إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

لقاء مع الشيخ أحمد بن عمر بازمول على صفحات شبكة الإمام الآجري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    جزاكم الله خيرا يا شيخ وأحسن إليك يقول السائل

    1- ما هو توجيهكم لطلاب العلم الذين أقبلوا على نشر العلم ، وأهملوا أهليهم وإخوانهم وقاربتهم فلم يدعوهم بل تجده طلب علم متقدم و زوجته أشبه بالعوام و بعيدة عن العلم وعندها جهل في الدين
    2- وهذا سؤال تكرر كثيراً ، ما هي نصيحتكم لنا وليس عندنا في بلادنا علماء ؟ كيف نطلب العلم ؟

    3- نرجو منك كلمة توجيهه للمشرفين وأعضاء شبكة الإمام الآجري تدلهم فيها على ما ينفعهم ؟

    4 - بما أن للشيخ باعا في باب الإجازة والإسناد فأطلب من الشيخ :
    أ ـ أن يحدثنا عن فضل الإجازة لأن كثيرا من الناس يستهين بها بدعوى أنه يرى المعتنين بالإجازات لديهم ضحالة علمية !! وأن الإجازة أمر شكلي لا فائدة فيه .
    ب ـ وأيضا لو حدثتمونا عن بعض إجازاتكم ومشايخكم في الإجازة ممن بقي ومن توفي تشجيعا للطلبة ، وهل أخذتم قراءة أو سماعا أم بالإجاز فقط ؟ وهل لكم نية في إعداد ثبت لأسانيدكم تيسيرا على من طلب الإجازة منكم ؟
    ج ـ وكيف الجمع بين طلب العلم وطلب الإسناد إن كان بينهما تباين ما ؟
    د ـ وحبذا أن تذكروا لنا بعض المسندين الكبار ممن تنصحون الطلبة بقصدهم كالعلامة ابن عقيل ، وهل تعرفون الشيخ صالح العصيمي الذي يذكر عنه في هذا الباب شيء عظيم ؟

    [ السؤال الرابع أضافه أبو محمد فضل المشرف ]
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عبد الرحمن السلفي; الساعة 19-Apr-2009, 07:30 PM.

    تعليق


    • #17
      الجواب عن ثلاثة وبقيت أربعة

      بسم الله الرحمن الرحيم

      إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
      أما بعد
      فقد استفسرتم بارك الله فيكم عن سبعة أمور
      - الأول حال بعض طلاب العلم الذين أقبلوا على نشر العلم لعامة الناس وأهملوا دعوة أهلهم وأقاربهم، وأن بعض طلاب العلم زوجاتهم كالعوام من حيث الجهل بالدين؟
      - الثاني ما نصيحتي لمن ليس عندهم في بلادهم علماء ؟ كيف نطلب العلم ؟
      - الثالث كلمة توجيهه للمشرفين وأعضاء شبكة الإمام الآجري ؟
      - الرابع بيان أهمية الإجازة وفضلها ؟ وهل من يشتغل بالإجازة ضحل العلم ؟ وهل الإجازة أمر شكلي لا فائدة فيه ؟
      - الخامس ذكر بعض إجازاتي ومشايخي في الإجازة ممن بقي وممن توفي ؟ وما الطرق التي تحملت فيها الرواية قراءة أو سماعاً أم بالإجازة فقط ؟ وهل لي نية في إعداد ثبت لأسانيدي ؟
      - السادس هل بين طلب العلم وطلب الإجازة تباين ؟ وكيف الجمع بين طلب العلم وطلب الإسناد إن كان بينهما تباين ما ؟
      - السابع وحبذا أن تذكروا لنا بعض المسندينالكبار ممن تنصحون الطلبة بقصدهم كالعلامة ابن عقيل ، وهل تعرفون الشيخ صالحالعصيمي الذي يذكر عنه في هذا الباب شيء عظيم ؟
      وسأقسم الجواب إلى قسمين
      القسم الأول أجيب على السؤال الأول إلى الثالث .
      والقسم الثاني أجيب على بقية الأسئلة إن شاء الله تعالى فأقول مستعيناً بالله تعالى


      الجواب عن الأول

      وأما حال بعض طلاب العلم الذين أقبلوا على نشر العلم لعامة الناس وأهملوا دعوة أهلهم وأقاربهم، وأن بعض طلاب العلم زوجاتهم كالعوام من حيث الجهل بالدين فهذه من الأمور التي يقصر ويفرط فيها بعض طلاب العلم.
      فالواجب على طالب العلم أن يقوم بتعليم أهله وولده ما يجب عليهم تعلمه مما يقيمون به دينهم، وكان بعض أهل العلم يقول " انظر الذي يلزمك من حين تصبح حتى تمسي، ومن حين تمسي حتى تصبح، فألزمه، ولا تؤثرنَّ عليه شيئاً" أخرجه أبو الفضل الزهري في حديثه (2/522رقم 549).
      قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/35) " قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ وَقِيلَ لَهُ طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ قَالَ نَعَمْ لِأَمْرِ دِينِك وَمَا تَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَنْبَغِيَ أَنْ تَعْلَمَهُ.
      وَقَالَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْحَارِثِ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْ الْعِلْمِ مَا يَقُومُ بِهِ دِينُهُ وَلَا يُفَرِّطُ فِي ذَلِكَ قُلْتُ فَكُلُّ الْعِلْمِ يَقُومُ بِهِ دِينُهُ قَالَ الْفَرْضُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ طَلَبِهِ .
      قُلْت مِثْلُ أَيِّ شَيْءٍ قَالَ الَّذِي لَا يَسَعُهُ جَهْلُهُ صَلَاتُهُ وَصِيَامُهُ وَنَحْوُ ذَلِكَ.
      وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ الرَّجُلِ يَجِبُ عَلَيْهِ طَلَبُ الْعِلْمِ قَالَ أَمَّا مَا يُقِيمُ بِهِ دِينَهُ مِنْ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَذَكَرَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَلَّمَ ذَلِكَ .
      وَقَالَ ابْنُ مَنْصُور لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ تَذَاكَرَ بَعْضِ لَيْلَةٍ أَحَبُّ إلَيْك مِنْ إحْيَائِهَا قَالَ الْعِلْمُ الَّذِي يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ قُلْت الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالْحَجُّ وَالطَّلَاقُ وَنَحْوُ هَذَا " انتهى
      وقال الشيخ ابن باز كما في وصايا وتوجيهات لطلاب العلم (17) لسليمان أبا الخيل " أنت يا عبد الله مخلوق لهذه العبادة، مأمور بأدائها على الوجه المطلوب الذي شرعه الله، ولا سبيل لك إلى ذلك إلا بالله ثم بالتفقه في الدين.
      فعلى كل مكلف أن يتعلم ما لا يسعه جهله، من الرجال والنساء، حتى يتعلم ما أوجب الله عليه، وما حرم الله عليه، وحتى يؤدي ما أوجب الله عليه على بصيرة، وحتى يمتنع عما نهى الله عنه على بصيرة، هذا واجب الجميع"
      وقد تقدم في أول لقاء بيان ما يتعلق بهذه المسألة.
      ومما يدل عليه قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } (التحريم 6)
      ما فسر به علي بن أبي طالب رضي الله عنه به الآية بقوله "علموهم وأدبوهم"
      أخرجه ابن المبارك في البر والصلة (99رقم189) وعبد الرزاق في التفسير (3/303) عن الثوري عن منصور عن رجل عن علي.
      وجاء اسم الرجل مصرحاً به فيما أخرجه الحاكم في المستدرك (2/536) وعنه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (265رقم372) من طريق عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن ربعي عن علي بن أبي طالب عنه به .
      وقال الحاكم " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"
      وقال الحافظ في فتح الباري (8/659) "رواته ثقات"
      وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (رقم119)
      ويدل عليه ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال " ألا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسؤول عن رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الذي على الناس رَاعٍ وهو مسؤول عن رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ على أَهْلِ بَيْتِهِ وهو مسؤول عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ على بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ على مَالِ سَيِّدِهِ وهو مسؤول عنه ألا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسؤول عن رَعِيَّتِهِ"
      أخرجه البخاري في الصحيح (2/901رقم2416) ومسلم في الصحيح (3/1459رقم1829).
      قال النووي في شرح مسلم (12/213) " قوله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته قال العلماء الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته"
      قلت يؤيده ما جاء عن ابن عمر أنه قال لرجل " أدب ابنك فإنك مسؤول عن ولدك ماذا أدبته وماذا علمته وأنه مسؤول عن برك وطواعيته لك"
      أخرجه ابن أبي الدنيا في العيال (1/502، 507رقم329، 334).
      قال ابن الحاج في المدخل (1/209) " يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَفَقَّدَ أَهْلَهُ بِمَسَائِلِ الْعِلْمِ فِيمَا يَحْتَاجُونَ إلَيْهِ ؛ لِأَنَّهُ جَاءَ مِنْ تَعْلِيمِ غَيْرِهِمْ طَلَبًا لِثَوَابِ إرْشَادِهِمْ فَخَاصَّتُهُ وَمَنْ تَحْتَ نَظَرِهِ آكَدُ ؛ لِأَنَّهُمْ رَعِيَّتُهُ وَمِنْ الْخَاصَّةِ بِهِ كَمَا سَبَقَ " كُلُّكُمْ رَاعٍ " الْحَدِيثَ ، فَيُعْطِيهِمْ نَصِيبَهُمْ فَيُبَادِرُ لِتَعْلِيمِهِمْ لِآكَدِ الْأَشْيَاءِ فِي الدِّينِ أَوَّلًا وَأَنْفَعِهَا وَأَعْظَمِهَا فَيُعَلِّمُهُمْ الْإِيمَانَ وَالْإِسْلَامَ وَيُجَدِّدُ عَلَيْهِمْ عِلْمَ ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ عَلِمُوهُ وَيُعَلِّمُهُمْ الْإِحْسَانَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْوُضُوءَ وَالِاغْتِسَالَ وَصِفَتَهُمَا وَالتَّيَمُّمَ وَالصَّلَاةَ وَمَا فِي ذَلِكَ كُلِّهِ مِنْ الْفَرَائِضِ وَالسُّنَنِ وَالْفَضَائِلِ ، وَكُلَّ مَا يَحْتَاجُونَ إلَيْهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ الْأَهَمَّ فَالْأَهَمَّ" انتهى
      وعن مَالِكِ بن الْحُوَيْرِثِ أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم في نَفَرٍ من قَوْمِي فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً وكان رَحِيمًا رَفِيقًا فلما رَأَى شَوْقَنَا إلى أَهَالِينَا قال ارْجِعُوا فَكُونُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَصَلُّوا فإذا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحدكم وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ" أخرجه البخاري في الصحيح (1/226رقم602).
      فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلموا أهاليهم إذا رجعوا إليهم .
      وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةٌ لهم أَجْرَانِ رَجُلٌ من أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَالْعَبْدُ الْمَمْلُوكُ إذا أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ وَرَجُلٌ كانت عِنْدَهُ أَمَةٌ يطؤها فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ ثُمَّ قال عَامِرٌ أَعْطَيْنَاكَهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ قد كان يُرْكَبُ فِيمَا دُونَهَا إلى الْمَدِينَةِ"
      أخرجه البخاري في الصحيح (1/48رقم97).
      وبوب عليه البخاري بقوله بَاب تَعْلِيمِ الرَّجُلِ أَمَتَهُ وَأَهْلَهُ
      قال الحافظ في فتح الباري (1/190) " مطابقة الحديث للترجمة في الأمة بالنص وفي الأهل بالقياس إذ الاعتناء بالأهل الحرائر في تعليم فرائض الله وسنن رسوله آكد من الاعتناء بالإماء"
      وقد نص جماعة من أهل العلم على أن الرجل يعلم أهله وولده فكيف بطالب العلم المشتغل به، وإليك البيان
      قال ابن أبي الدنيا في العيال (1/491) " باب تعليم الرجل أهله وتعليم ولده وتأديبهم"
      وقال البيهقي في شعب الإيمان (6/389) " الستون من شعب الإيمان وهو باب في حقوق الأولاد والأهلين وهي قيام الرجل على ولده وأهله وتعليمه إياهم من أمور دينهم ما يحتاجون إليه"
      ثم قال البيهقي في الشعب (6/397) " أما التعليم والتأديب فوقتهن أن يبلغ المولود من السن والعقل مبلغا يحتملها وذلك يتفرع فمنها أن ينشئه على أخلاق صلحاء المسلمين ويصونه عن مخالطة المفسدين ومنها أن يعلمه القرآن ولسان الأدب ويسمعه السنن وأقاويل السلف ويعلمه من أحكام الدين ما لا غنى به عنه ومنها أن يرشده من المكاسب إلى ما يحمد ويرجى أن يرد عليه كفايته فإذا بلغ أحدهم حد العقل عرف البارئ جل جلاله إليه بالدلائل التي توصله إلى معرفته من غير أن يسمعه من مقالات الملحدين شيئاً ويذكرهم له في الجملة أحياناً ويحذره إياهم وينفره عنهم ويبغضهم إليه ما استطاع ويبدأ من الدلائل بالأقرب الأجلى ثم ما يليه وكذلك يفعل بالدلائل الدالة على نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم بهديه فيها إلى الأقرب الأوضح ثم الذي يليه"
      ومن الأمور المهمة
      أن يحرص طالب العلم على التطبيق العملي للهدي النبوي، فالتعليم كما يكون بالقول يكون والفعل وهو جانب مهم له أثره على الأهل والأولاد والأقارب.
      ومن الأمور المهمة
      أن تعلم أن المرأة إذا علمها زوجها العلم ثم بلغت عنه ما تعلمته من أحكام الشرع، يكون له من الأجر بإذن الله تعالى على تعليمه ونشره للعلم وهذا كان حال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وحال السلف رضوان الله عليهم . انظر المدخل (1/276) لابن الحاج.
      ومن الأمور المهمة
      أن تعلم أن نشرك للعلم بين أهلك وأقاربك فيه تثبيت لهذا العلم، بخلاف ما يظنه بعض طلاب العلم من أن الاشتغال بالتعليم يضيع وقته! فلا ريب أن هذا مدخل شيطاني؛ ليصرفه عن الخير، وليوقعه في الشر، قال الشيخ محمد بازمول في التأصيل في طلب العلم (41) "تعليم العلم يثبته وليس معنى هذا أن يحرص الحدث على التصدر، ولكن المراد أن يسعى إلى أن يذاكر بعلمه، ويبذله لمن يسأله من زملائه ومن هم دونه، فيعلمهم ويعيد عليهم الدرس، لا سعياً للمشيخة عليهم، التصدر قبل الأوان؛ فإن هذا من المخاطر العظيمة. حتى قالوا تزبب قبل أن يحصرم
      وقال الشافعي إذا تصدر الحدث فاته خير كثير. انتهى .
      ومن ظن أنه لا يمكن الجمع بين طلب العلم وبين دعوة الناس فقد أخطأ ليس تعليم الناس، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في كتاب العلم (169) " يمكن الجمع بين العلم والدعوة في بداية الطريق ونهايته، فإن تعذر الجمع كان البدءُ بالعلم؛ لأنه الأصل الذي ترتكز عليه الدعوة، قال البخاري -رحمه الله- في صحيحه في الباب العاشر من كتاب العلم باب العلم قبل القول والعمل واستدل بقوله تعالى { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } (محمد19) قال فبدأ بالعلم.
      ومن ظن أنه لا يمكن الجمع بين العلم والدعوة فقد أخطأ، فإن الإنسان يمكنه أن يتعلم ويدعو أهله وجيرانه وأهل حارته وأهل بلدته وهو في طلب العلم .
      والناس اليوم في حاجة بل في ضرورة إلى طلب العلم الراسخ المتمكن في النفوس المبني على الأصول الشرعية، وأما العلم السطحي الذي يعرف الإنسان به شيئًا من المسائل التي يتلقاها كما يتلقاها العامة دون معرفة لأصولها وما بنيت عليه فإنه علم قاصر جدًّا لا يتمكن الإنسان به من الدفاع عن الحق وقت الضرورة وجدال المبطلين.
      فالذي أنصح به شباب المسلمين أن يكرسوا جهودهم لطلب العلم مع القيام بالدعوة إلى الله بقدر استطاعتهم وعلى وجه لا يصدهم عن طلب العلم ؛ لأن طلب العلم جهاد في سبيل الله تعالى، ولهذا قال أهل العلم إذا تفرغ شخص قادر على التكسب من أجل طلب العلم فإنه يعطى من الزكاة؛ لأن ذلك من الجهاد في سبيل الله بخلاف ما إذا تفرغ للعبادة، فإنه لا يعطى من الزكاة؛ لأنه قادر على التكسب" انتهى.
      ومن الأمور المهمة
      أن تعلم أن نشر العلم بين الناس خاصة بين الأهل والأقارب هو من بركة العلم قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في العلم (248-252) " البركة هي كما يقول العلماء "الخير الكثير الثابت" والبركة في العلم فتجد بعض الناس قد أعطاه الله علمًا كثيرًا لكنه بمنزلة الأمي فلا يظهر أثر العلم عليه في عباداته، ولا في أخلاقه ولا في سلوكه، ولا في معاملاته مع الناس، بل قد يكسبه العلم استكبارًا على عباد الله وعلوًّا عليهم واحتقارًا لهم، وما علم هذا أن الذي منَّ عليه بالعلم هو الله، وإن الله لو شاء لكان مثل هؤلاء الجهال.
      تجده قد أعطاه الله علمًا، ولكن لم ينتفع الناس بعلمه. لا بتدريس ولا بتوجيه، ولا بتأليف، بل هو منحصر على نفسه، لم يبارك الله له في العلم، وهذا بلا شك حرمان عظيم، مع أن العلم من أبرك ما يعطيه الله العبد؛ لأن العلم إذا علمته غيرك، ونشرته بين الأمة، أُجرت على ذلك من عدة وجوه
      أولا أن في نشرك العلم نشرًا لدين الله -عز وجل- فتكون من المجاهدين، فالمجاهد في سبيل الله يفتح البلاد بلدًا بلدًا حتى ينشر فيها الدين، وأنت تفتح القلوب بالعلم حتى تنشر فيها شريعة الله -عز وجل- .
      ثانيًا من بركة نشر العلم وتعليمه، أن فيه حفظًا لشريعة الله وحماية لها؛ لأنه لولا العلم لم تحفظ الشريعة، فالشريعة لا تحفظ إلا برجالها رجال العلم، ولا يمكن حماية الشريعة إلا برجال العلم، فإذا نشرت العلم، وانتفع الناس بعلمك، حصل في هذا حماية لشريعة الله، وحفظ لها.
      ثالثًا فيه أنك تُحسن إلى هذا الذي علمته؛ لأنك تبصره بدين الله -عز وجل- فإذا عبد الله على بصيرة؛ كان لك من الأجر مثل أجره؛ لأنك أنت الذي دللته على الخير، والدال على الخير كفاعل الخير، فالعلم في نشره خير وبركة لناشره ولمن نُشر إليه.
      رابعًا أن في نشر العلم وتعليمه زيادة له، علم العالم يزيد إذا علَّم الناس؛ لأنه استذكار لما حفظ، وانفتاح لما لم يحفظ، وما أكثر ما يستفيد العالم من طلبة العلم، فطلابه الذين عنده أحيانًا يأتون له بمعان ليست له على بال، ويستفيد منهم وهو يعلمهم، وهذا شيء مشاهد.
      ولهذا ينبغي للمعلم إذا استفاد من الطالب، وفتح له الطالب شيئًا من أبواب العلم ـ ينبغي له أن يشجع الطالب ، وأن يشكره على ذلك ؛ خلافًا لما يظنه بعض الناس أن الطالب إذا فتح عليه، وبيَّن له شيئًا كان خفيًّا عليه، تضايق المعلم، يقول هذا صبي يعلم شيخًا فيتضايق، ويتحاشى بعد ذلك أن يتناقش معه، خوفًا من أن يطلعه على أمر قد خفي عليه، وهذا من قصور علمه بل من قصور عقله.
      لأنه إذا منَّ الله عليك بطلبة يذكرونك ما نسيت ويفتحون عليك ما جهلت، فهذا من نعمة الله عليك، فهذا من فوائد نشر العلم أنه يزيد إذا علمت العلم كما قال القائل مقارنًا بين المال والعلم يقول في العلم

