إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

إغتنم خمسا قبل خمس/ محاضرة مفرغة للشيخ الراجحي حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إغتنم خمسا قبل خمس/ محاضرة مفرغة للشيخ الراجحي حفظه الله

    محاضرة للشيخ عبد العزيز الراجحي
    إغتنم خمسا قبل خمس

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، في هذه الليلة المباركة نستضيف فضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله الراجحي في محاضرة بعنوان "اغتنم خمسا قبل خمس" ثمّ بعد ذلك أسئلة لفضيلة الشيخ، و نترككم مع فضيلة الشيخ،


    بسم الله الرحمن الرحيم، إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أنّ سيدنا و نبينا و إمامنا و قدوتنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي المكي ثمّ المدني، أشهد أنه رسول الله للثقلين الجن و الإنس إلي العرب و العجم، و أشهد أنّه رسول الله و أنه خاتم النبيين و أنه لا نبي بعده، و أشهد أنه بلّغ الرسالة و أدّى الأمانة و نصح الأمّة و جاهد في الله حقّ جهاده حتى أتاه من ربّه اليقين فصلوات الله و سلامه عليه و على إخوانه من النبيين و المرسلين و على آله و على أصحابه و على أتباعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

    فإنّي أحمد الله إليكم و أثني عليه الخير كلّه و أسأله المزيد من فضله و أسأله أن يصلح قلوبنا و أعمالنا و نياتنا و ذريتنا، كما أسأله سبحانه و تعالى أن يجعل جمعنا هذا جمع خير و علم و رحمة تنزل عليه السكينة و تغشاه الرحمة و تحفه الملائكة و يذكره الله فيمن عنده، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلاّ نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده" هذه الكلمة و هي قوله صلى الله عليه و سلم: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك و صحتك قبل سقمك و فراغك قبل شغلك و غناك قبل فقرك و حياتك قبل موتك"، هذا الحديث فيه حث المسلم على اغتنام الأوقات التي يكون فيها قادرا على فعل الخير قبل أن تعرض له العوارض، و المسلم مأمور بأن يملأ أوقاته بما يقربه إلى الله عز و جل، و الله سبحانه و تعالى خلق الثقلين الجن و الإنس لعبادته و توحيده و طاعته، لم يخلقهم سدا و لم يخلقهم عبثا لا يؤمرون و لا ينهون في الدنيا و لا يحاسبون و لا يجازون في الآخرة [أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون] [أيحسب الإنسان أن يترك سدى]بل خلق الإنسان لأمر عظيم

    قد هيئوك لأمر لو فطنت له
    فاربأ بنفسك أن ترع مع الهمل

    خلق الله الإنسان و ميزه عن سائر الحيوانات بالعقل، صرفه بالعقل و أعطاه السمع و البصر و الفؤاد بخلاف الحيوانات العجماوات فإنها خلقت تسبح الله عز و جل و هداها الله لمرعاها ولم يعطها عقلا فلم يكلفها و قد عرض الله أمانة التكليف على السموات و الأرض و الجبال عرض تخيير فأبت حملها و أشفقت منها و حملها الإنسان على ظلمه و جهله {إن عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}إذن نحن مخلوقون، لأي شيء خلقنا الله لعبادته لتوحيده و طاعته{و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون} و أرسل الله الرسل و أنزل الكتب تأمر الناس و تدعوهم إلى توحيد الله و إخلاص الدين لله إلى الأمر الذي خلقوا له، تدعوهم إلى العمل لأسباب السعادة و النجاة، أسباب السعادة و النجاة أن يكون الإنسان في هذه الحياة موحدا لله مخلصا له الدين، يعبد الله مخلصا له الدين على وفق ما شرع الله و سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا هو طريق السعادة و طريق النجاة، طريق السعادة و طريق النجاة أن يعبد الإنسان ربه مخلصا له الدين ليوحد الله و يخلص له العبادة و لهذا أرسل الله الرسل و أنزل الكتاب تدعوا الناس إلى هذا الأمر الذي خلقوا له، تدعوهم إلى توحيد الله إلى أن يقولوا لا إله إلا الله، لا إله إلا الله كلمة التوحيد من أجلها خلق الله الخلق، من أجلها أرسل الله الرسل، من أجلها أنزل الله الكتب، تدعوا الناس إلى هذا الأمر الذي خلقوا له، تدعوهم إلى توحيد الله، إلى أن يقولوا لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، كلمة التوحيد من أجلها حلق الله الخلق، من أجلها أرسل الله الرسل، من أجلها انزل الله الكتب، من أجلها خلقت الجنة و النار، من أجلها انقسم الناس إلى شقي و سعيد، من أجلها حقت الحاقة و وقعن الواقعة و قامت القيامة، من أجلها افترق الناس إلى سعداء و أشقياء، إلى أبرار و فجار، إلى مؤمنين و كفار، لابد أن يملأ الإنسان وقته بمعرفة الله عز و جل و توحيده و إخلاص الدين له، لابد أن يملأ الإنسان وقته بتحقيق هذه الكلمة، كلمة التوحيد لا إله إلا الله، لابد أن تقولها أيها المسلم عن علم و عن معرفة، هذه الكلمة لها ركنان لا تصلح إلا بهما، قائمة على ركنين، الركن الأول النفي و البراءة، من كل معبد سوى الله، و الركن الثاني الإيمان بالله و إخلاص الدين له، لا إله إلا الله معناها لا معبود حق إلا الله، الركن الأول: لا إله هذا النفي، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله و تتبرأ من كل معبود سوى الله و هذا هو الكفر بالطاغوت، الكفر بالطاغوت تعتقد بطلان عبادة غير الله و تنفيها و تنكرها و تبغضها و تبغض أهلها و تعاديهم، ثم تعبد الله و توحد الله و تخلص له العبادة، لابد من هذين الأمرين حتى يكون الإنسان موحدا مسلما، أن يتبرأ من كل معبود سوى الله و ينفي العبادة عن غير الله ثم يؤمن بالله وحده، يتخلى من كل عبادة سوى الله و يتبرأ منها، تخلية ثم يتحلى بالإيمان، قال الله تعالى في كتابه العظيم{فمن يكفر الطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها و الله سميع عليم}، {فمن يكفر بالطاغوت} هذا هو الركن الأول، يعني كلمة التوحيد، أي البراءة من كل معبود سوى الله، {و يؤمن بالله} هذا هو الركن الثاني، ليس هناك توحيد إلا بهذين الركنين، بالنفي و الإثبات، بالبراءة من كل معبود سوى الله و بالإيمان بالله، فالبراءة بقولك لا إله، و الإيمان بقولك إلا الله، لابد لكل مسلم أن يكون على علم بذلك، و أنه لا يحصل التوحيد إلا يهذين الأمرين، لا يكون الإنسان موحدا و لا مؤمنا إلا بهذين الأمرين، ركنين، الركن الأول النفي و هو البراءة من كل معبود سوى الله، البراءة من المشركين، و البراءة من أديانهم، و البراءة من كل معبود سوى الله، و إنكارها و نفيها و بغضها و عداوتها و معاداتها و معادات أهلها، ثم يتحلى بالإيمان، فلو نفى الإنسان العادة و سكت لصار مشركا، و لو قال أنا أعبد الله و لا أتبرأ من عبادة سوى الله كان أيضا مشركا، فلابد من الأمرين، ثم إذا وحد الإنسان ربه و قال لا إله إلا الله و أخلص العبادة لله، لابد أن يأتي بحقوق هذا التوحيد و الإيمان، حقوق التوحيد و الإيمان هي الأعمال الصالحات، في أداء الواجبات و ترك المحرمات، و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني أموالهم و دماءهم إلا بحقها و حسابهم على الله عز و جل"، حق هذه الكلمة، حقوق هذه الكلمة الواجبات و أعظم واجب الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و بر الوالدين و صلة الأرحام و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، هذه حقوقها، و كذلك ترك المحرمات التي أعظمها و أغلظها الشرك بالله و العدوان على الناس في الدماء في القتل أو قطع عضو أو جرح جسد، العدوان على الأموال عن طريق السرقة أو الغصب أو السلب أو النهب أو الغش أو الخداع أو تنفيق السلعة بالحلف الكاذب أو جحد الدين و الحق إلى غير ذلك ن أكل أموال الناس بالباطل، و كذلك العدوان على الناس في الأعراض بالزنا و السخرية و الإستهزاء و الغيبة و النميمة و احتقار الناس و ازدرائهم و من المحرمات شرب الخمر و التعبد بالربا و عقوق الوالدين و قطيعة الرحم، هذه هي حقوق التوحيد، حقوق هذه الكلمة و هي التي يملأ بها الإنسان فراغه،

