إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

    ( 41 )

    ليس من الإنصافْ:
    -عند ذكر حُجيَّة الإجماع- أن تَحكي الخلافْ


    سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله يقول:
    وينبغي أن يُتنبَّه أنَّ مُجرَّد الإقرار بالخلاف يُضعف الكلام وحُجية الإجماع وكثير من هؤلاء الذين يحكون الخلاف يذكرون أمثال النَّظَّام والبهشمي والرَّافضة ومن شابههم في منازعتهم في الإجماع، وهؤلاء إذا كان أئمة الدِّين والسُّنَّة لا يرفعون رأسًا بموافقتهم فكيف يعتنون بمخالفتهم؟ فلا يُفرح إذا وافقوا، فكيف يُلتفت إلى قولهم إذا خالفوا؟

    إلى أن قال حفظه الله:
    فالإجماع لا شك في حُجيَّته، ولهذا الذين يقولون:"الجمهور على أنَّ الإجماع حُجة" هذا فيه إسقاط للإجماع لأنَّه ليس ملزمًا مع وجود الخلاف فيه!

    المصدر: الدَّرس 11 / شرح متن الورقات
    [باختصار]

    تعليق


    • #47
      رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

      ( 42 )
      احْرِص عَلى الإخْلَاصْ
      ولا يَكُنْ همّك – من علْمِك- ثَنَاء النَّاسْ



      سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:
      النِّيَّة أمرها عظيمٌ في العلم، ولهذا كان الإمام مالك -إمام دار الهجرة رحمه الله- يقول: (
      طلبتُ العلم لنفسي وكذلك كان النَّاس)، وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: (ليس شيءٌ أفضل منَ العلم لمن صلحت نيَّته، قالوا: وما النِّيَّة يا أبا عبد الله؟ قال: أن ينويَ رفع الجهل عن نفسه) فليست النِّيَّة في العلم أن تنويَ أن تكون عالمًا أو أن تكون مؤلِّفًا أو أن تكون مُحقِّقًا أو أن تكون مُشارًا إليه بالبنان، لا؛ الأصل أن تنويَ رفع الجهل عن نفسك في متعلَّقات فِعلك مع الرَّب -تبارك وتعالى- ما الَّذي أمركَ به وما الَّذي نهاكَ عنه، فإن حُمِّلت علمًا فتح الله عليك، كما قال الألبيري -رحمه الله-:
      وإنْ أُعطيتَ فيه طولَ باعٍ = وقال النَّاسُ إنَّك قد سبقتا
      فلا تأمن سُؤال الله عنه = بتوبيخٍ علمتَ فهل عملتَا

      طالب العلم يعلم أثر النِّيَّة في العلم ومكانتها ومنزلتها؛ ولهذا لمَّا سُئل شيخنا العلَّامة النَّجمي -رحمه الله- في ترجمته -وهي مُسجَّلة بصوته- عن مسألة التَّأليف قال: (
      لم تكن لنا نيَّة للتَّأليف وإنَّما جاء التَّأليف تبعًا، فحصلت بعضُ الأخطاء من بعض النَّاس هنا وهناك فقمنا بالرَّدِّ عليها، وبعض الدُّروس الَّتي كانت تُدرَّس كان الطُّلاب يُفرِّغونها ثمَّ بعد ذلك تُطبع وتُنشر، وإلَّا فلم يكن لنا غرضٌ ولا قصد في التَّأليف)؛ أنَّ هذا ليس من شأن طالب العلم في ابتداء الطَّلب، وكذلك في ترجمة شيخنا العلَّامة الفوزان -وهي مُسجَّلة أيضًا بصوته لمَّا عُقد له مجلس في ترجمته فسُئل عن التَّأليف فقال: (لم يكن لنا قصد في التَّأليف ولكن كُنَّا نُلقي بعض الدُّروس في إذاعة القرآن وبعض الدُّروس في المسجد عندنا فكان بعض الطُّلاب والحريصين) -وأنا أحكي كلامهما بمعناه- (يأتي فيأخذ هذه الدُّروس فيُفرِّغها وبعد ذلك طُبعت).
      فطالب العلم تكون همَّته في أوَّل الطَّلب مُنصبَّةً على أن يُعالج نفسه، بل هذا ممَّا يُعينه على الإخلاص، إذا لم يكن له في العلم نظر إلَّا إلى نفسه فإنَّه سيُخلص نيته إلى الله تعالى.
      لماذا تتعلَّم؟ لأتعرَّف كيف أعبد الله -جلَّ وعلا-: كيف أُصلِّي، كيف أصوم، كيف أحجّ إن يسَّر الله لي الحج، كيف أزكِّي إن اجتمع نصاب المال، كيف أتطهَّر، كيف أبَرُّ بوالديّ، وما شابه ذلك. ومن قرأ كتاب أخلاق حملة القرآن للآجري علم ذلك على الحقيقة.
      الدَّرس الثَّاني \ شرح الأربعين النَّووية
      [باختصار وتصرُّف يسير]