      يزيد بكثرة الإنفاق منه ... وينقص إن به كفًّا شددت

      إذا شددت به كفًّا، وأمسكته نقص، أي تنساه، ولكن إذا نشرته يزداد.
      وينبغي للإنسان عند نشر العلم أن يكون حكيمًا في التعليم، بحيث يلقي على الطلبة المسائل التي تحتملها عقولهم فلا يأتي إليهم بالمعضلات، بل يربيهم بالعلم شيئًا فشيئًا.
      ولهذا قال بعضهم في تعريف العالم الرباني العالم الرباني هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
      ونحن نعْلَمُ جميعًا أن البناء ليس يؤتى به جميعًا حتى يوضع على الأرض، فيصبح قصرًا مشيدًا بل يبنى لبنة لبنة، حتى يكتمل البناء، فينبغي للمعلم أن يراعي أذهان الطلبة بحيث يلقي إليهم ما يمكن لعقولهم أن تدركه، ولهذا يؤمر العلماء أن يحدثوا الناس بما يعرفون.
      قال ابن مسعود -رضي الله عنه- إنك لن تحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " انتهى بتصرف يسير
      ومن الأمور المهمة
      أنه كما يعلم أهل الفرائض والسنن، يحذرهم من البدع والضلالات وأهل السوء والكتب لا تنفعهم
      فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى كما في كتاب العلم (رقم73) عن كتاب بدائع الزهور؟
      فقال رحمه الله تعالى هذا الكتاب رأيت فيه أشياء كثيرة غير صحيحة، ولا أرى أن يقتنيه الإنسان ولا أن يجعله بين أيدي أهله لما فيه يمن الأشياء المنكرة.انتهى .
      وقال الشيخ العلامة أحمد النجمي رحمه الله تعالى في الفتاوى الجلية (2/72- 75). " لا ينبغي لأهل السنة أن يحضروا محاضرات الحزبيين، ولا دروسهم خوفاً من الفتنة عليهم. ولا ينبغي أن يقرأ كتب المبتدعة ولا يسمع أشرطتهم ؛ لأنهم يدسون السم في العسل كما يقال، ومن لا يكون عنده أهلية كاملة ؛ فإنه ربما سمع الشيء لا يعرفه فيقع منه ما يقع .
      والمهم أنه لا يقرأ كتب أهل البدع إلا ما يريد الاستدلال منها عليهم من المشايخ النابهين والمتأهلين حتى أن المشايخ لا ينبغي لهم أن يكثروا من النظر في كتب المبتدعة فإن في هذا خطر عليهم وفي قصة القصيمي عبرة لكل عاقل يخشى الله، ويؤمن أن القلوب بيده يقلبها كيف يشاء "
      وقال الشيخ صالح الفوزان في الأجوبة المفيدة (125) "لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد عليهم، ويبين ضلالهم .
      أما الإنسان المبتدئ، وطالب العلم أو العامي أو الذي لا يقرأ إلا لأجل الاطلاع فقط، لا لأجل الرد وبيان حالها، فهذا لا يجوز له قراءتها؛ لأنها قد تؤثر في قلبه وتشبه عليه فيصاب بشرها .
      فلا يجوز قراءة كتب أهل الضلال إلا لأهل الاختصاص من أهل العلم للرد عليها، والتحذير منها"
      ومن الأمور المهمة
      أن يعلم طالب العلم أن أهله وأقاربه قد يزهدون فيه فلا ينبغي أن ييأس بل يحرص على تأليفهم على علمه ودعوته
      قال عروة بن الزبير " كان يقال أزهد الناس في عالم أهله"
      أخرجه أبو خيثمه في كتاب العلم (23رقم91) ومن طريقه ابن شاهين في الكتاب اللطيف (117رقم67) وابن عساكر في تاريخ دمشق (40/257) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/174) حدثنا أبو خيثمة ثنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان يقال أزهد الناس في عالم أهله
      وقال سليمان الأحول لقيت عكرمة ومعه ابن له فقلت له أيحفظ هذا من حديثك فقال إنه يقال إن أزهد الناس في عالم أهله"
      أخرجه الدارمي في السنن (1/154رقم594) والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (395رقم702) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (41/101) وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (41/101) من طرق عن سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ عن سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ عن عِكْرِمَةَ
      ومن المهم أن يدرك أهل العالم أو طالب العلم أنه كالسراج إن لم ينتفعوا به يوشك أن يطفأ
      قال عون" كان يقال أزهد الناس في عالم أهله وكان يضرب مثل ذلك كالسراج بين أظهر القوم يستصبح الناس منه ويقول أهل البيت إنما هو معنا وفينا فلم يفجأهم إلا وقد طفئ السراج فأمسك الناس ما استصبحوا من ذلك" أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/245).