    "أغتنم خمسا قبل خمس:

    "أغتنم شبابك قبل هرمك": تغتنم شبابك بأي شيء؟ أغتنم شبابك ووحد الله و اخلص له العبادة، أغتنم شبابك بأن تتعلم معنى هذه الكلمة "لا إله إلا الله" و أن تعرف معناها و تحقق شروطها، أملأ فراغك بهذا، أغتنم شبابك بمعرفة هذه الكلمة٠

    و اغتنم فراغك قبل شغلك و اغتنم حياتك قبل أن تموت و اغتنم غناك قبل أن غناك قبل أن تفتقر و تنشغل عن معرفة هذه الكلمة و حقوقها، اغتنم شبابك و اغتنم فراغك و اغتنم غناك و اغتنم حياتك، تغتنمها بأي شيء؟ أغتنمها بأن تؤدي ما أوجب الله عليك، من التوحيد و حقوقه و بهذا تكون سعيدا، تكون سعيدا و تنجو من عذاب الله، و تكون من أهل السعادة، هذا هو الموفق الذي يغتنم حياته بأن يتعلم الأمر الذي خلقه الله من أجله، يتعلم التوحيد يعلم بأن التوحيد لابد فيه من البراءة من كل معبود سوى الله و لابد فيه من الإيمان بالله و لابد فيه من الإتيان بحقوق هذا التوحيد و هي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و سائر الواجبات و ترك المحرمات، تفعلها مستصحبا أمرين :

    الأمــر الأول: يعملها على إخلاص، يريد بذلك وجه الله

    و الأمـر الثاني: عن متابعة لرسول الله.

