إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

العنف التقني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العنف التقني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    العنف التقني

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فقد تطورت أساليب العنف مع تطور الزمن، واستُحدثت صور منه، ومع دخول العالم الافتراضي والشبكة العنكبوتية وبرامج التواصل وجد نماذج من العنف التقني أو العنف الإلكتروني، واختلفت صوره وتنوعت أساليبه، وهو على قسمين: منه ما يمارس ضد الدولة ومن ما يمارس ضد الأفراد، وأخطرها ما يهدد أمن الدولة ويعمل على زعزعة استقرارها، وما شهدناه من عنف تقني خلال زمن ما يسمى بالربيع العربي الذي اجتاح مجموعة من الدول المسلمة، وكان لبرامج التواصل الإلكتروني دورا كبيرا في ممارسة العنف التقني وتأليب السُّدج وتهييج الدهماء برسائل تقنية وراءها أيادي خفية تحركها دول كافرة لها مآرب خطيرة على رأسها ضرب وحدة المسلمين وزعزعة الأمن وتأجيج الفوضى وسفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال وكل هذه الجرائم تحصل بأيدي أبناء تلك الدول المسلمة.
    هذا الواقع المؤلم والمرير الذي نشهده ونعايشه من عنف على الأرض تسبب في قلب حكومات، كان شرارته الأولى العنف التقني عبر برامج التواصل، وكان العنف في العالم الافتراضي مدعاة للعنف الواقعي.
    ولما علم الناصحون من العلماء والمشايخ والدعاة السلفيين أن هذه الطريقة تجلب الشر والدمار، سعوا لإخماد نار الفتنة التي سببها العنف التقني والتي كان من ورائها منظمات وأجهزة استخباراتية كافرة.
    فرفع الناصحون شعار (الزم بيتك)، غير أنهم قوبلوا من كثير من السدج بالاستهزاء، ووجهت لهم تهمة الدفاع على الأنظمة الفاسدة – التي لا يقرها شرع ولا دين -، وعلا صوت الدهما على صوت المشايخ والعلماء، - وقد قيل: (إذا أقبلت الفتنة عجز العقلاء عن رد السفهاء) - ولم ير الهمج الرعاع تلك الفتنة التي كانت تقبل نحوهم وعاصفة بهم وبأمتهم، وبعدما حل الدمار وانجلى الغبار عرف من عاد إلى رشدة أنه كان وقودا لتأجيج نار الفتنة وإشعال فتيل الحرب.
    قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إن الفتنة إذا أقبلت شبهت، وإذا أدبرت أسفرت).
    أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)).
    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (إن الفتنة إذا أقبلت شبهت، وإذا أدبرت أسفرت).
    أخرجه نعيم بن حماد في ((الفتن)).
    والحسن البصري رحمه الله يقول: (إن الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل).
    أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) وأبو نعيم في ((الحلية)) وابن سعد في ((الطبقات)).
    وعن أيوب السختياني رحمه الله؛ قال: (كان الحسن يبصر من الفتنة إذا أقبلت كما نبصر نحن منها إذا أدبرت).
    أخرجه الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)).
    وعن قتادة رحمه الله، قال: (قد رأينا والله أقواما يسرعون إلى الفتن وينزعون فيها وأمسك أقوام عن ذلك هيبة لله ومخافة منه، فلما انكشفت إذ الذين أمسكوا أطيب نفسا وأثلج صدورا وأخف ظهورا من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها، وايم الله لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير، والله ما بعثت فتنة قط إلا في شبهة وريبة، إذا شبت رأيت صاحب الدنيا لها يفرح ولها يحزن ولها يرضى ولها يسخط ووالله لئن تشبث بالدنيا وحدب عليها ليوشك أن تلفظه وتقضى منه).
    أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)).
    وعن مطرف بن عبد الله الشخير رحمه الله، قال: (إن الفتنة إذا أقبلت تشبهت، وإذا أدبرت تبينت).
    أخرجه الداني في ((السنن الواردة في الفتن)).

