إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

    ( 56 )
    ثناء الشَّيخ مُصطفى مبرم اللودري
    على تائية أبي إسحاق الألبيري

    سمعتُ شيخي مصطفى مبرم -حفظه الله ونفعنا بعلمه- يقول:
    من تأمَّل في أبياته رأَى أنَّه قد اِشتمل مِن الحكم والمواعظ والتَّذكير وبيان حال الدُّنيا وأهمية العلم والحكم والدُّرر الشَّيء الكثير، فإذا اعتنى بها طالب العلم وسمعها ولو سماعًا فإنَّه سيُحصِّل منها إن شاء الله تعالى خيرًا كثيرًا.
    وإنَّما اِخترت أن يكون التَّعليق والشَّرح علَى هذه المنظومة لما سمعتم من أهمِّيتها ورونقيَّة ألفاظها وأبياتها ومواعظها ونصائحها، ولما يتعلَّق بذلك أيضًا أنَّه ليس لها شرح مطبوع معروف متداول وقلَّ من شرح هذه المنظومة.

    وقال في موضعٍ آخر من نفس الدَّرس:
    وكان بعض أهل العلم لا يُقرئ بعض طُلَّابه العلم حتى يحفظ المنظومة التائية، بل قال أبو الحجَّاج يوسف بن محمد البلوي في كتابه الماتع "ألف باء" قال: (إنَّ أبا عبد الله ابن سودة كان يحمل طلبته على حفظها لجودتها ) أي على حفظ هذه المنظومة الَّتي هي المعروفة بالتَّائية أو بمنظومة الآداب التي نظمها -رحمه الله تعالى-.

    وعلى كل حال فإنَّ هذا النَّظم قد اِشتمل علَى نصائح ووصايا عظيمة ستتبيَّن لكم من خلال سماعها وما يتعلَّق بالتَّعليق عليها

    الدرَّس الأول \ شرح تائيَّة الألبيري
    [باختصار يسير]

    تعليق


    • #62
      رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

      ( 57 )
      الأصح أن يُقال:
      أبو حامد الغـزَّالي – بتشديد الزاي -

      السُّؤال: سمعناكم من خلال الدُّروس تذكرون الغزَّالي بتشديد الزاي؟

      سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم - حفظه الله تعالى - أجاب بقول:
      هذا هو الصَّحيح وهذا هو الَّذي رجَّحه النَّووي وانتصر له في:" تحرير التَّنبيه "، وفيه وجه آخر وهو التَّخفيف.

      وهنا أعتبرها فُرصة وأقول لإخواني بأنْ يعتنوا بضبط الألفاظ وتصحيحها قدر ما يستطاع وأن يعتنوا بالقراءة في فصيح الكلام؛ ففي الحقيقة إنَّني أسمع بعض إخواني من طلَّاب العلم - وفَّقهم الله - يقعون في ضروب من اللَّحن ليست جيِّدة والنَّاس يتلقَّون عنهم ويلفظون بما يلفظون، فينبغي مراعاة هذا؛ والكتب المصنَّفة في هذه الأبواب - ولله الحمد - كثيرة جدًّا؛ ناهيك عن اللَّحن الصَّرفي والنَّحوي وكلنّا هذا الرَّجل ولكن ينبغي أن يكون هناك تقليل من هذا الأمر ".
      ( الدَّرس الثَّاني \ شرح الورقات )

      تعليق


      • #63
        رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

        ( 58 )
        تذكير الإخوانْ:
        بأهمِّية تقويم اللِّسانْ
        [إضافة للفائدة السَّابقة]

        سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم -حفظه الله تعالى- يقول:
        إذا عُلم هذا فإن جُمَّاع هذا الأمر الذي يجمع لطالب العلم في نفسه المَلكة له راجع إلى أمرين:
        إدمان القراءة والنَّظر في كتب الحديث وسماعها والتَّضلُّع باللُّغة العربيَّة قدر ما يستطيع من نحوها وصرفها وبلاغتها.
        وكم تستمع إلى قراءة القارئين أو بعض القُرَّاء أو بعض المتحدِّثين أو بعض المدرِّسين أو بعض المحاضرين من الألفاظ الَّتي تمجُّها الأسماع وهذا لا ينبغي لطالب العلم خصوصًا مع هذه اللُّغة الَّتي عظَّمها الله تباركَ وتعالى {كِتَابٌ أنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَك} ومِن بركة هذا القرآن ومن أعظم بركاته ما حَفظه لنا من لُغة العرب بقراءاته المتواترة العشر التي أُجمع عليها والشَّاذَّة الأربع الَّتي هي معروفة مشهورة فإنَّها حُجَّة في لغة العرب.
        فإذا أراد طالب العلم أن يتعرَّف على تصويب الألفاظ وتصحِيحها فإنَّه يُدمن النَّظر والقراءة في كُتب الحديث ويتضلَّع قدر ما يستطيع من القراءة والسَّماع في كتب اللُّغة العربيَّة ومعرفتها وما صُنِّف في:"اصلاح المنطق" و "لحن العوام" و "تثقيف اللِّسان" وهذه أسماء لكتب، وما شابه ذلك من كتب الفصيح ومنظوماته ككتاب ثعلب، وهذه تُعينك لأنَّ الكتاب والسُّنَّة بلسان عربي مُبين.

        الدَّرس التَّاسع \ شرح نُخبة الفكر

        تعليق


        • #64
          رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

          ( 59 )
          تنبيه على خطأ في قول:
          (مادام العبد في عون أخيه)

          سمعتُ الشَّيخ مصطفى مبرم حفظه الله يقول:
          ((وَالله فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيه)) (*)
          نبَّه الشَّيخ ابن العثيمين -عليه رحمة الله- على غلطٍ وقع في الرِّواية من أنَّ بعض النَّاس أو العوام يقولون: "مادام العبدُ في عون أخيه" لأنَّك إذا قلتَ:"مادام العبد في عون أخيه" صار عونُ الله لا يتحقَّق إلَّا عند دوام عون الأخ؛ هذا تنبيه لطيفٌ من الشَّيخ ابن العثيمين -عليه رحمة الله- في شرحه للأربعين.

          الدَّرس 19 \ شرح الأربعين النَّوويَّة

          ________
          (*) رواه مسلم

          تعليق


          • #65
            رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

            ( 60 )

            "مكة المكرَّمة"، "المدينة المنوَّرة":
            كلماتٌ ليست معروفة في الشَّريعة


            سمعتُ الشَّيخ مصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:
            هذه الكلمة "المدينة المنوَّرة، مكَّة المكرَّمة" ليست معروفة في الشَّريعة ولا معهودة في كلام الصَّحابة ولا في كلام التَّابعين ولا في كلام أئمَّة الإسلام، إلى أن جاءت الخلافة العثمانية أو أواخر الخلافة التُّركيَّة العُثمانية.
            وقد كان الصَّحابة وأئمَّة الإسلام في التَّعظيم لهذه الأماكن في مقدمة الأمَّة في هذا الأمر، لكن لما جاءت أواخر الخلافة العُثمانية هم أوَّل من أطلق مكَّة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة.
            ولا شك أنَّها مُنوَّرة وهذه مُكرَّمة لما فيها من الإسلام لكن الإضافة إليها بهذه الصُّورة لا نعلم له أصلًا.

            الدَّرس العاشر \ شرح الأربعين النَّووية

            تعليق


            • #66
              رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

              ( 61 )

              ((أربعٌ من كُنَّ فِيه كَانَ مُنَافقًا)) (*)
              المراد: من كان مُكثِرًا -من إحدى تلك الخصال-

              سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:
              وأمرٌ آخر هو أنَّ الحديث دلَّ بلفظه على الاِطَّراد والكثرة في هذا الأمر؛ من أين أخذنا هذا؟ أخذنا هذا من قوله عليه الصَّلاة والسَّلام، بتكرار هذا اللَّفظ: ((إذَا حَدَّثَ)) ((وَإِذَا وَعَدَ)) ((وَإِذا خَاصَمَ)) ((وَإِذَا عَاهَدَ))، فإنَّ "إذَا" هذه تُستعمل -كما قال طوائف [من أهل] اللُّغة- تُستعمل لإرادة الدَّوام بمعنى "كُلَّما"، وهذا له شواهد ونظائر في كلام العرب في شعرها ونثرها، بمعنى أنَّهم يقولون "إذَا" ويريدون بـ "إذا" أن يُقيموها مقام "كُلَّمَا" وعلى هذا فإنَّ قوله: (كُلَّمَا حدَّثَ كذَب) (وَكُلَّمَا وَعَدَ أَخْلَفَ)، أمَّا أن يقع هذا الشَّيء منه أحيانًا ولا يكون مقصودًا من جهته فإنَّ هذا لا يُدخله في شُعب النِّفاق -والعلم عند الله- كما هو مُحصل كلام أهل العلم رحمهم الله.

              الدَّرس 23 \ شرح الأربعين النَّووية

              _______
              (*) قال النَّووي رحمه الله: خرَّجه البُخاري ومُسلم.

              تعليق


              • #67
                رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                ( 62 )

                اتحاف الفُضلاءْ:
                بدحض فريَّة اتِّهام الألباني بـ "الإرجاءْ"

                السُّؤال: كيف الرَّد على الذين يقولون: (كيف تقبلون أن يُقال أنَّ ابن حجر يقولُ بقولِ الأشاعرة وابن قُدامة يقول بقول المفوّضة والقُرطبي عنده تمشعر ولا تقبلون أن يُقال أنَّ الألباني وافق قوله قول المرجئة)!؟


                سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله في جوابه يقول:
                ائتنا بهذا القول الَّذي وافق فيه الألباني رحمه الله قول المرجئة، وائتنا بمن قال بأنَّ هذا قول المرجئة؛ وإلَّا فإنَّ الإنسان لا يعجز عن مثل هذه الأساليب، والحمد لله النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام قال: ((أَنْتُم شُهَدَاء الله فِي أرْضِه)) وعلماء الأمَّة الَّذين عاصروا الألباني والَّذين جاؤوا بعده لا قالوا بأنَّه مُرجئ ولا بأنَّه وقع في الإرجاء ولا عرفنا هذا إلَّا من طائفين اثنتين:
                أُولهما: الإخوان المسلمون المتستِّرون بالانفصال عن الإخوانيَّة كالسّرورية والقطبيَّة، ومنهم صاحب كتاب "ظاهرة الإرجاء".
                والثَّانية: الفرقة الحدادية المُنشقَّة عن الخارجية وعن الخوارج المتمثِّلة في محمود الحدَّاد وباشميل ومن شاكلهم في الطَّعن في الألباني بأنَّه مُرجئ أو قال بمقالة الإرجاء.
                وأنا أريح السَّائل أو من عنده هذه الشُّبهة بأنَّهم سيأتون بمثل "جنس العمل"، أين آثار السَّلف في أنَّ القول في جنس العمل وما إليه أنَّ هذا قول المرجئة؟
                ولا نأخذ مثل هذه المسائل ومثل هذه القضايا من أهل الشُّبهات والمفتونين وأصحاب الشَّبكات والمشبوهين في الضَّلال والبدع وأصحاب الفكر الخارجي.
                الألباني عاصره ابن إبراهيم وعاصره ابن حميد وعاصره مُحمَّد السبَيل وعاصره محمد أمان الجامي وعاصره حمَّاد الأنصاري وعاصره ابن باز وعاصره ابن العثيمين وعاصره النَّجمي وعاصره الشَّيخ زيد، عاصره طبقة شيوخ شيوخنا وكثير من شيوخنا -حفظهم الله- ولا عرفنا أنَّ أحدًا قال بهذا؛ فدعونا من هذه الجعجعة وهذه الطَّنطنة الَّتي يُطنطن بها إمَّا إخواني أو حدَّادي.

