إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

كلام ثلة من المشايخ في امر صلاة الاستسقاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جمع] كلام ثلة من المشايخ في امر صلاة الاستسقاء

    كلام مشايخ يتعلق بصلاة الاستسقاء
    كيفية صلاة الاستسقاء
    يسأل أخونا عن كيفية صلاة الاستسقاء؟
    صلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد، يصلي ركعتين يكبر في الأولى سبعاً وفي الآخرة خمساً، يكبر تكبيرة الإحرام وستاً بعدها، ثم يستفتح ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ثم يركع، ثم يرفع، ثم يسجد سجدتين، ثم يقوم للثانية ويصليها مثل صلاة العيد، يكبر خمس تكبيرات إذا اعتدل ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها ثم يقرأ التحيات ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو، ثم يسلم، مثل صلاة العيد، النبي صلاها كما كان يصلي في العيد عليه الصلاة والسلام، ثم يقوم فيخطب الناس خطبةً يعظهم فيها ويذكرهم ويحذرهم من أسباب المعاصي ومن أسباب القحط، يحذر من المعاصي لأنها أسباب القحط وأسباب حبس المطر وأسباب العقوبات، فيحذِّر الناس من أسباب العقوبات من المعاصي والشرور، وأكل أموال الناس بالباطل، والظلم، وغير ذلك من المعاصي، ويحثهم على التوبة والاستغفار ويقرأ عليهم الآيات الواردة في ذلك، والأحاديث ثم يدعو ربه رافعاً يديه، ويرفع الناس أيديهم، يدعو ويسأل ربه الغوث ومن ذلك: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا"، ثلاث مرات، "اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً مجللاً صحا طبقاً عاماً نافعاً غير ضار، تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله يا ربِّ بلاغاً للحاضر والباد". هذا من الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم، "اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، وأسقنا من بركاته". ويلح في الدعاء، ويكرر بالدعاء: "اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين"، مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يستقبل القبلة في أثناء الدعاء، يستقبل القبلة وهو رافع يديه ويكمل بينه وبين ربه وهو رافع يديه، ثم ينزل، والناس كذلك يرفعون أيدهم ويدعون مع إمامهم، وإذا استقبل القبلة كذلك يدعون معه ويستقبلون القبلة بينهم وبين أنفسهم ويرفعون أيديهم، والسنة أن يحول الرداء في أثناء الخطبة، عندما يستقبل القبلة يحول رداءه فيجعل الأيمن على الأيسر، إذا كان رداء، أو بشت إن كان بشت يقلبه وإن كان ما عليه شيء سوى غترة يقلبها، قال العلماء: تفاؤل بأن الله يحول القحط إلى الخصب، يحول الشدة إلى الرخاء، لأنه جاء في حديث مرسل عن محمد بن علي الباقر أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه ليتحول القحط -يعني تفاؤل-، وثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه لما صلى بهم صلاة الاستسقاء، فالسنة للمسلمين كذلك، أما في خطبة الجمعة فلم يحول رداءه عليه الصلاة والسلام دعا واستغاث وهو في خطبة الجمعة في ضمن دعائه عليه الصلاة والسلام، والاستسقاء يكون في خطبة الجمعة تكون في خطبة العيد وتكون في غير ذلك يستسقي ولو جالس في البيت أو في السوق لا بأس، دعاء الاستسقاء مطلوب من الفرد والجماعة، لكن إذا صلى بهم ركعتين خرج بهم إلى الصحراء وصلى بهم ركعتين كالعيد فإنه يخطب بعد ذلك ويدعو ويحول رداءه، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم عند استقباله القبلة، ويحوز أن يخطب قبل ذلك قبل الصلاة ثم يصلي بعد، جاء هذا وهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، جاء أنه خطب قبل الصلاة وجاء أنه خطب بعد الصلاة، بعد الصلاة كالعيد وقبل الصلاة كالجمعة، فكل هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فعل هذا وهذا عليه الصلاة والسلام، والمقصود هو الدعاء والضراعة إلى الله، ورفع الشكوى إليه جل وعلا في إزالة القحط والشدة وفي إنزال المطر، والغوث منه سبحانه وتعالى. وقد جاء في بعض الأحاديث أنه ركع ثلاث ركوعات وبعضها أربع ركوعات وبعضها خمس ركوعات؛ لكن الأصح والأرجح عند المحققين من أهل العلم أنه صلى ركعتين بركوعين فقط، بركوعين وقراءتين وسجودين هذا هو الأصح، هذا هو أصح ما جاء في هذا كما تقدم، صلى ركعتين في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان، ثم قرأ التحيات وصلى على النبي ودعا ثم لما سلم خطب الناس وذكرهم وبين لهم أحكام الاستسقاء، بين لهم عقوبات الذنوب والحذر منها، وبين لهم أنه ينبغي لهم الصدقة والإحسان والإكثار من ذكر الله واستغفاره وهكذا ينبغي لأئمة الصلاة والخطباء أن يذكروا الناس وينبهوهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.


    ////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
    باب صلاة الاستسقاء
    إِذَا أجْدَبَتِ الأَرْضُ وَقَحَطَالمَطَرُ ..........قوله: «باب صلاة الاستسقاء» ، من باب إضافة الشيء إلىنوعه، أي: باب الصلاة التي تكون للاستسقاء، وقد يجوز أن تكون من باب إضافة الشيءإلى سببه، أي: الصلاة التي سببها استسقاء الناس.والاستسقاء: استفعال من سقى وهو: طلب السُقيا، سواء كانمن الله، أو من المخلوق، فمن الممكن أن تقول لفلان: اسقني ماء فَيُسَمَّى هذااستسقاء أي طلب سُقيا، ومن الله ـ عز وجل ـ تسأل الله أن يغيثك، هذا طلب سُقياأيضاً، لكن في عُرف الفقهاء إذا قالوا صلاة الاستسقاء: فإنما يعنون بها استسقاءالرب ـ عز وجل ـ لا استسقاء المخلوق.وصلاة الاستسقاء لها سبب بيّنه المؤلف بقوله: «إذا أجدبتالأرض وقحط المطر صلوها جماعةً وفرادى» .قوله: «إذا أجدبت الأرض» أي: خلت من النبات، وضدهالإخصاب إذا أخصبت، أي: ظهر نباتها وكثر.قوله: «وقحط المطر» أي: امتنع، ولم ينزل، ولا شك أنهيكون في ذلك ضرر عظيم على أصحاب المواشي، وعلى الآدميين أيضاً، فلهذا صارت صلاةالاستسقاء في هذه الحال سنة مؤكدة.قوله: «إذا أجدبت الأرض وقحط المطر» ، ظاهره ولو كان ذلكفي غير أرضهم.وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يستسقي إلا لأرضه وماحولها مما يتضرر به البلد، أما ما كان بعيداً فإنه لا يضرهم، وإن كان يضر غيرهم،ما لم يأمر به الإمام فتصلى.