      تعليق


      • #48
        رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

        ( 43 )
        اعلم رحمكَ الله: أنَّ تركَ العمل بالعلمْ
        يمحقُ البركة ويُوجب الذَّمْ

        سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:
        إذَا بلغتَ في العلم شأْوًا ونظر النَّاس إلى طُولك وطول باعِك في العلم فرأوك في الأعالي وأشَاروا إِليك بالبنان وصرتَ تُعرف في المشارق والمغارب ورأَست النَّاس فصِرت مرجعًا لهم فإِنَّك والحالة هذه لم تنتهِ مُهمَّتك في هذه الحياة الدُّنيا بل ما اِزدادت مُهمَّتك إلَّا تعقيدًا، فإِنَّ الواجب عليك أنْ تَعرف حق العلم عليك،
        ومن أَعظم حُقوق العلم - بل هُو أَعظمها - العملُ به، لأنَّه لا نجاة للعالِم فضلًا عن غيره، لا نجاة لأهل العلم كلِّهم فيما حملوه من العلم قليلًا أو كثيرًا وما بلغهُم من الحجَّة إلَّا أَن يكون لهم جواب عند الله عن هذا العلم ماذا عملوا به.
        وهذه هي الثَّمرة التي يُراد لَها العلم، فإنَّما ثمرةُ العلم العمل،
        وقد عَدَّ الهيثمي في " الزَّواجر عن اِقتراف الكبائر " عدَّ عدم العمل بالعِلم من الكبائر.
        وفي نظم " الزُّبد " المشهور عند الشَّافعية:

        وعالِم بعلمه لم يعملن = مُعذَّب من قبل عبّاد الوثن.
        وقد جاء في السُّنن من حديث أبي بَرزة ومن حديث ابن مسعود، أنَّ النَّبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم قال: ((لاتزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربعٍ : عن عُمرِه فيما أفناه ، وعن عِلمه ماذا عمل فيه ، وعن مالِه من أين اكتسَبه ، وفيما أنفقَه ، وعن جسمِه فيما أبلاهُ))[1]، والنَّاظم يُشير إلَى هذا: [بِتَوبيخٍ عَلِمتَ فَهَل عَمِلتا] فلا تأْمن سُؤال الله عنهُ وإِن كُنت من أهل العلم الأَكابر الذين بلغُوا في العلم مراتِب ربَّما قلَّ من يبلُغها، فإِنَّك مسؤولٌ عن هذا العلم بينَ يدَي الله جلَّ وعلا، ولهذا الرَّب تبارك وتعالَى قال في كتابه الكريم:{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ غڑ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[2] هذا في حقِّ اليهود، وقال جلَّ وعلا في كتابه الكريم: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[3] وقد جاء في صحيح من حديث أُسامة بن زيد حِبِّ رسول الله وابن حبِّه أنَّه قال عليهِ الصَّلاة والسَّلام: ((يُؤتى بالرَّجُل يومَ القِيامةِ فيُلْقَى في النَّارِ فتَندلِقَ أقتابُ بطنِه، فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الحمَارُ بالرَّحى، فَيَجْتَمِع إِلَيْه أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُون: يَا فُلانُ مالَكَ؟ أَلَم تَكُن تَأْمُرُ بالمعَرُوفِ وَتَنْهَى عنِ المنْكرِ؟ فيَقُول: بَلى، قَدْ كُنتُ آمُرُ بالمعْرُوفِ وَلَا آتِيه، وَأَنْهَى عَنِ المنْكَرِ وآتِيه)) وهذه منزلة قبيحة لمن أَمْكنه العمل بالعلم ولم يعمل به.
        والعلَّامة حافظ حكمي –رحمه الله تعالى– يقول في ميميَّته المشهورة:

        يا طالب العلم لا تبغِي به بدلًا = فقد ظفرتَ وربِّ اللَّوح والقلم
        وعظِّم العلم واعرف قدر حرمته = في القول والفعل والآداب والقِيَم.

