علل جمهور النحاة تقديرَ الضمة والكسرة في الاسم المنقوص بأنه للثِّقَل..
وانفرد الشلوبين بزيادة علة أخرى، وهي اجتماعُ الأمثال، حيث قال: (وإنما قُدِّرَت الضمة في (جاء القاضي)، و(زيد يرمي ويغزو)، والكسرة في (مررت بالقاضي)؛ لثقلهما في أنفسها، وانضاف إلى ثقلهما اجتماعُ الأمثال.
قال: والأمثال التي اجتمعت هنا هي الحركةُ التي في الياء والواو، والحركةُ التي قبلهما، والياء والواو مضارعتان للحركات؛ لأنهما من جنسها، ألا ترى أنهما ينشآن عن إشباع الحركات؟ فلما اجتمعت الأمثال خففوا بأن أسقطوا الحركة المستثقلة.
قال: ويدل على صحة هذه العلة أنهم إذا سكَّنوا ما قبل الواو والياء في نحو: (غزو) و(ظبي) لم يستثقلوا الضمة، لأنه قد قَلَّت الأمثال هناك لكون ما قبل الواو والياء ساكنا لا متحركا، فاحتمَلوا ما بقي من الثقل لقلته) اهـ (*)
وكلامه -مع أنه انفرد به- صحيحٌ وسديدٌ، ونابع عن نظرٍ في المسألة ثاقبٍ وعميقٍ.


_______
(*) نقله السيوطي في "الأشباه والنظائر في النحو"، وعزاه إلى "المقدمة الجزولية" ولم أجده في النسخة المطبوعة.