والاستسقاء الذي ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وردعلى أوجه متعددة منها:الأول: «أنه دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلّى الله عليهوسلّم يخطب الناس، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل فادع اللهيغيثنا، فرفع النبي صلّى الله عليه وسلّم يديه، ورفع الناس أيديهم، وقال: اللهمأغثنا ثلاث مرات، وكانت السماء صحواً فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت وأمطرت، ولمينزل النبي صلّى الله عليه وسلّم من المنبر إلا والمطر يتحادر من لحيته» [(200)].الثاني: «أنه كان في غزوة ونقص عليهم الماء، فاستغاثالله ـ عز وجل ـ فأنشأ الله مزناً فأمطرت وسقاهم وارتووا» .الثالث: «دعا الله سبحانه وتعالى بأن يسقيهم فقام أبولبابة رضي الله عنه ـ وكان فلاحاً ـ فقال: يا رسول الله إن التمر في البيادر» ـوالبيدر ما يجمع فيه التمر لييبس، وكانوا إذا جذُّوا النخل يضعونه في مكان معد لهذاحتى ييبس، ثم يدخلونه في البيوت يسمى «البيدر»، ويسمى «الجرين» أيضاً ـ فقال رسولالله صلّى الله عليه وسلّم: «اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة فيسد ثعلب مربدهبإزاره»، أي: الفجوة التي يدخل منها السيل إلى البستان فأمطرت السماء، وخاف الناسمن فساد التمر فجاؤوا إلى أبي لبابة، وقالوا: اذهب إلى مربدك وسده بإزارك ليقفالمطر، فذهب فسده بإزاره فوقف المطر[(201)]، فهذا من آيات الله عز وجل، وحينئذٍسلم الناس من الضرر الكثير الذي يحصل لهم بالمطر في بيادرهم.وهناك أيضاً صفات أخرى، وليس لازماً أن تكون على الصفةالتي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام أي: طلب السُقيا، فللناس أن يستسقوا فيصلواتهم، فإذا سجد الإنسان دعا الله، وإذا قام من الليل دعا الله عز وجل.صَلَّوْهَا جَمَاعَةً وَفُرَادَى.وَصِفَتُهَا فِي مَوْضِعِهَا، وَأَحْكَامُهَا كَعِيدٍ. وَإِذَا أَرَادَ الإِْمَامُالخُرُوجَ لَهَا وَعَظَ النَّاسَ، وَأَمَرَهُمْ بِالتَّوْبَةِ مِنَ الْمَعَاصِي قوله: «صلوها جماعة وفرادى» ، أي: صلاة الاستسقاء وستأتيصفتها، والأفضل أن تكون جماعة كما فعل النبي صلّى الله عليه وسلّم. قوله: «وصفتهافي موضعها وأحكامها كعيد» .وعلى هذا فتسنّ في الصحراء؛ لأن صلاة العيد تسنّ فيالصحراء.ويكبر في الأولى بعد التحريمة والاستفتاح ستاً، وفيالثانية خمساً، ويقرأ بسبّح والغاشية؛ لأن المؤلف قال: «صفتها في موضعها» أي:مكانها «وأحكامها كعيد» .والدليل على هذا حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: أنالنبي صلّى الله عليه وسلّم صلاها كما يصلي العيد[(202)].ولكنها تخالف العيد في أنها سنّة، والعيد فرض كفاية.قوله: «وإذا أراد الإمام الخروج لها» ، يحتمل أن يريد بهالإمام الذي يصلي بهم صلاة الاستسقاء، ويحتمل أن يراد به الإمام الأعظم وهوالسلطان، والمعنى الأول أقرب.قوله: «وعظ الناس» الموعظة هي: التذكير المقرون بترغيبأو تخويف، فيرغبهم في فعل الواجبات، ويحذّرهم من انتهاك الحرمات.ولهذا قال: «وأمرهم بالتوبة من المعاصي» التوبة: الرجوعإلى الله ـ عز وجل ـ من معصيته إلى طاعته، وقد ذكر العلماء للتوبة شروطاً يحسن أننذكرها الآن:الأول: الإخلاص لله ـ عز وجل ـ بأن يقصد بتوبته إلى ربهرضا ربه، لا أن يتوب أمام الناس رياء وسمعة.الثاني: أن يندم على ما حصل له من الذنب، وهذا الشرط قالبعض العلماء: إنه لا يمكن تحقيقه؛ لأن الندم انفعال في النفس، والانفعال لا يملكهالإِنسان.ولكن الصحيح: أنه يمكن أن يملكه؛ لأن معنى الندم إظهارالغم والهم لما أصابه ووقع منه من الذنب، وهذا أمر يمكن أن يقع.الثالث: أن يقلع عن المحرم، فإذا كانت التوبة من تركالزكاة مثلاً، فلا بد أن يخرج الزكاة، وإذا كانت من التهاون بصلاة الجماعة فلا بدأن يصلي مع الجماعة، وإذا كانت من الغيبة فلا بد أن يقلع عن الغيبة، وإذا كانت أخذمال لا يستحقه فلا بد أن يرده إلى صاحبه، وإذا كانت من ضرب إنسان اعتدى عليهبالضرب فلا بد أن يستحله أو يقول: اضربني كما ضربتك.الرابع: أن يعزم على ألا يعود فلا يتوب توبة مؤقتة، وهنانقول: يعزم على ألا يعود، ولا نقول: ألا يعود؛ لأنه لو فرضنا أن الشروط تمت، ثمبعد ذلك عاد فالتوبة الأولى صحيحة.الخامس: أن تكون التوبة في الزمن الذي تقبل فيه، وذلكبأن تقع قبل الغرغرة، قبل حضور الأجل، فإن لم تقع إلا بعد حضور الأجل فقد قالتعالى: {{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىإِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ}} [النساء: 18] ،وهذا زمن خاص باعتبار كل أحد بنفسه.وكذلك أيضاً تكون قبل طلوع الشمس من مغربها، وهذا زمنعام، فإن الشمس إذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم، وتابوا ورجعوا لكن {{لاَيَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيإِيمَانِهَا خَيْرًا}} [الأنعام: 158] .قد يقول قائل: أين الدليل على أنه إذا أراد الخروج يعظالناس، أليس النبي صلّى الله عليه وسلّم خرج إلى المصلى واستسقى[(203)]، فهل وردأنه وعظهم؟والجواب: أنه يعظهم وعظاً عاماً، كما لو صادف أنه يتكلمفي خطبة الجمعة فيعظ الناس فهذا طيب، ولا يقال: إنه وعظهم من أجل الاستسقاء، ولكنمن أجل خطبة الجمعة والمناسبة.وَالْخُرُوجِ مِنَ الْمَظَالِمِ وَتَرْكِالتَّشَاحُنِ، ........................قوله: «والخروج من المظالم» ، من باب عطف الخاص علىالعام؛ وذلك لأن الخروج من المظالم من التوبة.والمظالم: جمع مظلمة، فتشمل المظلمة في حق الله،والمظلمة في حق العباد.مثال المظلمة في حق الله: عدم إخراج زكاته، أو عدم إخراجكفارة كانت عليه، فليبادر بإخراج هذا الحق.مثال المظلمة في حق العباد: لو كان عنده حق لشخص كدراهم،أو منافع أو غيرها، فإنه يخرج منها أيضاً بإيفائه.فإن كان الحق غير مالي كالغيبة مثلاً، فإنه يخرج منهابأن يذهب إلى من تكلم فيه، ويقول: إني تكلمت فيك فحللني، ولا يخرج من عُهدتها إلابذلك.وقال بعض العلماء: إن كان الذي تكلم فيه قد علم فليذهبإليه ويستحله، وإن لم يعلم فلا يذهب إليه، بل يستغفر له، ويذكره بخير في الأماكنالتي اغتابه فيها؛ لأنه ربما لو ذهب إليه وطلب أن يحلله تأخذه العزة بالإثم فيأبى؛لأن بعض الناس لا يهمه أن يأتي إليه أخوه معتذراً، فيأبى أن يسامحه.وهذا القول هو الصحيح.