        أبو الدَّرداء رضي الله عنه يقول: (
        ويلٌ للذي لا يعلمُ مرَّة، وويلٌ للذي يعلمُ ولا يعمل سبعَ مرَّات)[4]
        والسَّلف كانُوا يُعجبهم التَّواضع وهضم النَّفس، الشَّعبي -رحمه الله- عامرُ بن شرَاحيل الإِمام المعروف، يقول: (
        إنَّا لسنا بالفقهاء، ولكنَّا سمعنا الحديث فرويناه، ولكنَّ الفُقهاء من إذا علِم عمل )، ولهذا ابن القيِّم – رحمه الله تعالى – في " إعلام الموقعين " يقولُ بأنَّ الإجماع مُنعقدٌ على أنَّ الفقيه لا يُسمَّى عالِمًا حتَّى يعمل بعلمه؛ ولهذا قال الحسن البصري: (كان الرَّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشُّعه وزُهده ولسانه وبصره )، ومثلُ هذا النَّفَس كثيرٌ في كلام الأئمَّة -رحمهم الله تعالى-، ولهذا صحَّ عند طائفة من أهل العلم قولهُ عليه الصَّلاة والسَّلام: ((مَثلُ الَّذي يُعلِّمُ النَّاسَ الخيرَ وينسَى نفسَه ، كمثَلِ السِّراجِ ؛ يُضِيءُ للنَّاسِ ويحرِقُ نفسَه الحديثَ))[5]، والشَّاهد من هذا كلِّه أنَّ طالب العلم يحْرص على العمل، وقد كان السَّلف يقولون: (كنَّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به )، وجاء عن علي رضي الله عنه وعن ابن المنكدر أنَّه قال:( هتَف العِلم بالعمل، فإِنْ أَجابهُ وإِلَّا اِرتَحل )، ولهذا في وصايا عليٍّ رضي الله عنه لكُمَيل بن زياد أنَّه قال: ( العلم يزكُو على العمل ) أراد أنَّ العلم يُنمِّيه العمل ويُرسِّخه، لأنَّ العمل هو ثمرة العِلم، ولهذا جاء مرفوعًا –كما ذكرنا من قبل– وإِن كان الصَّحيح فيه أنَّه لم يصح مرفوعًا وإنَّما هو في بعض الآثار: (من عمِل بما علِم، أورثه الله علم ما لم يعلم ).



        الدرَّس الثَّامن \ شرح تائيَّة الألبيري


        [1] قال الألباني – رحمه الله - في " اقتضاء العلم " في رواية أبي برزة الأسلمي: إسناده صحيح.
        [2] [ البقرة ]
        [3] [ الصَّف]
        [4] في " سِيَر أعلام النُّبلاء " للإمام الذهبي.
        [5] قال العلَّامة الأَلباني – عليه رحمة الله – في " صحيح التَّرغيب ": صحيح لغيره.

        تعليق


        • #49
          رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

          ( 44 )
          نظم أولي العزم من الرُّسل
          سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله يقول:
          ونؤمن بأنَّ من الأنبياء من سمَّاهم الله -جلَّ وعلا- بأولي العزم من الرُّسل، وهم عند جماهير أهل العلم خمسة: نوح عليه الصَّلاة والسَّلام، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمَّد، -عليهم الصَّلاة والسَّلام جميعًا-؛ فهؤلاء الخمسة هم أولوا العزم من الرُّسل.
          وقد نظمتهم في ثلاثة أبيات:

          أُولوا الْعَزْمِ خَيْرُ الرُّسْلِ أَعْنِي مُحَمَّدَا = وَيَتْلُوهُ إِبْرَاهِيمُ مُوسَى المكَلَّمُ
          وَعِيسَى وَنُوحٌ فِيهُمُ الخُلْفَ حَـرَّرُوا
          = عَلَى جِهَةِ التَّقْدِيمِ وَالْعَزْمُ مُحْتَمُ
          عَلَى الرَّاجِحِ المشْهُورِ فِي الرُّسْل كُلِّهِمْ
          = وَقَدْ قَرَّرَ الجُمْهُورُ هَذَا وَسَلَّمُوا
          الدَّرس الثَّالث \ شرح الأربعين النَّووية

          تعليق


          • #50
            رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

            ( 45 )

            الأقوى والأحقْ:
            أن يُقال (لا معبود "حقْ")

            سمعتُ الشَّيخ مصطفى مبرم حفظه الله يقول:
            وقوله هنا :[شَهادة ألَّا إله إلَّا الله] عرفنا أنَّ "إله" هنا بمعنى معبود؛ فإنَّ "لا إله إلَّا الله جاءت لتُقرِّر هنا معنى العُبودية؛ فمعناها والحالة هذه:"لا معبود حَق إلَّا الله" أو قُل:"لا معبود بحقٍّ إلَّا الله" والأوَّل أرجح(*)

            الدَّرس الرَّابع \ شرح الأربعين النووية

            _______
            (*) وسمعته أيضًا حفظه الله في شرحه لنظم شروط لا إله إلَّا الله -الدَّرس الأوَّل-: (والخبر إمَّا أن نُقدِّره مفرد فنقول:"حق" وإمَّا أن نُقدِّره شبه جملة ونقول:"بحق" وكلُّه صوابإلَّا أنَّ الأوَّل أقوى وأحق)

            تعليق


            • #51
              رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

              ( 46 )

              سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله يقول:
              "ينبغي للمرأة الموفَّقة الَّتي إذا احتاجت أن تَستخدم مثل هذه الوسائل أن تكون: حذِرةً، حازمَةً، صارمةً، فيمن تَظنُّ أنَّها تتكلَّم معهنّ "

              من الدَّرس التَّاسع \ شرح تائيَّة الألبيري

              لقراءة الكلام كاملًا [ هنا ]

