قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن بين عصمة الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغونه عن الله تعالى:
"وغيرهم لا تجب عصمته من ذلك وإن كان من أولياء الله المتقين. فليس من شرط أولياء الله المتقين ألا يكونوا مخطئين في بعض الأشياء خطأ مغفورا لهم؛ ولا من شرطهم ترك الصغائر مطلقا بل ولا من شرطهم ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه التوبة. وقد قال الله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} ، {لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين} ، {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون}. فقد وصفهم الله بأنهم هم المتقون. و " المتقون " هم أولياء الله، ومع هذا فأخبر أنه يكفر عنهم أسوأ الذي عملوا. وهذا أمر متفق عليه بين أهل العلم والإيمان. وإنما يخالف في ذلك الغالية من الرافضة وأشباه الرافضة من الغالية في بعض المشايخ ومن يعتقدون أنه من الأولياء. فالرافضة تزعم أن " الاثني عشر " معصومون من الخطأ والذنب. ويرون هذا من أصول دينهم. والغالية في المشايخ قد يقولون: إن الولي محفوظ والنبي معصوم. وكثير منهم إن لم يقل ذلك بلسانه؛ فحاله حال من يرى أن الشيخ والولي لا يخطئ ولا يذنب. وقد بلغ الغلو بالطائفتين إلى أن يجعلوا بعض من غلوا فيه بمنزلة النبي، وأفضل منه، وإن زاد الأمر جعلوا له نوعاً من الإلهية. وكل هذا من الضلالات الجاهلية، المضاهية للضلالات النصرانية. فإن في النصارى من الغلو في المسيح والأحبار والرهبان ما ذمهم الله عليه في القرآن؛ وجعل ذلك عبرة لنا؛ لئلا نسلك سبيلهم ولهذا قال سيد ولد آدم: {لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم. فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله؛ ورسوله}". ]
انظر: مجموع الفتاوى (11 /66-6