فإن قال: أنا لا أحلك إلا إذا أعطيتني عشرة دراهمفيعطيه؛ لأن هذا حق له حتى لو طلب أكثر يعطيه؛ لأن إعطاءه في الدنيا أهون منإعطائه في الآخرة.قوله: «وترك التشاحن» أي: يأمر الإِمام الناس أن يتركواالتشاحن فيما بينهم وهو: الشحناء والعداوة، والبغضاء ؛ لأن التشاحن سبب لرفعالخير.ودليل ذلك: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «خرج ذات يومليخبر أصحابه بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فرفعت» [(204)]، أي: رفع العلمبها، أي: أن الرسول عليه الصلاة والسلام أُنسيها من أجل التشاحن.قال العلماء: فنأخذ من هذا أنه إذا كنا نطلب الخير منالله فلا بد أن ندع التشاحن فيما بيننا.فإذا قال قائل: كيف يمكن أن يزيل الإنسان ما في قلبه منالحقد أو الغل على أخيه؟فالجواب: يستطيع الإِنسان أن يتخلص من ذلك بما يلي:أولاً: أن يذكر ما في بقاء هذه العداوة من المآثم، وفواتالخير حتى إن الأعمال تعرض على الله يوم الاثنين والخميس، فإذا كان بين اثنينشحناء قال: «أَنظِروا هذين حتى يصطلحا» [(205)]، أي: الرب عز وجل لا ينظر في عملكيوم الاثنين والخميس إذا كان بينك وبين أخيك شحناء.ثانياً: أن يعلم أن العفو والإصلاح فيه خير كثير للعافي،وأنه لا يزيده ذلك العفو إلا عزاً؛ كما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ما زادالله عبداً بعفو إلا عزاً» [(206)].ثالثاً: أن يعلم أن الشيطان ـ وهو عدوه ـ هو الذي يوقدنار العداوة والشحناء بين المؤمنين؛ لأنه يحزن أن يرى المسلمين متآلفين متحابينويفرح إذا رآهم متفرقين والعداوة والشحناء بينهم.فإذا ذكر الإنسان المنافع والمضار فإنه لا بد أن يأخذ مافيه المصالح والمنافع، ويدع ما فيه المضار والمفاسد.فعليك أن تجاهد نفسك ولو أهنتها في الظاهر، فإنك تعزهافي الحقيقة؛ لأن من تواضع لله رفعه، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً.وجرب تجد أنك إذا فعلت هذا الشيء وعفوت، وأصلحت ما بينكوبين إخوانك تجد أنك تعيش في راحة وطمأنينة وانشراح صدر وسرور قلب، لكن إذا كان فيقلبك حقد عليهم أو عداوة فإنك تجد نفسك في غاية ما يكون من الغم والهم، ويأتيكالشيطان بكل احتمالات يحتملها كلامه، أي لو احتمل كلامه الخير والشر قال لكالشيطان: احمله على الشر.مع أن المشروع أن يحمل الإِنسان كلام إخوانه على الخيرما وجد له محملاً.فمتى وجدت محملاً للخير فاحمله على الخير، سواء فيالأقوال أو في الأفعال، ولا تحمله على الشر.وبعض الناس ـ والعياذ بالله ـ يحمل الفعل أو القول علىالشر ثم يؤزه الشيطان إلى أن يتجسس على أخيه، ويتابع أخاه، وينظر ماذا فعل؟ وماذاقال؟ فتجده دائماً يحلل أقواله وأفعاله، وليته يحمله على الأحسن، أو على الحسن،ولكن على السيء والأسوء، وذلك بإيحاء الشيطان ـ والعياذ بالله ـ.والذي يجب على المؤمن إذا رأى من أخيه ما يحتمل الخير أوالشر أن يحمله على الخير ما لم توجد قرائن قوية تمنع حمله على الخير، فهذا شيءآخر، فلو صدر مثل هذا من رجل معروف بالسوء ومعروف بالفساد فلا بأس أن تحمله على مايحتمله كلامه، أما رجل مستور ولم يعلم عنه الشر، فإذا وجد في كلامه، أو في فعالهما يحتمل الخير والشر فاحمله على الخير حتى تستريح.وربما يصاب هذا الرجل الذي يتبع عورات الناس وأخطاءهمالقولية والفعلية بأن يسلط الله عليه من يتابعه هو بنفسه، ومن تتبع عورة أخيه تتبعالله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته.وَالصِّيَامِوَالصَّدَقَةِ،........................ ................قوله: «والصيام» ، أي: يأمرهم أن يصوموا.قال بعض العلماء: يأمرهم أن يصوموا ثلاثة أيام، ويخرج فياليوم الثالث.وقال بعضهم: يجعل الاستسقاء يوم اثنين أو خميس؛ لأن يوميالاثنين والخميس مما يسن صيامهما، فيكون خروج الناس وهم صائمون، والصائم أقرب إلىإجابة الدعوة من المفطر، فإن للصائم دعوة لا ترد، هكذا قال المؤلف ـ رحمه الله ـ.ولكن في هذا نظر؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم حينخرج إلى الاستسقاء لم يأمر أصحابه أن يصوموا.أما ما ذكره المؤلف أولاً من التوبة من المعاصي، والخروجمن المظالم فهذه مناسبة، لكن الصيام طاعة تحتاج إلى إثباتها بدليل، وإذا كان الأمرقد وقع في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولم يأمر أصحابه بالصيام، فلا وجهللأمر به.لكن نقول: لو اختار يوم الاثنين ـ ولم يجعله سنة راتبةدائماً من أجل أن يصادف صيام بعض الناس، لو قيل بهذا لم يكن فيه بأس.لكن كوننا نجعله سنة راتبة لا يكون الاستسقاء إلا في يومالاثنين، أو نأمر الناس بالصوم، فهذا فيه نظر.قوله: «والصدقة» أي: ويأمرهم أيضاً بالصدقة، والصدقة قديقال: إنها مناسبة؛ لأن الصدقة إحسان إلى الغير، والإحسان سبب للرحمة لقول اللهتعالى: {{إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}} [الأعراف: 56] ،والغيث رحمة لقول الله تعالى: {{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِمَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ}} [الشورى: 28] .والصدقة هنا ليست الصدقة الواجبة، بل المستحبة، أماالصدقة الواجبة فإن منعها سبب لمنع القطر من السماء كما قال النبي عليه الصلاةوالسلام في الحديث المروي عنه: «وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر منالسماء» [(207)].وَيَعِدُهُمْ يَوْماً يَخْرُجُونَ فِيهِ،وَيَتَنَظَّفُ، وَلاَ يَتَطَيَّبُ، وَيَخْرُجُ مُتَوَاضِعاً، مُتَخَشِّعاً،مُتَذَلِّلاً، مُتَضَرِّعاً .............................قوله: «ويعدهم يوماً يخرجون فيه» ضمير الفاعل يعود علىالإمام وضمير المفعول «هم» يعود على الناس. أي: يقول: سنخرج في يوم كذا، ويحسنأيضاً أن يعيِّن الزمن من هذا اليوم فيقول: في ساعة كذا؛ ليتأهبوا على وجه ليس فيهضرر عليهم؛ لأن الناس ربما لو خرجوا مبكرين، وتأخر الإِمام حصل عليهم أذية منالبرد إن كانوا في زمن شتاء صارم.قوله: «ويتنظف، ولا يتطيب» ، إذا قال العلماء: «يتنظف» فالمرادإزالة ما ينبغي إزالته شرعاً أو طبعاً.فإزالة ما ينبغي إزالته شرعاً مثل: الأظفار، والعانة،والإِبط، وما ينبغي إزالته طبعاً مثل: العرق، والروائح الكريهة.وإنما قالوا: إنه يستحب أن يتنظف؛ لأن هذا مكان اجتماععام، وإذا كان الناس فيهم الرائحة المؤذية، فإن هذا يؤذي بعض الحاضرين، فلهذااستحبوا أن يتنظف، ولكن لا يتطيب.