    يصلي مخلصا صلاته لله، يصلي عن إخلاص و رغبة و رهبة، يصلي متابعا للنبي صلى الله عليه و سلم، فلو صلى رياء أو سمعة لم تصح صلاته، و لو صلى خالصا لله لكنه خالف السنة فصلى المغرب أربع ركعات أو نقص منها من أركانها أو زاد متعمدا لم تصح صلاته، إذن لابد من أمرين، لابد أن تتعلم، تتعلم كيف تؤدي الواجبات، تؤديها عن إخلاص تريد بذلك وجه الله، تؤديها عن متابعة لرسول الله صلى الله عليه و سلم٠ الرسل الكرام عليهم الصلاة و السلام لماذا أرسلهم الله؟ هل أرسلهم الله يعلمون الناس التجارات؟ كيف يبيعون؟ كيف يشترون؟ كيف يزرعون؟ كيف يحرثون؟ كيف يبنون؟ لا، هذه أمور يعرفها الناس، يعرفونها لأنهم فطروا عليها، لكن أرسلهم الله ليعلمون الناس التوحيد، يعلمون الناس الأمر الذي خلقوا له، كل نبي أرسله الله بادئ ذي بدء يأمر الناس بعبادة الله و ترك عبادة ما سواه قال الله تعالى في كتابه العظيم {لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} {أعبدوا الله} هذا إيمان بالله، {ما لكم من إله غيره} هذا براءة من كل معبود سواه و هذا هو معنى لا إله إلا الله، {لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، هود بماذا دعا قومه؟ {و إلى عاد أخاهم هود قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، صالح بماذا دعا قومه؟ أول ما دعا قومه {و إلى ثمود أخاهم صلحا، قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، شعيب، بماذا دعا قومه؟ {و إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، و كل نبي بعثه الله يدعو إلى التوحيد و ينهاهم عن الشرك، كما قال سبحانه {و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت} و قال سبحانه {و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} هذا الأمر العظيم الذي خلقنا الله من أجله، العاقل اللبيب الفطن الموفق هو الذي يملأ فراغه بتحقيق التوحيد الذي خلقه الله من أجله، قال النبي صلى الله عليه و سلم "أغتنم خمسا قبل خمس، أغتنم شبابك قبل هرمك" أغتنم شبابك في تحقيق التوحيد في أداء الواجبات و ترك المحرمات في تعلم العلم، تعلم تبصر تفقه في دينك لأن التعلم وسيلة، وسيلة إلى العبادة، يتعلم الإنسان ثم يعمل، تبصر تعلم العلم الشرعي، و أصل العلوم و منبع العلوم كتاب الله عز و جل، كتاب الله العظيم الذي فيه الهدى و النور، إقرأ القرآن أحفظ القرآن أكثر من تلاوة القرآن تعلم معان القرآن، كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا معانيها و العمل بها كما قال أبو عبد الرحمن السلمي التابعي الجليل "حدثنا الذين يُقرؤون القرآن عبد الله بن مسعود و عثمان بن عفان أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا معانيها و العمل بها" بذا يملأ الإنسان فراغه، تعلم، أحفظ القرآن و أنت صغير، على الآباء أن يسجلوا أولادهم في المدارس، مدارس تحفيظ القرآن الكريم حتى يحفظوا كتاب الله و هم في الصغر، و كذلك في المدارس النسائية، البنات و الزوجات يسجّلُون في هذه المدارس حتى يحفظوا كتاب الله، كتاب الله فيه و النور فيه البشارة فيه النذارة {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنون الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا}، كتاب الله يدعو إلى التوحيد إلى العمل الصالح، إلى الخلق الفاضل، ينهى عن الشرك، يبين صفات المؤمنين و يحث عليها، يبين صفات الكفار و يحذر منها، يبين صفات المنافقين و يحذر منها، من قرأ كتاب الله و تعلم و عمل بما فيه فهو السعيد المغبوط، محسود حسد غبطة كما ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "لا حسد إلا في اثنتين" و المراد بالحسد هنا الغبطة، الحسد حسدان، حسد مذموم يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب و هو أن يتمنى الإنسان أن تزول النعمة عن أخيه المسلم و يبقى مُعدِما منها، هذا الحسد المذموم الذي قال الله فيه {و من شر حاسد إذا حسد} هذا الحسد الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، هذا الحسد الذي أخرج إبليس من الجنة، حسد ٠٠٠﴿كلمة غير واضحة﴾ على النعمة التي أعطاه الله إياه، هذا لا يجوز، الثاني حسد الغبطة و هي أن تتمنى أن يكن لك من الخير و النعمة مثل ما لأخيك من غير أن تتمنى زوالها، رأيت الإنسان موفق في حفظ القرآن تتمنى أن تكون مثله، من غير أن ٠٠٠﴿كلمة غير واضحة﴾ فليس أن تنتقل النعمة عنه و يبقى معدما منها فهذا الحسد المذموم، رأيت أخا لك أعطاه الله مالا من كسب حلال و ينفق في المشاريع الخيرية تتمنى أن تكون مثله و يبقى هو على ما هو عليه من خير، لا تتمنى زوالها هذا حسد الغبطة، قال عليه الصلاة و السلام : "لا حسد ﴿هذا غبطة﴾ إلا في اثنتين" إلا في خصلتين "رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل و آناء النهار، و رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل و آناء النهار" و في لفظ "لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها" الحكمة القرآن، بخلاف القرآن "و رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق" أي على إنفاقه في الخير، هذا هو الأمر الذي ينبغي للإنسان أن يغتنمه، و أن يغتنم شبابه، أغتنم شبابك في تعلم العلم الشرعي، في حفظ القرآن، في حضور الدروس الشرعية، قراءة الكتب النافعة، سماع الدروس العلمية لأهل العلم و أهل البصيرة المعروفون بسلامة المعتقد، سؤال أهل العلم مهاتفتهم و سؤالهم حتى تتبصر و تتفقه في شريعة الله، حتى تعبد الله على بصيرة، هذا هو الأمر الذي خلقت لأجله٠

    أغتنم شبابك قبل أن يأتيك الهرم، فإذا جاء الهرم ضعف الإنسان، في الشباب قوة و نشاط و انساط، و في الهرم و الشيخوخة ضعف و نقص و تعب، أغتنم شابك في تعلم العلم، في البصيرة تتبصر في شريعة الله في عبادة الله في أداء الواجبات في ترك المحرمات في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، في المساهمة في الخير، في إحسان العمل و إتقانه قبل أن يأتي وقت الهرم٠