                الدَّرس الثَّامن \ شرح تائيَّة الألبيري

                تعليق


                • #68
                  رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                  ( 63 )
                  توجيه ما صحّ عن أحد الصَّحابة الأفاضلْ
                  "بأنَّه لا توبة للقاتـِـلْ"


                  {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [1]

                  سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:

                  هذه الآية كثيرٌ من الشُّرَّاح والمفسِّرين يُثيرون مسألة قول أبي العبَّاس عبد الله بن العبَّاس بن عبد المطَّلب رضي الله عنه وعن أبيه وأرضاهم جميعًا في أنَّه يقول بأنَّ قاتل النَّفس خالدٌ في نار جهنَّم ولا توبة له وهذا مرويٌّ عن ابن عبَّاس [2]؛ لكن الَّذي ثبت عنه أنَّه رجع عن هذا القول، فإنَّه رضي الله عنه قد جاء عنه بسند صحيح عند البُخاري في الأدب المفرد أنَّه أتاهُ رجلٌ فقال: (يا ابن عباس إنِّي خطبتُ امرأة فأبت أن تنكحني وخطبها غيري فأحبَّت أن تنكحه فغرتُ عليها فقتلتها فهل لي من تَوبة؟ قال: أُمُّك حيَّة؟ قال: لا، قال: تُب إلى الله -عزَّ وجل- وتقرَّب إليه ما استطعت) قال عطاء: (فسألتُ ابن عبَّاس: لمَ سألته عن حياة أمِّه؟ فقال: إنِّي لا أعلم عملًا أقرب إلى الله -عزَّ وجلَّ من برِّ الوالدةالشَّاهد منه أنَّه قال: (تُب إلى الله)، وهذا الرَّجل لا شكَّ أنَّه قتل -كما يقولون- مع سبق الإصْرار والتَّرصُّد، وقتَلَ مُتعمِّدًا.

                  الدَّرس العاشر \ شرح الواسطيَّة

                  ________________
                  [1] [النِّساء: 93]
                  [2] عن سعيد بن جبير قال: قلتُ لابن عبَّاس: (ألمن قتل مؤمنًا مُتعمِّدًا من توبة؟ قال: لا ) رواه مسلم (3023)

                  تعليق


                  • #69
                    رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                    ( 64 )
                    قاعدتان مُهمَّتانْ
                    تُعينان على حفظِ القُرآنْ


                    سمعتُ الشَّيخ مصطفى بن محمَّد مبرم حفظه الله تعالى يقول:

                    كثيرٌ من طُلاَّب العلم يسألون عن القواعد التي تُعين على حفظ القرآن أو النَّصائح لمن أراد حِفظ القرآن، ونحن نقول بعد النَّظر والقراءة في كثيرٍ ممَّا طُرح ومما تُكلِّم فيه في هذا الباب: إنَّه بعد الأمر الوِجداني النَّفسي الَّذي نعني به: التَّعلُّق بالله -تبارك وتعالى-، تقوى الله، الإخلاص، المراقبة، العمل بالقرآن، التَّحاكم إلى القرآن، -يعني هذه أسبابٌ وجدانية في الإنسان لابدّ من تحقُّقها فيه-؛ لكن بالنِّسبة للحفظ يرجع إلى قاعدتين اثنتين لا ثالثَ لهما من ضبطهما ضبط الحفظ سواء كان في القرآن أو في الحديث أو في متون العلم.
                    هذان الأصلان -أو هاتان القاعدتان- هما الاستمرار والتَّكرار:
                    لأنَّ التَّكرار يُثبِّت الحفظ ويُقوِّيه ويُلزمه القلب حتى يكون مُلاصقًا له فيستطيع أن يستحضره متى أراد، كما قال -عزَّ وجل-: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}[1] فإذا كرَّرتَ المحفوظ فإنَّه يثبت في ذهنك؛ وسمعتُ شيخنا العلامة ابن غديان -عليه رحمة الله- وكنَّا في مجلسٍ معه يقول: (إذا أردتم تثبيت حفظ شيءٍ فاقرءُوه خمسين مرَّة) هذا أقلّ شيء؛ وحدَّثنا بعض الشُّيوخ أنَّ الشَّيخ عبد الرَّحمن فريَّان رحمه الله -الَّذي أسَّس جمعيات التَّحفيظ في نجد ببلاد الحرمين- كان يقول بأنَّ الشَّيخ محمَّد بن إبراهيم كان يُلزم طُلَّابه بأن يقرءُوا الصَّفحة مائة وعشرين مرَّة؛ وهذا يختلف باختلاف النَّاس وباختلاف أحوالهم.