وهذا يمكن أن تجعله لغزاً فتقول:ما الصلاة التي لا ينبغي للإِنسان أن يتطيب لها؟الجواب: هي صلاة الاستسقاء؛ لأن صلاة الجمعة يستحب لهاالطيب، وغيرها لا يؤمر به، ولا ينهى عنه.والاستسقاء لا يتطيب لها، وعللوا ذلك: بأنه يوم استكانةوخضوع، والطيب يشرح النفس ، ويجعلها تنبسط أكثر، والمطلوب في هذا اليوم الاستكانةوالخضوع؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم خرج «متخشعاً متذللاً متضرعاً» [(20].وهذا أيضاً مما في النفس منه شيء؛ وذلك لأن النبي صلّىالله عليه وسلّم كان يعجبه الطيب، وكان يحب الطيب، ولا يمنع إذا تطيب الإنسان أنيكون متخشعاً مستكيناً لله ـ عز وجل ـ، ولهذا لو أراد الإِنسان أن يدعو الله بغيرهذه الحال، لا نقول: الأفضل ألا تطيب من أجل أن تكون مستكيناً لله.قوله: «ويخرج متواضعاً متخشعاً متذللاً متضرعاً» ، هذهأوصاف تدل على أن الإنسان لا يخرج في فرح وسرور؛ لأن المقام لا يقتضيه.قوله: «متواضعاً» أي: بقوله، وهيئته، وقلبه.والتواضع معروف، حتى إنك ترى الرجل وتعرف أنه منالمتواضعين، وترى الرجل وتعرف أنه من المتكبرين، فيكون متواضعاً للحق وللخلق.قوله: «متخشعاً» الخشوع: سكون الأطراف، وأن يكون علىوقار وهيبة.قوله: «متذللاً» من الذل وهو الهوان، بمعنى: أن يضع مننفسه، وهو قريب من التواضع لكنه أشد؛ لأن الإِنسان يُري نفسه أنه ذليل أمام اللهعز وجل.وقوله: «متضرعاً» التضرع يعني الاستكانة، أو شدةالإِنابة إلى الله ـ عز وجل ـ، قال تعالى: {{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًاوَخُفْيَةً}} [الأعراف: 55] ، أي في شدة اللجوء إلى الله ـ عز وجل ـ، ودليل هذهالأوصاف قول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: «خرج النبي صلّى الله عليه وسلّمللاستسقاء متذللاً، متواضعاً، متخشعاً، متضرعاً» [(209)].وَمَعَهُ أَهْلُ الدِّينِ وَالصَّلاَحِ،وَالشُّيُوخُ، وَالصِّبْيَانُ المُمَيِّزُونَ وَإِنْ خَرَجَ أَهْلُ الذِّمَّةِمُنْفَرِدِينَ عَن المُسْلِمِين لاَ بِيَوْمٍ لَمْ يُمْنَعُوا...........قوله: «ومعه أهل الدين والصلاح» ، لأن هؤلاء أقرب إلىإجابة الدعوة.وقوله: «الدين والصلاح» من باب عطف المترادفين؛ لأن كلصاحب دين فهو صاحب صلاح.قوله: «والشيوخ» ، أي: الكبار الذين أمضوا أعمارهم فيالدين والصلاح؛ لأنهم أقرب إلى الإجابة.قوله: «والصبيان المميزون» أي: الذين لم يبلغوا؛ لأنه لاذنوب لهم، فيكونون أقرب إلى الإِجابة ممن ملأت الذنوب صحائفهم.قوله: «المميزون» خرج به الصغار الذين لم يميزوا، فإنهملا يخرجون؛ لأنه ربما يحصل منهم من الأذية والصياح والبكاء أكثر مما يحصل منالمنفعة.قول المؤلف: «معه» ، ظاهر كلامه أنهم يصحبونه في الممشى؛لأنه قال: «يخرج ومعه» ، ويحتمل أنه أراد المعية في الصلاة، لا في كونهم يخرجونمصاحبين له في سيره إلى المسجد.والأقرب: أن المراد بالمعية هنا المعية في الصلاة؛ لأنهاهي المقصودة.قال في الروض[(210)]: «وأبيح التوسل بالصالحين» ، وهذهعبارة على إطلاقها فيها نظر، ولكنهم يريدون بذلك ـ رحمهم الله ـ: التوسل بدعاءالصالحين؛ لأن دعاء الصالحين أقرب إلى الإجابة من دعاء غير الصالحين.ودليل هذه المسألة: ما حصل من أمير المؤمنين عمر بنالخطاب ـ رضي الله عنه ـ حين خرج يستسقي ذات يوم فقال: «اللهم إنا كُنَّا نتوسلإليك بنبينا فتسقينا، وإننا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، ثم قال: قم يا عباس فادعالله فقام فدعا فسقاهم الله» [(211)].والتوسل بدعاء الصالحين مقيد بعدم الفتنة؛ بأن يكوندعاؤه سبباً لفتنته هو، أو لفتنة غيره، فإن خيف من ذلك ترك.وأما التوسل بالصالحين بذواتهم فهذا لا يجوز؛ وذلك لأنالتوسل فعل ما يكون وسيلة للشيء، وذات الصالح ليست وسيلة للشيء، فلا علاقة بينالدعاء، وذات الرجل الصالح.وكذلك لا يجوز التوسل بجاه الصالحين؛ لأن جاه الصالحينإنما ينفع صاحبه، ولا ينفع غيره.وأقبح من ذلك أن يتوسل بالقبور، فإن هذا قد يؤدي إلىدعاء أهل القبور والشرك الأكبر.قوله: «وإن خرج أهل الذمة منفردين عن المسلمين لا بيوملم يمنعوا» ، أهل الذمة هم: الذين بَقُوا في بلادنا، وأعطيناهم العهد والميثاق علىحمايتهم ونصرتهم بشرط أن يبذلوا الجزية.وقد كان هذا موجوداً حين كان الإسلام عزيزاً، أما اليومفإنه غير موجود، إلا أن يشاء الله وجوده في المستقبل، فإذا طلب أهل الذمة أنيستسقوا بأنفسهم منفردين عن المسلمين بالمكان لا باليوم، فإنه لا بأس به، مثل: أنيقولوا: نحن نخرج شمال البلد، وأنتم إلى جنوب البلد فإننا نمنحهم ذلك، وإن كانتصلاتهم باطلة ودعاؤهم باطلاً، ولكن إذا دعا المضطر ربه ـ عز وجل ـ فإنه يجيبدعاءه، ولو كان مشركاً، ولو علم الله أنه سيشرك بعد النجاة كما قال الله تعالى:{{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَفَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ *}} [العنكبوت] ،فينجيهم الله ـ عز وجل ـ؛ لأنه يجيب دعوة المضطر ولو كان كافراً.فلا نمنعهم أن ينفردوا عنَّا بمكان، لا أن ينفردوا بيوم،فلو قالوا: نريد أن ننفرد بيوم الأحد، ونحن بيوم الاثنين، أو بالعكس، فإننا لانوافقهم؛ لأنه ربما ينزل المطر في اليوم الذي استسقوا فيه فيكون في ذلك فتنة،ويقال: هم على حق.ومثل ذلك أهل البدع، لو أن أهل البدع طلبوا منَّا أنينفردوا بمكان أُذِن لهم، فإن طلبوا أن ينفردوا بزمان منعناهم؛ لأنه إذا منعنا أهلالذمة مع ظهور كفرهم فمنعنا لأهل البدع من باب أولى.فلو جاءنا قوم من الصوفية أو الرافضة، وقالوا: نحن نريدأن نستسقي في يوم الاثنين، وأنتم يوم الأحد نقول: لا؛ لأنه لو صادف نزول المطر يوماستسقائهم حصل بذلك مفسدة كبيرة.فإن قال قائل: هل هذا أمر ممكن، أو أمر فرضي أن ينزلالمطر في يوم يستسقي فيه أهل الذمة أو أهل البدع؟فالجواب: أنه أمر قد يقع.فإن قال قائل: كيف يقع وفيه فتنة وإغراء بهذا المذهبالباطل، أو هذا الدين الباطل؟فالجواب: أن ذلك من الفتن التي يفتن الله بها عباده ـنسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الفتن ـ فقد يفتن الله العباد بشيء يكون سبباً فيضلالهم من حيث لا يشعرون، فإن طلب أهل الذمة أن يخرجوا معنا بلا انفراد بالمكانولا بالزمان فإننا لا نمكنهم؛ لقول الله تعالى: {{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَشَدِيدُ الْعِقَابِ *}} [الأنفال] .