إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مواقف مع الشيخ عبدالله بن عقيل رحمه الله - للشيخ د. محمد بن فهد الفريح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] مواقف مع الشيخ عبدالله بن عقيل رحمه الله - للشيخ د. محمد بن فهد الفريح

    مواقف مع الشيخ عبدالله بن عقيل رحمه الله




    حين يكون الكلام عن عالم جمع الله له من حسن الأخلاق ما يعجز عن وصفه اللسان, ومن الكرم في جميع أبوابه ما يفوق به أكثر أهل هذا الزمان, تقف حائراً ماذا تكتب وبم تبدأ , حقيقة إن المواقف مع الشيخ عبد الله مواقف لا تنسى فإذا دخلت عليه رحمه الله قام من مكانه متحفيا على كبر سنه, مستبشراً على كثرة الداخلين عليه.

    زرته مرة بعد مرض ألم به فسلمت عليه عند باب المسجد فقال: تفضلوا, فقلت: لعل الوقت غير مناسب إنما جئت لأتطمأن على صحتكم غفر الله لكم, فقال: الوقت مناسب, وهذه الأيام أخبرنا الإخوة بعدم قيام الدروس طلباً للراحة والجلوس والأنس بكم راحة, فدخلت مع الشيخ فلما جلس سألت الشيخ عن عمله مع الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فقال: أذكر مرة أن عاملين حصل بينهما نزاع وكنت في مجلس الشيخ محمد فدخلا فقال أحدهما: هذا يا شيخ يقول: إن وافق شهر رمضان الحج لن أصوم وسأحج وش رأيك يا شيخ؟ قال الشيخ عبد الله : فقلت للسائل(وقد بان لي أن كليهما مخطئ): وأنت وش تقول؟ فقال: أنا أقول يصوم ولا يحج! فقال الشيخ: إيش حجتك على هذا؟ فقال: لأن الله قدم الصوم على الحج فيجب تقديم ما قدمه الله .

    قال الشيخ عبدالله: وأنا أسايرهما على قولهما, والشيخ محمد رحمه الله قد وضع غترته على فيه يضحك .

    كان الشيخ يفيد الطالب عن الكتاب الذي يقرؤه عليه, فحينما كنت أقرأ عليه في زاد المستقنع أفادني بأن صاحب الزاد قد زاد على الكتاب الذي يريد اختصاره 757 مسألة.

    ولما بدأت أقرأ عليه في عمدة الطالب قال لي: هداية الراغب يعتبر خلاصة لما في الروض, والعمدة تعتبر خلاصة للزاد, وترتيب العمدة أفضل من ترتيب الزاد .

    كان الشيخ يتبسط في الشرح ويسلي مجالسه بذكر بعض الوقائع حتى لا يمل الطالب فمرة لما بلغنا في القراءة باب الأذان ذكر الشيخ قصة وهي أن رجلين تقدما لوظيفة مؤذن أحدهما اسمه: فاضل, والآخر: مقبول, فلما اختار من بيده الشأن أحد الرجلين كتب( فاضل مقبول, ومقبول فاضل) ثم سأل الشيخ من المؤذن منهما؟

    سأل أحد الإخوة الشيخ عن الصلاة في السيارة, فقال: ألم أهدكما كتابي في المسألة؟ فكان الجواب : بلا, فأهدى إلي كتابه تحفة القافلة في حكم الصلاة على الراحلة .

    قرأت على الشيخ غفر الله له واجبات الصلاة وكان في المجلس بعض الإخوة من دولة مجاورة شغلوا الذهن بحركاتهم فوجه إلي الشيخ سؤالاً ما الواجب الفعلي من واجبات الصلاة عند الحنابلة؟ فقلت: الجلوس للتشهد الأول, فقال: أحسنت, وإنما فعل ذلك ليشد انتباهي لشرحه بعد قراءتي .

    كان رحمه الله يشحذ همة الطلاب لمراجعة المسائل فأحياناً يذكر مرجع الفائدة وعنوانها, ولا يذكرها كاملة حتى يرجع الطالب إلى المرجع فيستفيد منه , لما بلغت في القراءة باب التطوع قال لي: ابن مفلح رحمه الله ذكر فوائد عظيمة في كتاب الفروع في أول باب التطوع وقسم ورتب ونقل عن ابن تيمية ينبغي لطالب العلم أن يطالعها بين الفينة والأخرى .

    كان يفرح بالكتاب إذا أهدي إليه ويناقش صاحبه في بعض مسائله مرة أهديته نسخة من رسالتي الماجستير(أحكام الصوت الفقهية) قبل أن يطبع فأخذه متعجبا من هذا الموضوع ثم أخذ بإيراد مسائل فقهية تتعلق بالصوت, ولما أهديته نسخة من رسالتي الدكتوراه, قال: هذا كنز أنفقت عليه سنوات من عمرك وسأجعله قريباً مني حتى أراجع مسائله واستفيد منه, وقال لأمين مكتبته وأنا أسمع, اجعله قريباً منا حتى نستفيد منه, تشجيعاً منه , وتواضعا ليس بعده تواضع.