      الجواب عن الثاني

      نصيحتي لمن ليس عندهم في بلادهم علماء
      1- أن يحرص على طلب العلم حرصاً بالغاً، ويرحل لطلب العلم على أيدي العلماء المعروفين قال الشيخ ابن عثيمين في العلم (23) " لا شك أن طلب العلم من أفضل الأعمال، بل هو من الجهاد في سبيل الله، ولا سيما في وقتنا هذا حين بدأت البدع تظهر في المجتمع الإسلامي وتنتشر وتكثر، وبدأ الجهل الكثير ممن يتطلع إلى الإفتاء بغير علم، وبدأ الجدل من كثير من الناس، فهذه ثلاثة أمور كلها تُحتم على الشباب أن يحرص على طلب العلم.
      أولا بدع بدأت تظهر شرورها.
      ثانيًا أناس يتطلعون إلى الإفتاء بغير علم.
      ثالثًا جدل كثير في مسائل قد تكون واضحة لأهل العلم لكن يأتي من يجادل فيها بغير علم" انتهى
      2- فإذا كان لا يستطيع أن يرحل إلى العلماء، فإن الواجب على أهل تلك المحلة أن يفرغوا مجموعة من الشباب ليرحلوا طلباً للعلم ثم يعودون إليهم معلمين مرشدين للخير قال تعالى { ومَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } (التوبة 122)
      قال السعدي رحمه الله تعالى " في هذه الآية أيضا دليل وإرشاد وتنبيه لطيف، لفائدة مهمة، وهي أن المسلمين ينبغي لهم أن يعدوا لكل مصلحة من مصالحهم العامة من يقوم بها، ويوفر وقته عليها، ويجتهد فيها، ولا يلتفت إلى غيرها، لتقوم مصالحهم، وتتم منافعهم، ولتكون وجهة جميعهم، ونهاية ما يقصدون قصداً واحداً، وهو قيام مصلحة دينهم ودنياهم، ولو تفرقت الطرق وتعددت المشارب، فالأعمال متباينة، والقصد واحد، وهذه من الحكمة العامة النافعة في جميع الأمور" انتهى
      3- إذا كان لا يستطيع أن يرحل إلى العلماء ولا الذهاب إليهم لبعدهم أو فقدانهم في محلته، فإن من طرق تلقي العلم أن يقرأ طالب العلم الكتب ويدرسها على نفسه دون شيخ.
      لكن هذه الطريقة يحذر منها الوقوع في التصحيف، والخطأ في الفهم، ومن هنا قال سليمان بن موسى "لا يؤخذ العلم من صَحَفي" أخرجه أبو زرعة في التاريخ (1/318رقم603) والخطيب في الفقيه والمتفقه (2/193).
      ومما يخشى من قراءة الكتب أن يقرأ الكتب التي فيها البدع والضلالات والانحرافات وهو لا يعرف!
      ويمكن أن يجتنب هذه العقبات والمخاطر بما يلي
      - أن يقرأ طالب العلم الكتب ويراجع العلماء ويسألهم عما أشكل عليه عند القدرة على ذلك سواءاً كان بالاتصال عليهم هاتفياً، أو بالكتابة إليهم بالرسائل، أو بزيارتهم عند السفر إلى مكان يتواجد فيه أهل العلم وسؤالهم عما أشكل.
      - أن يقرأ طالب العلم الكتب السلفية الصافية ويبتعد عن الكتب المشبوهة أو التي لا يعرف مؤلفها حتى يسأل عنه.
      - أن يقرأ كتب العلماء السلفيين المعاصرين أولاً؛ لسهولتها ووضوحها وقرب معناها بالنسبة له، ثم ينتقل بعد ذلك إلى القراءة في كتب السلف.
      - أن يستعين بعد الله عز وجل على سماع الأشرطة لدروس العلماء وشروحهم للكتب العلمية.
      - أن لا يعتمد على نفسه في الفهم ويستقل حتى يراجع العلماء .
      - أن لا يتصدر ويعتبر نفسه مؤهلاً حتى يشهد له أهل العلم بذلك .
      وأسوق لك بعضاً من كلام الشيخ ابن عثيمين والشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمهما الله تعالى في المسألة
      قال الشيخ ابن عثيمين كما في وصايا وتوجيهات لطلاب العلم (382) لسليمان أبا الخيل "الكتيبات كثيرة، وكثيرة أيضاً من أناس مجهولين لا يعلم عنهم سابق علم، ولا سابق فقه، فيحصل فيها إذا خالفت الحق ضرر على العامة، ولهذا أنا أنصح أن لا يتلقى من هذه الكتيبات إلا من عرف أصحابه، وأنهم من العلماء الموثوقين بهم ديناً وعلماً حتى لا يضل، وكما قال بعض السلف "إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم"
      فالمسألة ليست بهينة فأرى أن الإنسان وخصوصاً من ليس عنده علم كافٍ، أن لا يقتني هذه الكتيبات وأن يرجع إلى كتب أهل العلم الموثوق بعلمهم وأمانتهم .
      وقد وجدت رسائل أطلعنا على بعضها فيها كلام في العقيدة غير صحيح وأحاديث ضعيفة أو موضوعة والعامة وطالب العلم الصغير لا يدرك هذا ولا يدري عنه"انتهى
      وقال الشيخ ابن عثيمين في العلم (150) " لا شك أن العلم يحصل بطلبه عند العلماء وبطلبه في الكتب؛ لأن كتاب العالم هو العالم نفسه، فهو يحدثك من خلال كتابه، فإذا تعذر الطلب على أهل العلم، فإنه يطلب العلم من الكتب، ولكن تحصيل العلم عن طريق العلماء أقرب من تحصيله عن طريق الكتب؛ لأن الذي يحصل عن طريق الكتب يتعب أكثر ويحتاج إلى جهد كبير جدًّا، ومع ذلك فإنه قد تخفى عليه بعض الأمور كما في القواعد الشرعية التي قعَّدها أهل العلم والضوابط، فلا بد أن يكون له مرجع من أهل العلم بقدر الإمكان.
      وأما قوله "من كان دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه"، فهذا ليس صحيحًا على إطلاقه ولا فاسدًا على إطلاقه، أما الإنسان الذي يأخذ العلم من أيّ كتاب يراه فلا شك أنه يخطئ كثيرًا، وأما الذي يعتمد في تعلُّمه على كتب رجال معروفين بالثقة والأمانة والعلم فإن هذا لا يكثر خطؤه بل قد يكون مصيبًا في أكثر ما يقول"
      وقال الشيخ ابن عثيمين في العلم (89) موصياً طلاب العلم باقتناء أمهات الكتب السلفية " الحرص على الكتب المهمة يجب على طالب العلم أن يحرص على الكتب الأمهات الأصول دون المؤلفات حديثًا؛ لأن بعض المؤلفين حديثًا ليس عنده العلم الراسخ، ولهذا إذا قرأت ما كتبوا تجد أنه سطحيّ، قد ينقل الشيء بلفظه، وقد يحرفه إلى عبارة طويلة لكنها غثاء، فعليك بالأمهات كتب السلف فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف؛ لأن غالب كتب المتأخرين قليلة المعاني، كثيرة المباني، تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها بسطر أو سطرين، لكن كتب السلف تجدها هينة، لينة، سهلة رصينة، لا تجد كلمة واحدة ليس لها معنى"
      وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى كما في كتاب العلم (131رقم29) بماذا تنصح من يريد طلب العلم الشرعي ولكنه بعيد عن العلماء مع العلم بأن لديه مجموعة كتب منها الأصول والمختصرات ؟
      فأجاب بقوله أنصحه بأن يثابر على طلب العلم ويستعين بالله - عز وجل - ثم بأهل العلم؛ لأن تلقي الإنسان العلم على يدي العالم يختصر له الزمن بدلا من أن يذهب ليراجع عدة كتب وتختلف عليه الآراء، ولست أقول كمن يقول إنه لا يمكن إدراك العلم إلا على عالم أو على شيخ فهذا ليس بصحيح؛ لأن الواقع يكذبه لكن دراستك على الشيخ تُنَوِّر لك الطريق وتختصره " انتهى
      وسئل الشيخ أحمد النجمي رحمه الله تعالى كما في الفتاوى الجلية (2104رقم55) شخصٌ أراد أن يحصِّل درسًا في العقيدة الطحاوية، فلما سألته عن تدرجه في العلم الشرعي، فقال لقد قرأت الثلاثة الأصول، وكتاب التوحيد، والآجرومية، وملحة الإعراب ولَم أجد صعوبةً لفهمها، فهل يستطيع هذا الرجل أن يدرس العقيدة الطحاوية بدون تدرج في العلم الشرعي، وكذلك في الفنون الأخرى؛ أفيدونا مأجورين ؟
      فأجاب رحمه الله تعالى بقوله إذا كان هذا الرجل قد درس دراسةً رسمية، وحصل فيها على مستوىً جيد أو درس على الشيوخ؛ درس شيئًا من اللغة، ومن كتب التوحيد، والحديث، وغير ذلك، فإنَّه ربما أنَّه يفهم البعض، والبعض الآخر يحتاج فيه إلى شيخ؛ لأنَّ شرح العقيدة الطحاوية يصعب حتى على أصحاب الكلية، ولكنَّ الناس أفهامهم تختلف، ومهما يكن، فإنَّه بحاجةٍ إلى شيخٍ في قراءة الطحاوية، وإذا لَم يكن هناك أحدٌ قريبٌ منه يقرأ عليه، فإنَّه يقرأ وحده، وبعد ذلك يكتب ما صعب عليه، ويعرضه على أحد المشايخ المعروفين بجودة التحصيل في العقيدة، وكذلك أيضًا ما فهمه يحتاج إلى أن يعرض فهمه ذلك هل هو صواب أو فيه شيءٌ من الخطأ.
      والمهم أنِّي أرى أنَّه مهما يكن فلا يستغني عن القراءة على شيخٍ أو العرض عليه، وبالله التوفيق" انتهى

      الجواب عن الثالث

      كلمة توجيهه للمشرفين وأعضاء شبكة الإمام الآجري وأوجهها لنفسي أيضاً
      - الإخلاص في القول والفعل، في السر والعلن مع مراقبة الله عز وجل .
      - المتابعة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به.
      - الحذر من الشرك صغيره وكبيره .
      - البعد عن البدع والضلالات.
      - البعد عن المعاصي والسيئات.
      - المحافظة على الفرائض والسنن والأذكار النبوية .
      - كثرة قراءة القرآن وتدبره وتأمله .
      - الحرص على الوقت وقضاؤه فيما ينفع ويعود على صاحبه بالخير.
      - الحرص على تعلم العلم النافع مع العمل به .
      - عدم التكلم في دين الله بلا علم، وقول لا أعلم فيما لا يعلمه الواحد منا .
      - الرجوع إلى العلماء المعروفين بسلامة المنهج وصحة المعتقد.
      - عدم التقدم بين يدي العلماء الكبار، وعدم الخوض في الفتن، والرجوع لما يقوله العلماء .
      - الحرص على قراءة الكتب العلمية النافعة، والتزود من العلم، والعمل به .
      - الرجوع إلى الحق إذا تبين، والاعتراف بالخطأ خاصة إذا انتشر.
      - عدم إضاعة الوقت في القيل والقال، والمشاكل التي هي في حقيقتها من زوابع شياطين الإنس والجن.
      - عدم مخالطة من تضر مخالطتهم ومصاحبتهم .
      - أن يحرص الواحد منا في كتابة المقالات في الشبكة أو التعليق عليها أن يكون مخلصاً لله تعالى وأن يكون ما يكتبه أو يعلقه مما اشتمل على العلم الصحيح النافع، ولا يتقول على الله ما لا علم له به .
      - أن يخشى الله عز وجل أن يلبس في مقالاته أو تعليقاته، كما نشاهده في بعض المنتديات عندما يكون هناك رد على أهل الباطل، يأتي بعض الأعضاء وينزل مقالاً أو يرفع مقالاً سابقاً فيه كلام لأهل العلم معناه عدم الخوض في الردود، وكلام أهل العلم حق ولكن ليس هذا موطنه، كما كان الأئمة يكرهون التحديث بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ظاهرها الخروج في زمن الفتن؛ لأنها قد تلبس الحق بالباطل، وقد تفهم على غير المراد بها.
      - أن يتجنب في الشبكة الاصطدام مع الإخوة والتراشق بالسباب والكلمات البذيئة فضلاً عن اللعن والدعاء.
      - أن يحرص على ما ينفعه، فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
      - أن يدع ما يريبه إلى ما لا يريبه، وأن يجتنب الأمور المشتبهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
      - أن يتواضع لإخوانه ولا يستعلي عليهم وأن تكون المناصحة فيما بينهم في المنتدى عن طريق الرسائل الخاصة قدر الإمكان إلا لأمر ضروري يحتاج لمكاشفة الأعضاء والتنبيه عليه فهذا شأن الإدارة .
      - كما أنصح نفسي وإخواني جميعاً الحذر من خطأ يتكرر دائماً ألا وهو أنه إذا ظهر أحد طلبة العلم، وعمل محاضرات ودروس ومقالات وفتح له موقعاً فمن الخطأ معاملته كالعلماء الكبار والالتفاف حوله ، والرجوع إليه كأنه عالم كبير ، والصدور عن رأيه ، فلا شك أن هذا خطأ واضح مخالف لمنهج السلف الصالح ، نعم نستفيد منه ، لكن لا نرفعه فوق منزلته ، وهذا الخطأ يوقع الشباب كثيراً في التفرق والاختلاف ، فإذا رد أحد طلاب العلم على شيخه لم يقبل منه ، وأخذ يطعن فيه ، وهكذا ، لا يتجرد للحق ، ولا يطلب الحق والدليل ، بل يتعصب لشيخه ! ومع أن شيخه مجرد طالب علم ، لم يبلغ درجة العلماء ، فالحذر الحذر من هذا المسلك الخطير.


      محبكم


      أحمد بن عمر بازمول
      التعديل الأخير تم بواسطة د. أحمد بن عمر بازمول; الساعة 22-Apr-2009, 10:27 PM.

      تعليق


      • #18
        أجوبة في الإجازات والرواية

        بسم الله الرحمن الرحيم

        إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
        أما بعد:
        فقد استفسرتم بارك الله فيكم عن سبعة أمور :
        وقد تم الجواب عن القسم الأول وهو ثلاثة أسئلة، وبقي القسم الثاني وهو أربعة أسئلة :
        - الرابع : بيان أهمية الإجازة وفضلها ؟ وهل من يشتغل بالإجازة ضحل العلم ؟ وهل الإجازة أمر شكلي لا فائدة فيه ؟
        - الخامس : ذكر بعض إجازاتي ومشايخي في الإجازة ممن بقي وممن توفي ؟ وما الطرق التي تحملت فيها الرواية قراءة أو سماعاً أم بالإجازة فقط ؟ وهل لي نية في إعداد ثبت لأسانيدي ؟
        - السادس: هل بين طلب العلم وطلب الإجازة تباين ؟ وكيف الجمع بين طلب العلم وطلب الإسناد إن كان بينهما تباين ما ؟
        - السابع : وحبذا أن تذكروا لنا بعض المسندين الكبار ممن تنصحون الطلبة بقصدهم كالعلامة ابن عقيل ، وهل تعرفون الشيخ صالح العصيمي الذي يذكر عنه في هذا الباب شيء عظيم ؟
        فأقول مستعيناً بالله تعالى :

        الجواب عن الرابع

        تظهر أهمية الإجازة من الأمور التالية :
        - أنها أحد طرق التحمل والرواية المعتبرة عند أهل العلم بشرطها.
        - أنها سبب لبقاء سلسلة الإسناد متصلة.
        - أن من حصل على الإجازة أندرج ودخل في سلسلة النقلة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .
        - أن من حصل على الإجازة وتحمل الرواية وعلا سنده علت طبقته، وذلك إذا روى عن المسندين المعمرين.
        - تجمع لطالب العلم بين تلقي لعلم من أفواه المشايخ وبين اتصال سنده بالعلم إلى السلف.
        - أن الإجازة فيها اختصار للوقت فقد لا يستطيع الطالب أن يقرأ على كل المشايخ، ولا يستطيع أن يقرأ كل الكتب بل بعض الكتب لا يستطيع إكمالها فالإجازة تسهل له رواية الباقي اختصاراً للوقت.
        - أن الإجازة فيها تسهيل لتحمل أكبر عدد ممكن من الشيوخ والمرويات .
        - أن الإجازات قد تكون متضمنة للتزكية للمُجَاز، خاصة إذا صدرت من عالم لا يجيز إلا طلاب العلم المعتبرين، أو كانت من عالم كبير العلم والقدر.
        - أن استمرار الإجازة استمرار لتراجم العلماء وسيرهم؛ لأن المجيز يذكر شيوخه ومن تلقى عليهم العلم وما إلى ذلك من الفوائد، وقد يستفاد منها صورة كل عصر.
        فإن قيل : لا توجد أهمية للإجازة لأن أصحاب هذه الإجازات مجهولون ؟
        هذا بعض ما يحضرني الآن من أهمية الإجازة .
        فالجواب عن هذا الإشكال من وجوه :
        الأول : أن هذه مجرد دعوى فتوجد تراجم لكثير من المجيزين.
        الثاني : أن كثيراً من المجيزين يجمعون شيوخهم وتراجمهم وكيفية تلقي العلم عنهم في ثبت، وقد يترجمون لأنفسهم، وينقلون ما قاله فيهم من تلقوا العلم عنهم .
        الثالث : أن في العصور المتأخرة لا يشترط في الراوي الشروط المعتبرة في الحديث الصحيح، بل يكفي الستر والصيانة للمنقول .
        الرابع : لو فرضنا بصحة هذا الزعم أنهم مجهولون ولا توجد لهم تراجم، فمجموعهم حجة وكافٍ في اعتبار النقل خاصة أن من عرف بالكذب والتهمة في الدين مفضوح عند أهل العلم.
        وليس شرطاً فيمن يشتغل بالإجازة أن يكون ضحل العلم .
        والعكس صحيح أيضاً فليس شرطاً فيمن يشتغل في الإجازة أن يكون كثير العلم فضلاً أن يكون سلفياً سليم المنهج وبيانه أن الإجازة يطلبها كثيرون تختلف أحوالهم، فقد يكون طالبها سلفي المنهج والعقيدة، وقد يكون من أهل الانحراف، وقد يكون عامياً مغفلاً، بل قد يكون من الفساق.
        وعليه لا يصح أن نحكم لمن عنده إجازات أنه من أهل العلم بالإطلاق بل ننظر في سيرته ومنهجه وأقوال العلماء فيه.
        وبالجواب عن أهمية الإجازة يعلم الجواب عن سؤال هل الإجازة أمر لا فائدة منه.