فإن قيل: كيف نأذن لأهل الذمة بالخروج للاستسقاء، وقدكان اليهود على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولم يكونوا يخرجون للاستسقاء؟فالجواب: الظاهر أنهم لم يطلبوا الخروج للاستسقاء.مسألة: هل أهل الذمة كل كافر عقدنا معه الذمة، أو يختصبجنس معين من الكفار؟الجواب: المذهب: أنه يختص بجنس معين من الكفار، وهمثلاثة: اليهود، والنصارى، والمجوس.والصحيح: أنه عام لكل كافر أبى الإِسلام، ورضخ للجزية،فإننا نعقد معه الذمة؛ لأن حديث بريدة بن الحصيب الذي ثبت في صحيح مسلم ذكر النبيعليه الصلاة والسلام له من جملة ما ذكر: «أنه إذا نزل على أهل حصن وأبوا الإِسلامفإنه يطلب منهم الجزية» [(212)].فَيُصَلِّي بِهِمْ، ثُمَّ يَخْطُبُوَاحِدَةً يَفْتَتِحُهَا بِالتَّكْبِيرِ كَخُطْبَةِ الْعِيدِ، وَيُكْثِرُ فِيهَاالاسْتِغْفَارَ،.........قوله: «فيصلي بهم، ثم يخطب واحدة» الفاعل الإِمام،وأفادنا أن الخطبة تكون بعد الصلاة كالعيد، ولكن قد ثبتت السنة أن الخطبة تكون قبلالصلاة[(213)]، كما جاءت السنة بأنها تكون بعد الصلاة[(214)].وعلى هذا فتكون خطبة الاستسقاء قبل الصلاة، وبعدها ولكنإذا خطب قبل الصلاة لا يخطب بعدها، فلا يجمع بين الأمرين، فإما أن يخطب قبل، وإماأن يخطب بعد.ومن هنا خالفت صلاة الاستسقاء صلاة العيد في أمور منها:أولاً: أنه يخطب في العيد خطبتين على المذهب، وأماالاستسقاء فيخطب لها خطبة واحدة.ثانياً: أنه في صلاة الاستسقاء تجوز الخطبة قبل الصلاةوبعدها، وأما في صلاة العيد فتكون بعد الصلاة.ثالثاً: أنه في صلاة العيد تُبَيَّنُ أحكام العيدين، وفيالاستسقاء يكثر من الاستغفار، والدعاء بطلب الغيث.قوله: «يفتتحها بالتكبير كخطبة العيد» سبق أن خطبة العيديفتتحها بالتكبير على المشهور من المذهب، وأن في المسألة خلافاً، فمن العلماء منقال: يفتتحها بالحمد، كما كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يفعل في جميع خطبه وهكذافي خطبة الاستسقاء.بل لو قال قائل: إن خطبة الاستسقاء تُبدأ بالحمد بخلافخطبة العيد لكان متوجهاً؛ لأن خطبة العيد تأتي في الوقت الذي أُمرنا فيه بكثرةالتكبير.قوله: «ويكثر فيها الاستغفار» الاستغفار هو: طلبالمغفرة، فيقول: اللهم اغفر لنا، اللهم إننا نستغفرك، وما أشبه ذلك.والمغفرة هي: ستر الذنب، والعفو عنه. أي: أن يستر اللهالذنب ويعفو عنه، فلا يؤاخذك به، مأخوذة من المِغْفَر، وهو الذي يضعه المقاتل علىرأسه اتقاء السهام لئلا تصيبه.ومعلوم أن المغفر يحصل به أمران: الستر، والوقاية.وَقِرَاءَةَ الآيَاتِ الَّتِي فِيهَاالأَْمْرُ بِهِ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، فَيَدْعُو بِدُعَاءِ النَّبِيِّ صلّى اللهعليه وسلّم.قوله: «وقراءة الآيات التي فيها الأمر به» أي: مثل قولهتعالى: {{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}} [نوح: 10] ، {{وَأَنِاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}} [هود: 3] ، {{فَاسْتَغْفِرُوهُثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}} [هود: 61] ، وغير ذلك من الآيات التي يستحضرها في تلكالساعة.قوله: «ويرفع يديه، فيدعو بدعاء النبي صلّى الله عليهوسلّم» ، أي: يرفع الإمام يديه، لحديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ: «لم يكنالنبي صلّى الله عليه وسلّم يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء حتى يرىبياض إبطيه» [(215)]. والمراد: أنه حال الخطبة لا يرفع يديه إلا إذا دعاللاستسقاء، وكذلك المستمعون يرفعون أيديهم؛ لأنه ثبت أن النبي صلّى الله عليهوسلّم: «لما رفع يديه حين استسقى في خطبة الجمعة رفع الناس أيديهم» [(216)].وينبغي في هذا الرفع أن يبالغ فيه؛ لأن النبي صلّى اللهعليه وسلّم كان يبالغ فيه حتى يُرى بياض إبطيه، ولا يرى البياض إلا مع الرفعالشديد حتى إنه جاء في صحيح مسلم: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «جعل ظهورهمانحو السماء» [(217)].واختلف العلماء في تأويله:فقال بعض العلماء: يجعل ظهورهما نحو السماء.وقال بعض العلماء: بل رفعهما رفعاً شديداً حتى كانالرائي يرى ظهورهما نحو السماء؛ لأنه إذا رفع رفعاً شديداً صارت ظهورهما نحوالسماء.وهذا هو الأقرب، وهو اختيار شيخ الإِسلام ابن تيمية ـرحمه الله ـ، وذلك لأن الرافع يديه عند الدعاء يستجدي ويطلب، ومعلوم أن الطلب إنمايكون بباطن الكف لا بظاهره.وَمِنْهُ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاًمُغِيثاً»............قوله: «ومنه: اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً» . اللهم اسقنا:بهمزة الوصل من سقى يسقي، وبهمزة القطع من أسقى يسقي، وكلاهما صحيح قال اللهتعالى: {{وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا}} [المرسلات: 27] ، وقال تعالى:{{وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}} [الإنسان: 21] ، الآية الثانية منسقى الثلاثي، والأولى من أسقى الرباعي.والغيث: هو المطر، قال تعالى: {{وَهُوَ الَّذِييُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا}} [الشورى: 28] ، وقال تعالى:{{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}} [لقمان: 34].ومغيثاً أي: مزيلاً للشدة، وذلك لأن المطر قد ينزل ولايزيل الشدة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: «ليست السَّنَةُ ألا تمطروا، بل السَّنَةأن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئاً» [(21].وهذا يقع، فأحياناً تحصل أمطار كثيرة، ولا تنبت الأرض،وأحياناً تأتي أمطار خفيفة، ويكون الربيع كثيراً.إِلَى آخِرِهِ ............قوله: «إلى آخره» يعني آخر الدعاء، وذكره في «الروضالمربع» فقال: «هنيئاً مريئاً، غدقاً مجللاً، عاماً سَحًّا، طبقاً دائماً، اللهمأسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين» .الهنيء: ما لا مشقة فيه، وما يفرح الناس به ويستريحونله.والمريء: ذو العاقبة الحسنى.والغدق: الكثير، قال تعالى: {{وَأَلَّوِِ اسْتَقَامُواعَلَى الطَّرِيقَةِ لأََسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا *}} [الجن] .والسح: أي: الذي ليس فيه العواصف؛ لأن العواصف معالأمطار تؤذي وتؤلم، وربما تفسد الجدران، وتهدم البيوت.عاماً: أي: شاملاً.طبقاً: أي: واسعاً.