    ذكر لي-غفر الله له- مرة فائدة: أن الدميري ذكر في كتابه الحيوان أن هناك عقاقير تذهب بالصوت عند ذكره لحمار أزعج جيرانه بصوته فلما استعملوا عليه العقاقير ذهب صوته . فلما رآني الشيخ لم أكتبها, قال: اكتبها لعلك تحتاجها حين من الدهر فتعرف مظانها .

    اتصل به أحد الشباب بالهاتف : فسمعت الشيخ يقول له: أتعرف شروط الوضوء أسأل عما تنفعك, ثم لما انتهت المكالمة, قال الشيخ: غريب بعض هؤلاء الشباب هذا يسأل : أيهما أعلم الشافعي أو الثوري!!

    من تواضعه غفر الله له أنه ينقل عن العلماء المعاصرين ويفتي بأقوالهم , ويسطرها في بعض كتبه وهو أكبر منهم في السن .

    من عجيب أمر الشيخ رحمه الله أنه يحافظ على كل شيء حتى الفواتير التي تأتي إليه كما بلغني, بل إنه يكتب أسماء طلابه من سنين كل طالب وما قرأه عليه من الكتب.

    تم التنسيق مع الشيخ العلامة الزاهد سعد الحصين-غفر الله له- بأن يلقي محاضرة في مسجدي مع مجموعة من علمائنا فلما قرب الموعد فإذا بالشيخ سعد في الطائف فقلت: من يحل محلكم وقد تم الإعلان فقال: من ترى؟ قلت: أحد هذين الشيخين, فقال: من هما؟ فقلت: الشيخ عبد الله بن عقيل, فقال: ونعم , أنا أكلمه الآن , فاتصل بالشيخ فوافق الشيخ مباشرة, وكان الشيخ عبد الله يكن عظيم المودة والمحبة للشيخ سعد فقد سمعت الشيخ عبد الله أكثر من مرة يقول للشيخ سعد بعد أن يدعو الشيخ سعد للشيخ عبد الله: أنت يا شيخ سعد مجاب الدعوة أدعو لنا, ومرة رأيت في إحدى الدور الخيرية خطاباً من الشيخ عبد الله ومعه تبرعا من الشيخ, وجاء في نص الخطاب (هذا التبرع بناء على ما اطلعت عليه من تزكية الشيخ سعد الحصين لكم ) فوثق الشيخ عبدالله بناء على توصية الشيخ سعد غفر الله لهما, المراد لما ذهبت للشيخ عبدالله وكلمته في الموضوع قال: الشيخ سعد يأمر علينا , فأخبرته بالموعد , وتم الإعلان مجدداً عن محاضرات المشايخ وفي أولها محاضرة الشيخ عبدالله وجاء الشيخ إلى مسجدي يوم الأربعاء الموافق 25/3/1429هـ وكان لقاء أبوياً علمياً تربويا وجّه الشيخ فيه طلابه ونصح وأجاب عن أسئلة أبنائه وكان عمر الشيخ حينها 95 سنة تقريبا وكان هو الذي يقرأ الأسئلة , ولما أراد الشيخ تجديد وضوئه ذهبت معه لبيتي, فلما انتهى من الوضوء ونحن متوجهون للمسجد لأداء صلاة العشاء قلت للشيخ مصرراً عليه: أحسن الله إليكم تصلون بالناس العشاء ليتعلم الناس منكم السنة, فرفض الشيخ, فأعدتها عليه, فقال: أنت أعلم مني بالسنة!! فيا للعجب من تواضع الشيخ وحسن اعتذاره, وشكرته على هذا اللقاء النافع , فقال:أنت سبب مبارك في هذا اللقاء ,فقلت : الفضل لله ثم لكم .

    وبعد الصلاة قام الشيخ لأداء السنة الراتبة فرأيت الشيخ يتقدم ويحرص على أن يجعل له سترة يصلي إليها مع كبر سنه رحمه الله .

    ونحن خارجون من المسجد أصر الشيخ عليّ أن أتناول العشاء معه في تلك الليلة, وكانت ليلة الخميس حافلة عند الشيخ يأتيه الناس للسلام عليه والضيافة عنده, فاعتذرت بأن والدتي قد دعتني على عشائها, فقال: أنا أكلم الوالدة جزاه الله خيرا واستسمحك منها بأن تأتي لعشائي, فانحرجت من الشيخ وقلت: أنا أقول لها ذلك وأخبرها بأمركم حفظكم الله فقال: نحن بانتظارك, فقلت: للوالدة فأذنت لي جزاها الله خيرا .

    ومن أعجب ما رأيته في الشيخ صبره على التدريس وتحمله في ذلك فلك أن تتصور : يتوافد الطلاب بعد الفجر حتى الساعة الثامنة, ومن بعد الساعة العاشرة حتى الواحدة ظهراً, وبعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء كل طالب معه كتابه والشيخ يسمع القراءة ثم يشرح مع حسن لفظ , وجمال عبارة, ولين كنف, وتواضع, لا يقدم هذا على هذا, ولا هذا على هذا, فرحم الله الشيخ الفقيه الصبور الخلوق الكريم المتواضع عبدالله بن عقيل , وأخلفه على أهله بصلاحهم والحمد لله على كل حال .




    كتبه / د محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح


    عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
يعمل...
X