        الجواب عن الخامس

        من نعم الله عليَّ - ونعمه عليَّ كثيرة لا تعد ولا تحصى أن يسر الرواية عن أهل العلم، والتشرف بالاندراج في سلك النقلة من الرواة، وقد حصلت على إجازات من عدد كثير من أهل العلم.
        وقد أجازني علماء كبار.
        وتدبجت مع الأقران.
        بل ورويت عن الصغار، فكانت من رواية الأكابر عن الأصاغر.
        ومن نعمه سبحانه وتعالى عليَّ أني قد رويت بإسنادٍ أعلى من بعض شيوخي فساويتهم أو كنت في طبقة شيوخهم في الرواية.
        وهذا من التحدث بنعمة الله على العبد الضعيف، وفيه شحذ لهمم طلاب العلم للحصول على الرواية.
        وقد استدعيت لبعض مشايخي الإجازة من بعض المجيزين.
        وقد حصلت لي الإجازة عن بعض المخالفين لكن كما قال أهل العلم لي روايته وعليه بدعته.
        ومن كان من المجيزين داعياً لبدعته لم آخذ عنه.
        ومن أخذت عنه ثم علمت بحاله بينت ذلك إن لم أترك روايته.
        وإني أتشرف بالرواية عن جماعة من العلماء السلفيين بحمد الله تعالى
        منهم :
        - شيخنا العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى .
        - شيخنا العلامة محمد بن عبدالله الصومالي رحمه الله تعالى .
        - شيخنا العلامة عبد الله بن عبد العزيز العقيل حفظه الله تعالى
        - شيخنا العلامة محمد بن عبد الله السبيل حفظه الله تعالى .
        - شيخنا العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى .
        - شيخنا العلامة يحيى بن عثمان المدرس عظيم آبادي حفظه الله تعالى .
        - شيخنا العلامة محمد بن علي آدم الأتيوبي حفظه الله تعالى
        وغيرهم من أهل العلم .
        وممن توفي ممن رويت عنه :
        شيخنا عبد الله آد الشنقيطي وشيخنا رضا الله المباركفوري حفيد صاحب تحفة الأحوذي وشيخنا محمد عمر الشاطري وعبد الله الناخبي وشيخنا حسين عسيران وشيخنا أبو بكر بن محمد اليمني وشيخنا محمد بن الحسن اليمني وشيخنا عبدالسبحان نور الدين البرماوي وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
        وقد تحملت الرواية بحمد الله تعالى بعدة الطرق منها :
        - السماع من لفظ الشيخ .
        - القراءة على الشيخ .
        - المناولة لكتاب الشيخ .
        - الإجازة من الشيخ .
        - الكتابة مقرونة بالإجازة .
        وبالنسبة للثبت : فأنا أكتب فيه ولكن على فترات متقطعة بسبب كثرة الأشغال، وتفرق الحال وتشتت البال، واسمه معجم الشيوخ ومروياتهم، وما جرى من تفاصيل لقاءاتهم .
        وعندي ثبت مختصر اسمه إتحاف البرية بذكر الإجازة الحديثية اقتصرت فيه على ستة عشر مجيزاً، وهذا الثبت له قصة، ذلك أني قد أستجزت أحد الإخوة، فكتب الإجازة لي وسمى أظن نحواً من خمسين مجيزاً له، شاركته في الرواية عن كثير منهم، ثم طلب جزاه الله خيراً الإجازة مني تدبجاً، فكتبت له هذا الثبت وسميت له فيه من الشيوخ المجيزين ما لم يذكره هو في ثبته .
        وقد منَّ الله عليَّ بتخريج ثبت لجماعة من شيوخي كالنجم البادي للشيخ يحيى المدرس، وكالفهرست الوجيز لشيخنا محمد بازمول ومسند الأربعين في مخالفة المشركين لشيخنا الدكتور محمد البخاري .

        الجواب عن السادس

        ليس بين طلب العلم وبين طلب الإجازة تباين واختلاف، بل بينهما تواصل وانسجام، فطالب العلم إذا قرأ على الشيخ في العلوم طلب منه الإذن بالرواية، فيما تلقاه والإجازة في الباقي إن كان الشيخ عنده مرويات متصلة.
        وطالب العلم يعرض على الشيخ قراءة الكتب الحديثية وكتب العلم ويسمعها من لفظه، فيحصل بذلك تحملها وروايتها.
        وكثير من طلاب العلم تفوته الإجازة الرواية عن شيوخ أدركوهم وجالسوهم، ومن ذلك ما سمعته من الشيخ الدكتور وصي الله عباس حين كنت استجيز له من بعض الشيوخ، فيشكرني جزاه الله خيراً ثم يقول والله لقد أدركت فلاناً وفلاناً من المسندين العالين، ولكن لم أطلب منهم سبحان الله .
        وأذكر أن بعض طلبة العلم كان قرأ على شيخنا محمد الصومالي صحيح مسلم ربما بلغ إلى أقل من نصفه، ومات الشيخ الصومالي رحمه الله تعالى قبل أن يتم القراءة عليه، وكنت أستجزت من الشيخ الصومالي رحمه الله تعالى فأجازني، فلي أنا أن أروي جميع صحيح مسلم بالإجازة عن شيخنا الصومالي، وليس لذلك الطالب إلا أن يروي ما قرأه فقط، وليس في هذا انتقاص القراءة على الشيوخ أو تفضيل الإجازة على القراءة، وإنما المراد أن الإجازة فيها اختصار للوقت، وتفيد برواية جميع الكتاب، ولو استطاع طالب العلم أن يقرأ جميع الكتاب فهذا الأفضل والأكمل .
        وهذا مما يفيد في بيان أهمية الإجازة .

        الجواب عن السابع

        من المسندين:
        - شيخنا العلامة عبد الله بن عبد العزيز العقيل حفظه الله تعالى
        - شيخنا العلامة محمد بن عبد الله السبيل حفظه الله تعالى .
        - شيخنا العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى .
        - شيخنا العلامة يحيى بن عثمان المدرس عظيم آبادي حفظه الله تعالى .
        - شيخنا العلامة محمد بن علي آدم الأتيوبي حفظه الله تعالى
        - شيخنا إعزاز الحق البرماوي حفظه الله تعالى
        - شيخنا الدكتور وصي الله عباس محمد حفظه الله تعالى
        - شيخنا الدكتور محمد بن عمر بازمول حفظه الله تعالى
        - شيخنا الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
        - شيخنا الدكتور مساعد بن سليمان الراشد حفظه الله تعالى
        وأما صالح العصيمي وما يذكر عنه في باب الراوية من الشيء العظيم فأنا لا أعرفه شخصياً، وسمعت من حرصه على الإجازة شيئاً كثيراً ما شاء الله تبارك الله .
        وأخيراً :
        أنبه طلاب العلم الذين يرغبون في الرواية على أمور منها :
        - أن المهم العمل بالحديث والسنة ومنهج السلف الصالح لا مجرد الرواية فقط، فقد تكون الرواية حجة على صاحبها إذا عمل بخلافها .
        - الحرص على أخذ الإجازة من علماء السنة السلفيين ولو كان إسنادهم نازلاً أو قَلَّتْ شيوخهم ؛ فإن الأخذ عن السلفيين علوٌ .
        - أن بعض المجيزين قد يكون من الدعاة إلى البدع والمخالفين المحاربين لمنهج السلف فأمثال هؤلاء لا تؤخذ منهم الرواية .
        - أن بعض الطلاب يضيع عمره في تتبع الإجازات والرواية، وتستغرق أكثر وقته لمجرد الحصول على الرواية وليروي عن أكبر عدد ممكن من الشيوخ ولا يهتم بالعلم الشرعي فهذا قد يدخل في قوله تعالى {ألهاكم التكاثر} .
        وفرق بين أن تتيسر له الإجازة وبين إشغال الوقت في تتبعها، بمعنى قد يتوفر لك لقاء شيخ عنده إجازات فهذا لا مانع من الأخذ عنه، بخلاف إشغال الوقت بتتبع الإجازات والبحث عن الشيوخ هنا وهناك، ووو.. إلى آخره .
        والله أعلم
        وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .


        محبكم


        أحمد بن عمر بازمول
        التعديل الأخير تم بواسطة د. أحمد بن عمر بازمول; الساعة 29-Apr-2009, 03:11 PM.

        تعليق


        • #19
          جزاكم الله خيراً يا شيخنا الكريم و الأسئلة مستمرة
          يقول الأخ المشرف التقني: أبو عبيد الله الوهراني

          شيخنا الفاضل حفظك الله:
          قد يسر الله تعالى طرق الحصول على العلم في هذا الزمان مع توفر الوسائل الحديثة التي تقلص الجهد والوقت في طلب العلم، مثل: أجهزة الحاسوب وبرامجه العلمية التي توفر لك مكتبة رقمية تحوي آلاف الكتب، مع إمكانية تخزينها وحملها في قرص واحد، والحصول على نتائج بحث في نصوص الكتب في ظرف زمني قياسي.
          ـ من بين هذه البرامج التي انتشرت انتشارا واسعا بين طلبة العلم هو البرنامج الموسوعي للكتب المرقمة الذي يسمى: برنامج المكتبة الشاملةـ لعلكم تعرفونه ـ

          أسئلتي:
          1 ـ هناك نسخ من هذا البرنامج منتشرة تحتوي على كتب سلفية وأخرى لفرق ضالة وأفكار منحرفة، فهل يصح أن يقتنيها العوام وطلبة العلم المبتدئين؟ ما رأيكم في نشر نسخة مصفاة من الكتب الضارة لتستخدم كبديل للنسخ المختلطة؟
          2 ــ قد يستخدمه الطالب في البحث عن مسألة معينة في عديد من المراجع، فهل يحق له أن يكتب عناوين تلك المراجع في بحثه دون أن يلمح باستخدام المكتبة الشاملة؟ ـ مع العلم أن نتائج البحث في هذا البرنامج غير دقيقة لاحتمال وجود نقص وأخطأ كثيرة في نصوص الكتب الرقمية ـ .
          3 ـ ـ ما رأيكم في البحوث التي اعتمدت على هذا البرنامج في النقل والبحث؟ هل هي موثقة من الناحية العلمية؟ هناك سعي من مطوري البرنامج في ربط الكتب المرقمة مع الكتب المصورة من أجل توثيق النصوص والصفحات، فما رأيكم في هذه الخدمة؟
          4 ـ ما هي الطريقة المثلى في استغلال مثل هذه البرامج للكتب من طرف طلبة العلم المبتدئين والمتقدمين؟.
          5 ـ هل يجب مراعاة حقوق المؤلف ودار النشر عند نشر الكتب المصورة والمرقمة عبر الشابكة لهدف خيري؟.
          التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله الوهراني; الساعة 30-Apr-2009, 04:54 AM.