              تعليق


              • #52
                رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                ( 47 )
                الرَّد على من أطلق القولْ
                بعدم جواز الأخذ عن أبي الفضلْ

                (ابن حجر العسقلاني رحمه الله)

                سمعتُ الشَّيخ مصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:
                ماذا يعني بـ " لا يجوز الأخذ عنه"؟
                إن كان يعني لا يجوز الأخذ منه في هذه الأمور التي غلط فيها ونبَّه العلماء عليها فهذا كلام حق فيجب قبوله، أمَّا إن كان يُريد أنَّه لا يُؤخذ العلم عن الحافظ ابن حجر وما دوَّنه في كتبه من الحق والصَّواب كما ذكره في "الفتح" وفي "التَّهذيب" وفي غيرها من كتبه فهذا عين قول الحدَّادية، ولا يجوز الاستماع لمن هذا حاله فإنَّ العلم إنَّما يذهب إذا تكلَّم أمثال هذا من الجُهَّال ولم يقل بقوله أحدٌ من أهل العلم.
                وكنتُ عند شيخنا مقبل -عليه رحمة الله- عندما نبتت نابتة الحدادية القديمة الأصلية الَّتي هي على يد محمود الحدَّاد وأفتوا بإحراق "الفتح" وإحراق شرح النَّووي على مسلم، وسُئل الشَّيخ فاشتط غضبًا -وما رأيته غاضبًا إلَّا في نوادر مثل هذا الغضب- حتَّى قال: (هم أولى أن يُحرقوا) ثمَّ قال له أحد الطُّلَّاب: (يا شيخ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم نهى قال: ((لَا يُعذّب بِالنَّارِ إلَّا رَبّ النَّار)) فقال: (استغفر الله، استغفر الله، ينبغي على ولي الأمر أن يعزِّرهم، يجب على ولي الأمر أن يعزِّرهم).

                الدَّرس الأوَّل \ شرح نخبة الفكر

                تعليق


                • #53
                  رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                  ( 48 )
                  استبـاق الصَّحابـة للخيراتْ
                  وتنـافسهم في الصّالحاتْ
                  سمعتُ الشَّيخ مصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:
                  هذا الحديث فيه فوائد عظيمة [1]، منها: علوّ همَّة الصَّحابة رضي الله عنهم وما كانوا عليه من الحرص على الآخرة من الفقراء والأغنياء على حد سواء رضي الله عنهم وأرضاهم، يعني من جهة طلب أجر الآخرة فهم كلُّهم هذا حالهم رضي الله عنهم وأرضاهم، قد كانوا متنافسين على الخير تنافسًا عظيمًا كما جاء في حديث ابن عمر عن أبيه أنَّ عمر بن الخطاب مرَّ مع أبي بكر مع النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام وابن مسعود قائمٌ يُصلِّي فلمَّا رآه النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام قال: ((سَلْ تُعْطَ)) [2]، فجاء عُمر رضي الله عنه في الصَّباح -لمَّا غدا- أتى إلى ابن مسعود فطرق عليه الباب وقال: (ما جاء بكَ هذه السَّاعة؟) فقال: (جئتُ لأبشِّركَ بما قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم) قال: (قد سبقك أبو بكر) فقال عمر رضي الله عنه: (إن يفعل فإنّه سبّاق بالخيرات، ما استبقنا خيرًا قطّ إلَّا سبقنا إليه أبو بكر) رضي الله عنه؛ وكذلك ما جاء في سُنن التِّرمذي من حديث عمر رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم أمرهم يومًا بالصَّدقة قال: (فوافق ذلك مالٌ عندي) يعني جاء الأمر بالصَّدقة وأنا عندي مال، قال: (فقلتُ اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئتُ بنصف مالي) فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِك؟)) قلتُ: (مثله؛ وأتى أبو بكر بكلِّ ما عنده) فقال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم له: ((يا أبَا بكر مَا أبْقَيْتَ لأَهْلِك؟)) قال: (أَبقيتُ لهم الله ورسوله) فقال عمر رضي الله عنه: (والله لا أسبقه إلى شيء أبدًا)؛ الشَّاهد من هذا -وأمثاله كثير- أنَّ الصَّحابة رضي الله عنهم كانوا مُتنافسين على الخير -الفُقراء والأغنياء-كلّهم.
                  وما ذكر الله -عزَّ وجلّ- من عُذر الفقراء ومن عذر الأعرج والمريض والأعمى إنَّما ذَكر هذا لأنَّهم كانوا يَرون أنَّ حقًّا عليهم أن يفعلوا شيئًا لهذا الدِّين، فالصَّحابة رضي الله عنهم كانوا حريصين، وانظر إلى حرصهم هؤلاء هم فقراء المهاجرين الَّذين كانوا لا يُؤوون إلى مال ولا أهلٍ، وإنَّما كانوا أهل الصُّفَّة رضي الله عنهم وأرضاهم، وكانوا أضياف الإسلام كما جاء في مجموع الأحاديث في الصَّحيحن وفي غيرها، وربما كانو لا يجدون ما يلبسون، وكانوا يضعون الشَّوك على ثيابهم لئلا تنكشف عوراتهم؛ ولمَّا رأوا الأغنياء من الأنصار ومن غيرهم -وكانوا أصحاب زراعة ونخل وخيل وإبل- لم تكن همَّتهم في أنَّهم قالوا: "لأنَّ هؤلاء يلبسون أحسن من لبسنا، ويركبون أحسن من مراكبنا ويُؤوون إلى أهلٍ ومالٍ، وعندهم النَّخل، وعندهم الإبل، وعندهم الغنم، وعندهم الخيل" لم يذكروا من هذا شيئًا كما هو حال النَّاس اليوم -إلَّا من رحم الله-، انظر قالوا بأنَّهم: (أهلُ الدُّثُور) يعني أموال، وما قالوا: "ونحن يا رسول الله فقراء وما عندنا، وهؤلاء لا يُزكُّون على أموالهم، وهؤلاء، وهؤلاء" ويذكرون ما يذكره النَّاس ممَّن عظُمت رغبتهم في الدُّنيا -إلَّا من رحم الله-؛ ماذا قالوا؟ قالوا: (ذهب أهل الدُّثُور بالأجور) هذا همُّهم، هذه همَّتُهم، هذا هو الشَّيء الذي ترغب فيه نفوسهم رضي الله عنهم وأرضاهم، قالوا: (ذهب أهل الدثور بالأجور) أصحاب الأموال ذهبوا علينا بالأجور؛ كيف ذهبوا بالأجور؟ بأنَّهم يشاركوننا في جميع الأعمال الظَّاهرة فيُصلُّون كما نُصلي، يصومون كما نصوم وفوق هذا يتصدَّقون بفضول أموالهم، هذا هو الذي كان يشغل الصَّحابة، لم يشغل هؤلاء الفقراء أنَّ إخوانهم من الأغنياء عندهم الدُّنيا وعندهم الأموال، هذا لم يخطر لهم ببال رضي الله عنهم وأرضاهم، وإنَّما كانت همَّتهم أنَّ هؤلاء سيسبقونهم إلى الأجر وإلى الآخرة؛ فبيَّن لهم النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام أنَّ مفهوم العبادة عظيم وكبير لمن وفقه الله { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [3] فإذا علم العبد أنَّ تقلُّبه باللَّيل والنَّهار حتَّى في المباحات إذا نوى بها الطَّاعات -طاعة الله عزَّ وجلَّ- أنَّه في عبادة؛ فبيَّن لهم النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام أنَّ بين أيديكم من الأجور ما يعدل ما يتصدَّق به الأغنياء.


