كان مأثوراً عن الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن ينتهي إلى أئمة الإسلام المشهورين المقتدى بهم الذين سميناهم فيما سبق. فضبط ما روي عنهم في ذلك أفضل العلوم مع تفهمه وتعقله والتفقه فيه, وهذا يكون بأمرين:
            الاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أولا.
            ثم الاجتهاد على الوقوف في معانيه وتفهمه ثانياً. وفي ذلك كفاية لمن عقل.
            وفي زماننا يتعين كتابة كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد.ا.هـ

            تعليق


            • #7
              الفائدة الثامنة:[(التحذير من الشذوذ والقول بأقوال لم يقلها السلف!!):]
              وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة وحدث من انتسب إلى متابعة السنة والحديث من الظاهرية ونحوهم وهو أشد مخالفة لها لشذوذه عن الأئمة وانفراده عنهم بفهم يفهمه أو يأخذ مالم يأخذ به الأئمة من قبله.

              الفائدة التاسعة: [ثمرة العلم النافع:]
              وحينئذ يثمر له هذا العلم ثمرته الخاصة به وهي خشية اللَه كما قال عز وجل (إِنَّما يَخشى اللَهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ)
              - قال ابن مسعود-رضي الله عنه-: وغيره كفى بخشية اللَه علما وكفى بالاغترار باللَه جهلا
              - وقال بعض السلف: ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية.
              - وكان الإمام أحمد -رحمه اللَه-: يقول عن معروف معه أصل العلم خشية اللَه
              - وقال بعضهم من خشي اللَهَ فهو عالم ومن عصاه فهو جاهل وكلامهم في هذا المعنى كثير جداً.

              الفائدة العاشرة: [كيف ينتج العلم النافع خشية الله؟:]
              وسبب ذلك أن هذا العلم النافع يدل على أمرين:
              أحدهما على معرفة اللَه وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الباهرة. وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه وخشيته ومهابته ومحبته ورجاءه والتوكل عليه والرضى بقضائه والصبر على بلائه
              والأمر الثاني المعرفة بما يحبه ويرضاه وما يكرهه ويسخطه من الاعتقادات والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال فيوجب ذلك لمن علمه المسارعة إلى ما فيه محبة اللَه ورضاه والتباعد عما يكرهه ويسخطه: فإذا أثمر العلم لصاحبه هذا فهو علم نافع.

              تعليق


              • #8
                الفائدة الحادية عشرة: [كلام ينبغي أن يحفظ]:
                - قال الحسن العلم علمان : فعلم على اللسان فذلك حجة اللَه على ابن آدم. وعلم في القلب فذلك العلم النافع.ا.هـ
                - وكان السلف يقولون أن العلماء ثلاثة: عالم باللَه عالم بأمر اللَه, وعالم باللَه ليس بعالم بأمره,. وعالم بأمر اللَه ليس بعالم باللَه, وأكملهم الأول وهو الذي يخشى الله ويعرف أحكامه.

                الفائدة الثانية عشرة: علامات العلم الغير النافع:
                أ- وعلامة هذا العلم الذي لا ينفع أن يكسب صاحبه الزهو والفخر والخيلاء وطلب العلو والرفعة في الدنيا. والمنافسة فيها. وطلب مباهاة العلماء ومماراة السفهاء وصرف وجوه الناس إليه.
                ب- ومن علامات ذلك عدم قبول الحق والانقياد إليه والتكبر على من يقول الحق خصوصاً إن كان دونهم في أعين الناس. والإصرار على الباطل خشية تفرق قلوب الناس عنهم بإظهار الرجوع إلى الحق وربما أظهروا بألسنتهم ذم أنفسهم واحتقارها على رؤوس الأشهاد ليعتقد الناس فيهم أنهم عند أنفسهم متواضعون فيمدحون بذلك وهو من دقائق أبواب الرياء كما نبه عليه التابعون فمن بعدهم من العلماء.
                ج- ويظهر منهم من قبول المدح واستجلابه مما ينافي الصدق والإخلاص فإن الصادق يخاف النفاق على نفسه ويخشى على نفسه من سوء الخاتمة فهو في شغل شاغل عن قبول المدح واستحسانه.
                د- من علمه غير نافع فليس له شغل سوى التكبر بعلمه على الناس وإظهار فضل علمه عليهم ونسبتهم إلى الجهل وتَنَقُّصهم ليرتفع بذلك عليهم وهذا من أقبح الخصال وأرداها.ا.هــ إنا لله وإن إليه راجعون فمن ذا الذي سلم من هذه الصفات- إلا من رحم ربي- فاسأل الله أن يرزقنا العلم النافع ويخلصنا من شرور أنفسنا والله المستعان.