          تعليق


          • #20
            الجواب عن اسئلة تتعلق بالاستفادة من برنامج المكتبة الشاملة

            بسم الله الرحمن الرحيم
            إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
            أما بعد:
            فقد استفسرتم بارك الله فيكم عن خمسة أمور :
            1- هل يصح أن يقتني طالب العلم المبتدئ نسخة من برنامج المكتبة الشاملة على جهازه الحاسوب مع احتوائها على كتب الفرق الضالة ؟ وما رأيكم في نشر نسخة مصفاة من الكتب الضارة لتستخدم كبديل للنسخ المختلطة ؟
            2- هل يحق لطالب العلم أن يعتمد على مراجع المكتبة الشاملة دون التنبيه على أنها من برنامج المكتبة الشاملة ؟ مع العلم بأن نتائج البحث غير دقيقة لوجود الأخطاء والنقص في النصوص المنقولة ؟
            3- هل البحوث التي اعتمدت على برنامج المكتبة الشاملة في النقل والبحث تعتبر موثقة من الناحية العلمية ؟ وما رأي تطوير البرنامج ليتوافق مع الكتب الأصلية في الصفحات والأجزاء ؟
            4- ما الطريقة المثلى في استغلال هذه البرامج للكتب من قبل طلبة العلم المبتدئين والمتقدمين ؟
            5- هل يجب مراعاة حقوق المؤلف ودار النشر للكتب المصورة والمرقمة عند النشر لهدف خيري في الشبكة ؟
            فأقول مستعيناً بالله تعالى :
            الجواب عن الأول
            لا مانع أن يقتني طالب العلم المبتدئ نسخة من هذا البرنامج أو غيره مما يحتوي على كتب سليمة وكتب فيها انحرافات وأخطاء عقدية بشرط أن لا يتصفح ولا يقرأ في هذه الكتب، ولا ينقل عنها مستدلاً بها، أو يحيل إليها.
            والكتب التي لا يعرف طالب العلم هل هي سليمة أم منحرفة لا يجوز له القراءة فيها حتى يسأل العلماء وطلاب العلم عنها، هل مفيدة أم لا .
            قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عن الرجل تكون عنده الكتب المصنفة فيها قول رسول الله واختلاف الصحابة والتابعين وليس للرجل بصر بالحديث الضعيف المتروك ولا بالإسناد القوي من الضعيف فيجوز له أن يعمل بما شاء ويتخير ما أحب منها يفتي به ويعمل به ؟ قال : لا يعمل حتى يسأل ما يؤخذ به منها فيكون يعمل على أمر صحيح يسأل عن ذلك أهل العلم" أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (2/194).
            وقال الشيخ ابن باز كما في وصايا وتوجيهات لطلاب العلم (33) لسليمان أبا الخيل : ينبغي للطالب أن يتوخى الكتب المعروفة، كتب أهل العقيدة، المعروفين بالعقيدة السلفية، يعتني بها"
            وقال الشيخ ابن عثيمين كما في وصايا وتوجيهات لطلاب العلم (382) لسليمان أبا الخيل : الكتيبات كثيرة، وكثيرة أيضاً من أناس مجهولين لا يعلم عنهم سابق علم، ولا سابق فقه، فيحصل فيها إذا خالفت الحق ضرر على العامة، ولهذا أنا أنصح أن لا يتلقى من هذه الكتيبات إلا من عرف أصحابه، وأنهم من العلماء الموثوقين بهم ديناً وعلماً حتى لا يضل، وكما قال بعض السلف : إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم"
            فالمسألة ليست بهينة فأرى أن الإنسان وخصوصاً من ليس عنده علم كافٍ أن لا يقتني هذه الكتيبات، وأن يرجع إلى كتب أهل العلم الموثوق بعلمهم وأمانتهم"
            واقتراح نشر نسخة من هذا البرنامج مصفاة من الكتب الضالة لطلبة العلم المبتدئين: هو اقتراح طيب نافع بإذن الله تعالى، خاصة وأن هذا البرنامج مهيأ لإزالة كتب أو إضافة كتب جديدة، فلو قام بعض طلبة العلم الغيورين على دينهم بمثل هذا العمل فنرجو من الله أن يكتب له الأجر والمثوبة؛ وهذا فيه صيانة وحفظ للدين؛ لأن الواحد أحياناً يعجبه اسم الكتاب، وموضوعه فيقرأ فيه، فقد يكون لمؤلف منحرف ضال، فيقع في الانحراف وهو لا يشعر، قال الشيخ ابن عثيمين كما في وصايا وتوجيهات لطلاب العلم (459) لسليمان أبا الخيل :"الغلط في أمور الدين، والغلط في العلم الشرعي ليس كالغلط في الأمور الأخرى، وإن كان الغلط في كل شيء مرفوض ومصيبة ولكن الغلط في أمور الشرع وفي أمور الدين يترتب عليه ضرر عظيم بالنسبة للأمة "
            ولذا نبهت كما سبق أن الكتب التي لا يعرف طالب العلم هل هي سليمة أم منحرفة : لا يجوز له القراءة فيها حتى يتبين أنها صالحة للقراءة .
            الجواب عن الثاني
            لا مانع أن يعتمد طالب العلم على الكتب المعروفة في برنامج الشاملة في أبحاثه مع تنبيهه في المقدمة أو عند بيان المصادر والمراجع أنه اعتمد على هذا البرنامج؛ لأمرين :
            الأول: لكي لا يتعب طلاب العلم في البحث عن النسخة التي اعتمدها المؤلف .
            والثاني: لكي يتنبه الناظر في البحث أنه يحتمل وجود نقص أو خطأ في النصوص المنقولة بسبب احتواء البرنامج على أخطاء أو نقص .
            فإذا نقل منها دون أن ينبه فهذا قد يضعف الثقة بأبحاثه أو بإحالاته عند العلماء وطلاب العلم .
            وأما وجود الأخطاء والنقص في النصوص المنقولة فهذا أمر لا يسلم منه برنامج أو حتى الأبحاث التي تم نقل النصوص من الكتب مباشرة والعبرة بظهور هذا الخلل ظهوراً بيناً .
            وحتى يجتنب طالب العلم هذا الخلل فأنا أنصحه بأن يقوم بمراجعة الكتب المطبوعة ومقارنتها بما قد نقله من البرنامج الحاسوبي، ليصحح النقل، وأيضاً ليعزو إلى الجزء والصفحة من المطبوع .
            فإن كنت النصوص المنقولة كثيرة جداً فلا أقل من أن يقرأ البحث بتأني، فإذا شعر في موطن بخلل أو بنقص يقوم بمراجعة ذلك الموطن من الكتاب المطبوع سواءاً كان الكتاب في بيته أو أن يذهب للمكتبات العامة ويقارن.
            وليعلم أن هذه المسألة أمانة ودين فلا ينبغي التساهل فيها .
            الجواب عن الثالث
            فالبحث الذي ينقل مؤلفه عن المكتبة الشاملة مع مراجعة الكتاب المطبوع ليوثق النص فهذا بحث موثق من الجهة العلمية.
            والبحث الذي ينقل مؤلفه عن المكتبة الشاملة فهذا قد يتعرض مؤلفه للانتقاد والاستدراك إذا حصل في بحثه خلل من خطأ أو سقط. فإذا كثر ذلك في أبحاثه ساءت أثر في مكانة مؤلفاته العلمية عند العلماء وطلاب العلم .
            وتطوير برنامج المكتبة الشاملة ليتوافق مع المطبوع، ولو أمكن أيضاً مراجعة الكتب ومقارنتها على المطبوع فهذا أمر غاية في الأهمية والفائدة بإذن الله تعالى .
            الجواب عن الرابع
            وأما الطريقة المثلى لطالب العلم للاستفادة من هذا البرنامج ونحوه لطالب العلم المبتدئ والمتقدم فأنا أنبه على أمور :
            - أولاً : ينبغي لطالب العلم في أول أمره أن يقف على الكتب المطبوعة، ويقرأ فيها، ويحرص على قراءة مقدمة الكتاب وفهرس الموضوعات على أقل تقدير، ويتعرف على فوائدها، وكيفية استخدامها، ثم بعد ذلك لا مانع أن يستفيد من البرنامج للوقوف على ما يبحث عنه.
            - ومن الخلل الذي يحصل لمن يستعمل البرنامج دون الرجوع إلى الكتب المطبوعة والتعرف عليها، أن طالب العلم إذا دخل مكتبة أو كانت عنده مكتبة لا يستطيع أن يتعامل معها؛ لأنه تعود من البرنامج أن يفتح له الكتب، دون طلب منه لكتاب معين، والمشكلة تظهر لو تعطل الكمبيوتر أو لم يعد يمتلكه فحينها سيجد طالب العلم مشقة أو يتعذر عليه البحث إذا أراد بحث مسألة، وهذا بخلاف طالب العلم الذي يعرف المصادر، فإنه إذا احتاج بحث مسألة في الفقه فإنه يعرف الكتاب المطلوب والموضع المطلوب بحثه.
            - ثانياً : يستفيد طالب العلم من البرنامج في مراجعة أحكام الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى على الأحاديث صحة وضعفاً .
            - ثالثاً : يستفيد طالب العلم من البرنامج في توفير الوقت من جهة سرعة البحث عن مسألة، وأحياناً يحتاج أن يستخرج طالب العلم من الكتاب موطن، فعن طريق البرنامج يستطيع الوقوف عليه بسرعة، بخلاف ما لو استعرض الكتاب من أوله إلى آخره فإنه يحتاج إلى وقت خاصة إذا كان الكتاب كبيراً أو يقع في مجلدات. مع العلم بأن استعراض طالب العلم للكتاب مهم ومفيد جداً لكن أنا أتحدث فيما إذا احتاج للوقوف بسرعة على الموضع .
            - رابعاً : يستفيد طالب العلم من البرنامج بتوفير وقت كتابة النصوص بنقلها عن طريق التظليل ثم ينسخ النص ثم يلصقه في الملف المخصص، فبدل أن يكتب النص في وقت طويل قد يصل لساعات ينقله في ثواني .
            - خامساً : يستفيد طالب العلم من البرنامج في إعداد الأبحاث العلمية، فالبرنامج يسهل له الوقوف على أكبر قدر ممكن من كلام العلماء في المسائل المراد بحثها .
            - سادساً : يستفيد طالب العلم من البرنامج إذا أن يقوم باختصار كتاب معين، ويهذبه، أو ترتيبه؛ فيقوم بنقل الكتاب أولاً على جهاز الحاسوب من البرنامج في ملف، ثم يشتغل في اختصاره وتهذيبه أو ترتيبه .
            الجواب عن الخامس
            الكتب والبرامج التي لأصحابها حقوق محفوظة فذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا مانع من نشرها وتداولها نشراً خيرياً. ولا يجوز بيعها أو تأجيرها؛ لما فيه من ضرر على أصحابها.
            محبكم
            أحمد بن عمر بازمول

            تعليق


            • #21
              أحسن الله إليكم وبارك فيكم

              يقول السائل

              - شيخنا الفاضل لو تذكرون لنا أهمية البحث العلمي لطالب العلم ؟
              - وماهي الأسس التي يقوم عليها البحث العلمي سواء كان عقدي أو فقهي أو حديثي ؟
              - وماهي الأشياء التي ينبغي لطالب العلم المبتدي أن يراعيها اهتمامه في بحثه ؟

              تعليق


              • #22
                أجوبة عن البحث العلمي وشيء من التوجيهات والنصائح للمبتدئين

                بسم الله الرحمن الرحيم

                إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
                أما بعد:
                فقد استفسرتم بارك الله فيكم عن ثلاثة أمور :
                1- أهمية البحث العلمي لطالب العلم ؟
                2- وما الأسس التي يقوم عليها البحث العلمي سواء كان عقدي أو فقهي أو حديثي ؟
                3- وما الأشياء التي ينبغي لطالب العلم المبتدئ أن يراعيها اهتمامه في بحثه ؟
                فأقول مستعيناً بالله تعالى :

                الجواب عن الأول

                يمكن أن نقسم البحث إلى قسمين :
                - بحث لمجرد مراجعة المسألة دون تدوين المعلومات .
                - بحث لجمع المعلومات وتدوينها وترتيبها في مسألة ما أو مسائل .
                والنوع الأول : يكون بمراجعة الكتب في موضوع معين وقراءتها حتى تتكون عند القارئ حصيلة علمية بما قرأه من معلومات يستطيع أن يتكلم وأن يبين المسألة وما يتعلق بها من أمور .
                وهذا النوع من البحث لا بد لطالب العلم أن يمرن نفسه عليه، بأن إذا احتاج لمسألة رجع إلى الكتب المتخصصة في المسألة أو سأل أهل العلم أين أجد هذه المسألة في الكتب فيدلونه على مجموعة من الكتب فيقرأ فيها .
                وهي طريقة تنمي وتوسع أفق القارئ والباحث، وفي مفيدة جداً لما يحصل فيها من اطلاع على عدد كبير من الكتب وعلى مباشرة الكتب العلمية ومعرفة طرقها وكيفية استعمالها .
                وهي طريقة سريعة جداً ما تأخذ وقتاً؛ لأنها مجرد معلومات في الذهن لا تحتاج لكتابة ولا لترتيب المكتوب.
                والنوع الثاني : يكون بنفس الطريقة الأولى إلا أنه يزيد عليها التسجيل والكتابة للمعلومات التي يقف عليها الباحث .
                وهذا النوع من البحث مفيد جداً لطالب العلم لما فيه من الجمع بين القراءة والكتابة فترسخ المعلومات أكثر في ذهن الباحث .
                وهي تعطي الباحث تصوراً للمسائل المبحوثة أكثر من مجرد القراءة أو السماع، ومن هنا كان البحث مهماً في حياة طالب العلم فيحرص عليه طلاب العلم ولا يهملون هذا الجانب من حياتهم العلمية .
                ولذا نلحظ كثيراً أن المشايخ يكلفون طلابهم بمراجعة المسائل وتكليفهم بكتابة البحوث لا عجزاً من المشايخ عن الكتابة ولكن لفوائد جليلة من أهمها تعويد طالب العلم على البحث والكتابة والمراجعة .
                والبحث العلمي يعطي طالب العلم الثقة في نفسه والقدرة على إبداء رأيه والاطلاع على أكبر عدد ممكن من المراجع والكتب .
                فطالب العلم إن كانت عنده مكتبة خاصة في بيته فلا بد أن يعود نفسه على الكتابة والمراجعة والبحث .
                وإن لم تكن عنده مكتبة خاصة في بيته فلا مانع أن يذهب للمكتبات العامة أو لمكتبة شيخ من شيوخه أو لمكتبة أحد طلاب العلم المعروفين فيستفيد منها .
                وكذا كما سبق لا مانع أن يستفيد من البرامج الحاسوبية إلا أني أفضل لطالب العلم المبتدئ في البحث أن يباشر الكتب بنفسه على أرض الواقع ويعرف طريقة كل كتاب .
                وأذكر تماماً أن أخي الشيخ محمد حفظه الله تعالى كان يوصيني دائماً بكتابة الأبحاث، ويقول لي هي مفيدة جداً لك، وليس شرطاً أن تكتب البحث ليطلع عليه غيرك أو ليطبع بل تبحث حتى تقوي نفسك في المسألة وتطلع أكثر على المسائل المبحوثة وعلى المراجع والكتب.
                ويكون البحث لأسباب منها :
                - أن يكلفه الشيخ في الدرس بمراجعة أو كتابة مسألة معينة .
                - أن يحتاج طالب العلم للجواب عن مسألة ما فيقوم ببحثها .
                - أو يسأل عن مسألة فيبحثها .
                - أن يحصل خلاف بين طلبة العلم في مسألة ما فيقوم بجمع ما يتعلق بالمسألة .
                - أن يطلب الطالب من الشيخ أن يكلفه ببحث معين ليرى قدرته على ذلك .
                - أن يجمع طالب العلم معلومات في مسألة ما .

                الجواب عن الثاني

                والأسس التي يقوم عليها البحث العلمي في العقيدة أو في الفقه أو في الحديث :
                - أن يعتمد على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .
                - أن لا يقدم عقله ورأيه على النص .
                - أن لا يخوض في المسائل الشرعية بعقله ورأيه .
                - معرفة المسائل التي وقع عليها الإجماع والمسائل التي اختلف فيها حتى لا يبحث في مسألة مجمع عليها .
                - أن لا يحدث قولاً جديداً في المسائل التي اختلف فيها الصحابة.
                - معرفة الكتب الأصول في كل علم من هذه العلوم .
                - معرفة اصطلاحات العلماء في كل علم من هذه العلوم .
                - أن يرجع إلى أقوال العلماء ويستفيد منها ويستدل لها لا بها .
                - أن يسير على وفق قواعد أهل العلم وينضبط بالضوابط الشرعية، ولا يعطي لنفسه مطلق الاجتهاد فـ"تقليد منضبط خير من اجتهاد أهوج" كما قاله العلامة الألباني رحمه الله تعالى .

