بسم الله
تفريغ
القارئ : وأما قوله تعالى ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ).
الشيخ : نعم هذه الآية وما بعدها يتحدى الله فيها المشركين الذين يعبدون الأصنام. ويذبحون لها وينذرون لها ويدعون لها من دون الله - عز وجل - أنهم إذا وقعوا في الشدة في البحر أو في غيره من الشدائد فإنهم لا يدعون غير الله - عز وجل - يخلصون الدعاء لله لعلمهم أنه لا ينقذ من الشدائد إلا الله - جل وعلا -. فإذا فرج عنهم. وأنقذهم من الشدائد أشركوا. فهم يخلصون لله في الشدة يخلصون الدعاء لله في الشدة. و يشركون به في حالة الرخاء ويدعون غيره. والله سبحانه وتعالى أقام الحجة على بطلان ما هم عليه. لأن الدعاء يجب أن يكون لله في الرخاء والشدة. لأن الدعاء هو العبادة. وهو أعظم أنواع العبادة. فقال - سبحانه - ( قل أرأيتم ) أي أخبروني تحداهم. أخبروني ( إن أتاكم عذاب الله ) أتاكم عذاب الله في الدنيا ووقع بكم ( أو أتتكم الساعة ) يعني قامت القيامة. هل تنفعكم هذه الألهة؟ هل تنفعكم هذه الألهة؟ ( أغير الله تدعون ).؟ هم يعترفون أنهم لا يدعون غير الله في هذه الأحوال. ( أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ) . (بل إياه تدعون ) يعني لا يدعون غيره في الشدائد. فيكشف ما تدعون إليه إن شاء أن يفرج عنكم وينقذكم من المهالك والمخاطر. ( وتنسون ما تشركون ). تنسون ألهتكم لعلمكم أنها لا تنفع ولا تنقذ من الشدائد. اذا كانت لا تنقذ من الشدائد فانه لا تجوز عبادتها ولا دعائها من دون الله. ( بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ). ويروى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما فتح مكة فر عكرمة بن أبي جهل. وكان من شجعان قريش. ففر من مكة. أراد أن يركب البحر. فركب في سفينة. فلما صارت في اللجة تلاطمت عليهم الأمواج أشرفوا على الهلاك. فقال أصحاب السفينة أخلصوا، فإنه لا ينقذ من هذا إلا الله سبحانه وتعالى. قال يعني وقع في قلبه الإيمان. تفكر. قال هذا الذي أنا هارب منه.
إذا كان لا ينقذ من الشدة إلا الله فإنه لا ينقذ في حالة الرخاء إلا الله، فهذا الذي أنا فررت منه. لئن أنقذني الله لا أذهبن إلى محمد، ولا أضع يدي في يده. فأنقذه الله. ذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبايعه على الايمان. شهد *أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله*. انتبه! انتبه في هذه الحالة. فصار من المجاهدين في سبيل الله. واستشهد في سبيل الله. رضي الله - تعالى - عنه. والشاهد من هذا أن هذا الصحابي تنبه. وأدرك أنه مخطئ. فحمله هذا على أن يذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يبايعه على الإسلام. أنقذه الله من الكفر بسبب هذا. ( قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله ). يعني في الدنيا. يعني نزلت بكم شدة ( أو أتتكم الساعة ). إذا قامت الساعة حينئذ كل يسلم. الكفار يسلمون. إذا قامت القيامة. ولكن فات الأوان. لا ينفعهم إيمانهم. ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن امنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) فالكافر عند الموت يسلم. لكن لا ينفعه ذلك. يحال بينه وبين التوبة. ولا تقبل توبته. كذلك الكفار عموما عند قيام الساعة يسلمون إذا رأوا، إذا طلعت الشمس من مغربها. (يوم يأتي بعض آيات ربك ) خرجت الشمس من مغربها، حينئذ لا تقبل التوبة من الكافر ولا من المذنب يغلق باب التوبة. ( قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون ) يعترفون أنهم لا يدعون غير الله في هذه الحال. ( أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ) لا يمكن أنهم يكذبون ويقولون نعم ندعو غير الله في الشدائد. ما يمكن عارفينٍ هذا. الله قام الحجة عليهم بمثل هذه الآية. نعم.
