إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

إتحاف الخلان والجماعة بفوائد شرح عقيدة أهل السنة والجماعة للعلامة ابن عثيمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إتحاف الخلان والجماعة بفوائد شرح عقيدة أهل السنة والجماعة للعلامة ابن عثيمين

    إتحاف الخلان والجماعة بفوائد شرح عقيدة أهل السنة والجماعة للعلامة ابن عثيمين

    لأخينا الفاضل
    علي الفضلي - حفظه الله -




    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين ، أما بعد :
    فهذه فوائد جليلة ، اقتنصتها من " شرح عقيدة أهل السنة والجماعة " للعلامة محمد بن صالح بن عثيمين ، جعل الله تعالى شآبيب الرحمة والرضوان عليه ، وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، انتخبتها من هذا الشرح العظيم ، خلال تدريسها و توضيحها لبعض الإخوة ، بعد صلاة الفجر من كل يوم ، فأردت أن أتحف بها إخواني ، راجيا الله تعالى أن يكتب لي بها الأجر ، وأن يدخرها لي سبحانه وتعالى ، في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
    وقد كتبتها على هيأة فوائد متسلسلة ، أعنون لكل فائدة بما يدل عليها ، ويلخصها .
    وإلى المقصود والله المستعان :
    الفائدة 1 :
    إذا دل الكتاب والسنة على شيء ، ولم يأت عن الصحابة ما يخالفه ، فيعني ذلك أنهم مجمعون عليه .
    قال - رحمه الله تعالى - :
    [ الدليل على علو الله تعالى بذاته بالإجماع :
    أن الصحابة – رضي الله عنهم – والتابعين كلهم مقرون بأن الله تعالى فوق كل شيء بذاته ، والدليل على إجماعهم من وجه خفي ، وينبغي لطالب العلم أن يعلمه لما فيه من الفائدة :
    يقال مثلا : نصوص الكتاب والسنة دالة على العلو بالذات ، ولم يرد عن الصحابة الكرام قول واحد فسر هذه الأدلة بخلاف ظاهرها ، إذاً هم مجمعون على مدلولها ، ولهذا إذا دل الكتاب والسنة على شيء ، ولم يأت عن الصحابة ما يخالفه ، فيعني ذلك أنهم مجمعون عليه .
    وهذا المسلك لإثبات الإجماع قد يخفى على كثير من الناس .].
    الفائدة 2 :
    مناظرة الشيخ لطائفة من الحلولية :
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ اجتمعت في أناس من الذين يقولون – والعياذ بالله - : إن الله بذاته في كل مكان ، وكان ذلك يوم النحر بمنى ، فقلت لهم : أمس كنتم في عرفة ؟ قالوا : نعم .
    فقلت : كيف كنتم تدعون الله ؟ تقولون : يا رب وأيديكم إلى الأرض ، أم إلى اليمين ، أم إلى اليسار ؟!!
    فقالوا : إنما نرفع أيدينا إلى السماء ، لأن السماء قبلة الداعي !! ، - انظر الشيطان كم لبس- .
    سبحان الله ، أنت عندما تستقبل القبلة ، وأنت تدعو تكون قبلتك القبلة ، وليست السماء ، ولكنك ترفع يديك للمدعو لا شك].

    الفائدة 3 :
    أقسام سمع الله – جل جلاله وتقدست أسماؤه-:
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ قوله تعالى : { وهو السميع البصير } ، السميع من أسماء الله تعالى ، وقسّمه العلماء إلى قسمين :
    1- سمع إجابة . 2- سمع إدراك .
    سمع الإجابة : قال تعالى : { إن ربي لسميع الدعاء } ، فمعنى لسميع هنا أي : لمجيب ، لأن مجرد السمع ليس فيه ذاك الثناء ، وهذا توسل إلى الله عز وجل أن يجيب الله الدعوى ، والتوسل إلى الله عز وجل بمجرد إدراكه للصوت ليس وسيلة في الواقع ، ولكن التوسل إلى الله بكونه مجيبا للدعاء فيجيب دعاء هذا السائل ، ومنه أيضا قول المصلي : سمع الله لمن حمده ، يعني : استجاب الله لمن حمده .
    2- أما سمع الإدراك فينقسم إلى ثلاثة أقسام :
    1- تارة يكون للتأييد . 2- تارة يكون للتهديد .
    3- تارة يكون لبيان شمول إدراكه عز وجل .
    1- أما الإدراك الذي يكون للتأييد : كقوله تعالى لموسى وهارون : { لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى } ، هذا ليس مجرد إخبار موسى وهارون أن الله يسمعهما ، ويراهما ، بل المراد التأييد والنصر وما أشبه ذلك .
    2- الإدراك الذي يكون للتهديد : كقول الله عز وجل : { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء } . ، فهذا للتهديد ، بدليل قوله تعالى : { سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق } .
    ومثل قوله تعالى : { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم } ، هذا أيضا للتهديد ، لقوله : { بلى ورسلنا لديهم يكتبون } .
    3- الإدراك الذي يراد به بيان شمول سمع الله لكل شيء كقوله تعالى : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى والله يسمع تحاوركما } . ، ولهذا قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها – " الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد كنت في طرف الحجرة ، وإنه ليخفى علي بعض حديثها " ، هذا المراد به بيان شمول سمع الله تعالى لكل شيء ، فإنك إن تكلمت في بيتك فالله يسمع ، وإن تكلمت في ملأ ، فالله تعالى يسمع ، بل إن حدثت نفسك فالله يعلم ، فإن حركت بلسانك حتى صار قولا فالله يسمع وإن خفي ، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي : " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم " ].
    الفائدة 4 :
    أقسام بصر الله عز وجل :
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ { البصير } معناه ذو البصر ، ويطلق على : العليم ؛ ويطلق على : الرائي ، فهو بصير رؤية ، وبصير علم ، فهو سبحانه وتعالى يرى كل شيء ، وإن خفي ، وإن بعُد ، فإنه تعالى يراه ، لا يغيب عنه شيء .
    كذلك البصير بمعنى عليم به ، مثل قوله تعالى : { والله بصير بما تعملون } ، وقوله تعالى : { والله بصير بالعباد } ، وما أشبه ذلك ، فالمعنى عليم بهم ، ولهذا جاءت معداة بالباء ، فيقال بصير بكذا ، ولو كان البصير هنا بمعنى الرؤية ، لقال يبصرهم ، فقوله تعالى : { أبصر به وأسمع } الظاهر أنه يشمل الأمرين جميعا ، وإن كان قد يقول قائل : إن " أسمع " لما ذكر السمع هنا أوّله على أنه بصر الرؤية ، فنقول : إن كونه شاملا أحسن ].
    الفائدة 5:
    لا بأس أن يحذف ذكر المشيئة إذا قصد الإخبار عما في نفسه في المستقبل لا عن الفعل .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ وقوله تعالى : { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا }.... يستفاد من هذا الجزء من الآية أن الإنسان لا يعلم ماذا يكسب غدا ، وإن قدّر أنه سيفعل كذا فإنه لا يعلم هل سيحصل أو لا ، ولهذا قال الله تعالى لنبيه : { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله } .
    فإذا قال قائل : إني سأزور فلانا غدا ، وهو لا يقصد الفعل ، وإنما يقصد الإخبار عمّا في نفسه ، فإنه لا بأس أن يحذف ذكر المشيئة ، فهذا جائز ، ولهذا جاءت الآية الكريمة : { إني فاعل ذلك غدا } ، أما لو جزم وقال : إني سأزور فلانا غدا يقصد الفعل ، فلا يقول ذلك إلا مقرونا بالمشيئة لقوله تعالى : { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله } .
    الفائدة 6 :
    يصح قول : خبرة الله ، والتي اشتُق منها اسم الخبير .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ قوله : { إن الله عليم خبير } نستفيد من هذا الجزء من الآية علم الله عز وجل ، وخبرته ....] .
    الفائدة 7 :
    قصة عجيبة يذكرها الشيخ .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ قوله تعالى : { وما تدري نفس بأي أرض تموت } .....وذكر لي أحد الثقات من أصحابنا أنهم كانوا في حج على الإبل ، قبل أن تأتي السيارات ، وخرجوا من مكة ومعهم رجل أمه مريضة ، فارتحل الناس في آخر الليل، وجلس هذا الرجل عند أمه يمرضها ، فلما أصبح ، وإذا القوم قد ساروا ، فذهب في أثرهم فتاه ! ، وكان ذلك في الجبال الحجازية ، وسار يمشي حتى ارتفع النهار ، فإذا خباء قوم صغير بدو ، فذهب إليه فسلم ، وسأل أين طريق نجد ، فقالوا : طريق نجد وراءك بكثير ، لكن انتظر وأنخ البعير ، واسترح ، وسندلك ، يقول : فلما أناخ بعيره ، وأنزل أمه من البعير ، فما أن وصلت إلى الأرض حتى فاضت روحها !! مع أن هذا المكان لا يدري عنه إطلاقا ! ، ولا يفكر أن يصل إليه ! ، لأنه من أهل عنيزة ، ولكن الله تعالى قد قضى أن تموت هذه الأم في ذلك المكان ، فتاهَ الرجل ليصل إلى المكان الذي علم الله تعالى أن المرأة ستموت فيه ، وأمثال هذا كثير] .
    قصة أخرى يسوقها الشيخ :
    [ ونؤمن بأنه : { ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ، ويعلم مستودعها ، كل في كتاب مبين } . ........ وحدثني رجل أنه كان عند بئر مطمورة – أي ليس بها ماء – فكان يرى حية تخرج كل يوم في الصباح ، وتنصب نفسها كأنها عود ، فيقع عليها طائر فتأكله ، وهذه الحية كانت عمياء لا تستطيع أن تسعى في الأرض تطلب الرزق ، فانظر كيف ساق الله الرزق إليها وهي في جحرها عمياء ولا تستطيع الخروج ، إذن ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ].
    وقصة أخرى يسوقها الشيخ :
    [ ... وجاء في الحديث : " كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة " .
    وحدثني من أثق به أن رجلا كان يمنع زوجته أن تتصدق على أي مسكين يطرق الباب ! ، فطرق الباب مسكين ذات يوم ، وقال : إنه عارٍ ليس عليه ثياب ، تقيه من البرد ، فرقت الزوجة لحاله ، - كما رق أبو هريرة - ، وأعطته كساء وثلاث تمرات ، وكان زوجها نائما في المسجد ، فرأى أن القيامة قد قامت ، وأن الناس في موج عظيم ، وحر شديد ، وشمس محرقة ، وإذا بكساء يعلو رأسه ، وفيه ثلاثة خروق ، فرأى ثلاث تمرات جاءت وسدت هذه الخروق ، فتعجب وانتبه من نومه مذعورا ! ، وقص على زوجته هذه الرؤيا ، ففهمت الزوجة أن هذه الرؤيا سبب الكساء الذي تصدقت به والتمرات ، فقالت له : حدث كذا وكذا ، فقال لها : لا تردي مسكينا بعد اليوم ، فهذا الرجل نبهه الله عز وجل ، وهذا مصداق لحديث : " كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة " ] .
    الفائدة 8 :
    الفرق بين قول الأشاعرة والمعتزلة في صفة الكلام :
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ... وقالت الأشعرية الذين تذبذبوا بين أهل السنة والمعتزلة قالوا : إن كلام الله تعالى هو المعنى القائم في نفسه ، وما يُسمع فإنه مخلوق خلقه الله تعالى ليعبر عما في نفسه .
    فما الفرق إذن بين المعتزلة والأشعرية ؟
    الفرق : أن المعتزلة يقولون : لا ننسب الكلام إليه وصفا ، بل فعلا وخلقا .
    والأشاعرة يقولون : ننسب الكلام إليه وصفا لا باعتبار أنه شيء مسموع ، وأنه بحروف ، بل باعتبار أنه شيء قائم بنفسه ، وما يسمع أو يكتب فهو مخلوق؛ فعلى هذا يتفق الأشاعرة والمعتزلة في أن ما يُسمع أو يكتب مخلوق ، فالأشاعرة يقولون : القرآن مخلوق ، والمعتزلة يقولون : القرآن مخلوق ، لكن المعتزلة يقولون : إنه كلامه حقيقة ، كما أن السموات خلقه حقيقة ، وقالت الأشاعرة : ليس هو كلام الله تعالى حقيقة ، بل هو عبارة عن كلام الله !! ، فصار الأشاعرة من هذا الوجه أبعد عن الحق من المعتزلة ، وكلتا الطائفتين ظالم ، لأن الكلام ليس شيئا يقوم بنفسه ، والكلام صفة المتكلم ، فإذا كان الكلام صفة المتكلم ، كان كلام الله صفة ، وصفات الله تعالى غير مخلوقة ، إذ إن الصفات تابعة للذات ، فكما أن ذات الرب عز وجل غير مخلوقة ، فكذلك صفاته غير مخلوقة ، وهذا دليل عقلي واضح ...].
    الفائدة 9 :
    الكلام عن المعية .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .... بل الذي لا يليق بالله تعالى أن نفهم من المعية الاختلاط ، والحلول في المكان ، كما قالت الجهمية ، ولهذا لما ظهر هذا القول المبتدع الضال ، صار السلف يقولون : هو معنا بعلمه ، ففسروا المعية بلازمها ، وهو العلم ، على أن لازم المعية ليس العلم فقط ، كما صرح بذلك ابن كثير في " التفسير " ، وصرح به ابن رجب في " جامع العلوم والحكم " ، بل هو معنا بعلمه وسمعه وبصره وسلطانه وقدرته وربوبيته ، وغير ذلك من معاني الربوبية ، لكن فسرها من فسرها من السلف بالعلم ردا على الجهمية الذين قالوا : وهو معنا بذاته في مكاننا ، ولهذا في عبارة السلف – أظنه عبد الله بن المبارك – قال : " ولا نقول كما تقول الجهمية : إنه معنا ها هنا وأشار إلى الأرض " ، فيجب أن نعرف أن السلف قد يفسرون الشيء بالمعنى ، أي بلازمه حذرا من معنى باطل اتخذه الناس في ذلك الوقت ..].
    الفائدة 10 :
    كلام جميل ومتين في نزول الرب – سبحانه وتعالى - .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ (ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ) ... (ينزل) الفعل مضاف إلى الله تعالى ، فيكون ينزل هو بنفسه ، ولا حاجة إلى نقول : بذاته ، - كما ذكرت قبل قليل - ، لأن كل فعل أضافه الله إلى نفسه ، فهو منسوب إليه نفسه .
    (السماء الدنيا ) (الدنيا) : يعني القربى من الناس ، وهي أسفل السموات ، ينزل جل وعلا نزولا يليق به سبحانه وتعالى ، ولا يمكن أن نتصور كيفيته ، ولو حاول الإنسان أن يتصور كيفيته لأنكره ، ولهذا فإن الذين حاولوا أن يتصوروا الكيفية أنكروها ، وقالوا : كيف نؤمن بأنه عال ثم ينزل إلى السماء الدنيا ، هذا مستحيل!! ، فنقول :
    لا تحاول أن تتصور الكيفية ، لأنه نزول يليق به ولا ينافي كماله ، والصحابة – رضوان الله عليهم – لما حدثهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ، ما قالوا : كيف ينزل يا رسول الله ؟ هل هم لا يعرفون ؟! إنهم يعرفون ، لكن عندهم من الأدب مع الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ما منعهم من أن يسألوا كيف ينزل ].
    الفائدة 11 :
    ضابط الصفات الخبرية .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ قوله : ونؤمن بأن لله تعالى وجها موصوفا بالجلال والإكرام : { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } .
    وجه الله عز وجل صفة من صفاته ، والوجه صفة خبرية ، وليس صفة معنوية ، ولا فعلية .
    والضابط في الصفات الخبرية المحضة ، قال شيخ الإسلام – رحمه الله – من صفات الله تعالى ما مسماه أبعاض لنا ، وأجزاء لنا .
    الوجه مسماه بالنسبة لنا بعض ، واليد كذلك ، وهذه صفات خبرية محضة ، العقل لا يدركها ، ولولا أن الله أخبرنا عنها ما علمنا بها ].
    الفائدة 12 :
    توجيه التشبيه في قوله تعالى : { يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب }.
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ... { يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } ، التشبيه هنا تشبيه للطي بالطي ...].
    الفائدة 13 :
    هل يجوز لنا أن ندعو من على من ينكر رؤية الله بألا يرى الله؟!
    قال الشيخ – رحمه الله تعالى - :
    [ .. هل لنا أن نقول : اللهم من أنكر رؤيتك في الآخرة فاحرمه منها ؟!!
    نعم ، نحن نقول ما قال هو على نفسه ، هو يقول : أنا أحرمهم منها ، ولم ندعُ عليهم عدوانا ، لأنهم لما أنكروا الرؤية ، سيقولون نحن محرومون منها ، سواء دعوتم ، أو لم تدعوا ، وأقول : إن من قال ة: اللهم اجعلهم ممن ينظرون إليك يوم القيامة لكان معتديا في الدعاء ، لأنهم يرون أن رؤية الله الله محال .
    وهؤلاء لو دعوت لهم ، وقلت : اللهم اجعل هؤلاء ممن ينظرون إليك يوم القيامة ، فسيقولون : نعوذ بالله !!! ، ولقالوا : { ادعوا ربكم تضرعا وخفية ، إنه لا يحب المعتدين } ، وإنه معتد في الدعاء ، لأنك سألت ما لا يجوز .
    وإذا قلت : اللهم احرم من لا يؤمن برؤيتك في الآخرة ، احرمه من رؤيتك ، فيقولون : أحسنت ، بارك الله فيك ، هذا ما نريد !!!.
    لكن في ظني أنه في قرارة نفسه ، لو قلنا أمامه : أسأل الله أن يحرمك من رؤيته يوم القيامة ، سيقشعر جلده ، وسينقبض قلبه ، وإن كان هو بلسانه لا يصدق ، فسوف يرى أن هذا الدعاء عظيم ، لأني أدعو به وأنا مؤمن بأن الله يُرى حقا ، وإنني إذا قلت : اللهم من أنكر رؤيتك في الآخرة فاحرمه منها ، فسوف يتأثر بلا شك ، حتى وإن صمم عنادا ] .
    الفائدة 14 :
    ثناء الشيخ على كتاب ( دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب ).
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. وقد ألف الشنقيطي – رحمه الله تعالى – صاحب " أضواء البيان " رسالة سماها " دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب " ذكر فيها ما بلغه علمه من الآيات التي ظاهرها التناقض ، وجمع بينهما ، فليرجع إليها فإنها مفيدة ] .
    الفائدة 15 :
    من كان علمه قليلا .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ومن توهم التناقض في كتاب الله ، أو في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو بينهما ، فذلك إما لقلة علمه ، يعني أن علمه قليل ، ما راجع ، ولا أدرك العلم ، ومن كان علمه قليلا فناد عليه بالجهل ! ] .
    الفائدة 16 :
    قصة حمار الفروع !.
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. يذكر أن بعض الحفاظ كان يحفظ كتاب الفروع في الفقه لمحمد بن مفلح ، أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – وكان – أي ابن مفلح - من أعلم الناس بآراء شيخ الإسلام في الفقه ، حتى كان تلميذ شيخ الإسلام ابن القيم يرجع إلى محمد بن مفلح صاحب الفروع فيما يتعلق بفقه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – وكان أحد الطلبة قد حفظ الكتاب من ألفه إلى يائه حفظا تاما ، كما يحفظ الفاتحة ، ولكن لا يفهم شيئا إطلاقا ، فكان طلاب العلم يأتون إليه ، لأن الكتب في ذلك الوقت قليلة ، يقولون له : ماذا ذكر صاحب الفروع في الفصل الفلاني مثلا ، فيسرد عليهم الفصل والباب ، وكل شيء ، حتى كانوا يلقبونه مع الأسف بحمار الفروع !! لأن الحمار يحمل أسفارا ، ولا يفهم معناها ، وكان في الحقيقة لا ينبغي أن يوصف بهذا ، وكان ينبغي أن يوصف بحافظ الفروع ، لكن على كل حال ، أقول لكم : إن الناس بعضهم يكون قاصر الفهم ، يحفظ ولا يفهم ] .