                  الدَّرس 14 \ شرح الأربعين النَّووية
                  [باختصار يسير]

                  ___________
                  [1] الحديث الخامس والعشرون -من الأربعين النَّووية- ((ذَهَبَ أهْل الدُّثُور بالأجُور يُصَلُّون كَمَا نُصلِّي وَيَصُومُون كَمَا نَصُوم؛ ويَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أمْوَالِهِم...)) [الحديث] (رواهُ مسلم)
                  [2]
                  مسند الإمام أحمد [إسناده صحيح]
                  [3] [الأنعام: 162]

                  تعليق


                  • #54
                    رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                    ( 49 )
                    رأسُ العلم التَّقوى
                    ومُخالفة الهوى

                    سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله يقول:
                    رأسُ العلم، حقيقةُ العلم، ماهية العلم: التَّقوى، وهي الخَشية والخوفُ من الله تعالى؛ ولهذا جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّه قال: (ليس العلم عن كثرة الرِّواية، وإنَّما العلم خشية الله تبارك وتعالى)، والتَّقوى هي وصيَّة الله جلَّ جلاله للأَوَّلين والآخرين: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا الله}، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: (التَّقي مُلجم لا يفعل كلَّ ما يريد ).
                    ولمَّا خطَب طَلق بن حبيب يومًا النَّاس قال: (
                    تجنَّبوا هذه الفتن بتقوى الله، قالوا: وما التَّقوى؟ قال: العمل بطاعة الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله، وترك معصية الله على نورٍ من الله تخشى عقاب الله )

                    الدَّرس الثَّامن \ شرح تائيَّة الألبيري

                    تعليق


                    • #55
                      رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                      ( 50 )
                      تحذير البريَّة:
                      من أضرار البرمجة اللُّغويَّة

                      سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:
                      ((وإنَّه لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ الله عَلَيْهِ)) [1] فمع عِظم هذا الأمر إلَّا أنَّ الله الَّذي لا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السَّماء إذا أراد تيسيرهُ وتسهيله فإنَّه يُيسِّره على من يشاء من عباده؛ فقال: ((وَإنَّهُ لَيَسِيرٌ)) لكن ((عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ)) فإذا لم يأتِ التَّيسير من جهة الرَّب فإنَّه لا يستطيع العبد إليه سبيلا
                      إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى = فأوَّل ما يجني عليه اجتهاده