    أغتنم حياتك قبل موتك، الحياة ميدان فسيح للعمل، فإذا مات الإنسان انقطع عمله و لا يستطيع أن يعمل، أغتنم وقت الحياة بالخير فيما يقربك إلى الله، تعلم العلم ما دمت في الحياة، أنفق مما أعطاك الله، أكسب الأموال في الوجوه المشروعة و أنفقها في وجوه الخير، أنفق على الفقراء، أحسن إلى الأيتام و الأرامل، مر بالمعروف و انه عن المنكر، أدع إلى الله على بصيرة، أحب لأخيك ما تحب لنفسك ما دمت في الحياة قبل الموت٠

    أغتنم الفراغ قبل الشغل، إذا كان الإنسان عنده فراغ يغتنم هذا الفراغ قبل أن يشغل، يشغل إما بطلب المعيشة بالأولاد لا ﴿أظنه قال: لا يجد﴾ ما ينفق عليهم فيضطر إلى أن يكسب العيش له و لأولاده و لا يتفرغ لطلب العلم و لا يتفرغ لأعمال أخرى، إغتنم وقت الفراغ قبل أن يأتي الوقت الذي تشغل٠

    أغتنم وقت الغنى قبل ما دمت قد أعطاك الله ما يسدد حاجتك قبل أن تفتقر فتنشغل بطلب لقمة العيش لك و لأولادك٠

    أغتنم شبابك قبل أن يأتي وقت الهرم وقت الشيخوخة، اغتنم وقت الغنى قبل أن يأتي وقت الفقر، أغتنم وقت الحياة قبل أن يأتيك الموت ، بماذا تغتنمه؟ تغتنمه بما يقربك إلى الله عز وجل لتتعلم و تتبصر، التفقه في شريعة الله أعظم ما يشغل الإنسان به نفسه في هذه الحياة و يقربه إلى الله عز وجل من توحيد الله و الإنتصار لدين الله، حق الله، حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا، ثبت في الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له و كان رديفا له على حمار، قال له: "يا معاذ بن جبل"، فقال لبيك و سعديك يا رسول الله، "أتدري ما حق الله على العباد؟" قال: لا، كرر له، قال: "يا معاذ بن جبل"، قال: لبيك و سعديك، ثم سار ساعة، قال: "يا معاذ بن جبل"، قال: لبيك و سعديك، ثم سار ساعة، قال : "أتدري ما حق الله على العباد؟" أتاه بصيغة الإستفهام حتى يتشوق، و يتهيأ، فقال معاذ: الله و رسوله أعلم، فال : "حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا" ثم قال : "أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟" قلت: الله و رسوله أعلم، قال: "حق العباد أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا"، هذا الأمر العظيم الذي خلقنا الله من أجله، هو الذي ينبغي للإنسان أن يشغل به وقته، شبابه و فراغه و صحته و حياته و غناه، يغتنم و قت الشباب، يغتنم وقت الحياة، يغتنم و قت الغنى، يغتنم وقت الفراغ، يغتنم و قت الحياة، في أي شيء يغتنمه؟ بما يقربه إلى الله عز وجل ، بتحقيق التوحيد و الإيمان، تحقيق كلمة التوحيد، تحقيق هذه الكلمة التي خلقوا لأجلها و التي أرسلت الرسل و أنزلت الكتب لأجلها، حقق هذه الكلمة، كثير من الناس يقول لا إله إلا الله لكن لا يعرف معناها، لابد أن تقولها عن علم ينافي الجهل، العلم الذي ينافي الجهل أن تعلم أنها مكونة من نفي و إثبات، و أنها قائمة على ركنين:

    النفي: و هي نفي العبادة عن غير الله،

    ► و الإثبات: إثبات العبادة لله


    يتبع .........
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو ندى فريد العاصمي; الساعة 01-Mar-2009, 01:15 PM.