    الفائدة 17 :
    مسألة التعمق في فهم صفات الله ، وصفة الشم .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ... من ذلك ما يتعلق بصفات الله عز وجل ، فإن هذا معرك ضنك ، وباب ضيق ، وكثير من الطلبة اليوم يريدون أن يوسعوا هذا الباب ، وأنى لهم ذلك ، اللهم إلا بكسره ، والكسر معناه الهدم والدمار ، فبعضهم يتعمق في البحث عن صفات الله عز وجل ، ويثبت ما ليس بلازم ، مثلا : يقول لك : إن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ، فهل يلزم من ذلك أن الله يشم ؟! وهل يلزم إذا كان يشم أن يكون له أنف ؟ لأن الأنف أداة الشم ، وكما ثبت في الحديث أن لله أصابع ، فيقول : كم عدد أصابع الله عشرة أو عشرون أقل أو أكثر؟! وكل هذا من التنطع المحرم ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " هلك المتنطعون " ، قال ذلك تحذيرا من التنطع ، لأن الصحابة أصفى منا قلوبا ، وأغزر منا علوما ، وأقوى منا فهوما ، وأشد منا حرصا ، لم يسألوا الرسول - صلى الله عليه وسلم – عن مثل هذا إطلاقا ، ولما قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يمل حتى تملوا " ، ما قالوا : يا رسول الله : هل الله يمل ؟! وأي إنسان يقول : إنهم قالوا : هل الله يمل ، نقول له : هات الدليل ؛ بل سكتوا وعرفوا المراد ، وهكذا يجب علينا يا إخواننا في هذه المسألة الضيقة الضنك ألا نحاول التعمق في البحث عن صفات الله عز وجل ، ما جاءنا قبلناه وكفى بنا فخرا ، وما لم يجئ إلينا سكتنا عنه .
    هذا هو الأدب مع الله ورسوله.
    والله الموفق ].
    الفائدة 18 :
    هل يجوز أن نسمي ملك الموت بعزرائيل ؟
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ..ورد في بعض الإسرائيليات أن اسمه عزرائيل ، وليس كذلك ، ولهذا لا يحل لنا أن نسميه عزرائيل لعدم ثبوت ذلك عن الله تعالى ، أو رسوله عليه السلام ، بل نقول كما قال ربنا عز وجل : { ملك الموت } ].
    الفائدة 19 :
    كلمة رائقة مهمة للدعاة : ينبغي للداعية أن يدعو إلى الله لله لا لنفسه!
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. وهنا نقرر أنه يجب على الداعية أن يشهر نفسه بأنه يدعو إلى الله لا إلى فرض السيطرة أو إتمام الكلمة أو إبراد الغيرة ، لأن هذا خطأ ، أي وسيلة يحصل بها المقصود ، ولو فيها غضاضة عليك فاعملها ، حتى لو شاهدت الرجل يفعل المنكر أمامك ، لكن ترجو أن يصلح فاصبر ، لأن المقصود ليس أن تطفئ حرارة الغيرة ، أو أن تنتقم لنفسك ، بل المقصود إصلاح هذا الرجل ودعوته إلى دين الله عز وجل .
    لا تكن ممن يدعو لنفسه ، بل كن ممن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ؛ حتى لو أفضى الحال أن تضحك في وجه هذا الفاسق من أجل إدخال السرور عليه واستعداده لقبول ما تقول ، فافعل فإنه لا يضر ؛
    لقد تنازل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن حق كبير كبير رجاء الإصلاح ، وذلك في غزوة الحديبية ، حصل من جملة الشروط الثقيلة أن يرد هذا الذي جاء معتمرا إلى بيت الله عز وجل ، بينما لو جاء أعرابي من أخبث الناس شركا ليدخل يعتمر ، فلا يُرد .
    هذه غضاضة عظيمة ، والتزم عليه الصلاة والسلام بأن لا يكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، أملى على الكاتب اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال : ما نعرف الرحمن ، اكتب باسمك اللهم ، مع أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الرحمن ؛ ولما قال : هذا ما قضى عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، قال : لا تكتب : رسول الله ! ، لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك ، ولا صددناك ، قال : اكتب : محمد بن عبد الله ، فكتب ؛ ولكنه قال : " والله إني لرسول الله وإن كذبتموني " ، حتى لا يفهم فاهم زوال وصف الرسالة له ، فتنازل الرسول – صلى الله عليه وسلم - عن :
    1- الصد .
    2- منع كتابة الرحمن .
    3- منع كتابة رسول الله .
    4- من جاء منهم مسلما وجب أن يرده إليهم ، ومن ذهب منا إليهم لا يرد !.
    هذا من أثقل ما يكون ، ومع ذلك قبل الرسول – عليه الصلاة والسلام - ، لأنهم أبوا أن يجروا الصلح إلا على هذا ، فما قدموا تنازلا وكانوا معاندين ، وقد أقسم عليه الصلاة والسلام – حين بركت الناقة ألا يسألوا خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أجابهم ، ومن ثم فعل عمر ما فعل نحو هذا الشرط ، على كل حال المقصود هو أن الإنسان ينبغي له أن يدعو إلى الله لله لا لنفسه ].
    فائدة 20 :
    أقسام العلماء .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ العلماء فيما نرى ثلاثة أقسام :
    1- عالم دولة : وهو الذي ينظر ما تشتهيه الدولة ، فيلوي أعناق النصوص إلى ما تريد .
    2- والثاني : عالم أمة : وهو الذي ينظر إلى ما يصلح للناس ويروق لهم ، فيحرف النصوص من أجل أن يوافق أهواء الناس ، وهذا كثير .
    3- الثالث : عالم ملة : وهو الذي يقول بالملة ، وينتصر لها ، وهذا الأخير هو العالم الرباني ].
    الفائدة 21 :
    موضع يحسن الوقوف عليه .
    قال - رحمه الله تعالى - :
    [ قوله تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب } هنا يحسن الوقف ، ثم تبتدئ فتقول : { وما هو من الكتاب } لأن قوله : { وما هو من الكتاب } رد لقوله : { لتحسبوه من الكتاب } .
    وقوله تعالى : { ويقولون هو من عند الله } قف أيضا { وما هو من عند الله } ابتدئ].
    الفائدة 22 :
    معنى { يلوون ألسنتهم } .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ واللي نوعان :
    1- لي معنوي ، وهو التحريف المعنوي .
    2- ليٌّ لفظي ، وهو التحريف اللفظي .
    وجعل بعض العلماء من اللي اللفظي : أن تتلو النصوص غير القرآنية بتلاوة النصوص القرآنية ، يعني مثلا ، تقرأ الحديث وكأنما تقرأ القرآن ، لأنك إذا قرأت الحديث بنغمة قراءة القرآن أوهم السامع بأنه قرآن ، فيدخل ضمن قوله { يلون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب }.
    الفائدة 23 :
    معنى ( ما كان ) ، و ( ما ينبغي ) في الكتاب والسنة .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ... وإذا جاء في القرآن { ما كان } فهو نفي : إما لانتفائه شرعا ، وإما لانتفائه كونا ، وإما لانتفائه شرعا وكونا ، المهم أم " ما كان " و " ما ينبغي " و ما أشبه ذلك من التعبيرات في القرآن ، تدل على أن الشيء ممتنع غاية الامتناع ].
    الفائدة 24 :
    لطيفة تؤخذ من قوله تعالى: { ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله } ، وبه الرد على غلاة المتصوفة .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ... فالرسل – عليهم الصلاة والسلام – ينهون عن الشرك ، ويأمرون بالتوحيد وتحقيق التوحيد وإكمال التوحيد ، وهم أبعد الناس عن أن يقولوا: كونوا عبادا لنا من دون الله ، ويؤخذ من هذه الآيات الكريمة : أن من ورث الأنبياء لا يمكن أن يقول للناس : كونوا عبادا لي من دون الله تعالى ، والعلماء ورثة هم الأنبياء ، فلا يمكن لعالم أن يلزم الناس بقوله ، لأنه لو ألزم الناس بقوله ، فكأنما قال : كونوا عبادا لي من دون الله تعالى ، وبهذا نعرف الرد على أولئك المشايخ كبيري العمائم ، الذين يغرون شعوبهم ، ويستخدمونهم تماما ، حتى بلغني أن من المشايخ من يقول : أنا شيخ معصوم ، أنا يحل لي أن أتزوج ألف امرأة !! ، وفعلا يزوجونه!!!.
    بعض المشايخ – من جهة ما يقولون لي – إن عنده خمسين امرأة تزوجا لا تسريا !! ، لأنه معصوم ، أو لأنه قد وصل إلى الغاية ! ، ولهذا يقولون : إن عبادة الأنبياء وسيلة ، فإنهم لم يصلوا إلى الغاية ، فعبادتهم عبادة العوام ؛ أما الخواص فعبادتهم خاصة ما يحتاج إلى أمر ونهي ! ، لأنهم وصلوا إلى الغاية ، أرأيت لو سافرت إلى مكة ، فالعصا معك ، والجمل معك ، فإذا وصلت إلى مكة وضعت العصا ، وسيبت الجمل ،
    فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
    فيقولون : العبادات وسائل إلى وصول الغاية والحقيقة ، فإذا وصل الإنسان إلى الحقيقة والغاية فلا أمر ولا نهي ، يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد ، فهذا هو الكفر بعينه ].
    فائدة 25 :
    مسألة العذر بالجهل .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ..{ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ، وكان الله عزيزا حكيما } .