                الجواب عن الثالث

                وأما الأشياء التي ينبغي لطالب العلم المبتدئ أن يراعيها اهتمامه فيبحثه فكثيرة منها :
                - الإخلاص وإرادة وجه الله عز وجل، والحرص على تعليم نفسه الخير وما ينفعها .
                - أن يستشير العلماء وطلاب العلم عند إرادة كتابة بحث أو مراجعتها؛ ليدلوه على المراجع ويرشدوه لما يعينه في البحث، وقد يخبرونه بأن فلاناً قد بحث المسألة في كتاب كذا .
                - وإذا كان المسألة مبحوثة وقرأها لكن لا زالت بحاجة لبحث فلا مانع أن يتمم هذه الحاجة .
                - وإذا اشتغلت بكتابة مسألة فسمعت أن فلاناً من الناس يكتب فيها أيضاً فلا تتوقف عن الكتابة؛ لأنك لا تدري هل يكمل ذاك الشخص بحثه أم لا ؟ ولا تدري هل يجمع من الفوائد والمعلومات باستيعاب مثلك أم لا ؟ واذكر أني مرة كنت أكتب بحثاً فوقفت على كلمة لأحد طلبة العلم يقول فيها :" وقد استوعبت بحث هذه المسألة في رسالة يسر الله إتمامها" . فقلت لأخي الشيخ محمد : سأترك البحث؛ لأن فلاناً قال كذا وكذا ! فقال لي الشيخ محمد : لا ! إياك أن تتوقف أكمل البحث؛ فقد لا يكمله ذاك أو يكمله ولا يجمع مثل ما جمعت ! فإن جمع مثل ما جمعت فأنت قد استفدت ببحثك لنفسك . المهم إياك أن تترك البحث انتهى . وسبحان الله أكملت بحثي وذاك الذي وعد بنشر بحثه له الآن أكثر من عشر سنوات وبحثه لم يطبع بعد .
                - في البداية ابحث في مسائل صغيرة وسهلة بل حبذا لو اقتصرت على مسألة واحدة تجمع فيها .
                - من المهم أن ترسم لنفسك وأن تخط لنفسك خطة تسير عليها في كتابة البحث .
                - مع مراعاة أن تكون الخطة مرتبة ترتيباً متناسقاً منتظماً .
                - استعمل بطاقة أو ورقة لتسجيل المعلومات التي تمر بك أثناء البحث والقراءة .
                - احرص على كتابة اسم الكتاب والجزء والصفحة . وهذه الأمور المهمة لطالب العلم فقد تمر بك المعلومة وتنقلها وتنسى أن تسجل اسم الكتاب أو الجزء والصفحة فتحتاج لوقت طويل للوصول للمعلومة مرة أخرى.
                - رتب البطاقات والأوراق التي فيها المعلومات على ترتيب الخطة التي رسمتها لنفسك .
                - عند كتابة الموضوع الكتابة النهائية، لا تستعجل عليها، بل داوم على قراءتها ومراجعتها وأصلح ما يحتاج منها إلى إصلاح سواء بتقديم أو بتأخير أو بحذف أو بإضافة أو بتعديل عبارة، وأذكر أني كتبت ( رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري في القضاء وآدابه رواية ودراية ) وعرضتها على أخي الشيخ محمد فقرأها ثم قال لي : أنت جمعت معلومات طيبة لكن كرر النظر في البحث، ورتب المعلومات وكأنك تخاطب شخصاً أمامك ماذا ستقول له ! واحذف من المعلومات ما يمكن حذفه ويغني عنه غيره، وهذا كالخياط عنده قطعة من القماش الحرير يفصلها لابد أن يقطع منها حتى يتم تفصيله وإلا لو بقيت كما هي لم يستفد منها . فالمعلومات ثمينة ما أردت حذفه من البحث احفظه عندك في الأصل وأما ما تخرجه للناس فلابد من الاختيار لبعضه والحذف للآخر انتهى. فأخذت البحث منه وقرأته مرات وكرات، ثم رتبته على ما نصحني به، وحذفت منه ما رأيت حذفه وعرضته عليه مرة أخرى لكن بعد طباعته فسرَّه جداً وقال نعم هكذا بارك الله فيك يكون البحث .
                - ومن المفيد لمن ينقل كلاماً أن يقتصر على موضع الشاهد منه ولا ينقل الكلام بطوله إلا إذا كان هناك داعٍ لنقله .
                - أن يعلم أن من المفيد اختصار كتاب ما، فيقوم باختصار كتاب مع مراعاة مقصود المؤلف.
                - أن يعرض عمله وبحثه على عالم أو طالب علم متمكن ليفيده بالملاحظات والتوجيهات .
                - أن يعلم أنه ليس المراد بالبحث الطباعة والنشر، فقد يكون مقصود الباحث إفادة نفسه بالمعلومات والوقوف على أطراف المسألة .
                - لا يستعجل بنشر البحث بل يكتبه لنفسه، ويراجعه كل ما تيسر له بما سبق من الإصلاح، فقد كان أهل العلم يصنفون الكتب ولا يخرجونها إلا بعد سنة أو سنوات وأحياناً لا يخرجونها .
                - لا بد أن تعلم أنك في المرحلة الأولى ستكتب كتابة ليست قوية بل تحتاج لكثير من التعديلات والتصويبات ولكن بالاستمرار، ستتحسن كتابتك وبحثك إلى الأحسن والأفضل إن شاء الله تعالى.
                - البحث قد يكون بالتأليف وقد يكون بالاختصار، فتقوم باختصار كتاب مراعياً فيه مقصود المؤلف ومتصرفاً بالعبارة بما يناسب الاختصار، والاختصار له فوائد كثيرة، وهو من أنواع التأليف، وقد أكثر منه العلماء، وانظر للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى فقد اختصر كتباً كثيرة، منها اختصار : منهاج السنة النبوية , ومنها : اختصار السنن الكبرى للبيهقي، وغيرهما.
                - ومن الأمور التي ينبغي لطالب العلم الحذر منها أن لا يشتغل بالبحث ويترك التحصيل من القراءة على المشايخ أو القراءة في الكتب بحيث يجلس مدة طويلة في مسألة فقط ولا يستفيد من وقته بل يرتب وقته مقسماً له إلى أقسام : فوقت للحفظ ، ووقت للقراءة على الشيوخ، ووقت للقراءة في الكتب، ووقت للمراجعة وهكذا ...
                - أن لا يبحث في مسائل لا فائدة منها أو تدخل في قوله تعالى { ألهاكم التكاثر } كأن يبحث في حديث متواتر، ويجمع طرقه أو يبحث مسألة حكى أهل العلم فيها الإجماع إلا لغرض معين كأن يكون من باب الرد على من نفى ذلك .
                - الحذر من التنقل من بحث إلى بحث بلا سبب، بل إذا شرع في مسألة يحاول إتمامها؛ لأنه لو تعود على عدم الإتمام فإنه كلما كتب مسألة لا يتمها إلا أن يشاء الله .
                - من المهم أيضاً إذا نقل شيئاً أن ينسبه إلى قائله فـ"من بركة العلم نسبة الكلام لقائله"

                فهذه بعض الأمور التي ينبغي لطالب العلم المبتدئ أمثالنا مراعاتها عند كتابة البحث .
                ومعذرة على الإطالة .
                وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
                والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                أخوكم المحب


                أبو عمر الكندي


                أحمد بن عمر بن سالم بازمول
                ــــــــــــــــ

                بسم الله الرحمن الرحيم

                هذه فائدة نفيسة عن الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في مسألة كتابة الأبحاث .
                وهذه الفائدة مفرغة من سلسلة الهدى والنور رقم (28 فرغها أبو عبيدة الحمال جزاه الله خيراً وأنزلها مقالاً بشبكة سحاب السلفية بعنوان (التصنيف المبكر) .
                وأنا أختصرت شيئا ًمن كلام الشيخ ومن أراده بطوله فليرجع إلى مقال أبي عبيدة بشبكة سحاب .

                سُئل الشيخ العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى :
                مَاقَوْلُكُمْ فِي التَصْنِيفِ المُبَكِرِ لِطَالِبِ العِلْمِ؟ هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُيَشْحَذُ ذِهْنَ طَالِبِ العِلْم؟
                الجواب: لاليس بصحيح, وبالطبع أنا أفهم من سؤالك أنَّ التصنيف الذي تتكلم عنه هوالمُصَنَّفُ الذي يطبعه وينشره, لكنِّي أنا أقول: يصنف لنفسه, ويجمعه عنده فيمكتبته, إلى أن يشعر بالنضج العلمي, حينئذ يخرج بما ألَّف إلى الناس, وبلا شك؛ فسوفلا يستطيع أن يخرج ما ألَّف كأول تأليف أو ثاني أو ثالث إلا بعد إعادة النظر, لأنهسيشعر أنَّه مع تقدم الزمن, أنَّه اختلفت عليه كثير من الآراءوالأفكار.
                والمثل هو أمامكم؛ فأنا عندي كتاب هو أول باكورة عملي, وهو الذي أعزو إليهفي كثير من كتبي, وهو المعروف بالروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير, عندي مجلدان منه كبيران, لكني لا أوافق على طبعه؛ لأنه كلما عنّت لي مناسبة؛ فرجعتإليه, قلت: أنا كيف قلت هكذا؟
                ما في غرابة! لأنه العلم مابيمشيإلا خطوة خطوة ... ولذلك أنا لا أنصح طلاب العلم أن يبادروا إلى نشركتبهم ورسائلهم, وإنَّما عليهم أن يؤلفوا- ما فيه مانع- لأن هذا التأليف قديُمَرِّنهم, قد يحفظ معلوماتهم في كتاب أو رسالة, ويضعوها على الرف كما فعلت أنا فيالروض النضير...
                ولذلك, فالمبتدئون في العلم, خطرٌ كبيرٌ جداً أن يؤلّفوا وأن ينشروا لكن من مصلحتهم أن يؤلفوا وأن يدّخروا, يحبسوا مؤلفاتهم إلى بعد زمن حين يشعرونبالنضج العلمي إن شاء الله اهـ
                أخوكم المحب
                أحمد بن عمر بازمول
                التعديل الأخير تم بواسطة د. أحمد بن عمر بازمول; الساعة 04-Jun-2009, 05:21 PM.

                تعليق


                • #23
                  أحسن الله إليكم وبارك فيكم

                  تقول السائلة
                  أسأل الله أن يجعل ردكم عليا فيه نفع لي ولإخواني المبتدئين


                  - ما هي الكتب التي أحتاج للاطلاع عليه لمعرفة ما يجب عليا نحو ديني و ماهي الكتب التي تنصحون بها في أحكام تخص المرأة المسلمة والتربية ونحوهما ؟

                  - ما هي الأوقات التي ينصح بها لحفظ القرآن وغيره ؟ وما هي الأمور المعينة على الحفظ ؟

                  - يحتاج طالب العلم أن يكون على عبادة فلو تذكرون لنا شيء من الأدعية التي ثبتت في السنة التي تبعد وساوس الشيطان وتعبد طريق الطلب للطالب ؟
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عبد الرحمن السلفي; الساعة 10-Jun-2009, 08:31 PM.

                  تعليق


                  • #24
                    جواب عن أهم الكتب والحفظ والتعوذ من وسوسة الشيطان

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
                    أما بعد:
                    فقد استفسرتم بارك الله فيكم عن ثلاثة أمور :
                    1- ما الكتب التي يحتاج لمطالعتها من أراد معرفة ما يجب عليه في دينه ؟ وما الكتب المهمة المتعلقة بأحكام تخص المرأة المسلمة والتربية ونحوهما ؟
                    2- ما هي الأوقات التي ينصح بها لحفظ القرآن وغيره ؟ وما هيالأمور المعينة على الحفظ ؟
                    3- يحتاج طالب العلم أن يكون على عبادة فلو تذكرون لنا شيء منالأدعية التي ثبتت في السنة التي تبعد وساوس الشيطان وتعبد طريق الطلب للطالب؟
                    فأقول مستعيناً بالله تعالى :

                    الجواب عن الأول

                    هناك كثير من الكتب المفيدة لكن بالنسبة للمبتدئ فأنا أنصحه بما يلي :
                    - قراءة العقيدة الصحيحة وما يضادها للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى .
                    - قراءة شرح أركان الإسلام لابن عثيمين رحمه الله تعالى .
                    - قراءة تحفة الإخوان بأجوبة أركان الإسلام للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى .
                    - قراءة فتاوى أركان الإسلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى .
                    - كتيبات محمد جميل زينو، فهي مختصرة ونافعة للمبتدئين .
                    - في تربية الأولاد : كتاب العيال لابن أبي الدنيا، وتربية الأولاد لمحمد جميل زينو واسمه كيف نربي أولادنا.
                    - في صفة الصلاة : كتاب مختصر صفة صلاة النبي r وصفة صلاة النبي rكلاهما للألباني رحمه الله تعالى .
                    - في أحكام الجنائز كتاب مختصر أحكام الجنائز، وأحكام الجنائز كلاهما للألباني.
                    - آداب الزفاف للألباني رحمه الله تعالى .
                    - فتاوى مختارة لابن عثيمين رحمه الله تعالى للنساء بعضها في كتيبات وبعضها في مجلد .
                    - تنبيهات تتعلق بالمرأة المسلمة للشيخ الفوزان .
                    - قراءة فتاوى ابن باز وابن عثيمين في العقيدة والطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج والنكاح والطلاق والعدد .
                    - تفسير ابن سعدي تيسر الكريم المنان.

                    الجواب عن الثاني

                    فالأوقات المناسبة لحفظ القرآن هي التي يتوفر فيها ما يلي :
                    - الهدوء والسكينة وعدم الضوضاء والأصوات العالية .
                    - المكان المناسب للحفظ بحيث لا يوجد فيه ما يشد ذهن الحافظ عن الحفظ .
                    - راحة البدن من التعب والسهر والإرهاق الجسدي .
                    - تصفية النفس من المشاغل والمشاكل وتهيئتها للحفظ وقطع التعلق بالأمور الأخرى .
                    وهذه غالباً ما توجد في الساعات المتأخرة من الليل قبل صلاة الفجر، وبعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.
                    وأما الأمور المعينة للحفظ :
                    - الإخلاص في النية وطلب الثواب والأجر من الله .
                    - البعد عن البدع والمخالفات والذنوب والمعاصي.
                    - تفريغ النفس عن الشواغل والصوارف؛ بحيث لو وجدت لا تؤثر على عقلك وتركيزك عند الحفظ.
                    - اختيار الأوقات المناسبة للحفظ.
                    - اختيار الأماكن المناسبة لحفظ.
                    - الاستمرار وعدم اليأس وإدامة النظر.
                    - تحديد مقدار معين يمكن حفظه.
                    - مراجعة المحفوظ السابق، وعدم التقدم مع عدم مراجعته.
                    - الحرص على الحفظ من نسخة واحدة لا نسخ مختلفة في الترتيب والترقيم .
                    - قراءة المحفوظ في الصلاة - إن كان من القرآن - .
                    - تكرار المحفوظ إن وجدت فرصة أثناء عمل أو فراغ قصير .
                    - الحذر من الملل والكسل والتسويف في العمل فهذه من أكثر الصوارف عن الحفظ .
                    - تناول بعض الأطعمة المقوية للحفظ كما ذكره الأطباء مثل : العسل، والزبيب، واللوز ونحوها .
                    - الاكتفاء من الطعام بقدر الحاجة وعدم الإكثار من الطعام وامتلاء المعدة .