دائماً: أي: مستمراً، ولكن هذا الدوام مشروط بألاَّ يكونفيه ضرر.مجللاً: أي: مغطياً للأرض، ومنه جلال الناقة الذي يغطىبه ظهرها.اللهم أسقنا الغيث: أي: المطر الذي يكون مغيثاً.ولا تجعلنا من القانطين: القانط هو: المستبعد لرحمةالله، وهذه حال تعتري الإِنسان، فيستبعد رحمة الله ـ عز وجل ـ؛ لأنه يرى ذنوبهكثيرة، ويرى الفساد منتشراً، فيقول: بعيد أن الله يرحمنا، وهذا خطأ.قال الله تعالى: {{وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِرَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ}} [الحجر: 56] فمن عرف حلم الله ـ عز وجل ـ ورحمته،فإنه لا يمكن أن يقنط حتى لو كانت ذنوبه كثيرة، ومعاصيه كبيرة، فإن عفو الله أوسع.«اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا بلاء، ولا هدم، ولاغرق» إلخ[(219)].مسألة: يسن على المذهب: أن يقلب رداءه في أثناء الخطبة،ويستقبل القبلة ويدعو.وقال بعض العلماء: إنما يكون القلب بعد الدعاء؛ تفاؤلاًبأن الله أجاب الدعاء، وأنه سيقلب الحال من الشدة إلى الرخاء.وَإِنْ سُقُوا قَبْلَ خُرُوجِهِمْ شَكَرُوااللهَ، وَسَأَلُوهُ الْمَزِيدَ مِنْ فَضْلِهِ.........قوله: «وإن سقوا قبل خروجهم شكروا الله» ، الضمير يعودعلى الناس، أي: إن سقاهم الله وأنزل المطر قبل أن يخرجوا، فلا حاجة للخروج، ولوخرجوا في هذه الحال لكانوا مبتدعين؛ لأن صلاة الاستسقاء إنما تشرع لطلب السُقيا،فإذا سقوا فلا حاجة لها، ويكون عليهم وظيفة أخرى وهي وظيفة الشكر، فيشكرون الله ـسبحانه وتعالى ـ على هذه النعمة بقلوبهم وبألسنتهم وبجوارحهم؛ لأن الشكر يتعلقبهذه الأشياء الثلاثة: القلب، واللسان، والجوارح.ـ أما القلب: فأن يوقن الإِنسان بأن هذه النعمة من اللهـ عز وجل ـ تفضل بها.ـ وأما اللسان: فأن يثني بها على الله، فيقول: الحمدالله الذي سقانا، وما أشبه ذلك من الكلمات.ـ وأما الجوارح: فأن يقوم بطاعة الله سبحانه وتعالى بفعلأوامره، وترك نواهيه.ولهذا قال الشاعر:أفادتكم النعماء مني ثلاثةًيدي ولساني والضمير المحجباقوله: «وسألوه المزيد من فضله» ، أي: سألوا الله أنيزيدهم من فضله، ومن ذلك أن يقولوا: «اللهم اجعله صيباً نافعاً» ، كما كان النبيصلّى الله عليه وسلّم يقوله[(220)].وَيُنَادَى: الصَّلاَة جَامِعةً.............قوله: «وينادى الصلاة جامعة» ، ينادى لصلاة الاستسقاءإذا حان وقتها: الصلاة جامعة، ويجوز فيها ثلاثة أوجه:الأول: الصلاةُ جامعةٌ، مبتدأ وخبر.الثاني: الصلاةَ جامعةً، فالصلاة مفعول لفعل محذوف،وجامعةً حال من الصلاة، أي احضروا الصلاة حال كونها جامعة.الثالث: الصلاةُ جامعةً، فالصلاة خبر مبتدأ محذوف،تقديره: هذه الصلاة، وجامعة حال من الصلاة، لكن هذا الوجه أضعفها.فإذا جاء وقت صلاة الاستسقاء، وارتفعت الشمس قيد رمحيُنادى: الصلاةُ جامعة؛ ليحضر الناس؛ قياساً على صلاة الكسوف.والمذهب: يرون أنه ينادى للكسوف، والعيد، والاستسقاء.ولكن ما ذكره الأصحاب في المناداة للعيد، والاستسقاء،ضعيف جداً؛ وذلك لما يلي:أولاً: أنه خلاف هدي النبي صلّى الله عليه وسلّم، فالعيدوقع في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يكن ينادى لها، وصلاة الاستسقاء كذلكلم يكن ينادى لها، وقد ذكرنا قاعدة فيما سبق: (أن كل شيء وجد سببه في عهد النبيصلّى الله عليه وسلّم، ولم يشرع له شيء من العبادات فشرع شيء من العبادات، من أجلهيكون بدعة) ، لأننا يلزمنا الوقوف عند الشرع، عند أسبابه، وعند جنسه، وهيئته.ثانياً: أن إلحاق ذلك بصلاة الكسوف غير صحيح أيضاً، أي:أنه يمتنع القياس؛ لأن صلاة الكسوف تأتي على غير تأهب بغتة، وصلاة العيد معلومة منقبل، والناس يتأهبون لها، وكذلك الاستسقاء، وقد سبق في كلام المؤلف أنه قال: «إنالإمام يعدهم يوماً يخرجون فيه» ، فالصلاة معلومة الوقت.ولو قال قائل: إننا اليوم نعلم بالكسوف متى يحصل ابتداءوانتهاء، وفي أي وقت من نهار أو ليل؟فنقول: حتى في هذه الحال ينادى الصلاة جامعة؛ لأنالحسّابين قد يخطئون، ونحن قد علقت الصلاة منّا بوجود الكسوف لا بالعلم به، قالصلّى الله عليه وسلّم: «إذا رأيتموهما فصلوا وادعوا» [(221)].فالنداء لصلاة الاستسقاء والعيد لا يصح أثراً ولا نظراً،وأما أثراً؛ فلعدم وروده مع وجود سببه في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأمانظراً؛ فلوجود الفرق بين الأصل والفرع.وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِهَا إِذْنُالإِْمَامِ. وَيُسَنُّ أَنْ يَقِفَ فِي أَوَّلِ المَطَرِ، وَإِخْرَاجُ رَحْلِهِوَثِيَابِهِ لِيُصِيبَهُمَا المَطَرُ ...........قوله: «وليس من شرطها إذن الإِمام» ، أي: ليس من شرطإقامتها أن يأذن الإِمام بذلك، بل إذا قحط المطر وأجدبت الأرض خرج الناس وصلوا،ولو صلى كل بلد وحده لم يخرجوا عن السنة.بل لو وجد السبب، وقال الإِمام: لا تصلوا، فإن في منعهإياهم نظراً؛ لأنه وجد السبب فلا ينبغي أن يمنعهم، ولكن حسب العُرف عندنا لا تقامصلاة الاستسقاء إلا بإذن الإِمام.اللهم إلا أن يكون قوم من البادية بعيدون عن المدن ولايتقيدون، فهنا ربما يقيمونها، وإن كان أهل البلد لم يقيموها.قوله: «ويسن أن يقف في أول المطر» ، السنة في اصطلاحالفقهاء: هي ما يثاب فاعله امتثالاً، ولا يعاقب تاركه.قوله: «أن يقف» ، أي: أن يقف قائماً أول ما ينزل المطر.قوله: «وإخراج رحله وثيابه ليصيبهما المطر» ، أي: متاعهالذي في بيته، أو في خيمته إن كان في البر، وكذلك ثيابه يخرجها؛ لأن هذا روي عنابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ[(222)].والثابت من سنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أنه إذانزل المطر حسر ثوبه» [(223)]، أي: رفعه حتى يصيب المطر بدنه، ويقول: «إنه كان حديثعهد بربه» [(224)].وهذه السنّة ثابتة في الصحيح، وعليه فيقوم الإِنسانويخرج شيئاً من بدنه إما من ساقه، أو من ذراعه، أو من رأسه حتى يصيبه المطراتباعاً لسنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم وقوله في الحديث: «إنه كان حديث عهدبربه»، لأن الله خلقه الآن، فهو حديث عهد بخلق الله.وهل يقال: إن هذا التعليل يتعدى لغيره مما يُحدثه الله ـعز وجل ـ، أو نقول: إن هذا تعليل بعلة قاصرة على معلولها؟الجواب: أن نقول: إن هذه علة قاصرة على معلولها، ولهذالا يمكن أن نقول للإنسان: إنه ينبغي أن يصيب من بدنه ما ولد من حيوان أو نحوه مماهو حديث عهد بالله.