السمة الرابعة : اجتماع الكلمة عند الفتن 
من سمة السلف لمن درس منهجهم في القرن الأول حين كَثُرَ الخلافُ ، وكَثُرَتِ الفتنُ أنهم يأمرونَ بالاجتماع ، وينهَوْنَ عن الافتراق .
 من سمة السلف لمن درس منهجهم في القرن الأول حين كَثُرَ الخلافُ ، وكَثُرَتِ الفتنُ أنهم يأمرونَ بالاجتماع ، وينهَوْنَ عن الافتراق .
وقد قَرَّرَ أهلُ العلم أن الاجتماع نوعان : (1) الاجتماع في الدين . 
 (2) والاجتماع على ولي الأمر . 
 والافتراق نوعان : (1) افتراق في الدين . 
 (2) وافتراق في الجماعة . 
 و الله - جل وعلا - قال : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [ آل عمران : 103 ] . 
 والنبيُّ صلى الله عليه وسلم حضَّ على الاجتماع والجماعة بقوله : سَتفترَقُ هذه الأمة إلى ثلاثٍ وسبعين فرقَةً كلُها في النار إلا واحدة ، قالوا : مَنْ هي يا رسول الله ؟ قال : هي الجَمَاعةُ 
 قال أهلُ العلم : معنى الجماعة هنا ما يشمل الاجتماعَ في الدين ، والاجتماعَ على مَنْ ولاه اللهُ الأمرَ من المسلمين . 
 وقال صلى الله عليه وسلم : الجماعةُ رحمة ، والفُرْقَة عذاب 
 وهذا ظاهر بَيِّن في أن منهج الأئمة الحرصُ على الجماعة . 
 حتى أنه لما ظهر القولُ بخلقِ القرآن , وحَصَلَ من الناس ما حَصَلَ من التسارع إلى نشر هذا القول ، ودعا إليه ولي الأمرِ في ذلك الزمانِ ، قال أحدُ طلاب الإمام أحمدَ - وهو إمامُ أهل السنة والجماعة - له : ألا تَرَى ما الناسُ فيه ؟ ألا تقولُ قولاً يغير الله به ما فَعَلَ . . ؟ كأنه يشير إلى ما فَعَلَ ولاة الأمرِ ، أو ما هو مشهورٌ . 
 فجعل الإمامُ أحمدُ - رحمه الله - ينهى عن ذلك ، وينفضُ يَدَيْهِ شديدا ، ويقول : " إيَّاكُمْ والدماءَ ، إياكمْ والدماءَ " 
 لأنه يعلم أن شدة الافتراق تُسَبِّبُ في النهاية الافتراقَ في الأبدان ، ثم وقوع ما يُخْشَى منه من سفْكِ الدماء ، أو منازعة في الأمر . 
 ويتحتمُ على الأمة الإسلامية أن تَعِيَ تماماً ما بينَهُ الكتابُ وكذلك السنةُ أنّ أهل الكتاب تفرّقوا واختلفوا ، وضرب بعضُهم بعضاً ، لا لنقصِ العلم عندهم ، بل من البغي و التأويل . 
 قال الله - جل وعلا - : وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ [ الشورى : 14 ] . 
 ولذلك قال العلماء في كتب العقائد : إن أعظم ما حصل به الافتراقُ والفتنُ والبغضاءُ في هذه الأمة من شيئين : البغي ، والتأويل . 
 فإذا حَصَلَ البغيُ : بأن زاد الناسُ على ما أذن به ، أو حَصَلَ التأويل بغير مستند شرعي صحيح وقعتِ الفتنة . والعياذُ بالله - تعالى - . 
							
						
 
	 
	