                      ولهذا قال عليه الصَّلاة والسَّلام في دعائه: ((وَلَا تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْن)) [2] ومن هنا يتبيَّن لنا الرَّد على هذه الفتنة التي ملأت المواقع وملأت السَّاحات وملأت العالم الإسلامي فضلًا عن غيره وهو ما يُسمى بـ "البرمجة العصبية" بـ "علم اللُّغات" و "البرمجة العصبيَّة" الَّتي نَتيجتها وثمرتها أنَّها كما يقولون تُوصل إلى الثِّقة بالنَّفس، والمسلم لا يثق بنفسه على الإطلاق أبدًا، وإنَّما يستعين الله -جلَّ وعلا-؛ ولهذا قال شيخ مشايخنا العلَّامة مُحمَّد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمة الله ومغفرته عليه- كما في فتاواه: (لا يجوزُ أن يقول المسلم أنا عندي ثقة بنفسي) وهذا مُتبيِّن من الحديث الَّذي قدَّمناه.

                      الدَّرس 17 \ شرح الأربعين النَّوويَّة

                      __________

                      [1] قال النَّووي في "الأربعين النَّووية": رواه التِّرمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح.
                      [2] قال الألباني رحمه الله- في "صحيح التَّرغيب": حسن

                      تعليق


                      • #56
                        رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                        ( 51 )
                        إضافة للفائدة السَّابقة:
                        (تحذير البريَّة من أضرار البرمجة العصبيَّة)

                        سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم –حفظه الله تعالى- في درسٍ آخر يقول:
                        يقول الألبيري هنا: [وإنْ ألقَاكَ فَهْمُكَ في مهاوٍ]
                        في كلِّ وادٍ سحيق، ذهبتَ مع كلِّ أحد، لَم تستفد من هذا العلم، لم تستفد ممَّا يقودك إليه العلم، لم تُعظِّم النُّصوص، لَم تعظِّم الآثار، لَم تُعظِّم اتِّباع الأئمَّة، وإنَّما خسرت نفسك على نفسك، وأخذت بكلِّ قول وبكلِّ فعل وبكلِّ اعتقاد وأعرضت عمَّا أمرك الله به ورسول عليه الصَّلاة والسَّلام؛ فهذه نصحيةٌ جليلةٌ عظيمةُ القدر اعتماد المرء على نفسه اعتماد المرء على فهمه، اليوم تُنشأ المعاهد، وفي القديم -في بداية الدَّعوة وبداية انتشار هذا العلم في هذا العصور في أرجاء هذه المعمورة- كان أهل العلم وحملته هم العلماء الرَّاسخون في العلم، ولمَّا لَم يرضَ طَريقتهم الكثير ممَّن انتسب إلى هذه الدَّعوة أو انتسب إلى العلم وثقل عليه ما عليه العلماء من التَّقيُّد والارتباط بمنهج السَّلف ذهبوا وأنشأوا مصطلحًا زيَّنوه لأنفسهم وهو مُصطلح "الصَّحوة" و "شباب الصَّحوة" و "دُعاة الصَّحوة" و "علماء الصَّحوة" الَّذين شهدوا على أنفسهم بأنَّهم كانوا في غفلة وصحوا والنَّاس قد ساروا وذهبوا؛ واستمرَّ هذا زمنًا لا يعلمه إلَّا الله -جلَّ وعلا- ولا يزال، ورجع النَّاس إلى علمائهم بعد أن رأو رسوخهم في العلم فجاؤوا بمصلح "الفكر" وقالوا: "هذا المفكِّر الإسلامي" و "صاحب الفكر الإسلامي" و "هؤلاء مفكِّرون" ولا يطلقون عليهم "علماء" كما كان اصطلاح المتكلِّمين أيضًا، وأرادوا أن يعزلوا الأمَّة والنَّاس عن علمائهم:"لأنَّ هذا مُفكِّر، لأنَّه فاهم للواقع، لأنَّه يتحدَّث من لمس جراحات المسلمين، ومِن، ومِن.." إلى آخره.
                        واليوم جاؤوا لنا بنِحلة جديدة وهي محنة المدرِّبين، ما خلصنا من الصَّحويين إلى المفكِّرين حتَّى تلقَّف شبابنا [...][1]
                        "هذا مدرِّب" وش مدِّرب؟ النَّاس كانوا يعرفون المدرِّب الرِّياضي: مدرِّب على كرة سلَّة أو على كرة طائرة أو على كرة قدم "مدرِّب رياضي"، لا، هذا مدرِّب إسلامي، يدرِّب على ماذا؟ على الثِّقة في النَّفس وعلى ذلك يُدندنون "البرمجة" أو ما يسمُّونه بـ "البرمجة العصبية" وغايتهم أنَّهم يريدون أن يصِلوا بهذا المتدرِّب إلى أن يكون واثقًا من نفسه وكفى بهذه سوأه لأنَّه لا يجوز للمسلم أن يثق بنفسه أبدًا، لا يجوز، النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام يقول: ((وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي)) [2] فالعبد لا يفرح بنفسه حتَّى وإن كان رأى أنَّه فهم هذه المسألة ولم يفهمها ذاك العالم أو عسرت على غيره، مهما يكن فلكلِّ مقامٍ مقال وفوق كلِّ ذي علمٍ عليم.