                    وإذا نظرتَ إلى طريقة الأئمَّة من المتقدِّمين من المحدِّثين كان الواحد منهم رُبَّما يرتقي السَّطح ويُكرِّر السَّند من اللَّيل حتَّى يُصبح: "حدَّثنا فُلان قال: حدَّثنا فلان، قال حدَّثنا فلان" إلى أن يُصبح، ليُثبِّته، وهذا أمرٌ معلوم؛ أمَّا أنَّك تقرأ الصَّفحة مثلًا مرَّتين، ثلاثًا، وتقول: "الحمد لله حفظتُ" فإذا طُولبت بها لم تأتِ بها هذا ليس حفظًا.

                    والأمر الثَّاني: الاستمرار، لماذا الاستمرار؟ لأنَّ الاستمرار يزيدُ الحفظ، التَّكرار يُثبت الحفظ والاستمرار يَزيدُه، ولابدَّ مع الاستمرار أيضًا من التَّكرار، ولابدَّ مع التَّكرار أيضًا من الاستمرار.

                    هاتان القاعدان هما قاعدتَا الحفظ، ومن جرَّب الحفظ وكرَّر المحفوظ علِم حقيقة هاتين القاعدتين، طبعًا بعد الإخلاص -كما قلتُ لك آنفا- تقوى الله -عزَّ وجلّ-، الدُّعاء، وربَّما تكون هناك بعض الأسباب الغِذائية الَّتي يَذكرها بعض الباحثين وبعض المتقدِّمين وهذا مذكورٌ في كُتب أئمَّتنا من العلماء؛ وكان شيخنا مقبل -رحمة الله عليه- يُوصي طُلَّابه بشرب الزَّنجبيل وعدم الإكثار منه لأنَّه يُثبتُ الحفظ، سمعته غير مرَّة يُوصيهم بشرب الزَّنجبيل وعدم الإكثار منه لأنَّه يُسبِّب داءً يُسمَّى السَّوداء؛ ومِثل الزَّبيب كثيرٌ من أهل العلم يذكره؛ والأشياء الَّتي تُؤدِّي إلى حركة الدَّم في جسم الإنسان من المغذِّيات لا الأشياء الَّتي تُبرِّده وتُميته.
                    والكلام في هذا الموضوع يطول؛ وفيما سمعتم إن شاء الله تعالى خيرٌ وكِفاية.


                    الدَّرس 12 \ شرح العقيدة الواسطيَّة

                    ____________
                    [1] [العنكبوت: 49]

                    تعليق


                    • #70
                      رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                      ( 65 )
                      {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيع البَصِير}

                      سمعتُ الشَّيخ مصطفى مبرم حفظه الله يقول:
                      هَذِهِ الآية -كما عبَّر الشَّوكاني والهرَّاس في شرحه- هي: دُستور أهل السُّنة في باب الأسماء والصِّفات

                      الدَّرس الرَّابع \ شرح الواسطيَّة

                      تعليق


                      • #71
                        رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                        ( 66 )

                        مدارُ الأسماء والصِّفات كلّها
                        على اسمي "الحي القيُّوم"


                        سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله يقول:
                        "الحيّ القَيُّوم"
                        هذان الاسمان -كما يقول العلماء- إليهما مرجع أسماء وصفات الكمال، فاسم الحي واسم القيُّوم في اقترانهما كمال الحياة وكمال القيُّومية وكمال الصفَّات الدَّالة على الحياة من العلم والقُدرة والإرادة والسَّمع والبصر لأنَّها مُستلزمة لهذا كلِّه؛ وكذلك كمال الغنى -الغنى المُطلق لله تبارك وتعالى-