  • #2
    لابد لأن تقولها عن يقين مناف للشك و الريب، تقولها و أنت تعلم أنه لا معبود بحق إلا الله، أي عن يقين لا شك، ليس فيه شك و لا تردد بخلاف المنافقين فإنهم يقولونها و عندهم شك و تردد فلا تنفعهم إلا من شهد بالحق و هم يعلمون، لابد من العلم و اليقين، لابد أن تقولها عن صدق يمنع من نفاق، فالمنافقون يقولون لا إله إلا الله و هم في الدر ك الأسفل من النار، لماذا؟ لأنهم لم يقولوها عن صدق، يقولونها بألسنتهم و قلوبهم مكذبة، قلوبهم تكذب بأنه لا معبود بحق إلا الله و ألسنتهم تنطق، فلابد أن يتواطأ القلب و اللسان، لابد أن تقولها عن إخلاص منافي للشرك، فإذا قال الإنسان لا إله إلا الله بلسانه ثم نقضها بأفعاله فدعا غير الله أو ذبح لغير الله أو نذر لغير الله كما يُفعل عند القبور في كثير من البلدان خارج هذه البلاد العربية و غير العربية، تجد هناك قبور يأتي الزائر ثم يصرف له حق الله يقول "يا فلان"، أو كما يأتي الزوار عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة و يقول "يا رسول الله أغثني، يا رسول الله فرج كربتي، يا رسول الله المدد المدد جئتك من بلاد بعيدة فلا تخيب رجائي" هذا شرك، نقض توحيده بهذا الشرك، الدعاء حق الله {و لا تدع مع الله إله آخر فتكون من المعذبين} {و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك فتكون من الظالمين} يعني من المشركين، {و أن المساجد لله فلا تدع مع الله إله أحدا} {و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا ينبئك مثل خبير }، تسمع الهتفات و الدعوات "يا سيدي رسول الله أغثني فرج كربتي" "يا عبد القادر الجيلاني" "يا سيد البدوي" "يا دسوقي" "يا ابن علوان" "يا عيدروس المدد المدد خذ بيدي"، هذا شرك، الشرك الأكبر الذي يًخرج من الملة و صاحبه مخلد في النار، يقل لا إله إلا الله بلسانه ثم ينقضها بأفعاله، هل ينفع، ما ينفع، صحيح أنه وحد لما قال لا إله إلا الله لكن لما أشرك نقضها، مثله في ذلك مثل الإنسان حينما يتوضأ و يحسن الوضوء و يتطهر و يحسن الطهارة ثم يخرج منه بول أو غائط أو ريح هل تبقى الطهارة أو تزول؟ أين الطهارة؟ توضأ و أحسن الوضوء و تطهر و أحسن الطهارة ثم خرج منه بول أو غائط أو ريح بطلت الطهارة، انتقضت بالحدث، و كذلك إذا قال لا إله إلا الله ووحد الله و صلى و صام ثم قال "مدد يا رسول الله" "مدد يا دسوقي" "أغثني يا رسول الله، فرج كربتي" بطل التوحيد، انتقل من كونه مسلم إلى كونه وثني، صار من أهل الأوثان، إلا إذا تاب و جدد التوبة من جديد، انتقل من كونه من المسلمين فصار من المشركين و من أهل الأوثان، كذلك إذا ذبح لغير الله، ذبح خروف أو عجل أو دجاج للبدوي أو الدسوقي ؟أو للعلوان أو للعيدروس أو نفيسة، أشرك بالله، الذبح عبادة قال الله تعالى (فصل لربك و انحر)و قال سبحانه (قل إن صلاتي و نسكي) أي ذبحي، (قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله ربي العالمين لا شريك له)، كذلك إذا نذر لغير الله، النذر عبادة، أنذر على روح البدوي رد غائببي أو شفي مريضي و نجح ولدي في الإمتحان أذبح خروف على روح البدوي أو أوزع جنيهات على روحه هذا الشرك، هذا شرك أكبر، النذر عبادة، من نذر أن يطيع الله فليطعه قال تعالى (يوفون بالنذر)، أو يطوف بقبره كما يطوف الكعبة المشرفة، الطواف عبادة قال تعالى (و ليطوفوا بالبيت العتيق) و يطوف بقبر النبي صلى الله عليه و سلم أو يطوف قبر البدوي أو الدسوقي أو نفيسة أو الحسين يطوف سبعة أشواط أي يتقرب إليه، الطواف عبادة، و الإخوان الوافدين لهذا البلد يعلمون انه في بلادهم من يطوف حول القبور و من يذبح لهم و ينذر لهم و يدعوهم من دون الله، فعليهم أن يحذروا بأنفسهم و يحذروا غيرهم، إذا كان يذبح لأصحاب القبور أو ينذر لهم أو يطوف بقبورهم أو يدعوهم من دون الله و يقول لا إله إلا الله، بطل توحيده، ما تنفعه حتى يتوب من الشرك، نقضها، يقول لا إله إلا الله و يصلي و يصوم لكن نقضها بالشرك ما تنفع، إذا مات على ذلك صار من أهل النار إلا إذا تاب، لابد أن توحد الله.

    كذلك إذا قال لا إله الله، وحد الله لكن سب الله أو سب الرسول عليه الصلاة و السلام أو سب دين الإسلام، ماذا يكون؟ أو استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه بطل توحيده، صار وثنيا إلا إذا تاب توبة نصوحة يعلم الله منه أنه صادق و إلا إن مات على ذلك صار من أهل النار و لو كان يصلي و لو كان يصوم و لو كان يحج، أين تكون صلاته و صومه و حجه، يبطل، قال (و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين)......... يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو ندى فريد العاصمي; الساعة 23-Mar-2009, 10:30 AM.

    تعليق


    • #3
      قال سبحانه (و من يرتدد منكم عن دينه فيمت و هو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا و الآخرة و أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).


