بسم الله
تفريغ :
فمن صلح قلبه صلحت أعماله، ومن فسد قلبه فسدت أعماله. قال أبو العباس ابن تيمية الحفيد في الفتاوى المصرية القلب ملك البدن والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده. ويروى قريبا من معناه عن أبي هريرة موقوفا عند البيهقي في شعب الإيمان، وفي إسناده ضعف، إلا أن معناه صحيح، فإن القلب هو مبدأ الإرادة، فإذا صلحت إرادة الإنسان صلحت أعماله، وإذا فسدت إرادة الإنسان فسدت أعماله. والعناية بأمر القلب ينبغي أن تكون أعظم من العناية بأمر الظاهر، لأن مدار أمرك في صلاحك وفسادك هو على قلبك، فإذا كان قلبك صحيحا نجوت، وإذا لم يكن صحيحا هلكت، قال الله تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ). والقلب السليم هو السالم من كل شبهة وشهوة، ذكره أبو العباس ابن تيمية وتلميذه أبو عبد الله ابن القيم في إغاثة اللهفان وفقه القلب وأعماله من أعظم أنواع الفقه التي قصر فيها طلاب العلم في هذا الزمان، فإن أبوابا من فقه الدين قد طوي بساطها وانقضت خيامها إلا عند قليل من الناس كفقه القلب أو فقه الدعوة، وتجد أن الكلام فيها يكون مبنيا على أراء وخواطر وتوجسات، أما بناؤها على حقائق الشرع فضعيف في الناس، فينبغي أن يعتني طالب العلم بهذه الأنواع من الفقه مما سمينا أو كفقه الأذكار والأدعية أو فقه القرءان الكريم، فإن ظهور النقص فيه بين عند المشتغلين بالعلم، وهو من أعظم الدين الذي ينبغي أن يكون عند المرء، وكان هذا من جملة ما يشمله إسم الفقه، فإن اسم الفقه عند الأولين كان اسما للدين كله، ومن ذلك أحوال القلوب وأعمالها وعللها وآفاتها. ثم لما قصر حظ الناس من العلم جعلوا اسم الفقه للأحكام الظاهرة، ذكره ابن الجوزي في منهاج القاصدين، ثم عبد الرحمن بن قدامة في كتاب مختصر منهاج القاصدين. نسأل الله العلي العظيم أن يصلح فساد قلوبنا، وأن يرزقنا وإياكم قلبا سليما.اهـ
للتحذير الشيخ العصيمي موقوف
تفريغ :
فمن صلح قلبه صلحت أعماله، ومن فسد قلبه فسدت أعماله. قال أبو العباس ابن تيمية الحفيد في الفتاوى المصرية القلب ملك البدن والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده. ويروى قريبا من معناه عن أبي هريرة موقوفا عند البيهقي في شعب الإيمان، وفي إسناده ضعف، إلا أن معناه صحيح، فإن القلب هو مبدأ الإرادة، فإذا صلحت إرادة الإنسان صلحت أعماله، وإذا فسدت إرادة الإنسان فسدت أعماله. والعناية بأمر القلب ينبغي أن تكون أعظم من العناية بأمر الظاهر، لأن مدار أمرك في صلاحك وفسادك هو على قلبك، فإذا كان قلبك صحيحا نجوت، وإذا لم يكن صحيحا هلكت، قال الله تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ). والقلب السليم هو السالم من كل شبهة وشهوة، ذكره أبو العباس ابن تيمية وتلميذه أبو عبد الله ابن القيم في إغاثة اللهفان وفقه القلب وأعماله من أعظم أنواع الفقه التي قصر فيها طلاب العلم في هذا الزمان، فإن أبوابا من فقه الدين قد طوي بساطها وانقضت خيامها إلا عند قليل من الناس كفقه القلب أو فقه الدعوة، وتجد أن الكلام فيها يكون مبنيا على أراء وخواطر وتوجسات، أما بناؤها على حقائق الشرع فضعيف في الناس، فينبغي أن يعتني طالب العلم بهذه الأنواع من الفقه مما سمينا أو كفقه الأذكار والأدعية أو فقه القرءان الكريم، فإن ظهور النقص فيه بين عند المشتغلين بالعلم، وهو من أعظم الدين الذي ينبغي أن يكون عند المرء، وكان هذا من جملة ما يشمله إسم الفقه، فإن اسم الفقه عند الأولين كان اسما للدين كله، ومن ذلك أحوال القلوب وأعمالها وعللها وآفاتها. ثم لما قصر حظ الناس من العلم جعلوا اسم الفقه للأحكام الظاهرة، ذكره ابن الجوزي في منهاج القاصدين، ثم عبد الرحمن بن قدامة في كتاب مختصر منهاج القاصدين. نسأل الله العلي العظيم أن يصلح فساد قلوبنا، وأن يرزقنا وإياكم قلبا سليما.اهـ
للتحذير الشيخ العصيمي موقوف