    هذه الآية فيها رد على الجبرية الذين يقولون : إن الإنسان مجبر على عمله ، لأنه لو كان الإنسان مجبرا على عمله لكان لهم حجة ، سواء بعث إليه الرسل أم لم يبعثوا ، لكن بعث الرسل يقطع الحجة ، وفيه أيضا رد على من قالوا : : إنه لا عذر بالجهل ، لأن الله تعالى قال : { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } مفهومه : لولا الرسل لكان للناس على الله تعالى حجة ، لأنهم كانوا جاهلين ، فالصواب الذي لا شك فيه ، والذي تدل عليه الأدلة أن الإنسان معذور بالجهل فيما يفعله ، ثم إن كان ينتسب إلى الإسلام فهو مسلم ، وإن فعل ما يكفر إذا لم تقم عليه الحجة ، وإن كان لا ينتسب إلى الإسلام فهو كافر ، لكنه إذا كانت الحجة لم تبلغه ، فإن القول الراجح أنه يمتحن يوم القيامة بما شاء الله عز وجل ، ثم إما إلى الجنة ، وإما إلى النار ].
    الفائدة 26 :
    الرد على من قال : إن إدريس قبل نوح عليهما الصلاة والسلام .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ... قوله تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }.
    فذكر الله تعالى أنه أرسل نوحا وإبراهيم ، وأن النبوة والكتاب كانت في ذريتهما ، وهذا يدل على أنه لا رسول قبل نوح ، وبهذا نعرف أن من قال من المؤرخين : إن إدريس كان جد نوح ، فهذا قول باطل ، لأنه يستلزم أن يكون هناك رسول قبل نوح ، وهو مخالف للقرآن ؛ وأما السنة فدليلها أن نوحا أول الرسل أنه في حديث الشفاعة المتفق عليه أنهم يأتون إلى نوح ،ويذكرونه بنعمة الله ، ومنها أنه أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض ، وهذا صريح بأن أول الرسل نوح ..].
    الفائدة 27 :
    عبارة : " الدين صالح لكل زمان ومكان " .
    قال - رحمه الله تعالى - :
    [ .. ولأنه خاتم النبيين كانت شريعته صالحة لكل زمان ومكان ، وليس معناها : أنها تتغير بتغير الزمان ، بل معناها : أن من تمسك بها صلح له الزمان في كل وقت ، ولهذا قد يتوهم بعض الناس أن معنى صالح لكل زمان ومكان أنها تكيف بتكيف الناس! ، وأن الناس إذا كان عندهم عمل كثير يلهيهم عن الصلاة ، قلنا لهم : إما ألا تصلوا الظهر والعصر ، لأنه وقت عمل ! ، وإما أن تجمعوهما إلى المغرب والعشاء ، كما يوجد بعض العمال الآن ، فقد بلغني أن بعض العمال يجمع الصلوات الخمس كلها عند النوم !! ، لو قلنا : إن الدين يتكيف لكان هذا صحيحا ، ولكن غلط .
    معنى قول من قال : إنه صالح لكل زمان : أنه لا ينافي الإصلاح ولا الصلاح في أي زمان كان ، تمسك بالدين يصلح لك أمر الدين والدنيا ].
    الفائدة 28 :
    أفضل الأنبياء هو محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن كيف الرد على من استدل بقوله تعالى : { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم } ؟!
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. وفي يوم القيامة يأتي الناس أكابر الأنبياء لطلب الشفاعة ، حتى تنتهي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - ، وهذا يدل على أنه – عليه الصلاة والسلام – أفضل الرسل ..... ثم إبراهيم ، فإن قال قائل : كيف تقول ذلك ؟! أو كيف يكون ذلك ، وقد قال الله تعالى : { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم } ، ومن المعلوم أن التابع أقل درجة من المتبوع ؟
    فيقال : هنا لا تفاضل ، لأن الملتين واحدة ، وهي التوحيد ، لكن ذكر إبراهيم لأن اليهود يقولون : نحن أولى بإبراهيم ! ، والنصارى يقولون : نحن أولى بإبراهيم ! ، فقال الله تعالى : { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم } ، وعلى هذا فما خالف هدي الرسول ، فقد خالف هدي إبراهيم ، فيكون في ذلك إقامة الحجة على من قال : إنه أولى بإبراهيم من محمد – عليه الصلاة والسلام - ، ولهذا قال الله عز وجل مصرحا بذلك في قوله تعالى : { إن أولى الناس بإبراهيم لذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا } ، والذين اتبعوه في زمن رسالته ، أما بعد بعثة الرسول – عليه الصلاة والسلام – فأولى الناس بإبراهيم محمد – صلى الله عليه وسلم - ].
    الفائدة 29 :
    كلام متين جميل للشيخ ، يرد فيه على من يدعو الرسول والأولياء.
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ والعجب أن قوما من الناس ادعوا محبة الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، وكذبوه ضمنا في قوله : { لا أملك لكم ضرا ولا رشدا } ، فصاروا يدعون الرسول – عليه الصلاة والسلام – بأن يجلب لهم الخير ، ويدفع عنهم الشر ، ويقولون : هذا من تعظيمه !! ، هذا من محبته !! ؛ وإذا نُهوا عن ذلك ، قالوا للناهي : أنت تبغض الرسول ! ، وأنت منتقص للرسول – عليه الصلاة والسلام – وما أشبه ذلك ! ، فأي الفريقين أحق بالصواب ؟ النافي ؛ أما المثبت فهو أعدى من يكون للرسول – عليه الصلاة والسلام - ، لأنه كذبه ، ووقع فيما نهى عنه حيث قال : لا تغلوا في ، ولكنه أبى إلا أن يغلو في الرسول – عليه الصلاة والسلام - .
    فما وظيفة الرسل إذا انتفت عنهم هذه الصفات ؟
    {فإنما عليك البلاغ} فقط ، { والله بصير بالعباد } ، { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد} ، فوظيفتهم البلاغ ، أن يبلغوا ما أنزل إليهم .
    أما أن ينفعوا الناس أو يضروهم فلا.
    لكن يأتي إنسان مشبّه للعامة يقول : الرسول نفعني ، فقد دلني على الخير ، وبيّن لي الخير ، وحذرني من الشر ، وبيّن لي طرق الشر فنفعني ، فما الجواب ؟
    نقول : هذا للرسول ولغيره ، حتى العلماء يفعلون مثل ذلك ، لكن هل يماك الرسول أن يوفقك أن تهتدي ؟! لا يملك ، وهذا هو بيت القصيد أن الرسول لا يملك ، أما أن يبلغ الرسالة فهو يملك هذا كغيره ، حتى العلماء يملكون ذلك الشيء ، لكن يملك أن يوفقك ويهديك؟! كلا ، لكان استطاع أن يهدي عمه الذي دافع عنه ، واستمات في المدافعة عنه ، ما ملك أن ينفعه ، وهو يدعوه عند موته في أضيق ما يكون ، ويقول له : " قل لا إله إلا إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله " ، فعجز الرسول عن ذلك .
    فكان آخر ما قال به أبو طالب : إنه على ملة عبد المطلب ] .
    الفائدة 30 :
    كل مسألة تتعلمها فهي إكرام من الله تعالى .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. الرسالة من أكبر النعم بعد الهداية للإسلام ، وحينئذ نقول : من ورث الأنبياء في علمهم ، ودعوتهم إلى الله ، واستقامة حاله ، فقد أكرمه الله تعالى ، بل كل مسألة يمن الله عليك بعلمها فهي إكرام من الله تعالى لك ، لأنك زدت على الجاهل مرتبة .
    فيجب على طالب العلم أن يشعر بأن الله تعالى أكرمه بما منّ عليه من طلب العلم ، كما أكرم الرسل بالرسالة ].
    الفائدة 31 :
    معنى قوله تعالى : { أكملت لكم دينكم } .
    قال – رحمه الله تعالى –
    [ { أكملت لكم دينكم } ، أي : جعلته كاملا ، وليس المعنى أنني ختمته ، لأنه قد نزلت آيات بعد هذه الآية ].
    الفائدة 32 :
    من اعتقد حل الحكم بغير ما أنزل الله .
    قال الشيخ – رحمه الله تعالى - :
    [ .. من يعتقد حل الحكم بغير ما أنزل الله ، ويجعله قانونا مشروعا يرجعون إليه عند التنازع ، دون الرجوع إلى الكتاب والسنة ، ثم هو يصلي ويصوم ويزكي ، نقول : إنه كافر ، ولو صلى ، وصام ، و لو زعم أنه مسلم ، لأنه آمن بعض ، وكفر بعض ].
    الفائدة 33 :
    كفر من ادعى النبوة ، وكفر من صدقه .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مستندين إلى { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } ، وبهذا نعرف أن مسيلمة كذاب ، والذين جاءوا بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقولون : إنهم أنبياء كذابون أيضا ، وما أكثر ما يوجد في بعض البلدان الإسلامية من يخرج ويقول : إنه نبي يوحى إليه .
    أنا أسمع أنه يوجد الآن في أفريقيا ، وفي آسيا أناس يدّعون هذا ! ، هؤلاء نقول : إنهم كفرة ، ومن صدقهم فهو كافر
    ].

  • #2
    الفائدة 34 :
    الرد على الرافضة في ادعائهم حب علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - .
    قال – رحمه الله تعالى –
    [ ... علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – كان يعلن على منبر الكوفة – وهو أمير المؤمنين – يعلن صراحة بأن خير هذه الأمة أبو بكر ثم عمر .
    والعجب أن الرافضة يدّعون ولايتهم لعلي ، وهم يكذبون علي بن أبي طالب ، لأنه إذا قال : خير هذه الأمة أبو بكر ، ثم عمر ، وهو قد بايع أبا بكر ، وبايع عمر ، يعني أنه كذاب فيما يقول ، وأنه منافق ، لأنه بايع على خلاف ما في قلبه ، وهذا أكبر طعن في علي بن أبي طالب ، ويدّعون أنهم أولياؤه ، وما كانوا أولياؤه ، إن أولياؤه إلا المؤمنون ].
    الفائدة 35 :
    ذكر الأدلة على أحقية أبي بكر الصديق بالخلافة .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ... أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق – رضي الله عنه ، نؤمن بهذا ، أنه أفضلهم ، وأنه أحقهم بالخلافة ؛ أما كونه أفضلهم ، فلأن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل : أي الرجال أحب إليك ؟ قال : " أبو بكر " صراحة ؛ وقال علنا على المنبر : " لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر " ؛ والخليل هو صافي المحبة البالغ ذروتها ، ولهذا امتنع الرسول – عليه الصلاة والسلام – أن يجعل له من أمته خليلا ، لأن قلبه قد امتلأ بمحبة الله عز وجل .