      كذلك إذا شكّ في الجنة أو شكّ في النار أو شكّ في البعث أو شكّ في ربوبية الله أو ألوهيته أو شكّ في الملائكة أو أنكر ربوبية الله أو قال مع الله مدبر في هذا الكون أو قال إن لله صاحبة أو لدا أو أنكر ملكا من الملائكة أو رسولا من الرسل أو أنكر الجنة أو النار أو البعث أو شك في شيء من ذلك أو قال محمد ليس رسالته عامة بل للعرب خاصة يكون كافر أو قال رسول الله لم يبلغ الرسالة أي قصر في تبليغ الرسالة مثل ما يقول بعض الأصوات اللي تسمعون التي سُجّلت يقول أخطأت يا رسول الله لم تؤد ما عليك، خرجت من هذه الدنيا لم توص إلى علي، أخطأت يا رسول الله، أخطأت خطأ كبيرا، تتحمل أوزار هذه الأمة، هذا ردة عن الإسلام لأنه اتهم الرسول صلى الله عليه و سلم أنه لم يؤد ما أوجبه الله عليه، هذا مرتد، ينتقض إسلامه و دينه و يكون من أهل النار إذا مات على ذلك، إذن لابد من توحيد، من إخلاص منافي للشرك، أو قال لا إله إلا الله ، وحد الله و اعتقد أن الصلاة غير واجبة، قال أن الصلاة ليست واجبة اللي يريد يصلي يصلي و اللي ما يحب يصلي ما يصلي، الصلاة رياضة، من أحب أن إيصلي و إلا لا، لا حرج عليه، هذا مرتد، وجوب الصلاة أمر معلوم من الدين بالضرورة، من أنكر وجوب الصلاة فهو كافر ما هو عاص، أو قال الزكاة ليست واجبة أو الحج غير واجب أو الصوم غير واجب أو بر الوالدين غير واجب، هذا مرتد بإجماع المسلمين، انتقض، هذا ناقض من نواقض الإسلام، أو أنكر أمرا معلوم من الدين بالضرورة تحريمه، أنكر تحريم الزنا قال الزنا حلال أو اعتقد الربا حلال أو الرشوة حلال أو عقوق الوالدين حلال أو قطيعة الرحم حلال أو الغيبة و النميمة حلال، هذا مرتد لأنه أنكر أمرا معلوم من الدين بالضرورة تحريمه، بخلاف الشي الذي فيه خلاف مثل لو أنكر الوضوء من أكل لحم الجزر، لا يكفر لأن هذا فيه خلاف بين أهل العلم ما هو مجمع عليه، فلابد للمسلم أن يملأ فراغه في تعلُّم حقوق التوحيد، يعلم ما هو الأمر الذي ينقض التوحيد و الإيمان، يتعلم في وقت شبابه في وقت فراغه في وقت حياته، وقت غناه قبل أن تعرض له عوارض، قبل أن تمنعه الشيخوخة و الهرم أو يمنعه الفقر أو يمنعه الموت يموت، تنقطع، تنتهي حياته فلا يستطع، هذه أمور لابد للمسلم أن يعلمها، لابد أن يوحد الله يكون على إخلاص منافي للشرك، و لابد أن يقول كلمة التوحيد، يوحد الله عن محبة، محبة للتوحيد و لأهله و للواجبات التي أوجبها الله، فإن لم يحب التوحيد و لا الواجبات التي أوجبها الله و لم ينقد لها صار كإبليس و فرعون الذي يصدقه بالباطل لكن لم ينقد، ليس له عمل يتحفه بتوحيد و إيمان، إبليس مصدق مؤمن، إبليس و فرعون يصدقاه بالباطل لكنه استكبر عن عبادة الله فكانا كافرين و لم ينفعهما التصفيق في الباطل، إستكبر (إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين)، فرعون استكبر عن طاعة رسوليه موسى و هارون قال الله (قال أنؤمن لبشرين مثلنا و قومهما لنا عابدون)، فالمستكبر عن عبادة الله الذي لا يؤد الواجبات مثله مثل إبليس و فرعون، إستكبر عن عبادة الله و لو زعم أنه مصدق، بعض الناس يقول الإيمان في القلب و لا يعمل، الكفر في القلب أيضا و النفاق في القلب، من الذي يعلم ما في القلب، الإيمان في القلب يمكن أيضا الكفر في القلب، يمكن في القلب كفر و نفاق، هات، هات العمل صدق، ما في قلبك عمل ما تصدق، إن كنت تؤدي الواجبات و تنتهي عن المحرمات أعلم أن في القلب إيمان، و إن كنت مستكبر عن عبادة الله و تفعل الجرائم و المنكرات و الكفر فاعلم أن في قلبك كفر و نفاق، الإيمان في القلب و النفاق في القلب و الكفر في القلب أيضا لكن هات الدليل، هات البرهان الذي يدل على ما في القلب، إذا صلُح القلب صلُحت الجوارح، و إذا فسد القلب فسدت الجوارح "ألا و إن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب". ......يتبع

