بسم الله
المصدر
تفريغ
والايمان بان الله جل وعلا يملك كل شيء يثمر ثمرات يانعة وعبادات جليلة. و
(اول) ذلك انه يورث تحقيق التوحيد فيكون العبد لله ويكون بالله. وذلك ان المالك لكل شيء هو المستحق للعبادة على الحقيقة، ولا يجوز أن يعبد فقير لا يملك شيئا. قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض. أي سفه كان عليه هؤلاء المشركون حينما عبدوا فقيرا لا يملك انما العبادة يستحقها الذي يملك كل شيء سبحانه وتعالى. و
(ثانيا) يثمر هذا الإيمان الرجاء في الله وحسن الظن به. فالله مالك لكل شيء وكل شيء تحت تدبيره وتصرفه، إذا هو قادر على أن يعطيك ما ترغب فيه، فأحسن الظن بالله، وأرجو أن يبلغك مأمولك . ويثمر هذا.
(ثالثا) صدق التوكل على الله وتفويض الأمور إليه، فكل شيء ملك له، وكل شيء مملوك مربوب له، وهو الذي يدبر كل شيء ويتصرف فيه، فعلى العبد الذي اعتقد هذا واستيقن به ان يتوكل على الله حق التوكل ويثمر هذا.
(رابعا) الخوف منه الله جل وعلا له كل شيء ولا يخرج شيء عن ملكه، فهو الذي يعطي ويمنع، وهو الذي يخفض ويرفع، وهذا من أعطاه حقه من التأمل والإيمان أورثه خوفا عظيما من مالك الملك سبحانه وتعالى ويورث هذا.
(خامسا) التحرر من رق المخلوقين ونزاهة القلب عن التعلق بهم، فإنهم لا يملكون شيئا، ليس منهم شيء ولا إليهم شيء، ولأي شيء بعد هذا تعلق القلب بهم وتنصرف شعبة من القلب إليهم، وهل هذا إلا محض . خلل في الايمان. ان ينصرف القلب عن التعلق الكلي بالغني الملك المالك سبحانه وتعالى الى التعلق بالمخلوقين الذين هم فقراء بالذات لا يملكون مثقال ذرة على الحقيقة. ويورث امرا.
(سادسا) الا وهو البراءة من رؤية النفس واستكبارها عند حصول الغنى بالمال. فلأي شيء يستكبر من اغناه الله جل وعلا بشيء ما هو إلا وديعة عنده. والله جل وعلا هو الذي يملكه على الحقيقة. أنت تستكبر حينها بلا شيء ولغير سبب. وأمر.
(سابع) وهو يقين العبد أن ما في يديه عارية مملوكة لربه سبحانه وتعالى، وهو مأمور أن يتصرف في هذا المال بأمره جل وعلا، فحقيقة هذا العطاء إنما هو ابتلاء من الله جل وعلا لينظر سبحانه كيف يفعل عبده. (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون). فعلى العبد أن لا يجاوز نظره فيما أعطاه الله عز وجل من مال وتراث الدنيا، فلا يعدو هذا النظر، فإن هذا سيصحح له مساره في التعامل مع ما بين يديه. أهـ
المصدر
تفريغ
والايمان بان الله جل وعلا يملك كل شيء يثمر ثمرات يانعة وعبادات جليلة. و
(اول) ذلك انه يورث تحقيق التوحيد فيكون العبد لله ويكون بالله. وذلك ان المالك لكل شيء هو المستحق للعبادة على الحقيقة، ولا يجوز أن يعبد فقير لا يملك شيئا. قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض. أي سفه كان عليه هؤلاء المشركون حينما عبدوا فقيرا لا يملك انما العبادة يستحقها الذي يملك كل شيء سبحانه وتعالى. و
(ثانيا) يثمر هذا الإيمان الرجاء في الله وحسن الظن به. فالله مالك لكل شيء وكل شيء تحت تدبيره وتصرفه، إذا هو قادر على أن يعطيك ما ترغب فيه، فأحسن الظن بالله، وأرجو أن يبلغك مأمولك . ويثمر هذا.
(ثالثا) صدق التوكل على الله وتفويض الأمور إليه، فكل شيء ملك له، وكل شيء مملوك مربوب له، وهو الذي يدبر كل شيء ويتصرف فيه، فعلى العبد الذي اعتقد هذا واستيقن به ان يتوكل على الله حق التوكل ويثمر هذا.
(رابعا) الخوف منه الله جل وعلا له كل شيء ولا يخرج شيء عن ملكه، فهو الذي يعطي ويمنع، وهو الذي يخفض ويرفع، وهذا من أعطاه حقه من التأمل والإيمان أورثه خوفا عظيما من مالك الملك سبحانه وتعالى ويورث هذا.
(خامسا) التحرر من رق المخلوقين ونزاهة القلب عن التعلق بهم، فإنهم لا يملكون شيئا، ليس منهم شيء ولا إليهم شيء، ولأي شيء بعد هذا تعلق القلب بهم وتنصرف شعبة من القلب إليهم، وهل هذا إلا محض . خلل في الايمان. ان ينصرف القلب عن التعلق الكلي بالغني الملك المالك سبحانه وتعالى الى التعلق بالمخلوقين الذين هم فقراء بالذات لا يملكون مثقال ذرة على الحقيقة. ويورث امرا.
(سادسا) الا وهو البراءة من رؤية النفس واستكبارها عند حصول الغنى بالمال. فلأي شيء يستكبر من اغناه الله جل وعلا بشيء ما هو إلا وديعة عنده. والله جل وعلا هو الذي يملكه على الحقيقة. أنت تستكبر حينها بلا شيء ولغير سبب. وأمر.
(سابع) وهو يقين العبد أن ما في يديه عارية مملوكة لربه سبحانه وتعالى، وهو مأمور أن يتصرف في هذا المال بأمره جل وعلا، فحقيقة هذا العطاء إنما هو ابتلاء من الله جل وعلا لينظر سبحانه كيف يفعل عبده. (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون). فعلى العبد أن لا يجاوز نظره فيما أعطاه الله عز وجل من مال وتراث الدنيا، فلا يعدو هذا النظر، فإن هذا سيصحح له مساره في التعامل مع ما بين يديه. أهـ