                تعليق


                • #9
                  الفائدة الثالثة عشرة: من علامات العلم النافع:
                  أ- فلهذا كان من علامات أهل العلم النافع أنهم لا يرون لأنفسهم حالا ولا مقاما ويكرهون بقلوبهم التزكية والمدح ولا يتكبرون على أحد قال الحسن إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بدينه المواظب على عبادة ربه.
                  ب- ومن علامات العلم النافع أن صاحبه لا يدعى العلم ولا يفخر به على أحد ولا ينسب غيره إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها فإنه يتكلم فيه غضباً للَّه لا غضباً لنفسه ولا قصداً لرفعتها على أحد.
                  ج- وأهل العلم النافع على ضد هذا يسيؤون الظن بأنفسهم ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء ويقرون بقلوبهم وأنفسهم بفضل من سلف عليهم وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها أو مقاربتها.
                  - وما أحسن قول أبي حنيفة وقد سئل عن علقمة والأسود أيهما أفضل؟. فقال: واللَه ما نحن بأهل أن نذكرهم فكيف نفضل بينهم؟!
                  - وكان ابن المبارك إذا ذكر أخلاق من سلف ينشد:
                  لا تُعرِض بِذِكرِنا مَـع ذِكرِهِم ////// لَيسَ الصَحيحُ إِذا مَـشى كَالمُقعَدِ
                  - قال إياس بن معاوية : ما من أحد لا يعرف عيب نفسه إلا وهو أحمق, قيل له: فما عيبك؟ قال:كثرة الكلام ا.هــ
                  كلام حري أن يتدبره العلماء قبل طلبة العلم فنسأله سبحانه أن يشرح صدورنا للتدبر والتفكر فيما ينفعنا وبقيت فائدتان سأذكرهما في المشاركة القادمة وتنتهي هذه التقاسيم والفوائد.
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 26-Jan-2009, 10:09 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    تمت السلسلة.

                    الفائدة الرابعة عشرة:
                    [ذكر فصلا في ذم قسوة القلب وأننا نهينا عن أن نسلك سبيل من قست قلوبهم وأن سبب قسوة قلوبهم كان]:
                    قال سبحانه (فَبِما نَقضِهِم ميثاقَهُم وَجَعَلنا قُلوبَهُم قاسِيَة) فأخبر أن قسوة قلوبهم كان عقوبة لهم على نقضهم ميثاق اللَه :وهو مخالفتهم لأمره وارتكابهم لنهيه بعد أن أخذ عليهم مواثيق اللَه وعهوده أن لا يفعلوا ذلك.

                    الفائدة الخامسة عشرة:
                    نتج عن قسوة قلوب القوم أمران:
                    قال تعالى (يُحَرِّفونَ الكَلِمَ عَنِ مَواضِعِه وَنَسوا حَظّاً مِمّا ذُكِّروا بِهِ) فذكر أن قسوة قلوبهم أوجبت لهم خصلتين مذمومتين إحداهما :تحريف الكلم من بعد مواضعه.
                    والثانية: نسيانهم حظاً مما ذكروا به.
                    [ثم لما تكلم عن شرح الأمر الثاني] قال:
                    والثاني: نسيان حظ مما ذكروا به من العلم النافع فلا تتعظ قلوبهم بل يذمون من تعلم ما يبكيه ويرق به قلبه ويسمونه قاصاً. ونقل أهل الرأي في كتبهم عن بعض شيوخهم أن ثمرات العلوم تدل على شرفها فمن اشتغل بالتفسير فغايته أن يقص على الناس ويذكرهم ومن اشتغل برأيهم وعلمهم فإنه يفتي ويقضي ويحكم ويدرس.ا.هــ انتهت هذه الفوائد والتقاسيم المنتقاة من فضل علم السلف على الخلف للعلامة ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- ولعلي أفرد مشاركة للفوائد التي كنت قيدتها من شروح هذه الرسالة المباركة والله أعلى وأعلم.

                    تعليق

                    يعمل...
                    X