تفريغ
القارئ : وأما قوله تعالى ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ).
الشيخ : نعم هذه الآية وما بعدها يتحدى الله فيها المشركين الذين يعبدون الأصنام. ويذبحون لها وينذرون لها ويدعون لها من دون الله - عز وجل - أنهم إذا وقعوا في الشدة في البحر أو في غيره من الشدائد فإنهم لا يدعون غير الله - عز وجل - يخلصون الدعاء لله لعلمهم أنه لا ينقذ من الشدائد إلا الله - جل وعلا -. فإذا فرج عنهم. وأنقذهم من الشدائد أشركوا. فهم يخلصون لله في الشدة يخلصون الدعاء لله في الشدة. و يشركون به في حالة الرخاء ويدعون غيره. والله سبحانه وتعالى أقام الحجة على بطلان ما هم عليه. لأن الدعاء يجب أن يكون لله في الرخاء والشدة. لأن الدعاء هو العبادة. وهو أعظم أنواع العبادة. فقال - سبحانه - ( قل أرأيتم ) أي أخبروني تحداهم. أخبروني ( إن أتاكم عذاب الله ) أتاكم عذاب الله في الدنيا ووقع بكم ( أو أتتكم الساعة ) يعني قامت القيامة. هل تنفعكم هذه الألهة؟ هل تنفعكم هذه الألهة؟ ( أغير الله تدعون ).؟ هم يعترفون أنهم لا يدعون غير الله في هذه الأحوال. ( أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ) . (بل إياه تدعون ) يعني لا يدعون غيره في الشدائد. فيكشف ما تدعون إليه إن شاء أن يفرج عنكم وينقذكم من المهالك والمخاطر. ( وتنسون ما تشركون ). تنسون ألهتكم لعلمكم أنها لا تنفع ولا تنقذ من الشدائد. اذا كانت لا تنقذ من الشدائد فانه لا تجوز عبادتها ولا دعائها من دون الله. ( بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ). ويروى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما فتح مكة فر عكرمة بن أبي جهل. وكان من شجعان قريش. ففر من مكة. أراد أن يركب البحر. فركب في سفينة. فلما صارت في اللجة تلاطمت عليهم الأمواج أشرفوا على الهلاك. فقال أصحاب السفينة أخلصوا، فإنه لا ينقذ من هذا إلا الله سبحانه وتعالى. قال يعني وقع في قلبه الإيمان. تفكر. قال هذا الذي أنا هارب منه.
إذا كان لا ينقذ من الشدة إلا الله فإنه لا ينقذ في حالة الرخاء إلا الله، فهذا الذي أنا فررت منه. لئن أنقذني الله لا أذهبن إلى محمد، ولا أضع يدي في يده. فأنقذه الله. ذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبايعه على الايمان. شهد *أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله*. انتبه! انتبه في هذه الحالة. فصار من المجاهدين في سبيل الله. واستشهد في سبيل الله. رضي الله - تعالى - عنه. والشاهد من هذا أن هذا الصحابي تنبه. وأدرك أنه مخطئ. فحمله هذا على أن يذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يبايعه على الإسلام. أنقذه الله من الكفر بسبب هذا. ( قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله ). يعني في الدنيا. يعني نزلت بكم شدة ( أو أتتكم الساعة ). إذا قامت الساعة حينئذ كل يسلم. الكفار يسلمون. إذا قامت القيامة. ولكن فات الأوان. لا ينفعهم إيمانهم. ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن امنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) فالكافر عند الموت يسلم. لكن لا ينفعه ذلك. يحال بينه وبين التوبة. ولا تقبل توبته. كذلك الكفار عموما عند قيام الساعة يسلمون إذا رأوا، إذا طلعت الشمس من مغربها. (يوم يأتي بعض آيات ربك ) خرجت الشمس من مغربها، حينئذ لا تقبل التوبة من الكافر ولا من المذنب يغلق باب التوبة. ( قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون ) يعترفون أنهم لا يدعون غير الله في هذه الحال. ( أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ) لا يمكن أنهم يكذبون ويقولون نعم ندعو غير الله في الشدائد. ما يمكن عارفينٍ هذا. الله قام الحجة عليهم بمثل هذه الآية. نعم.