إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

من هم العلماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هم العلماء

    من هم العلماء .
    قال الشيخ عبد السلام بن برجس : " إن من يستحق أن يطلق عليه لفظ "العالم " قليل جداً ولا نبالغ إن قلنا نادر وذلك لأن للعالم صفات قد لا ينطبق أكثرها على أكثر من ينتسب إلى العلم اليوم ,فليس العالم من كان فصيحاً بليغاً ,وليس العالم من ألف كتابا أو نشر مؤلفا أو حقق مخطوطة أو أخرجها إن وزن العالم بهذه الأمور فحسب وللأسف هو المترسب في أذهان كثير من العالم ولذلك انخدع كثير من العامة بالفصحاء والكتاب غير العلماء فأصبحوا محل إعجابهم ، فالعالم حقاً من تضلع بالعلم الشرعي وألم بمجمل أحكام الكتاب والسنة عارفاً بالناسخ والمنسوخ بالمطلق والمقيد بالمجمل والمفسر واطلع أيضاً على أقاويل السلف فيما اختلفوا فيه (1)
    ومن علامات من يستحق أن يطلق علية عالم , ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "ليس العلم عن كثرة الحديث إنما العلم خشية الله "0(2)
    وقال يحي بن أكتم " قالوا يجب على كل عالم علم ذلك (علم ناسخ القرآن ومنسوخة ) لئلا يوجب على نفسه وعلى عباد الله أمراً لم يوجبه الله أو أوجبه الله " (3)

    ــــــــــــ
    (1) - شريط "من هم العلماء " ومنه استقيت معظم البحث
    (2) - جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر صـ 25
    (3) - المصدر السابق صـ 29


    قلت :وقد بوب الإمام ابن عبد البر رحمه الله باباً في كتابه "جامع بيان العلم وفضله "
    باب من يستحق أن يسمى فقيها أو عالماً حقيقة لا مجازاً أو من يجوز لـه الفتيامن العلماء ,(1) ثم ذكر رحمه الله آثارا منها :
    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً "
    قلت : قال تعالى :( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) (2)
    قال ابن جريج عن عطاء "من عرف الله فهو عالم " (3)
    وقال ابن القيم رحمه الله :"وهذا حصر في خشيته تعالى في أولى العلم "(4)
    وقال قتادة " من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه بأنفه "
    وقال سعيد بن أبي عروبه :"من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالماً "
    وسئل الإمام مالك فقيل له : لمن يجوز الفتوى فقال :" لا يجوز الفتوى إلا لمن

    علم ما أختلف الناس فيه ,قيل له : اختلاف أهل الرأي ,قال لا , اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من الناسخ والمنسوخ من القرآن ومن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكذا يفتي "



    ــــــــــــــــــــــ

    (1) - المصدر السابق (2/45 ـ 49 )
    (2) - فاطر آية (2
    (3) - جامع بيان العلم وفضله ـ ابن عبد البر (2/ 49)
    (4) مفتاح دار السعادة ( 1/51).



    وقال ابن عيينه رحمه الله "العالم الذي يعطي كل حديث حقه"

    وسئل عبد الله بن المبارك متى يسع الرجل بفتى ؟ قال : إذا كان عالماً بالأثر بصيراً بالرأي "

    قلت : ان العالم حقاً الذي ينبغي أن يرتبط به هو الذي لم يشبع من العلم ولوقل كلامه وعدم تأليفه
    قال ابن رجب رحمه الله :" وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم ، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء والمشهورين المتبوعين.
    وهذا يلزم فيه ما قبله لأن هؤلاء الفقهاء المشهودين المتبوعين أكثر قولاً ممن كان قبلهم فإذا كان من بعدهم أعلم منهم لاتساع قوله كان أعلم ممن كان أقل منهم قولاً بطريق الأولى كالثوري والاوزاعي والليث وابن المبارك وطبقتهم وممن قبلهم من التابعين والصحابة أيضاً , فإن هؤلاء كلهم أقل كلاماً ممن جاء بعدهم ,وهذا انتقاص عظيم بالسلف الصالح وإساءة ظن بهم ونسبة لهم الى الجهل وقصور العلم ولا حول ولا قوة إلا بالله , ولقد صدق ابن مسعود في الصحابة أنهم أكبر الأمة قلوباً وأعمقها علوماً وأقلها تكلفا وروي نحوه عن ابن عمر أيضاً ،وفي هذا إشارة إلى أن من بعدهم أقل علوماً وأكثر تعلقاً وقال ابن مسعود أيضاً : إنكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح ومن كان بالعكس فهو مذموم 0" (1)
    ـــــــــــــ