    فلا تُخْدَعْ بأولِ ما تراه *** فأولُ طالعٍ فجرٌ كذوبُ
    فهذا الوضع المأساوي الذي حدث من قتل وانتهاك للأعراض وسلب للأموال وتدمير للممتلكات وترويع للآمنين وهؤلاء الأطفال اليتامي والنساء الأرامل والثكالى والضعفاء الذين شردتهم تلك الفتن وألجأتهم للجلاء عن مساكنهم والارتماء في مخيمات ومد أيديهم بعدما كانوا أعزة آمنين في بيوتهم، هذا الوضع البئيس والواقع المرير تحمل وزره الذين أطلقوا شرارته وأججوا ناره أصحاب العنف التقني الذين لهم قدم السبق هم ومن يحركهم من ورائهم ومن يوسوس لهم بالتغير للأفضل ويمنيهم ببيوت عالية ومراكب ورواتب مرتفعة وأنهم سيعيشون في المدينة الفاضلة.
    عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء)).
    أخرجه مسلم.
    وليتنا نتعلم من دروس التاريخ وما وقع من فتن وشر عبر الدول التي اجتاحها التشنيع وممارسة العنف على الحكام والخروج عليهم، وقبل ذلك ليتنا نرجع لكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام ونتعلم منهما وننهل من معينهما الصافي في التعامل مع ولاة الأمر سواء العادل منهم أو الظالم الفاجر.
    قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: 59].
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك».
    أخرجه مسلم.
    عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: «إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا مجدع الأطراف».
    أخرجه مسلم.
    وقال حذيفة بن اليمان: قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر، فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: «نعم»، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: «نعم»، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: «نعم»، قلت: كيف؟ قال: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس»، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع».
    أخرجه مسلم.
    وهذا المنهج الصافي الذي أمر الله تعالى به وأوجبه النبي عليه الصلاة والسلام ليس الغرض منه الدفاع عن الحكام الظلمة بقدر ما فيه المحافظة على هيبة الدولة وأمنها وأمانها ووحدتها ودينها وكذلك المحافظة على الدماء المعصومة أن تزهق والأعراض المصونة أن تنتهك والأموال المحرمة أن تنتهب، وتعم الفوضى ويكثر الهرج.
    فالعنف التقني على الدولة شر مستطير يطال الجميع ولا يسلم منه لا الشيخ الكبير ولا الطفل الصغير ولا المرأة في بيتها ولا العابد في مسجده ولا العالم في مجلسه.
    ومن صور العنف التقني ما ينشر من مناشير وفيديوهات تعليمية لتصنيع المتفجرات والقنابل اليدوية.
    ومن صور العنف التقني ما يوضع على الشبكة من فيديوهات مصورة بتقنيات عالية في تنفيذ عمليات تخريبية لمنشآت الدولة مع شرح وبيان للعملية الإجرامية.
    ومن صور العنف التقني ما ينشر من أناشيد حماسية ودمجها بفيديوهات لعمليات إرهابية تطال أفراد من المنتسبين للجيش والشرطة.
    كذلك من صور العنف التقني ما يبث وينشر عبر الشبكة من عمليات قتل بشعة ذبحا بالسكاكين أو رمي بالرصاص على رؤوس مجموعة مكبلة الأيدي والأرجل، وتهمتهم الوحيدة الانتماء للدين والوطن.
    وصور العنف التقني المسلطة على الدولة كثيرة ولها أثواب مختلفة أغلبها فُصلت في مقرات لأجهزة استخباراتية كافرة وتلقفها بعض الشباب المتحمس وله عاطفة إسلامية غير منضبطة بضوابط الشرع.
    وكذلك العنف التقني على الأفراد شر غير أنه محصور ومقتصر على الأفراد، وهذا العنف قد يولد جرائم تصل إلى القتل.
    وهذا العنف التقني وكل ما ينشر عبر برامج التواصل والشبكة العنكبوتية من شدة وقسوة وسب وشتم وتقريع إنما هو لبث الرعب والخوف والذعر في النفوس المسلط عليها وربما تطور الأمر ليصل للابتزاز والاختلاس والتشهير وغير ذلك من صور العنف.
    وبعض الأفلام والألعاب الإلكترونية لها دور كبير في تغذية هذا العنف التقني، ويتولد منه المجرمين.
    والدخول لهذه الشبكة يكون غالبا بمعرفات وأسماء مجهولة للممارسين العنف التقني.
    الذي يأخذ في بعض الأحيان منحىً عرقيًا أو طائفيًا أو على الهوية الدينية.
    بل وجد ممن ينتسب للمنهج السلفي الصافي من يمارس العنف التقني بالتهديد باستخراج الطعن من المشايخ.
    ونحن الأفراد لسنا مكلفين بالعنف التقني لا ضد الدولة ولا ضد الأفراد، والذي يحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف الدعوة بالتي هي أحسن.
    قال الله تعالى: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}.
    قال الحافظ المفسر ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((وقوله: { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب، كما قال: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت : 46] فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر موسى وهارون، عليهما السلام، حين بعثهما إلى فرعون فقال: {فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه : 44])) اهـ.
    ولو كان هذا العنف مطلوبًا لذاته لأرشدنا الله تعالى إليه وحثنا عليه.
    قال العـلامـة ربيـع بـن هـادي الـمــدخلـي حفظه الله في ((الحث على المودة والائتلاف والتحذير من الفرقة والاختلاف))كما في ((المجموع)) (1/475): ((وإننا نَحنُ واللَّه نُجاهد ونناظر ونكتب وننصح، وندعو برفق إِلَى اللَّه تعالَى فيعتبروننا من المميعين، لا يريدون أن نقول: حكمة ولين ورفق!.
    وقد رأينا أن الشدة أهلكت الدعوة السلفية، ومزَّقت أهلها، فماذا نصنع؟!، فقلتُ: يا إخوة، لَمَّا نرى النيران تشتعل؛ أنتركها تزيد اشتعالاً؟! أم نأتي بِهذه الأمور الَّتِي ستطفئ تلكم الحرائق؟! .
    فأنا اضطررت - وهذا واجبي - وأنا أقولُها من قبل اليوم، لكن ركزت عليها لَمَّا رأيتُ هذا الدمار!، ورأيتُ هذا البلاء!؛ أقول: عليكم بالرفق، عليكم باللين، عليكم بالتآخي، عليكم بالتراحم؛ فإن هذهِ الشدة توجَّهت إلَى أهل السنة أنفسهم، إذ قد تركوا أهل البدع واتَّجهوا إلى أهل السنة بِهذه الشدة المهلكة، وتخلَّلها ظلم وأحكام باطلة ظالِمة.
    فإيَّاكم ثُمَّ إيَّاكم أن تسلكوا هذا المسلك الذي يُهلككم، ويُهلك الدعوة السلفية، ويهلك أهلها)) اهـ.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    ???? كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: ليلة الجمعة 17 رجب سنة 1443 هـ
    الموافق لـ: 18 فبراير سنة 2022 ف




يعمل...
X