      تعليق


      • #4
        لابد من إخلاص منافي للشرك لا يقع في عمل الشرك حتى يكون توحيدك سالم خالص، لابد من المحبة لهذه الكلمة و لأهلها، لابد من الانقياد المنافي للترك، الإنقياد لحقوق التوحيد، صلاة صيام زكاة حج بر الوالدين، كف النفس عن المحرمات، عن الشرك و عن الزنا العدوان على الناس في الدماء و العدوان على الأموال، العدوان على الأعراض، لابد من الإنقياد لحقوق هذه الكلمة ولابد من القبول المنافي للترك فقد يقولها بعض الناس لكن لا يقولها لمن دعاه إليه تكبرا، و لابد من الكفر بما يعبد من دون الله كما قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح " من قال لا إله إلا الله و كفر بما يعبد من دون الله حرم ماله و دمه و حسابه على الله"، لابد، كفر بما يُعبد من دون الله، الكفر بما بُعبد من دون الله معناه البراءة من كل معبود سوى الله ، و البراءة من كل دين سوى دين الإسلام، و البراءة من كل مشرك و كافر، هذا معنى الكفر بما يُعبد من دون الله، تتبرأ من المشركين، تتبرأ من اليهود، تتبرأ من النصارى، تتبرأ من الوثنيين، تتبرأ من أديانهم و تبغضهم و تعاديهم لكن ليس ذلك معناه أنك تقاتلهم، لا، الكفار قسمان، قسم محارب المسلمين بينه و بينهم حرب و قتال، هذا يقاتل، و قسم و بينه و بينهم أمان و هدنة بينه و بينه عهد، هذا لا يحل دمه و ماله، أو دخل إلى البلاد بأمان أو بعقد أو بكفالة، هذا معصوم الدم و المال " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة" لكنك تُبغض هذا الكافر، تُبغضه و تُبغض دينه و تتبرأ منه و من دينه و إن كنت تعامله معاملة دنيوية، فالذي يقول مثلا: "اليهود و النصارى على دين، أنا ما أقول فيهم شيء، الإسلام دين و النصرانية دين و اليهودية دين، كل يتدين بما يشاء"، هذا مرتد لأنه لم يكفر بالطاغوت، لابد أن تعتقد أن اليهود على دين باطل و النصارى على دين باطل، وحدة الأديان، سمعتم بوحدة الأديان و مؤتمر وحدة الأديان، و قالوا أن الأديان الثلاثة يعترفون بها، النصرانية المسيحية و اليهودية و الإسلام، و قالوا نجعل دين ممتزج بين الأديان الثلاثة، و نجعل في كل بلد مسجد و كنيسة و بيعة و مصحف و توراة و إنجيل، هذا كفر و ردة عن الإسلام، هذا اعتراف و إقرار بالكفر، و لهذا حذرم من مثل هذا سماحة الشيخ إبن باز رحمه الله من المؤتمر الذي عُقد، مؤتمر وحدة الأديان في عام ألف و أربع مائة و كذا، عشر أو قبلها، و حذروا من هذا المؤتمر أنه على كفر و ضلال، و أنه لا يجوز الدخول فيه و لا الإعتراف و لا مشاركته، فلابد من البراءة من كل معبود سوى الله، الذي لا يتبرأ من المشركين ليس بمسلم، و هذه حنفية ملة إبراهيم و تسلم له الدين قال الله تعالى (لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم و الذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءا منكم و مما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله و حده) هذه حنفية إبراهيم (لقد كانت لكم أسوة) قدوة، (أسوة حسنة في إبراهيم و الذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءا منكم و مما تعبدون من دون الله) هذه البراءة، هذا معنى النفي (إنا برءا منكم و مما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله و حده) هذا هو التوحيد، براءة من كل معبود سوى الله و إخلاص الدين لله عز و جل، لابد أن تملأ وقتك بهذا، إغتنم شبابك لتحقيق التوحيد و الإيمان، في تعلم العلم الشرعي، في حفظ القرآن في تعلم تفسير القرآن، تعلم الفقه، القراءة في كتب الفقه و كتب الحديث و كتب التفسير، حضور الدروس و المحاضرات، سؤال أهل العلم، تبصر في معاني كلام الله عز و جل حتى تعبد الله على بصيرة، أنزل الله القرآن لماذا؟ للتعبُّد بتلاوته و العمل به، تصديق أخباره و تنفيذ أحكامه. تلاوة القرآن نوعان: تلاوة لفظية، و هي أن يتعلم الإنسان كلام الله، أن يقرأ القرآن و يحفظه، هذه عبادة، تلاوة القرآن عبادة، له بكل حرف حسنة، و الحسنة بعشر أمثالها، كما ثبت في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، و الحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف" رواه الترمذي و قال حديث حسن صحيح، هذا من فضل الله و إحسانه، إذا قرأت ألم ثلاثة حروف بثلاثين حسنة إذا تقبّل الله، و قد يضاعف، و هذا أقل ما يضاعف، على حسب ما يكون في القلب، من حقائق الإيمان، هذه عبادة تلاوة القرآن لكنها وسيلة إلى التلاوة الأخرى و هي التلاوة الحكمية التي عليها مدار السعادة و الشقاوة هي التلاوة الحكمية، و التلاوة الحكمية هي تصديق أخباره و تنفيذ أحكامه، تصدّق الأخبار التي أخبر ها الله و خبر بها عنه رسوله، الأخبار عن الأمم الماضية و الأخبار عما يكون في آخر الزمان و الأخبار عما يكون يوم القيامة من البعث و النشور و الحساب و الجزاء و الثواب و العقاب و الجنة و النار، و تنفيذ الأحكام و امتثال الأوامر و اجتناب النواهي (أقيموا الصلاة) تمتثل الأمر، (ذروا ما بقي من الربا) تترك الربا، (لا تقربوا الزنا) تمتثل هذا النهي، هكذا تمتثل الأوامر و تجتنب النواهي، تصديق الأخبار و تنفيذ الأحكام، بعض الناس يقرأ القرآن و القرآن يلعنه، كما قال بعض السلف "احذر أن تقرأ القرآن و القرآن يلعنك" قيل كيف ذلك؟ قال : "يقرأ قول الله (ألا لعنة الله على الظالمين) و هو يظلم الناس" ، و يقرأ قول الله (ألا لعنة الله على الكاذبين) و هو يكذب، يقرأ قول الله (يآيها الذين آمنوا اتقوا الله و ذروا ما بقي من الربا إن كنتم من المؤمنين ، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله و رسوله) ثم يقرأ ثم عد أن يضع المصحف يذهب و يعقد عقد ربوي، يحارب الله و رسوله، إرتكب النهي الذي قرأه، يقرأ قول الله (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) و يذهب يتعامل باليناصيب، أو يأكل الرشوة، أو الخداع أو الغش أو جحد الديْن و الحق، أكل المال بالباطل، ما امتثل للقرآن، أمتثل، هذه التلاوة الحكمية هي التي عليها مدار السعادة و الشقاوة و هي تصديق الأخبار و تنفيذ الأحكام، تمتثل الأوامر و تجتنب النواهي و تنزجر بزواجره و تتعظ بمواعظه و تعمل بمحكمه و تؤمن بتشابهه و تقف عند حدوده، هذه التلاوة التي عليها مدار السعادة و الشقاوة، قال الله تعالى في كتابه العظيم (الذين يتلون الكتاب يتلونه حق تلاوته) يعني يعملون به (الذين يتلون الكتاب يتلونه حق، أولئك يؤمنون به و من يكفر به فأولئك هم الخاسرون)، هذا تملأ فراغك، تملأ أوقاتك قبل أن تعرض لك العوارض . تغتنم شبابك قبل الهرم، تغتنم حياتك قبل الموت، تغتنم غناك قبل الفقر، أغتنم فراغك قبل الشغل بأن تعمل هذا القرآن، تقرأ القرآن و تعمل به تتلوه حق التلاوة، هذا هو طريق السعادة و هذا هو طريق النجاة، هذه كلمة مختصرة عن ما يملأ به الإنسان وقته قبل أن تعرض له العوارض و ينتهز الفرصة و يعمل بحديث النبي صلى الله عليه و سلم يغتنم الشباب قبل الهرم، يغتنم الشباب قبل الشيخوخة و الهرم، يغتنم الحياة قبل الموت، يغتنم الفراغ قبل الشغل، يغتنم الحياة قبل الموت، يغتنم الصحة قبل المرض، هذه أمور خمسة، يغتنمها بما يقربه إلى مولاه، و خير ما يغتنمه الإنسان أن يتبصر و يتفقه في شريعة الله و يوحد الله و يخلص له العبادة و يؤدي حقوق التوحيد و يعمل الأعمال الصالحة و يدعو إلى الله على بصيرة حتى يكون من الرابحين، و قد أقسم الله في كتابه العظيم و هو الصادق في تأكيد المقام بأن كل إنسان خاسر إلا من علم و عمل و دعا إلى الله و صبر على الأذى فقال سبحانه و تعالى في سورة قصيرة قال فيها الإمام الشافعي عليه رحمة الله "لو ما أنزل الله على خلقة حجة إلا هذه السورة لكفتهم" و يقول الله عز و جل (بسم الله الرحمن الرحيم، و العصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر) ........يتبع إن شاء الله