    (1) – فضل علم السلف على الخلف ,صـ 40ـ41



    قلت : تأمل أخي القاري الكريم إلى قوله الأخير " فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح ومن كان بالعكس فهو المذموم " هل هذا الميزان موجود حقيقة في زماننا هذا إلا ما رحم الله ؟
    إننا في زمان تطاول فيه الجهال على أكابر العلماء كما حصل من تطاولات على الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ الألباني رحمه الله والشيخ مقبل رحمه الله والشيخ ربيع المدخلي حفظه الله وما ذاك إلا لعدم فهم ذلكم الميزان المشار إليه من كلام ابن رجب وقبله ابن مسعود 0 فلما أن حصل ذلك رأينا الطعونات من أناس قد شهروا بكثرة الكلام وثرثرته على أئمة هدى لا يعرفون إلا بقال الله قال الرسول صلى الله علية وسلم , لا يعرفون بكثرة الكلام ولا الجدال والخصام في مسائل الدين بل هم في عباداتهم مقتدين بنبيهم صلى الله علية وسلم الذي أتي جوامع الكلم كما ثبت في الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنة قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم :"أعطيت مفاتيح الكلم .. الحديث هذا لفظ البخاري ومسلم " فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم " والمراد بالجوامع : قليل اللفظ كثير المعاني (1) .

    ــــــــــــ
    (1) – شرح مسلم للنووي (5 / 5 )



    وقال ابن رجب أيضا : " وقد فتن كثر من المتأخرين بهذا فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك ، وهذا جهل محض وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم كأبي بكر وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وزيد بن ثابت كيف كانوا ……… فليس العالم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد ويميز به بينه وبين الباطل ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد "(1).
    قلت : واعلم أخي القارئ بارك الله فيك أنه مما ينبغي أن يميز به العالم من غيره كبر السن وهذا وإن لم يكن شرطا في بلوغ مرتبة العلماء إلا أنه في هذا الزمن ينبغي أن يجعل كالشرط لما يترتب عن أخذ العلم من الأصاغر الذين لايرتبطون بكبار العلماء من المفاسد الكثيرة ولعدم قدرة كثير من الناس اليوم على تمييز العالم من غيره ، فليكن متصفا بالأعلم والأورع والأسن .
    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " لايزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعلمائهم فإذا أخذوا عن صغارهم وشرارهم هلكوا "(2)
    قال عبدالله بن مسلم الدينوري سألت عن قوله "لايزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم" يريد : لايزال الناس بخير ماكان علماؤهم المشايخ ولم يكن علماؤهم الأحداث لأن الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب وحدته وعجلته وسفهه واستصحب التجربة والخبرة فلا يدخل في علمه الشبهة ولا يغلب عليه الهوى ولا يميل به الطمع ولايستزله الشيطان استزلال الحدث ، ومع السن
    (1)_ فضل علم السلف على الخلف صـ 37_38
    (2) _شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي صـ241 ، وقد ورد بلفظ " لايزال الناس صالحين متماسكين ماأتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابركم فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا " أخرجه عبدالرزاق في المصنف (11/246) .


    الوقار والجلالة والهـيبة والحدث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أمنت على الشيخ ، فإذا دخلت عليه هلك وأهلك".(1)
    قلت : وقد جاء عن ابن المبارك أن المراد "بالأصاغر " أي أهل البدع (2) ، فعلى كل فإن لفظ "الأصاغر " لفظ عام يتناول الصغير لفظا والصغير معنى ،وعلى هذا فينبغي على طلبة العلم أن ينهلوا العلم عن العلماء الكبار الذين رسخت أقدامهم في العلم ماداموا متواجدين ، أما إذا لم يوجد مثل هؤلاء العلماء الكبار ويوجد طالب علم مشهود له بالخير والمنهج القويم فلا بأس أن يتلقى العلم عنه .
    قال محمد بن سيرين : " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " (3) .
    وقال مالك بن أنس :" لقد أدركت بهذا البلد – يعني المدينة – مشيخة لهم فضل وصلاح وعبادة يحدثون ، ما سمعت من واحد منهم حديثا قط ، قيل : ولم يا أبا عبدالله ؟ قال : لم يكونوا يعرفون ما يحدثون"(4).










