بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد جرى نقاش بيني وبين بعض الإخوة قديما حول عبارة في شرح (كتاب التوحيد) للشيخ صالح آل الشيخ، وهي وزن كلمة (طاغوت)، حيث أشكل علينا أنه وزَنَهَا على (فَعَلُوت). وبعد البحث تبين لي وجهُ ذلك -والحمد لله-، حيث إن أصلها: (طَغَيُوت)؛ لأنها مِن طَغى يطغى طُغْيانًا، قُدِّمت الْيَاء قبل الْغَيْن محافظةً على بقائها، وَهِي مَفْتُوحَة وَقبلهَا فَتْحة، فصار (طَيَغُوت)؛ ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار (طاغوت).
وقيلَ: أصلُ الْألف واوٌ، وهيَ لغةٌ فِي طغا، أي إن أصلها: (طَوَغُوت). قال بعض أصحاب هذا القول: لأن قلب الواو عن موضعها في كلام العرب أكثر من قلب الياء. وَلذَلِك يقالُ فِي الْجمع (طَوَاغيت). وأصلُ (طَوَغوت): (طغَوُوت)، ثم قلب فصار (طَوَغوت)، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها؛ فقلبت ألفا؛ فصار (طاغُوت)(1).
وقيل: إن وزنه (فاعَلُوت)، وهو مِن طغى، وأصله (طاغَيُوت)، استثقلوا الضمة على الياء فنقلوها إلى الغين؛ فالتقى ساكنان؛ فحذفت(2).


كتبه
علي المالكي


-------------------------
(1) يُنظر: «المحكم» لابن سيده (6/ 9) و(6/ 43)، و«أبنية الأسماء والأفعال والمصادر» لابن القصاع (182)، و«تحفة الأريب» لأبي حيان (214)، و«اللباب في علل البناء والإعراب» للعكبري (2/ 428- 429)، و«لسان العرب» (8/ 444) و(15/ 9)، و«تاج العروس» (38/ 496).
(2) يُنظر: «أبنية الأسماء والأفعال والمصادر» (182)، و«ارتشاف الضرب» لأبي حيان (1/ 112)، و«المزهر» للسيوطي (2/ 29)، و«تاج العروس» (38/ 496).