                    الجواب عن الثالث

                    جاءت في السنة أمور كثيرة يتحصن بها العبد من وساوس الشيطان منها :
                    1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم :
                    فعن أبي الْعَلَاءِ أَنَّ عُثْمَانَ بن أبي الْعَاصِ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قد حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ ؟ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ فإذا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ منه وَاتْفِلْ على يَسَارِكَ ثَلَاثًا قال فَفَعَلْتُ ذلك فَأَذْهَبَهُ الله عَنِّي " أخرجه مسلم .
                    وعن سُلَيْمَانَ بن صُرَدٍ قال اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا تَحْمَرُّ عَيْنَاهُ وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إني لَأَعْرِفُ كَلِمَةً لو قَالَهَا لَذَهَبَ عنه الذي يَجِدُ أَعُوذُ بِاللَّهِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " فقال الرَّجُلُ وَهَلْ تَرَى بِي من جُنُونٍ قال بن الْعَلَاءِ فقال وَهَلْ تَرَى ولم يذكر الرَّجُلَ . متفق عليه .
                    عن أبي قَتَادَةَ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ من اللَّهِ وَالْحُلُمُ من الشَّيْطَانِ فإذا حَلَمَ أحدكم حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عن يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ من شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ " متفق عليه
                    وعن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ من فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا وإذا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ من الشَّيْطَانِ فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا" متفق عليه .
                    وقول أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ :
                    لحديث عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كان إذا دخل الْمَسْجِدَ قال أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ قال أَقَطْ قلت نعم قال فإذا قال ذلك قال الشَّيْطَانُ حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ " أخرجه أبو داود وصححه الألباني .
                    2- قراءة آية الكرسي :
                    كما في حديث أبي هريرة في قصة حفظه لزكاة رمضان لمَّا جاءه الشيطان وقال له إن آية الكرسي حرز من الشيطان فقال أبو هريرة للنبي r: " يا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي الله بها فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قال ما هِيَ قلت قال لي إذا أَوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ من أَوَّلِهَا حتى تَخْتِمَ الله لَا إِلَهَ إلا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ وقال لي لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ من اللَّهِ حَافِظٌ ولا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حتى تُصْبِحَ وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ على الْخَيْرِ فقال النبي r أَمَا إنه قد صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ تَعْلَمُ من تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يا أَبَا هُرَيْرَةَ قال لَا قال ذَاكَ شَيْطَانٌ".
                    أخرجه البخاري في الصحيح معلقاً ووصله أبو بكر الإسماعيلي وأبو نعيم كما في الفتح (4/48 .
                    3- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة :
                    لحديث أبي مَسْعُودٍ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " الْآيَتَانِ من آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ من قَرَأَهُمَا في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " متفق عليه .
                    ومن معاني كفتاه أي حفظتاه من شر الشيطان انظر فتح الباري (9/56) .
                    4- قراءة المعوذتين :
                    لحديث أبي سَعِيدٍ قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يَتَعَوَّذُ من الْجَانِّ وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ حتى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ فلما نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ ما سِوَاهُمَا " أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
                    5- قول ((لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ)) مائة مرة :
                    لحديث أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال " من قال لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وهو على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كانت له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ له مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عنه مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ له حِرْزًا من الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذلك حتى يُمْسِيَ ولم يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جاء بِهِ إلا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ من ذلك وَمَنْ قال سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كانت مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " متفق عليه


                    أخوكم


                    أحمد بن عمر بازمول


                    الخميس عصراً


                    18 / 6 / 1430هـ
                    التعديل الأخير تم بواسطة د. أحمد بن عمر بازمول; الساعة 12-Jun-2009, 03:01 AM.

                    تعليق


                    • #25
                      أحسن الله إليكم وبارك فيكم


                      يقول السؤال

                      - ما هي أهم أسباب الثبات على طلب العلم ؟ وكيف لذوي الأشغال أن يستمروا في طلب العلم ؟
                      - ما رأيكم في من يرى تأخير الزواج لأجل طلب العلم ؟

                      تعليق


                      • #26
                        جواب عن الأسباب المعينة على الثبات على طلب العلم وغيرها

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
                        أما بعد:
                        فقد استفسرتم بارك الله فيكم عن ثلاثة أمور :
                        - ما أسباب الثبات على طلب العلم ؟
                        - وكيف لذوي الأشغال أن يستمروا في طلب العلم ؟
                        - وعن رأيي في تأخير الزواج لأجل طلب العلم ؟
                        فأقول مستعيناً بالله تعالى :
                        الجواب عن الأول
                        فالأسباب التي تعين بإذن الله تعالى على الثبات على طلب العلم متعددة منها :
                        - الاستعانة بالله عز وجل وسؤاله الثبات على طلب العلم .
                        - طلب دعاء الوالدين لك بالتوفيق في حياتك العلمية .
                        - الاجتهاد في الطاعة بفعل الفرائض والسنن والنوافل والبعد عن البدع والمعاصي .
                        - تطبيق العلم الذي تعلمته في حياتك، وامتثال هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
                        - مصاحبة طلبة العلم الأخيار؛ فإنهم بإذن الله عون لك من بعد الله في طلب العلم بتذكيرهم ونصيحتهم لك في فعل الخير أو ترك الشر، وخاصة إذا رأوا منك قصوراً في الطلب .
                        - مجانبة طلبة العلم البطالين الأشرار من أهل الأهواء؛ فإن صحبة الطلبة المنحرفين منهجياً وعقدياً لها ضرر بالغ على طلب العلم وتجعله لا يوفق في طلبه للعلم .
                        - مجانبة صحبة طلبة العلم المبتلين بالمعاصي؛ فإن صحبتهم تورث الكسل في طلب العلم، وعدم الجد والاجتهاد فيه، وتطفي نور الطاعة في القلب .
                        - لزوم حلق العلماء السلفيين ودروسهم، وزيارتهم واستشارتهم، وطلب توجيههم في الأمور التي تعرض لك .
                        - معرفة ثواب طلب العلم، وفضله وثمرته .
                        - معرفة منزلة العلماء ورثة الأنبياء، وما لهم من الأجر والفضل عند الله عز وجل، وأن الحيتان في الماء تستغفر لمعلم الناس الخير كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
                        - معرفة الفرق بين العلم والجهل، حتى الجاهل لا يرضى أن تقول عنه جاهل .
                        - كثرة القراءة في كتب طلب العلم وآداب طالب العلم وكيفية طلبه؛ فإنها مفيدة جداً .
                        - عدم التوسع في المباحات والفضول؛ فإن لها أثراً على تعويد النفس على الراحة، والعلم لا يستطاع براحة الجسم، فلا بد من عدم التوسع في المباحات والفضول، بتعويد النفس على الانضباط والاشتغال بما ينفعها من الخير .
                        - أن تحاول قدر الإمكان أن لا يمر عليك يوم إلا وقد استفدت منه وقضيت منه جزءاً في العلم.
                        - إذا كانت نفسك تمل ولا تألف شيئاً واحداً فاحرص على التنوع في طلب العلم سواء في ما تدرسه على المشايخ أو تقرأه بمفردك .
                        - إذا شعرت بالملل فاشغل نفسك في طاعة أخرى مثل الصلاة أو الذكر أو صلة الأرحام، ثم عُدْ مرة أخرى للطلب .
                        - مواصلة الاشتغال بالعلم؛ فإياك، إياك أن تنقطع عن الطلب بلا عذر لفترة طويلة .
                        - استغلال الوقت فيما يعود عليك نفعه بإذن الله تعالى والحرص على عدم ضياع الوقت .
                        - احذر التسويف وتأخير العمل، بل ابدأ في الطلب ولو قلَّ؛ فإنك ستصل بإذن الله تعالى .
                        - إياك والكثرة المتعبة والمملة للنفس، فقليل دائم، خير من كثير منقطع .
                        - عوِّد نفسك على الخير شيئاً فشيئاً .
                        الجواب عن الثاني
                        وأما كثرة الأشغال فليست مانعة من طلب العلم وتحصيله وذلك لأمور :
                        الأول : أن العلم يطلب شيئاً فشيئاً ولا يطلب جملة .
                        والثاني : أنه لا بد أن توجد عندك أوقات فراغ إما أثناء العمل وإما في أيام الإجازة : وعلى كلا الحالتين فيمكن أن تستغل تلك الأوقات في طلب العلم قراءة أو حفظاً أو حضوراً لمجالسهم .
                        والثالث : يمكنك أثناء العمل والشغل أن تستمع لدروس أهل العلم عن طريق التسجيل الصوتي، وهذا من تيسير الله للعلم، بل يمكن أن تستمع لمجموعة كبيرة من دروس أهل العلم عن طريق المسجل في سيارتك، لكن لعله من المفيد في سماع الدروس العلمية أن تكرر سماعك للشريط مرتين أو ثلاثة؛ لأنه ربما تمر عليك الفائدة ولم تنصت لها.
                        والرابع : استغلال أوقات الفارغة في الطلب وعدم إهدارها في الكلام مع فلان وفلان إلا ما كان من مصلحة العمل.
                        وإن كان الوقت كله مشغول ولا يمكنك الاستفادة؛ فإن الواجب في حقك طلب العلم الذي تحتاجه في يومك وليلتك والباقي نافلة عليك.
                        وإذا كانت عندك همة عالية لطلب العلم فلا تيأس واصبر إلى أن يفرجها الله عليك بعمل آخر، فإذا كان بإمكانك استغلال الإجازة في طلب العلم والقراءة على أحد المعلمين فهذا وإن كان قليلاً في الطلب إلا أنه مع الاستمرار يثمر خيراً كثيراً إن شاء الله .
                        الجواب عن الثالث
                        فتأخير الزواج لأجل الاشتغال بطلب العلم خلاف الأصل إذ الأصل أن الزواج لا يشغل عن طلب العلم وليس من معوقاته، بل المرسلون صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين، لهم أزواج وذرية مع عظيم مسئوليتهم قال تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً }
                        والنبي صلى الله عليه وسلم جعل النكاح من سنته حيث قال لمن رغب عن النكاح : " أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " . متفق عليه .
                        بل حث عليه الصلاة والسلام الشباب على النكاح بقوله : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ" . متفق عليه .
                        ولكن من المفيد لطالب العلم أن يظفر بامرأة تتصف بالصفات المرغوب فيها ومن أهمها :
                        - امرأة متدينة ذات دين .
                        - امرأة عاقلة تحسن التصرف في الأمور والقيام بشأن الزوج .
                        - امرأة ذات خلق، وأدب .
                        فالمرأة المتدينة العاقلة ذات الخلق تعين زوجها على طلب العلم والاستمرارية فيه بإذن الله تعالى، بل توفر له سبل الراحة في ذلك، فطالب العلم في بيت أهله قد تتعارض رغباتهم مع رغبته في تهيأة الجو المناسب للطلب، كما أنه قد يكون في بيت أهله بعض المنكرات التي لا يستطيع إزالتها مع نصحه لهم واستمراره في النصيحة، إلى غير ذلك من الأمور التي ترجح جانب الاستقلال لطالب العلم بالزواج بالمرأة الصالحة .
                        أقول : هذا الأصل أن النكاح لا يشغل عن طلب العلم بل يعين عليه ولكن إذا كانت هناك أمور تمنع من الزواج لتأثيرها على طلب العلم فلا مانع من تأخير الزواج مع قدرته عليه بشرط أن لا يخشى على نفسه الفتنة بسبب تأخير الزواج .

                        محبكم
                        أحمد بن عمر بازمول
                        الثلاثاء الموافق 23 / 6 / 1430هـ

                        تعليق


                        • #27
                          أحسن الله إليكم وبارك فيكم

                          يقول السؤال

                          - بعض الطلبة يطلب متن من المتون مدة فيمل المتن ويتركه فبماذا تنصحونهم ؟
                          - كيف يبني طالب العلم المبتدئ مكتبته ؟ أو بمعنى أدق ما هي أهم الكتب التي ينبغي للمبتدئ أن يقتنيها ؟

                          تعليق


                          • #28
                            أجوبة حول حفظ المتون وتكوين مكتبة لطالب العلم

                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
                            أما بعد:
                            فقد استفسرتم بارك الله فيكم عن ثلاثة أمور :
                            الأول : ما يوجهه بعض طلاب العلم من الاشتغال بحفظ متن ثم لا يكمله ؟
                            الثاني : ما أهم الكتب التي ينبغي للمبتدئ أن يقتنيها ؟
                            الثالث : كيف يُكَوِّن طالب العلم مكتبته ؟

                            الجواب عن الأول

                            ترك بعض طلبة العلم لحفظ متن لا يخلو من حالتين :
                            الحال الأولى : أن يترك الحفظ لسبب مقبول :
                            - كأن ينصحه عالم موثوق بعلمه ودينه بترك حفظ هذا المتن فطالب العلم في هذه الحال يستجيب للشيخ؛ لأنه أعلم منه بما يصلح له .
                            - أو أن يظهر أن المتن في مخالفات عقدية؛ فواضح جداً وجب ترك حفظه والاشتغال بغيره .
                            - أو أن يظهر لطالب العلم عدم صلاحية هذا المتن للحفظ إما لطوله أو لقوة عباراته وهو مبتدئ فمثله الأفضل أن يبتدئ بالمتون التي تناسب حاله .
                            الحال الثانية : أن يترك الحفظ لسبب غير مقبول :
                            - كأن يمل من حفظه: فالملل سبب غير موجب لترك الحفظ، لكن عليه أن يصرف هذا الملل بالترويح عن نفسه بشيء آخر ثم يعود للحفظ، ولأنه سيشتغل بمتن آخر فيمل منه، فلا يزال كذلك حتى يترك الحفظ بالكلية .
                            - كأن يريد أن يشتغل بعلم آخر، كأن يكون يحفظ متناً في أصول الحديث، فيريد أن يشتغل بأصول الفقه، فهنا يقال له إياك أن تكون من الذواقين الذين يأخذون طرفاً من كل شيء ولا يحصلونه ويكملونه، فهذا في نهاية مطافه سيجد نفسه أنه لم يحصل علماً، وأعرف شخصاً كان يشتغل بالمصطلح ثم تركه للأصول، ثم تركه للنحو، ثم تركه لغيره، ثم ترك العلم بالكلية .
                            المهم : ليحذر طالب العلم من ترك حفظ المتن بلا سبب مقبول؛ فإنه من ضياع الأوقات وسبب لضياع العلم .