ويستفاد من قوله: «إنه كان حديث عهد بربه»، ثبوت الأفعالالاختيارية لله ـ عز وجل ـ التي تقع بمشيئته، خلافاً لمن أنكر ذلك، فإن إنكاره عنجهل، وليس عن علم؛ فالرب عز وجل تقوم به الأفعال الاختيارية، ويفعل ما يشاء في أيوقت شاء.وَإِذَا زَادَتِ المِيَاهُ، وَخِيفَمِنْهَا سُنَّ أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَعَلَيْنَا،...........قوله: «وإذا زادت المياه وخيف منها سنّ أن يقول: اللهمحوالينا ولا علينا» ، أي: إذا زادت مياه السماء أي: الأمطار، ومثل ذلك لو زادتمياه الأنهار على وجه يُخشى منه، فإنه يسنّ أن يقول هذا الذكر: «اللهم حوالينا ولاعلينا» .ودليل ذلك: ما ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك ـرضي الله عنه ـ «أن رجلاً جاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يخطب الناس يومالجمعة، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وتهدم البناء، فادع الله يمسكها عنا ـ فلميدع الله بإمساكها، ولكنه دعا الله بإبقائها على وجه لا يضر ـ فقال: اللهم حواليناولا علينا...إلخ» [(225)].وقوله: «اللهم» ، هذه منادى حذفت منها ياء النداء، وعوضعنها الميم، ولم تجعل الميم في أول الكلمة تيمناً بالبداءة باسم الله، وجُعلت فيآخرها ميمٌ؛ لأن الميم تدل على الجمع، فكأن الداعي جمع قلبه على الله عز وجل.وقوله: «حوالينا» أي: أنزله حوالينا، أي: حوالي المدينة.وحوالي هنا: ملحق بالمثنى؛ لأنه نُصب بالياء بدلاً عنالفتحة حيث إنه لا يدل على اثنين، بل على واحد أي: حولنا.وقوله: «ولا علينا» ، أي: ولا على المدينة التي خيف أنتتهدم من كثرة الأمطار.اللَّهُمَّ عَلَى الظِّرَاب وَالآكَامِ،وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، رَبَّنَا لاَ تُحَمِّلْنَا مَالاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ»، الآيَة.قوله: «اللهمّ على الظراب» هي الروابي الصغار، أي:الأماكن المرتفعة من الأرض، لكن ليس ارتفاعاً شاهقاً؛ وذلك لأن المرتفع من الأرضيكون فيه النبات أسرع نمواً لأنه مرتفع قد تبين للشمس والهواء فيكون أحسن.قوله: «والآكام» الجبال الصغيرة، ولهذا يقال: أكمة للجبلالصغير.قوله: «وبطون الأودية» أي: داخل الأودية، أي: الشعاب؛ لأنبطون الأودية إذا أمطرت سالت، ونبتت فيها أشجار كبيرة نافعة.قوله: «ومنابت الشجر» ، هذا عام يعم كل أرض تكون منبتاًللشجر.فإذا قال قائل: هذه الدعوات هل شملت الأرض كلها؟فالجواب: لم تشمل الأرض كلها، فخرج منها رؤوس الجبالالعالية؛ لأنها ليست آكاماً، ولا ظراباً، وخرج منها الأرض القاحلة السبخة التي لاتنبت؛ لأنها ليست من منابت الشجر، ولا من بطون الأودية، فالنبي صلّى الله عليهوسلّم دعا الله ـ عز وجل ـ أن يكون نزول المطر على أراضٍ نافعة وهي هذه الأنواعالأربعة: الظراب، والآكام، وبطون الأودية، ومنابت الشجر.قوله: «ربنا لا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به» ، هذه لمترد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم لكنها مناسبة.فإذا قالها الإِنسان لا على سبيل السنية فلا بأس، أماإذا قالها على أنها سنة فلا.وهنا قال المؤلف: «ربنا لا تحمِّلنا» . وفي الآية:{{رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا}}، و«الواو» إنما حذفها المؤلف؛ لأنها في الآية حرفعطف على ما سبق، وهنا لم يسبقها شيء تعطف عليه، فلهذا حذف الواو، فقال: «ربنا لاتحملنا ما لا طاقة لنا به» .قوله: «الآية» ، أي: إلى آخر الآية، أي: أكمل الآية.وإكمال الآية: {{وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا}}[البقرة:286] أربع دعوات:{{رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَابِهِ}}، وهذا من باب التخلية.{{وَاعْفُ عَنَّا}}، كذلك من باب التخلية.{{وَاغْفِرْ لَنَا}}، كذلك من باب التخلية.{{وَارْحَمْنَا}}، من باب التحلية أي: من باب إيجادالشيء.فهذه الدعوات كلها دعوات مفيدة مناسبة، لكن بشرط ألايتخذها الإِنسان على أنها سنة.ذكر في الروض مسألة مفيدة قال: «يحرم أن يقول: مطرنابنوء كذا، ويباح في نوء كذا، وإضافة المطر إلى النوء دون الله كفر إجماعاً، قالهفي المبدع» .النوء: هو النجم، أي: مطرنا مثلاً بالنجم الفلاني، بنجمالشولة، أو بنجم النعائم، أو بنجم سعد الذابح، أو بنجم سعد بلع، أو سعد السعود،وما أشبه ذلك.ودليله: ما ثبت في الصحيح من حديث زيد بن خالد الجهني«أنهم كانوا مع النبي (ص) في الحديبية على إثر سماء كانت من الليل ـ أي: مطر نزلفي الليل ـ فلما انصرف النبي صلّى الله عليه وسلّم من صلاة الصبح قال لهم: هلتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بيوكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما منقال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فهو كافر بي مؤمن بالكوكب» [(226)].وهذا نص صريح في أن من قال: مطرنا بنوء كذا فهو كافر،ولهذا حكى في المبدع إجماع أهل العلم على ذلك[(227)].إذاً قول الإِنسان: مطرنا بنوء كذا محرم، بل هو من كبائرالذنوب، وهل يكون كفراً أكبر مخرجاً عن الملة؟الجواب: أنه بحسب عقيدة القائل، إن كان يعتقد أن النوءهو الذي خلق هذا المطر، فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة؛ لأنه ادَّعى أَنَّ معالله خالقاً، وإن كان يعتقد أن النوء سبب فإنه كافر كفراً دون كفر.وإنما كان كافراً فيما إذا اعتقد أنه سبب؛ لأنه أثبتسبباً لم يثبته الله ـ عز وجل ـ، فإن النجوم ليس لها أثر، وإنما هي أوقات فقط.مسألة: لو قال: مطرنا في نوء كذا؟الجواب: هذا جائز؛ لأن في للظرفية، ومن ذلك استعمالالعامة عندنا الباء هنا، وهم يريدون الظرفية، يقولون مثلاً: مطرنا بالمربعانية،ومطرنا بالشبط، ومطرنا بالعقارب، العقارب هي: السعود الثلاثة، سعد الذابح، وبلع،والسعود.فإذا قال: مطرنا بسعد السعود، وهو يقصد في سعد السعودكما هي اللغة العامية عندنا فهنا لا يكون كافراً، والباء قد تأتي بمعنى (في) مثلقوله تعالى: {{وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ *}{وَبِاللَّيْلِ}} [الصافات: 137، 138] ، أي: في الليل.-----------------------------------------[200] سبقتخريجه ص(109).[201] أخرجهالطبراني في «الصغير» (1/137 ـ 13.[202] يأتيتخريجه ص(212).