                        الدَّرس السَّابع \ شرح الواسطية

                        تعليق


                        • #72
                          رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                          ( 67 )

                          قول:((قَدَرُ الله ومَا شَاءَ فَعَل)) أصوب من قول:
                          ((قَدَّر الله ومَا شَاء فَعَل))

                          سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله تعالى يقول:
                          ((قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَل)) [1] هذا الصَّواب في ضبطها، ويجوز ((قَدَّرَ الله)) لكن الصَّواب هو الأوَّل كما رجَّحه جمع من المحقِّقين، وضبطه لنا شيخنا ابن عَقيل هكذا وحكاه لنا عن الشَّيخ ابن باز عليه رحمة الله.

                          الدَّرس 14 \ شرح الواسطية

                          ____________
                          [1] قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِالله وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا؛ وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ)) رواه مسلم (2664)

                          تعليق


                          • #73
                            رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                            ( 68 )
                            الرَّد على من يقُول:
                            الأصل في النَّاس (السَّلفية) أو (العدالة) أو (السُّنَّة)

                            سمعتُ الشيخ مصطفى مبرم حفظه الله يقول:
                            لا والله، لا الأصل في النَّاس السَّلفية ولا الأصل في النَّاس العدالة أيضًا، بل شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- ينعى على من يقول هذا القول، ويقول: كيف يُقال مثل هذا القول -أو بهذا المعنى- مع قول الله -عزَّ وجلَّ-: {وَحَمَلَهَا الإنْسَان إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.
                            فإذا قيل الأصل في الَّذين في بلاد الإسلام أنَّهم مُسلمون أو ما أشبه ذلك فنعم هذا صحيح، أمَّا ما يقوله كثيرٌ من هؤلاء:"الأصل في النَّاس السُّنَّة، الأصل في النَّاس السَّلفيَّة" هذا قولٌ باطل ما أنزل الله به من سُلطان؛ وأيضًا:"الأصل في النَّاس العدالة" لا، إذا كان الأصل في النَّاس العدالة لم نحتج إلى الشُهداء لأنَّنا سنعمل بالأصل والأصل أقوى من النَّاقل عنه؛ ينبغي التَّأمُّل في مثل هذه الأشياء.
                            فهذا القول تحفظ فيه قول الله -عزَّ وجلَّ-: {
                            وَحَمَلَهَا الإنْسَان إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}، وتُراجع كلام شيخ الإسلام في هذا الباب في هذا الموضع.
                            هؤلاء يقولون: "الأصل في النَّاس العدالة"، وهذا يقول: "الأصل في النَّاس السُّنَّة" وهذا يقول:"الأصل في النَّاس السَّلفيَّة" إذًا ما احتجنا إلى الجَرح والتَّعديل وما احتجنا إلى شهادة الشُّهداء وما احتجنا إلى تزكيَّة القاضي-نسأل الله العافيَّة-.

                            الدَّرس 13 \ شرح الواسطيَّة

                            تعليق


                            • #74
                              رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                              ( 69 )
                              نصيحة للزَّوجاتْ:

                              بأن يسعين للإصلاح وحلِّ الخلافاتْ

                              سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله يقول (*) :
                              كثيرٌ من الأزواج ينظرون إلى الحدَث ولا ينظرون إلى السَّبب، ما السَّبب الَّذي أوصله إلى هذا الأمر؟ فلا يكون السِّياق الَّذي يُعاقب الأزواج بعضهم بعضًا به هو الطَّلاق، فإذا غلطت المرأة هدَّدها الرَّجل بالطَّلاق وإذا غلط الرَّجل طالبته المرأة بالطَّلاق؛ لابدَّ من التَّفاهم؛ وأن تُناقشه بالَّتي هي أحسن تقول له: ما السَّبب في هذا؟ ما الَّذي أعجبك فيها ليس عندي انصحني أنا ضعيفة؟ ربَّما أكون قد قصَّرتُ في حقِّك!؟ هذا الكلام أقول أنَّه سيُنهيه سيُميته هذا سيُشعره بالذَّنب الَّذي ارتكبه؛ أمَّا أن تكون المرأة لا همَّ لها إلاَّ الانتصار لنفسها ولهذا سمعتُ شيخنا مُقبل -عليه رحمة الله- مرَّة -وأنا أهيب بأخواتي النِّساء أن يَسعيْن في إكمال عُقولهنّ- سمعتهُ -عليه رحمة الله- يقول: (لو كان الطَّلاق بيد النِّساء لطلَّقن في اليوم عشرين مرَّة)، فهذه نصيحة، وأنتم تعرفون الحديث الَّذي في صحيح مسلم أنَّ إبليس يضع عرشه على الماء ثُمَّ يبعث سراياه فيجيء أحدهم فيقول: ((فعلتُ كَذَا وكَذَا، فيقول: لَم تَصْنَع شيئًا..)) إلى أن يأتي الآخر فيقول: ((مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ ، فَيُدْنِيهِ مِنْهُ ، وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ)) وفي رواية: ((يُلبسه التَّاج)) لشدَّة الفساد الَّذي يقع بافتراق الزَّوجين.
                              فلا يكن همُّ المرأة السُّؤال هل يجوز لها أن تسأل زوجها الطَّلاق بقدر ما يكون همها السَّعي في اصلاح تلك الثَّغرة.

                              الدَّرس 16 \ شرح العقيدة الواسطيَّة (باختصار وتصرف)
                              _______
                              (*) مُقتبس من جوابه -حفظه الله- على سؤال نصُّه: هل يجوز للمرأة أن تطلب الطَّلاق من زوجها لأنَّه أخبرها أنَّه مُتعلِّق بامرأة أُخرى فصارت تكرهه لهذا السَّبب؟.

                              تعليق


                              • #75
                                رد: المنتقى من دروس الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله

                                ( 70 )
                                الأصح والأوفق للدَّليلْ:

                                قراءة "منهُ بدَا" بالتَّسهيلْ


                                قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- (*):
                                [وَمِنَ الإيمَان بهِ وَبِكُتُبِه: الإيمَان بأنَّ القُرآن كَلام الله، مُنَزَّل غَيْر مخْلُوق، مِنْهُ
                                بَدَا وَإِلَيْهِ يَعُود]

                                سمعتُ الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله يقول:
                                [مِنْهُ بدَأَ] أو [مِنْه بدَا]
                                هذان ضبطان، ولكلِّ واحدٍ منهما معنى؛ وقرأتُ على شيخنا العلَّامة أحمد بن يحيى النَّجمي -عليه رحمة الله ومغفرته- هذه اللَّفظة فضبَطَها بالتَّسهيل، وقال بأنَّ هذا هو الصَّحيح الَّذي تدُلُّ عليه دلالة الكتاب والسُّنَّة وآثار السَّلف، [مِنْهُ بَدَا] بتسهيل الهمزة، بمعنى أنَّه تكلَّم به؛ وقد جاء في بعض آثار السَّلف -كما جاء عن أبي أُمامة رضي الله عنه- أنَّه قال: (مَا تقرَّب العِباد إلَى اللهِ بأَفْضل ممَّا خَرج مِنه) الَّذي هو كلامه.
                                وأمَّا: (منه بدَأَ) فهذا من الابتداء، فإنَّ هذا لا يَنصر القول بأنَّه كلام الله -جلَّ وعلا- كما ينصره الوجهُ الأوَّل.
                                فهذه الفَائدة العزيزة الجليلة من شيخنا -عليه رحمة الله- ينبغي الاعتناء بها.

                                الدَّرس 20 \ شرح الواسطيَّة

                                _______
                                (*) العقيدة الواسطيَّة

                                تعليق

                                يعمل...
                                X