    ـــــــــــــــ
    (1) - شرف أصحاب الحديث صـ242
    (2) – الزهد لابن البارك (51
    (3) - مقدمة صحيح مسلم – عبد الباقي (1/14)
    (4) – الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع – الخطيب البغدادي (1/139-140)
    وقال ابن جماعة : " ينبغي للطالب أن يقدم النظر ويستخير الله فيمن يأخذ العلم عنه ويكتسب حسن الأخلاق والآداب منه وليكن إن أمكن ممن كملت أهليته وتحققت شفقته وظهرت مروءته وعرفت عفته واشتهرت صيانته وكان أحسن تعليما وأجود تفهيما ولا يرغب الطالب في زيادة العلم مع نقص في ورع أو دين أو عدم خلق جميل ،…… -وليجتهد أن يكون الشيخ ممن لـه من العلوم الشرعية تمام الاطلاع وله مع من يوثق به من مشايخ عصره كثرة بحث وطول اجتماع لاممن أخذ من بطون الأوراق ولم يعرف بصحبة المشايخ الحذاق ،
    قال الشافعي : من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام " (1).
    قلت : تأمل أخي رعاك الله إلى قوله " لاممن أخذ من بطون الأوراق ولم يعرف بصحبة المشايخ الحذاق " يتبين مدى أهمية الأخذ والتلقي عن علماء الوقت وهكذا كان سلفنا الصالح ، فقد كان أحدهم يرحل المسافات الطويلة لكي يلتقي بعلماء الأقطار حتى يأخذوا عنهم العلم ، فهذا أبو أيوب الأنصاري رحل إلى عقبة بن عامر بمصر لكي يأخذ حديثا ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستر المسلم " (2).
    وقال سعيد بن المسيب :" إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد"(3).
    وقال الفوزان :" ومن المتعلمين من يقتصر على مطالعة الكتب ويزعــم أنــه بذلك
    يستغني عن العلماء وهذا خطأ عظيم ويترتب عليه خطر لأن الكتب ماعدا كتاب الله وسنة رسوله فيها الخطأ والصواب وفيها الغث والسمين وفي بعضها الدس والسم الزعاف ، والمتعلم المبتدئ لا يميز بين الضار والنافع فلا بدمن معلم بصير يفحص له هذه الكتب ويضع يده على

    ـــــــــــــــ
    (1) - تذكرة السامع صـ85
    (2-3) – جامع بيان العلم وفضله – ابن عبد البر (1/94)

    مافية من صواب نافع ومن خطأ ضار ويشرح له عباراتها ويبين له غامضها ولو كان العلم يتلقى من الكتب لما تكلف أسلافنا الأسفار وتعرضوا للأخطار فسافروا المسافات الطويلة ليلتقوا بعلماء الأقطار النائية ويتعلموا منهم "(1) .
    قلت : ومن هنا يظهر لنا أهمية أخذ العلم عن أهله ، لذا فسأذكر علامات يتميز بها هؤلاء العلماء من مدعي العلم زيادة على ما سبق ذكره .
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : (2) "من علامات أهل العلم النافع :
    أنهم لايرون لأنفسهم حالا ولامقاما ويكرهون بقلوبهم التزكية والمدح ولا يتكبرون على أحد ، قال الحسن : إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بدينه المواظب على عبادة ربه ،وفي رواية عنه قال : الذي لا يحسد من فوقه ولا يسخر ممن دونه ولا يأخذ على علم الله أجرا ،
    قلت : انظر رحمك الله إلى قوله " ويكرهون بقلوبهم التزكية والمدح "
    يعلم أنها ميزة ظاهرة في أهل العلم بعكس ممن يتشبهون بهم ، فإن أحدهم إذا سمع المدح والثناء أعجب وتغطرس وأخذ يتباهى أمام الناس بما قد يصدر من ذلك من كبار العلماء حتى متى احتاج إلى ذلكم المدح في مناطحة العلماء الكبار أبرزه ، بل قد يتكلف المدح لنفسه والله المستعان .
    ـــــــــــــــ
    (1) - الخطب المنبرية (1/177)
    (2) – فضل علم السلف على الخلف صـ54 – 56
    ثم ذكر ابن رجب من علامات العلم النافع: أنه يدل صاحبه على الهرب من الدنيا وعظمها والرياسة والشهرة والمدح ،فالتباعد عن ذلك والاجتهاد في مجانبته من علامات العلم النافع ،فإذا وقع شيئ من ذلك من غير قصد واختيار كان صاحبه في خوف شديد من عاقبته بحيث أنه يخشى أن يكون مكرا واستدراجا كما كان الإمام أحمد يخاف ذلك على نفسه عند اشتهار اسمه وبعد صيته .
    قلت : ثبت عند الترمذي من حديث كعب بن عياض رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال " وصححه الألباني في صحيح
    الجامع .( 1/430 )