    ونؤمن كذلك بأنه أحقهم بالولاية ، لوجود شواهد :
    أولا : أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – خلفه على أمته في إمامة الصلاة ، والصلاة أفضل شعائر الإسلام ، فجعله خليفة له عليهم في أعظم شعائر دينهم وهي الصلاة ، فكيف لا يكون خليفة بأمور دنياهم .
    ثانيا : أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – خلفه على أمته في قيادة الحجيج سنة تسع من الهجرة ، حيث جعله الأمير على الحجاج ، والحجاج كما تعلمون دائرتهم أوسع مما في المدينة ، فجعله هو الأمير عليهم .
    ثالثا : أن الرسول قال : " لا يبقى في المسجد باب إلا سُد إلا باب أبي بكر " ؛ مما يدل على أنه الخليفة بعده ، حتى يسهل وصول الناس إليه ، لأن بابه في المسجد ، وحتى يسهل وصوله أيضا إلى الناس .
    رابعا : أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال لامرأة أتته في حاجة ، فوعدها القادم ، فقالت : أرأيت إن لم أجدك ؟! قال : " فأت أبا بكر " وهذا كالنص الصريح على أنه الخليفة من بعده .
    وأيضا قال – صلى الله عليه وسلم - : " يأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أبا بكر " .
    والأدلة على هذا كثيرة .
    فلا شك أن أبا بكر – رضي الله تعالى عنه – هو أفضل الأمة ، وأحقهم بخلافة النبي – صلى الله عليه وسلم - .
    الفائدة 36 :
    الحسن – رضي الله عنه – هو حقيقة الذي فدى الناس بتنازله عن الخلافة ، وهو أفضل من الحسين – رضي الله عنه - .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ... لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أشار إلى ذلك في قوله للحسن : " إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " ، فنال السيادة في الدنيا والآخرة ، - رضي الله عنه - ، وأخوه الحسين شاركه في السيادة في الآخرة ، حين قال الرسول – عليه الصلاة والسلام - :
    " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " ، ولكن السيادة في الدنيا والآخرة إنما هي للحسن – رضي الله عنه - ، وهو أفضل من الحسين بلا شك ، لما له من الآيات الفاضلة ، والمنة على المؤمنين عموما ، حيث تنازل عن الخلافة التي يسعى إليها أكثر الناس ، تنازل عنها من أجل الإصلاح ، وحقن الدماء ، فهو حقيقة الذي قد فدى الناس بتنازله عن الخلافة ، فجزاه الله خيرا عن أمة محمد.].
    الفائدة 37 :
    حجة عقلية في ترتيب الأفضلية بين الخلفاء الراشدين ، نوقش فيها الشيخ .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ وما كان الله تعالى – وله الحكمة البالغة – ليولي على خير القرون رجلا وفيهم من هو خير منه ، وأجدر بالخلافة ، هذا احتجاج بمقتضى الحكمة ، وقد ورد فيه نقاش ، فبعض العلماء أو بعض الإخوان يقول : أليس قد وُلّي على المسلمين في الخلافة ، وفيهم من هو خير منه ؟! نقول : بلى ، لكن ليس في زمن خير الأمة ، صحيح أنه ولي بعد الخلفاء الراشدين على الأمة الإسلامية من ليس هو خير الأمة ، لكن نحن نتكلم على خير الأمة ، فما كان الله ليولي على هذا الشعب المختار رجلا ، وفيهم من هو خير منه ، لأن هذا تأباه حكمة الله – عز وجل ، وأما بعد ذلك ، فلا شك أن من الخلفاء من هو أدون ، وأدون بكثير من كثير من الشعوب ].
    الفائدة 38 :
    مسألة مهمة ينبغي أن نتنبه لها متعلقة بالتفضيل بين الصحابة ، والمناقب : الفضل المقيد لا يستلزم الفضل المطلق.
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه ، المفضول من هؤلاء ربما يكون له خصيصة يتميز بها عن غيره ، لكن الفضل المقيد لا يستلزم الفضل المطلق ، وهذه مسألة ينبغي أن نتنبه لها ، حتى تزول عنا إشكالات كثيرة ، الفضل المطلق شيء ، والمقيد شيء ، فلا يتعارضان ، فلا يلزم من ثبوت الفضل المقيد أن يثبت الفضل المطلق ، ولا يلزم من الفضل المطلق بأن ينتفي الفضل المقيد ، فمثلا من الصحابة من له ميزة خاصة ، فمثلا : الشيطان يفر من عمر ، ولكنهم لم يلمسوا ذلك في أبي بكر ، مع أن أبا بكر أفضل منه ؛ عثمان – رضي الله عنه – قال له الرسول – صلى الله عليه وسلم – حينما جهز جيش العسرة : " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم " ، وقال : " من يشتري بئر رومة ، وله الجنة " ، اشتراها عثمان ، وتزوج عثمان اثنتين من بنات الرسول – عليه الصلاة والسلام - ، ولم يحصل ذلك لغيره ، فله ميزات ، ولا نقول : إنه يلزم من ذلك أن يكون أفضل من عمر ، لأن عمر فضله مطلق ، وهذا فضل مقيد ؛ علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – له ميزات أيضا ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم خيبر : " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه " .
    فميزه بالمحبة ، وبأن يفتح على يديه ، وحين سأل عنه ، قالوا : إنه يشتكي عينيه ، فأمر به ، فأتى ، فبصق في عينيه فبرأ ، كأن لم يكن به وجع ، ثم أعطاه الراية ، وقال : " انفذ على رسلك ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من حمر النعم " ؛ هذه خصيصة لم تكن لأبي بكر ، ولا لعمر ، ولا يلزم من ذلك أن يكون علي أفضل منهما ، كذلك أيضا لما خلفه في غزوة تبوك ، وجزع – رضي الله تعالى عنه - ،قال : تخلفني في النساء والذرية ، أو كلمة نحوها ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ؛ وهذه خصيصة له ، لأنه خلفه في أهله ، كما خلف موسى هارون في قومه ، بل أعظم من ذلك ، أمر النبي – عليه الصلاة والسلام – من أدرك أويسا القرني أن يطلب منه الدعاء ، وهذه الخصيصة لم تصر لأحد من الصحابة ، مع أن الصحابة أفضل من أويس ، أبو بكر وعمر وعثمان وابن مسعود ، وابن عباس ، وغيرهم أفضل من أويس بلا شك ، و لكن هذه خصيصة له ، ولم يأمر الرسول أحدا أن يطلب من أبي بكر ، ولا من عمر ، ولا من عثمان ، ولا من علي ، ولا من غيرهم أن يدعوا له ؛ ولا نقول : إن هذه الخصيصة تقتضي أن يكون أويس أفضل ؛
    بل إن الرسول أخبر بأن العاملين في أيام الصبر للواحد منهم أجر خمسين من الصحابة ، ولا يلزم من هذا أن يكون هؤلاء أفضل من الصحابة ، فهذه خصيصة مقيدة بهذا الزمن الصعب الضنك ، لأنك إذا رأيت المجتمع لا يعمل بعبادة الله ثقل عليك أن تعبد الله وحدك ، وأيضا ربما تُتخذ هزوا ، فتصبر وتتحمل ، فنالوا هذه الخصيصة بسبب ما يعانونه من الضيق والمضايقة ، لكن لا يلزم من هذا أن يكونوا أفضل من الصحابة .
    وهذه الفائدة تنفعنا أن الفضل منه مطلق ، ومنه مقيد ، ولا يلزم من الفضل المقيد أن يكون أفضل من المطلق ، ولا يلزم من الفضل المطلق ألا يكون للمفضول فضل مقيد ].
    الفائدة 39 :
    لماذا أخر الإيمان في قوله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }.
    قال – رحمه الله تعالى –
    [ ... فإذا قال قائل : لماذا أخر الإيمان بالله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ لأن الإيمان بالله يكون منهم ومن غيرهم ، حتى الأمم السابقة تؤمن بالله ، لكن الميزة العظيمة التي حصلوا بها على هذه الفضيلة ، وهي الأمر بالمعروف ، والنهي المنكر ].
    الفائدة 40 :
    كلما بعد العهد بالرسالة ، ضعفت الفضيلة .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ يقول شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – وكلما بعد العهد بالرسالة ضعفت الفضيلة ، وهذا يؤخذ من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – حين شكا إليه الناس ما يجدونه من الحجاج بن يوسف الثقفي ؛ قال : إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " لا يأتي على الناس زمان ، إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم " .
    الفائدة 41 :
    توجيه حديث : ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم... ).
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ...وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خذلهم .. ، نؤمن بذلك لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " ، وهذه بشرى سارة لهذه الأمة ، أنه لن يعدم الحق منها جميعا ، بل لابد أن يكون فيها من هو على الحق ظاهر ، بمعنى أنه يبين الحق ويوضحه ، ولا يلزم من ذلك أن يكون منتصرا ، بل هو منصور ، ولكنه ليس بمنتصر ، بمعنى : أنه قد يكون ليس عنده القدرة على الجهاد ، إلا أنه معصوم من أن يُقضى عليه ، والواقع شاهد بذلك والحمد لله تعالى ، فإن الأمة الإسلامية لم تزل فيها طائفة منصورة على الحق إلى الآن ، وإلى أن يأتي أمر الله ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أخبر ، وخبره – صلى الله عليه وسلم – صادق ، ولا يمكن أن يتخلف ، وهذه الأمة أو الطائفة هم أهل السنة والجماعة ].
    الفائدة 42 :
    الطعن في الصحابة الكرام ، طعن في أربع جهات .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم وجوبا ، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل ، وأما أن ننشر مساوئهم بين الناس ، ونقول : فلان فعل كذا ، وفلان فعل كذا ، فلا شك أنه محرم ، لأنه إذا كان ذلك حراما بالنسبة لغيرهم ، فكيف بالنسبة لهم ، والطعن في الصحابة في الواقع يتضمن الطعن في أربع جهات :
    أولا : طعن فيهم ، وهو واضح صريح .