[203] يأتيتخريجه ص(216).[204] أخرجهالبخاري (2023) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.[205] أخرجهمسلم (2565) عن أبي هريرة رضي الله عنه.[206] أخرجهمسلم (258 عن أبي هريرة رضي الله عنه.[207] أخرجهابن ماجه (4019) عن ابن عمر رضي الله عنهما. وقال في «الزوائد»: «هذا حديث صالحللعمل به، وقد اختلف في ابن أبي مالك وأبيه».[208] يأتيتخريجه ص(212).[209] أخرجهالإمام أحمد (1/230، 355)؛ وأبو داود (1165)؛ والترمذي (55؛ والنسائي (3/156)؛وابن ماجه (1266)؛ وابن خزيمة (1405، 1419)؛ وابن حبان (2862) إحسان؛ والحاكم(1/326). وقال الترمذي: «حسن صحيح».[210] «الروضمع حاشية ابن قاسم» (2/547).[211] أخرجهالبخاري (1010) عن أنس رضي الله عنه.[212] أخرجهمسلم (1731).[213] كما فيحديث عائشة رضي الله عنها، وفيه قالت: «فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حينبدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر فكبّر وحمد الله عزّ وجل ثم قال: إنكم شكوتم جدبدياركم... ونزل فصلّى ركعتين...».أخرجه أبوداود (1173)؛ وابن حبان (2860) إحسان؛ والحاكم (1/32؛ والبيهقي (3/349). وقالأبو داود: «هذا حديث غريب إسناده جيد»، وصححه الحاكم على شرطهما، ووافقه الذهبي.[214] كما فيحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «خرج نبي الله يستسقي فصلّى بنا ركعتين بلا أذانولا إقامة ثم خطبنا، ودعا الله عز وجل».أخرجه الإمامأحمد (2/326)؛ وابن ماجه (126؛ والبيهقي (3/347)، وقال البوصيري في «زوائد ابنماجه»: «إسناده صحيح».[215] أخرجهالبخاري (1031)؛ ومسلم (2096) (7).[216] أخرجهالبخاري (1029) عن أنس رضي الله تعالى عنه.[217] أخرجهمسلم (896) عن أنس رضي الله عنه.[218] أخرجهمسلم (2904) عن أبي هريرة رضي الله عنه.[219] هذاالدعاء الذي أشار إليه الماتن؛ وذكره في الشرح روي مرفوعاً بنحوه من حديث ابن عمررضي الله عنهما عزاه السيوطي في «جمع الجوامع» (1/385) إلى الطبراني، وذكرهالشافعي في «الأم» (1/251) عن سالم عن أبيه تعليقاً، فقال: «وروي عن سالم عن أبيهوذكره...». قال ابن حجر في «التلخيص» (2/99): «ولم نقف له على إسناد، ولا وصلهالبيهقي في مصنفاته، بل رواه البيهقي في «المعرفة» من طريق الشافعي، قال: ويروى عنسالم به...».[220] لحديثعائشة رضي الله عنها «أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا رأى المطر قال:صيباً نافعاً». أخرجه البخاري (1032).[221] سبقتخريجه ص(180).[222] أخرجهالشافعي في «الأم» (1/152).[223] أخرجهمسلم (89 عن أنس رضي الله عنه.[224] أخرجهمسلم (89 عن أنس رضي الله عنه.[225] سبقتخريجه ص(109).[226] أخرجهالبخاري (103؛ ومسلم (71).[227]«المبدع» (2/212).
    الرابط
    /////////////////////////////////////////////////////////
    الشيخ رسلان حفظه الله تعالى
    عناصر المحاضرة:
    • [*=right]الاستسقاء لغةً وشرعًا.
      [*=right]أنواع الاستسقاء.
      [*=right]في بيان حكم صلاة الاستسقاء ومكانها.
      [*=right]بيان حكم الاستسقاء في خطبة الجمعة.
      [*=right]بيان الفرق بين البيت والدار.
      [*=right]باب صلاة الخوف: المراد بصلاة الخوف.
      [*=right]بيان نوع من أنواع صلاة الخوف.

    http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2651الرابط
    ///////////////////////////////////////////////////////////////
    حكم تقديم الخطبة قبل الصلاة في صلاة العيدين والإستسقاء



    منالمعلوم أن خطبتي صلاة الجمعة تكون قبل الصلاة، أما الخطب في صلاة العيدينوالاستسقاء فإنها تكون بعد الصلاة، ومن المعلوم أن معظم الناس -هداهم الله-يبادرون بالخروج من صلاة العيدين وصلاة الاستسقاء قبل شروع الخطيب بإلقاء الخطبة،فما حكم الإسلام في تقديم ال
    الواجبعلى أهل الإسلام أن يتبعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به، وأن يعملواكعمله ولا يزيدوا بآرائهم ولا يغيروا، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (صلواكما رأيتموني أصلي)، فالله أمر بالصلاة مجملة وقال: (أقيموا الصلاة حافظوا علىالصلوات)، والرسول - صلى الله عليه وسلم- بينها وفصلها عليه الصلاة والسلام بقولهوفعله، فعلى المسلمين أن يتبعوا ولا يبتدعوا ولا يجوز للمسلمين أن يقدموا خطبةالعيد أو خطبة الاستسقاء، خطبة العيد خاصة، أما الاستسقاء فقد جاء تقديمهاوتأخيرها لكن خطبة العيد لا تقدم بل يصلي ثم يخطب، هكذا فعل النبي - صلى الله عليهوسلم- وفعل خلفاؤه الراشدون والمسلمون، ولما فعل مروان ما يخالف السنة من تقديمالخطبة في العيد أنكر عليه أبو سعيد الخدري، فالحاصل أن الواجب على المسلمين أنيصلوا كما صلى عليه الصلاة والسلام، والسنة للمسلمين أن يحضروا خطبة العيد وخطبةالاستسقاء ولا يعجلوا، هذه سنتهم أن يحضروها ويستفيدوا، ولكن خروج من خرج منهم لايجوز تقديم الخطبة على الصلاة، بل تبقى على حالها كما فعلها النبي عليه الصلاةوالسلام، يصلي العيد ثم يخطب، أما الجمعة فخطبتها قبلها، وأما الاستسقاء فقد جاءهذا وهذا، جاء قبلها وبعدها، جاء في الخطبة كصلاة العيد، وجاءت الخطبة قبلها كصلاةالجمعة، فالأمر فيها واسع والحمد لله، صلاة الاستسقاء.

    http://www.binbaz.org.sa/mat/16488الرابط

    ////////////////////////////////////////////////

    الشيخ الفوزان حفظهالله تعالى

    السؤال:
    أحسن اللهإليكم صاحب الفضيلة، هذا سائل يقول : لقد أمر ولي الأمر في هذه البلاد المباركةوفقه الله بأداء صلاة الاستسقاء يوم غد الاثنين ونلاحظ تخلفا من طلبة العلم ومنالناس عن أداء هذه الشعيرة فهل من نصيحة في ذلك؟

    http://www.alfawzan.af.org.sa/node/11096
    نص السؤال يقول
    : فضيلة الشيخ وفقكم الله ، هل لي أن أصلي صلاةالاستسقاء ولو أدى ذلك إلى تأخري عن العمل الرسمي قليلا أو لا أحضر الصلاة البتة ؟
    http://www.alfawzan.af.org.sa/node/11099
    نص السؤال يقول :فضيلة الشيخ وفقكم الله ، وردت فتوى لفضيلتكم بالأمس عن حكم صلاة الاستسقاء فيالمدارس وأن ذلك خلاف السنة ، فقال بعض المدرسين : لو علم الشيخ أن هذا الفعل منأجل التعليم للطلاب لربما تغيرت الفتوى ، فهل هذا الفعل صحيح؟
    http://www.alfawzan.af.org.sa/node/11098
يعمل...
X