                            الجواب عن الثاني

                            أهم الكتب التي يقتنيها طالب العلم :
                            في التفسير :
                            تفسير ابن جرير الطبري (جامع البيان في تأويل القرآن) .
                            تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) .
                            تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن) .
                            تفسير الشنقيطي (أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن) .
                            ويمكن أن يقتصر على ابن كثير والسعدي .
                            في الحديث :
                            الكتب الستة :
                            الصحيحان : صحيح البخاري وصحيح مسلم .
                            والسنن الأربع : سنن الترمذي وسنن أبي داود وسنن النسائي وسنن ابن ماجه .
                            مسند الإمام أحمد .
                            ويمكن أن يقتصر على جامع الأصول في أحاديث الرسول لابن الأثير فقد جمع الكتب الستة وموطأ الإمام مالك إلا سنن ابن ماجه .
                            في شرح الحديث :
                            فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر .
                            المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي .
                            تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي للمباركفوري .
                            عون المعبود في شرح سنن أبي داود لشمس الحق عظيم آبادي .
                            وشرح النسائي لمحمد علي آدم الأتيوبي .
                            ونيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار للشوكاني .
                            وسبل السلام شرح بلوغ المرام للصنعاني .
                            شرح رياض الصالحين لابن عثمين .
                            ويمكن الاقتصار على فتح الباري ونيل الأوطار .
                            في الفقه :
                            المجموع للنووي .
                            المغني لابن قدامة .
                            المحلى لابن حزم .
                            مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية .
                            المبدع شرح المقنع لابن مفلح .
                            الممتع شرح زاد المستقنع لابن عثيمين .
                            ويمكن أن يقتصر على الممتع .
                            في علوم القرآن وأصول التفسير :
                            مقدمة شيخ الإسلام في أصول التفسير .
                            البرهان في علوم القرآن للزركشي .
                            الإتقان في علوم القرآن للسيوطي .
                            ترتيب وتهذيب الإتقان لمحمد بن عمر بازمول .
                            أصول التفسير للشيخ ابن عثيمين .
                            ويمكن أن يقتصر على ترتيب وتهذيب الإتقان .
                            في علوم الحديث :
                            الكفاية للخطيب البغدادي .
                            علوم الحديث لابن الصلاح .
                            نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر .
                            فتح المغيث في شرح ألفية الحديث للسخاوي .
                            تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للسيوطي .
                            البيقونية وشرحها للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى وللشيخ عبد الله بن عبدالرحيم البخاري .
                            ويمكن أن يقتصر على فتح المغيث وتدريب الراوي ونزهة النظر .
                            في التراجم والرجال :
                            أسد الغابة لابن الأثير .
                            تهذيب الكمال للمزي .
                            سير أعلام النبلاء للذهبي .
                            تهذيب التهذيب لابن حجر .
                            تقريب التهذيب لابن حجر .
                            الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر .
                            ويمكن أن يقتصر على سير أعلام النبلاء وتهذيب التهذيب .
                            في النحو :
                            الآجرومية وشرحها للشيخ ابن عثيمين .
                            شرح قطر الندى لابن هشام .
                            شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك .
                            أوضح المسالك لابن هشام .
                            ويمكن أن يقتصر على شرح الآجرومية .
                            وفي معاني الكلمات :
                            معجم مقاييس اللغة لابن فارس .
                            النهاية في غريب الحديث لابن الأثير .
                            القاموس المحيط للفيروزآيادي .
                            المحكم لابن سِيْدة .
                            لسان العرب لابن منظور .
                            ويمكن أن يقتصر على لسان العرب .


                            الجواب عن الثالث

                            وأما كيف يكون طالب العلم مكتبته فله في ذلك عدة طرق منها :
                            الأولى : أن يشتري كل كتاب مفيد .
                            وهذه طريقة لمن يملك القدرة المالية ويوجد عنده مكان مناسب لوضع الكتب .
                            الثانية : أن يستشير أهل العلم وطلاب العلم في الكتب التي ينصحونه بشراء في مرحلته العلمية الآنية .
                            وهذه طريقة يتدرج فيها طالب العلم في شراء الكتب على حسب مستواه العلمي .
                            الثالثة : أن يشتري الكتاب على حسب حاجته له، خاصة عند البحث في المسائل .
                            وهذه طريقة مفيدة في معرفة الكتب ومقاصد مؤلفيها، فعند البحث تمر على الباحث أسماء كتب ليست عنده، فيحتاج لمراجعتها وقراءتها فيسأل أهل العلم عنها، فإذا نصحوه بشرائها اشتراها .
                            الرابعة : أن يشتري الكتب الأصول في كل علم وفن ثم يشتري بعد ذلك الكتب الأخرى .
                            وهذه طريقة تساعد طالب العلم عند البحث؛ لأنها تجمع أصول كتب العلم .
                            فهذه أهم الطرق لتكوين مكتبة طالب العلم .
                            وفي الختام :
                            العلم ليس بكثرة الكتب والمحفوظات ولكن العلم نور في القلب على هدى من الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
                            لا يهتم طالب العلم بتجميع الكتب فقط، وإنما المهم قراءتها والاستفادة منها .
                            لا تستعجل في شراء الكتاب إذا لم تكن لك حاجة فيه؛ فقد تجده في مكان آخر بثمن أقل .
                            ابحث عن الكتب المحققة والطبعات المعتمدة عند أهل العلم .
                            يمكن أن تتعاون مع بعض إخوانك من طلاب العلم فتشتريان الكتاب وتستفيدان منه، أو تشتري أنت كتاباً وهو آخر ثم يستعير كل واحد من الآخر كتابه .
                            إذا لم تستطع شراء الكتب فخصص وقتاً لزيارة مكتبة سواءاً كانت عامة أو خاصة لأحد المشايخ أو طلاب العلم واستعارتها وقراءتها ثم إرجاعها على الموعد المحدد لك دون مماطلة ولا تسويف .


                            محبكم


                            أحمد بن عمر بازمول


                            الخميس الموافق 25 / 6 /1430هـ
                            التعديل الأخير تم بواسطة د. أحمد بن عمر بازمول; الساعة 19-Jun-2009, 06:42 PM.

                            تعليق


                            • #29
                              جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم يقول السائل

                              - قد كانت عناية أهل الحديث بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة وقد صُنف فيها المصنفات من ذلك صحيح السيرة النبوية للشيخ الألباني وكذلك الرحيق المختوم للشيخ مباركفوري ، لكن لا نجد مثل هذه العناية في سيرة الأصحاب فبماذا تنصحون لمن أراد الإطلاع على ( صحيح ) سيرتهم رضي الله عنهم والنظر في كتب التاريخ سواء عصر الصحابة أو من جاء بعدهم محققا تحقيقا جيدا ؟

                              - فريق عمل يود أن يعمل على سيرة بعض الصحابة فما هي المنهجية التي تنصحونهم بمتابعتها في ذكر تراجمهم ؟ وما هي المراجع التي عليهم الرجوع إليها ؟

                              تعليق


                              • #30
                                أجوبة عن كتب التراجم والسير

                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
                                أما بعد:
                                فقد استفسرتم بارك الله فيكم عن ثلاثة أمور :
                                الأول : ما الكتب التي احتوت على صحيح سيرة الصحابة رضي الله عنهم، فمن بعدهم ؟
                                الثاني : ما المنهجية لمن أراد أن يعمل على جمع سيرة بعض الصحابة ؟
                                الثالث : ما المراجع التي يستفيدون منها في عملهم ؟

                                الجواب عن الأول

                                الحقيقة أن أكثر الدراسات اهتمت بالأحاديث النبوية وبيان صحتها وضعفها لِمَا هو معلوم من مكانتها وأهميتها في التشريع الإسلامي، وخاصة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .
                                وكثير من أهل العلم إذا خرج كتاباً اقتصر على تخريج المرفوع ولم يخرج الموقوف والمقطوع، بل قال الحافظ العراقي في كتابه تخريجه لأحياء علوم الدين للغزالي الذي سماه المغني عن حمل الأسفار قال ( 2/ 1003رقم 3648 ) : الآثار ليست من شرط كتابي انتهى .
                                وهذا حال كثير من الباحثين إذا خرج كتابا ًوحققه يهتم بالأحاديث ولا يحكم على الآثار فضلاً عن أن يخرجها .
                                لكن هناك دراسات بدأت بصورة واسعة تشتمل على جمع ما صح من آثار الصحابة، وهناك رسائل علمية في جامعة أم القرى قسم الكتاب والسنة بجمع وتخريج ودراسة الآثار مرتبة على الأبواب الفقهية .
                                وهناك كتب ألفت للصحيح فقط مثل كتاب الشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله تعالى الصحيح المسند من فضائل بيت النبوة، ومثل كتاب الصحيح المسند من فضائل الصحابة للعدوي، وهناك كتاب يقع في اثني عشر مجلداً في فضائل الصحابة رسالة علمية بالجامعة الإسلامية لأحد الباحثين لا يحضرني اسمه الآن .
                                وكذا بعض التحقيقات للكتب التي سيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى اهتمت ببيان درجة الآثار صحة أو ضعفاً مثل تحقيق فضائل الصحابة لشيخنا الدكتور وصي الله عباس .

                                الجواب عن الثاني

                                أما المنهجية التي يسير عليها من أراد أن يجمع سيرة بعض الصحابة فيحضرني فيها بعض الأمور منها :
                                أولاً : كما ذكر في سؤاله : أن يجمع سيرة واحدٍ واحدٍ، ولا يكثير حتى لا يتشتت .
                                ثانياً : إن كانت عنده خبرة ودربة في التخريج ودراسة الأسانيد يقوم بتخريجها ودراسة أسانيدها .
                                ثالثاً : أن يجمع تعليقات أهل العلم كالذهبي والحافظ على بعض الأخبار والسير سواء كانت مؤيدة أم منتقدة .
                                رابعاً : أن يحاول استقصاء كتب التراجم والسير والتاريخ لجمع المادة العلمية، ولا يكتفي بمرجع أو مرجعين؛ لأن بعض الكتب تزيد على بعض، وأيضاً هي كالمقارنة بين النصوص، فقد يقف الباحث على خطأ موجود في بعض الطبعات، وأيضاً حتى لا يشعر الباحث والقارئ أن جوانب سيرة هذا الصحابي ناقصة .
                                خامساً : أن يرتب التراجم ترتيباً موحداً في المعلومات كاسمه وكنيته ولقبه ثم ولادته إلى آخره .
                                سادساً : عند جمعه للمعلومات وجرد الكتب من الأفضل أن يرتب الكتب ترتيباً تاريخياً بوفيات مؤلفيها .
                                سابعاً : أن يجمع النصوص في كروت أو أوراق خاصة ويكتب في رأس كل ورقة أو كرت عنوان النص كأن يكتب على رأسها : سنة ولادته، ثم يذكر النص موثقاً من المصدر .
                                ثامناً : يقوم بترتيب هذه الكروت أو الأوراق على حسب الموضوعات التي رتب فيها ترجمة الصحابي .
                                تاسعاً : أن يحذر من النقل عن الكتب التي لا يعرف أصحابها بمنهج علمي وإنما مجرد أصحاب إنشاء وحسن عرض، أو الكتب التي عرف أصحابها بمنهج بدعي مثل كتاب حياة الصحابة للكاندهلوي أو كتاب رجال حول الرسول لخالد محمد خالد .
                                عاشراً : ليحذر الجامع أن ينقل من سيرهم ما ظاهره مخالفة النص إلا مع التعليق إذا صح الخبر عنهم بأنه لم تبلغه السنة وأن قول النبي صلى الله عليه وسلم مقدم عليه، أو أنه ما ثبت الخبر عن الصحابي بعد دراسته، أو بتوجيه أهل العلم لذلك، ومن أبرز الكتب التي اهتمت بذلك كتاب فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ومن قبله كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وكذا ابن قيم الجوزية .

                                الجواب عن الثالث

                                توجد كتب عديدة اشتملت على تراجم الصحابة وسيرهم رضوان الله عليهم جميعاً، وكذا تراجم وسير التابعين فمن بعدهم، وهي ما تعرف بكتب الرجال والتراجم منها :
                                - فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل .
                                - الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم .
                                - الطبقات الكبرى لابن سعد .
                                - التاريخ الكبير للبخاري .
                                - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم .
                                - التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة .
                                - المعرفة والتاريخ للفسوي .
                                - معجم الصحابة لابن قانع .
                                - معجم الصحابة للبغوي .
                                - الذرية الطاهرة للدولابي .
                                - الثقات لابن حبان .
                                أنساب الأشراف للبلاذري
                                - الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبدالبر .
                                - حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني .
                                - معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني .
                                - سير السلف الصالحين لقوام السنة الأصبهاني .
                                - أسد الغابة لابن الأثير .
                                - تهذيب الكمال للمزي .
                                - سير أعلام النبلاء للذهبي .
                                - الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ .
                                - كتب التاريخ المصنفة على البلدان : فإذا كان الصحابي نزل بلدة ما تراجع التواريخ التي صنفت لتلك البلدة مثل تاريخ بغداد للخطيب البغدادي وتاريخ دمشق لابن عساكر وهكذا .
                                - تهذيب التهذيب للحافظ .


                                محبكم


                                أحمد بن عمر بازمول


                                فجر الخميس


                                الموافق 2/ 7/ 1430هـ
                                التعديل الأخير تم بواسطة د. أحمد بن عمر بازمول; الساعة 25-Jun-2009, 05:47 AM.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X