    الثاني : أنه طعن في الشريعة ، لأنهم الواسطة بيننا وبين الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، فهم الذين نقلوا الشريعة إلينا ، فإذا طعنا فيهم صارت الشريعة مشكوكا في صحتها ، وعزوها إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم .
    الثالث : أنه طعن في الرسول – عليه الصلاة والسلام - ، وذلك أن من كانوا أصحابه على جانب من الفسق والفجور ، فإن ذلك قدح في مقامه ، إذا كان العرف بين الناس الآن أن الرجل الشريف إذا كان أصحابه ومن حوله قد طُعنوا بالفسق والفجور وغيرها ، فلا شك أن هذا قدح فيه ، وإن لم يكن مثلهم في الفجور والفسق ، لكن كان على الإنسان الشريف أن يصطحب أناسا شرفاء ، أما أن يصطحب أناسا على جانب من الفسق والفجور ، فهذا لا شك أنه عيب فيه ، وإن لم يكن على شاكلتهم من الفجور وغيرها .
    رابعا : طعن في جانب الرب عز وجل ، فإنه طعن في حكمته أن يهيأ لهذا الرسول الكريم الذي هو أفضل الخلق عند الله عز وجل أناسا فجرة كفارا فساقا ، كما يقول الرافضة في أصحاب الرسول – عليه الصلاة والسلام – إلا نفرا قليلا من أهل البيت ].
    الفائدة 43 :
    لا يجوز أن نقرأ خلاف الصحابة ، وفتنهم على العامة .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ وجب علينا أن نكف عن مساوئهم ، وألا نظهرها للناس ، حتى لو فرضنا أن إنسانا يقرأ في " البداية والنهاية " ، وأتى على وقعة الجمل ، أو صفين ، أو غيرها ، ما يخدش كرامة الصحابة عند العامة الذين لا يفهمون ، فالواجب ألا نقرأ ، أما إذا كنا نريد أن نقرأها على طلبة العلم لنمحص ما فيها مما دخلها من الزغل والكذب ، فإنه لا بأس ، بل قد يجب ].
    الفائدة 44 :
    طريقة القرآن إذا ذكر مفضلا ، ومفضلا عليه : ذكر المنقبة العامة للجميع .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ سبحان الله تعالى ! ، في القرآن الكريم لما ذكر فضل من أنفق قبل الفتح وقاتل ، فإنه قد يذهب القلب إلى التنقص من حق المُفضل عليهم فقال : { وكلا وعد الله الحسنى } ، وإن اختلفوا في الفضل ؛ وهذه طريقة القرآن : أنه تعالى إذا ذكر مفضلا ، ومفضلا عليه ، ذكر المنقبة العامة للجميع ؛
    قال الله تعالى : { وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان } قد يبدر إلى الذهن التنقص من حق داود ، فقال عز وجل دفعا لهذا { وكلا آتينا حكما وعلما } ، ثم ذكر منقبة خاصة له في مقابل قوله تعالى : { ففهمناها سليمان } ، فقال عز وجل : { وسخرنا مع داود الجبال يسبحن } ].
    الفائدة 45 :
    مراحل حياة الإنسان ، وغلط من يقول : إن المثوى الأخير هو القبور .
    [ الإنسان له مراحل :
    المرحلة الأولى : في بطن أمه .
    الثانية : في الدنيا .
    الثالثة : في البرزخ .
    الرابعة : يوم القيامة ، فهي المرحلة الأخيرة ، ولهذا يغلط من يقول في الميت : إنه نقل إلى مثواه الأخير ، فإن هذا لو كان الإنسان يعتقده تماما لكان كافرا ، لأن من قال : إن المثوى الأخير هي القبور ، فقد أنكر البعث ، ويكون كافرا ، ومع الأسف أن هذه الكلمة شائعة بين الناس ، فكثير ما نسمع في الصحف ، وغير الصحف يقولون : انتقل إلى مثواه الأخير ، وهذا غلط ، المثوى الأخير : إما الجنة ، وإما النار ].
    الفائدة 46 :
    بطلان قصة نصيحة إبليس لأبوينا آدم وحواء في تسمية ولدهما بعبد الحارث .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ورد عن ابن عباس أو غيره أن حواء لما حملت ، أتاها الشيطان ، وقال لها ولآدم : أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة ، سمياه عبد الحارث أي : الولد ، وإلا فسيخرج ميتا ، وفي النهاية سمياه عبد الحارث .
    هذه القصة لا شك أنها مكذوبة ، كيف تسلل إليهما ليقبلا كلامه ، ويقول لهما : أنا صاحبكما الذي أخرجكما من الجنة؟!! أهذا كلام متوسِّل متضرع لقبول قوله ؟!! أم هذا مما يوجب النفور من قوله ؟!! الثاني بلا شك .
    وأيضا لو كان آدم فعل ذلك – وحاشاه منه – لكان شركا ، والشرك أعظم من الكبائر فضلا عن الصغائر ، ولو كان كذلك لاحتج به آدم أكثر مما يحتج بأكله من الشجرة ، وأظن أنا ذكرناها في " شرح كتاب التوحيد " وذكرنا حوالي ثمانية أوجه تدل على بطلانها ].
    الفائدة 47 :
    هل الصراط طريق حسن واضح ، أو أنه أدق من الشعرة ، وأحد من السيف ؟
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ في هذا خلاف بين علماء أهل السنة ، منهم من قال بالثاني ، ومنهم من قال بالأول ، وليس هناك أدلة واضحة تفصل بين القولين ، فمعتقدنا في ذلك أن نقول : الله أعلم ، لكن نؤمن بهذا الصراط ].
    الفائدة 48 :
    عصاة الموحدين هل يدخلون نار الكافرين ،أو في نار أخرى؟
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ..في هذا قولان للسلف :
    منهم من قال : إنه يكردس في نار جهنم التي هي نار الكافرين ، لكن أعضاء السجود لا تأكلها النار ، لأن الله تعالى حرم على النار أن تأكل أعضاء السجود ، يعني : الجبهة والكفين والركبتين وظهر القدمين ، لكن بعض العلماء يقولون : إنها نار ليست كالنار الأم ، وهي النار التي تفنى ، أما النار التي هي النار الأم فلا تفنى ، وهذا ظاهر كلام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في " الوابل الصيب " ، أن النار التي تفنى هي نار المعذبين بذنوبهم فقط ، لا نار الكافرين ، فنار الكافرين لا تفنى ، وأشد مرارة ، هذا قول بعض العلماء .
    والقول الثاني : أن هؤلاء الذين يكردسون في النار عند مرورهم على الصراط يكردسون في نار جهنم ، لكن الله على كل شيء قدير ، يمكن أن تكون نار جهنم لهؤلاء بردا وسلاما ، ولهؤلاء شديدة الحرارة ، إنما نحن نؤمن بأن هذا الصراط على جهنم ، وأن الناس يعبرون عليه ، وأن منهم من يكردس ويلقى في النار ، وظاهر النص أنها النار التي للكافرين ، لكن من الجائز أن تكون سلاما وبردا على غير الكافرين ، والله على كل شيء قدير ].
    الفائدة 49 :
    شهيد ، شيخ ، إمام ، ألقاب صارت رخيصة !!
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. كل من مات في سبيل الله تعالى فهو شهيد ، لكن لا تقل : فلان شهيد ، لأنه قد يكون في قلبه أنه يدافع عن حمية ، أو عصبية ، وما أشبه ذلك .
    لكن مع الأسف الشديد ، إن كلمة شهيد اليوم صارت رخيصة ، كما صارت كلمة شيخ ، فالآن كلمة شيخ رخيصة ، يعني يقال للإنسان الذي لا يعرف كوعه من كرسوعه يقال له : شيخ .
    وتجده يجلس في مجلس كله عوام ، ثم يقوم يتكلم بكلام فصيح بين ، وعن شجاعة ، فيقولون : هذا عالم ، لا نظير له ، فيكون عندهم شيخ الشيوخ .
    وكذلك أيضا سهلت كلمة إمام ، الآن لو صنف الإنسان كتابا مختصرا من أبسط ما يكون ، قالوا : هذا إمام!! ، سبحان الله تعالى ! الإمام لابد أن يكون عالما كبيرا متبوعا ، وليس كل إنسان يؤلف يسمى إماما ، ولهذا لما اختلفت المفاهيم هنا ، صارت الألقاب تشوش ، فعندما تقرأ كتابا صغيرا لأحد المؤلفين ، وتقول : قال الإمام فلان ابن فلان ! ماذا يظن السامع ؟ ، يظن أنه إمام من أكابر العلماء ، وهذا لا يجوز ، أن نصف الإنسان بما لا يستحق ، لأن هذا فيه شيء من الكذب .
    كذلك أصبح يقال لمن قتل نفسه : إنه شهيد ! ، والذين يضعون المتفجرات في بطونهم ، ويموتون بها ! ، يقال عند بعض الناس : إنه شهيد ، ونحن نقول : إنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم ، لكننا ما نعيِّنُه ، ونبرأ إلى الله تعالى من هذا ، لكن نقول : كل إنسان قتل نفسه ، فإنه يعذب بما قتل به نفسه في جهنم ؛ أما الرجل الذي قد يفعل ذلك متأولا ظانا أن هذا الحق ، فهذا لا يعذبه الله عز وجل .
    أرأيت أسامة بن زيد – رضي الله عنه – قتل مشركا بعد أن أدركه هاربا ، فقال المشرك : لا إله إلا الله ، فقتله أسامة متأولا ، يظن أنه قالها تعوذا من القتل ، وخوفا منه ، فلو وقع لنا مثل هذا ، لكنا نظن كما ظن أسامة ! ، ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبخه ، وقال له – وجعل يكررها - : " قتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله " ، حتى قال أسامة : تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ ! ، حتى يكون هذا الذنب مما يغفر لي بالإسلام .