        تعليق


        • #5
          إغتنم خمسا قبل خمس/ محاضرة مفرغة للشيخ الراجحي حفظه الله

          و قد أقسم الله في كتابه العظيم و هو الصادق في تأكيد المقام بأن كل إنسان خاسر إلا من علم و عمل و دعا إلى الله و صبر على الأذى فقال سبحانه و تعالى في سورة قصيرة قال فيها الإمام الشافعي عليه رحمة الله "لو ما أنزل الله على خلقة حجة إلا هذه السورة لكفتهم" و يقول الله عز و جل (بسم الله الرحمن الرحيم، و العصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر) والعصر هو الزمان الذي فيه الأعمال، (إن الإنسان) الإنسان جنس، جنس الإنسان في خسر، هلاك (إلا الذين آمنوا) و الإيمان مبني على العلم و البصيرة، تتعلم و تتبصر و تتفقه في شريعة الله حتى يكون إيمانك على بصيرة، تملأ أوقاتك بأن تتفقه و تتبصر، ثم عمل الصالحات، يكن إيمانك يصدقه العمل بأداء الواجبات و ترك المحرمات، ثم التواصي بالحق و هو الدعوة إلى الله، تدعو الناس على بصيرة، تدعو الناس إلى هذا الخير الذي وفقك الله، تدعو الناس إلى التوحيد، تأمرهم بالتوحيد و تنهاهم عن الشرك، تأمرهم بأداء الواجبات، تنهاهم عن المحرمات، تدعو إلى الله على بصيرة حتى تكون من أتباع الرسل، ثم تصبر على الأذى، لابد أن تصبر على الأذى، إذا لم تصبر تنقطع، لأنك حينما تقوم بالدعوة إلى الله، بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تقف في وجوه الناس، تقف في أمام الناس لتصادم الناس، تقف أمام رغباتهم،و الناس إذا وقف أحد أمام رغباتهم لابد أن يؤذوه إما بالقول أو بالفعل، فلابد أن تصبر فإن لم تصبر فإنك تنقطع، الرسل صبروا، قد تصبر، قد تؤذى، قد تُضرب، قد تُؤذى، قد تُهان، قد يُتفل في وجهك، قد تُضرب، الأنبياء منهم من قُتل و منهم من ضُرب، زكريا و يحي قتلا، قال الله تعالى (ففريقا كذبتم و فريقا تقتلون)، و قد أدوا واجب الله عليهم، قُتلوا، كثير من الدعاة قُتلوا، الرسول عليه الصلاة و السلام، ماذا عملوا ؟ ماذا حصل له؟ وُضع السلاء على جسمه و هو ساجد يُصلي، و جاءه أبو جهل فخنقه حتى كاد أن يموت، و جاء أبو بكر و أزاله و قال "أتقتل رجلا أن يقول ربي الله"، و سمّه اليهود، وضعوا له السم و حاولوا قتله مرات، و سقط في غزوة أحد في حفرة و كُسرت رباعيته و هُشمت البيضة على رأسه و جُرحت وجنتاه و سال الدم على وجهه الشريف و سقط في حفرة و صاح الشيطان أن محمدا قد قُتل فجاءت ابنته فاطمة و علي رضي الله عنه و جعلوا يصبّون الماء على الدم فجعل الدم يزيد فجاءت فاطمة رضي الله عنها بالحصيد فأحرقته و وضعته على مكان الدم فوقف، ما عندهم مثل ما عندنا مطرات تُقف الدم، هكذا جاءت بالحصيد فأحرقته و وضعته على مكان الدم، هذا رسول الله أفضل الخلق، إذن لابد أن نصبر على الأذى، هذه سيرة الرابحين، الإيمان عن بصيرة و علم ثم عمل الصالحات ثم الدعوة على بصيرة ثم الصبر على ذلك.

          نسأل الله عز و جل أن يجعلني و إياكم من الرابحين ، أسأل الله أن يجعلني و إياكم من هؤلاء السعداء الأبرار، أسأل الله أن يرزقني و إياكم اغتنام الأوقات قبل تعرض لنا العوارض، إغتنام الشباب و اغتنام الحياة و اغتنام الغنى و اغتنام الصحة و اغتنام الفراغ قبل أن تأتي أضدادها بما يقدمها إلى الله عز وجل و نسأل الله سبحانه و تعالى أن يوفقنا للعمل الصالح الذي يرضيه و أن يجعلنا و إياكم من الموحدين المحققين للتوحيد و أن يرزقنا تحقيق التوحيد و تخلصه و تنقيته و تصفيته من شوائب الشرك و البدع و المحدثات و الخرفات و عوائد الجاهلية و أن يتوفانا على الإسلام غير مغيرين و لا مبدلين إنه ولي ذلك و القادر عليه و صلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله محمد و على آله و أصحابه و التابعين


          انتهى تفريغ مادة هذا الشريط بحمد الله و كرمه ، انتظروا الرد على أسئلة الأخوة قريبا إن شاء الله تعالى

          تعليق

          يعمل...
          X