                        الدَّرس التَّاسع \ شرح تائيَّة الألبيري
                        _______________
                        [1] انقطاع في الصَّوت
                        [2] قال الألباني –رحمه الله- في "صحيح التَّرغيب": حسن

                        تعليق


                        • #57
                          رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                          ( 52 )

                          الحديثُ القُدسي: لفظهُ ومعناهْ
                          منَ الرَّب جلَّ في عُلاهْ

                          سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:
                          الحديث القدسي اشتهر عند كثير من المصنِّفين أنَّ لفظه من النَّبي صلَّى الله عليه وسلم ومعناه من الله جلَّ وعلا، ولكن هذا التَّعريف خطأ وليس بصواب وهو فرع من فروع مسألة الكلام الَّتي يتكلَّم فيها الأشاعرة وسائر المتكلِّمين لأنَّهم يقولون بأنَّ القرآن -أو ما أشبه ذلك- عبارة -أو حكاية- عن كلام الله تعالى عبَّر –أو أخبر- به جبريل عمَّا في نفس الرَّب تبارك وتعالى، من فروع هذا القول هذه المسألة، والصَّواب والصَّحيح الَّذي لا ينبغي أن يُقال غيره أنَّ الحديث القدسي لفظه ومعناه من الرَّب تبارك وتعالى.
                          والكلام على هذا يطول تفصيله؛ وممَّا يدلّ عليه ما في هذا الحديث لأنَّه لا يُعقل لا شرعًا ولا عقلًا أن يكون اللَّفظ من النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم ثمَّ هو يقول: ((يَا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي)) إلى غير ذلك من الأدلَّة الَّتي يطول المقام بسردها وذكرها.
                          وقد كُتب في هذا كتابات، والرُّجوع إلى كلام أهل العلم في تحقيق هذه المسألة وتقريرها أمرٌ سهل، لكن تنتبه إلى هذا المأخذ، وإلى أنَّ بعض المآخِذ راجعة إلى مُنطلق المتكلّم في التَّعريف؛ من أين ينطلق في تعريفه لهذا اللَّفظ؟ في تعريفه للقدر، في تعريفه للكلام، في تعريفه للعقيدة، في تعريفه للتَّوحيد، من أين ينطلق؟ ينطلق من فرقته الَّتي يتبعها؛ فإذا رأيتَ مثل هذه الأقوال فإنَّك تتنبَّه لها، ومن ذلك تعريف "التَّوفيق" وما أشبه هذا المقام.

                          المصدر: الدَّرس 13 \ شرح الأربعين النَّووية

                          تعليق


                          • #58
                            رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                            ( 53 )
                            (وأحللتُ الحلال) أي اعتقدتُ حلَّه
                            دون زيادة (فعلتُه)

                            سمعتُ الشَّيخ مصطفى مبرم حفظه الله يقول:
                            وقد بينَّا أنَّ قول الصَّحابي رضي الله عنه -وهو من أهمّ ما ينبغي أن يُذكر- أن قوله رضي الله عنه: (وأَحللتُ الحلال) أي اِعتقدتُ حلَّه؛ لأنَّ بعض أهل العلم يقول: (فعلتهمعتقدًا حلَّه) وهذا فيه نظر، لأنَّه لا يلزم أن يفعل كلَّ الحلال وإنَّما المراد أنَّه يعتقد أنَّه حلال أحلَّه الله جلَّ وعلا.

                            الدَّرس 11 \ شرح الأربعين النَّووية

                            تعليق


                            • #59
                              رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                              ( 54 )
                              تذكير الدَّارسْ
                              ببعض آداب (هذه) المجالسْ

                              سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله يقول:
                              لاشكَّ أنَّ من بركة العلم وتحصيله الاِلتزام بآدابه، وبقدر ما يكون عند طالب العلم من الأدب في العلم بقدر ما يُبارك الله له فيه ويفتح عليه فيه:
                              فليس من الأدب أن تكون مُسجِّلًا مُعرِّفك بأنَّك حاضر وتسمع الدَّرس لكنَّك في الواقع تقوم بتفريغ مادَّة من المواد مثلًا، أو بكتابة درس آخر، أو بالتَّكلُّم مع صاحبك، أو الاِشتغال بما يُسمَّى -ولا أعرفه إنَّما أعرف لفظه- بما يُسمَّى بالشَّات بدُون مناسبة؛ فتحضر الدَّرس وتُرسل لهذا تحيَّة، ولهذا سلام، ولهذا كلام، وتشغل نفسك بغير شيء من الدَّرس.