    إذن الشهادة أمر مهم خطير جدا ، فإذا فعل الإنسان فعل مؤمن تقي ، تقول : أحسبه كذلك ، والله حسيبه ، وأرجو له التوفيق ، وأرجو له الجنة ، وأرجو له الثواب ، حتى تسلم والحمد لله ؛
    ونقول : هل يضره إذا لم نشهد له أنه شهيد ، وكان شهيدا عند الله تعالى ؟! لا يضره .
    وهل ينفعه إذا شهدنا له أنه شهيد ، وهو ليس شهيدا عند الله ؟ لا .
    إذن ما الفائدة في أن نُعَرّض أنفسنا لشيء محرم علينا لأجل إرضاء بعض الناس ].
    الفائدة 50 :
    هل نشهد للكافر المعين الذي مات بالنار ؟
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ نقول : كل كافر في النار ، وكل مشرك شركا أكبر في النار ، وكل منافق في النار ، هذا عموم نشهد به .
    الآن يوجد رؤساء كفرة يموتون ، مثل رئيس اليهود الذي قتل ، والذي مات ، فهل نشهد بأنه بعينه في النار ؟
    أنا أرى الاحتياط وبراءة الذمة أن لا نشهد .
    ولكن ليست شهادتنا لهذا بالنار في التحرز منها ، كشهادتنا لكافر معلن للكفر ، لكنه ما مات على الكفر ، فهذا ربما يُهْدى فيما بعد ، أما إنسان مات على الكفر نشهد أنه إلى آخر لحظة من حياته ما علمنا أنه أسلم ، فالشهادة بالنار لهذا قريبة ، لكن مع هذا نقول : الاحتياط ألا تشهد ، فإن شهادتك له بالنار إن كان ليس من أهلها لن تؤثر ، وإن كان من أهلها فلا حاجة لشهادتك هو من أهل النار ، لهذا نرى الشهادة بالنار لكافر على قيد الحياة لا تجوز ، لا شك ، لاحتمال أن يسلم ، وكم من كافر أسلم ، أما إذا مات على الكفر ، ولم نعلم أنه قال يوما من الدهر : لا إله إلا الله ، فهذا أيضا لا نشهد له بالنار احتياطا ، ومعلوم أن الحكم الاحتياطي ليس كالحكم المجزوم به].
    الفائدة 51 :
    الكافر لا يفتن في القبر ! ، وإنما المنافق .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. "فيقول المؤمن : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبي محمد ، وأما الكافر فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته "
    الحديث ورد بلفظ : " وأما الكافر أو المنافق " ، وإذا طبقت هذا الجواب وجدته ينطبق على المنافق ، فالمنافق لا يستطيع أن يجيب ، حتى وإن كان يجيب به في الدنيا بأفصح عبارة ، فإنه في القبر يقول : " ها ها لا أدري " ، وفكر في قوله : " ها ها " تجد كأنه يعلم الشيئ ، ولكن نسيه ، أو عجز عن النطق به ، وهذا يكون أشد حسرة مما لو كان لم يعرفها ، مثلا : لو ضاع منك مائة ريال كان ذلك أشق عليك مما لو كنت لم تملكها مهن قبل ، فهكذا العلم إذا أضعته بعد حصوله ، صار أشد عليك مما لو لم تدركه أولا .
    إذن الذي يظهر لي أن الذي يُسأل المؤمن والمنافق ، أما الكافر فلا يسأل ، لأنه لا حاجة لسؤاله ، فالامتحان إنما هو للاختبار ، والكافر ساقط من أصله ، فلا يُسأل؛ ولذلك يوم القيامة لا يحاسبون ، وإنما تنشر أعمالهم ويجزون بها ، ويقال : { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين } ؛ لكن لو ثبت عن الرسول – عليه الصلاة والسلام – ثبوتا صريحا لا شك فيه أن الكافر يسأل ، فنقول : سمعنا وصدقنا وآمنا .
    أمَاَ ولفظ الحديث هكذا : " سمعت الناس يقولون شيئا فقلته " ، فإن ذلك يكون جوابَ من قال ذلك ، وهو المنافق الذي لم يدخل الإيمان في قلبه ، ثم المعنى يقتضي ألا يُسأل الكافر أيضا ، لأن السؤال للاختبار والامتحان ، والكافر ساقط من الأصل ، مثل طالب لا يحصل في كل الدروس إلا على صفر ، فهذا لا نختبره ، لكن طالب فيه احتمال ، فهذا هو الذي يُسأل .
    فنسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ].
    الفائدة 52 :
    توفيقك لشكر نِعَم الله نعمة تستحق الشكر .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ..قال بعض العلماء : إن توفيقك للشكر نعمة تستوجب الشكر ، لأن كثيرا من الناس حُرم الشكر ، فإذا أنعم الله عليك ، ووفقك لشكر النعمة واستعمالها في طاعة ، فهذه نعمة تحتاج إلى شكر ؛ وفي هذا يقول الشاعر :
    إذا كان شكري نعمةً اللهُ أنعمها**عليَّ له في مثلها يجب الشكر
    فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله **وإن طالت الأيام واتصل العمر]
    الفائدة 53 :
    عذاب القبر يشبه تواتر القرآن !
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ..أما السنة فقد تواترت بذلك(أي: عذاب القبر)تواترا لا نظير له ، فكل مسلم يقول في صلاته : أعوذ بالله من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك ، ولأن جميع الأحاديث الواردة في التواتر لا يمكن أن تكون كأحاديث عذاب القبر ، لأن عذاب القبر كل الناس يستعيذون منه في صلاتهم ، فهذا يشبه تواتر القرآن الذي يقرأه الصغير والكبير ].
    الفائدة 54 :
    قراءة بعض الشباب ما يتعلق بأوصاف الحور العين وما يتعلق به من ذكر مفاتنهن!
    السؤال :
    بالنسبة لوصف الجنة ونعيمها ، يوجد بعض الناس ، وخاصة بعض الشباب ، من يكثرون في قراءة ما يتعلق بأوصاف الحور العين ، خاصة ما ذكره الإمام ابن القيم في " نونيته " ، مما يثير شهوتهم ، ومع ذلك إذا نُصِحوا ، يقولون : نحن نتصبر بهذا!! فهل هذا له وجه ؟ أم أنهم يُنصحون بالابتعاد عن هذا؟
    الجواب :
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ما أرى هذا ، ولِمَ لا يرون النار أيضا ووعيدها؟!! الناس الآن هم إلى ذكر الوعيد أحوج منهم إلى ذكر الوعد ، لأن أغلب الناس قد فتنته الدنيا ، فيحتاج إلى كابح ، فالناس ليسوا مقبلين الآن حتى نذكر لهم الأشياء التي تحثهم على التقدم ، الناس الآن مدبرون إلا ما شاء الله ؛ فهنا نرى أن الإنسان إذا أراد أن يرجح أحد الجانبين عن الآخر ، الترغيب أم الترهيب ، نرى في الوقت الحاضر أن يقدم الترهيب ، على أني لا أوافق على هذا ، لكن أقول : إذا كان ولابد ، والذي ينبغي أن نسلك طريقة القرآن : ترغيب وترهيب ، أما ما ذكره ابن القيم في وصف الحور العين ، وتشبيهها ، وما شابه وقال :
    إذا انحدرت وجدت أمرا هائلا!
    هذا ما ينبغي أن يقال ، خصوصا عند الشباب ].
    الفائدة 55 :
    مذهب الأشاعرة في القدر لا يمكن أن يتصوره إنسان !!.
    سؤال :
    هل يصح القول : إن مذهب الأشاعرة هو مذهب أهل السنة في باب القدر ؟!
    الجواب :
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ لا ، أبدا ، مذهب الأشاعرة في باب القدر يشبه مذهب الجبرية ، بل هو في الحقيقة مذهب لا يمكن أن يتصوره الإنسان ! ، يقولون : الله خلق الفعل ، وفعل العبد كسبه ! ، سبحان الله ، كيف هذا ؟!! لكنهم يتناقضون مثلما تناقضوا في الكلام ، وهو أعظم من هذا ، قالوا : إن الله يتكلم ، ولكن كلامه في نفسه ، وما سمعه جبريل فهو مخلوق !!].
    السائل :
    يعني الكسب هنا يشبه ماذا ؟! نفهم إيش معناه ؟!
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ ما أنت بفاهمه !! ، ما أنت بفاهمه !! ، حتى هم يقولونه ، ولا يفهمونه !! ، ولهذا يقولون : ثلاثة أشياء ما لها أصل ، أو ما لها معنى : من جملتها الكسب عند الأشعري! ].
    الفائدة 56 :
    مراتب القدر .
    قال رحمه الله تعالى – :
    [ .. والمراتب الأربع هي :
    1- العلم . 2- الكتابة . 3- المشيئة . 4- الخلق.
    جُمعت هذه المراتب الأربع في بيت :
    علمٌ كتابةُ مولانا مشيئتُهُ ** وخلقُهُ وهو إيجاد وتكوين].
    الفائدة 57 :
    مشيئة الله نوعان .
    قال - رحمه الله تعالى - :
    [ ... ونحن بدأنا بالعلم – أي في مراتب القدر – لأنه هو السابق ، فإن الله لم يزل ، ولا يزال عليما ، ثم بالكتابة لأنها بعده ، ثم بالمشيئة لأنها بعد ذلك ، ولكن لاحظ أن المشيئة – مشيئة الله للأشياء – فيها شيء مقارن ، وفيها شيء سابق ، الشيء السابق : هو أن الله عز وجل بعلمه القديم شاء كل ما أراد أن يفعله من الأصل ، لكن المشيئة المقارنة هي مرادنا هنا ، وتكوين المشيئة المقارنة عند الفعل : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ، وبعد المشيئة يكون الخلق ، ولهذا يجب على الطالب إذا أراد أن يذكر المراتب أن يذكرها مرتبة ].
    سؤال :
    المشيئة بعد الكتابة ، مع أن الكتابة لا تكون إلا بمشيئة الله عز وجل !!
