إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

‏فضل الإيمان بالغيب على إيمان الشهادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [بيان] ‏فضل الإيمان بالغيب على إيمان الشهادة

    كلام يستحق أن تقرأه بعيون بصيرتك، وتوطنه حبة قلبك:
    أول صفة تفصيلية مدح الله بها عباده المتقين في القرآن هي قوله: {الذين يؤمنون بالغيب}، لماذا فضل الإيمان بالغيب إيمان الشهادة؟ لماذا كانت أول صفة أثنى الله بها على عباده المتقين؟
    قال الدارمي رحمه الله في الرد على الجهمية له ص123-124: "وَمَا تَعْجَبُونَ مِنْ أَنْ كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مِنْ خَلْقِهِ، ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ، وَاحْتَجَبَ مِنْ خَلْقِهِ بِحُجُبِ النَّارِ وَالظُّلْمَةِ، كَمَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رُسُلَهُ، يُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ بِصِفَاتِهِ الْمُقَدَّسَةِ، لِيَبْلُوَ بِذَلِكَ إِيمَانَهُمْ أَيُّهُمْ يُؤْمِنُ بِهِ وَيَعْرِفُهُ بِالْغَيْبِ وَلَمْ يَرَهُ، وَإِنَّمَا يَجْزِي الْعِبَادَ عَلَى إِيمَانِهِمْ بِاللَّهِ بِالْغَيْبِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ تَبَدَّى لِخَلْقِهِ وَتَجَلَّى لَهُمْ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لِإِيمَانِ الْغَيْبِ هُنَاكَ مَعْنًى، كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَكْفُرْ بِهِ عِنْدَهَا كَافِرٌ، وَلَا عَصَاهُ عَاصٍ، وَلَكِنَّهُ احْتَجَبَ عَنْهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ بِهِ بِالْغَيْبِ، وَإِلَى مَعْرِفَتِهِ، وَالْإِقْرَارِ بِرُبُوبِيَّتِهِ لَيَؤُمِنَ بِهِ مَنْ سَبَقَتْ لَهُ مِنْهُ السَّعَادَةُ، وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ. وَلَوْ قَدْ تَجَلَّى لَهُمْ لَآمَنَ بِهِ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا بِغَيْرِ رُسُلٍ وَلَا كُتُبٍ، وَلَا دُعَاةٍ، وَلَمْ يَعْصُوهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَجَلَّى لِمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَ رُسُلَهُ وَكُتُبَهُ وَآمَنَ بِرُؤْيَتِهِ وَأَقَرَّ بِصِفَاتِهِ الَّتِي وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ، حَتَّى يَرَوْهُ عِيَانًا، مَثُوبَةً مِنْهُ لَهُمْ وَإِكْرَامًا، لِيَزْدَادُوا بِالنَّظَرِ إِلَى مَنْ عَبَدُوهُ بِالْغَيْبِ نَعِيمًا، وَبِرُؤْيَتِهِ فَرَحًا وَاغْتِبَاطًا، ... وَحَجَبَ عَنْهُ الْكُفَّارَ يَوْمَئِذٍ إِذْ حُرِمُوا رُؤْيَتَهُ كَمَا حُرِمُوهَا فِي الدُّنْيَا لِيَزْدَادُوا حَسْرَةً وَثُبُورًا".
    فأول ما يستفاد من هذا الكلام:
    1.
    الطريق إلى توحيد الله معرفته، وأقرب الطرق الموصلة إلى معرفة الله ومحبته معرفة أسمائه وصفاته التي لا تعلم من أقصر الطرق إلا بالوحي المنزل على رسله، ولن تهتدي إليه إلا بفضل الله عليك.
    2.
    إن صفات الجمال والجلال التي لا تعد ولا تحصى ولا يحيط بكنهها إلا الله، وهي صفات تحبب الخلق إلى ربهم أيما محبة، ، وهو أجل محبوب وأأجل مطلوب، ومحبة ما سواه تابعة لمحبته، ومن حكم احتجابه عن خلقه ألا يصل إليه من عباده إلا الخلص، ولو تجلى لعباده جميعا لآمنوا كلهم لما يعاينونه من جمال الصفات والذات، ولو وقع هذا لم يكن لخلص عباده مزية على غيرهم، ولارتفع من لم يكن أهلا، ولذا كان من حكم احتجابه عن خلقه أن يكون تجليه لخلص عباده أكمل نعيم يكافأون به لما آمنوا به بالغيب، إذ كانت أصدق أمارة على أنهم خلص عباده إيمانهم به بالغيب، وكان احتجابه في الدنيا والآخرة عمن لا يستحق الرفعة أشد عذابا لهم في الدنيا والآخرة، فحرموا لذة نعيم معرفته في الدنيا، وحرموا نعمة تجليه لهم في الآخرة فلم يعاينوا ذاك الجمال والجلال للصفات والذات حين يتجلى الجبار جبار القلوب المنكسرة له سبحانه فيرون وجهه، وتدبر كيف يكون حالهم حين ينشغلون عن كل نعيم أعطوه في الجنة بهذا النعيم، فما هم بأشد شوقا إلى شيء في الجنة شوقهم إلى هذا النعيم.
    3.
    ولولا فضل إيمان الغيب على إيمان الشهادة ما حصل التفاضل في الدرجات بين الصفوف صفوف أولياء الله وصفوف أعدائه، فكان من كمال عدل الله ورحمته أن من أجل شرائع الدين الإيمان بالغيب.
    4.
    القوة العجيبة لإيمان أهل الإيمان باللغيب، وما هو إلا محض جود الله عليهم، فمع توفر دواعي الهوى وميل النفس إليها، تركوا هواهم لأجل من آمنوا به بالغيب، بل أصبح هواهم تبعا لأوامره ونواهيه لما أحبوه سبحانه، فإن كان تجلي الله لخلقه يجعل العباد جميعا لا يعصونه فارتفع أهل الإيمان بالغيب درجات على من سواهم حيث قويت قلوبهم بمحض جود الله عليهم فتركوا أهواءهم بسبب ما تغير فيهم بمعرفة الجمال والجلال للصفات والأسماء، فكان ما عرفوه منها يدل على ما غاب عنهم، وكان وكان الغيب دليلهم على ما سيعاينونه في الشهادة يوم النعيم والملك الكبير.
    وأما إيمان الشهادة فقد قال الله عز وجل عنه بصريح العبارة:
    {
    هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك، يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} الآية.
    فيا من شغلت نفسك بالجدال والمراء في دين الله فيما لا يفيد، بل يضيع عليك عمرك, رأس مالك، تنبه لهذا، فإن كنت وكنا معك من أهل الإيمان بالغيب فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وتأمل كيف ينعم الله بهذه النعم على عباده ثم لا يتدبرون ولا ينتفعون، تأمل هذا، فليس التوحيد مجرد الحفظ للمسائل وضبطها على أهمية ذلك، بل ما يثمره العلم من عمل، وكل ذلك بمحض جود الله على عباده تفضلا، والله أعلم.



يعمل...
X