                              بقدر ما يكون عندك من توجُّه القلب وتوجُّه الذَّات وتوجه النَّفس إلى ما يُلقى عليك من الدَّرس بقدر ما تُحصِّل من بركته؛ والكلام في هذا لا شكَّ أنَّه يطول ويحتاج إلى نقل كثيرٍ من الآثار؛ وطالب العلم يحتاج إلى معرفة أدبه بكلِّ أنواع الأدب، يحتاج إلى معرفة أدبه مع الله الَّذي يُوصل إليه هذا العلم، يحتاج إلى أن يعرف أدبه مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الَّذي أُخذ عنه هذا العلم وتحُمِّل عنه، يحتاج أن يعرف أدبه مع العالِم أو الشَّيخ أو المدرِّس الَّذي يُدرِّسه لأنَّ هذه منزلة الأنبياء في العلم، لأنَّ العُلماء ورثة الأنبياء وأهل العلم حَملته فهم وُرَّاثه، ويعرف أيضًا -وهذا من المهمَّات- يعرف أدبه مع نفسه في معاملته لهذا العلم -وهذا أيضًا أمرٌ مُهمٌّ- فيعرف ما هي مُلحه، وما هي عُقده، ما الأمر الَّذي يحتاج إلى تكرار وإلى فهم وإلى بيان، وما الأمر الَّذي يكون من مُلح العلم يطَّلع عليه اِطَّلاعًا سريعًا.
                              أيضًا من الآداب: أن يتعرَّف طالب العلم على أدبه مع زُملائه وأقرانه وإن لم يكونوا مجتمعين في غرفة واحدة أو في مسجد واحد بل ربَّما يكونون متفرِّقين في بُلدان شتَّى، فإنَّه يحفظ لهم حُرمتهم وحقَّهم ورعايتهم ويدعوا لهم، وإذا لم يفهم أحدٌ منهم الدَّرس لم يسخر منه، وإذا أرسل أحد بسؤال فيه نوع من الضَّعف ونوع ممَّا يدلُّ على قلَّة الفهم أو ما أشبه ذلك فإنَّه لا يسخر به أو يقول:"هذا ما يفهم، وهذا وش دخَّله في هذه الدُّروس؟ وش دخَّله في هذا العلم؟" وما أشبه هذا، هذا غلط، ينبغي لطالب العلم أن يكون متواضعًا في نفسه، متواضعًا مع ربِّه، مُتواضعًا مع من يتعلَّم منه، متواضعًا مع من يُزامله في طلب العلم، هذه على كلِّ حال نصيحة بناءً على طلب الطَّالب لها، وإلَّا فإنَّ الأمر كبير صُنِّفت فيه الكتب الكبيرة ككتاب "جامع بيان العلم وفضله وما يجب في روايته وحمله" للحافظ أبي عمر ابن عبد البر، و"آداب الرَّاوي والسَّامع" للحافظ الخطيب البغدادي، وكُتب كثيرة جدًّا من كتب الأئمَّة الكبار المتقدِّمين فضلًا عمَّا صنَّفه كثيرٌ من المتأخِّرين والمعاصرين من المنثور والمنظوم في طلب العلم وما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم في آدابه.
                              من الدَّرس الثَّامن \ شرح الأربعين النَّووية
                              [باختصار يسير]

                              تعليق


                              • #60
                                رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                                إضافة للفائدة رقم (12) :
                                أهميَّة اطِّلاع طلَّاب العلم على محنة الإمام أحمد بن حنبل
                                ( 55 )

                                سمعتُ الشَّيخ مصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:
                                فطالب العلم بحاجة إلى أن يَدرُس محنة الإمام أحمد دراسةً متمحِّصة، إمَّا من طريق كتاب
                                "
                                ذكر محنة الإمام أحمد" لحنبل بن إسحاق، أو كتاب "مناقب الإمام أحمد" لأبي الفرج ابن الجوزي، أو من تراجم العلماء على الأقل في الكتب الَّتي لم تُفرد في هذا الباب كـ "تأريخ الإسلام" للذَّهبي، أو "سير أعلام النُّبلاء" للذَّهبي، أو "البداية والنِّهاية" لابن كثير؛ يستطيع طالب العلم أن يقرأها في جلسة أو جلستين أو ساعة أو ساعتين، يستفيدُ منها وينظر إلى المسار الذي كان عليه أهل العلم رحمهم الله، ينظر كيف تصرَّف الإمام أحمد مع أئمَّة كِبار عاش معهم دهرًا من عمره.


                                الدَّرس السَّابع \ شرح نظم عقيدة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهَّاب
                                للشَّيخ زيد المدخلي رحمهما الله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X