    الجواب :
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ المشيئة نوعان : مشيئة سابقة ، وهذه تابعة للعلم ، ومشيئة مقارنة للفعل ، وهذه مقارنة للفعل ، يعني قد شاء الله – مثلا – أن يفعل العبد كذا ، وكذا ، في يوم كذا ، وكذا ، في ساعة كذا ، كذا ، في بلد كذا ، وكذا ، هذا شاءه من قبل ، وهو كائن في علمه عز وجل ، لكن المشيئة الحادثة التي يكون بها الفعل متأخرة عن الكتابة ].
    الفائدة 58 :
    قول بعض الناس : ما اندفع الجهمية والمعتزلة إلا بالأشاعرة !!
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. إن بعض الجهال والمعاندين يقولون : ما اندفع الجهمية والمعتزلة إلا بمذهب الأشاعرة ، سبحان الله !! مذهب الأشاعرة الباطل يُبطل به الباطل !!! ؛ لكن يدفعون بالكتاب والسنة ].
    الفائدة 59 :
    قول : هذا بفضل الله ثم بخبرتي .
    السؤال :
    هل يجوز للرجل أن يقول بالنسبة للنِّعم التي عنده ، مثلا : مال كثير ، أن يقول : أوتيته بفضل الله عز وجل ، ثم بخبرتي ، أو مثل هذه الأمور ينبغي دائما أن يحيلها على الله ؟
    الجواب :
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ لا بأس أن يقول هذا بشرط : ألا يُغَلّب قولَه : بخبرتي ، على قوله بفضل الله ، لأن بعض الناس قد يقدم فضل الله لفظا ! ، لكن في قلبه أن الخبرة أبلغ في حصول هذا الشيء ، فإذا كان يخشى على نفسه من ذلك فلا يقوله ، وإذا كان يريد أن يقول : بخبرتي من أجل أن يحث الناس على فعل الأسباب ، كان هذا خيرا ].
    الفائدة 60 :
    التكبر على المتكبر !
    السؤال :
    التكبر على المتكبر جائز؟
    الجواب :
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ هذا لا يجوز ، ولكن إذا قال : المعزر للمتكبر محمود ؟
    يجوز أو لا ، أسألك !].
    السائل :
    يجوز.
    الشيخ : [ المعزر يعني المؤدب ، المعزر للمؤدب محمود ؟ هه.
    السائل :
    لكن المتكبر متكبر !
    الشيخ : [ لا يجوز على المتكبر ، ولا التكبر على المتكبر أبدا ، لكن إذا كان لك السلطة والتأديب ، فلان مؤدب للمتكبر محمود ].
    السائل :
    لكن هو يمر ولا يسلم! ، فهل إذا مررت أنا عليه أسلم ؟!
    الشيخ : [ إي نعم سلم ، وإلا فهل إذا صعّر لك خده ، تصعر خدك له ؟!!!].
    الفائدة 61 :
    هل نفعل كفعل الرجل من بني إسرائيل حينما رمى دين الرجل في زجاجة في البحر ، وقال : اللهم إنك أنت كنت الكفيل ..؟
    السؤال :
    هل يعمل بما ورد في الصحيح من أولئك الرجلين من بني إسرائيل اللذين استدان أحدهما من الآخر ، ثم لم يجد سببا لأن يوصل له دينه في وقته ، فرماه في البحر متوكلا على الله ، خاصة إذا كان مبلغا كبيرا ؟!
    الجواب :
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ الآن هناك وسائل ].
    السائل :
    إذا انقطعت السبل؟
    الشيخ : [ إذا انقطعت السبل بالكلية ، فليسلك أقرب الطرق وليدعُ الله ، الاعتماد على الدعاء المحض بدون فعل الأسباب، هذا إذا انقطعت الأسباب ، والله تعالى قد يوصله بما شاء ، عن طريق الملائكة أو غيرها ، لكن ما دام العبد يمكنه أن يفعل الأسباب ، فهو مأمور بها ].
    الفائدة 62 :
    اللوح المحفوظ.
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ اللوح المحفوظ ، يعني المحفوظ عن الأيدي ، المحفوظ عن التغيير ، لوح لا يناله أحد ، ولا يتغير ما فيه ، ولا ندري هل هذا اللوح من خشب أو من حديد أو من فضة أو من ذهب أو من نور ، الله أعلم ، ولكن نؤمن بأنه لوح محفوظ ، كتب الله فيه مقادير الخلق ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، ولا نعلم كيفية الكتابة ].
    الفائدة 63 :
    الرد على الجهمية في استدلالهم بقوله تعالى { الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل } على أن القرآن مخلوق .
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. والعجب أن الجهمية استدلوا بهذه الآية الكريمة على أن القرآن مخلوق ، وهذا الاستدلال باطل ، لأن المخلوق منفصل بائن عن الخالق ، إذ إن المخلوق يستلزم ثلاثة أشياء : خالق ، وخلق ، ومخلوق ، فالمخلوق إذاً ليس من صفات الخالق ، أما الذي من صفات الخالق الخلق ، فهل القرآن شيء بائن منفصل ، يعني محسوسا ينظر بالعين ؟
    أو هو كلام من صفات المتكلم ؟ الثاني ؛ إذاً كيف تقولون : إن الله خالق القرآن ؟!!
    لا يمكن أبدا ، بل القرآن وصفه ، لأنه كلامه ، ووصف الإنسان ليس من مفعولاته ، فمثلا : أعطيتك تمرة ، أكلتها ، فهل فعلك هو التمرة ؟ لا ، ولكن التمرة مأكولة ، والأكل غير المأكول ، وهل أنت الأكل؟! لا ، أنت آكل ، ومضغك أكل ، والممضوغ مأكول .
    إذا فيجب على الإنسان أن يفرق بين المفعول البائن ، وبين الفعل الذي هو وصف الفاعل ، فالقرآن كلام ، والآية لا تدل على أن القرآن مخلوق ، لأن الله تعالى قال : { خالق كل شيء } ، أي : فيلزم أن يكون المخلوق بائن منفصل ].
    الفائدة 64 :
    إذا قال الأطباء : بقاء الجنين – بعد نفخ الروح فيه - في بطن الأم يعرضها للخطر ، فلابد من إسقاطه.
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ .. فإذا كانت امرأة في بطنها جنين ، والجنين حي ، وقيل لها : إما أن نقتل الجنين وتسلمين أنت ، وإما أن نُبقي الجنين وتهلكين ، إذا قال العقلانيون : إذا بقي الجنين وماتت ، لابد أن يموت ! ، فحينئذ نكون قد قتلنا نفسين ، وإذا قتلنا الجنين ، وأخرجناه قتلنا نفسا واحدة ، والعقل يرى أن قتل نفس واحدة أهون من قتل نفسين .
    فالجواب : نقول : إذا بقي الجنين في البطن ، وماتت الأم ، ثم مات الجنين ، فموت الجنين هنا بفعل الله ، وليس بفعلنا ، لكن لو قتلناه ، صار موته بفعلنا فلا يحل ].
    الفائدة 65 :
    ئ من الذي ينتفع بأصول الإيمان والعلوم الإسلامية ؟
    قال – رحمه الله تعالى - :
    [ وبذلك انتهى الكلام على الأصول الستة ، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وهذه هي أصول الإيمان التي بنى أهل السنة والجماعة إيمانهم عليها ، وهذه العقيدة في الحقيقة تثمر ثمرات جليلة ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، فكثير من الناس – نسأل الله ألا يجعلنا منهم – يقرأون هذه الأركان ويجيدونها تماما ، لكن على أنها أمور نظرية لا تثمر سلوكا طيبا ومنهجا سليما ، الإيمان بالله يتضمن كذا ، والإيمان بالملائكة يتضمن كذا ، والإيمان باليوم الآخر يتضمن كذا ، الإيمان بالقدر يتضمن كذا، وهذا مفهوم معلوم ، لكن كثير من الناس لا يثمر له هذا الإيمان ، السلوك الصواب ، وإذا شئت أن ترى ، انظر هذا العالم الجياش الذي يدخل المدارس ، والمعاهد ، والجامعات تجده أمما ، فلو أن هذه الأمم تطبق حقيقة ما قرأته ، لأصبح الشعب شعب الخلفاء الراشدين ، لكن الواقع أن كل دراساتنا إنما هي دراسات نظرية ، والدليل على هذا : أن الطالب يقرأ أن بر الوالدين واجب ، ولكن هل يبر والديه ؟ أبدا ، وأنا لست أقول كل الناس ، الحمد لله في الناس خير ، لكن أقصد العامة ، وكثير من الناس يقرأ أن صلة الرحم واجبة ، ولكن هل كل إنسان يصل رحمه ؟ أكثر من نعلم لا يصلون أرحامهم ، ويزور صديقه مساء وصباحا ، لكنه لا يزور قريبه إلا في السنة مرة ، وعند المناسبات ، أين التطبيق ؟!
    الكذب ، كل طالب يعرف أن الكذب حرام ، ومع ذلك يكذب ، يقرأ أن الغش حرام ، ثم يأتي ويقول : هل الغش في الامتحان حرام ؟ يسأل عن شيء يعرف حكمه !
    المهم أن أصول الإيمان الستة التي بينها الرسول – عليه الصلاة والسلام – لا تنفع الإنسان إلا إذا قبلها ، وتأثر بها ، وانتفع بها ، أما مجرد النظر ، فأنا ضامن أنه يوجد في الكفار من يدرس هذه الأشياء دراسة وافية ، ويكون عنده من الاستنباطات ، واستخراج الفوائد أكثر مما عند كثير من الناس ، بل الآن هناك كفار يؤلفون في اللغة العربية ، ويحللونها فقها وتعبيرا ، ومع ذلك هم كفار ، فلهذا نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على الانتفاع بما علمنا].
    وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    والحمد لله رب العالمين.
    سحاب الخير
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله الوهراني; الساعة 25-Sep-2009, 05:44 PM. سبب آخر: [تم نقل الموضوع]أخي وفقك الله أرجو أن تضع المواضيع في منابرها المختصة وكذلك من الأحسن أن تقوم بتنسيق المووضع بالألوان لتساعد القراء على الاستفادة من مواضيعك

    تعليق

    يعمل...
    X