قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "الواجب على الخلق اتباع الكتاب والسنة وإن لم يدركوا ما في ذلك من المصلحة يعنى في الأوامر أو المفسدة يعنى في النواهي، لأن الواجب على العبد أن يقول: سمعنا وأطعنا، ولهذا لما سئلت عائشة رضي الله عنها: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت: كان يصيبنا هذا، فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.
وهذا هو العبد حقا، الذي إذا أمر بالشئ التزم ولم يقل: لِمَ، وإذا نُهي عن الشئ امتثل وترك، ولم يقل: لِمَ، وما الحكمة من شروع هذا؟ بعض الناس إذا سمع أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال: هل الأمر للوجوب؟ وإذا سمعوا نهي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قالوا هل النهي للتحريم؟ وهذا أمر لا ينبغي.
الصحابة رضي الله عنهم إذا أمروا امتثلوا، وإذا نهوا كفوا، ولم يقولوا: يا رسول الله هل أمرك للوجوب وهل النهي للتحريم؟ لا ينبغي أن تسأل.
نعم لو تورط الإنسان في ارتكاب ما نهي عنه، أو تورط في مخالفة الأمر، حينئذ يتساءل هل الأمر للوجوب فيقضي، هل النهي للتحريم فيتوب منه، أما مجرد أن يسمع يناقش هل الأمر للوجوب و ما أشبه ذلك... ما حجة الإنسان عند الله يوم القيامة إذا قال: أمرتك فلم تمتثل، و أمرك رسولي فلم تمتثل، ونهيتك فلم تمتثل، ونهاك رسولي فلم تمتثل، وهذا كما قلت لكم وكررته وأكررها: إنك إذا سمعت أمر الله ورسوله تقول: سمعنا وأطعنا، وأفعل إذا كان أمرا، وإذا كان نهيا تقول: سمعنا وأطعنا واجتنبه، حتى تكون عبدا حقيقة، العبد الحقيقي هو الذي يمتثل ولو بالإشارة". المصدر: شرح كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، صفحة: 392 .