    نعم إن المال فتنة عظيمة كيف لا وقد انحرف وانخرط بسببه من أفاضل طلبة العلم في التحزبات البدعية بل إنك لترى الواحد منهم يلوي أعناق النصوص ويسلط لسانه في أكابر علماء الوقت لـما يتلقاه من جمعية كذا أو جمعية كذا من الدريهمات فيهين نفسه ويهين ما يحمله من علم – إن كان عنده علم - بسبب هذه المادة ،
    ولقد أحسن من قال :
    ولو عظموه في النفوس لعظما
    محياه بالأطـماع حتى تجهـما



    ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
    ولكن أهانوه فهان ودنســوا



    أيضا من علامات العلم النافع التي ذكرها الحافظ ابن رجب :
    أن صاحبه لايدعي العلم ولا يفخر به على أحد ولا ينسب غيره إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها فإنه يتكلم فيه غضبا لله لاغضبا لنفسه ولاقصدا لرفعتها على أحد .
    قلت : وما أكثر مدعي العلم في زماننا هذا والله المستعان ، فترى أحدهم لا يعرف عنه طلب العلم عند العلماء الكبار ولا ببرك الركب عند كراسيهم *وإذ به يتصدر ويتكلم ويفتي وجادل ويخاصم بالباطل إذا بين لـه خطؤه ، فإن هذا ومن على شاكلته يصدق عليهم قول القائل :
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (*) - وهذا كحال أبي الحسن المصري نزيل مارب ، وقد وصفه الشيخ الو صابي بأنه "ضعيف في العلم " .

    بليد تسمى بالفقيه المـدرس
    ببيت قديم شاع في كل مجلـس
    كلاها وحتى سامها كل مفلس



    تصدر للتدريس كل مهوس
    فحق لأهل العلم أن يتمثلوا
    لقد هزلت حتى بدا من هزالها


    أيضا من علامات العلماء التي ذكرها ابن رجب :
    أنهم يسيئون الظن بأنفسهم ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء ويقرون بقلوبهم وأنفسهم بفضل من سلف عليهم وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها ومقاربتها ، وكان ابن المبارك إذا ذكر أخلاق ممن سلف ينشد :
    ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد



    لاتعرضن بذكرانا مع ذكرهم


    قلت : لكن ماذا عسانا أن نقول عن أناس يسيئون الظن بمن تقدمهم بالعلم والهدى ويرميهم بأبشع الأوصاف من المداهنة والمحاباة مع الباطل وبكبر السن ونحو ذلك من الطعونات .
    ولقد أحسن القائل :
    حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن



    يقضى على المرء في أيام محته


    وبعد : إخواني الكرام فهذه بعض المميزات التي يمتاز بها أهل العلم عن غيرهم ، فلنعرف علماءنا ولنعرف لهم حقهم فإن نبينا صلى الله عليه وسلم قال :( ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) رواه أحمد في المسند عن عبادة بن الصامت ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2/957) .
    وقال طاووس :"من السنة أن يوقر العالم" جامع بيان العلم وفضله (1/129).
    ومن توقيرهم ومعرفة حقهم علينا أن نحترمهم وألا نخرج عن توجيهاتهم و أن نأخذ بإرشاداتهم ونصائحهم وأن يكونوا المرجعية لنا في فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن نرتبط بهم خصوصا عند الفتن التي تعصف بالأمة .
    أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي السلفي
    غفر الله له ولوالديه ولمشايخه والمسلمين أجمعين
يعمل...
X